رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الرابع والأربعون
مِنَ الجَيدِ أنكَ تَعثَرتْ.
لا أحَد مِنا يَستلِذَ بِ طَعمِ الوقوفْ مِنْ دونِ أنْ يَسقُطْ.
وسعت عيني بذهول، صدمة الموقف كانت أكبر من أن يستوعبها العقل البشري بسهولة، شغف وين والقتل وين! أني دكتورتها الحافظة كُل دماراتها مستحيل كنت اعطي إحتمال ولو واحد بالمية أنها تقدم على فعل جريء مثل هذا حتى معَ وجود المرض لأن هذا التصرف بعيد كُل البُعد عن شخصيتها وضعف موقفها هيَّ من خيالها كانت ترتعد ومن أصوات الغُرباء ترتعب وتنهزم فَ ما بالك بمواجهة الأشخاص الكانوا سببب بتحطيم طفولتها تحديدًا أهلها ومو أي مواجهة لا بالقتل! هُنا فقط تكمن نقطة التحول في حالتها النفسية والجسدية في آنٍ واحد.
الفوضى العارمة اللي حدثت داخل غرفة نُعمان الثابت بهذه اللحظة تعدت الوصف وتجاوزت حدود الخيال، دسار فقد عقله من كُثرة الصياح مثلما أني فقدت عقلي من قوة الصدمة وشدة وقعها، صار يصرخ وهوَ يحاول يفيق والده شوية وتجاوزت مَرجانة صدمتها احتضنت راس نُعمان بين كفيها تتوسل دسار يستعجل باِنقاذه، صحيت وأخيرًا متحيرة باِتخاذ القرار المُناسب أتوجه لنُعمان أنقذ حياته في سبيل اِنقاذ شغف من تحمُل مسؤولية دمه المهدور لو أتوجه لها شخصيًا أسكن صُراخها من بعدما وعت على عظم جريمتها واِنهارت؟
توني متحركة باِتجاه نُعمان دخل يحيى يركص، باوع على منظر مَرجانة وزوجها ورجع باوع لشغف البعدها مستمرة بالصُراخ، بوجوده تقويت أكثر واِستعاديت تركيزي لأن كنت أشعر بنفسي غريبة بيناتهم، تقدمت بسرعة قبل لا أوصل لهم همس يحيى داخل مسامعي يستفسر عن حقيقة الموقف.
يحيى: منو سواها؟
قدر: شغف.
اِلتفت عليها بصدمة، فجأة وبدون مُقدمات نهض دسار من مكانه مثل الإعصار متوجه لشغف يصرخ من گلبه.
دسار: ولچ هذا أبوچ شلون تسوين بيه هيچ
رفع ايده ديضربها كف.
ركض يحيى وگف حاجز بيناتهم ساحبها على ظهره
يحيى: مو هيَّ أني القتلته
دسار: أنتَ شدتحچي!
يحيى: قبل يومين تجادلنا بحضور دمار ولعب بعقلي الشيطان أرجع له الإهانة الوجهها إليَّ
مَرجانة: لك أتركه وتعال لأبوك مو راح يموت.
صرختها ونصت عليه تنحب بقوة، ما گدرت أقدم لهم شي بحضور الكَم الهائل من حمايته وأفراد العائلة أكثر من أنهُ اسحب السكين من بطنه وأوقف النزف بشكل مؤقت بينما يتم نقله للمستشفى خلال دقائق.
أخذوه وطلعوا يحيى رافقهم، سحبت شغف أريد أرجع لغرفتي ركضت مَرجانة متقدمة علينا قبل لا أوگف بوجهها رفعت ايدها ضربتها كف على أثره سقطت بعدم اِتزان سندت طولها بحضني.
مَرجانة: ولچ هذا جزاء التعب تموتين أبوچ مو علمود حضرة جنابچ جاب المصحة لقصره وكُل شهر يدفع بالفلوس ويرجع ليورا في سبيل يهتمون بيچ تالي أول ما رجع حيلچ ودخلتِ القصر اجيتِ لغرفتنا تموتينا!
ميراج: الله ينتقم منچ شگد حقيرة وناكرة للجميل
قدر: البنية مريضة وينها وين كلامكم!
مَرجانة: لچ يا مريضة وهيَّ رادت تموتنا، شيخلصها هسه من نُعمان من دسار حتى دمار راح يكسف أحوالها
رفعت ايدها دتضربها لزمتها بسرعة.
قدر: بيبي أخذيها لغرفتي
بس حچيتها تقدمت بيبي مذهولة من كُل شي صار، أخذتها من حضني وغادرت رجعت نظري على ميراج وأمها الكانن منهارات من شدة الصدمة
قدر: منو گال هيَّ سوتها أصلاً؟
مَرجانة: شگاعد تخربطين أنتِ غير شفتها بعيني!
قدر: حتى لو هيَّ الطفلة مريضة يعني أكيد ما كانت بوعيها ساعة الاِرتكبت هالفعل
مَرجانة: إذا بعدها مخبلة شكو جايبتها وجاية لبيتي
قدر: أنتِ أم!
