رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الرابع والثلاثون
ثَمَّةَ مَقبرةٌ مِنَ الحُزنِ في القَلبْ
مُشرِكَةٌ بِالسَعادةْ
طاعِنَةٌ في الخَيراتْ
مُعرِضَةٌ عَنْ البَهجَةِ وَالضَحِكاتْ
تُريدُ الرُوحَ كَفنًا لَها
لِتُميت الجَسد وَهّوَ عَلى قَيدِ الحَياة
وَأنا قَبيلَةٌ أصولها إبْراهِيمية
تَبحَثُ عَنْ ذَاكَ الرَسولْ القُرَشي الَذي سِيُخلِصَها مِنْ قَعرِ الجَاهِلية.
كُل شي بالحياة صار عِبارة عن أبيض وأسود بعيني، فقدت أيامي رونقها وخسرت سنيني أحلامها ما عدت متمسكة بالعمر ولا عادت فكرة الموت ترعبني بل على العكس تمامًا رغم حُب قلبي للحياة لكن عقلي ميرغب حاليًا غير للموت لأن وبكل بساطة الواقع يبين ماكو شي يخلصني من الواقع نفسه غير فقط حلول الأجل وإن حلَ قبلَ موعد حلوله، هذه هيَّ حياتي باِختصار.
أحب رسول، اي أعترف أحبه مو مجرد اِعجاب عابر بشخصه كَ رجُل يمتلك من الصِفات الحسِنة ما تؤهلهُ لأن يكون فارس أحلام لكل فتاة واعية وحكيمة.
لكن ومع كل هذا الحُب وبالرغم من تعلقي الشديد بهذا الرجُل لو كانت ظروفي طبيعية وكان والدي هوَ سندي وكتفي الثابت في هذه الحياة الذي لا يَميل ولا يُميل لما كان لهذا الزواج وجود من الأصل ولما فرضت نفسي على شخص هوَ لم يكُن ولا ينوي أن يكُن لي يومًا من الأيام بل يعُدني ثُقل بوجودهِ تزداد عليه أعباء الحياة.
اِنخطبت وتبلغت بموعد الزواج وأني مو فاهمة شي من هذا الاِرتباط، رسول أدى واجبه على أتم وجه وإطلاقًا ما قصر اِتجاهي بأي أمر كان لكن ما گدر يمنحني الراحة النفسية مثلما منحني الراحة المادية، دائمًا أشوف بعيونه الحُزن وألمس بتصرفاته النفور ما كان عنده القدرة الكافية على التمثيل رغم مُحاولاته المُستمرة للمُجاملة وهذا أصعب شي على أي اِمرأة بالعالم أنها تشعر وجودها أمر غير مرغوب به لشريك الحياة وتتأكد هيَّ مفروضه على أيامه لكن مُستحيل تنفرض على عقله ومشاعره المستحوذة عليها اِمرأة ثانية والأهم من كُل هذا هوَ مجبور يرتبط بيها بطلب منها وهذه هيَّ أقصى وأمر مراحل الذل والتذليل.
اِنفرض عليَّ المسير بطريق مُعاكس لأحلامي، تجهزت ليوم الزواج من الرجُل الصح للمرأة الخطأ، ما كان أكو لون للأشياء بنظري يومها حتى اِنعكاس صورتي بالمرآة كنت أشوفه مُتجرد من الألوان تمامًا وبالتالي مُتجرد من الجمال رغم الثناء الحضيت بيه من الحاضرين
بعد وصولنا لبيت تحسين اِنسحبت أني من بيناتهم بسرعة ورجعت للشقة أجهز نفسي تاركة روح بمفردها
نوال: گومي أعدل لچ مكياجچ ساح من الحر
روح: لا ما بيه شي خليه.
نوال: گومي لتعاندين بعد شوية ويجي الرجال شنو يشوف منچ چنچ أرملة بليلة دفن رجلها حتى الكحلة سالت أدري ما گاعد تحسين على روحچ
زهرة: يلا گومي يمة عدلي وجهچ صدگ الدنيا صارت حارة والمكياج ما يثبت ويا هالحر.
نهضت مجبورة، دخلت للغرفة اباوع بالمرايا وجهي صاير خريطة مو من الحر من البچي، رميت المسكة وبديت أعدل نفسي بنفسي طول ما أني أشتغل دألمح اِنعكاس صورة نوال واگفة وراية وعيونها تتأملني بحقد داخلها أكو كلام محتارة شلون تسممني بيه
نوال: عايبة مثل أمچ تلعبين على الحبلين بوقت واحد وبالنهاية تخلين الفضالة لغيرچ وتاخذين الأحسن.
روح: ليش قبلتِ بالفضالة لعد؟! اي كان صرتِ مثلها وأخدتِ الأحسن ولو لو يصح لچ متأكدة راح تسويها
نوال: شوفي بغض النظر عن المسلتة الحچيتيها هسه بس أنتِ تعتقدين تدخلين أخوية للسجن وتگلبين أبوچ عليَّ وتنگلب حياتي وياه وأخليچ مرتاحة!
روح: أخوچ دخل للسجن لأن اِعتدى عليَّ ولأن وصلت بيه الحالة يحاول يقتلني يعني بسبب أفعاله هوَ اليوم بين القضبان مو بسببي حتى جاية تنتقمين.
