رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الخامس والثلاثون
في القَلبِ شَيء مِنْ الرِقةْ
يُعاكِسُ المَتانةَ الَتي تَظهرُها العُقولْ
تَنطِقُها العُيونْ
تُعلِمُ الأفواهَ نُعومَة الحَديثْ
تَجعَلُ للألسُنِ في الرَدِ فُنُونْ
لِيُصبحَ صاحِبُها رُغمَ الغُرورْ رُغمَ التَكبُرِ رُغمَ العِنادْ
أخرَس اللِسانْ
وَلكنَّهُ بِالعَينِ عَاشِقٌ مَجنُونْ.
يامن: شبيچ احچي منو وياچ؟!
شغف شو باوع لي شنو هذا حالچ منو المتعرض لچ؟
حاولت ارفع راسها شادة قبضتها على قميصي ورافضة تتحرك كلما أسحبها ترجع لصدري ونحيبها يرتفع أكثر، الخوف الكانت عليه يدل على تعرضها لموقف عارض أو مقصود فزز بيها مُسببات المرض النفسي اللي دتبذل جهدها بالوقت الحالي في سبيل لتصطدم بمُسبباته
يامن: تعالي حَلا
ابقي يمها خل اشوف شنو ديصير جوة.
بس حچيتها رفعت راسها المملوء بالدم تأشر بالنفي وعيونها تتوسل بقائي، ما اعطيت أي أهمية لنظرتها ومجرد ما وصلت حَلا يمنا بعدتها عن حضني، بعدني ما مسلمها للموظفة تمسكت بذراعي منهارة تهمهم بغضب مصحوب بالذعر الشديد تحاول تمنعني أتحرك
يامن: راجع هسه راجع بس أشوف شكو بالطابق الأول
شغف: (همممم همممم).
اِنهارت أكثر وعيونها تتنقل بين الموظفين ما لگيت حل أنسب من إني أخذها لغرفة المكتب وأغلق الباب علينا حتى تنتهي هذه المخاوف عسى ولعل تهدأ وتگدر تحچي لي سبب اِنهيارها المُفاجئ
گعدتها على الكرسي ونزلت على رُكبي مُقابلها، أريدها تكف عن النحيب ماكو حتى حبالها الصوتية تجرحت!
يامن: كافي ماكو شي يخوف بعد، أني يمچ لتبچين.
مسحت دموعها بإبهامي وسحبت الضماد أعقم الجرح، دانظف لها منطقة أعلى الجبين صارت عيوني على ستريجها متمزق والدم ظاهر من رُكبتها بعدني ممنصي اكتشفت جروح ايدها الطفيفة! معناها كانت تحاول الهرب وسقطت بمكان خشن الأرضية اللي سبب لها تعدد الاِصابات مع تعدد المناطق المُصابة
يامن: شغف أبوية أنتِ بطلي هالبچي وگولي لي شنو شفتِ وخلاچ تنرعبين أو منو التعرض لچ؟
سماح: دكتور يامن
يامن: تعالي سماح.
بس دخلت، قفزت شغف من مكانها ومسكت كفوفي بقوة تنحب باِنهيار أشد من سابقهِ
سماح: ما لها يا دكتور؟!
يامن: أني اللي لازم اسألچ غير أنتِ المسؤولة عنهم
سماح: واللهِ ما اعرف، كنت واقفة عندهم عادي وهمَ قاعدين قدامي فجأة اترعبت وقامت تجري قبل ما تدخل البناية وقعت وتخبطت في الأرض في نفوخها حتى ما كانتش ترد عليَّ، استنيت واحدة تجي تاخذ مكاني علشان اجي واشوف حصل معاها إيه
يامن: يعني ماكو شخص أذاها؟
سماح: أبدًا يا دكتور قلت لك أنا كنت واقفة
يامن: زين شافت شخص غريب؟
سماح: يعني همَ كُل الموجودين في المكان ده من المرضى للموظفين غربا بالنسبة ليها يا دكتور
شغف: (امممم اممممم).
صرخت بحِدة تطلب منها تطلع أشرت لها تغادر المكان، ما كانت تتقبل أي شخص بالمصحة غيري ليش ما أعرف ومع هذا التقبُل الغريب ما نجحت بتهدئة مخاوفها ولا تمكنت من اِسكات نحيبها وحتى السبب الخفي الخلاها توصل لهذه الاِنهيار ما گدرت أوصل له وهذه هيَّ مثل مدتشوفيها گدامچ مُرتعبة من الجميع
قدر: عجيب الشي الصار وياها فجأة!
حچيتها وگنبصت يم السرير لازمة كفها بقوة، من كُثرة البُكاء النفس بعد ميدخل لصدرها كل شهگة تسحبها تسحب الروح وياها ورغم هذا ولا كفت عن النحيب
قدر: سُكرتي مو كافي؟! گلبچ راح يوگف شوكت ناوية تسكتين وتحچي لي شنو صار وياچ.
اِنهارت أكثر وبدل ما تهدأ بكلامي سحبت فرشة السرير وصارت تملخ بيها لدرجة تمزق القماش بين ايدها، ما تدخلت تركتها تعبر عن وجعها بالطريقة التريح نفسيتها بس للأسف الموقف دقيقة بعد الثانية ديزيد تعقيد
يامن: قدر كافي خلينا نلجأ للمُهدى حالتها دتتجه نحوَ الاسوء ووجودنا يمها ما اضاف لها أي إيجابية
قدر: لا تجاوزت وياها مرحلة المُهدئ ما أريد أرجع له
يامن: والحل؟ مو على ساعة گلبها يوگف من البچي.
قدر: أكو مُهدئ بشري بديل للمُهدئ الطبي انتظرني هنا
توجهت للباب ردت أغادر صرخت وراية تهمهم بغضب
قدر: هسه راجعة ما اتأخر حبيبتي
طلعت اتصل على أمان مكالمتين وما اكو رد منه قررت اتصل للمرة الثالثة والأخيرة إذا همْ ما رد أبحث عن رقم دمار بسجل المكالمات وهوَ عود يوصلني بيه
اتصلت رنة رنتين خمسة دأنهي الاِتصال جاوب وأخيرًا
أمان: مرتي شخصيًا دتتصل عليَّ!
سبب الاِتصال؟ هل يا تُرى اِشتياق لو مصيبة جديدة.
قدر: وين أنتَ؟
أمان: تصدگين عمري ممجاوب على هيچ سؤال غير لدمار وإذا كان سؤاله يخص العمل طبعًا، بس ولا يهمچ اِحتفالاً باِتصالچ النادر والصعب يتكرر راح أجاوب
أني بالشركة خير صاير شي وياكم؟!
قدر: اترك كل شي من ايدك وتعال للمصحة
أمان: اي ليش لا أمرچ مدام.
تحچين باِسلوب عدل وواضح لو اغلق الخط فورًا
قدر: شغف محتاجتك.
سكت شوية، وراها فززني بصوته الجاد ينتر بالكلام
أمان: هذا صوتها!