صفنت بوجهي تمسح بدموعها، اِلتفتت أعصابي طافرة ردت أغادر المكان لمحت مريم حاضنة ميراج وعيونها عليَّ تباوع بدهشة يمكن ممتعودين واحد من القصر يجادل مَرجانة الكُل هنا طوع أمرها حتى بالباطل.
رجعت للغرفة، شغف گاعدة على السرير وبيبي مُقابلها حاضنتها وتبچي باِنهيار، سحبتها على صدري بلكي تهدأ بدون نتيجة بل على العكس زادت بنحيبها ردت حاولت بس حتى أفهم السبب الوصلها لهذه النتيجة ماكو ماسكة ايدي بقوة والشهگة بصدرها ظليت حايرة شلون المفروض أتصرف بعد هالمصيبة، لا بيَّ اتصل بدمار لأن أمان يمه بعدها طيارتهم ما منطلقة وما أريد أوضعه بموضع الخيار ما بين نارين بالنهاية حياة سَقاء أهم من كُل شي ولا عندي رقم يحيى اتصل عليه أتابع الوضع أول بأول ولا اگدر أتركها بأي مكان وهيَّ بهذه الحالة الصعبة واروح حتى وإن كان هذا المكان المصحة نفسها.
بقيت وياها للصبح ساعة بساعة دقيقة بدقيقة ثانية بثانية إلى أن أخذها التعب وگدرت تنام، نزلت راسها من حضني للفراش وطلعت أتفقد الوضع المكان هدوء معناها العار بعده عايش، رجعت توني داخلة للقاطع تلگتني بيبي تسأل عن قصة شغف حچيت لها باِختصار بس سمعت القصة ظلت تبچي على حالها لعد لو تعرف الحقيقة الأني نفسي جاهلتها بالوقت الحالي واللي وصلت شغف لمرحلة القتل شنو راح تسوي ساعتها؟
نهضت من يمها متوجهة للغرفة باب القاطع مفتوح ما أشوف إلا دسار دخل علينا والبوليس وياه!
دسار: وينها الكلبة؟
قدر: صدگ تحچي عود، ولك هذه أختك!
حچيتها مصعوقة على راسي، تجاوزني بكل برود فتح باب الغرفة أني گدامها شفت شغف من فزت على قوة صوت المقبض، دخلت بسرعة بعدني ما حاضنتها سحبني دسار يصرخ بيهم ياخذوها من القصر، فقدت أعصابي حتى غلط غلطت عليه بعدنا نتجادل سحبوها مدت لي ايدها تصرخ بخوف ركضت للضابط.
قدر: يا حضرة الضابط ميصير هيچ البنية مريضة!
- خذوها بسرعة.
بدون تفاهم سحبوها من الغرفة يمشي الضابط وأني وراه أتوسل بيه يسمعني وهيَّ ملتفتة عليَّ من البچي والرعب حتى لون بشرتها شحب، صعدوها بسيارة القسم لزمت بالباب حيل يردون يسدوه ميگدرون من قوة ايدي حتى الشرطي اِنسحب ويا الباب، ثواني واجى واحد منهم جرني من زندي بس بعدت عن السيارة قفلوا الباب ركضت أتبع مسيرهم نسيت حتى نفسي إلا شوية وأطلع للشارع بملابس البيت.
رجعت أركض لو يطلع بيدي أنوم السكين ببطن دسار بدل نُعمان، توني فتت للصالة الداخلية سمعت الصياح
مَرجانة: يمصخم أختك هذه شلون تشتكي عليها
دسار: اي صح شلون لازم ننتظرها تخلص علينا واحد ورا الثاني بعدين عود نبلغ عنها من داخل القبر
مَرجانة: أبوك يدري بسوايتك؟!
دسار: ويدري شنو يعني قابل خايف منه
ميراج: هيَّ غلطت بس مو مال تذبها ويا المجرمين.
دسار: لغوة زايدة براسي لتلغون، خلوها تروح لهناك تشوف بعيونها حتى تنجر إذنها وتصير لها عبرة تموت ومتفكر تمس واحد من آل الثابت مرة ثانية
تركتهم مستعجلة بخطواتي، بيبي فوگ راسي نازلة بيَّ اسئلة وتحقيق، غيرت ملابسي أخذت بطاقة العمل السلاح موبايلي الثاني وطلعت على السريع صحت بيهم يجهزوا لي سيارة بينما جابوها اتصلت على دكتور رؤوف بلغته بالمشكلة لأن تدخله صار جدًا ضروري.
وصلت للقسم طلبت مُقابلة الضابط اعتذروا لاِنشغاله، بقيت انتظر ساعة تقريبًا دأتمشى بالممر القلق مسيطر عليَّ لمحت دكتور رؤوف ويامن وياه جايين باِتجاهي
رؤوف: ها بنيتي شنو صار وياكم؟!