حچيتها وطلعت مزعوجة جدًا مرت أبوية وأعرفها كلش زين من تحچي كلمة تنفذها وإن كانت عواقبها وخيمة لذلك متوقعة منها كل شي تسوي حتى تأذيني وتهدم حياتي الجديدة من قبل لا تبدي وهذا هدفها
روح: وأخيرًا اجيتِ
قدر: شنو صار شي بغيابي بس لا نوال دگت الناقصة؟
روح: لا بس ممكن تدگها يعني عادي توقعي هالشي
قدر: معناها حچت وياچ
روح: بعدين أسولف لچ هسه الكل عيونهم علينا.
قدر: لعد رايحة أساعدهم بالضيافة لأن فشلة اِنشغلت بيچ وبنفسي ونسيت أقوم بالواجب
روح: اي عادي أخذي راحتچ المهم تظلين گدام عيني لأن بس تغيبين أحس بالغربة وأني بوسط بيت أهلي
اجى رسول والتوتر كان سيد الموقف، جلس بجانبي مسلوب الاِرادة والبسمة ما كان أكو شي يجمعنا حتى الكلمة البسيطة، دقائق واستأذن بعده بالباب رمت مرت أبوية القنبلة الهشمت روحي قبل لا تهشم حياتي
يامن: وشنو كانت ردة فعل رسول وبيت عمي وقتها.
قدر: غير متوقعة أكيد لأن الفضيحة أيضًا كانت غير متوقعة للكُل سواء لنا أو للناس الحاضرين
رسول: أنتِ شنو دتحچين!
رجع بخطواته للصالة متقدم نحوها، من شدة علامات الغضب الكانت طاغية على ملامحه گلت راح يمد ايده عليها ما بيها مجال لأن رسول فقد بشكل ملحوظ
رسول: گلت أنتِ شنو دتحچين جاوبيني.
نوال: ما حچت غير الحقيقة وهدفي أنصح أمك حتى متزعل روح لأن تدري بمشاكل العيال متخلص وهذه مثل أمها متعودة بس تزعل تخلي وتنهزم من البيت
رباب: تعزينا وتصخمنا گدام العالم، تعزينا وتصخمنا ولكم تعزينا وتصخمنا
لزمت بيبي ايدها تمنعها تملخ وجناتها واِلتفتت على نوال لأول مرة تنزل على واحد بالحچي.
زهرة: أنتِ ما تستحين؟ ما تخافين الله بعرض العالم لا يرجع كلامچ على عرضچ، مخلفة ولد شنو عبالچ عندهم صك من رب العالمين ما تمسهم كلمة ولا يرجع عليهم دعاء؟ أخوچ رجال صال وجال وهوَ متصور لو شيسوي المجتمع ما يحاسبه بس شنو النتيجة شوفة عينچ الله وجه له الضربة من سابع سماه وذاك وينه هوَ خايس بالسجن ينتظر محكوميته، بنية تعتبر يتيمة مكسورة الجنح والخاطر من حچيتِ بحقها هالحچي بيوم زواجها وگدام أهل رجلها شگلتِ لنفسچ وشنو هدفچ من هالكلام توگعيها من عيون ناسها؟ تخربين حياتها؟ تكرهين رجالها بيها؟ تخلين شرفها علچ بحلوگ النسوان؟ حاچيني هالسم اللي بداخلچ قبل لا يطلع ما خنگچ وخلصنا، حرام كسرتيها بأحلى يوم بحياتها شلون راح تواجهين ربچ وأنتِ طاعنة بشرفها وسالبة راحتها، الله أكبر عليچ وعلى أمثالچ الله أكبر على كل ابن حرام يجيب سيرة بنية بسوء لو يطعن بشرفها.
اِلتفتت رسول على خواته وصرخ بصوت أخرس بيه مهامس النسوان الجاي يلوكن ويعجنن بسمعة روح
رسول: جهزوها بسرعة حتى نطلع
رباب: وين؟ من كل عقلك تاخذها بعد الكلام النحچى عنها بحضور أهلك وأقاربك، عوفها وأطلع گدامي
نِبراس: گولي يا الله دادا مو هيچ
رباب: جيبوا لي الموبايل أريد اتصل على أبوه اليوم أهد البيت على روسهم إذا سواها وتمم هالعرس
لزم رسول ايد روح ديطلعون قطعت طريقهم بعصبية.
رباب: إذا خطيت خطوة وحدة منا لا أني أمك ولا أنتَ ابني يا رسول وتعرفني من أقفل على كلمتي
رسول: يوم الله يخليچ لتسوين هيچ
بس حچاها ضربت على راسها بقوة تصرخ جيبوا لي رؤوف، بعدنا نحاول نهدأ من وضعها فقدت الوعي
يامن: واگفين ويا عمي منتظرينه ينزل حتى نزفهم للشقة اتصل على والده صدمنا بالخبر
أخذها عمي للبيت يشرف على حالتها بنفسه، سكرها وضغطها اثنينهن مفولات الله سترهم ما ماتت.
انتظرناها بالساعة يلا رجع لها وعيها بشكل تام ومجرد ما صحت رجعت تصيح والشهگة لازمة صدرها
رباب: ميتزوجها يعني ميتزوجها وهذا أخر كلام عندي
رؤوف: أبوها برة شايش البنية راح تموت وقت عنادچ هسه! اِنتبهي لصحتچ وخلي هالليلة تعدي على خير
رباب: رؤوف گلت ميتزوجها وإلا قسمًا برب العالمين أهد البيت باللي بيه على روسكم
يامن: عمتي صلِ على محمد البنية ما لها ذنب بكلام مرت أبوها حرام نظلمها.