شبيها ليش هيچ دتصرخ شصاير وياها احچي بسرعة
قدر: ما أدري أني أريدك تجي حتى تعرف شصاير مو تسألني سؤال محد يعرف جوابه غيرك
بس حچيتها سد الخط بوجهي! رجعت للغرفة يامن بعده يحاول يهدأ بيها وهيَّ على نفس التعب والاِنهيار.
عجزنا وما كفت عن الصُراخ وكل دقيقة تسوء حالتها أكثر من الدقيقة القبلها إلى أن دخل أمان لغرفتها بعد نصف ساعة من الاِتصال ومجرد ما شافته گدامها اِنتفضت من السرير تركض بخطواتها المُتعثرة اِتجاهه سبقها هوَ بالحركة متقدم عليها، سحبها له ضام راسها على صدره وبهذه الحركة فقدت شغف تمامًا بحيث من شدة اِنقطاع النفس صارت تشهگ من غير متصدر صوت، باوعت ليامن أشر على الباب يطلب المُغادرة اِنسحبت وياه بكل هدوء وسدينا الغرفة عليهم.
يامن: لازم اروح الشغل ينتظرني ظلي أنتِ هنا شوفي أمان شنو راح يگول عسى ولعل يعرف شبيها وإياچ تغدرين قبل لا تنام حالتها تتوجب المُراقبة المُستمرة
قدر: تمام حبيبي أخذ راحتك وشكرًا على...
يامن: ماكو داعي ل هذا الكلام بالنهاية أني ما سويت غير الواجب لأن كل مريض هنا هوَ تحت مسؤوليتنا جمعيًا وإن كان خارج قوس من مجموعتنا الفردية.
قدر: صحيح عود شغف شمعنى التجأت لك من دون البقية وتقبلتك بالوقت الكانت بيه نافرة كُل الموجودين
يامن: هيَّ حسب ما أذكر تعرف احنا إخوان مو؟
قدر: أكيد.
يامن: إذًا اتضح السبب ميحتاج بعد تسألين ثقتها بيَّ انولدت من ثقتها بيچ وهذا الشي جدًا طبيعي
قدر: أحمم تمام أخذ راحتك
يامن: شبيچ ولچ!
قدر: ما بيَّ صارت شحطة بزردومي شلون يعني حرام أتحمحم لازم تحط بيها إنَّ وتسوي لي سالفة.
يامن: اي اشربي ماي، اشربي ماي بلوتي حتى تروح الشحطة الحمحمة الزايدة تأذي حبالچ الصوتية الرقيقة وكل شي ولا صوتچ الشجي شلون ابدأ يومي بدونه
قدر: اعرف دتقلد بس همْ غصبًا عليك، يلا اِنطلق ومو تنسى بناتي مر تفقدهن كُل وقت والثاني
يامن: صار تتدللين أنتِ وبناتچ
اِبتسمت لكلامه وگعدت مُقابل الغرفة انتظر أمان، أكثر من ساعة يلا طلع أعصابه بعيونه ما حچيت شي ولا حتى سألته عن وضعها لأن بس أتنفس ينفجر بوجهي.
بقى بالجهة الثانية رجع ظهره على جدار الغرفة ورفع رجله بصورة مُعاكسة واضع ايده بجيوب بنطلونه خمس دقائق وهوَ على هذه الحالة ما أعرف إذا قصده من هالحركة يهدأ نفسه قبل لا يواجهني لو عرف شي جديد عن حالة شغف قلب مزاجه وعكر صفو تفكيره
بعدني صافنة اتأمل تصرفاته وجه نظره عليَّ باوع لي بتعب ونزل رجله من الجدار نفض سترته متقدم نحوي
- شوفي لنا مكان نتناقش بيه.
بدون ما انطق توجهت للغرفة المجاورة العمال داخلها يعلقون بالرفوف، طلبت منهم يُخلون المكان ووگفت انتظر إلى أن غادر أخر عامل بيهم، أشرت لأمان دخل بس سديت الباب واِلتفتت تقدم حاوطني بعصبية باطنة يحاول يخفيها بقناع البرود الظاهري
- ما راح أفقد أعصابي هالمرة ولا راح أتسرع بالحكم منتظرچ تفسري لي حالة شغف الشفتها گدامي رغم توصيتي لچ قبل لا أروح تديرين بالچ عليها!
- صار عندي ظرف خاص اضطرني أغار المصحة وأترك شغف باِمانة الموظفة حالها حال باقي البنات
- الظرف إذا ممكن حتى ألزم أعصابي أكثر؟
- والله ما مجبورة أقدم لك تقرير كامل بكل تحركاتي
- لا مجبورة.
اِلتفتت باِنفعال دأغادر المكان شد قبضته على ساعدي بحركة جبرتني أوقف مسيري حتى ليتضاعف الألم
- ايدي أمان دتوجعني!
- وين طلعتِ؟
حركت الساعد يمين يسار فلته وأخيرًا، لزمته متألمة رجع كرر السؤال عليَّ رفعت نظري باوعة له بثبات
- روح تعبانة وأخذت اِجازة رسول علمود أهتم بيها
- وشغف ما تعبانة مثلاً؟!
أخذت نفس عميق اهدأ أعصابي وغمضت بقلة صبر.
- روح هيَّ شي خاص، ظرف خاص، إنسانة تعنيني أما شغف فَ متتعدى كونها مريضة تحت اِشرافي داخل ساعة العمل ومجرد ما ينتهي الدوام تنتهي مسؤوليتي وياه اِتجاهها لذلك مُقارنتك من الأساس مو صحيحة.
- أني وصيتچ عليها مسلتة زايدة ما أريد تسمعين
هنا صدقًا فقدت عقلي قبل أعصابي.
- وإذا وصيتني ها، ومنو حاسب نفسك حتى تريدني أخذ بالوصية وأتقيد بيك وبأختك؟ خايف عليها بالك وياها يهمك أمرها أترك مشاغلك وگابلها وأگعد لأن هذا واجبك أما أني علاقتي بيها علاقة دكتورة بمريضتها ساعة اللي يصير عندي ظرف يجبرني أغادر المصحة راح أغادرها بدون تفكير وبِلا اِستئذان ما اشتريتوني بفلوسكم ولا أني حارسها الشخصي الممنوع تغفل عينه عنها ولو نصف الثانية حدي وياها ساعات الدوام تنتهي تنقطع علاقتي بيها وهذا الشي يشمل الاِجازة والغياب وممنوع منعًا باتًا تجي حضرتك تحاسبني، مفهوم أستاذ.
صفن داخل عيوني رافع حاجبه ب اِستنكار.
- لتباوع لي هالشكل، اي ما أنكر أني أحب شغف حب خاص يجبرني اتعامل وياها مُعاملة خاصة تختلف عن بقية المرضى بس هذه تعتبر إنسانية وأخلاق مو معناها خلص صارت مسؤولة مني وكأنها بنتي ما اگدر أغفل عنها دقيقة وحدة والله شنو ليصير لها شي ويجي أخوها يحاسبني مثلما يحاسب أمه بساعة التقصير
- هيچ صار الحچي!
- لتهدد بنظراتك لأن هذه النظرات متحرك مني شعرة.
