رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الخامس والأربعون
أحدُهم يُفدِيها بِ رُوحِهْ
وَالآخَر يَسلبُ رُوحَها فِداءً لِ راحَتهْ
لا فَرقَ بَينَ الإثنَينْ كِلاهُما يَأخذُ مِنها شَيئًا عَظيمْ
الأوَلُ حُبها
وَالثَاني حُب الإنتِقام لِ نَفسِها.
لمساتهن الحقيرة اِنحفرت بروحي قبل جسدي، قاومت رغم قلة الحيلة اِنتفضت رغم ضعف الحال مانعت وتصديت رغم قيود البدن كُل حواسي اِحتجت وهبت للمُجابهة لكن بدانة اجسامهن اِنتصرت بالنهاية على حركة أطرافي المُقيدة وبدني الهزيل.
تعرضت للتعذيب النفسي والجسدي في آنٍ واحد ولأن مقاومتي كانت تعكر صفو مزاجهم وتعطل قباحة عملهم لجأوا وياية للتعنيف البدني لدرجة كنت معَ كُل حركة مني اتلقى ضرب مُبرح منهم إلى أن خدر جسمي من شدة الألم الداخلي قبل الخارجي، تفاصيل يعجز اللسان عن نطقها وتكره الذاكرة سردها تعاملوا وياية بشهوة حيوانية ونفس دنيئة سلبوا شرفي كرامتي وعزة نفسي، شنو بالحياة اسوء من اِنتهاك حرمة الجسد ومو أي اِنتهاك بطريقة تُعاكس الطبيعة البشرية، الاِغتصاب بحد ذاته شيء مُفزع شيء مؤلم شيء تهتز لهُ الأكوان وترتعد منه الأبدان فَ كيف إذا كان اِغتصاب المثل للمثل! هنا بس يتمنى الإنسان يفقد حياته بنفس اللحظة الفقد بيها إحساسه بالأمان فَ ما الفائدة من اِستمرار الحياة وأمان القلب مسلوب وما أهمية شفاء جروح الجسد إذا كان الأثر في الروح ثابت غير منزوع؟ اي نعم الأثر التركوه داخل أعماقي لهُ من الندبات ما للحجز من النقش ونقش الحجز لا يختفى يومًا ولا يزول، أنا اليوم لستُ اِمرأة بل بقايا اِمرأة.
بعد وقت طويل يصل إلى الساعة أو يتجاوزها وبعدما اِكتفت نفسهم مني وتلاشت غرزيتهم النجسة واِنطفأت جراء تدنيسهم لمعالم أنوثتي اعادوا لبدني ستره الخارجي باِلباسهم لملابسي تاركينه عاريًا من الداخل
قبل المُغادرة وما بين الوعي واللا وعي نصت النجسة دائمة التحرُش تهمس بقرف داخل مسامعي.
- اثاري البونبوناية ليها طعم ثاني وأنا مش عارفة، إيه الحلاوة دي يا بنت هتخليني أسيب صاحبتي وأركز معاكِ.
- نركز مع بعضينا أنا كمان حبيت لعبنا معاها أوي
- دلوقتي انتهى وقت الدلع وجي وقت الجد، أول ما نخرج هتقومي تخرجي بعدينا وتنامي زي الشاطرة في سريرك منسمعش ليكِ صوت خالص وفي أي وقت نعوزك تجي باِشارة وحدة فراري، إن شمينا خبر إنك قولتِ حاجة عن الشيء اللي حصل بيننا دولقتي هنقتلك عارفة يعني إيه هنقتلك ومحدش هيعرف إنك اتقتلتِ، إخسري جسمك الجميل ده أحسن ما تخسري حياتك وأوعي تنسي الكلام ده، ماشي يا قمرة؟
حچتها وغادرن المكان بدون عودة، أنيني بلحظاتها كان خارج من ضلوع الروح تهتز له السماوات والأرضين، ضعف في السمع وغشاوة على العين مع كُثرة البُكاء اِنتابني صُداع حقير ومن شدة الضرب وقذارة اللعب على جسدي غزاني ضعف مرير، أطرافي نملت شفتاي تيبست انحاء بدني من الرعب والضعف خارت واِرتعدت لا أستطيع الوقوف وأعجز عن مواصلة الجلوس، نصيت راسي أرخيت جسمي وأطلقت العنان لعُزلتي أن تأخُذني بعيدًا عن الواقع لساعات وساعات.
قدر: دمار دمار وينك افتح الباب يمعود
طرقته بعجلة وبحركة مستمرة ولأن الوضع ميحتمل المُماطلة فتحت غرفته ودخلت بدون إذن ما كان موجود، ركضت أبحث عنه بين ممرات القصر أخر شي لگيته بالمطبخ بيده لفة يتسحر بيها.
قدر: دمار اتصلوا عليَّ من القسم وحدة من الموقوفات دتدخل للحمام لگت شغف واگعة بيه ومغمى عليها وحاليًا نقلوها لمستشفى ××××× لأن ما گاعد تصحى.