رباب: ولك يامن اِنفضحنا عمة، مرت أخوه أهلها أختي نسوان جماعته الأقارب الجيران، شيسكت حلوگ العالم عنها بعد كل شي سمعوه وشناقص ابني حتى ياخذ وحدة سمعتها بالحضيض، أنتَ تقبلها عليه؟!
شُبر: يابة أبو البنية رايدك گوة ملزم بيه على أعصابه مُصمم يروح لأن تأخرتوا
رؤوف: هسه اجيت
رباب: اِنهي كل شي رؤوف، هذا الزواج ما لازم يتم
رؤوف: كافي عاد مو طلعت روحي.
بس غادر الغرفة گامت وراه من التعب تمشي وتتعثر، وصيت والدتي عليها ورحت للاِستقبال كلمة منا وكلمة منه قسم يمين عظيم روح اليوم ما تبقى عايشة
رؤوف: بنتك هذه معقولة گلبك حجر لو أصلاً ما عندك گلب بمكان ما تروح تحاسب مرتك تريد تقتلها!
تحسين: رؤوف لتطلعني من ديني، إذا على مرتي أكيد حسابي وياها عسير بس أحب أذكركم ما ضربت واحد على ايده يجي يخطبها مني ولا ضميت عليكم شي يخص ماضيها تعرفون أمها وتعرفوها وعندكم علم بكل شي سونه هنَّ الاِثنين يعني ما لها داعي هذه الهوسة كلها من زوجة حضرتك البنية مو بنية وگلت لكم
رؤوف: يعني تريد أني أثبت لك بنتك بنية لو لا والله خوش شغلة نعيش ونشوف.
تحسين: وابنك شنو شغله لعد وحتى لو مو بنية ارجع واگول بلغتكم بكل شي يعني ما لكم أي حق يمي
شُبر: الوالدة مُصرة ميتم هذا الزواج ووضعها الصحي أبدًا مو تمام يعني لو تمهلنا كم يوم بينما نحاول نقنعها ونحل الموضوع بعدين يصير خير إن شاء الله
تحسين: وأني شگول للعالم الدتنتظر زفتها تطلع من بيتي اليوم؟ انتظروا شوية بينما يقنعون أمهم تتقبل بنتي بحياة ابنها!
رؤوف: كلش زودتها.
تحسين: أنتم الزودتوها وبفعلك هذا يا رؤوف هدمت كل شي بيناتنا أما روح روحها تطلع اليوم بسببكم
گام من مكانه قبل ليتحرك وگفوا بطريقه عمي ورسول
رسول: الذنب مو ذنبها لتحاسبها على شي لازم غيرها يتحاسب عليه وفهمك كفاية
تحسين: احچوا لنفسكم هذا الشي، الواحد من يدگ صدره ويحچي كلمة لازم يكون گدها
اِندفعت الباب ودخلت مرت عمي مثل الإعصار.
رباب: بنتك لك سوي التريد تسويه بيها ولتحاول بكل نذالة تضغط عليهم بتهديداتك الما لها صحة
رؤوف: أنتِ منو سمح لچ تدخلين علينا؟!
رباب: دخلت حتى أحط حد للمهزلة المحد منكم گادر يوگفها بسبب تهديدات هالرجال الملعب مثل أهله
بس حچتها ثار عمي، تقدم بحركة سريعة رفع ايده ديضربها وگفنا كلنا بوجهه اِنهارت هيَّ من جديد.
رباب: ما مستعدة أني اهدي ابني لهيچ عالم تعبانة ولا مستعدة أعيش العمر راسي بالگاع ما اگدر أرفعه گدام أهلي وناسي بعد كل شي عرفوه عن مرت ابني واهلها المتحضرين، تريدون تموتوني تمموا هذا الزواج بس تنسوني كلكم وما اظل ب هالبيت دقيقة وحدة بعد
رؤوف: بس احنا حچينا بالموضوع أم رسول
رباب: حچينا بالموضوع بيناتنا مو ننفضح گدام العالم ها وحتى بيناتنا أني ما موافقة أنتم ضغطتوا عليَّ.
ديتجادلون اِنسحب من بيناتنا والدها، تبعناه بأمر من عمي ومن ما گدرنا نمنعه طلعنا وراه كلنا حتى مرت عمي والحمد لله من خطينا هالخطوة وإلا كان موت البنية على ايده اليوم
وصلنا لگيناكم مخبوصين أكثر من خبصتنا وزاد الموقف سوء من سحب روح من شعرها للمطبخ يريد ينهي حياتها لو ما تدخل عمي ورسول بالوقت المُناسب
رؤوف: كافي عوف المسكينة هالزواج راح يستمر
رباب: على جثتي والله.
رؤوف: گلت كلمة ومتصير اِثنين لتكبرون الموضوع بعنادكم
رباب: ولك مو شريفة هذه العالم كلها الواگفة گدامكم عرفت أخو مرت أبوها نايم وياهاااا
رؤوف: منو گال هالكلام صحيح، البنية شريفة ومحد لامسها ولا راح يلمسها غير ابنچ وهسه يثبت لكم
حچاها والتفت على رسول الباقي له شعره ويفقد عقله
رؤوف: أخذ مرتك لبيتك وبيض الوجه گدام أهلك
رسول: بس يابة!
رؤوف: ولا كلمة، هسه طالعين وياك نزفكم وننتظر بالباب منتحرك إلا تسد حلوگ العالم بنيشان طهارتها
رباب: طلع لك ايده فارغة شتسوي ساعتها رؤوف
رؤوف: لأخر مرة احذرچ تسكتين
رباب: ما اسكت ونيشانها مراح يحل الموضوع عندي تسمعوني لو لاااا.