- ملعبي التنفيذ مو التهديد دكتورة
- أعلى ما بخيلك أركبه هاي إذا گدرت تركب طبعًا
حچيتها ورفعت رُكبتي بحركة التهديد، فز من مكانه يرجع مسافة يحمي بيها نفسه من جنوني. ضحكت
- شوف يا مسكين تتصور نفسك قوي وأنتَ حركة مثل هذه متكلفني غير رفعة قدم ممكن تنهيك لا وتحرمك من صعود الخيل التنوي تصعد له ساعة الاِحتجاج
- تعتبرين الغدر نقطة ضعف للمغدور! شگد جبانة لعد
- ملعبي الغدر خصوصًا من يكون الخصم مُخادع مثلك.
اِلتفتت أغادر رجعت باوعت له.
- ما عرفت شنو صار ويا شغف وليش اِنهارت هيچ؟
- شي ميعنيچ.
- أمان لتعاند أختك بخطر
- يهمچ أمرها يعني؟
- ك مريضة أكيد
- إذًا اكتشفي مرضها بنفسچ بالنهاية أنتِ الدكتورة مو أني حتى جاية تطلبين مني تفسير لحالتها
رجعت بخطواتي إلى أن وصلت يمه وگفنا وجه بوجه
- اسألك سؤال وبداعة قدر عندك تجاوبني بصراحة
- بداعة قدر!
- يعني حبيت أجرب وأشوف مقدار قيمتي عندك شگد
- اي اسألي.
- اليوم أكو أحد منكم زار المصحة؟
أي أحد بدون اِستثناء سواء من الثابت أو توابعه
- ما أعتقد
- أريد جواب أكيد مو تخمينات
- أحد شافته شغف وبسببه اِنهارت بهذه الطريقة
- دائمًا وأبدًا أني مُعجبة بذكائك الخارق
- دسار مثلاً!
- مثلاً.
- نتصل ونشوف
حچاها وسحب موبايله اتصل على دمار، رد بسرعة
- نعم سقر؟
- دسار وين؟
- هنا بالشركة ليش السؤال؟!
- شوكت اجى تعرف؟
- لا كنت مشغول ما اِنتبهت على وجوده إلا من صار وقت الاِجتماع، بس ليش تسأل ما گلت لي؟!
- أبوك؟
- قبل وصولنا هوَ موجود
- نحچي بعدين
- شغف بيها شي قلقتني؟!
- مو شي مهم ليظل بالك، أني هسه مجبور ابقى يمها حاول تسد مكاني ويحيى موجود يساعدك
- ترحيب اِمبراطورنا...
- ترحيب برو.
سد الخط وباوع لي بنظرة جدية.
- وهسه اجى دورچ.
- ما اعرف شي عن الموضوع، يامن اتصل وأني عند روح بلغني بسوء وضعها ومن وصلت للمصحة إلى أن اتصلت بيك هيَّ تبچي ورافضة تتكلم أو حتى تسمعني
- يامن!
- لا باوع تشك بيه عيونك أطلعها من مكانها هذا تحذير
- وليش يامن بالتحديد؟!
- لأن أني مموجودة وهيَّ متثق غير بيَّ فَ بغيابي أكيد راح تتحول هذه الثقة لأخوية واِنتهى الموضوع
- ممم ثقة گلت لي
- حذاء يامن أطهر وأشرف من حياتك كُلها. سقر.
حچيتها رافعة حاجبي بتحدي وغادرت فورًا متوجهة لغرفة شغف، فتحت الباب ودخلت نايمة بعمق بعدني صافنة عليها حسيت بخطوات خفيفة وراية اِلتفتت يامن باوعت له مبتسمة رجع لي الاِبتسامة وحول نظره على شغف عيونه تراقبها ولسانه يسألني
- شلون نامت؟
- بوجود أخوها بالقرب منها أكيد راح تأمن وتتلاشى المخاوف من عقلها وبالتالي تنام براحة
- وما عرفتوا السبب؟
- لا بس بعدني أحاول وإن شاء الله اعرف علتها وين.
باوع لي مبتسم وربت على كتفي برقة يغمرني بحبه.
- إذا بلوة عمري متعرف منو الراح يعرف لعد؟
گدها حبيبتي أخوچ كُله ثقة بيچ
- بيك أنتَ قدر راح تبقى محافظة على قوتها وركازتها
غمض عيونه يحارشني واِنسحب، ديغادر الغرفة صار أمان بوجهه واگف بالباب يراقبنا، حرك له يامن راسه بالتحية وطلع تبعته بسرعة توني وصلت للباب شد أمان قبضته على معصم ايدي يمنعني أغادر.
- شايف هذا الخوف البعيونك شلون يتحول لشر ساعة التوصل للشخص الآذى أختك وكان سبب بدمار حياتها
- وبعدين؟
- تخيل شنو ممكن يسوي بيك هذا الرجُل الغادر حالاً لو عرف أنتَ السبب بدمار أخته ووجودك هوَ المحور الرئيسي والوحيد لقلقها واِنعدام راحتها
باوع لي ساكت.
- عندك أخت تخاف عليها من الهوا الطاير وعنده أخت علمودها تحمل الذل يعني ردة فعلك تجاه الشخص المأذي أختك متجي ربع من ردة فعله ساعة اليعرف بالطريقة الحقيرة السيطرت بيها على عرضه
- الطريقة الحقيرة اجت من الطريق القذر المشيتِ بيه حضرتچ، الطريق اليجهل حقيقته هوَ إذا كنتِ ناسية
- تشوفه قذر لأنه يكشف ويعارض قذارتكم أما أني لو يرجع بيَّ الزمن ألف مرة راح أرجع أختار نفس الطريق.
نفضت ايدي منه بعصبية وغادرت الغرفة لكن بقيت متواجدة بالقرب منهم أخاف تصحى شغف وتحتاجني
من صحت نفس الحالة رافضة تتكلم ومتمسكة بأمان متقبل يتحرك من يمها خطوة وحدة تخاف ليروح ويتركها، عجزت واِنتهى وقت الدوام وصيته على أخته وطلعت ويا رسول متوجهين لشقته التركت بيها بيبي ويا زوجته بعدما تلقيت اِتصال يامن واِضطريت اغادر وأخليها رغم سوء وضعها النفسي قبل الجسدي.
فتح الباب، الشقة هدوء صحت بيبي حتى أنبهها على وجودنا ودخلنا للغرفة گاعدة يمها على طرف السرير وهيَّ نايمة بنفس التعب والذبول الشفتها عليه الصبح
رسول: شنو ما نزلت حرارتها؟!
زهرة: نزلت شوية بس التعب بعده بجسمها ما راح
رسول: خلوني أخذها للدكتور
قدر: ميحتاج أني اعرف شلون أصحيها، روح لغرفتك اِرتاح إذا احتاجينا شي عود نصيحك.
بس غادر سويت وياها اللازم من علاج لكمادات للمغرب صحت تمامًا لكن تحچي بصعوبة من شدة الإرهاق
طلعت من يمها رسول گاعد ينجز عمل المصحة بالصالة مجرد ما تحمحمت رمى القلم من ايده يباوع عليَّ
رسول: ها شلون صارت هسه؟
قدر: الحمد لله صحت بس بعد تحتاج رعاية أكثر شنو رأيك لو أخذها يمي يوم يومين بالزايد وترجع لك ما طول باچر عطلة يعني راح أكون متفرغة لرعايتها.
