رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الرابع والعشرون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الرابع والعشرون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الرابع والعشرون

يَشبَهُ الجَحيمْ، مَنْ يَقتَرِبُ مِنهُ حَتمًا سَ يَحتَرِقْ
وَلكِنهُ يَجُرَني.
في أعماقِ أسرَارِهِ مِنْ دونِ عِلمٍ يُقْحِمني
وَبِما ألزَمَ بِهِ نَفسَهُ قَسرًا يُلزِمني
فَ ما السَبَبْ؟! هَلْ بِ مَرَضِهِ المُخيفِ عَشِقَني؟
حَتى مِنهُ وَفيهِ عَدَني وَإلى يَسارِ صَدرِهِ أسكَنَني
أمْ أخَذَ عَلى عَاتِقِهِ وَعدًا بِ أنَّهُ السَّقرْ.
وأنا القَدَرْ.
وَلِكَي يَنْجُو مِنْ قَدَرِهِ يَجبْ عَليهِ أنْ يُحرِقني.

- وأنتِ منو وصلچ الخبر إذا هوَ سري للغاية؟!
- دكتور رؤوف مو صديق الوالد، اِتصل بلغه بالحادث وأني كنت يمه ف سمعت أغلب الحديث الدار بيناتهم.
- أمر غريب جدًا!
- شبيچ شو شكلچ ما فرحتِ بالخبر؟!
- مو مسألة فرح وغيره بس يعني حادث! آآآ زين همْ عرفتِ الحادث مال أيش بالضبط لو لا؟!
- أكيد عرفت، حادث سيارة.
- وكمْ نفر كانوا وياه؟!

- حسب ما سمعت وحدة يمكن طلع بالسيارة بموضوع خاص أو يمكن أكو أحد وياه وأني ما فهمت عدل.
- زين تگدرين تعرفي لي إذا كان وحده بداخل السيارة ساعة الحادث لو السائق الخاص وياه؟
- ما أعتقد، يعني أشوفها صعبة أروح اسأل الوالد منو كان وياه بالسيارة هسه شيگول حاطه أذنچ وياية.
- تمام حبيبتي، شكرًا على الخبر.
- مو تزعلين أمانة.
- ليش أزعل! حقچ لأن صدگ الموضوع صعب، المهم بلغتيني شكرًا لچ مرة ثانية.

- تتدللين ما سويت شي يستحق تشكريني عليه. يلا أخذي راحتچ لازم أرجع ل مجموعتي.
مجرد ما غادرتْ رجعت صعدت للإدارة، توني رافعة ايدي أطرق باب غرفة مكتب المدير بلغتني السكرتيرة طالع من ربع ساعة، ما گدرت أنزل بصراحة بالي عند الموضوع إذا ما حصلت جواب على الاسئلة الگاعد تدور براسي مستحيل أگدر أركز بالعمل.

ربع ساعة ثانية يلا اجى يتمشى بالممر هوَ ورسول من شافني رفع ايده عن بُعد ألقى تحية السلام وراح، تقدم دكتور رؤوف سلم وفتح الباب، دخلنا للمكتب سوى.
- اعتذر أخاف دأخذ من وقت حضرتك...
- لتكملين بنتي، دائمًا أقول وقتي كله لكم وللمصحة.
- مشكور دكتور بس سمعت خبر خاص شوية واجيت هنا لأن حابة اتأكد ما مدى صحت هالخبر من حضرتك
- اي تفضلي.
- الوزير هاني عرفه تعرض لحادث سير من يومين؟
- وأنتِ من وين عرفتِ؟!

- يعني عندك علم؟
- اي بس نصيحة من أب لبنته لتحچين ب هالموضوع حاليًا لأن الجهات المعنية متكتمة على الخبر.
- أكيد ما احچي، أني بس ردت اتأكد من شغلة وحدة هوَ كان بمفرده داخل السيارة لو أحد وياه؟
- قصدچ ضحى؟ إذا هيَّ لا مموجودة.
- مو بس ضحى أي شخص ثاني، حماية، سائق، أحد الأفراد القريبين منه، يعني من هذا القبيل.
- حسب معلوماتي كان طالع وحده.
- وحالته؟
- سيئة نوعًا ما لأن الحادث قوي بس ديحاولون وياه.

- تمام، شكرًا دكتور على وقتك الثمين، استأذن.
- قدر، مو تحچين بالموضوع.
- لتوصي حريص.
غادرت مكتبه بمشاعر ممزوجة ما بين السعادة والقلق أكو شك بداخلي اتمنى يكون مو بمحله، أتممت دوامي بفكر شارد همْ زين ما كان عندي جلسات غير جلسة شغف وهيَّ أيضًا ما گدرت أتممها بالشكل المطلوب.

رجعت للشقة، أكلت مُجاملة ل بيبي ودخلت ل غرفتي بحجة النوم، سديت الباب ساندة طولي على ظهره ما أدري أي طريق من المُفترض أسلك حتى اتأكد من الشكوك الاِستحوذت على تفكيري لدرجة التقييد
مشيت خطوات بسيطة إلى أن وصلت للسرير جلست على حافته، نصيت ب تعب واضعة ايدي أعلى رأسي بس رفعت عيني صار اِنعكاس صورتي بالمِرآة، صفنت لثواني ضيئلة كانت نتيجتها الذهول مما طرأ على الذاكرة، قدر أنتِ شلون ما دققتِ ب هذا الموضوع!