روح: حرام عليكم كافي اسكتوا لتحچون بعد أني مو لعبة بين ايدكم تلعبون بيها مثلما تحبون وشرفي مو هين اليسوه والميسوه يطعن بيه، اِنهي حياتي بابا وخلصني اِنهي حياتي ما أريد أعيش ولا أسمح لنفسي أنذل بهذه الطريقة الناس واگفين بالباب ينتظرون دليل براءتي من الرجال الأهله وعقله رافضيني
رؤوف: تحرك رسول واِنهي هذه المهزلة طالت كلش
رباب: قسمًا بالله العلي العظيم ميتحرك خطوة وحدة.
وقف رسول عاجز ميعرف مع أي طرف لازم يصف وبأي اِتجاه المفروض يتحرك، باوع لي أشرت له على عمي كَ محاولة مني لمساعدته بالاِختيار، سحب روح ديتحرك قطعت طريقهم مرت عمي ونزلت على رجله قَبلتها تبچي، سحبها بسرعة يستغفر وصار يَقبل ايدها باِعتذار
رسول: مو هيچ يوم شلون تنزلين على رجلي أني اللي المفروض أنزل على رجلچ وما اگوم إلا تسامحيني.
رباب: إذا تحب أمك لتتحرك، إذا تحبني عوفها وارجع وياية للبيت ترى حلفت أهد الدنيا من تهدني
رؤوف: گومي بسرعة الگاعد تسويه مو صحيح
بس سحبها عمي طلع رسول صارت تصرخ وراه بصوت عالي هز جدران المنطقة وشوارعها
رباب: گلبي وربي غضبانين عليك ليوم الدين رسول، گلبي وربي غضبانين عليك ليوم الدين وما راح تتوفق بحياتك وأنتَ كاسرني تسمع لو لا وإياك ثمَ إياك تجيني تتوسل من اليوم أمك ماتت وأنتَ متت وياها.
قدر: هذا كل شي حچى لي إياه يامن البارحة بعدما أخذچ رسول وطلعتوا وهسه أنتِ كملي لي شنو صار وياكم ولو الجواب باين من عنوانه، عيونچ تحچي
روح: وصلنا للشقة أني منهارة وهوَ أعصابه نار، بس دخلنا تركني وراح للحمام
فتت للغرفة باوعت لنفسي بالمرايا طالعة من حرب مو اليوم عرسي، الشعر مخربط بعدما أبوية سحبني منه والفستان مُمزق أما المكياج مبشعني بدل ميجملني.
ثواني وسمعت صوت الكسر اِشتغل، خفت أطلع بس عرفت مصدر الصوت جاي من الحمام، بعدني أحاول استوعب الصدمة دخل رسول شكله من فرط الغضب يرعب، بدون مقدمات قفل الباب وتقدم ب اِتجاهي ينزع بسترته هنا أني قطرة دم ما بقت بجسمي
روح: رسول لا اترجاك لتسويها، ما المفروض يصير هالشي بيناتنا بهذا اليوم بالتحديد
رسول اترجاك لا رسول!
لَمْ يَسمَعْ مِنها قَطْ!
لَقَدْ اِقتَرَبَ مِنْ جَسدِها سَالِبًا لِ روحِها البَيضاءْ.
كَانَّ شَدِيد الصَلابةْ
لَمْ يَكتَرِثْ لِ دُموعِها الَتي سَقطَتْ مُتَوسلَةً بِ رِجولَتهْ
أهانَها بِ قَسوتِهْ
لَمَسَ مَفاتِنَ أُنوثَتها بِيدِ الخُشُونةِ حَتى أوجَعَها بِغِلظَتهْ
كَانَّتْ دُموعها تَنهَمِرُ وَجعًا وَعينَاهُ تَنظُرانْ
لَمْ يَسقِها رَحيقَ حُبٍ
بَلْ سَقاها حَميم آنْ
هيَّ سِلعَةٌ بَينَ يَديهِ قَابِلةٌ لِلتَداولْ
وَهّوَ يُريدُ شِرائَها فَ يَحِقّ لَهِ بِ ذَلِكَ التَجَرأ وَالتَطاولْ.
لِ يُخرِس العَواذِلْ
لَمْ يُكِنُّ لَها المَشاعِرْ وَلا الاِحتِرامْ
أهانَها بِالكَلامْ
حَتى إمتَلَكَ جَسَدَها بِ دَناءَةِ الفِعلِ وَقسوَةِ القَولِ
وَكأنَّهُ يَسعى بِ قُربِها إلى الإنتِقامْ
فَ أغمَضَتْ بِ عينٍ لا تَرى مِنَ العَالَمِ سوى السَوادْ
وَهيَّ تَعِدُ لِ حَربِها مَعَ الدُنيا العِتادْ
لِ تَتخَبط بِ موقِفِ الاِحتِدامْ
ما بَينَ قُوتِهِ وَضَعفِها حَتى كُسِرتْ مِنْ شِدَةِ الاِرتِطامْ.
فَقَالَتْ ما بَينَ نَفسِها العَزيزةِ وَقَلبِها المُتَهالِكِ مُنكَسرَةً:
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ
وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ
وَالناسُ قَدْ نَبَذوا الحِفاظَ فَمُطلَقٌ
يَنسى الَّذي يولى وَعافٍ يَندَمُ
لا يَخدَعَنَّكَ مِنْ عَدُوٍ دَمعُهُ
وَاِرحَمْ شَبابَكَ مِنْ عَدُوٍ تَرحَمُ
لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى
حَتّى يُراق عَلى جَوانِبِهِ الدَمُ
أما هّوَ فَ لَقدْ.