رسول: إذا هيَّ عاجبها تروح ما عندي مانع أخذيها بس خليني أجيب لها علاج من الصيدلية أول
قدر: ما له داعي مثلما تعرف عندي كل شي بالبيت إلا إذا حاسبنا غربا وتريد تتعامل ويانا بالرسميات
رسول: أهلي أنتم
قدر: تمام لعد فايتة اسألها حتى إذا وافقت نروح حالاً.
حچيتها ورجعت للغرفة سألت روح إذا تحب تجي ويانا لو لا فرحت وكأنما متصدگ تلگى الفرصة التغادر بيها هذا البيت، لليل تحسنت صحتها بشكل ملحوظ وهذا يعني مرضها ناتج من سوء الحالة النفسية أكثر من الجسدية، بالعشرة أخذتها وطلعنا للكورنيش أغير لها جو شوية لأن تحتاج هذا الشي حتى تطلع من عُزلة الجحيم المُتقوقعة داخلها من سنوات طوال وتعمدت اتجنب مُناقشة مشكلتها ويا رسول في سبيل أبعدها كُليًا عن الضغوطات النفسية والحمد لله نجحت بتهدئة أعصابها وگدرت أرسم البسمة على ثغرها من جديد وإن كانت هالبسمة مُصطنعة.
طولنا بالگعدة على الكورنيش باوعت للساعة تأخر الوقت كلش، سندتها وتحركنا دأوقف سيارة أجرة صار يامن بوجهي جالس بالسيارة يراقبنا من الجهة المُعاكسة عرفت رسول باعثه، بس لمحناه أشر لي أتوقف وشغل سيارته متحرك باِتجاهنا، رجعنا للشقة من التعب بسرعة نامت، ثاني يوم الجمعة صبحت بحالة أحسن بقيت مرافقتها طول الوقت حتى متشعر بالوحدة وترجع الأفكار السلبية تسيطر على ذاكرتها، للظهر بعدما تغدينا وأخذت العلاج قدمت لها كتاب أني عن نفسي مُغرمة جدًا بتفاصيله لأنه يعني لي الكثير بس الما توقعته هيَّ أيضًا تنغرم بهذا الكتاب لدرجة اِنعزلت عن العالم الخارجي بشكل تام حتى وجودي يمها صار ميفرق عن غيابي بشي، تركتها غاطسة ببحور كلماته العميقة وغيرت ملابسي بعدها توجهت لبيبي سألتها عن نواقص البيت وطلعت علمود اشتريها، الحلو بالموضوع الثابت مؤسسين لنفسهم مدينة خاصة بيهم معزولة عن المُحيط الخارجي بحيث أي شي نريده ميحتاج نتجاوز حدود أرضهم حتى نشتريه لأن عندهم مراكز تسوق كاملة تشمل جميع الاِحتياجات اليومية للسكان مبنية حديثًا داخل حدودهم بعد اِنجاز بناء المُجمع السكني الهدف منها الإفادة والإستفادة بوقت واحد.
وصلت بالمسير لقصر الثابت تجاوزته بخطوات بسيطة صارت سيارة أمان گدامي، شافني بالمرايا الجانبية وقفها ونزل باوعت له باِستغراب وتقدمت عليه متعمدة
قدر: أمان ليش تارك شغف وحدها واليوم عطلة؟!
أمان: مو وحدها دمار يمها، وين رايحة أنتِ؟
قدر: شعليك!
أمان: رجلچ مرتي
تجاوزته متجاهلة الكلام قطع طريقي بجسمه.
قدر: لتلح يا أخي لتلح
أمان: يا أخي!
باوع لجسمي مبتسم بقذارة وحك لحيته يغمز لي
عرفت بشنو ديفكر المسربت.
الحجية: أمان يمة دخيلك ألحگ لوليدك راح يموت
موبايله بيده رماه على الأرض وركض ب اِتجاه القصر الحجية ركضت قبله، ما أعرف شنو الخلاني أتبعهم وصلت للبوابة أريد أدخل وقفوا الحرس حاجر أمامي يمنعوني أواصل الطريق
- ممنوع الدخول يا ست هانم
قدر: أمان
صرخت بصوت جدًا مرتفع ورغم ذعره على ابنه اِلتفت بسرعة، أشرت له على الحرس بعيوني نظر لهم بغضب
أمان: أتركوها تدخل من.
فتحوا الطريق مُباشرةً، دخلت بسرعة ما لحگت عليه خطواته كانت أسرع مني بس من اِرتباك الخدم وحركتهم المضطربة داخل المكان عرفت اِتجاه الغرفة
دخلت الطفل عيونه مگلوبة والوغرة البيضا ترس حلگه ركضت أمان ديحاول يحركه بعدته عنه بسرعة
قدر: لتحركه هذا انشمر من اِرتفاع الحرارة الداخلية
أمان: شلون هيچ صار وجودكم هنا شنو لزومه إذا هذا حال ابني والكل داير مدايره.
قدر: همَ شعليهم أمان هذا الشي طبيعي خصوصًا إذا أكو وراثة بالعائلة أو الطفل اِنصاب بفايروس بعد اللقاح
نومته على الجانب حتى ليختنق باللُعاب وتركته حر ما قيدت حركته نهائيًا، عيني على الساعة البيدي أراقب الوقت إذا تجاوز ال15 دقيقة الوضع يدخل بخطورة نوبة الصرع الخفيف والممكن تشتد مع تكرار التشنجات الحرارية وتجاوز مدتها الزمنية الوقت الطبيعي للحالة.
الحمد لله بالدقيقة الثامنة توقفت النوبة، بعده دايخ والنُعاس مسيطر عليه سحبت المنديل من العلبة نظفت وجهه واِلتفتت كلهم متجمعين وراية يترقبون الموقف بنظرات الهلع وبمقدمتهم أمان
قدر: لتخافون ماكو شي عدت سلامات إن شاء الله
الحجية: ليش هيچ صار وياه يمه؟
ردت أجاوبها أخذتني الذاكرة للأيام الخطفني بيها أمان هذه نفسها المرأة الاجت ساعدتني يوم التمرضت!
مَرجانة: أبوه هيچ بصغره ما سمعتِ گالت لچ وراثة.
قدر: حضرتچ المُربية مالته؟
الحجية: لا يمة أني بيبيته
باوعت لأمان مذهولة غمض عينه بغضب وصرخ بيهم
أمان: الكل يطلع من الغرفة الكل
غادروا الخدم بقت بس والدته واگفة بظهره ميشوفها والحجية يم سَقاء، هوَ صاير أعصاب گوة لازم نفسه ودخلت مريم تبچي وتولول داست على الشيطان البيه بهذه الحركة وقبل لا توصل لابنها سحبها من شعرها حيل ضربها كف من قوته سقطت على الأرض.