رمى اللفة يركض لغرفته، رجعت بيبي گاعدة دتجهز لي بالسحور بلغتها طالعة بسبب شغف وغيرت ملابسي شلون ما كان، طلعت أمشي بخطوات سريعة تصادفنا بالممر أول ما صعدنا السيارة خبص الدنيا بالهورنات گعد الكُل، شخطها بحركة قوية متوجه للبوابة اِنتفض السكيورتي فتحها مخبوص غادرنا بسرعة فائقة.
دمار: شلون صار هيچ شبيها يا الكائنات؟!
قدر: والله ما أدري، نايمة صحيت على اِتصال منهم يبلغوني بحالتها لكوني المُتابعة الأقرب لهم بالقضية
اِلتزم الصمت يسوق بحركة جنونية، وصلنا للمستشفى نزل قبلي تارك السويچ بالسيارة اضطريت أركنها بعيد عن الطريق وأقفلها يلا أدخل وراه، لگيته بالممر رايح راجع ممحصل تفسير لأن الدكتورة عند شغف.
دقائق وخرجت تقدمنا عليها بوقت واحد.
قدر: شنو صاير وياها؟
- حضراتكوا بتقربوا للمريضة؟
قدر: اي نعم أني زوجة أخوها وهذا أخوها
- هيَّ وضعها غريب شوية، يعني مفيش تفسير طبي للي حصل معاها ضعف وصول الأوكسجين للدماغ فجأة ودخلت في حالة أقرب للغيبوبة بس مش غيبوبة خذت منا وقت طويل قبل متصحى صحوة تامة
قدر: يعني كانت تتجاوب وياكم بحركات الجسد لكن بدون وعي هذا قصدچ؟
- بالضبط.
قدر: معناها تعرضت لصدمة شديدة على أثرها انفصل العقل عن الواقع دون الجسد!
- ممكن نتكلم شوية بشكل مُنفرد؟
باوعت لدمار الخوف واضح بنظرة عينه أشرت له يهدأ ورحت وياها متأكدة تنتظرنا مصيبة.
قدر: تعالي لي من الأخير دكتورة لأن أني مستعدة لأي شي راح تگوليه
- أنتِ من العراق
قدر: نعم لكن مولدة بمصر، وياچ قدر دكتورة نفسية
مديت لها ايدي صافحتني مبتسمة.
- يعني زُملاء، على العموم بصي ومن غير لف ودوران بعد فحص الحالة بشكل دقيق اِكتشفنا إن البنت دي متعرضة لاِعتداء جنسي شديد أوي ولأنها اتنقلت للمستشفى عن طريق رجال القسم فَ الاِعتداء تم في القسم نفسو، أي نعم مفقدتش عذريتها بس جسمها مُنهك خالص من الضرب أولاً ومن عُنف الاِعتداء ثانيًا
قدر: ممكن هذا الكلام ميوصل للقسم حاليًا؟
- مقدرش أصل لازم أكتب الكلام ده في التقرير بتاعها.
قدر: أكتبي بالتقرير بس لتحچين عنه لمدة 24 ساعة مو أكثر بينما نتصرف بالموضوع حتى ليضيع حقها
- إن كان كده ماشي.
تشكرت منها واِستداريت مصعوقة من الكلام السمعته شگد ما اگول الخبر صدمني همْ قليل بحيث حسيت عقلي تخدر، دمار عيونه تراقبنا باوعت لليمين البوليس موجود أخذته من ايده واِبتعدنا عنهم مسافة.
قدر: دمار اهدأ اترجاك تهدأ لأن الكلام اللي راح أكوله هسه ميحتمل العصبية ولا التسرُع
دمار: دخيلك يا رب شصاير؟!
قدر: معتدين عليها...
بعدني ما حچيتها تحرك بعصبية لزمت زنده حيل.
قدر: أني شگلت! اهدأ لأن إذا رحنا وواجهنا راح يبدا الحذر ويخفون شكو دليل يخدمنا حتى يخلصون روحهم من هذا المأزق
دمار: شلون اهدأ قدر أنتِ واعية للشي الحچيتيه!
قدر: ماكو أوعى مني خصوصًا بالأمور التمس الجانب النفسي بس أسمع مني شنو ناوية أسوي.
حچيت له السالفة باِختصار وبقينا ننتظر الصبح يطلع، الاِتصالات مستمرة من القصر يردون يعرفون شنو صاير بس دمار عاند ما رد على بشر منهم غير يحيى
للستة سمحوا لي أقابلها، دخلت أشوفها ويا ليتني ما شفت الخشم كله دم والعيون رايحة أما الحلگ مجروح جرح جدًا عميق استدعي الخياط من غير أثار الكدمات الواضحة على وجهها نتيجة اِستخدام العُنف.
تقدمت عليها مغمضة بس نطقت اسمها بللت الدموع وجناتها تسمعني بس رافضة تفتح، بقيت يمها أكلمها باِيجابية ومن خلال الكلام فهمتها أني عرفت بالسالفة ردت بس تسلمني رأس الخيط اليوصلني للحقيقة ماكو رافضة تفتح رافضة تتناقش رافضة تواجه الحياة.