أذَلَها بِ كِبرياءِ العِزِ وَهيَّ ضَعيفَةٌ
وَأَسقَاها مِنْ المُرِ شَرابًا عَلقَمٌ
يُريدُ بِ هذا رَدَ اِعتِبارٍ لَهُ؟
أمْ يُريدُ بِ فِعلِهِ لأفواهِ الخَليقَةِ يُكَمِمُ؟
زهرة: يا يمة فطرتِ گلبي عليها من غير شي أني من البارحة ألوب نوم ما نمت أتذكر منظرها ساعة الراد أبوها يخلص عليها وهمَ يتنازعون بشرف هالمسكينة.
قدر: زين على البارحة بيبي لو جاية وياية الصبح لها وشايفة منظرها مينشاف وداعتچ حتى خفت يصير بيها شي ما طلعت من يمها إلا بعدما وكلتها بنفسي
زهرة: ورسول الهيبة وينه من كل هذا؟!
قدر: ما كان موجود من السبعة رايح لأهله يمكن يريد يصالح أمه بس ويا ما نامت وطلعت من غرفتها اجى هوَ قريب الظهر وصيتها عليه ورجعت
زهرة: زين شكله شلونه إن شاء الله يبشر بخير؟!
قدر: أبد بيبي من شدة العصبية الدم متجمع براسه حتى من احچي وياه أحسه ميسمعني
زهرة: هاچ بينت معناها أمه رفضت تصالحه ومحد راح يوگع بيها غير هالبنت اليتيمة
قدر: موقف خاله أم رسول غريب، اي حقها بكل شي لأن الصار گدام العالم مو شوية بس ابنها أخذ البنية والكل عرف هيَّ بريئة من كلام مرت أبوها بعدما جاب لهم النيشان اليثبت عذريتها، المفروض تهدي شوية.
زهرة: يابة من أخته فرت النيشان على المعازيم هيچ بودي أملخ روحي واحرگهم من القهر، هسه يا أمة الثقلين أنتم شكو بنية مو بنية ما راح تناسبوها كافي أهله يشوفوه، بس لا شلون ذني النسوان حاشرات خشومهن بكل شي ولو ما يشوفن حلگهن ما يسكت العمر كله عن شرف البنية وسمعتها بيناتهن.
قدر: اي همَ شنو هدفهم لعد من هالتصرف غير حتى يسكتون لسان النسوان عن سمعتها وإلا رسول متفق وياها مُقدمًا هالزواج شكلي الهدفه منه حمايتها لا غير
زهرة: وتالي بعدما أخذها وتأكد هيَّ بنية شنو سوى؟
روح: اِبتعد عني ينتظر نتيجة رجولته من غير ميهتم بحالتي الكنت بيها شبه فاقدة
ثواني وحسيت بالحرارة على رجلي من التعب عاجزة عن الحركة، مسحه بنفسه بعدما لبس ملابسه وطلع، أقل الخمس دقائق ترست الهلاهل ارجاء الشقة.
شعور جدًا بشع شعور أقل ما يُقال عنه اِحتراق الجسد والروح لا تزال على قيد الحياة، رفعت نفسي من الفراش بصعوبة أباوع لاِنعكاس صورتي المُخيف بالمرآة ودموعي تنزل بغزارة، أتذكر الذل الحاوطني من كل مكان العار اللبسني من كل اِتجاه، ما كان إليَّ ذنب بكل شي صار غير إني نولدت من أم معجونة بالأنانية وأب يمتلك قلب أقسى من الحجر وأحد من السيف.
ما كانت عنده القدرة الكافية حتى يتمم هالليلة مثلما مطلوب منه بسبب حالته النفسية ومن كنت أواجهه بالرفض وأصعب الأمور عليه يقابلني بالإهانة وأحيانًا الضرب، اِنذليت قدر وشنو أصعب من ذل المرآة بالفراش من شريك حياتها بأول ليلة تجمعهم سوى!
قدر: كافي لتبچين
روح: شلون مترديني ابچي قدر؟! الموت أهون بمليون مرة من لمسة وحدة من لمساته التركت أثر على جسمي الموت وحده يگدر يمحيه
قدر: آذاچ؟
روح: حرگني، سلب روحي وزرع غصة بصدري، قتل بصيص الأمل التعبت كلش حتى احافظ عليه وأستمر بحياتي، ما كان طبيعي مو هوَ نفسه رسول الحبيت بيه شهامته وأخلاقه تحول وحش تحول همجي يتصارع ويا نفسه حتى يثبت نفسه، حسسني أني مجرد سلعة رخيصة اشتراها ومجبور يستهلكها حتى لتضيع قيمتها وبالتالي يحصل الملامة من الناس.
وما اِنتهى الأمر عند هذا الشي قدر، ما اكتفى باِذلالي ولا شفت صدره دموع الاِهانة النزلت من عيني وبللت روحي قبل ايده، رجع للغرفة بعدما شوفهم نيشاني حتى يطلق عليَّ رصاصة الرحمة وينهيني للأخير
دخل يجمع بأغراضة المُبعثرة على أرضية الغرفة ولأن كنت منهارة اِرتفعت شهگتي گدامه بدون قصد، مجرد ما سمعها فقد عقله ظنًا منهُ داحاول استجدي عطفه.