قدر: ما صار ما گدرت أقابل الضابط لحد الآن
يامن: شلون سوتها؟
قدر: سوتها يامن لتسأل شلون لأن أني نفسي ما أعرف.
اِنفتح الباب ركضت قبلهم، ما سمحوا غير بس لشخص واحد يقابل الضابط دخلت أني كان متشدد جدًا أي لين بالكلام ما عنده حتى من عرفته على نفسي ظل متمسك برأيه وفجأة وبدون سبب نهى المُقابلة
يامن: ها شصار؟
قدر: ما قبل يتجاوب وياية گلت له البنية مريضة رد عليَّ تسجيلات الكاميرا وهيَّ تتحرك بحذر حتى تأمن الطريق وبعدها تروح للمطبخ تجيب السكين وترجع لغرفة أهلها حتى تخلص عليهم تأكد هيَّ بكامل قواها العقلية ورغم شرحت له تفاصيل الحالة بالحرف الواحد ظل متمسك برأيه ومُصر يعرضها على النيابة
رؤوف: راح أدخل أني جايب أوراقها بلكي يسون شي
حچاها ودخل على الضابط متأخر دقائق ضئيلة ورجع الخيبة واضحة على ملامح وجهه.
رؤوف: ميقبل يگول بعد التحقيق نعرضها على طبيب نفسي خارج دائرة مصحتكم ومن اِختيار القسم نفسه حتى تكون نتيجة التقرير عادلة وبدون محسوبية
يامن: قدر تصرفي مُعتز باشا مو موجود خليه يتدخل بلكي يحلها، البنية مريضة مو مال حبس
قدر: راح اتصل بس ما اعتقد يسوي شي هذا الضابط قافل بحجة تطبيق القانون أشك دسار ورا الموضوع.
زفرت النفس بضجر واِتصلت على معتز باشا، الرجُل ما قصر بس سد الخط مني اجرى اِتصال سريع مع القسم على أثره تحسنت مُعاملتهم لنا وبقينا ننتظر اِنتهاء التحقيق حتى نگدر نحچي وياه للمرة الثانية
بعدنا ننتظر اجى دسار، تحرك يامن قبل لا يتجاوزني لزمته من ايده أمنعه يتشاجر وياه.
يامن: لا راح أحاول أكلمه بهدوء يمكن نحصل نتيجة
قدر: ما أعتقد
يامن: نجرب ما خسرانين شي.
حچاها وتقدم باِتجاهه، أول الأمر كان الحديث بغاية التفاهم والهدوء لكن سرعان ما تحول إلى شجار مصحوب بالضجيج المُرتفع.
قدر: لا يامن اهدأ مو هيچ احنا بالقسم
يامن: لك حيوان عرضك هذا شلون ترميه بين السفلة والمجرمين، لعد شگد ناقص غيره وناموس
دسار: لتدوخوني مسألة عائلية اطلعوا منها أحسن لكم
رفع ايده يامن ديضربه سحبته بسرعة، بعدني أحاول اهدأ الموقف كملت السبحة بقدوم يحيى ودمار.
دمار: ولك هاي أنتَ شسويت!
قبل ليوصل له اِنفتح الباب وطلعوا مرافقين شغف ترك دمار الكُل وتوجه عليها ما سمحوا له يقترب، أخذوها للتوقيف بأمر من الضابط بينما يتم عرض حالتها على اِخصائي نفسي ويصحى نُعمان الثابت حتى ياخذون اِفادته يعني مختصر الحديث يحاولون يكسبون وقت
دمار تهستر، بدون وعي ركض على دسار ضربه يصرخ
دمار: هسه تفوت تتنازل عنها لا روحك أطلعها بيدي
دسار: ما أتنازل والتريده سويه.
كبرت المشكلة وأصوات صُراخهم ملئت المكان، طلع الضابط باوع عليهم متلازمين والشرطة يمهم گاعد يحاولون يهدؤون الموقف، تقدم عيونه تجدح بالغضب
- هوَ إيه أصلو ده أنتوا فاكرين نفسكو في زريبة!
نزلوهم على التوقيف حالاً
قدر: لا يا افندم أرجوك تهدأ مو مال توقيف أخوانها تحتاجهم.
ولا سمع مني، سحبوهم من يمنا دمار فاقد ترس الدنيا بالصياح الدور بدل ما احير بمصيبة شغف احتاريت بمصيبته، لازم يطلع لأن هوَ ورقة الضغط الوحيدة على نُعمان الثابت قبل لا يصحى وياخذون اِفادته
اِتصلت على مُعتز باشا اترجاه يتصرف، الحمد لله أقل الساعة وطلعوا دمار دأتقدم باِتجاهه طلع دسار بعده!
دسار: ايدك النرفعت عليَّ راح تنكسر دمار
رجع عليه أعصابه بعيونه، راد يضربه سحبته بسرعة.