نهضت على السريع متوجهة للميز، فتحت الجرار أقلب بين الاِكسسوارت بسرعة جنونية، عثرت عليها وأخيرًا رفعتها للأعلى صافنة على مظهرها ماشة صغيرة على هيئة وردة ذهبية وضعها أمان بين خصلات شعري الجانبية بيوم زواج عادل بداعي التزيين.
قلبتها يمين يسار ما بيها شي! قوست الطرف الخارج منها على شكل ورقة عثرت بالأسفل على جهاز تنصت صغيرة للغاية مستحيل الإنسان العادي يتعرف عليه!

أخذته ورجعت للسرير جلست أقلب بيه، هسه يلا اِنقطع الشك باليقين، كل شي كان يدعو للريب وقفته بمنتصف الممر وكأنه ينتظر قدومي، جملته الغريبة، نظرة الشفقة اللمحتها داخل عيونه، الحلم غير المألوف الحلمت بيه أني واللي يدل على تخاطر فكري ما بيني وبينه بتلك اللحظات، شكيت بوضعه المُريب لكن غالطت نفسي يعني بالنهاية إذا عنده علاقة بروح همْ من غير المعقول تلحق تسرد له التفاصيل بهذه السرعة القصوى ومستحيل يكون سمع كلامي واحنا داخل الغرفة والكاميرات شغاله ب اِنحاء الممرات وأمام باب المكتب، أضعف الإيمان تصورت يكون سامع بعض الأمور السطحية نتيجة الخلاف الحاد النشب بين يامن وهاني بعدما تواجهوا داخل غرفة المكتب بسبب تعمده للقائي رغم محاولتي للتهرب من مواجهته الموجعة.

(داخل أروقة الذاكرة المُتشعبة في الجزء الحصين من الدماغ يتأرجح العقل ما بين التناسي والنسيان في محاولة منه للهروب من مواجهة الماضي).
هنا بالضبط تركني دكتور رؤوف أصارع مخاوفي بعدما صعقني بخبر قدوم هاني للمصحة وراح مع التنبيه الشديد على عدم المغادرة كي لا يسبب تغيبي مشاكل للطرفين، الإدارة كونها الجزء المسؤول عن عمل المصحة وأنا لكوني موظفة حكومية أعمل داخلها.

واقفة بالممر بحالة ذهول كل جزء مني يرتعد خوفًا من مجابهة الماضي في معارك ليست سوى معارك دامية فيما لو اِلتقت عيني بعينه وحلت عليَّ لعنة الذاكرة.
الماضي المُثير للكرهِ والمَقت، قبيح الليالي، أسود الأيام
طعن الأخت الوحيدة بل البنت الأولى والأقرب ل قلبي.
خسارتي ل طيرين من طيور الجنة في يوم الغدر ذاته بطريقة لا يُمكن ل ذكراتي أن تطويها في دائرة النسيان.

وغفوتي المُغفلة وهمَ يلعبون ب خبثٍ تشمئز له النفس ويهتز له العرش داخل زوايا مملكتي الخاصة.
كل هذه البشاعة تختصرها نظرة واحدة من عينيه لا أكثر فماذا يحدث إذا أطال النظر قاصدًا للأذية؟!
تركت كل شي وصعدت للطابق الثالث، دخلت الغرفة محتارة بأمري، دقائق وانتشروا حمايته في زوايا الممر الداخلي للطابق، تقدمت بسرعة قبل لا أغلق الباب دفعها برهاوة كفه ودخل راسم الاِبتسامة على وجهه!
- أزيك يا قدر؟

- من شفتك راح كل الخير، ليش اجيت لغرفتي؟!
- بعد كل اللي عملتو علشانك لسه شايلة في قلبك غل ناحيتي! ده أنا صاحب أفضال مش فضل عليكِ وابن حرام اللي ينكر فضل غيرو عليه وقدر مش كده.
- إذا أني مو هيچ أنتَ هيچ وما أعتقد أكو ابن حرام بالدنيا يوازي عملتك لا والله مرات ولد الحرام يكونون أفضل بألف مرة من ولد الحسب والنسب أمثالك وأمثال ضحى النجسة.
- عشقتها وأنتِ السبب، أعمل إيه؟

- صح أني السبب، كان من المفترض عليَّ أرمي أختي العمرها ميتجاوز ثمان سنوات بعد وفاة أهلي بالشارع حتى لا تكبر عندي وبين ايدية وتدنى نفس زوجي على الطفلة الرباها وتدنى نفسها على الرجال العمره بعمر أبوها لو عايش وتقرر تاخذه من زوجته اللي هيَّ أمها الثانية وتهدم بيتها وحياتها وتتسبب بموت أطفالها! واو على التفكير المُتجرد من الضمير والإنسانية واللي صار ميحمل غير بس بالشهوات والملذات ويبرر الغلط بمغالطة الصح ويذم الصح لتبرير الغلط، جد واو!