رسول: أشش كافي ولا نفس ما أريد أسمع لچ صوت، كل شي صار اليوم أنتِ وأهلچ السبب بيه، دمرتوني خسرتوني أمي سمعتي اِنتهت ولچ حتى الذكريات اللي هيَّ أبسط حق إليَّ بالحياة سلبتوها مني، أني وين أني منو شجابي هنا وشلون وصلتوني لهذه المرحلة شلون تقربت منچ شلون خلعت رجولتي ومنو الجردني من ثوب الاِنسانية، ليش طاوعتچ وشنو الذنب البدر مني حتى تحملوني ذنب غيري؟ أني شنو دخلني بيچ شنو دخلني بأمچ وبأي صفة أتحمل همجية أبوچ، منو أنتِ حتى أخسر كل شي علمودچ ولچ منو أننننتِ.
دفر الباب بقوة واِلتفت قبل ليغادر رجع نظرة عليَّ.
رسول: هدفكم من هذه الفضيحة رغم قبولي بالزواج شنو؟
أخذچ مثلاً؟!
يعني هوَ هذا الشي الردتيه أنتِ وأبوچ؟
ولا يهمچ أخذتچ اِرتاحي دكتورة بس خل يكون بعملچ بعد هالعملة اِنبنت بيناتنا صروح من الحواجز عمر كامل ميگدر يهدمها وحياتنا اللي المفروض تنبني على التفاهم والاِحترام اِنبنت اليوم على الفتنة والاِحتقار وقيمتچ بنظري صارت متتعدى مقدار الحشرة ويمكن أقل لذلك امسحي دموعچ المُخادعة وأرضي بالحياة الجديدة الاِختاريتِ تعيشيها بنفسچ.
حچاها وطلع تاركني وراه منهارة، نهضت من مكاني فاقدة للشعور أحاول أجمع الباقي من كرامتي وألملم شتات نفسي حتى صدري يقاوم الوجع وتعدي هالليلة من دون ما يسكت گلبي من القهر وأموت
توجهت للحمام ملابسي على ايدي
بس دخلت صارت الفوضى العارمة گدام عيني
كاسر المرايا
مفلش الرف
مبعثر المواد
ماكو شي بالمكان باقي على حاله.
سديت الباب وگعدت بظهرها مو ابچي لا قدر، گعدت من شدة الوجع وعمق الغصة أصارع الحياة لدرجة جرحت ايدي مثلما دتشوفين ورغم بشاعة الجرح ما شعرت بأي ألم لأن صدقًا جسمي كان متبنج من كل شي صار وياية بأسوء يوم عشته وراح أعيشه بحياتي.
روح: بابا وينك؟ تعال شوف شنو صار بيَّ بعدما أنتَ رخصتني گدام الغريب، تعال محتاجه حضنك محتاجة ارتمي على صدرك واشكي وجعي منك لك، شگد قسيت وياية شگد آذيتني وذليتني وجرحتني وحرجتني والأهم طعنتني بأغلى شي عندي وعندك شرفي! بس ما گدرت اكرهك ولا راح اكرهك ولليوم أني عايشة بالنقص لليوم اصارع شعور الحرمان من وجودك بحياتي، شوكت أحس بحبك شوكت تحسسني أني بنتك شوكت توگف مثل الرمح بعيون كل من يأذيني ويطعن بسمعتي؟ تعبت وأني بلا سند تعبت وأني احتمي بغيرك منك ومليت وأني أقنع نفسي تتقبل وحدتي بهالحياة وتقتنع بعيشة الذل والهوان.
أخ يا ماما شلون فضلتِ نفسچ عليَّ؟!
شلون اِنهزمتِ بروحچ وهزمتيني؟!
شلون هنت عليچ وأني قطعة من روحچ؟!
يا تُرى تزوجتِ؟
صار عندچ أطفال؟
صرتِ أم مرة ثانية لبنية ثانية غيري؟
زين إذا صرتِ من تباوعين لعيونها همْ تذكرين عيوني؟
إذا اخذچ النُعاس وحطيتِ راسچ على فراشچ بالليل
همْ تتذكريني؟
همْ صوتي يجي بأذنچ وأني أصيح لچ ماما؟
همْ تصدح ضحكاتي البريئة بمسامعچ؟
يوم اللي قررتِ بيه تنهزمين وتتركيني وراچ أتحمل ذنبچ همْ اجيتِ ودعتيني؟
همْ گلتِ يمة أني رايحة وتاركتچ أتمنى تسامحيني؟
ومن مشيتِ خطواتچ المجهولة خطر على بالچ مصيري المجهول؟
فكرتِ بيَّ من بعدچ شلون عشت؟
گلتِ بينچ وبين نفسي بنتي مرتاحة متأذية؟
عايشة ويا من؟
وتحت رحمة من؟
وإذا كبرت شلون راح تواجه العالم وأمها منهزمة؟
أبوية حملني ذنبچ يوم الكل هنا صاروا يصيح لي بنت العايبة والكل يطعن ويحچي بشرفي رغم شرفي انظف من نفوسهم
حتى الإنسان الوحيد الحبيته بحياتي كسرني كسرة صعب تنجبر، حسسني أني شگد رخيصة وبعيونه ما أختلف عنچ وعن أبوية بشي وممكن أكون أسوء منكم
وجع بگلبي يمة
ولچ وجع والله وجع ميرحم
أريد أموت
أريد أخلص من حياتي وأمحي هالليلة من ذاكرتي
ليش أعيش بالذل؟
ليش أصير رخيصة بعيون الكل وأولهم أبوية؟
ما سويت الغلط ولا بيوم اِرتكبت الحرام
ليش الكل ديحسسني وجودي بهذه الدنيا ذنب عظيم
اعرف الحچي ميفيد ولا راح تسمعيني وإذا سمعتيني ما راح يرف گلبچ عليَّ بس أخ من گلبي الميجوز من الحنين لكم وأخ من لساني الميتوب ويستغفر من ذكركم
ما عندي كل ذنب بحياتي أنتِ وأبوية ذنبي الوحيد.