قدر: ترى بالگوة طلعتك اگعد راحة احتاجك وياية
دسار: اسمع كلام مرت أخوك يا الشاطر بلكي ها بلكي إذا اتحدتوا تگدرون تواجهوني
قدر: مبين واسطتك قوية
دسار: وأقوى مما تتخيلين دكتورة
قدر: اي نشوف بالنهاية احنا لو أنتَ دسار أفندي
دسار: إذا عندكم عيون تشوفون بيها
حچاها وفات من يم دمار ضرب كتفه بقوة توه ديميل من شدة تعب هالأيام طاقته نفدت، سندته بذراعي
قدر: أتركه عمرها ما كانت القوة بالكلام القوة بالأفعال.
دمار: ليش بقيتيها بالقصر لخاطر ربچ
قدر: هيَّ طلبت، بعدين كنا تعبانين ووضعها أبدًا مو مال تبقى وحدها گلت الصبح أخذها ونداوم سوى شدراني راح تسوي هيچ!
دمار: وشلون صار هذا الشي، يعني شلون ضربته؟
قدر: ما أدري والله كُل شي ما أعرف، من سهر اليومين الفاتن نمت بدون ما أحس ما صحيت إلا على صوت الصُراخ سألتها ليش سويتِ هيچ ما جاوبتني
دمار: رايح للمستشفى أشوفه إذا صحى أو لا
قدر: خو ما عرف أمان؟
دمار: لا شيعرف غير يتخبل، أصلاً أني ما عرفت إلا الصبح يحيى بلغني طيارتهم تأخرت واِضطريت ابقى وياهم بالطريق دأرجع ووصل لي الخبر اجيت بوجهي لهنا حتى للمستشفى ما رحت
قدر: زين هسه روح أكيد لو حچيت وياه راح يتنازل
دمار: رايح بس خليچ يمها وحاولي تحاچين الضابط
بس راح رجعت دخلت على الضابط بلكي ألزم طرف الخيط من محتوى الاِفادة لكن للأسف كُل شي محچت خلصتها عليهم تبچي إلى أن نزلوها للتوقيف.
دكتور رؤوف اِضطر للمُغادرة اِدراة المصحة ظلت على رسول خصوصًا بعدما أصر يامن يبقى يمي، ساعتين ورجع دمار من مشيته ووجهه المحتقن تيقنت الأمور متبشر بخير وشغف سالفها راح تطول داخل هالمكان
قدر: دخيل الله احچي لك شي يبرد الگلب
دمار: حضرة جناب السيد الوالد يگول أني راح أتنازل بالوقت الأشوفه مُناسب لحد يحاول يقنعني
يامن: صدگ يحچي، بنته هذه ومريضة شلون يبقيها بين المجرمين وهيَّ بعدها طفلة!
يحيى: وهسه شلون خو ما راح نخليها تبات جوة
دمار: شسوي فهمني شلون اتصرف المصيبة هذا العار مسلمهم تسجيل الكاميرات وإلا كان شلت الليلة عنها
يحيى: ميفيد حاولت أشيلها قبلك ما دخلت بعقله وإلا ما راح تأكد من شكوكه وقدم البلاغ
دمار: قدر أريد أقابل الضابط
قدر: ميفيد دمار حتى الواسطة متشتغل هسه ما زال اِفادة نُعمان قيد التسجيل
دمار: ميخالف أريد أقابله دبريها اترجاچ.
دخلت عليه طلبت الإذن بصعوبة حصلته انتهى دوامه ويريد يغادر القسم ما عنده وقت للمُقابلة، دخل دمار دقائق وطلع الوجه أصفر گعد على الكرسي يهز برجله
ماكو ممحصل نتيجة منه حتى ما گدرنا نقابلها بسبب اِنتهاء ساعات الدوام، يامن راح أني ويحيى رجعنا للقصر بس دمار بقى بالقسم ميقبل يتحرك من مكانه وأخته موقفيها.
رغم تعب اليوم والجهد وقلة الراحة مگدرت أفطر ولا أحط شي بحلگي غير التمرة وگلاص الماي، خلصت الليل اجري الاِتصالات كلهم متربطين محد ديگدر يقدم المُساعدة ما زال نُعمان رافض التنازل لأن مجرد ميتم التُدخل ويطلعوها يگدر هوَ يرفع شكوى (تظلم) ضدهم.
قريب الصبح يلا گدرت أنام، ساعتين ونهضت غيرت ملابسي ومُباشرةً توجهت للقسم بعده حتى الدوام ما بدا لگيت دمار گاعد على المصطبة بس شافني نهض متقدم باِتجاهي يمشي بصعوبة.
دمار: صار وياچ شي؟
قدر: لا وأنتَ؟
دمار: ماكو جديد منتظر الضابط يجي حتى يسمح لي أقابلها والمشكلة أمان اتصل ديسأل عليها
قدر: هنا المصيبة شلون راح نعدي هالسالفة وياه؟
دمار: ما أدري دبري لنا المُقابلة حتى بس أشوفها أرجع للمستشفى احچي وياه بلكي يتنازل ويخلصنا
قدر: أنتَ لا فطور ولا سحور مو؟
هز راسه بالاِيجاب وتركني متوجه للقسم، تبعته مجرد ما وصل الضابط سمح لنا بالمُقابلة نزلنا للغرفة دقائق وجابوها أول ما دخلت وشافتنا ركضت تنحب بصوت عالي رمت نفسها بحضن دمار.
رفع راسها من حضنه مبتسم بتصنع قبل جبينها يمسح دموعها بأطراف أصابعه ورجعها على صدره.
دمار: راح تطلعين منا حبيبتي، لو أعرف أحرگ نُعمان وأطلعچ همْ ما أتردد أسويها بس أصبري عليَّ
أشرت بيدها ما فهم عليها سلمتها الموبايل تكتب.
شغف: (خايفة كلش)
قدر: لتخافين هسه أني راح أوصيهم عليچ وكله يوم لو يومين وتطلعين منخليچ هنا
شغف: (بابا؟ )
دمار: عايش فكري بنفسچ لتفكرين بيه.
بقينا نحچي وياها شوية حتى نسكن مخاوفها أقل من ثلث ساعة واجت الموظفة تطلب مُغادرتنا، سحبتها من حضن دمار بصعوبة ديطلعون اِلتفتت لي دموعها بعينها تأشر عرفتها تريد اجيب دفتر الرسم ويا أغراضها.
توجهت منها للمصحة ودمار راح للمستشفى، اِضطريت رغم شدة التعب والإرهاق أمشي جلسة البنات، للظهر ويا نهاية الدوام رحت لغرفة شغف أجهز أغراضها أخذت حقيبتها الصغيرة خليت بيها دفتر رسمها وأقلام التلوين بعدين توجهت للدولاب دأطلع ملابسها اِنطرق الباب ودخل يامن سلم برسمية رديت عليه بالمثل.
يامن: شنو صار بموضوع شغف؟
قدر: لا جديد نُعمان رافض يتنازل وبنته بالتوقيف
يامن: هذا شنو من بشر الله أكبر على راسه!
قدر: بعدك مشايف شي
حچيتها ورجعت للدولاب أواصل توضيب ملابسها حسيته تجاوزني متوجه للسرير، شوية وسمعت صوت تقليب الأوراق يمكن ديتصفح بدفتر الرسم الخاص بيها، باوعت فعلاً گاعد على طرف السرير والدفتر بيده
قدر: خايفة من شغلة يامن
يامن: وهيَّ؟
قدر: خايفة لا نُعمان يكون معتدي عليها وهذا السبب الخلاها تحاول تخلص عليه بس المستغربته ليش رادت تقتل أمها همْ معقولة لأن تدري بالسالفة وساكتة.
يامن: ما أوافقچ الرأي لأن لو مثلما تگولين كان الدافع من قتلها لنُعمان الإعتداء ليش أتخذت هالتوقيت بالذات ألف فرصة اجتها حتى تخلص عليه أبسط شي زياراته المُستمرة للمصحة واِنفراده بيها إذًا السبب أكبر من هذا وهيَّ وحدها التگدر تفصح لچ عنه إذا طبعًا قررت تقطع عُزلتها بالكلام.
قدر: همْ وجهة نظر
زين شتگول السبب متعلق بمرض سَقاء؟
فجأة صار هدوء عجيب نفس ما أسمع له، صحت يامن وياية؟ ما جاوبني اِلتفتت مستغربة هدوءه!
منصي على دفتر الرسم ولونه مخطوف تقدمت بعجلة كان واصل بالتصفح لأخر رسمة لشغف والكانت تخصه راسمته لمنتصف الصدر بشكل جذاب، ايده مرفوعه ويقابلها كف ايدها القريب من كفه بحركة المُلامسة وبأعلى الرسمة كاتبة اسمه والتاريخ والاِقتباس التالي
وَإنَّ لكَ في القلبِ نَبضٌ يُؤرقني لو تعلمْ.
باوعت عليه عيونه مترمش بعد من الصدمة، بلع ريق بوضوح مسح جبينه سد الدفتر رجعه للحقيبة ونهض يعدل بملابسه تحرك ديغادر حبيت استغل اِضطراب مشاعره لصالحي، قطعت عليه الطريق بحركة سريعة
قدر: لحظة وين رايح
يامن: شتردين؟
قدر: اِشتاقيت لك
تجاهل الكلام، راد يتجاوزني مسكت كف ايده بسرعة عاصرته بكفي وعيوني مغرغره بالدموع الحارة.
قدر: بلوة عمرك اِشتاقت ليمانها ولاِهتمام يمانها ليش هيچ تسوي بيَّ تدري الموت أهون عندي من مُجافاتك
يامن: هذا كان اِختيارچ قدر
قدر: اِختياري وإن كان غلط له أسباب وحقك تزعل ما ألومك بس مو معناها تتبرى مني، أني أختك تعرف شنو يعني أختك وغصبًا عليك راح أبقى أختك صح منزلنا من ظهر واحد بس تغذينا من حليب واحد وربينا على ايد وحدة زعلك هذه ميغير من الحقيقة شي.
ولا كأني احچي عافني وطلع، رجعت للقصر فهمت من بيبي ويحيى دمار رايح لنُعمان بالمستشفى طالب منه يتنازل عن القضية ومن معانده متعارك وياه متضارب ويا دسار وراجع للقصر مكسر مفشر غالط عليهم ما خله شي ما سواه حتى يبرد نار گلبه بآل الثابت.
قريب السحور مر عليَّ ديبلغني أمان متصل عليه يريد يكلمني باچر الصبح أفتح كاميرا وياه علمود يشوف شغف اِحتارينا شلون نتصرف وتعبت يلا وصلت لسبيل الخلاص، اِتصلت على مُعتز باشا طلبت إذن مستعجل لمُقابلة شغف الصبح وبلغت دمار يجيب يحيى ويجي وراية، ثاني يوم گعدت من السبعة متوجهة للمصحة جمعت عِناق وميلاف بمكان واحد كملت وياهن جلسة مشتركة وغادرت مُباشرةً بعدني بالطريق اتصل أمان من الاِرتباك سقط الجهاز من ايدي، سحبته بسرعة رفضت المكالمة وبعثت له مسج أطلب منه ينتظر شوية متحججة بالجلسة، وصلت لهناك دمار ويحيى سابقيني نزلنا للغرفة طلبت من السجانة تجيب وسادتها الخاصة وياها الجبتها من المصحة ويا أغراضها حتى تشعر بالأمان وتگدر تغمض عينها، دقائق واجت حضنتها الخوف بعيونها خليتها يم دمار وجبت بطل الماي غسلت وجهها عدلت شعرها رتبت ملابسها وسحبت الفرشة البيضا من الكيس صحت ليحيى ودمار يثبتوا لي إياها على الحايط.
يحيى: هسه هذا شنو؟
قدر: حتى تبين هيَّ بالمصحة اترجاكم تثبتون ايديكم عدل ترى أقل حركة يشك أخوكم وتعرفوه داهية
دمار: ديلا اِستعجلي مو تأخيرنا هوَ الراح يخليه يشك
نصيت على شغف محتضنة وجناتها بين كفوفي.
قدر: سُكرتي أمان راح يتصل هسه لأن يريد يشوفچ أبوس هالوجه الحلو لتبچين، خطية كافي عليه مرض ابنه منريد نشغله ويانا وهوَ ببلاد بعيدة.
هزت راسها بالموافقة، أخذتها من ايدها گعدتها گدام الفرشة البيضا حاطة الوسادة خلف ظهرها بالطول بس ارتچت عليها سلمتها الموبايل طالبة منها تخليه قريب من وجهها كلش حتى لا تلتقط الكاميرا جدران السجن البالية وشددت على الشباب يثبتون الفرشة زين
عود وصيتها تالي بس فتحت الخط بچت!
غمضت بقلة صبر.
أمان: شبيچ حبيبتي؟
حچيت من يمي بدون ما اظهر بالكاميرا
قدر: شبيها يعني غير زعلانة علمود سَقاء قابل الصار وياه شوية عليها.
أمان: لتبچين ما بيه شي كلها فترة ونرجع لچ اثنينا بالسلامة المهم تنتبهين على نفسچ
رغم تعبه والجهد النفسي الكان محاوطه من كُل مكان ظل يحچي وياها حتى يمدها بالاِهتمام والطاقة.
بس نهى الاِتصال سحب دمار الفرشة من يحيى بحركة قوية رماها على الأرض دافرها برجله وگعد يمها أعصابه تفور اليلمسه بطرف أصبعه ينفجر.
ماكو شي جديد أسبوعين والوضع مثلما هوَ دمار گالب القصر جحيم على راسهم يروح يرجع يتعارك ويا نُعمان وابنه، خطية من القلق وتعب الصيام ضعف بشكل أما شغف حالتها اسوء من أخوها بأضعاف البنية دتموت يوم عن يوم دتبذل أكثر ونُعمان افندي ولا يمه حتى ما كلف نفسه يروح يزورها بالسجن أو على الأقل يحاول يگعد وياها علمود يوصلون لنقطة تفاهم مشتركة وتنتهي هالمشكلة بس أني أعرف ليش ديتصرف هيچ حتى القضية ظلت جامدة داخل القسم متحركت ولا وصلت للنيابة لأن هوَ متعمد يبقيها بالتوقيف فترة عقوبة لها على الشي السوته لأن بالنهاية أهم شي عنده نفسه مثل الحيوان منزوعة منه الغيرة والمروءة.
اليوم گاعدة بالغرفة اللابتوب بحضني أبحث عن بعض المخارج القانونية الاگدر من خلالها أضغط على نُعمان الثابت، رن موبايلي سحبته أمان ديتصل مدري شصار بيَّ خوف ورهبة على لهفة ممعودني يخابر كُل تواصله ويا دمار حتى من يريد يشوف شغف تتم المكالمة عن طريقه من أول سفره ولليوم وهوَ على هذه الحالة
اِستقاميت بالگعدة ورديت الاِرتباك واضح على صوتي
قدر: الوو!
أمان: شلونچ؟
قدر: الحمد لله نفس ما تركتني، سَقاء شلون صار؟
بس حچيتها طوط الجهاز بأذني باوعت ديتصل فيديو گال اِفتحي، عدلت نفسي ورديت مگعد سَقاء بحضنه والطفل منصي راسه على صدر أبوه بتعب بس شافني اِستقام الإبتسامة على وجهه. حبيبي عرفني
قدر: سَقاء يا روحي شلون صرت؟
سَقاء: زين
قدر: أني منو عرفتني؟
باوع لأبوه مبتسم ورجع عيونه على الكاميرا بخجل.
سَقاء: اي أنتِ ماما الحلوة
قدر: أبوس هالحلگ الحلو گزگزت أني شسوي هسه.
بس حچيتها نصى أمان قبله نيابة عني، اجت الحجية أم يحيى سلمت عليَّ وسحبت سَقاء من حضنه
الحجية: أوديه لسريره أخذ راحتك ويا مريتك يمة
أمان: هسه اجي وراچ عنده علاج بعد 5 دقائق
ظلت عيونه تراقبها بس سدت الباب رجع يباوع لي.
قدر: ليش هيچ متغير شنو هاللحية والضعف الفضيع؟ اِنتبه على نفسك أمان ابنك يحتاجك قوي مو مهزوز
أمان: شغف شلونها هسه؟
قدر: إن شاء الله بخير لتشغل بالك وياها كُلنا هنا بس سَقاء محد يمه غيرك اِهتم بيه زين
أمان: ديري بالچ عليها
قدر: بعيوني، ناقصك شي محتاج شي حتى أبلغ دمار
أمان: ممحتاج غير حضنچ.
قدر: أرجع لي أنتَ وسَقاء بالسلامة وتلگاه ينتظرك.
حچيتها مبتسمة رجع لي الاِبتسامة بتعب ونزل شريط الموبايل اِنقطع الاِتصال فجأة يمكن ديشوف الساعة ثواني ورجع عيونه على الجهة الثانية يحچي ويا الممرضة بالاِنگليزي دتطلب منه الحضور لغرفة سَقاء
أمان: لازم أروح
قدر: قبل لتروح ممكن اعرف ليش اِتصلت عليَّ؟
باوع لعيوني الألم واضح بنظراته.
أمان: اِشتاقيت...
حچاها ونهى الاِتصال مُباشرةً تألم گلبي على ألمه ماكو شي يكسر ويهدم الأهل أكثر من وجع أولادهم.
نايمة ما أعرف الساعة بالضبط بس تجاوزت منتصف الليل، سمعت موبايلي يرن بين الوهم والحقيقة فزيت مرعوبة الخنگة مستوطنة صدري بشكل مُخيف!
ما بَينَ الألفِ وَالياءْ هُنالَكَ حِكاياتٌ عَميقةْ سَ تُروى
أوجاعٌ لا تُنسى
هُنالِكَ صَغيرَةٌ لَمْ تَبلغ العَشرينَ مِنْ العُمرِ
بِ شَرابِ زَقومِهمْ قَسرًا تُسقى
فَ مَاذا بَعدْ؟ مِنْ أحقادِهمْ وَشُرورِ أنفُسِهمِ الدَنيئةْ
أيّ ظُلمٍ صَغيرتُنا سَ تَلقى؟
ما بَينَ جُدْرانِ المُعتَقل الأربَعةْ
وَالنِساءْ المُروعةْ
سَ تَلقى ما يَشيبُ لَهُ الرَأسْ وَتسقطُ عِندهُ الأقنِعةْ.
شغف: دخلت لمكان أقل ما يُقال عنه بيت دُمى الرعب كُل شي بيه مُفزع للنفس حتى جدرانه، يحتوى على مختلف اصناف النساء الشريفة منهن ومنزوعة الشرف الكبيرة والصغيرة المتهمة والمُدانة، من الصعب جدًا التمييز داخل بقعته ما بين الخير والشر.
ما كنت آكل بشكل جيد والماء أشرب على قدر الحاجة أما النوم هاجرني بالليل عود من يصير الصبح عيني تغمض ساعات قليلة وأصحى على صوت الفوضى
بعد أسبوع من الرعب ووحشة الملجأ بديت أكتشف خفايا المكان التمنيت مغادرته قبل لا أكتشفها.
بالليل متمددة بسريري مغطية جسمي بالكامل أتصنع النوم لمحت وحدة من السجينات غادرت سريرها متوجهة للسجينة المجاورتني بالمكان!
بقيت أراقبهن من فتحة الغطاء، گعدت يمها سولفن شوية بعدين صارن يتفقدن المكان بنظراتهن، فجأة تمددت بصفها متغطيات سوى ويا ليتني مشفت الباقي
مجرد ما تبادلن القُبل غمضت عيني جسمي يرتعش يا إلهي هذا الگاعد أشوفه گدامي حقيقة لو كابوس!
أريد أسحب النفس لصدري ما اگدر بعد، فتحت عيني خايفة واصلات مرحلة من النجاسة صعب أشرحها، اِنجربت أدور وجهي للجهة الثانية لأن لو اظل مگابلتهن يمكن أموت الديصير گدامي هنا شي يفوق الخيال
انحاء جسدي كانت ترتعد بوضوح وروحي هيَّ الرياح التحرك الجسد مثلما تحب، شوية وحسيت الهدوء حل بالمكان اِلتفتت من جديد مموجودات! حتى ما اگدر أرفع راسي وأشوف شديصير اِنخلست بفراشي إلى أن طلع الصبح قطرة دم مظلت بجسمي.
للعصر سون حفلة مال أيش ما أدري، موسيقى رقص تدخين تجي السجانة تهجم عليهن يسكتن تروح ولا كأن شي صار يرجعن لنفس الفوضى، گاعدة محشورة بين الزاوية والسرير خايفة من منظر السجينات واللي تقريبًا شُبه فاقدات اجت وحدة من ذني النجسات يمي الجگارة بيدها سحبت نفس وقدمت لي إياها
- متاخذي نفس معايا يا حلوة
هزيت راسي بالرفض نصت تباوع على شفتي! فجأة سحبت نفس ثاني منها وزفرته على ثغري. اِختنگت.
- أسفة يا عمري ما أعرفش حصل كده اِزاي
خزرتها بغضب ضحكت وگعدت بصفي حضنتي حيل!
- إيه مالك مبتتكلميش ليه هوَ أنتِ خرسة؟
دفعته عني داگوم رجعت سحبتني.
- أنتِ صُغيرة أوي على الحبس ده، لا وحلوة جسمك ناعم وعينيك فيها سحر عجيب هوَ أنتِ متجوزة؟
حچتها واِحتضنت خُصري بشكل مُقزز اِنصدمت بعدني ممستوعبة الكلام صعقتني بالحركة، ما أحس إلا حطت الجگارة بين شفايفي وطبعت قُبلة على وجنتي.
بصقتها عليها وگمت أركض اِندحست بفراشي، دموعي صارت تسيل بغزارة خايفة كلش خايفة شلون راح أخلص من هذه المصيبة وينها قدر تجي تساعدني
جابوا العشا جوعانة من الصبح مماكلة شي أريد اللگمة تنزل ماكو بلعومي تعقد، تركته ورجعت للسرير سحبت دفتر الرسم من دخلت للتوقيف وأني أرسم بفتاة مُهمشة وصلت للعيون رسمتها بغرغرة البُكاء، طول الليل مشغولة بيها ما حسيت على الوقت شلون مر.
رفعت راسي مصدومة الكُل نام، ضميت الدفتر داخل الحقيبة وتمددت مغطية جسمي بالكامل مر وقت كلش طويل حسيت أكو لمسات وسخة صارت تتجول على جسمي تحديدًا على منطقة الصدر فزعت مرعوبة
كشفت عن وجهي نفسها التحرشت البارحة باوعت لي تضحك كلامها وياية وعيونها على جسمي!
- أسفة يا قلبي فيقتك أنا كنت بتأكد إنك نايمة وله لأ.
حچيتها وعيونها تباوع لي بغرابة أكلتني بالنظرات ما گدرت أبقى بمكاني دفعتها ونزلت من السرير متوجهة للحمام أحمي نفسي بداخله بينما يطلع الصبح
دخلت قفلت الباب من الداخل ودرت وجهي اِنصدمت بصديقتها تنتظرني بالحمام قبل لا أصرخ سدت حلگي بيدها وفتحت القفل للثانية دخلت بسرعة حاملة قُطع من القماش قفلت الباب وتقدمت علينا
اعمارهنَّ تترواح ما بينَ الثلاثين والأربعين
اشكالهنَّ تُلوث النظر وتُعمي العين.
بَدينات الأجساد
دَنيئات الأفعال
مُتسخات الأرواح
لا يوجد لديهنَّ في الحياةِ هدف غير الشهوةِ والأنين!
- أششش متصوتيش حسك مش هينفعك يا قمرة احنا مش عايزين منك غير شوية وقت تسبي لنا نفسك فيه خالص وبعدها ترجعي تنامي في مكانك زي الشاطرة
شغف: همممم هممممم
- خرسة شفتِ أنا قلت مصدقتينيش
- أحسن بردو علشان نقدر نشوف شُغلنا معاها من غير شوشرة، يلا تحركي ما عندناش وقت.
بس حچتها سحبتني بقسوة، حطت قطعت القماش بمنتصف حلگي شدته حيل دأحاول أقاومها دفعتي على الثانية قيدت ايدي للخلف!
صرخت، من أعماق گلبي صرخت رغم لساني الأخرس أحاول أستنجد ببشر عنده ضمير يجي يخلصني من هالحيوانات الصارن يدنسن حُرمة جسدي بكل قذارة سالبات روحي ويا كُل لمسة يتركنها عليَّ!..