طلعت من يمها يحيى موجود، بلغت دمار عن وضعها الصحي وتوجهت للقسم راد يحيى يرافقني منعته، وصلت لهناك قابلت الضابط بسهولة بعدما صار واسطتي القوية مُعتز باشا طلبت منه أخذ جولة داخل التوقيف الكان محتجز بيه شغف دخلني بتحقيق سين وجيم وبنهاية المطاف رفض طلبي!
عرفت رفضه وراه سر كبير، طلعت من يمه بكل هدوء بعدما تشكرته بطريقة توبيخية وطلبت من الموظف يناولني ورقة فارغة، سحبت القلم من حقيبتي ملئتها وفق الصيغة القانونية وطلعت متوجهة للنيابة العامة بعدما رديت على اِتصال دمار وبلغته برفض الضابط
طلبت موعد مستعجل من مُساعد النائب العام لمُقابلة النائب ولتدخل مُعتز باشا گدرت أدخل عليه بعد ساعة ونصف، مد ايده ديصافحني حطيت الورقة بكفه
- إيه ده؟
- اِستقالتي، أطلع عليها حضرتك حتى أصعدها للجهات المعنية بأسرع وقت
- ليه كده بس!
- البلد الأوهب له راحتي وأفديه بحياتي علمود يسود العدل انحاءه ويثمر القانون بالخير يقابلني ساعة اللي احتاجه بالإهانة وقلة الاِحترام ما أتشرف أخدمه بعد
- ميصحش الكلام ده، البلد ده بلدك يا قدر وأنتِ بنتنا ومفيش بنت تتكلم عن بلدها بالطريقة الوحشة دي.
- وماكو بلد يقابل الموظف اليفديه بروحه قبل راحته بالاِساءة وعدم التقدير سعادتك
- حصل إيه إحكي لي؟
سردت له القضية بالتفصيل المُمل.
- نُعمان الثابت مش ناوي يجيبها البر يعني!
- أترك نُعمان حضرتك وركز لي بالضابط المُرتشي عديم المسؤولية والضمير
- أنا مُستعد أعمل معاه اللازم بس محتاج للدليل
- إذن عام بالتحرك وخلال 24 ساعة الأوراق كلها راح تكون مكشوفة على مكتب حضرتك
- وده الإذن ولا يهمك.
أخذت الورقة من ايده بلهفة ونهضت على عجلة من أمري استأذن للمُغادرة.
- ما كانش عشمي فيكِ إنك تقولي الكلام ده في وجهي
- أعتذر يا افندم بس صار له أسبوعين يلعب بأعصابي اي نعم القانون وياه لحد هذه اللحظة رغم الشكوك بس كُل اِحترام وتقدير للمُقابل ما عنده
- ماشي هنعديها المرة دي وبالنسبة للبنت اللي اسمها...
- شغف.
- أيوه هيَّ، إن قدرتِ تقنعي والدها بالتنازل أنا أوعدكِ هخرجها من غير متتحول على النيابة علشان منوقعش بدائرة تنفيذ الحق العام وبالوقت نفسو نفضل ماشيين ضمن النطاق القانوني ومنجيبش الشك لنفسنا
- هوَ أني شنو المربط ايدي غير الشك، على العموم ألف شكر سعادتك مقصرت مثل العادة، استأذن
غادرت بسرعة، بعدني بالطريق اِجاني اتصال من رقم غريب فتحت الخط من نبرة الصوت عرفته يحيى!
قدر: خو ما صاير شي وياكم؟
يحيى: دمار راح وراچ گال قدر محتاجتني وهاي صار له أكثر من ساعة وهوَ ماكو حتى خطه اِنغلق، أخذت رقمچ منه قبل ليروح واتصلت علمود اطمأن عليه
قدر: لا يا الله معناها راح يتعارك وكالعادة وقفوه
يحيى: گولي غيرها!
قدر: أبقى عند شغف لو شيصير لا تتحرك من مكانك يحيى أني راح أتصرف واظل وياك على اِتصال
يحيى: بدون متطلبين أني ما اگدر أتركها بس اترجاچ لتشغلين بالي وياكم.
سلمت ونهيت الاِتصال، وصلت للقسم سألت الشرطي إذا صارت مشكلة عندهم بالوقت القريب جاوبني نعم دخلت على الضابط بدون إذن هب من مكانه متذمر
- من اللي إداكِ الحق إنك تقتحمي مكتبي بالشكل ده
قدر: مراح أحسابك على إعتقالك لدمار الثابت بالوقت الحالي لأن عندي شي أهم إلا وهوَ اِستكشاف المكان
- اِستكشاف إيه!
قدر: تفضل بس يا ليت تستعجل لأن ما عندي وقت أضيعه وياك
سلمته ورقة الإذن بس قرأها تغيرت ملامح الوجه.
- بصفت إيه تتدخلي في عمل غيرك، إنتِ فين والقسم فين الأمر ده خرق للقانون من النيابة نفسها
قدر: ليش خايف لهذه الدرجة؟ إذا أنتَ شغلك بالسليم خليني أنزل للتوقيف وننهي هالصراعات البيناتنا
- هتنزلي بس أوعدك هيبقى أخر يوم ليكِ في الوزارة لأني مش هسكت على الاِتهام الظالم والإهانة دي.
قابلت كلامه باِبتسامة التهكُم تركني وطلع، تأخر كلش بعدني انتظر رجوعه دخل للمكتب يطلب مرافقتي، نزلت للتوقيف وهوَ وياية دخلت عدد النساء بيه قليل جدًا أخذت جولة سريعة بالمكان وعيوني تراقب المُوقوفات مدري ليش اجاني إحساس أني بالمكان الغلط رغم هوَ هذا موقع التوقيف!
- هنفضل واقفين هنا كثير ولا إيه؟
قدر: محتاجة اسأل إحدى الموقوفات كم سؤال
- حاضر هنشوف أخرتها معاكِ إيه.
أشر لوحدة منهن تقدمت باِتجاهنا، بعدني مسألت عن اسمها لمحت التوتر بعيونها هه على قدر هالسوالف!
عندي لروح صورة بالجهاز أني وياها ماخذيها بحديقة المصحة، طلعتها عاكسة الجهاز عن الضابط حتى ميلمح الشاشة وسألت بثقة وثبات عكس اِهتزازهم
قدر: البنية هذه تعرفيها؟
- أيوه مش دي اللي اسمها شغف كانت موقوفة معانا هنا ومبارح تعبت ونقلوها على المستشفى
قدر: صح هيَّ زين تعرفين شنو سبب تعبها؟
- لأ ما اعرفش بس شكلها يعني عدم المؤاخذة مجنونة دأنا أكثر من مرة لمحتها تأذي حالها بطريقة بشعة
هزيت راسي وطلعت قبله توني صاعدة حسيته وراية
- خلص لعبك وجي وقت لعبي يا باشا
قدر: اعتذر الظاهر أني فعلاً اسأت الظن بحضرتك.
- اعتذارك مش مقبول وأنا مش هسكت عن الإهانة دي أنتِ من أول يوم ليكِ هنا خرقتكِ القانون بالواسطة تبعك من عدد زيارتك للمُتهمة واللي تجاوزت الزيارة الوحدة في الأسبوع لوقت الزيارة اللي تعدى الدقيقتين لكثرة المُقبلات معايا وبدل ما تجي تشكريني على تفهمي وتعاوني معاكِ تتهميني بالخيانة وتتدخلي في عملي بالواسطة بردو بس أنا هتصرف.
تجاهلت كلامه مغادرة القسم، بقيت برة قريب الربع ساعة رجعت دخلت اسأل الموظف عن اسماء الضباط الموجودين بالقسم إلى أن وقع الإختيار على أحدهم
أخذت رقم المكتب وطلعت اتصل بالنائب، شرحت له الوضع وكشفت كذبهم أمامه طالبة منه يتصل بالضابط الثاني حتى يأمن لي نزول سريع للتوقيف بعيدًا عن علم الضابط المُرتشي ويشدد على سرية التحرُك.
تم الأمر الحمد لله ثواني واِستدعاني الضابط، نزلت للتوقيف برفقته بس وصلنا تركني بمفردي بطلب من النائب، ما تعبت نهائيًا راشديين للبنية على شد الشعر بقوة قرت بالحقيقة كاملةً ومثلما توقعت الضابط نزل قبلي لقنها الكلام يظن بهذه الطريقة يگدر يخدعني
قدمت لها الموبايل أراويها صورة شغف الحقيقية وهنا كانت الصدمة گالت مشايفتها نهائيًا بالتوقيف!
تأكدت من باقي الموقوفات نفس كلامها، رجعت لغرفة الضابط أطلب منه يتحقق من الموضوع بسرية تامة لكن الصدمة الأكبر من هذه اِكتشفت الحقير محولها على السجن مُباشرةً بلا محكومية حتى يعيشها التوتر العصبي والعذاب النفسي المستحيل تعيشه اثناء تواجدها داخل التوقيف وأكيد السبب نُعمان الثابت!
اِنتقلت للسجن بالواسطة بعد نصف ساعة، طلبت من الضابط توضيح عن محكومية كُل سجينة قبل ليتحول الشك للسجانات وموظفي المكان، اثناء الكلام اِكتشفت 3 من النساء محكومات بقضية آداب الأمر الجعل منهن محط للشك والإتهام، اِثنين منهن صديقات ووحدة مُنفردة، أخذ مني التفكير قبل التصرف وقت طويل توصلت بنهايته إلى الآتي (القوة المُستخدمة بالاِعتداء على شغف تحتاج إلى الكُثرة والشجاعة ومع ضعف بدن المُتهمة الثالثة واِنفرادها بالحبس يتجه مؤشر الاِتهام الأكبر والأقرب إلى الصديقتين).
كنت بمسافة بعيدة أراقب تحركاتهم وأفكر بالطريقة التخليني أوصل للحقيقة بأقل وقت وأقصر جهد مُمكن ووصلت لها وأخيرًا
طلبت من الضابط الملابس الخاصة بالسجينات بعدما وضحت له الهدف من هذا التصرف ودخلت للمنزع، لميت شعري غيرت الملابس ارتديت الشال وطلعت برفقة السَجانة أول ما رمتني بالحبس طگيتها بضحكة الرخيصات وأني أسب وأتجاوز عليها بالكلام.
ظلوا يباوعوا لي مستغربين الموقف، حتى أبعد الشُبهة عن نفسي واتأكد من شكي رحت بوجهي للمُتهمة المُنفردة بقضية الآداب، جلست بجانبها بداعي التعرُف اثناء الكلام حاولت أتحرش بيها مُباشرةً نفرت مني!
ضربت عصفورين بحجر واحد همْ تيقنت هيَّ خارج دائرة الشُبهات وهمْ لفتت نظر السافلات إليَّ، گاعدة وحدي نهضن يتمشن باِتجاهي حاوطني بالجلوس من الجهتين يمين يسار رفعت حاجبي أباوع لهن بجدية
قدر: يا نعم!
- أسمك إيه يا قمرة
قدر: مليش في الكُبار أنا متحاوليش معايا
- له له ليه بس؟
قدر: أهو مزاجي كده أعمل إيه
- بس احنا هنعجبك
قدر: أنا دخلت هنا علشان طفلة اجي أبص لكوا أنتوا
- مزاجكك في الكتاكيت يعني
حچتها وضحكت برخص نفسي لعبت وأني صايمة.
قدر: حَر أوي هنا.
تعمدت أرفع الثوب واظهر لهن نصف من ساقي بحجة الشوب مجرد ما شافن رجلي فتحن عيونهن بقذارة لو بيدهن يمكن يگومن يهجمن عليَّ گدام السجينات، تركتهن ونهضت للحمام غسلت وجهي وطلعت ايدي على مُقدمة صدري بؤبؤ عينهن يتحرك ويا حركة أطراف أصابعي دخلت مزاجهن بشكل صعب أغادره بدون تحقيق الغاية ونَيل المُراد.
جلست على السرير أتمايل مثل غصن الشجرة حركاتي كُلها كانت تدل على الرُخص والوضاعة، طول الوقت وأني أحاول ألفت اِنتباههن إليَّ أكثر مرة أرفع ثوبي مرة أبعثر شعري وأرجع ألمه مرة أعض بشفتي إلى أن صار الغروب واجى وقت الفطور من الجوع نفسي صارت تلعب إلى من فطور البارحة ما حاطة بحلگي شي ورغم هذا مگدرت آكل إلا القليل حالتي النفسية يُرثى لها بالوقت الحالي والأفكار محاوطتني من كُل اِتجاه، بس خلصت الأكل رجعت للحمام غسلت دأطلع لگيتهن ينتظرني بالباب وانظارهن على جسمي.
- اللي أنتِ عايزاه هنديهولك بس دلعينا
قدر: قلت لكوا أنا مليش في الكُبار
- جربي وهتشوفي إن الكُبار أحسن من الصُغيرين بألف مرة داحنا خبرة يا بنت وزملاء في القضية نفسها
باوعت عليهن العلچ يطگ بحلگي والحاجب مرفوع.
قدر: أنتوا بقالكوا هنا كثير؟
- آه سنة
قدر: قنعوا لي البنت الحلوة دي تسلمني نفسها وأنا هاعمل لكوا الأنتوا عاوزينو
- دي؟
لأ سيبيها دي سليطة أوي هتفضحنا.
قدر: واللهِ مش عارفة دبروا نفسيكوا لأنها الوحيدة الصُغيرة والحلوة في المكان ده وأنا نقطة ضعفي الصُغيرين
باوعت لصديقتها بتساؤل ورجعت نظرها عليَّ.
- لأ في الأجمل منها والأصغر كمان
قدر: مشفتش يعني؟
- تعبت ونقلوها على المستشفى بنت قمرة حلوة ولسه عودها بيفرع جسمها نار وشكلها طفولي أوي عينيها ملونة وشعرها ذهب هتذوبي فيها أول ما ترجع وتلمحيها والأهم من ده كلو خرسة مبتتكلمش وبتخاف من ظلها يعني لو مهما عملنا فيها مش ههتجرأ وتقول حاجة، عايزة تتأكدي من كلامي اسألي الموجودين
قدر: ليه أنتوا جربتوها؟
- آه أمال هيَّ تعبت من إيه؟ داحنا ساعة بنتمزمز في جسمها قمر قمر زيك بالضبط بس أصغر بكثير.
قدر: وإزاي قدرتوا تعملوا ده كلو والمكان مليان؟
- في الليل يا حبيبتي في الليل، احنا هنستناهم يناموا وناخذها معانا على الحمام تشبعي منها ونشبع منك
قدر: ماشي هنشوف
دأغادر قطعن عليَّ الطريق، وحدة من عندهم نصت على ثغري قبل لا تَقبلني بقذارة دفعتها حيل.
قدر: مش دلوقتي اتأكد في الأول
- واللهِ احنا صادقين معاكِ
قدر: الحذر واجب بردو
- طب شوية بس.
رفعت حاجبي بالنفي وتجاوزتهن مقرفة من الموقف كُله، تمددت انتظر الصبح يطلع على أعصابي ما اگدر اتصرف هسه لازم اتحرك اثناء الدوام.
للفجر شكلت عيني شوية وصحيت على صوت الهوسة الكُل صاحي، دخلت للحمام وهنَّ يحومن وراية يردن الفرصة حتى يفترسني، أشرت لهن بالقبول وتوجهت لباب السجن اعطيت الضوء الأخضر للسَجانة ورجعت متوجهة للحمام بس دخلت حسيتهن بظهري.
- إيه يا عمري وافقتِ خلاص؟
قدر: أكيد.
تقدمت عليَّ اِبتسامة الاِنتصار ملونة ملامحها الوحشية مجرد ما وصلت لوجهي شديت قبضتي على عنقها ضاغطة بأطراف أصابعي على نقطة الضعف (الجوانب) بقوة تغير لونها والخوف بعيونها رادت صاحبتها تتدخل شددت قبضة ايدي الثانية وضربتها على صدرها ضربة على أثرها نصت تتألم بآهات مكبوتة.
قدر: اِنقصف عمرچ يا خنزيرة، قذارتكم بيناتكم ليش دتدنسون الطفلة بميولاتكم الحيوانية.
ضربتهن راس براس بحركة قوية مشددة لزمتي من منطقة بس يتحركون وياها يتضاعف الألم، سلمتهن للسَجانة الواگفة تنتظر بالباب وتوجهت للضابط دخلت عليه ديدخن الأفندي صارت هوسة لأن اِقتحمت مكتبه بدون إذن رادوا يسحبوني أشر لهم يغادرون
- إيه اللي جابك من ثاني؟!
قدر: ترمي مُتهمة قيد التحقيق بالسجن بلا محكومية بين المجرمات ومنزوعات الشرف وهيَّ طفلة لسه ما بلغت السن القانوني وبسببك تم الاِعتداء عليها داخل السجن من قِبل ضعيفات الأنفُس تظن بهذه الطريقة محد يكشف خيانتك للأمانة الوظيفية حضرة الضابط اللامُحترم.
- إيه العبط ده!
قدر: اِنكارك ميفيد بعد لأن الأدلة كلها صارت بيدي وهذا قسم عظيم وحق رب هذا الشهر إذا ما أوصلك لمرحلة متلگى لگمة تاكلها ما اتسمى أني قدر وتشوف
ردت أطلع وگف گدام الباب يتوسلني ما أستعجل ومن شاف الطيب ما فاد وياية لجأ للتهديد بالسلاح!
قدر: لتهدد سيادة الضابط لأن أي شي يصير عليَّ أنتَ تكون المسؤول الوحيد، تحركاتي كُلها مُراقبة من قبل النيابة العامة تحديدًا النائب العام هوَ شخصيًا متولي التحقيق بالخيانة الحصلت بهذه القضية يعني إذا فكرت تضرني أو تتخلص مني أصابع الاِتهام تتوجه عليك بشكل شخصي إلى أن تثبت الاِدانة.
حچيتها ورفعت موبايلي بوجهه المصدوم، كنت على اِتصال مُباشر مع النائب العام مجرد ما قرأ الاسم بلع ريق بوضوح رفعت السبيكر تحدثت وياه رد بصوته المعروف والمستحيل الموظف يتوه عنه
قدر: بطريقي لمقر النيابة سعادتك تم الأمر
- باِنتظارك يا باشا.
طلعت من يمه تاركته بوسط ضياع شديد، وصلت لمقر النيابة سلمت الإدلة بالكامل بعدما سردت تفاصيل الليلة الماضية بشكل دقيق حتى أختم الحديث بطلبي لاِطلاق سراح دمار من داخل التوقيف
- بس ده اِعتدى على دائرة حكومية يا قدر
قدر: صح سعادتك بس لتنسى التقصير تم من الدائرة نفسها وإذا اِنكشفت الأوراق گدامه ما راح يكتفي بمُعاقبة الضابط بل ممكن يلجأ إلى فضح الوزارة بالكامل وبهذه الطريقة الضرر راح يمس الجميع.
- ماشي هيخرج حالاً
قدر: ذني البنات يصعدن للقضاء من جديد حتى الكُل يأخذ جزاءه العادل وما أوصي سعادتك بيهن أنتَ أعرف شلون تتصرف وجودهن مع النساء خطر جدًا والعقوبة البدنية القاسية صارت واجبة على أمثالهن
- أكيد أصل المسألة دي أكبر بكثير من إنها تعدي كده بالساهل سواءً على البنات أو على الضابط نفسو، متشغليش بالك حقها هيرجع بالقانون وأنتِ حاضره.
يامن: صدمة أكبر من الثانية شلون شغف تحملت كل هذا وشلون راح تتجاوز بشاعة الشي الصار وياها!
قدر: مثلما شفت گدامك رجعنا للسالب مو بس لنقطة الصفر وضاع كُل تعبي بيها
يامن: ودمار؟
قدر: طلعت من عند النائب بعدما تشكرته متوجهة للقسم، دخلت الضابط مموجود الظاهر تم اِستدعاؤه، رديت على يحيى الحرگ الجهاز عليَّ بالمكالمات وبقيت انتظر ربع ساعة تقريبًا شفت دمار طلع الشكل صاير خريطة من شدة التعذيب معالم وجهه مختفية، تقدمت عليه بذهول.
دمار: وينچ قدر
قدر: هاي شنو مسوين بيك!
دمار: شغف شلونها، صار وياچ شي جديد؟
قدر: اشياء مو شي، دتعال لخاطر الله شگد عنيد گلت وحذرت من هالقسم لتقترب، زين هسه هيچ حالتك
رحت أخذت موبايله وباقي الأغراض وطلعنا، سيارته موجودة صعدته بالصدر وصعدت أسوق بالطريق شرحت له الموجز من عرف بالسالفة فقد عقله راسه وألف سيف يرجع للقسم يقابل الضابط، تعبت اريده يهدأ ماكو أخر شي وگفت السيارة ونزلنا بالطريق سحبته من ايده أكو حديقة عامة دخلنا بيها.
قدر: تالي وياك ليش مگاعد تهدأ! هجمت على القسم فلشته غلطت سبيت اِعتديت على الضابط بالضرب وتوقفت كافي لهنا أترك الباقي على القانون هوَ الراح ياخذ مجراه الصحيح ويرجع حق شغف لنا
دمار: بأي عين اباوع لشغف، شنو اگول لأمان لو صار عنده علم بالموضوع، القذارة هذه أختي شلون تنساها قدر الشي الصار ميستوعبة لا العاقل ولا المجنون.
قدر: واحنا حتى نساعد شغف لازم نبعد عن العصبية ونحط ايدينا بيدين بعض، اترجاك تساعدني دمار
دمار: دخل أساعد نفسي أول
حچاها وحرك ايده بعصبية صرخ من الألم مكسريه من الله يكسر روسهم، تقدمت نحوه أربت على كتفه تركني وگعد على المصطبة كفوفه على وجهه شوية وصارت أكتافه تهتز بوضوح عرفت الضعف مر رجولته ومجرى الدمع خان صلابة العيون.
تركته على راحته عشر دقائق ونهض ظهره عليَّ يمسح بوجهه، اِلتفت بلا ميرفع عينه بعيني وتجاوزني متوجه للسيارة گعد بالصدر بس صعدت گال:
دمار: توجهي للقصر على طول
قدر: وشغف؟
دمار: يحيى يمها إذا صار شي راح يتصل، لازم أحل موضوع التنازل ويا أبوية قبل أي حركة ثانية
بعدنا بالطريق اِتصل أمان من الإرتباك ما گدرت أواصل السياقة، ركنت السيارة ونزلت أرد على اِتصاله
قدر: ألوو
أمان: صاير وياكم شي؟
قدر: لا ليش هالسؤال؟!
أمان: اتصل على دمار مُغلق يحيى ميرد من الأخير شنو صاير بغيابي قدر؟
كتمت الصوت ورجعت للسيارة، طرقت جامة الصدر حيل نزلها دمار ينظر لي باِستفهام.
قدر: يمعود شنو يريد يصير قابل يحيى تلگاه مشغول ودمار هذا يمي يأشر على موبايله مُغلق من الشحن أني وياه عند شغف حاليًا هاك كلمه حتى يطمئن گلبك
دمار: ها سقر
أمان: أسب عشيرتك هسه؟ كم مرة نبهت متغفل عن الموبايل ولا دقيقة تدري شصار بيَّ من ما حصلتك.
دمار: حقك عليَّ ما أدري شلون راح عن بالي أشحنه
أمان: أنتَ بخير صوتك ما عاجبني؟
دمار: محد يحس بيَّ بگدك، موضوع يخص الشغل بعدين نحچي بيه
أمان: تمام قدر وينها؟
قدم لي الموبايل بملل غير معقول، أخذته منه ومشيت مسافة خايفة كلش ليطلب افتح له كاميرا ويا شغف
أمان: وياية؟
قدر: وياك بس ليش صوتچ هيچ تعبان
أمان: لا ما بيَّ شي
قدر: كابر ويا الكُل أمان بس لتحاول تكابر ويا قدرك
أمان: قدري!
قدر: اِشتاقيت لك، بذاك الاِتصال أنتَ حچيتها وسديت الخط بسرعة حارمني من حق الاِجابة وهسه صار الوقت الأسترجع بيه حقي
أمان: السقر مو گد كلامچ هذا
قدر: هوَ منو البينا اِنهزم بالسقوط أني لو أنتَ؟
أمان: لقد سقطنا معًا...
قدر: مسربت صح بس تلوگ لك الثقافة
أمان: ماكو شي يلوگ لي غيرچ
تنهدت بحسرة واضحة.
قدر: تعبتني أمان
أمان: متعاكسين حتى بهذه لأن أني ما عرفت الراحة ولا حسيت بطعمها إلا بعدما عرفتچ.
قدر: أحممم، يلا صار لازم أروح عندي شغل
أمان: يصير تاخذيني من تعبي؟
قدر: أخذت تعبك منك وأنتَ ما حاس أما أمان حاليًا ما اگدر أخذه أبنه محتاجه أكثر مني.
حچيتها وسديت الخط متوجهة للسيارة بس صعدت سألني دمار.
دمار: خو ما طلب يشوف شغف؟
قدر: لا شغلته عنها بالكلام
مَاذا سَ يُقدِم مِنْ دَمارِ نَفسِهِ لِ يُرجِعُ لَها الحُريةْ
أيّ شَيءٍ يهِب لِ يُعدها تِلكَ القَويةْ
عَقلُهُ
حياتُهُ
أمْ الرُوحْ.
أيّ نِيةٍ يَضمرُ في الصَدرِ لِ يُعاقِب بِها اسوَء الرَعيةْ.
هّوَ جَادٌ بِ ما يَفعَلْ وَصادِقٌ ب كُلِ ما يَقولْ
هّوَ مِنْ أجلِها فَقطْ.
يَفعلُ ما لا تَتقَبلهُ الأنفُسُ
وَلا تَستوعِبُ وَقعهُ العُقولْ.
وصلنا للقصر أول ما دخلنا اِفترق عني دمار بخطواته مدري وين راح، تجاوزت الممر سمعت صوتهم بالصالة الداخلية فتت الظاهر واصل لهم خبر تعب شغف لأن مَرجانة كانت تنحب من گلبها وتتوسل بنُعمان.
مَرجانة: كافي ابوس ايدك كافي طلعها بنية ما عندها عقل وسوتها أكيد متنعاد بس لتخليها بين المجرمين
نُعمان: لتلحين حچينا بالموضوع واِنتهى
مَرجانة: كله من دسار هوَ يعبي براسك، لك أختك هذه يا عار وين توصل بيك السفالة بعد!
دسار: أني شكو يوم ترى الموضوع بيد أبوية وحده
ميراج: بابا طلعها لخاطري والله بعد متسويها أني راح احچي وياها بس ترجع، خطية متتحمل السجن.
بعده ممجاوبها صار اِطلاق نار قريب من أذني، رفعت ايدي احجب الصوت عن مسامعي متعودة هالأصوات بس لأن صارت فجأة اِنرعبت بطريقة فضيعة
تجاوزني دمار يركض السلاح بيده وبدون أي مُقدمات وجهه على راس نُعمان بشكل مُباشر، باوع له مصدوم
دسار: يا صلف شگاعد تسوي!
دمار: شنو رأيك يابة لو أطشر مخك بطلقة وحدة من هالسلاح، سهل الموضوع مو؟ أسهل مما تخيل
نُعمان: دمار أعقل.
دمار: ما ظل عقل يا نُعمان الثابت وهذا حصاد تربيتك لأن المثل يگول إذا شفت الكراب أعوج گول من الثور الچبير، وصلت يا ثور؟
نُعمان: عيب عليك تحچي ويا أبوك بهذه الطريقة!
بس حچاها صرخ دمار بوجهه صرخة خلته ينز بخوف.
دمار: أخر شخص يحچي عن العيب أنتَ، ولك شنو من بشر اليرمي لحمه ودمه بين المجرمين! شنو من بشر التغمض عينه براحة وعيون بنته سهرانة تخاف تنام لأن أكو ناس سفلة طمعانين بجسمها، اعتدوا عليها يا عار اعتدوا يا مجرم بنتك التعبنا كلش حتى نرجع عافيتها اليوم وبسببك رجعت لنقطة الصفر.
بهت لونه مصدوم من الخبر، ضغط دمار السلاح على جبينه أصبعه أعلى الزناد يباوع لوالده بنظرات مخيفة لوهلة حسيته فقد عقله تمامًا!
دمار: راح تتنازل عن القضية وتروح بنفسك تحچي وياها وتعتذر منها وإلا دمك وحده اليشفيها ويشفيني
نُعمان: أني ما أتلقى الأوامر إلا من نفسي وعناد بيك ما راح أتنازل، راويني يلا شنو راح تسوي
صرخ صرخة رجت انحاء القصر بعدما وجه السلاح على راسه يهدد والده بالاِنتحار!
دمار: راح تتنازل ورجلك فوگ راسك نُعمان
نُعمان: أبني نزل السلاح لتتهور اترجاك نزله أنتَ عاقل
دمار: تتنازل حالاً.
نُعمان: دمار بابا ناوشني هالسلاح لتسوي لي مصيبة كل شي ينحل بالتفاهم والهدوء
بس حچاها السلاح كان براس دمار، منحس إلا ضغط على الزناد بحركة مُفاجئة وبسرعة جنونية ويا ما خرجت الرصاصة من المخزن خرجت صرخة نُعمان من أعماق حنجرته!..