نفضت الأفكار من راسي ونهضت أمسح سيل الدموع الرافض يجف من مجرى العين
أنا منْ أنا مُقابل أُناس هذا العالم الكبير؟
هُمْ الوجودُ.
وأنا العَدم
هُمْ الحقيقةُ
وأنا الوَهم
حياتي بينهم معصيةٌ عظيمة
تَجرني في نهايةِ المَطاف بعد السُقمِ نحوَ الندم!
زهرة: الله لا يوفق كل من چان سبب بأذيتها وعذابها
قدر: أحس تعبت وتربطت، ما بيَّ أسوي بعد أي شي ولا بيَّ اتحرك من مكاني لأن فكري كُله مشغول بيها
زهرة: حقچ يمة هوَ ياهو اليعرف بسالفتها وما يتربط وينلچم گلبه! زين شصار بعد وياهم ما حچت لچ؟
قدر: للصبح هيَّ متقوقعة بعُزلتها ما بين قلة الحيلة والدموع بحيث الصبح شكلها ما كان ينشاف من التعب أما رسول متعرف شلون خلص ليلته بس بالسبعة بلغها قبل ليطلع من ورا الباب وبنبرة جدًا حادة وقاسية أنهُ هوَ رايح لأهله ويتأخر بالرجعة وراها أني اِتصلت ومن عرفت وحدها بالشقة رحت لها وتعرفين الباقي
زهرة: الله يربط على گلبها بالصبر والإيمان.
قدر: آمين بيبي، رايحة أني أنام شوية لأن الليل كله سهرانة ما نمت غير بعد صلاة الفجر ساعتين وگمت حتى اتصل على روح واشوف شصار وياها
قَبلت راسها وتوجهت للغرفة رغم التعب والاِرهاق لكن ما نمت غير ساعة وحدة، ثاني يوم كان اِنتقال المرضى للمصحة وهالشي آذانا جدًا لأن ما كنا متممين تجهيز الغُرف بالكامل بس شنسوي الظروف حتمت علينا سرعة الاِنتقال وتفريغ البناء القديم للمالك.
گعدت من الصبح ردت اتصل على روح تراجعت خليها للعشرة أخاف نايمة البنية، تريگت بعدها غيرت ملابسي وطلعت اتمشى المسافة التفصل بين المصحة والمُجمع السكني مسافة جدًا بسيطة ميتجاوز مقدار وقتها الأربعة دقايق سيرًا على الأقدام
بعدني امشي سمعت صوت المسربت الصغير وراية.
سَقاء: ماما الحلوة
اِلتفتت بسرعة گاعد ويا أمان بالسيارة بس باوعت لهم نصى مبتسم وهمس بمسامع ابنه يلقنه الكلام.
سَقاء: أحبچ هواي بگد ما أنتِ حلوة.
تجاهلتهم أكمل الطريق رجع يصيح: ماما باوعي لي
ما أدري ليش اِلتفتت وما اعرف شلون اِلتفتت!
سَقاء: ليش تباوعين أنتِ ماما؟
أمان: تربية أبوك السبع
قدر: تلقين أبوك المسربت قصدك
أمان: صباحنا عصبيتچ وصباحچ اِستفزازنا قدري
سَقاء: قدري أني بابا لتبوگها مني
أمان: ماكو فرق وليدي لك حنيتها ولي غير أشياء.
غمز لي ب نظرة وسخة! باوعت حولي همْ زين المكان فارغ محد موجود من الموظفين مشيت بسرعة رجع يصيح وراية، ما اِلتفتت هالمرة لذلك اِضطر يوصيني على أخته من بعيد
أمان: اِنتبهي على شغف زين ما اگدر اجي اليوم عندي شغل مهم وهيَّ من غير شي ما حابة فكرة الاِنتقال لهذا المكان، يعني حاولي متتركيها وحدها على الأقل بس ذني اليومين بينما أتفرغ لها أني وتبدا تتعود.
تجاهلت كلامه مستمرة بالمشي، ثواني وفات من يمي بالسيارة غادر المكان اِلتفتت للخلف سَقاء راجع للقصر ويا السكيورتي وعيونه على الطريق يراقب أبوه
للتسعة وصلوا المرضى لمصحتهم الجديدة، الغرف لسه قيد التنظيم لذلك اِنجبرنا نجمعهم داخل الحديقة رغم العمل لا زال قائم بيها من قبل الفلاحين
واگفة يم البنات مر أجود من الجهة المُعاكسة أشرت له يجي، توه ديتقدم ب اِتجاهي سمعت تصنيف المُشاكسات.
عِناق: ميلو باوعي اجى الديناصور
ميلاف: شگد اظل أعلم بيچ أبو بريص مو ديناصور
عِناق: مو مهم المهم النتيجة حيوان
قدر: شنو هذا السمعته؟!
رفعت نظرهن عليَّ الاِرتباك بعيونهن.
قدر: منو هذا الحيوان جاوبوني؟
عِناق: اسفة بعد ما اعيدها وأني غلطت ميلاف معليها
أجود: السلام عليكم
باوعت عليهن بدون ما اجاوبه عرفن قصدي، ردن هنَّ السلام نيابة عني بركازة وثقة بالنفس.