- بصي أنا...
- أطلع برة، أطلع برة بسرعة لتشوف مني شي يندمك على كل خطوة خطيتها ب اِتجاه غرفة مكتبي...
بعدني ممكملة الجملة دخل يامن مثل الإعصار الهائج، مُباشرة وبدون تفاهم سحبه من ياخته ب قوة، رادوا حمايته يتدخلون وقفهم ب اِشارة بسيطة من كفه وطلب منهم مُغادرة الغرفة، نفذوا الطلب فورًا.
وهذه كانت المواجهة الأولى بين يامن وهاني بعد ذاك اليوم المشؤوم.
يامن: ولك عين تراويها خلقتك بعد كل شي سويته.

هاني: أنا في شغل يا ابني.
يامن: شغلك هذا خليه يا يا ابن
قدر: لا يامن اترجاك لا.
حمايته برة منتظرين اِشارة منه، گوم يامن دور وجهك وبحركة مباغته أقفل الباب وضم المفتاح بجيبك!
هاني: أنتَ بتعمل إيه يا ابن المجنونة؟!
يامن: ولا شي بس حاب شوية نلعب سوى مصارعات خلف الجدران إلى زمان منتظر أطبق الحركات التعلمتها براس واحد واجيت أنتَ لعندي والله جابك.

حچاها ونزل بيه ضرب، صرخت حاولت ترجيته حتى يتركه ماكو فقد تمامًا، رادوا الحماية يكسرون الباب حس على محاولتهم منعهم بصوته، ثواني واِنفتحت الغرفة بالمفتاح الاِحتياطي، دخل المدير سحبه عنه بعصبية ومُباشرةً قدم اعتذار شديد اللهجة لهاني عن تصرف يامن خوفًا عليه من المُحاسبة القانونية.
يامن: وليش دتعتذر عمي! هوَ المثله همْ حاسبه أدمي هذا عبارة عن كيس نفايات لابس بدلة رسمية.
رؤوف: يامن!

أشرف: مش كده يا يامن، دأنتَ بتضيع نفسك.
رسول: ما صار شي خلاف عائلي بيناتهم لحد يتدخل
يامن: أخذ حمايتك وأطلع برة لا أطلعك وياهم دفرات
هاني: ماشي يا يامن.
حچاها بصيغة التهديد وطلع، صرخت عليه ب عصبية صرخ هوَ على الموجودين حتى يتركونا بمفردنا مجرد ما طلعوا اِنهاريت بتعب مينوصف، ما حچى شي تركني وراح بعدها بدقائق اجتني روح من الموقف الحقير الكنت عليه اضطريت أشكي لها وجعي.

باوعت لاِنعكاس صورتي بالمرآة: معناها سمع كل هذا بس شلون فاتني تحليل حركته من وضع الماشة بشعري وليش أخذتها على محل النية الحسنة، معقولة ثقتي بيه وصلت لحد العمى عن التدقيق بالأمور!

بيوم زواج عادل رجعت للشقة تعبانة نمت مُباشرةً يا دوب بس خلعت فستاني والصبح گعدت تعبانة شعري مرتب لميته للأعلى بكتر صغير بدون تمشيط ف ظلت الماشة بيه وهيچ حصل أكثر من مُبتغاه لأن هوَ زرعها حتى يعرف تخطيط الحاضر وليسَ اِكتشاف الماضي.
رجعت باوعت عليها اتأملها ب نظراتي المندهشة: قذر وراح تبقى قذر مستحيل تصير لك چارة!

سحبت الموبايل اِتصلت عليه بسرعة، ما رد، رجعت كررت المحاولة على نهاية الاِتصال فتح الخط واضح من نبرة صوته العجولة مشغول ب مصيبة جديدة من مصايبه المتنتهي.
- وين أنتَ أمان؟
- ليش؟!
- أريد أشوفك عندي موضوع وياك، بالمصحة؟
- لا طالع.
- دايح كالعادة مو شي جديد عليك.
- راح أسد الخط.
- گلت أريد أقابلك.
- أجلي هالمقابلة بينما أنتهي من مشاغلي وأني أجيچ.
- هسه أمان.
- گلت مشغول ليش تلحين؟!

- عسى ما تكون بجهنم همْ تأجل مُتعة الشوي وتجيني
- جاي أخذچ لجهنم وياية.
حچاها وسد الخط، رجعت اِتصلت عليه رفضني بعدها بثواني دز لي رسالة من كلمة واحدة (تحضري).

جهزت نفسي وطلعت قدمت تقرير ل بيبي بس علمود تقتنع ب طلعتني، تأخر كلش صار العصر وهوَ ماكو ومن اتصل يرفضني! توضيت وصليت وگلت بس أكمل أغير ملابسي لأن شكله نصب عليَّ وسايرني حتى لا أبقى ألح عليه بالكلام لكن مجرد ما اِنتهيت من الصلاه وقبل لا أكف السجادة اِتصل يبلغني هوَ ب اِنتظاري عند الباب.