بعدنا مذهولين من تصرفه رفعها عليه وضربها الثاني، ركضنا أني وأمها هيَّ سحبتها منه وأني وگفت حاجز بينهم وبينه ديهجم عليها بأعصاب ثائرة وضعت ايدي على صدره أمنعه يتقدم، مدري شلون فلت مني ومد ايده ديضريها وگعت الضربة بيَّ كتفي اِنخلع
قدر: أمان كافي شنو گاعد تسوي!
أمان: أخذوها من وجهي بسرعة
مريم: ابني هذا مو بس ابنك
هيَّ حچيتها لو فقد عقله، دفعني حيل سقطت على وجهي وهجم يسحبها من حضن أمها.
أمان: ابنچ بنت الكلب ابنچ
ضربها بهستيريا فاقد عليها، نهضت بسرعة أني بصفحة وأمها بالثانية نريد نسحبه منها ماكو تخبل، ابنهم فز على صوت الهوسة ومن شاف أمه وأبوه بهذا المنظر فرط من البُكاء
قدر: كافي ابنك شنو مگاعد تسمعه!
سحبتها من ايده دافعتها للباب: اطلعي أنتِ من يروح عود تعالي شوفيه أحسن من هالمشاكل گدام الطفل
راحت تبچي بس توجهت الحجية لسَقاء غادرت الغرفة أمان وراية اِلتفتت عليه وضعه أبدًا ما كان طبيعي.
قدر: الطفل تعبان توه طالع من حلگ الموت تعتقد هذا التصرف التصرفته وأنتَ تضرب أمه گدامه منطقي!
أمان: ماكو شي منطقي بهذا القصر، علاجه شلون؟
قدر: أبد لتعطوه حاليًا أي علاج حتى خافض الحرارة ما طول انشمر وما عنده سخونة ظاهرية لأن الأودية حاليًا مضارها أكثر من فائدتها لكونه تعرض للتشنجات الحرارية للمرة الأولى بس لا سامح الله إذا تكررت الحالة وياه مرة ثانية خليهم يتبعون نفس الاِجرائات الأني اِتبعتها گدامهم وبلغني إذا تحب حتى أخذه للمُختبر وأسوي له التحاليل اللازمة بنفسي.
فجأة عبس على وجهه مغمض عينه، سألته شبيك زاد عبوسه بشكل واضح وتجاوزني بحركة سريعة، تبعته مستغربة الموقف بعدني بالممر سمعت صوته يستفرغ!
ظليت واگفة بمكاني شوية وطلع ايده على معدته أمه اجت تركض مدت ايدها حتى تسنده تركها وتقدم باِتجاهي يمشي بصعوبة، رفع كفه گدامي سندته بسرعة أشر لي على الصالة أخذته يتمدد هناك
قدر: شبيك شنو صار وياك؟!
الحجية: يا يمة شبيه أمان بس لا تخربط
قدر: ليش هوَ من شنو يشكي؟!
الحجية: عنده قالون عصبي وما يگعد راحة إلا يأذي نفسه يلا يهيد
أمان: ما بيَّ شي لتكبرين الموضوع
الحجية: اي مبين ما بيك شي، وتالي وياك مو ألف مرة گلت لك عوفها تحچي وحدها وتسكت لتعصب وتفقد عقلك صحتك أهم من كل شي بس ويامن احچي
يحيى: شكو شصار گالوا أكو مشكلة داخل القصر؟
اِنتبهت للحجية تباوع لأمان وكأنها دتتوسله بنظراتها
أمان: ماكو شي سَقاء انشمر وأني تعبت شوية
يحيى: شنو هذا الحچي وأنتِ يوم ليش ما بلغتيني.
حچاها وتوجه بخطوات سريع لغرفة سَقاء، غمضت بذهول ما گاعد أستوعب كمية الصدمات التلقيتها اليوم وبوقت واحد مريم طليقة أمان بنت الحجية ويحيى أخوها وأمهم نفسها المرأة الساعدتني من كان أمان خاطفني، شنو بعد تنتظرني من مُفاجآت!
باوعت محد بالصالة بس أم أمان وهوَ متمدد بتعب.
قدر: ما عندكم غير العافية إن شاء الله، وإذا تعرض سَقاء لنفس الحالة مرة ثانية لا سامح الله بس اتصل وأني اتصرف
مَرجانة: تفضلي أوصلچ للباب.
مشيت وياها بس طلعنا من باب القصر الداخلي هزيت لها راسي بالتحية واِلتفتت أغادر وقفني صوتها
مَرجانة: اِستلطفتچ ودخلتِ لگلبي من أول لقاء بس إذا فكرتِ تلعبين بعقل أمان وتسيطرين على مشاعره راح تكون نهايتچ على ايدي دكتورة وهذه أني حذرتچ لتفكريني قليلة شر ترى بعدچ متعرفين مَرجانة منو
قدر: هه حلو ما بقى غير بس أنتِ بعد تهدديني
مَرجانة: ليش منو هددچ غيري؟!
قدر: گولي منو بقى من بيت الثابت ما هددني، عمومًا لتخافين ابنچ لچ وتهديدچ عليچ مدام نُعمان الثابت
درت وجهي مشيت ظلت تحچي ما ركزت بالكلام بالي مو وياها، قريب البوابة الرئيسية شارة بذهني أفكر بتفاصيل الموقف الصار وأحاول أربط الأحداث حتى أوصل لنقطة مُشتركة ما حسيت غير مريم وگفت بطريقي منين طلعت وشلون وصلت ما أدري!
مريم: ما عندي شي ويا أمان وأني ملتهية بنجاحي وعملي مو بتفاهاتكم تالي عيونچ اليحتاج لها فگسس رادت تطلع من مكانها بخوف من شفتيه تعب وتخربط
قدر: هذا أمان مو نفسه القبل شوية راد يخلص عليچ لو ما احنا، هوَ نفسه لو أني فهمتچ غلط؟!
مريم: اسمعيني ولچ بعدچ متعرفين مريم منو...
قدر: حافظي لكم جملة وحدة گرعتوا راسي بيها
أنتِ متعرفين سقر منو
أنتِ متعرفين مَرجانة منو
أنتِ متعرفين مريم منو.
يابا دطيروا كلكم خلگ حشرات نكرات تفلة ما بيكم
مريم: أمان لي تسمعيني لو لا؟ عشم أبليس بالجنة أخليچ تاخذيه مني حتى وإن اضطرني الأمر ارتكب بيچ جريمة ونهاية حياتچ تكون على ايدي
قدر: قهرتيني والله مرضچ واصل مرحلة خطيرة جدًا تستدعي العطف والشفقة لذلك راح أحاول اساعدچ
مريم: تساعديني من تبعدين عن طريق رجلي.
قدر: ماما أنتِ شبيچ من كُل عقلچ تحچين لو همْ مثل الجماعة فاقدة العقل! أنتِ وأمان انفصلتوا والاِنفصال معناه نقطة نهاية لحياة قديمة بداية لحياة جديدة، إذا غلطنا نحاول نصلح الغلط وإذا همَ غلطوا بحقنا وغلطهم ممكن ينغفر نحاول نغفر لهم لكن هذا الشي ما لازم يدوم أكثر من فترة بسيطة تصلحت الأمور خلالها كان بها ما تصلحت مستحيل نخسر كرامتنا وعزة نفسنا وكبرياءنا علمود كائن من يُكن وأيًا كانت الأسباب الأدت إلى هذا الإنفصال لأن عمر المرأة ما كانت ناقصة حتى يكملها الرجُل المرأة مُكملة لنفسها بعاطفتها الفريدة وبعطائها الكبير أما وجود الرجُل بحياتها اي نعم مطلوب لكن وجوده يكون لمُشاركة الذات وليسَ لتكملتها.
من نفشل بحياتنا السابقة ويا شريكنا السابق ما لازم نتقوقع بالماضي ولا صح نوقف الدنيا عند الشريك ها اِنتبهي شنو يطلقون عليه الشريك وليسَ المُكمل والشراكة من تنتهي نگدر ندخُل بشراكة غيرها عادي، شراكة تكون أكثر حنكة وأشد صلابة شراكة تكون مُربحة ذات قيمة معنوية ملموسة شراكة ثمارها مِعطاء بقدر ما نعطيها تُعطينا وإلا ناقص العقل فقط من يدخل بشراكة نتائجها سلبية للروح وخساراتها مُنعكسة على الصحة وراحة البال، نفسنا أولاً وأخيرًا ماكو بشر يستحق نفضله عليها حتى وإن كان أقرب من الروح للجسد بالنهاية نفسنا أمانة عندنا يوم نوگف بين ايدين رب العالمين ما راح يحاسب الشريك على الأذية السببها لنا راح يحاسبنا احنا على أذيتنا لنفسنا لأن وبكل بساطة مثلما زرع بينا المشاعر والحب كَ بذرة طيبة زرع بينا العقل والوعي كَ مقوم أساسي لحياتنا الدنيوية إذا ما استثمرناه بالطريقة الصحيحة نكون فعلاً ناقصين عقل ساعتها، عاطفتچ خليها لأطفالچ فقط أما الرجُل فَ قابليه بالمثل (بالعقل) والاِرتكاز في الشراكة والحياة العاطفية وإياچ ثمَ إياچ تخسرين كرامتچ گدامه لأن ساعتها ما راح يشوفچ غير مُجرد هامش مهما طال كتاب حياته تبقين أنتِ بالنهاية وشنو ما كانت الموضوعات اليتناولها بحياته حتى وإن كانت تمُس الأخلاق مجبورة أنتِ تدوينها بالتوضيح واِيجاد المُبررات المُستمرة لكُلِ من هب ودب ولنفسچ بالمُقدمة.
مريم: أمان مالتي لتدوخيني بالفلسفة الزايدة وإذا كان بينچ وبينه شي انسحبي من هسه أريح لچ
قدر: ها أنتِ من النوع المسحول ذهابًا وإيابًا ومع ذلك مبتسم للحياة وممنون للسبع الساحله، ماشي ماكو أي مشكلة علاجچ يمي إن شاء الله
مريم: شنو تقصدين؟!
قدر: اي أني أحب أمان، لا مو بس أحبه أني مُغرمة بجميع خُصاله حتى السيئة ومُستحيل أتنازل بيوم عنه لا لچ ولا لغيرچ، ارتاحي وريحي حبيبتي ارتاحي مو راح تنجلطين من القهر أمان طار منچ والطير الحُر إذا لاح السما لو روحچ تطير وراه متگدرين تلزميه
عيونها بحركة لا اِرادية اتجهت للأمام، ثواني ورجعت نظرها عليَّ متحولة إلى حمل وديع في مواجهة جلاده.
مريم: حرام عليچ يعني فوگ ما أخذتِ أمان مني جاية هسه تهدديني بأبني الوحيد شنو هالحقارة العندچ
قدر: أني أهدد!
مريم: لعد منو الگال احرگه گدامچ واحرگ كلبچ عليه
رفعت حاجبي مبتسمة معناها أكو أحد بظهري قاصدة تسمعه هذا الكلام وعلى الأكثر أمان مو غيره.
قدر: لا ضميري لسه حي شلون يسمح لي گلبي احرگ ابنچ واخليچ تتعذبين وراه لا أني هذا المسبح اللي دتشوفيه گدامچ أترسه بماي النار وأذبكم سوى بيه هيچ تفورون تفورون تفورون لحد متتلاشون وتطوف عظامكم للأعلى بعدين أخذها وأدفنكم واحد بصف الثاني وأنثر عليكم الورود حتى ترقدون بسلام ومحد منكم يتعذب بغياب الثاني، شفتيني شگد رحيمة؟
مريم: حسبي الله ونعمَ الوكيل بيچ يا حقيرة.
قدر: أوي قشعرت كل شي ولا تتحسبين هسه الأفاعي كلها مادة لسانها للسما تصيح وراچ آمين
حچيتها واِلتفتت متعمدة فعلاً أمان كان يسمع حديثنا
تقدم كاتم غضبه بصعوبة سحبها من يمي متوجه بيها للقصر، توني متحركة صاح بصوت عالي على الحرس يمنعهم يفتحون البوابة، تجاهلت كلامه أكمل الطريق
- افتح الباب أريد أطلع
- ممنوع.
- شنو يعني ممنوع؟!
- دي أوامر الباش مهندس ومنقدرش نخالفها حضرتك.
اِلتفتت استغفر بصوت واضح، حاولت وياهم هواي حتى شجار تشاجرت لكن من دون نتيجة
بعدني أناقشهم بحدية سمعت صوته اجى من الخلف، اِلتفتت باوع عليهم وسحبني مسافة عن انظارهم أكو أشجار كثيفة أخذني وراها ردت أدفعه رجعني على الجدار مطوقني بين ايده، غمضت أتنفس بغضب
- مُغرمة بجميع خُصال أمان ومستحيل تتنازلين عنه
- ترى أدري بيك واگف بظهري وحچيت هيچ متعمدة حتى أصحي طليقتك على زمانها
- ونظراتچ الدتحچي هسه همْ متعمدة؟
- يعني عقبت على هذه الجملة وما عقبت على الطريقة الشنيعة الناوية أقتل بيها ابنك وأمه لو أنتَ تسمع الكلام اللي على مزاجك والباقي يتبخر
- حتى نبرة صوتچ صرت أميزها من تنطق الكذب
- أمان روح أنتَ مو مريض!
- خايفة عليَّ؟
- لا ما خايفة بس متعجبة شلون واگف گدامي بحيلك وأنتَ قبل شوية تريد تمشي متگدر إلا يسندوك
رفع كف ايده تلمس شفتي بسبابته، دفعته حيل رجع مرر أطراف أصابعه على عيني وايده محاوطة خُصري.
- عيونچ تاخذني من نفسي...
- أمان!
- قربچ راحة للروح وعلاج للجسد ينسيني كُل مرض
- شو دوخر عاد
دفعته بحركة سريعة أريد أنهزم ما أدري شلون حاوط جسمي بيده وما أحس إلا طبع قُبلة عميقة على شفتي
شديت قبضتي ضربته على معدته حيل اِبتعد متألم.
- أنتَ شگد مسربت هاي شنو سويت!
- اِنتعشت...
- أحذرك بعد تتجرأ وياية مرة ثانية
- وإذا تجرأت شنو تسوين؟
حچاها ودخل ايده من أسفل التي شيرت يتلمس بطني
- أمان ترى كلش زودتها، كلش.
- ليش، مرتي؟!
- شالك الله أنتَ ومرتك بيوم واحد گول وراية آمين
- إذا سوى ننشال آمين. غمز لي
- هه تنگط سخافة
- شدعوة أنتِ هالگد حلوة حتى عصبيتچ تاخذ العقل
- وأني اگول عقلك وين أثاري النساء ماخذاته
- أنتِ نسائي
- إستقر قباني الثقافة لناسها مو لك
بعدته عني بعصبية وطلعت من خلف الإشجار، مشيت سريع وصلت للبوابة أريدهم يفتحوها ماكو أخر شي اِلتفتت أصرخ على أمان أشر لهم فتحوها.
بعدني بالطريق لمحت موبايله على الأرض، اِستداريت ماكو داخل للقصر تقدمت بخطوات بطيئة رفعته أفتح القفل الشاشة مُتفطرة بس بعده يشتغل
اِبتسمت لا اِراديًا على خلفية شاشة القفل، صورته هوَ وابنه يضحكون ببراءة ولا عبالك نفسهم المسربتين
رجعت للقصر قاصدة السكيورتي، وصلت يمهم قدمت الموبايل للمسؤول الجالس داخل الكران
- هذا موبايل أستاذ أمان سلمه له
راد يحچي اِنسحب من ايدي باوعت، أمان يضحك.
- ممنون. نصى عليَّ بهمس: مرتي
تجاهلته ومشيت سمعته طلب منهم يجيبون سيارته، كملت الطريق للأسواق أحسن ما أرجع وايدي فارغة
هُناكَ ضَغطٌ كَبيرٌ يَحصُلُ عَليها سَ يُولِدُ الاِنفِجارْ
عَلهُ يَأخُذُها نَحو الهَربِ
أو رُبّما الاِنتِحارْ
هَلْ سُ تُهزَمُ فَراشَتُنا الرَقيقَة تِلكْ؟
وَإنْ هُزِمَتْ هَلْ سَتتَحَولُ هَزيمَتُها الشَنيعَةِ إلى الاِنتِصارْ.
لا نَعلَمُ ما التَدبيرْ، سُكوتُها الطَويل يُنبئ بِالخَطَرِ بَعدَ أنْ أصبَحَ الكُلُ مِنْها نَفيرْ، لَقَدْ اِستَأصَلوا رُوحَها وَزرَعوا الحُزنَ مَكانَهُ بِالتَجذيرْ، حَتى قَسوَتهُمْ تِلكْ لَمْ يَمتَلِكوا لَها التَبريرْ، فَ تَغلغَلَتْ في أعمَاقِها كَ مَرضٍ خَبيثٍ ألمَهُ آذى جَسدَها لِغايةِ التَخديرْ، هيَّ لَمْ تُذنِبْ قَطْ وَمعَ ذَلِكَ أرَادوا مِنْها لِلذَنبْ تَطهيرْ، فَ خَانَتها دُموعُها وَتَلاشى الكَلامُ حَتى تَلعثَمَتْ الحُرُوفُ عَنْ التَفسيرْ، فَ ما عُدْنا نَبصُرُ لَها طَريقًا لِلخَلاصِ أينَ المَخرَجُ وَما المَصيرْ؟
أمرٌ ما سَ يَحدُثُ قَريبًا
شَدِيدُ الوَقعِ
في الأثَرِ خَطيرْ
وَكأنَّهُ لَهُمْ حِسابٌ عَسيرْ.
رؤوف: يلا گومي أرجعي ويا زوجچ كافي دلال
روح: دكتور اترجاك...
رؤوف: دكتور شنو!
روح: العفو عمو بس لساني متعود الكلمة
رؤوف: حتى عمو ممقبولة منچ أني من يوم ما صرتِ مرة لأبني صرت أبوچ لتتصورين روحچ وحيدة
مسحت دمعتها منصية راسها وحچت بعبرة واضحة.
روح: خليني أرتاح شوية البارحة بالليل اجيت.
رؤوف: باچر جماعة صيانة الإلكترونيات يعملون داخل المصحة طول النهار ووكلت ليامن مهمة مراقبتهم بعدما بلغت الموظفين بالاِجازة حتى أعزمكم على الغدا ومن هسه اگول الإعتراض ممنوع
روح: وين تعزمنا؟!
رؤوف: ببيتي اللي هوَ بيتكم وين قابل
روح: عمو أنتَ تعرف...
رفع حاجبه مستنكر كلامها، مُباشرةً باوعت لي.
روح: بابا تعرف بالعلاقات هالفترة شگد متوترة يعني ما أشوف العزيمة صحيحة بمثل هذا الوقت.
رؤوف: لازم تتعودين ويتعودون وياچ لأن بالنهاية أنتِ صرتِ وحدة منا وبينا ومجبورين يتقبلون الحقيقة
روح: بس أني...
رؤوف: ماكو بس گلت الاِعتراض ممنوع، يلا طالعين للصالة جهزي نفسچ بسرعة وتعالي ما أحب الاِنتظار
طلعت ويا والدي دقائق اجت مجهزة نفسها، وصلنا للشقة وراح دخلت بوجهها للغرفة ما شفتها إلا الصبح.
قريب ال 12 توجهنا لبيت الأهل، دخلنا الوجوه مو تمام بس والدي اِختلف عنهم باِستقبالنا أما والدتي ما شفناها بالصالة نهائيًا، بعدنا تونا گاعدين طلعت لابسة الحجاب ومتوجهة للباب الرئيسي رادت تغادر نهضت بسرعة أمنعها
رباب: وخر من وجهي أحسن لك
رسول: يوم اترجاچ لتسوين هيچ
رباب: لتگول لي يوم أني مو أمك وأنتَ مو ابني
رسول: استهدي بالرحمان وفوتي جوة خلينا نتفاهم.
رباب: حلفت يمين متتزوجها كسرت كلامي وأخذتها، حلفت متدخل لبيتي بعد زواجك اجيت بكل عين صلفة جايبها ومگعدها بين خواتك، وخر رسول وصلت حدها وياك وويا ابوك بعد ما بيَّ أتحمل وقاحتكم
رؤوف: ابتعد عن الباب خليها تولي وين متريد تولي
سارة: لا بابا عفية لتحچي هيچ
رواء: بابا لتنسى هذه ماما الصبرت وياك على الحلوة والمرة شلون هيچ تتنازل عنها علمود هذه...
رؤوف: أشششش نفس ما أريد أسمع ولا أني الطردتها تريد تبقى البيت بيتها متريد الله وياها ما اجي ألزم بذيالها واليريد يطلع وياها الباب گدامه
رسول: يابة كافي لتكبر المشكلة
بس حچيتها فتحت باب الشقة تريد تطلع أني والبنات واگفين حاجز گدامها من ارتفع صوتها بالصُراخ صاح بينا الوالد وتقدم بسرعة دفعها لخارج الشقة وسد الباب
رؤوف: كافي مو راح نصير فرجة للجيران
رسول: أنتَ شلون تطردها!
رؤوف: انتبه على كلامك رسول.
رسول: أنتِ اللي لازم تنتبه على تصرفاتك لأن هذه...
قطع كلامي من سحب زندي مدخلني لغرفة المكتب.
- شلون تتجرأ تحاچيني بهذه الطريق گدامهم
- لأن مليت، اي ولأول مرة راح احچي البگلبي مليت منك ومن تسلطك وجبروتك عليَّ وعلى كل واحد بهذا البيت من أمي لحد رواء
- ولك أنتَ شگاعد تحچي!
- أنتَ اللي شگاعد تسوي يابة؟ أمي هذه تعرف شنو يعني أمي شلون تطردها گدام الكل وتقلل من قيمتها بين أولادها، ما مسموح لك تعاملها بهذه الطريقة ولا من حقك تقرر عنا وتلزمنا بقرارك، كافي ملينا جبرتني على هذا الزواج وطاوعتك كاسر كلمة أمي ومنزل راسها وراها صار لازم نسكت وهيَّ تحچي ومهما صدر عنها كلام أو بدرت منها أفعال مجبورين احنا نتقبلها بدون نقاش لأن هذا كان اِختيارنا مو اِختيارها واحنا اللي لازم نتحمل تبعة هذا الزواج.
- شلون أني جبرتك؟ ليش أنتَ مو بنفسك اجيت يومها وفتحت ويانا الموضوع!
- اي اجيت وگلت لك البنية كيت وكيت ايدتني وأمي رفضت حبيت أسد الموضوع أنتَ رفضت
- لأن مو من الرجولة تجينا مرة دخيلة حياتها على كف الموت ونرميها للموت بيدنا
- لعد السويته ويا أمي رجولة برأيك؟!
- رسوووول
- لتصيح متاخذني بصوتك هالمرة
- ولك أنتَ منتبه لروحك شگاعد تسوي؟!
أمك تمادت حيل وصار لازم ينحط لها حد مني.
- تمادت بسببك، أني تدمرت بسببك، بيتنا تحول جحيم بسببك، إذا تريد تحاسب حاسب نفسك أول
- طفح الكيل للمرة الأخيرة انبهك تعدل إسلوبك وياية شصار يعني زواج على سنة الله ورسوله وتم ليلة ثبتت بيها شرف مرتك وانتهت، أنتَ وأمك ليش مكبرين السالفة وهيَّ متستاهل عبالك جهال.
- الليلة التحچي لي بيها اِنتهت بالنسبة لك مو لي، أنتَ تعرف هذه الليلة محفورة بعقلي تدگ بگلبي تمس رجولتي، سهلة عندك يعني أغتصب البنية هينة تترجاني وتقاومني وبكل خسة أخذها بالضرب، أحد منكم جرب يحط نفسه بمكاني يعيش ويا وحدة ما طايقها ولا طايقته وإذا صدت عيونهم بعيون بعض يبعدوها مُباشرةً حتى ليتذكرون ذيچ الليلة القذرة
- أشش كافي نصي صوتك البنية تسمع.
- ورطتني بيها وأني نفسي ما حاملها شلون راح أخلص من هذه الورطة حاچيني يابة شلون!
- أني وياك ما تاركك
- مو وياية أنتَ وعمرك ما كنت وياية دومك ضدي
- مع الأسف وليدي مع الأسف
رفعت ايدي على راسي بقلة صبر وراها تقدمت قبلت راسه وايده بأعصاب خدرانة.
- اسف بوية مو قصدي، أني تعبان كلش الضغط ديجي من كل الاِتجاهات أفكر بأمي بيك بأخواني بيمنى وذكرياتي وياها بروح ومشكلتها الما لها حل، وعزة رب العالمين صرت أتمنى أنام ما أصحى بعد حتى أرتاح
- اسم الله ابني بس كل مشكلة تنحل ويا الأيام
- إلا مشكلتي الموت وحده يحلها.
حچيتها وطلعت البنات گاعدات بالصالة عيونهن منتهية من البچي حتى روح، أمرهم الوالد يجهزون الغدا رغم الجو المشحون بالسلبية واِجتمعنا على السفرة الأكل مثل ما نزل صعد محد اشتهي ياكل له لگمة
بس خلصنا استأذنت من الوالد ورجعنا للشقة، كالعادة روح دخلت للغرفة ويا الأذان طلعت توضت وصلت، دخلت عليها ويا التسليم أريدها تاكل شي راح توگع
- رايح اجيب عشا من برة
- لنفسك أني ما اشتهي
- لازم تاكلين ميصير هيچ تالي توگعين.
- گلت ما اشتهي
نهضت تريد تغادر الغرفة
لزمت معصم ايدها نفضته مني بعصبية تباوع لعيوني
- اعتذر.
- على أي جرح دتعتذر رسول ونيابة عن أي بشر؟!
- عن كُل شي ونيابة عن الكُل
- اِعتذارك واِعتذارهم مرفوض وأوعدكم راح أوجعكم بضميركم مثلما سلبتوا روحي مني وأني لسه عايشة
ركضت للحمام تشهگ مو تبچي
رجعت لغرفتي گعدت على السرير تارك الباب مفتوح.
ما أعرف شگد مر وقت مرت من يم الغرفة بحالة يُرثى لها تركتها على راحتها الحچي هسه ميفيد بشي
كنت أسمع صوت نحيبها فجأة صار هدوء، گلبي لزمني بس بقيت گاعد الحيرة سيطرت عليَّ شلون لازم اتصرف والدتي ما أعرف وينها اتصل عليها متجاوب ووالدي زعلته مني بقساوة الكلام أما روح فهذه وحدها مشكلة لو أحط روحي بيها همْ ما راح تنحل.
گمت غيرت ملابسي وقررت أطلع همْ اجيب عشا وهمْ عندي كم مكان أمر عليه بلكت اگدر أوصل للوالدة، طرقت الباب على روح أبلغها بطلعتي ما ردت رجعت طرقتها نفس الحالة، نصيت على الباب هدوء كلش نفس مينسمع لها! دقت أجراس الخطر براسي.
فتحت الباب مقفول! رجعت للغرفة بسرعة طلعت من الكنتور النسخة الاِحتياطية لمفاتيح الشقة وركضت أحاول أفتح غرفتها بس ما دخل المفتاح لأن كانت تاركة المفتاح الأصلي بالباب من الداخل، نزلت المقبض أصرخ من أعماق حنجرتي
- روح افتحي الباب، داحچي وياچ ليش ساكتة گومي فتحيها أحسن ما أكسرها عليچ، روووح
فقدت عقلي ليش ما اكو رد! توجهت للمخزن سحبت ألة حادة من المُعدات ورجعت كسرت الباب بثواني.
دخلت حتى أواجه الكارثة الحقيقية روح قاطعة شريان ايدها وواگعة على الأرض دمها على كُبر المكان من النزف صايرة صفرا قطرة دم ما باقي بيها!..