أمرتهم يتساعدون بنقل السنادين للحديقة حتى أعزز من اِرتباطهم الروحي داخل المجموعة وقت الاِتحاد والحمد لله التقدم صار واضح بخصوص حالة الرهاب.
الهدوء الحقيقي عند شغف وبس، كانت تعمل من دون متصدر صوت وحتى إذا احتاجت شي تكتفي بالإشارة وتسلمني الدفتر اقرا شنو كاتبة وهذه النقطة تعتبر نقطة سلبية ضدها لأن الهدوء وقلة الاِنفعال وكُثرة الاِنعزال ديجعل حالتها تتراوح بنفس المكان عكس التقدم الواضح لحالة عِناق وميلاف مع اِشتراكهم بنقطة المرض (رهاب الذكور)
يامن: ها بلوتي شنو الأخبار عندچ.
قدر: دأفكر بشغف أحاول أتوصل لحل جديد يساعدها قبل ليساعدني بتجاوز هذه المرحلة
يامن: ليش شبيها؟
قدر: ما گاعد تتقدم بحالتها يامن، شوف مثلاً هسه عِناق وميلاف رغم المخاوف دينجبرن على التعامل ويا أجود أما شغف ظاهريًا تدعي اِطاعة الأوامر لكن عند المراقبة الشديدة راح تلاحظ هيَّ نهائيًا ما گاعد تحاول تختلط بيه وجاعلة من البنات واسطة مخفية بينها وبينه، حتى حديث ميجمعم سوى ولو بالاِشارة.
يامن: لتنسين الطِباع تختلف من اِنسان لآخر وشغف مبين اِنسانة مُنعزلة من قبل المرض
قدر: بس أني دأشتغل على هذه النقطة يماني
يامن: ميخالف فدوتهم التعب المهم النتيجة فَ حاولي بعد وإلا ما تجنين ثمرة تعبچ بالنهاية
رسول: صباح الخير إخوان
يامن: رسول شجابك؟!
رسول: روح مريضة من البارحة تستفرغ وحراتها كلش مرتفعة اجيت أسد مكان قدر وهيَّ تاخذ اِجازتي حتى تبقى يمها بالنهار إذا ماكو زحمة عليچ طبعًا.
قدر: أكيد ماكو زحمة تتدللون بس لو باقي أنتَ يمها مو أحسن؟
رسول: وجودي وعدمه واحد ميفرق بشي
يامن: تسمح لي أروح وياها
رسول: أكيد البيت بيتك ميحتاج لها سؤال
حچاها وقدم لي مفتاح الشقة، تحركنا بعدما وصيناه على المجاميع أول ما وصلنا اِنصدمت بحالة روح جدًا تعبانة بشكل وكأنما صار لها شهر طريحة الفراش!
صحيتها حست على صوتي، غطيت جسمها وصحت ليامن بس شاف حالتها شد ملامحه بعبوس.
يامن: شجاچ روح، ليش هيچ خوية؟ سبحان المرتاح بهذه الدنيا وسبحان الما مر بلحظات تهده وتعزله عن العالم بس مو معناها يخسر صحته ويحاول ينتحر بطريقة غير مُباشرة!
بالنهاية احنا بشر ما اِنخلقنا إلا للإختبار وجزاء الصبر موجود لكن الصبر همْ لازم يكون موجود حتى نحصل جزاءه، الگاعد تسويه بروحچ حرام گومي على حيلچ واِحتسبي لربچ وتأكدي ما خلق الله الداء إلا وخلق له الدواء وما أوجد الضيق إلا وأوجد بعده الفرج لكن للإنسان المؤمن فقط اليعرف بنفسه محط للاِبتلاء والاِمتحان ومع ذلك يسلم أمره لله عز وجل لا غير
قدر: أشك تسمع منك يامن وهيَّ بهذا الحال.
يامن: ابقي يمها راقبي لي الوضع إذا بقت على هالحال للعصر أني اتصرف ويا رسول
قدر: بس البنات شلون
يامن: يمي أني اتصرف ليظل بالچ وياهن
قدر: إذًا بسطة موفقة مُقدمًا
غادرت الشقة أضحك، وصلت للمصحة رسول واگف على راس مجموعتي توجهت له مُباشرةً
يامن: لنا حديث طويل بخصوص روح هسه أني لازم أصعد للمكتب عمي سلمني ترتيب القوائم خلي بالك يم مجموعة قدر أو وصي سماح عليهن البنات يخافن.
رسول: هسه أوصي سماح كافي عليَّ مجاميعنا
ربتت على كتفه متوجه للمكتب، بعد نصف ساعة من العمل المتواصل سمعت الفوضى عمت بالمكان والجري السريع للأقدام صار يقترب شيءً فَ شيء
رميت القلم من ايدي وطلعت بسرعة نائل بالباب صافن بذهول يحاول يتتبع مصدر الصوت
يامن: شنو الصار ليش كل هذا الصراخ؟!
نائل: واللهِ ما أعرف يا دكتور بس يمكن الصويت ده لست مش راجل؟
نزعت سترتي رميتها عليه واِلتفتت على الممر دأتوجه للمصعد چان أشوف شغف اجت من بعيد الوجه كله دم تركض وتصرخ مذعورة وكأنما أكو شخص ديلاحقها، تقدمت عليها بخطوات سريعة اِلتقينا عند المدخل ومجرد ما شافتني گدامها رمت نفسها داخل حضني شادة قبضتها على صدري بقوة وتنحب بصوت يرعب تحاول تستغيث بيه رغم عجز اللسان...