نزلت بسرعة باوعت ب اِستغراب وين سيارته؟ فجأة تحركت سيارة غريبة متوجهة للشارع الأمامي، ركزت هذا هوَ! مشيت بسرعة بس تجاوزت الشارع لگيته ينتظرني نصى فتح الباب صعدت، سدها وبقى واگف
- خير ليش طلبتِ تشوفيني، معقولة اشتاقيتِ؟
- افتح ايدك.
- ليش؟!
- افتح اريد أهدي لك شي.
مد ايده يباوع لي برفعة حاجب، ضربت كفي على كفه واضعة الماشة بداخل هالكف.
- تفضل حركاتك القذرة رجعت لك.
- ميحتاج تشكريني، بالخدمة.

- أنتَ شنو؟! ب أي صفة تتجسس عليَّ بهذه الطريقة وإياك تگول مرتي لأن حتى لو معتبرني مرتك مو من حقك تطبق براسي حركات التجسس الوضيعة هذه.
- من حقي أطبق كل الحركات وياچ، مرتي. غمز لي
- مسربت، قذر، ما أدري شلون متحمل نفسك من يمي تعبت شكو صفة سيئة بالدنيا منقوشة بيك!
احچي وهوَ عيونه على المرايا الأمامية يباوع ل نفسه ويعدل شعره ب تصفير خفيف غاية في الاِستفزاز.
صرخت بكل صوتي.
- أمان!

أريد أواصل الحديث أنتبهت له باوع بالمرايا الجانبية وعلامات الدهشة ملونة ملامحه، مد ايده داخل جيبه طلع القناع لبسه على السريع وصرخ بيَّ يطلب أنزل للأسفل، عاندت أريد أعرف شنو ديصير، فجأة سحبني من شعري نزلني أسفل المقعد وظل لازم راسي بيده صرخت بضجر أريده يبتعد، شغل السيارة وتحرك.
- أمان وخر رگبتي وجعتني، أمان شبيك مو داحچي!
- تحملي شوية لترفعين راسي.
- بس وخر ايدك ما أرفعه.

أول ما بعد ايده عني عدلت گعدتي، ما لمحت غير سيارة بيها مجموعة أشخاص ديلاحقوه وبسرعة رجع نزلني يرزل بيَّ لأن خالفت كلامه.
بقى محتجزني بالأسفل بعد تهديد صريح إذا رفعت راسي يوجه لي ضربه بالسلاح على أثرها أفقد الوعي!

ما أدري شنو گاعد يصير! السيارة دتتحرك بشكل غير نظامي وكأنها تمشي داخل طريق متعرج، على غفلة وقف سيرها وصرخ بيَّ أنزل، فتحت الباب بسرعة احنا بطريق خارجي خلف التلال! تقدم بحركة سريعة مسك كَفي بكَفه وركضنا سوى أني بطبيعتي أعتمد لبس الشوز الرياضي بكل مكان ما عدا المُناسبات لأن حركتي تتطلب الخفة دائمًا وطولي كذلك جدًا مُناسب ف ما أحتاج للكعب العالي لذلك سهلت عليَّ الحركة مع كل هذه الرمال الكثيفة لكن بجهد جدًا عظيم.

تعبت كلش، ثقلت أقدامي من كمية الرمال الدخلت بيها، صرخت عليه يتوقف حتى أسحب النفس لصدري أخذني بسرعة واختبأنا خلف تلة من التلال العالية
مجرد ما استقرينا بالجلسة سحبت الشوز أفرغ الرمال منه، ضجت مليت راح انفجر، شنو شايفني حتى يقحمني بمغامراته القذرة، اِلتفتت عليه أنطق بغضب
- من أنتَ مصخم الشرايع هيچ شكو دتجي عليَّ؟!
- گلت لچ مشغول، أنتِ أصريتِ.

- وأني شعرفني بصخام الوجه مالتك! مو طبيعي أبدًا مو طبيعي أشك أنك تاكل مثل البشر لا أنتَ تتغذى مشاكل دم جرائم صراعات أموال حرام، كلها يخلطوها هيچ بتجانس ويزرقوها لك بالوريد حتى تگدر تعيش
- أششش صوتچ.
- صوتي شنو!
احچي وهوَ مو يمي مركز على الطريق، توني سحبته من قميصه دأصرخ سد حلگي بيده، واحد منهم صار قريب من المكان الموجودين بيه احنا.

بقت ايده على حلگي يخاف يتركني وأفضحه، تقدم الشخص يتجول بين التلال بنظرة الاِستكشاف، وصل يمنا مسافة بسيطة ويكشف وجودنا، بعد أمان ايده عني وقرب وجهه من جهتي اليسار يهمس بمسامعي
- خليچ ثابتة بهذا المكان، مهما صار إياچ تكشفي لهم عن نفسچ.
- لتخاف هالمرة حتى لو أشوفك تموت گدامي ما أحرك ساكن، الغلطة الگلت تكرريها مرة ومرتين ما راح تتكرر
- وهوَ المطلوب.

حچاها وتحرك بخطوات ناصية قبل ليغادر المكان رجع نظره عليَّ يعيد الكلام ب نبرة التأكيد.
- لتطلعين قدر، حتى لو وگعت بيدهم أو تصوبت أبدًا لتكشفين عن نفسچ، همَ يعتقدوني وحدي.
- وأنتَ تستاهل أخاطر بحياتي علمودك؟! هه بطران.

أخذ الجهة المُعاكسة لمسير الرجُل يتخفى بين الرمال، بقت عيوني تراقب تحركاته أختفى فجأة رجعت نظري على الشخص المَعني بالاِستهداف صار قريب جدًا من المنطقة الأني بيها، سلاح ما عندي بس لازم أستعد لأن إذا كشفني وأمان بعيد تحدث الكارثة.

نزلت ايدي على الرمال اتأهب للاِستعداد، ويا ما اقترب بخطواته طلع أمان من منطقة قريبة باغته من جهة الخلف، كان شاطر جدًا لذلك عرف شلون يفلت نفسه من بين ايدين العدو بغضون نصف ثانية.
بحركة خلفية من أسفل القدم ضرب أمان على المنطقة الحساس مجرد ما نصى على نفسه بألم اِستدار بخفة طوق عنقه بمعصم اليد مثبت السلاح على جانب رأسه، للأسف سقط أمان بيدهم وصعب يفلت هالمرة!

وجههم صاير عليَّ، سحبت السكارف من عنقي خفيت وجهي بيه ونهضت أركض، ما أنتبه على وجودي مشغول ويا أمان، توه رفع ايده حتى يكشف عن وجهه نزلت بسرعة قصوى أخذت صم رمل من الأرض مجرد ما حركت ايدي اِستدار أمان للجهة المُعاكسة يحمى عينه من خلف القناع، صرخت بصوت عالي حتى أشد اِنتباهه ناحيتي بس اِلتفت رميت التراب على وجهه نصى يصرخ من شدة الألم، عينه انتهت.
مُباشرةً غَير أمان نبرة صوته ب طريقة غِير معقولة.

- ارجعي استخبي، ارجعي بسرعة بسرعة.
رجعت للتل أركض، نصيت أراقبهم، رفع أمان سكين الجيب على نحره يتكلم وياه نابتها بقوة، فجأة حسيت الغضب سيطر عليه من خلال تغيُر حركات جسمه على أثره لمحت الدم سال بغزارة من عنق الرجُل!
- يا مجنون راح يقتله!

ردت أطلع ترددت، بعدني بحيرتي دفعه ب قوة سقط على الأرض ونهض مُباشرةً يركض وايده على نحره يحاول يوقف نزيف الدم، بس اِبتعد مسافة رجع أمان بعدني جالسة مذهولة من الشي اللي صار شلون هيچ تركه يروح وليش تركه! مد لي كفه بحركة المساعدة على النهوض.
- تعيشين وتندمين وتكررين الغلط مرة ومرتين.
سندت نفسي على جزء التل ونهضت.
- اِنسانية.
- صحيح كلاوات گلبي.

مسك ايدي حاولت أفلتها شدد بقبضته عليها، تحركنا نركض طول الطريق عيونه تراقب جهات المكان، رجعنا للسيارة صعدني وساق بسرعة، بعدت السكارف عن وجهي اباوع له بغضب مو طبيعي الگاعد يصير وياية!
رجعت نظري على الطريق فارغ! تساءلت ب اِستغراب
- شلون تركته يروح متخاف يجيب جماعته ويتبعونا؟
- لا ميجيبهم خليچ مرتاحة.
- شنو هالثقة!
سحب موبايله يتصفح بيه ظليت صافنة على بروده!
- منو ذولة وليش ديتتبعون أثرك؟!

تجاهل سؤالي أني همْ سكتت، أريد نبتعد مسافة آمنة حتى أفتح وياه الموضوع، دخلنا بأحد الأحياء الشعبية وقف السيارة عند المقهى ونزل تارك السويچ بيها!
بعدني صافنة عليه، فتح باب الصدر يأشر لي أنزل من شافني فاصلة مسك ايدي نزلني ب نفسه، ردت أدفعه سحبني بقوة يمشي وأني بظهره، عيون الناس دتراقب خطواتنا ما گدرت احچي شي، كفيت عن المقاومة وصرت امشي وياه من شافني اِعتدت أفلت كَفي.

- أدري ليش تركت السيارة! يعني ناقصني تعب حتى تمشيني مو كافي الركض الركضته بسببك.
- تركتها حتى صاحبها يرجع يعثر عليها وياخذها.
- سارقها!
- نعم والسبب أنتِ.
- حلو والله كأن ناقص شخصيتك سيئات حتى تكمل بالسرقة، بلا گولي أستاذ أمان شنو أغلى شي سرقته بحياتك كونك لص مُحترف المهنة؟
- گلبچ.
- هه، گلت لي گلبي!
- نعم گلبچ الگاعد يجرچ لفعل أفعال عقلچ رافضها.

- ترى أنتَ السبب، يعني شلون أشوف إنسان محتاج لمساعدتي وأوگف أتفرج؟!
- أني إنسان واللي كان بين ايدي حيوان لذلك فضلتي مساعدتي على أذيته، هذا منطق الإنسانية بنظرچ؟
- يمكن لان أعرفك هذا الشي الخلاني أفضل مساعدتك عليه ويمكن لأن ساعدتني من قبل ف حبيت اليوم أردك لك الجميل...
- ويمكن حبيتي.
باوعت له بعصبية واضحة، شافني من الزاوية الجانبية للعين، مُباشرةً اِبتسم ل غضبي!

- إذا بيوم حسيت مجرد إحساس عندي مشاعر اتجاهك راح اجي اوگف گدامك وأعترف أني أغبى وأفشل امرأة على وجه الكرة الأرضية ممكن تصادفها بحياتي رغم كل الاِنجازات الحققتها بسنين حياتي.
- حشاچ، مرتي، بس مع ذلك راح انتظر قدوم هاليوم
- أحلم على گدك.

تجاهل كلامي مبتسم ب برود وكملنا الطريق، وصلنا للشارع العام رفع ايده وقف أول سيارة أجرة صارت بوجهه، صعدني بالخلف بعدين صعد ل جانب السائق، تحركت السيارة بينا درت وجهي على الجامة صافنة بكلامه، شوية وفزيت على صوت موبايله يرن بس گال (نعم برو) عرفت المتصل دمار.
- مسافة الطريق، لا لتخاف عدت، تمام ترحيب.

نهى الاِتصال وياه يطلب من السائق يتوجه بينا لشقة الإسماعيلية، ندسته بزنده حيل دفع ايدي، گرصته عصر أصابعي! شديت قبضتي رافعتها باِتجاه راسه والله لو ما وجود الرجُل بيناتنا إلا أفلش مخك بيدي.
سحبت الموبايل بعثت له رسالة على الخط أطلب منه يرجعني للشقة لأن حل الظلام بس ولا كلف نفسه وقراها من الأصل، هيچ اِستفزاز ما شايفة بحياتي!

وصلنا للمنطقة نزلت قبله، درت وجهي أترقب قدوم سيارة ثانية للأجرة فجأة طوق خُصري ب معصم ايده يسحبني ب اِتجاه العمارة!
- أمان الناس شبيك لخاطر الله؟!
- تحركي لعد بدون شقاوة.
- ليش جايبني لهنا.
- گلت ما طول اجيتينا برجليچ تشوفين المرضى الفوگ إذا يگدرون يتحركون لو بعد.
- تمام راح أشوفهم بس مُباشرةً أروح ما أگدر اتأخر.
قابل كلامي بالصمت، مشيت قبله، وصلنا للشقة بس فتح الباب صاح دمار من مكانه.

دمار: يمعود وين صرت؟! صدگ أحسان...
أمان: قدر وياية.
سكته ب كلمتين، رميت حقيبتي على التخم وتوجهت للغرفة أول ما شافني اِبتسم ب اِبتسامته المستفزة معناها راح يشتغلني كالعادة.
دمار: مرت أخوية الغالية وين هالغيبة؟ اشتاقينا.
قدر: تشتاق لك جهنم نفسها التشتاق لأخوك.
دمار: وأني اگول شلون السقر فلت منهم طلع الملاك الحارس مرافقه وأكيد كالعادة نقذتك من بين ايديهم؟
أمان: أكيد.
دمار: مرت الذيب ذيبة.

قدر: غراب البين، سد منگارك ومد لي الرجل داشوف بلكي الله هيچ متعوق اِعاقة دائمية تقصر من لسانك
صالح: ليش تدعين عليه بنتي؟!
قدر: شلونك هسه عمو إن شاء الله صرت أحسن؟
صالح: الحمد لله.
تركت دمار وتقدمت عليه، الحمد لله جرحه تمام، دمار كذلك جرحه ملتئم، رفعت نظري ب اِتجاه أمان.
قدر: كل شي تمام، يگدرون يتحركون ويرجعون على رأس عملهم بس بحذر لأن اِصاباتهم لسه طرية.
دمار: والاِستفزاز نگدر نرجع له لو شنو؟!

قدر: هذا بالذات مو زين يسوي عندك داء الزر ويد
دمار: وهذا شنو أول مرة أسمع بيه!
قدر: تنكسر رجلك تتعلگ ويا ايدك يصير داء الزر ويد
الكل اِبتسم بشكل واضح حتى أمان، باوعت له أأشر على الباب اِفتهم، اِنسحبت اِنسحب وراية متوجهين للغرفة الثانية، دخلت قبله ثواني وسمعته يسد الباب
اِلتفتت عليه داحچي سكتني صوت موبايلي، سحبته رقم غريب مجرد ما فتحت الخط اجاني صوتها منهارة.

ضحى: يا حقيرة يا عگربة إذا ما طلعتِ أنتِ السبب...
مسمحت لها تكمل الكلام سديته بوجهها وحولت الرقم على قائمة الحظر، رفعت راسي على سؤال أمان
- خير منو الاِتصل؟!
- أنتَ اللي خير! بس أريد أعرف منو سمح لك تنصب نفسك قاضي عني وتحاكم هاني.
اِبتسم وتركني متوجه للسرير، تمدد بالحذاء ثاني رجل على الأخرى والموبايل بيده فتحه يتصفح بيه.
- أني مو احچي وياك؟ أمان باوع لي وبطل اِستفزاز.

تقدمت بسرعة رفعت ايدي ضربته على صدره، توني دأوجه له الضربة الثانية مسك كَفي وسحبني ب قوة سقطت على جسمه، قابل نظرات الغضب المرسومة داخل عيني ب اِبتسامته المُعتادة والمليئة بالبرود!
- ايدچ لترفعيها بعد.
- وعينك خليها وياية أحسن ما أفگسها لك.
- لسانچ.
- اِستفزازك.
رفع سبابته مررها على شفتي، اِنسحبت منه بسرعة.
- ليش سويت هيچ ممكن أعرف؟!
- شنو سويت.

- حادث هاني أنتَ دبرته ولتنكر الاِنكار ميفيدك بعدما عرفت كل شي عني من خلال جهاز التنصت
- اي أني.
- ليش؟!
- قرر يودي يامن ورا النجوم طيرته للقمر حتى ينشغل بنفسه عنه أما بالموت أو الاِعاقة.
- أنتَ شنو بس فهمني؟! شلون هيچ تقتل بدم بارد شنو قابل أني ما اگدر أسويها لو مثلاً يامن ميگدر يسويها بس الفرق بيناتنا احنا بشر وأنتَ حيوان
- والاِنسانية الساعدتيني بدافعها وين صارت؟!
- اتصل بسرعة تأكد لي إذا مات أو لا.

- ميهمني.
- بس أني يهمني ولازم تتصل.
- رجاء يعني؟
باوعت له ساكتة، سحب موبايله من الفرشة يتصل.
- لخاطر عيونچ الترجتني
- اِنكتم.
- حامد هاني شلونه؟ عاشت ايدك.
- ها؟
- عايش.
- اتمنى بعد متتدخل بأي شي يخصني أو يخص شخص يخصني لأن الأمور بدت تزيد عن حدها وياك.
- ماكو فرق.
- شنو؟!
رجع رفع موبايله يتصفح بيه، نهضت بعصبية فتحت الباب يحيى واثنين من الشباب بالصالة، سلمت بشكل جماعي وتوجهت للباب دأفتحه مقفول!

قدر: يحيى الباب.
يحيى: المفتاح مو عندي دكتورة.
قدر: وشلون دخلتوا للشقة من رزف الحايط مثلاً؟!
يحيى: دمار فتحها.
قدر: دمار المفتاح.
دمار: دمار نايم.
قدر: تنام بالوادي إن شاء الله نومة متگوم منها بعد.

حچيتها ب عصبية ورجعت للغرفة بس دخلتها وقبل لا أنطق حرف نهض أمان بهدوء عجيب تجاوزني بكل برود متوجه للصالة، صدقًا حسيت بالوجع اِقتحم صدري بسبب تصرفاتهم المستفزة، ما عندي طاقة أتحمل أكثر من هالشي والحل شنو ما أعرف!
توجهت للحمام توضأت ورجعت أصلي، توني فرغت من الصلاه دخل العشا بيده أكلت ليش الكذب لأن على لحم بطني من الصبح حتى بالغدا جاملت بيبي مُجاملة.

طلعت الصينية للمطبخ كان موجود بيه ديجري اِتصال انتظرت دقيقة ونهى المكالمة لأن حس عليَّ دأنتظره.
- أمان أريد أروح أفتح الباب.
- ماكو روحة.
- وليش شنو أني على مزاجك أمشي؟!
- منگدر نطلع بالليل ومستحيل أخليچ ترحين وحدچ.
- صاير لوتي حضرتك!
- أرجعي للغرفة وإذا احتاجيتِ لشي صيحيني لتظلين تفترين بالشقة گدام الشباب.
فتحت حلگي دأجاوبه ب عصبية تركني وراح! أخ يمة وينچ تعالي شوفي بنتچ شديسوون بيها.

رجعت للغرفة اِتصلت على بيبي إلى أن سديت الخط هيَّ ممقتنعة بغيابي بس مجبورة تمشي، بعدها راسلت يامن حتى لا الاِختفاء المُفاجئ يزرع الشك بداخله حچيت وياه بالربع ساعة وغلقت الشبكة.
تمددت على السرير بمحاولة فاشلة مني للنوم، ساعة وأني أتقلب فجأة فتح أمان الباب دخل وقفلها بالمفتاح
- وين وين؟!
تقدم نام بصفي ثاني معصم ايده على عيونه!
- مو داحچي وياك، شجابك لهنا؟
- مكاني.

- خوش لعد ناوشني المفتاح أطلع أني أنام بالصالة.
مُباشرةً رفع ايده باوع لي بنظرة الاِستغراب.
- بوسط جماعتي!
- الله ياخذك.
سحبت الوسادة ب حركة واضح الغضب بيها ونزلت من يمه تمددت على الأرضية ب جانب السرير تمامًا.
- ليش تعاندين؟!
- وأنتَ من كل عقلك أنام وياك بنفس السرير!
- عاشرتچ ولمست كل شبر بيچ لدرجة تفاصيل جسمچ محفورة بذاكرتي ما وگفت على النومة بسرير واحد
- مسربت.
- اصعدي يلا أوعدچ ما أقرب عليچ
- يابة دطير.

بس حچيتها رمى نفسه من أعلى السرير، سقط على كامل جسمي، باوعت له ب تعجب.
- شسويت؟!
- حاولت أطير بس شو وگعت همْ زين عاد أنتِ جواية
غمز لي بحقارة، دفعته دأگوم رجعني يمه نام ونومني وياه محتضني من منطقة الظهر.
صرخت بصوت هستيري، مُباشرةً كتم نفسي ب كَفه.
- الشباب برة ش يگولون هسه، الأسد ديحاول يروض لبوته للمعاشرة وهوَ بالحقيقة ممحصل منها غير بس الدفرات.
- گوم من يمي أمان لا أبتلي بيك
- تؤ عاجبتني هذه النومة.

- وخر شوو
دفعته حيل نهض قبلي.
- أصعدي على السرير أني أنام هنا.
حچاها وتوجه للكنتور طلع منه فرشة، صعدت للسرير تمددت معطيته ظهري وبصوت مرتفع حچيت ويا نفسي.
- اختنگت منه يا ربي شوكت أخلص وأرتاح!
- تخلص الحياة ومتخلص قصة السقر وقدره.
غضمت متجاهلة كلامه، ما صحيت غير على صوت المنبه اليومي يصحيني للدوام، دأتمطى حسيت شي مقيدني سحبت اللحاف ايده على خُصري نايم بصفي وحاضني من الخلف، دفعته بقوة صحى على حركتي.

- أنتَ متبطل سوالفك هذه؟! عود همْ گول أنتِ اللي حضنتيني وأني نايمة على السرير وأنتَ بالأرضية.
- أخ راسي، مرتي لغوية بشكل يجيب الصداع.
حچاها رافع ايده على راسه، ضربت رجلي برجله حيل
- گوم وصلني للدوام وأطلع زوج إذا مشيت وياك بعد خطوة وحدة لأي مكان، هذه أخر مرة وعد.
- ما ظل شي واجيبچ كلچ على بعضچ يمي، وعد.
هّوَ إذا وَعَدَ صَدَقْ
وَإذا أَعْطَى شَرًا أمْ خَيرًا أَغْدَقْ.

هّوَ مِنْ خُطاه واثِقْ وَلِعَقلِهِ الذَكيّ جَعَلَ مِنْ نَفسِهِ خَير مُرافِقْ
جَليسُهُ المَكرُ وَ صاحِبُهُ الغَدرْ
دَاخِلُهُ الخَيرُ أما ظاهِرَهُ فَ لا يُبْديّ سوى الشَرْ
تَركِيبَةٌ غَرِيبَةٌ لَيسَ لها مَثيلْ
عَقلِيةٌ ذكِيةٌ تَسعَى إلى التَذلِيلْ
لا يُعرَفُ الحَقُ بِهِ إلا إذا اِسْتَقامْ
وَالبَاطِلُ مَزرُوعُ فِيهِ بَذرَة اِنتِقامْ
كَمْ عَانَدَ الأيامْ؟
حَتى ألتَقى بها مَنْ عَدَها قَدَرْ.

قَويَةٌ فَاتِنَةٌ جَميلَة الصُوَرْ
أما هّوَ سَقَرْ.
فَ ماذا سَيَحدُثُ إنْ سَقَطَ كُلّ ما فِيها في جَحيمِهْ؟!
هَلْ سَ تَحتَرِقْ؟ أمْ تَكُنْ لَهُ قَدَرٌ تُطْفِئُ لَهيبَهُ وَمِنْ ثُمَ بِرَمادِهِ سَرًا تَختَنِقْ!
- يا سعادة الدكتورة.
- نعم سماح؟
- المدير طلبكم باِجتماع عاجل في مكتب حضرتو بعد ربع ساعة.
- تمام صار معلوم.

تركت الجلسة ونهضت مستغربة، هالاِجتماعات العاجلة دائمًا وراها مصيبة أو خبر صادم، الله يستر بس!
وصلنا للمكتب محد عنده علم بسبب الاِجتماع، خمس دقائق مو أكثر ورمى علينا الخبر الصادم.
رؤوف: راح ننتقل لمصحة ثانية لأن مصحتنا تعاقدت ويا إحدى الشركات ب صورة تخدم العمل المستقبلي داخلها بعد كل الحوادث الصارت بالفترة الأخيرة.
رسول: وليش ما بلغتنا ساعة قبل بالموضوع؟!

رؤوف: اِحتاج مني العقد دراسة مُكثفة قبل لا أفصح عنه لأي شخص منكم.
يامن: ومنو هذه الشركة التعاقدت وياها حضرتك؟
رؤوف: شركة نُعمان الثابت للمُقاولات...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب