رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الرابع عشر

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الرابع عشر

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الرابع عشر

لا أعلَم مَدى حَجمِ طاقَة التَحَمُلْ الَتي زَرَعَها اللَّهُ في صَدري تِجاهِهم،
كُل ما أعلَمهُ أنَّ صَبري وَلَو جَاروا لَنْ يَنفَذ أبَدا.
صرخت بيبي ك رد فعل طبيعي على جنونه، دتتحرك من مكانها دفر الغراض برجله ب حركة قوية قطع بيها خطواتها، باوعت له ب ذهول والخوف مرسوم بعيونها.

تقدم ب اِتجاهي الشر يتحرك قبله، اِنتزعت الزجاجة من كف ايدي وضغطت على مكان الجرح بكفي الثاني بعدني ما رافعه نظري دفعني من كتفي ب قسوة
- وينچ؟
قبل لا يخرج من لساني حرف صك على أسنانه مغمض عيونه ورفع أصبع السبابة ب حركة التهديد.
- وين كنتِ وأحذرچ يا قدر لو حاولتِ تكذبين.
ضغطت على جرحي ب ألم، الصداع سيطر عليَّ أريد أجاوبه ما أگدر! أحس طاقتي نفذت حتى الكلام ثقل على لساني.

صرخ ب وجهي ينتظر الجواب، طلعت بيبي من المطبخ حقيبة الاِسعافات الأولية ب يدها، اجت تركض وگفت بيني وبين يامن تتوسله ب عيونها قبل لسانها
زهرة: يمة إيدها دتنزف بس خل أداويها وتحاسبوا.
يامن: للمرة الأخيرة راح اسأل وينچ كل هالأيام ومنو اللي كان مرافقچ!
قدر: يامن...
صرخ ب صوت مُرعب فززني من مكاني.
يامن: وين كنتِ.
زهرة: ايدها ولك ايدها.

سحبني من زندي للمغاسل، يمشي ب خطوات سريعة وبيبي تركض ورانا، فتح الماي دخل كفي نظفه ب إيده من الدم وضغط عليه ب قوة يحاول يقيس عُمق الجرح
دار وجهه للخلف شاف بيبي واگفة طلب منها قطعة شاش، رجع أخذ كفوفي بين ايديه غسلها للمرة الثانية واِلتفت سحب الشاش من عندها لفه ب حركة دائرية وضغط بيه على جرحي حيل.
اثناء ما كان مشغول ب تعقيم جرحي، كرر سؤاله بدون ميرفع عينه ب عيني، سكتت. باوع لي ب غضب.

- أعتقد أكو حيوان ديسألچ ومنتظر تجاوبيه!
- حشاك.
- لا مو حشاية لأن أنتِ ب هذا التصرف أثبتِ للكل قبل لتثبتي لي حضرتچ معتبرة يامن حيوان أو مزهرية مثلاً، وجوده ب حياتچ لا يقدم ولا يأخر شي.
- أكيد مو هيچ.
- وين كنتِ قدر جاوبيني بسرعة؟
باوعت على بيبي، رفعت حاجبها بالنفي.
- أني مو اِتصلت وبلغتك راح أغيب فترة ممعلومة! اي صح تأخرت كلش بس بالنهاية أني مبلغتك
ضغط على جرحي حيل ويا ما صرخت نطق من بين أسنانه.

- أخر تحذير وأخر سؤال، وين كنت مختفية وويا منو وشكو وراچ؟! جاوبي بسرعة لا أفلش وجهچ.
- أخ يامن ايدي كلش آذيتني!
بعد الشاش عنها النزف متوقف، سحبني خطوتين فتح الماي بالمغسلة ورجع طَهر جرحي، أخذ المرهم وضع طبقه رقيقة منه على طرف إصبعه غطى بيها المنطقة المُصابة ونصى سحب الشاش بدأ يلفه على كفي.
- قدر سكوتچ هذا...

ما كمل الجملة، بين وجهي و وجهه مسافة النفس لا أكثر، اِستنشق رائحة شعري ب وضوح وغمض عيونه من شدة العصبية الاِحمرار طغى على لون بشرته الأصلي.
ترك عُقدة الشاش على المنتصف وبصوت هادئ گال: - عطر رجالي قدر!
نصيت اشتم ب مقدمة كتفي، رغم سبحت بس عطره بعده عالق بجسمي لأنه من الأساس هالعطر عالق بكل مكان! الغرفة، الشقة، السيارة، حتى أغراضي الأخذتهن منه ريحته كانت ملازمتهن ب وضوح.

كان شاد قبضته على معصم ايدي فجأة رخاها، باوعت عليه ضايعة أني للكل يشهد لي الجواب دائمًا على طرف لساني، نسيت ب هالموقف كل شي حتى حروف اللغة العربية تلاشت وتبخرت من ذاكرتي القوية!
فهيت ب وجهه، إذا الجدار نطق أني أنطق ساعتها.
نفض ايده من ايدي ب عصبية واِستدار يغادر الشقة، صرخت وراه ب كل صوتي.
- يامن لحظة! تعال الله يخليك لتروح خليني أشرح لك السالفة، يامن...

ركضت بسرعة طلعت من باب الشقة دينزل الدرج على عجلة! رجلي متساعدني أتبعه، تحركت ب اِتجاه المصعد أضغط على أزراره ب حركة جنونية أكو شخص ديصعد لذلك ما فتح وياية، رجعت للدرج مديت راسي دأصرخ ب اسمه اِنفتح باب المصعد.

جيراني طلع حتى ما گدرت القي عليه السلام، دخلت المصعد وبسرعة نزلت للطابق الأرضي، ركضت متوجهة للباب ب ما تبقى عندي من طاقة قليلة، توني طالعة حرك سيارته رفعت ايدي أركض وأصرخ عليه أريده بس يتأثر ماكو! تباعدت خطواتنا ل مسافات واسعة توقفت أتنفس ب صعوبة، شعرت الكون ب أسره ضاق بيَّ لحظتها! بالنسبة إلى كل شي ولا يامن.
- مالك ي ست الكل، ب أقدر أساعدك في حاجة!
- تسلم لي عمو حسين متقصر.

حچيتها ورجعت ب خطواتي، من التعب أمشي ب بطؤ بحيث البواب كان ورى ظهري، مشى وتجاوزني ووصل لباب العمارة وأني بعدني ب منتصف الطريق.
دخلت الشقة، تلگتني بيبي من الباب، توها دتحچي رفعت ايدي ب ضجر أحاول أسكتها.
- دخليني أحچي شبيچ!
- عفية بيبي أجلي كل شي لبعدين، كلش تعبانة حاليًا
- على الأقل بس طمنيني گدرتِ تقنعين يامن؟
- لا ولا راح يقتنع قابل متعرفيه!

تجاوزتها متوجهة للتخم گعدت اجت بصفي، مباشرةً نزعت من رجلي وتمددت حاطة راسي ب حضنها ثواني وصارت أطراف أصابعها تداعب مسامات شعري
- تعبت بيبي.
ب رجاحة عقلها عرفت السكوت أفضل من الكلام بمثل هالموقف خصوصًا وهيَّ متعودتني قوية لذلك فضلت تبقى ملتزمة الصمت على أن تواسيني ب كلامها.
رفعت ايدي قَبلتها من أعلى الشاش وأكملت شد العُقدة
- رجعوا لچ الموبايل زهرتي.
- اي وحتى الجزدان.
- همْ أذوچ؟
- لا أبد.

- أزعجوچ ب كلمة؟
- وليش ديزعجوني وهمَ من طرفچ!
- متأكدة؟!
- شبيچ يمة مرتفعة حرارتچ! لمست جبيني: اي والله صدگ مرتفعة وشنو هذا حالچ الوجه مصوفر والوزن نازل والعيون ذبلانة، احچي بيبي شنو صار وياچ!
- أنتِ شلون قضيتِ هالأيام يمهم؟ سولفي لي.
- ماكو گاعدة وحدي مگابلة القبلة أصلي وأدعي لچ.
- وحدچ؟

- لعد ياهو وياية! أكيد وحدي، بس وليدات الحلال بين ساعة و الثانية يعدون عليَّ يشوفوني ش محتاجة ممحتاجة وهمْ يجيبون الأكل ومرات الموبايل احاچيچ
- يامن،؟
- لا تسألين مثلچ مصدومة، توني دخلت الشقة اجاني يرعد يريد يعرف أنتِ وين، حتى ما عرفت شلون لازم أجاوبه ظليت أودي منا أجيب منا أخر شي گلت له وصلتني وراحت ما أدري وين، الله يسامحچ على أخير عمري خليتيني أچذب وعلى منو؟ على يامن.

- وما سألچ وين كنا طول هالفترة؟
- لا يمة وبس عرف بيچ جاية بالطريق گعد بالصالة مثل الصنم على نفس الگعدة الدخلتني للشقة وشفتيه گاعدها بس أبد مو على طبيعته اليسوي له بز ينفجر بوجهه ردت أحذرچ متجين بس جهازچ بعده مقفول
- أول وتالي راح نتواجه شگد أريد أتهرب منه يعني!
- وما راح تحچي لي شنو صار وياچ؟!
- تعرفين كل شي بيبي ماكو حاجة نرجع نعيد بالكلام
- زين صدگ حياتچ صارت ب أمان؟
- أمان! هه
- ها شبيچ!

- ما بيَّ، تعبانة كلش ورايحة أنام لتگعديني لو الدنيا تنهدم وبالنسبة للصلاه ما عندي لأن مو نظيفة.
حچيتها ودخلت للغرفة، سديت الباب واگفة ب مكاني نفسي ضاق الهوا مديدخل لصدري ب راحة، رفعت إيدي على عنقي شادة قبضتي عليه لمست الملابس!
فقدت عقلي. ما أريد شي يذكرني بالبارحة، مزقتهن على جسمي بدل ما أنزعهن ومشيت للكنتور طلعت لي لبس أسود لبسته ونمت مباشرةً.

فزيت على صوت الجرس ديرن، رفعت راسي ب تعب حيل من الصبح نايمة وهسه صارت الساعة التسعة بالليل، كل هذا نوم قدر!
كفيت اللحاف ونهضت بعدني بالباب سمعت صوت خالة نِبراس بالصالة، طلعت بسرعة اِشتاقيت لهم هواي
نِبراس: هلا ب هالطول، عاش من شافچ يمة
قدر: هلا بيچ خالة، تعيشين.
تقدمت حضنتها بادلتني الحضن ب لهفة.
نِبراس: صدگ چذب رحتِ وگلتِ عدوا لي ليش هيچ!
زهرة: حقچ علينا ندري مقصرين...

نِبراس: أبد خالة لتحچين هيچ كل ما بالموضوع ظل بالنا يمكم واشتاقينا لكم والله.
بست راسها و رجعت حضنتها حيل.
قدر: شلونچ أنتِ؟
نِبراس: عايشة يمة ما متت.
زهرة: اسم الله عليچ بنيتي قوي نفسچ شوية بالأخير كلنا على هذا الطريق وما يدوم غير وجه الكريم.
نِبراس: ونعمَ بالله.
قدر: اِستريحي خالة ليش واگفة
بس گعدت راحت بيبي للمطبخ تبعتها بسرعة صار مدة تاركين البيت الثلاجة يحتاج لها تنظيف ومسواگ.

- روحي بيبي أني أحضر لها الضيافة.
- شنو تسوين البيت فارغ؟
- عندنا نسكافيه.
حچيتها و تحركت بسرعة شغلت غلاية الماي، تقربت بيبي مني باوعت للباب ورجعت نظرها عليَّ ب همس.
- شگد فشلة من المرة، طلع أربعين بنتها واحنا ماكو هسه ش تگول علينا بلا حايرين ب روحنا نتونس وندور تغيير جو وتاركيهم ب عز مصيبتهم!
- لتخافين بيبي محد صدگ ب حجتي السخيفة بس ما عندهم حل غير السكوت.
- شلون عرفتِ؟!

- أني الأعرف مو غيري، يلا روحي يمها فشلة وحدها
- مو تتعطلين.
- جاية وراچ.
جهزت الضيافة وطلعت، قدمت لها أخذته مني حطته الطلبة وسحبت الأكياس من وراها جايبة لنا ملابس ألوان وقسمت يمين عظيم نگوم هسه ننزع الأسود وما اِرتاحت ولا سكتت إلا من غيرناهن گدامها.
ردت اسألها على يامن تراجعت، أخاف هيَّ همْ تسألني عن سبب غيابي وأبد ما عندي جواب أقدمه لها حاليًا وأني ب قمة الضياع والتعب.

ما طولت هواي ساعة واجى عمو سَلمان عليها، صعد يشوفنا جايب وياه مسواگ كامل ظليت أتشكره شگد خفف عني كنت شايلة شلون أطلع أتسوگ.
عشر دقائق واستأذنوا يرحون، ردت أگوم أسوي العشا بيبي رفضت، تمددت بالصالة بين ما جهزته بس أكلت رجعت للغرفة نمت مباشرةً! ما أدري إذا كان سبب هالنوم المتواصل هوَ تعب وإجهاد الأيام الماضية لو دأحاول أنهزم من الواقع المرير ب هذه الطريقة!

- ولچ يمة ديرو گومي عاد هواي نمتِ مو جسمچ راح يتكسر هيچ، أول تالي هالگد تنامين!
- الساعة؟
- بالعشرة وثلث.
- عزا!
كفيت اللحاف ونهضت عيوني على الساعة ممستوعبة كل هذا الوقت وأني نايمة.
- يلا فوتي غسلي بين ما أجهز لچ الريوگ.
- روحي گدامي بيبي هسه جاية بس عندي اِتصال مهم
- على راحتچ.

طلعت تسد الباب وراها، ركضت ب اِتجاه الميز سحبت المفتاح من تحت البِساط وفتحت الخانة، الموبايل الخاص بالعمل مغلق اضطريت انتظره دقيقتين بس أخذ الشحن شغلته واِتصلت على المسؤول. رد من أول رنة ب نبرة مليئة ب اللهفة علامات والاِستفهام.
- فينك ي قدر أنتِ كويسة ي بنتي؟!
- بخير باشا اطمئن.
- إيه اللي حصل معاكِ؟ قولي لي بسرعة.

- ساعة واكون عند مكتب حضرتك أصل الموضوع اللي ناوية أقولو مش ه ينفع يتقال الموبايل خالص
- طيب أنا في اِنتظارك ما تتأخريش.
- إن شاء الله.

سديت الخط ورجعت الجهاز الشحن، كنت متأكدة غيابي راح يزرع الشك داخل نفوسهم يعني مستحيل يقتنعون بحجة اِجازتي الواهية خصوصًا وأني متصلة عليهم من موبايلي الشخصي على غير العادة وأطلب اِجازة مفتوحة همْ على غير العادة، لكن بنفس الوقت أمان تعامل ويا الموضوع بمنتهى الذكاء والنباهة بحيث ما ترك وراه أي ثغرة يگدرون من خلالها يعثرون عليَّ.

وصلت لمقر الهيئة، مباشرةً سمحوا لي بالمقابلة حتى ما لحگت أجلس ب صالة الاِنتظار لأن الباشا كان مشدد عليهم يدخلوني فور وصولي. طرقت الباب ودخلت
دَخلَتْ في عُزلَتِها الخَفية، تِلكَ العُزلَة الذِهنِية
لا تَترَقَبْ عَزيزي القارِئ مَعرِفَةَ الأمرْ،
فَ الأمرْ بِ أمرٍ مِنْها سَ يَظلَ مُبهَمْ، اِقرَأْ وَ لا تَهتَمْ.
هيَّ لا تُفصِح حَتى تُفلِح
وَلا تُفلِح حَتى تَتَفكَر ثُمَ تَتَدبَر فَ تَعتَلي،.

يا هذهِ كُفي عَنْ مُحاوَلة مَعرِفَة الحَقائِق وَ لا تَسألي.

سَ تُجيب، سَ تُخبِرُكُم يَومًا ما بِ ما في جُعبَتِها مِنْ أسرار، سَ تَتَولى عَليكُم الأخْبار، لِ تُبلِغكُم كَمْ عانَتْ، وَكَمْ لِلمُحافَظة عَلى ضَميرِها قَدْ سَعَتْ جَاهِدةً حَتى صانَتْ، مَهامٌ كَثيرَة، مُثيرَةٌ خَطيرَة، مُغامَراتٌ كَبيرَة، أيامٌ مَريرَة، جَعَلَتْ مِنْها قَدَر لِ مَنْ لا قَدَر لَهُ، مِنَ الضَياعِ تَنتَشلُهُ، وإلى النورِ تُخرِجُهُ، تَمِدُ لَهُ أكُف العَون حَتى وَأنْ رَفَض، تُمسِكُهُ بِ ثَباتٍ وَلو إمتَعَض، ذَكاؤها الخَارِق الذي أُعطيّ لَها كَ نِعمَةٍ عَظيمَةٍ يَفيّ بِالغَر‌ض، سَ تُخرِجُهُ مِنْ حُفَرِ الظَلام، تَسحَبُهُ بَعيدًا عَنْ الأوهْام، تَقولُ لَهْ قُمْ وَلا تَستَسلِم، قاوْم شُرورَكَ وَأنْ تَتَألَم، هيا أفِقْ ضَميرَكَ الحَي وَمعَ اِنسانيَتِكَ البَيضاءِ اِنهَض، فَ لِعُيُونِ القَلبِ بَصيرةٌ أقوى مِنْ عُيُونِ النَظَر، أرجوك‌َ لا تُغمِض!

جُلّ ما استَطيعُ قَولَهُ لَكُمْ الآن، هيَّ خَرَجَتْ وَ بِيدِها مِفتَاحُ البابِ الَذي سَ يوصِلُهم إلى نِهايةِ النَفَق.
لِ يُنجيهم مِنَ الغَرَق.
سَ يَعبُرون النَهر حَتى تَطأ أقدامِهم المُتَعرِجَة أمانُ البَر
حَتمًا سَ يَعلو نِداءُ الحَق.
وَبِشَتى الطُرق.
لا تَقلَقوا يا أنتُمْ، سَ يَتَغَلَب عَلى شَيطانِهم صَفاءُ القَدَر،
نَعمْ. قَدرُكُم سَ تَنتَصِر.

فتحت باب الشقة ودخلت، رميت كل شي ب منتصف الصالة ونصيت أنزع ب الشوز، حملته دأرجعه للجزامة طلعت بيبي من المطبخ الخضروات ب يدها.
- ها يمة الله يساعدچ.
- هلا بيبي، ويساعدچ.
- بشريني صارت الشغلة الرحتِ علمودها؟
- اي الحمد لله.
- يستاهل الحمد، يلا غيري ملابسچ وارتاحي بالصالة شوية ويجهز الغدا
- لا ما اشتهي أريد أنام.
- شنو سالفتچ ويا النوم! صاير لچ شي وما تحچين؟

- ش يريد يصير قابل! كل ما بالموضوع تعبت كلش الفترة الراحت حتى نوم مثل الأوادم ما كنت أگدر أنام خليني أرتاح شوية، باچر راجعة للعمل ومتاعبه
حچيتها ودخلت للغرفة بس غيرت ملابسي نمت! تعب مو طبيعي ب جسمي وإلا أني وين والنوم وين.
قبل المغرب بساعة گعدتني بيبي، طلعت غسلت ورحت للصالة گعدت الموبايل ب يدي بقيت اتصل على يامن بدون ملل رغم كلش زين اعرفه مستحيل يرد عليَّ.

بعدني مستمرة بالإلحاح عسى ولعل يحن گلبه ويقرر يجاوبني، اِختنگت من ريحة البخور رفعت راسي بيبي گدامي حاملة المبخرة تبخر جسمي وتردد الترقية بصوت عالي ودموعها تتسابق على وجناتها.
- بيبي شنو السالفة، اِختنگت!

- اسكتي گلبي نار عليچ. مسحت على راسي: بسم الله بسم الله حصنتچ ورقيتچ من كل عين شافتچ وما صلت على النبي، حصنتچ ورقيتچ بسم الواحد الأحد الفرد الصمد من كل شر ومصيبة، حصنتچ ورقيتچ بسم الخالق الخلاق الرازق الرزاق من كل حقد ونفاق، بسم الله الشافي المعافي، بسم الله الكافي الوافي، بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله استودع نفسي ومالي وعيالي وحالي عند الله الذي لا تضيع ودائعه.

- لا إله إلا الله، هسه ليش دتبچين بس فهميني!
- ممرتاحة لوضعچ حاسة صاير وياچ شي ومدتحچين
نهضت مبتسمة، أخذت منها المبخرة تحركت مسافة وضعتها الطاولة الوسطية ورجعت حضنتها. بچت أزيد بدل ما تهدأ!
- بيبي كافي وعيونچ ما بيَّ شي مجرد كسل هذا هسه بس أرجع للدوام وأنشغل بزحمة العمل أرجع لطبيعتي
- تچذبين عليَّ وروح بنيتي.
- وسفة ما قبلتها منچ أبد، منو هذه التكذب ديرو؟! لا مستحيل تربية زهرة متسويها.

- دامشي خايبة هيَّ زهرة على أخير عمرها چذبت من وراچ، ظلت عليچ يعني!
رجعت حضنتها أضحك.
- جوعانة.
- يا يمة يموت الجوع، أصير لچ أكل غير تتدللين.
خطية راحت للمطبخ تركض ما صدگت أطلب بنفسي، أكلت وبقيت گاعدة يمها ما دخلت لغرفتي إلا بعدما حسيت النُعاس غلب على أمرها بسبب كُثرة التثاؤب.

ثاني يوم رجعت للدوام من بعد غياب طويل، فتحت باب غرفة المكتب ب ملل دخلت وسديته وراية، توني مستدارة صار يامن أمامي غارق ب زحمة الأوراق.
روحي رجعت لي من شفته مداوم، حتى النفس دخل لصدري ب راحة بعدما أخذت مدة أعاني جدًا يلا أگدر اسحب الهواء لداخلي، تمامًا مثل مريض الرئة!
- رسول وين صرت؟ صار لي ساعتين منتظر النتائج
رفع راسه ديكمل كلامه اِنصدم بس شافني، بعدني ما ناطقة السلام نهض ب عصبية ديغادر قطعت طريقه.

- لتسوي هيچ! ما أحب هالمعاملة منك أنتَ بالذات.
- اِبتعدي عن طريقي.
- ليش رافض تنطينا فرصة حتى نتفاهم؟!
- لو اِنطيت راح تجاوبين على سؤالي؟
- جاوبت، وإذا على العطر الرجالي صاحب التكسي...
- اِبتعدي قدر.
- بس خليني أكمل جملتي شبيك!
نتر ب صوت من شدته يمكن وصل ل جهة الإدارة.
- گلت اِبتعدي.
دفعني ب كف ايده وغادر الغرفة، طلعت وراه واگف ويا ورسول بالممر الداخلي، رفع راسه باوع لي اِبتسمت مجاملة وهزيت راسي بالتحية.

قدر: شلونك رسول؟
رسول: يا هلا وين هالغيبة دكتورة!
مِنة: قدر! أزيك ي بنتي فينك من زمان وحشتينا أوي
قدر: حقكم عليَّ، اعتذر عن الغياب الطويل.
مِنة: احنا مش مهم، المهم أنك تروحي حالاً تعتذري من دكتور رؤوف ده جن الخالص ي بنتي لما عرف أنك بقيتِ هنا وطلب مني أندهلك بسرعة.
قدر: مو مشكلة، رايحة أشوفه.

تركتهم متوجهة للإدارة، طرقت الباب، ب نترة صاح تفضل عرفت من اِسلوبه الشغلة مراح تعدي على خير، فتحت الباب ودخلت بس باوعت له نطت عينه من مكانها من شدة العصبية.
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام، ممكن أعرف سبب الاِجازة الطويلة
- اعتذر من حضرتك.
- ما أريد اِعتذار أريد سبب مُقنع.
- تعبت جدًا بسبب تراكمات المشاكل الصارت ب حياتي بالفترة الأخيرة لذلك اِحتاجيت أبتعد حتى أرتاح شوية
- وغيره؟!

- ماكو غيره، هذا هوَ السبب الوحيد.
- تفضلي ورقة اِستقالتچ أمضيها ومري للمحاسبة حتى تستلمين راتب الشهر الماضي مع مكافأة نهاية الخدمة
باوعت عليه ب صدمة، توقعت منه كل ردود الفعل إلا أنه يقدم لي ورقة الاِستقالة وينهي خدماتي بالمصحة!
- دكتور صح أني قصرت وكلش قصرت ما أنكر هالشي معترفة ب ذنبي بس حضرتك متشوف يعني حجم هذه العقوبة أكثر ب كثير من تقصيري!

- شوفي بنتي، تعرفين عمچ رؤوف شگد يحبچ ك قدر لكن بنفس الوقت أني رجُل عملي المهنية عندي قبل كل شي حتى قبل القرابة والواسطات.
- حقك وأي قرار تتخذه راح أوافقك عليه وأبصم لك بالعشرة حتى وأن قطعت راتبي ل ستت أشهر متتالية بس متوصل لدرجة تطردني من العمل!
- ليش متوصل؟!
يامن: لأن يا عمي لو قدر اِنطردت فعلاً راح تلگى ورقة اِستقلاتي على مكتبك قبل لتغادر هيَّ باب المصحة.

رسول: وأني همْ يابة واعتذر جدًا من حضرتك بس قدر بنتنا ومستحيل نتخلى عنها لا ب زلة ولا ب عشرة ولو نريد نقارن تقصيرها ب مقدار الاِنجازات الحققتها طول فترة عملها داخل المصحة ما راح نگدر نشوف هالتقصير إلا تحت المجهر، لو أني غلطان ب كلامي؟!
درت وجهي لگيتهم ب ظهري مباشرةً، داهمت الغصة أعماقي من موقفهم المشرف.

رؤوف: ما شاء الله، ما شاء الله عليكم ما شاء الله. صفق ب حرارة: عاد شلونكم أنتم الزوج ماكو هيچ شايلين المصحة وعمل المصحة فوگ فوگ راسكم.

ضرب سطح المكتب ب كفوفه وهب من مجلسه مثل الاِعصار: ولكم المصحة تراجعت، عمل المصحة تراجع، اِداؤكم بدأ يتراجع، حتى الحالات دتتراجع بشكل ملحوظ وأني باقي واگف بمكاني مكتوف الايدي أتفرج وبس ليش؟ لأن وبكل بساطة التقصير صادر من المني وبيَّ والمفروض إني اسكت وما أفتح حلگي بكلمة والله شنو ميصير احچي، هذا ابني ذاك ابن أخوية هذه بنته وضاعت المصحة وضاع تعبي بيها.
وشنو يعني ماتت يُمنى؟!
توگف الدنيا!
تنتهي الحياة!

نهمل علمنا وصحتنا وواجبنا ونگعد بالبيت مثل الحريم
هذه بنت أخوية! حسبتها حسبة بنتي وألمه ألمي بس أني رجُل مسؤول وأعرف أكو وراية ناس تنتظر مني العطاء وتحتاج مني مد يد المساعدة حتى أخلصهم من آلامهم لأن بالنهاية همَ مالهم ذنب ب مشاكلي وظروفي الشخصية مهما اِشتدت.
مصحتنا عراقية. عراقية يااا بشر عراقية، بس شنو النتيجة الأطباء المصريين يشتغلون ب ضمير و وجدان أكثر من العراقيين، وأني حالاتي أغلبها عراقية.

حچاها ب صرخة قوية صداها ملئ المكان.
أي لعنة حلت عليهم هذه السنة فهموني؟! شجاكم! شنو الغيركم هالشكل فجأة وليش كل هالتراجع بالأداء! عقلي ما گاعد يستوعب تصرفاتكم!
رسول: يابة...
رؤوف: بس ولا كلمة.
مزق الاِستقالة بعصبية ورفع ايده يرمي أوراقها علينا.

رؤوف: برة ما أريد أشوف خلقتكم بمكتبي بعد اليوم وكل من ينقلع على عمله وقسمًا بالله العلي العظيم أي تقصير ألمسه من أي أحد بيكم الفترة القادمة ما أتردد لحظة أطرده من المصحة حتى لو كان ابني لأن أكو هواي خريجين غيركم يتمنون يحصلون مكانكم بس للأسف أنتم ممقدرين النعمة.

وقبل لتطلعون مشاكلكم الشخصية ألكم أما للمصحة عملكم، جهدكم، الضغط ولو على حساب نفسكم، من اليوم ما أقبل أي اِجازة ولا أتقبل أي اِعتذار، ممنوع الغياب وممسموح التكاسل، العاجبه هالكلام أهلاً وسهلاً ما عاجبه يندل طريق الباب وألف سلامة.
حچاها ورجع گعد على مكتبه، بقينا واگفين رفع نظره متعجب وبكل صوته طردنا من الغرفة، طلعنا سوى
رسول: ارتاحيتِ قدر حتى احنا لاحنا طشار من وراچ.

قدر: أدري الاِعتذار مراح يمحي الشي السويته وأدري الشكر مستحيل يوفي حق وگفتكم وياية بس فعلاً أني اعتذر عن كل سوء تحملتوه بسببي.
رسول: ولا يهمچ أخوة احنا بس شنو هذا شكلچ ليش كل هالتعب والذبول! صاير وياچ شي؟
قدر: شوية مريضة.
رسول: سلامتچ ألف سلامة.
ردت أجاوبه وقفني صوت خطوات يامن، اِستداريت ديغادر الممر بقيت أصيح وراه كالعادة تجاهل صراخي.

استأذنت من رسول ونزلت للطابق الثاني، اِستقبلوني موظفين السكرتارية بالسلام الحار بعدني احچي وياهم سمعت صوت غريب وراية، اِلتفتت بنية ما أعرفها!
- منو هذه سماح؟!
باوعت لي ب تلعثم، من اِرتباكها وصلت للكلام العجزت عن أن تنطقه بسبب خجلها مني، تركتهم وتقدمت ناحيتها.
- مرحبا، وياچ الدكتورة قدر.
- أنتِ قدر! وأخيرًا حصل لي الشرف و تعرفت عليچ من گد ما سمعت عنچ صار عندي فضول أشوفچ.

- شكرًا حبيبتي بس ما تعرفنا على حضرتچ؟!
- روح.
- دكتورة جديدة؟
- اي نعم، عملي مسؤولة عن مجموعة الطابق الثاني.
- مجموعتي يعني؟!
- صحيح بس ثقي بالله صرت أتمنى ترجعين تستلميها مني لأن ما أشوف نفسي كفء لعلاجهم صراحة
- ليش؟!

- 20 يوم وسلبوا كل طاقتي خصوصًا شغف مدتتقبل أي أحد يتقرب منها غيرچ وحالتها الصحية بدت تتراجع وميلاف وعناق كذلك رفضوا السحب طوال هذه الأيام وخلصوها بس صراخ ومشاكل شنو يردون ما أعرف بس من ينطقون ب اسمچ أگدر أفهم طلبهم.
- تعيين جديد أنتِ؟
- اي، الوالد يصير صديق دكتور رؤوف مدير المصحة
- لعد حقچ مثل هالحالات الصعبة مو مال تعيين جديد.

- كل هذا يهون والله، لأن تجي لحظات أگدر أتناقش وياهم يتناقشون وياية أتقبلهم يستلطفوني إلا مريض الغرفة الرابعة هذا الاسمه أمان الثابت ولچ عيني أشتغل وياية حرب باردة إذا اجيت يمين يروح يسار لدرجة لسه كلمة ما جامعتني بيه، اگول شلون گدرتِ تتفاهمين وياه! طبعه كلش صعب الله يساعدچ.
- مثلچ واجهت صعوبة بس بطريقة أول بأخرى تمكنا من التفاهم بالنهاية.

- قوية والله عجبتيني لأن تصورت المثله ميعرف شي اسمه تفاهم وبعدني مُصرة على رأيي إلا أشوف بعيني وأسمع ب أذني شلون واگف ويتناقش وياچ
- إن شاء الله الأيام هواي.
- وهسه شنو؟!
- إذا قصدچ على كيفية اِدارة المجموعة ف الوضع بيني وبين دكتور رؤوف جدًا متأزم يعني من الأفضل لو تسأليه بنفسچ وراح ابقى انتظر منچ الجواب.
- تتدللين، رايحة اسأله فورًا.
- تسلمي لي.

دخلت بالسكرتاية گعدت يمهم انتظرها، ما اعرف شنو القرار الراح يصدر من دكتور رؤوف ب حق مجموعتي بس عندي حدس قوي راح أخسر جزء منهم بعدما ينتزعهم مني ويسلمهم ل دكتورة روح.
تأخرت شوية. أريد أگوم أشوف البنات ما بيَّ، ما بيَّ امشي، ما بيَّ احچي، ما بيَّ أجامل، كل شي ما بيَّ.

بعدني گاعدة انتظر القرار النهائي لمحت يامن طلع من غرفة المختبر، نهضت بسرعة تقابلنا وجه ب وجه تقدمت عليه أريد احچي خله وراح تاركني أصرخ وراه
ما تحملت سوء المعاملة الديقابلني بيها، تبعته بسرعة المصعد متوجه للطابق الثالث معناها رايح لغرفتنا، صعدت على الدرج سريع وصلت لگيته فعلاً بالمكتب دياخذ بعض الأوراق من دولابه الخاص، تركت الباب مفتوح وتقدمت عليه حس بيَّ بس تجاهلني أكيد.

- يامن لازم نحچي كافي تيبيس راس!
- مستعجل لتلحين.
- ما عندك شي أهم شي مني.
- أنتِ عندچ أهم مني إذن أني عندي دكتورة.
- هه هيچ صار الحچي!
- هيچ صار.
راد يغادر مسكت كف ايده ب كفي منعته يتجاوزني.
- ليش رافض تصدگني ومنو شوكت أني أكذب عليك!

- بس كذبتِ قدر! من تگولين رايحة ويا بيبي سياحة لخارج القاهرة بعدين أكتشف أنچ ممغادرة القاهرة أصلاً وطلعتِ من العمارة بالليل بعد ما رجعتِ لها وبيبيتچ طلعت بتكسي ثاني يوم الصبح وهمْ بعد ما رجعت ومن رجعت بعد 41 يوم رجعت بسيارة حديثة ويا شباب غُرب ودخلت للشقة وحدها ومن اجيت اسألها عنچ هيَّ الثانية همْ نكرت وگالت رجعت ويا قدر معناها حضرتچ دتخفين عني موضوع أكبر منچ شخصيًا وتحاولين تهربين من الحقيقة بالحيلة.

- راح احچي لك ثق بالله راح احچي لك بس مو هسه
- ومنا لما تحچين ميجمع بيني وبينچ غير العمل اتمنى تحترمين رغبتي وتخلصيني من هالنقاش التافه
- حبيبي، عمري أنتَ...
اِحتضنت وجهه بين كفوفي أمسح على لحيته بإبهامي
- تدري شگد أحبك ومستحيل أگدر أزعلك مني، كافي لتصير أنتَ والظروف عليَّ ما أستاهل منك هالمعاملة القاسية، أني بلوة عمر يامن شلون يگدر يامن يأذي بلوته ل هذه الدرجة!

- طفل گدامچ تحاولين تضحكين عليه ب كلمتين.
- بالعكس رجُل وأعظم رجُل عرفته ب حياتي بعد الوالد بس هذه الحقيقة تعرفني شگد صعبة وما أطخ راس لبشر بس أنتَ وبيبي نقطة ضعفي ب هالحياة
- اي لا تطخين راس، خليچ قوية مثل ما عينچ صلفة وقوية.
- ليش ماخذ هالموقف القوي مني معقولة تشك بيَّ!
- بعد اللي شفته صرت أشك حتى ب نفسي.
دفع ايدي وغادر. تعبت كلش تعبت، ب داخلي صرخة لو أطلقها توصل لعنان سموات رب العالمين!

اِختنگت ب شكل، اِلتفتت أريد أنزل للحديقة أتنفس هواء نقي صار أمان ب وجهي واگف بالباب يباوع عليَّ بنظرات باردة يحاول يخفي وراها عصبيته.
قبل لا أتحرك خطوة تقدم هوَ، دخل للغرفة وسد الباب اِنجن عقلي من غير شي أني دانتظر الفرصة المناسبة التمسح لي أطلع قهري بيه من دون الكل.
- الباب ليش سديتها!
- ليش، بس لا تخافين أنفرد بيچ؟!
تقدمت ب غضب عارم، مديت كف ايدي دأفتح الباب مسكني من المعصم ب قوة.

- لتتجاوز حدك حتى لتجبرني ألزمك حدك.
- مرتي، وين التجاوز!
- والله مصدگ روحك أنتَ!
رفع ايده على وجهي قبل ليمسكه دفعتها حيل.
- دير بالك تلزمني وإلا...
- وإلا شنو؟! يمي تبيعن شرفيات ويم غيري بايعتها
- شنو شنو عيد كلامك!
- سمعتِ كلش زين.
صرخت بيه صوت يعبر عن حجم الوجع الكان مسيطر عليَّ لحظتها.
- أخوية يامن ولك أخوية.
- أخوچ!
- اي أخوية بالرضاعة ولو أنتَ وين وينك الدين حتى تعرف شنو معنى الأخوة بالرضاعة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب