رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الحادي والعشرون
إِنَّ ابْنَ آدَمَ خُلِقَ في عالَمِ الذَرِ شَجَرًا، وَشَجَرَةُ العُمرِ أوراقُ العُمرِ تُحْيِيها
إِنَّ ابْنَ آدَمَ خُلِقَ في دُنْياه شَمعًا.
فَ لا تَنطَفِئ شَمعَةُ الحَياةِ وَرَحْمَة اللَّه مِنْ ريحِ الأقدَارِ تَحْميها.
أمان: قدر.
فزيت من مخاوفي على صوته! اِلتفتت ناحيته مذهولة دمار كان يجود بنفسه من الألم لكن مجرد ما سمعه نطق سكن وظل يباوع له بصدمة وحقنا إذا ننصدم لأن على مكان اِصابته الحساس حسبناه من عِداد الموتى، تقدمت بسرعة بعده مغمض معقولة دنتوهم لو هوَ فعلاً حچى.
قدر: أمان!
أمان: نصي عليَّ بس سوي روحچ منهارة وأنتَ خليك مشغول بأوجاعك لتحسسوهم بشي تصرفوا طبيعي.
تصنعت الصُراخ تلبية لطلبه ونصيت بسرعة، اضطريت أقَبل وجهه من خلف القناع حتى أقترب بمسامعي منه لأن صوته جدًا خافت من شدة الآلام.
أمان: تعرفين تستخدمين القنبلة الدخانية؟
قدر: طبعًا.
أمان: طلعيها من الجيب الأيمن لسترتي وأركضي بيها مسافة عنا وكأنما دتحاولين تنهزمين حتى تجمعين حشودهم بمكان واحد بعدما يلاحقوچ وراها مباشرةً أسحبي القفل وأرميها بوسط تجمعاتهم بطريقة القوس وبحركة حذرة لتسعجلين حتى لتخفقين بالهدف
قدر: تمام.
مديت ايدي ب اِنتباه شديد وكأني دأحاول أقلب جثته.
أمان: انتبهي قدر القنبلة مو باردة يعني لازم يكون أكو فارق بالمسافة بينچ وبينهم قبل الرمي حتى لتتأذين وأكيد هالشي يتطلب سرعة فائقة بالحركة، أعرف أنتِ تختلفين، سبعة ومينخاف عليچ وإلا ما كان عرضتچ لهيچ موقف وأني موجود.
قدر: لتخاف إن شاء الله ميصير إلا النريده.
نهضت بسرعة اِستداريت عليهم صاروا قريبين كلش.
أمان: لتخلين واحد منهم يلمسچ ولا تكشفي لهم عن وجهچ وتحركي ب اِتجاه اليسار المنطقة هناك مفتوحة.
ركضت جسمي بعده مُرهق من أثر الحادث لكن حاولت أزرع بنفسي الطاقة الاِيجابية من خلال بعض الكلمات البسيطة (أنتِ گدها، حياتهم صارت اليوم بين ايديچ، لو أخفقتِ راح ينتهون، قدر متعرف الفشل).
بعدت مسافة كافية جدًا عن الشباب وطلعت القنبلة من جانب الذراع، اِلتفتت رميتها عليهم بحذر، تصاعد الدخان وملء المكان، عيني راحت، نفسي ضاق، اسمع صرخات الاِستغاثة تخرج من أعماقهم يستغيثون ببعض.
قاومت تَدهور وضعي الصحي ورجعت ب ركض شديد السرعة، دمار متمدد على الأرض نفس وضعه وأمان واگف على حيله يجري مكالمة بس شافني أشر بيده حتى أستعجل وصلت يمهم صرخ ب يحيى.
أمان: بسرعة يحيى صعب نتحرك مسافة طويلة دمار متصوب وقدر وضعها مو تمام.
حچاها وسد الخط، باوعت على جسمه مصدومة صح لابس أسود بس ماكو أي أثر للدم وما كان واضح هالشي لأن سقوطه صار على وجهه! رفعت ايدي ضربت صدره حيل بمكان الرصاصة توجعت كلش.
قدر: سترة مضادة للرصاص!
أمان: تحركي قبلنا بس بهدوء جسمچ بعده تعبان.
نصى ديسند دمار، لمحت البَلل على قميصة من جهة الذراع إضافة لتمزق قماش المكان، لمسته لمسة خفيفة
قدر: متصوب بزندك أمان؟!
أمان: لا مجرد خدش.
دمار: لا تسندني ايدك تتأذى أني راح أحاول أمشي.
أمان: برجلك هذه!
قدر: أني راح أسنده.
أمان: اتركي عنچ كافي عليچ الركض الركضتيه وياهم.
حچاها وسند دمار بسرعة من نفس الجهة المتصوب بيها لأن إصابتهم صايرة ب اِتجاه واحد خصوصًا دمار مضروب ب رجله يعني يحتاج جسم بديل عنها حتى يگدر يمشي مسافة ويقاوم مضاعفات النزف المستمر.
مشينا خطوات معدودة سمعت صوت عجلات السيارة وگف يحيى گدامنا مُباشرةً ونزل يركض ساعدهم يصعدون وفتح لي باب الصدر بأمر من أمان، بس تحركنا الرمي إشتغل اِلتفتت أباوع ديحاولون يلاحقونا بس جَري لأن سياراتهم بعيدة عن المكان.
أمان: يحيى دير بالك لتفش العجلة وننتهي.
قدر: همَ قاصدين العجلات بالرمي باوعوا على ايديهم
أمان: باوع لي شو باوع لي، دمار لتغمض عيونك.
نزعت السكارف من عنقي اليعتبر جزء مهم من لبسي اليومي ورميته على حضن أمان.
قدر: لف مكان الإصابة زين وأضغط عليه، النزف تعبه
يحيى: اِبتعدنا الحمد لله.
مديت ايدي من مكاني أضرب سريع على خده.
قدر: دمار فتح عيونك، دمار تسمعني؟
أمان: اِستعجل لي يحيى واِتصل على الشباب شوفهم وين صاروا لازم يبتعدون عن هالمنطقة بسرعة.
يحيى: اِبتعدوا والعم صالح بخير، لتشغل بالك خليك ويا دمار أنتَ.
قدر: أمان بأقرب مكان لازم نتوقف التأخير مو بصالح دمار لأن بدأ يفقد الوعي وهالشي خطر على حياته.
أمان: يحيى توجه لشقة الإسماعيلية وبلغ الشباب همْ حتى يسبقونا لهناك، أريد الكل گدام عيني ليختفون.
اِتصل يحيى عليهم وساق بسرعة قصوى حتى نوصل للشقة بالوقت المناسب، دخلنا الجماعة واصلين قبلنا ومجهزين المُعدات اللازمة للعلاج، غسلت ايدي بسرعة وتوجهت للغرفة، بيها سريرين واحد للعم صالح الكان شبه منتهي بسبب التنقل السريع الحدث بعدما اجريت له العملية مُباشرةً والثاني متمدد عليه دمار.
تقدمت عليه وباشرت العمل فورًا، أمان ما فارقه لحظة جالس عند راسه ايديهم بيدين بعض وعيونه تترقب كل حركة أسويها، تعبت كلش، صح عندي خبرة بهالمجال بحكم عملي بس يبقى هذا الشي خارج عن المألوف وبعيد كل البُعد عن مهامي الوظيفية.
نجحت ب اِستخراج الرصاصة لكن للأسف العُمق الكانت مستقرة بيه سبب له أضرار واضحة اِحتاج مني لتدخل جراحي سريع يتطلب مُعدات غير متوفرة.
أمان فقد عقله تمامًا بعدما سمع بوضعه الصحي، صرخ بيهم يتحركون مُباشرةً حتى يوفروا لي اللازم من الأدوات الطبية، ترجيته هواي وتحايلت عليه في سبيل أقنعه يوافق على النقل للمستشفى تفاديًا للأضرار الممكن تنتج عن طريقة العلاج غير الصحيحة لكن مع شديد الأسف عنيد بشكل ويحسب لكل خطوة حساب قبل لا ينظر لحياتهم بعين الاِعتبار!
بينما وفروا لي الأدوات اِتصلت على بيبي بلغتها راح اتأخر لوقت ما معلوم وألف الحمد لله بسبب اِنشغالها بالتحضير ويا الجيران لعرس ابنهم عادل عتقتني من التدقيق بالكلام وكثرة الاسئلة التحقيقية.
ساعات وأني أعمل حتى تركيزي قل بسبب مضاعفات الحادث لكن بالنهاية نجحت بإنقاذ حياته حاليًا والباقي راح يظل متوقف على القوة الجسمانية له.
نهضت من يمه بعدما نظفت له الجرح متوجهة للعم صالح، يحيى كان بجانبه، المسكين صار عنده إلتهاب حاد لذلك اِرتفعت حرارته فوق الحد المعقول
أمان ظل على راسنا ضمدت له جرحه واعطيته العلاج بعدها تركت يحيى يسوي له الكمادات وطلعت أتفقد أمان الاِختفى من بيناتنا فجأة وبدون منحس عليه.
باوعت للصالة بس الشباب موجودين، اِلتفتت، غرفة بنهاية الشقة بابها مسدود، تحركت ب اِتجاهها فتحت الباب بعد الاِستئذان ودخلت، أمان جالس على السرير عاري من منطقة الصدر والسترة الواقية يمه.
حتى ما رفع عينه يعرف منو الدخل للغرفة، سديت الباب متقدمة عليه، كان يتلمس يسار صدره تحديدًا مكان الضربة ب حركة التمريغ والأوجاع ظاهرة على تعابير وجهه ب وضوح.
بعدني ما ناطقة الكلام لمحت الدم على الفرشة، باوعت للجانب الثاني زنده دينزف بقوة وهو ولا مهتم!
طلعت جبت له الضماد ورجعت، لگيته واگف على ميز تواليت يمسح مكان الجرح بقطعة من القماش وهوَ يباوع لاِنعكاس صورته بالمرايا بدم بارد ولا كأنما النزف شديد، تقدمت بعدت كفه عن الجرح بحركة سريعة
- شنو دتسوي من كل عقلك تنظف الجرح بقطعة قماش
- دمار والعم صالح شلون صاروا؟
- أني اگول لو تنشغل بنفسك أحسن ما بعدين يصير لك شي ومحد يبتلي غيري لأن حسب ما گاعد أشوف عجبكم الوضع واِتخذتوا مني دكتورة خاصة لجنابكم
- تعبناچ ويانا.
- مم مفهوم، تريد تعتذر بس صعبة على لسانك ينطقها
رجع باوع ل جرحه من دون ميجاوبني.
- خليني أشوف لك الجرح اخاف يحتاج له شي أكثر من التعقيم.
- ميحتاج ريحي نفسچ أني اتصرف.
تجاهلت كلامه وتحولت لجهة اليسار، سحبت القطن مسحت الدم الجرح بيه عمق بس إن شاء الله ميحتاج للخياط.
وگفت مقابيله دأنظف له المكان اجت عيني على صدره صح واشم وشم متوزع على أغلب مناطق الصدر بس أكو فراغ بسيط على اليسار من خلاله گدرت ألمح الاِحمرار لعد شگد رصاصتهم قوية لأثرت بيه رغم قوة الدرع!
رفعت عيني صافن عليَّ، موقف محرج وما أعرف إذا راح يفهمني خطأ أو لا بس تكلمت حتى أبرر تصرفي.
- الرصاصة آذتك جدًا، واضح من الأثر.
- مو مهم.
- ما طول لابس درع معناها أنتَ كنت وياهم بالمواجهة ممكن أعرف شنو قصتكم بما إننا صرنا شركاء؟
- ماكو قصة.
- ليش أنتَ لابس ودمار لا؟!
- خلصتِ دكتورة؟
- ما عندك ثقة بيَّ، متگدر تحچي لي سرك؟
- هل يا ترى أنتِ محل للثقة؟
- جرب.
- راح أنطيچ سر خطير وأطلب منچ طلب صعب، إذا حفظتِ السر ونفذتِ الطلب أعتبرچ محل ثقة للسقر.
- تمام أسمع.
- أني قاتل والدي وأخوية وأحتاج ل حَب مُسكن ضمير تگدرين تدبري لي؟!
بهتت بوجهه مذهولة، كلام الدنيا ضاع مني لحظتها.
- شفتِ؟ إذًا أنتِ مو محل للثقة.
تحرك خطوتين، سحبته من ايده المُصابة ب قوة.
- لحظة، شنو قصدك قاتل أبوك وأخوك؟ صدگ يعني!
- مرتي، أني سريتچ سر وطلبت طلب ما اِجيت ألعب وياچ لعبة الصراحة! مو هذا كان الاِتفاق؟
- أمان داسأل جاوبني، أنتَ صدگ قاتل أهلك؟!
- اي.
- شلون وليش؟!
- ما أعتقد هالشي يعنيچ.
- أكيد يعنيني، ما طولك ورطتني وياك كل شي بيك صار يعنيني وأولها لازم اعرف ليش سويت هيچ!
- لأن ببساطة أني هيچ ما أحمل من اسمي غير الاسم نفسه واليقترب مني يعيش بالجحيم.
- مريض.
- أعرف، احچي لچ معلومة جديدة.
اِلتفتت بأعصاب ثائرة، سحبت موبايلي من على الميز وتحركت بسرعة متوجهة للباب بعدني توني فاتحته مد أمان كفه ورجع غلقه ب كل هدوء.
- إبتعد عن طريقي، سويت اللي عليَّ وبعد متطلبوني شي ويا ليت تحاول متراويني وجهك نهائيًا حتى الكلام عن قضيتكم نخليه على الاِتصال بس.
رفع ايده، لمس وجناتي ب أطراف أصابعه، دفعت كفه سحبني عليه مقيدني ورجع كرر الحركة.
- ليش ثرتِ ب هالطريقة؟! ليكون أني أعني شي مؤثر بحياتچ ومتحبين تشوفيني بصورة سيئة ف اِنصدمتِ والنتيجة نفرتِ من قربي و وجودي.
- تگدر تگول تقززت من اِنعدام اِنسانيتك.
- كافي اِنسانيتچ، التنوع مطلوب.
- بس الخير مستحيل ينجمع ويا الشر حتى وإن كان التنوع مطلوب.
- نخلق اِستثناء من القاعدة ونجمعهم احنا.
- تحلم.
- احب التحدي، نشوف.
- وخر عن الباب أريد أطلع تأخر الوقت.
- ماكو طلعة وماكو دوام باچر خلي يكون ب علمچ.
- السبب؟!
- لأسباب عديدة أهمها وضع دمار والعم صالح البعده ممستقر.
- مشكلتكم مو مشكلتي حتى تحتجزوني.
- طلعي روحي.
فتحت الباب بعصبية وغادرت الشباب بالصالة، باوعوا عليَّ تجاهلت نظراتهم متوجهة للباب، فتحته مقفول!
غمضت عيني أمتص الغضب، ب داخلي صرخة تصحي ضميره الميت.
اِلتفتت عيونهم تراقبني، رجعت لأن الموقف صار جدًا سخيف، دخلت المُستفز جالس على السرير يكمل تنظيف جرحه التركته بالمنتصف والاِبتسامة واضحة على ملامحه رغم حاول جهده حتى يخفيها.
- أريد أروح كافي سخافة.
راح أعدي لچ هالكلمة وتفضلي روحي الباب وراچ.
- شلون أروح وأنتَ قافلها!
- اي، دوري على المفتاح وإذا لگيته بالسلامة دكتورة.
- أمان!
- يسار صدري، ولو ديوجعني كلش وداعتچ.
- عساك إن شاء الله.
اِبتسم ونصى على الجرح عقمه وسحب الشاش، صعب يلفه حاول بس ما نجح تقدمت بداعي الاِنسانية جلست بجانبه وأخذت الضماد من ايده أكمله عنه
- مرتي الحنينة المتگدر تسخى ب رجلها.
- اِنسانية هذه اِنسانية، اليفتقد لها مستحيل يعرفها.
- واضح كلاوات گلبي واضح.
- يعني دتكذبني عينك عينك أمان أفندي!
ثنى طرف شفته رافع حاجبه وأكتافه، فقدت عقلي من كمية الاِستفزاز الگاعد أشوفها بعيوني، سحبت الشاش بقوة ورميته على حضنه، لزم زنده متوجع.
- أطلع خلي جماعتك الهتلية يضمدوا لك الجرح أنتَ مو مال اِنسانية.
- أني مسربت، جماعتي هتلية، شنو بقيتِ بعد؟
- قليل كلش بحقكم.
- تصبحين على خير وأخذي راحتچ بالغرفة ماكو أحد يگدر يدخلها وأنتِ بيها، مرتي.
بس طلع رفعت الوسادة ورميتها خلفه بعصبية، دخت شلون راح تخلص وياه أحس الأيام رافضة تمشي بوجوده وأني صبري بلش ينفذ!
- ألوو بيبي.
- ها يمة السلام عليكم.
- وعليكم السلام، رجعتِ للبيت لو بعدچ عند الجيران؟
- لا بعدني ما يقبلون يهدوني إلا تجين.
- ما راح أگدر اجي لازم أبات بالمصحة حتى أعوض غياب باچر لأن ما راح أداوم عندي شغلة تخص ذولاك الجماعة تعرفيهم، طالبيني بالقسم.
- يا صخام خو ما رجعوا يهددوچ؟
- لا لتخافين الشغلة صارت بعد عند البوليس كل شي ميگدرون يسوون بس ها اخاف يتصل يامن گولي له مشغولة ويا بيت أم عادل لأن بسبب كذبتي صار أبدًا ميثق بكلامي ودائمًا يتصل بيچ حتى يتأكد.
- اي تعودت ما يحتاج كل هالمقدمات، بس گولي وين ترديني أگوله أنتِ وخلي عنچ الباقي.
- ضحكت: اسفة بسببي دتنجبرين على الكذب.
- الله يغفر لي ويغفر لچ إن شاء الله.
حچيت وياها شوية وسديت الخط، دقيقتين مو أكثر ورجعت تتصل بلغتني راح تبات ببيت الجيران، خالة أم عادل من عرفت أبات بالدوام لزمت بيها وخجلت تردها لأن عرس أبنها بعد يوم، اِرتاحيت بصراحة هيچ يطمئن گلبي أحسن ما يظل بالي مشغول بالتفكير بيها وهيَّ وحدها بين أربع حيطان.
وراها مُباشرةً اِتصلت بيامن، حچيت له شوية مقدمات بعدين بلغته ما راح اگدر أداوم بحجة احتاج وقت لتجهيز نفسي، قدر هالشي لأن يعرف بتحضيرات النسوان للمناسبات شگد تاخذ وقت ومن شافني متخوفة من ردة فعل المدير وعدني راح يدبر الوضع ويا الاِدارة بخصوص البصمة حتى مينتبه دكتور رؤوف على غيابي خصوصًا أني ما عندي جلسات حاليًا غير بس شغف وشغف صارت روح تتولاها بغيابي.
نهيت الاِتصال وياه بعد حديث دام لنصف ساعة تقريبًا رميت الموبايل من ايدي أباوع على زوايا الغرفة فجأة صارت عيني على الدرع رفعته من السرير أتفحص مكان الضربة، الرصاصة مخترقة أكثر من طبقة من طبقات الألياف لكن صلابة الدرع اِمتصت طاقة الرصاصة وقللت من قوتها بالتالي فشلوا بقتله.
أخذته ونهضت، كترته على جانب الميز وتوجهت للباب ردت أقفلها المفتاح ماكو! أخ يا أمان شدتسوي بيَّ.
باوعت للساعة يا ربي هذا نساني حتى اسمي مو بس صلاتي! طلعت من الغرفة المغاسل يمي كلش، دخلت غسلت وتوضأت ورجعت مباشرةً سحبت فرشة السرير لبسها على شكل إحرام للصلاه وصليت.
خلصت ظليت أفتر بالغرفة أحاول ألگى طريقة أحصل بيها المفتاح ومن يئست طفيت الضوء وتوجهت للسرير بالحقيقة عندي ثقه بأمان من هالناحية يعني متأكدة ماكو واحد يتجرأ يدخل للغرفة ب وجوده.
تمددت أنام، قميصي نزعته بالحمام غسلته لأن متلوث بالدم حتى أگدر أصلي وبقيت بالفانيلة الداخلية والسترة فوگاها، تجردت منها قبل النوم لأن أتضايق وهيَّ مقيدتني وغفيت بدون تفكير من شدة التعب الكنت عليه ساعتها.
أصوات رجولية تتناقش ب نبرة واضحة ترافقها بعض الضحكات البسيطة، فتحت بصعوبة النوم بعده بعيني
أخذت وقت طويل يلا گدرت أستوعب الموقف!
أمان نايم يمي على السرير، متبادلين الحضن، وجوهنا متقابل، أنفاسنا متخالطة، أجسامنا متلاحمة، ميفصل بيني وبينه غير قطعة الملابس المرتديها!
دفعته بعصبية، فز متألم من جرح ايده، عدل نفسه يفرك براسه وبدون ميباوع لي گال.
- أنتِ اجيتِ لهنا تعالجيني لو تعوقيني بالزايد، ليش كل شوية ودافعه ايدي؟ متنتبهين.
- شعندك نايم يمي؟ شنو هالوقاحة!
- أنتِ السبب مو أني.
- لا والله! زين أستاذ ممكن تشرح شلون أني السبب.
- دخلت للغرفة الفجر حتى أخذ الفراش، تقربت علمود أسحبه من تحت ايدچ لأن كنتِ نايمة عليه.
- اي كلاوات خشمي كمل كمل ليش سكتت!
- بوعي ما أعرف بدون وعي سحبتيني من كف ايدي نومتيني يمچ قربتيني منچ واِحتضنتيني على صدرچ ما بقى بعد بس تغتصبيني وأكيد مو سقر التغتصبه مرة لذلك أني كنت سباق لعمل الخير واِغتصبتچ.
باوعت على ملابسي بخوف ورجعت باوعت له بغضب
- مسربت، اي نعم مسربت لتتعبين نفسچ وتحچيها.
- لتكذب مو ل هالدرجة أكيد كنت حسيت قابل داخلة بغيبوبة وما أدري.
رفع أصبع سبابته قَبله قُبلة جدًا طويلة يصاحبها صوت مرتفع ونزل الأصبع على مقدمة صدري من المنطقة النصفية، لمسه من الأعلى إلى أن تجاوز الحدود وتمم الحركة تحت الفانيلة، يغمز لي بحقارة.
- بشنو ممكن تحسين بالضبط إذا كنتِ صاحية لحظة الإغتصاب ممكن توضيح؟ طبعًا تعقبيًا على كلامچ أني مال علاقة أنتِ الحچيتيها.
- مريض، نرجسي، قذر، مستفززز.
- وأنتِ نار اليعاشرچ ميگدر يتجاوز بدون ما يشتعل.
نفضت اللحاف بوجهه ونهضت، ردت أطلع صوفر بقوة قاصد من هالحركة إيقاف مسيري.
- راح تطلعين لجماعتي بهذا المنظر!
رفعت الفانيلة على صدري غطيته زين وسحبت السترة دألبسها اِعترض.
- حتى هيچ ممنوع، قميصچ وين؟
- معليك.
- گلت قميصچ وين!
تجاهلته متوجهة للباب، توني فاتحتها رگعها ب عصبية ينطق من بين أسنانه.
- العناد ميمشي وياية، سألت قميصچ وين؟!
- بجهنم، بالطهارة، بحظي المصخم، بالمكان الأسود التعرفت بيه عليك، زين هيچ!
- أرجعي للسرير أني أجيبه.
حچاها وطلع، نزعت السترة رميتها على الأرض أصرخ بصوت مكتوم، دقيقة ورجع قميصي ب يده.
- اي گولي بالحمام لو إلا تتعبيني وياچ! بس ميخالف تمون مرتي العنيدة.
قابلت نظراته المُستفزة بنضرة الغضب، تقدم عليَّ لمس شفتي بحركة مناغاة الأطفال والضحكة على وجهه.
- عنيدتي، غضبي الثاني، عصب مخي واِبتسامتي الصادقة، لتزعلين أحب أتحارش بمرتي لأن الحرشة وياچ موضوع ثاني.
- تعرف شي؟
- عاجبني أعرف.
- بعمري هاا بعمري ما ندمت على شي بكثر ندمي على اِنقاذك من بين ايدين ذولاك الخوش أودام.
- تعيشين وتندمين وتكررين الغلط مرة ومرتين.
قَبل ايده ورمى لي القُبلة بالهواء، كالعادة مبتسم بمكر
- الفطور ينتظرچ مو تتأخرين.
دار وجهه ديطلع رفعت رجلي، إلا شوية أرگعه بچلاق ما أدري شلون مسكت نفسي على أخر لحظة.
أخذت لي جولة بالغرفة رخيت بيها أعصابي يلا گدرت أطلع، مريت من الصالة أمان گاعد بين جماعته يتريگ حتى ما سلمت، تجاوزتهم متوجهة للغرفة الثانية صاح.
- تعالي أكلي.
- ما أريد.
حچيتها بنترة وكملت الطريق، دخلت للغرفة دمار والعم صالح توهم گاعدين صبحت عليهم ومباشرةً قست الحرارة نازلة الحمد لله.
- شلون صرت عمو؟
- الحمد لله بنتي، ما قصرتِ.
اِبتسمت وباوعت لدمار والله وقت المستفز حيله رايح
- ها دمار شلونك اليوم؟
- ما لي لون، رجلي ما گاعد أحس بيها ليش؟!
- طبيعي، منا ليومين يلا تگدر تحركها مرة ثانية تحمل
- نتحمل ليش لا.
- وأنتَ ليش ما لبست الدرع مثل صاحبك؟
- ما كان قريب من ايدي نهائيًا وطلعت مستعجل.
- اي مرة ثانية أحسب حسابك زين وألبسه حتى توفر علينا هالتعب ودوخة الراس.
- صدگ شكرًا على الشي القدمتيه لنا البارحة.
- زين على الأقل طلعت تعرف بالأصول وتشكر المقابل أحسن من غيرك.
- مرت أخوية العزيزة، أخوية بس نظرته شُكر ميحتاج ينطقها بلسانه.
- داِنكتم شلون إثنين، غراب يمدح بالغراب.
دمار: عم صالح تقبل تحچي على سقرنا؟
صالح: لا إلا السقر.
أمان: كفو من أخوتي، بشروا شلونكم أكيد وحوش.
تركته يمهم وغاردت ل مجرد دخوله، رجعت للغرفة بقيت محتارة أريد أطلع من هالمكان بس شلون!
شوية وجاب لي الريوگ بيده، اِنشغل طول اليوم ويا جماعته حتى ما شفته بعد، لليل گاعدة اتصفح بجهازي دخل رميته على السرير أزفر النفس بضجر.
- وين مختفي متگول لي!
- اِشتاقيتِ؟
- أمان ترى نفسي لعبانة اترجاك تبطل اِستفزاز.
- شنو رايدة؟
- شوكت تفتح لي باب القفص؟!
- شوكت يعدي دمار الخطر؟
- باچر بالليل.
- باچر بالليل ينفتح ولا يهمچ.
- شتحچي أنتَ! بيبي وحدها بالشقة من الليل وعرس ابن جيراني باچر وين ألحگ أقوم بالواجب وياهم حتى ممجهزة نفسي لحد الآن.
- مثل شنو تجهيز؟ شو جسمچ الحلو اصفى من حياتي مسويته بالليزر وملابسچ أني أدبرها، غيره شعندچ؟
- شگد متستحي! مسربت.
- ليش، مرتي.
- أريد أطلع ما أگدر أبات اليوم همْ، أرجوك تفهمني.
- تعالي المفتاح ب جيبي، أخذيه.
باوعت عليه ب نظرة تحدي وتقدمت مباشرةً، رفع ايده دخلت كفي بجيبه الأول ماكو، بالثاني سحبني لحضنه
- ليش تلعبين بالنار متخافين من هيجانها؟!
- مكار المفتاح مو بجيبك.
- بگلبي، أنتِ مرة أدخلي له حتى تاخذيه.
- وين تريد توصل من هالكلام!
- وأنتِ على شنو ناوية؟! تتصورين تگدرين توگعين السقر بمكرچ حتى تسلميه للعدالة.
وسعت عيوني عليه مذهولة من السمعته: لا يا إلهي هذا شنو ديحچي!
- مو گلت اللعب ويا السقر يشبه اللعب بنار جهنم ديري بالچ تحاولين تخدعيني.
- ما خدعتك.
- وبعدچ مستمرة بالخديعة!
- عندك اِنفصام واضح وخطير وغير مألوف كل دقيقة بشخصية شكل!
- تگدرين تگولين أتلون ويا المقابل كل شخص أواجهه باللون اليقابلني بيه.
- لوني واحد، من اگول أبيض يعني أبيض.
- بس أني حاليًا ما شايف بعيونچ غير السواد.
- هذا لون گلبك ديأثر على نظرك حتى يخليك تشوف الدنيا بلون واحد (الأسود).
- نامي وأشبعي نوم حتى تمخمخين زين.
- بس أتمنى ما أصحى وألگاك نايم يمي بحجج واهية
- ما أوعدچ لأن إذا سحبتيني للسرير مثل البارحة ما أقاوم حضنچ.
- اي لعد أخذ فراشك من هسه حتى لا تنسحب مثل الخروف، عيب بحق رجولتك تسحلك مرة.
حچيتها وتركته گعدت على السرير حسيته طلع رفعت راسي خايفة شنو معنى كلامه معقولة عرف الحقيقة!
ضغطت على دماغي بقوة: لا قدر مستحيل يعرف بس هذا أبدًا مو هين مكار وراضع ويا إبليس من حليب واحد أكيد حچى هيچ لأن شاك بيچ ويريد يسحب الكلام من تحت لسانچ، هذه الطريقة الوحيدة حتى يكشف شكو وراچ ولشنو گاعد تخططين.
اِتصلت بيبي بالها يمي لأن تأخرت، اِحتاريت شنو راح أبرر لها أحس حتى حججي صارت مو مقنعة.
رفضتها من الخط وطلعت، دخلت للغرفة الثانية أبحث عن يحيى لگيت أمان يمهم، تجاهلت وجوده ومديت الموبايل ليحيى أخذه من ايدي بنظرة الاِستفهام.
- أريد انترنيت كنك لي.
مباشرةً باوع لأمان شفته من الزاوية الجانبية للعين هز راسه بالاِيجاب، دخل الرمز ورجع لي الجهاز، دأطلع صاح أمان باسمي اِستداريت ناحيته ب ضجر.
- نعم!
مد ايده لجيب بنطلونه طلع المفتاح.
- هذا مفتاح الغرفة، أقفلي الباب عليچ قبل لتنامين.
أخذته منه بدون كلام بس دخلت للغرفة قفلتها وبلشت السهرة بين المكالمات والمراسلات، أخذت اِجازة من دكتور رؤوف علمود عرس عادل وراسلت يامن وقبل الكل طبعًا اِتصلت على بيبي بلغتها أبات بالمصحة، صح بالبداية ما اِقتنعت بس من دزيت لها صور قديمة لغرفة مكتبي مشت عليها الحيلة وصدگتني.
بالثنتين يلا نمت، صحيت الصبح على أصواتهم طلعت للحمام غسلت ودخلت الصالة مجتمعين يتريگون باوعت على الغرفة من مسافتي أمان ما موجود بس يحيى يم دمار والعم صالح، سألت واحد من الشباب
- أمان وين بلا زحمة؟
- يحيى السقر فين؟
- ما أدري بس ما بات هنا من الليل راح.
توجهت للغرفة، بقيت يمهم للظهر، الحمد لله اِصابتهم بتحسن ملحوظ ودمار همْ گدر يحرك رجله ولو بالشي القليل يعني راح أخلص اليوم من سجنهم إن شاء الله.
صليت وتغدينا وأمان ماكو! اِتصلت بيه رفضني، طلعت ليحيى حاولت وياه يفتح لي الباب راد يمشيهن عليَّ المفتاح عند سقر وهمَ محبوسين حالهم حالي.
رجعت ب اِستسلام شنو طالع بيدي يعني! ظلت عيني على الساعة وبيبي كل دقيقتين متصلة تستعجلني، صدگ تصير كارثة إذا ما حضرت العرس من غير شي أني اِعتذرت بالخطوبة والعالم أبدًا ما قصروا بوگفتهم وياية سواء بالسراء أو الضراء.
اِتصلت هواي عليه وبكل مرة يرفضني، رحت للحمام قفلته عليَّ وسبحت وراها رجعت ل نفس الملابس لأن ما عندي غيرهم، دخلت للغرفة أقطر بالمياه صح لگيت منشفة بالكنتور بس ما استنظف أنشف بيها هيچ طبيعتي شسوي نفسي متتقبل أي شي من غيري.
وگفت أمام المرايا، لميت شعري لفيته وعصرته حيل حتى يجف، بعدني دأعصره عصره ثانية اِنفتح الباب ودخل الأفندي.
- كان بتت اليوم همْ برة ليش تعبت نفسك واجيت!
- أكو عاقل يطلع من الحمام بالمنظر هذا!
رمى الأغراض من ايده وتقدم وگف ب ظهري، دينزعني السترة لزمت كفه بقوة دفعني وجردني منها غصب
- وخر شدتسوي!
- الجو بعده بارد وملابسچ منگعة، تستبردين.
- وأنتَ شكو!
رمى سترته وخلع التي شيرت ظل عاري! ما أحس إلا مد ايده على أزرار القميص يفتحهن بس قاومته سحبه حيل تناثرت الأزرار على كُبر الأرض، جردني منه وحاول يجردني من الفانيلة الداخلية، دفعت كفه بسرعة، عصر أصابعي بين أصابعه بحركة سحنت روحي.
- أذيتني أذيتني، الله ياخذك.
- صيري عاقلة حتى ما أأذيچ، لتعانديني.
حچاها وبحركة مباغته جردني من الفانيلة على الرغم من محاولتي للمقاومة، رفعت ايدي على صدري أستر جسمي بعد عينه عني وسحب التي شيرت من الطبلة، غمضت بعصبية أنطق من بين أسناني.
- ما أحب ألبس ملابس غيري وخر ايدك.
- بس لبستِ سابقًا.
قبل لا أفتح لبسني تي شيرته ورجع للأكياس طلع منها سشوار جديد ومشط ركبه بالنقطة ووگف بظهري باوعت له متعجبة!
ردت أتحرك حط رجله على رجلي، عثرت، رجعني من زندي للمرايا وشغل السشوار صحت بيه حتى يبعد ما سمعني، جفف جزء منه وقدم لي إياه أكمل الباقي.
- رايح للحمام بين متجهزين حتى أوصلچ، كل شي تحتاجيه راح تلگيه داخل هذه الأكياس أخذي راحتچ.
بس طلع توجهت للأكياس، فتحت الأول صار بوجهي الفستان سحبته كلش مستور طويل وأكمامه نازله لحد معصم الأيد بنفشة بسيطة مثل نفشة التصميم السُفلي وفتحة الصدر ما ظاهره شي منه والظهر كذلك.
هوَ صح حلو وعجبني كلش بس إلا أسود!
باوعت لباقي الأغراض حتى فرشاة أسنان جايب لي.
أخذته وفتحت الباب، مديت راسي ماكو أحد الشقة هدوء أعتقد نايمين، طلعت بسرعة فرشت أسناني ورجعت سشورت شعري وارتديت الفستان بعدها رحت فتحت القفل أخاف يجي وأني مشغولة بالمكياج.
تعجبت بماركة المكياج والتنوع المطلوب بالإضافة لكل الاكسسوارات حتى الخاصة بالشعر لا والأحلى من كل هذا منسق اللون الذهبي ويا لون الفستان من الحذاء للحقيبة اليدوية لاكسسوارات الزينة، جبرني أصفن على ذوقه.
علي اللمسات الأخيرة للمكياج فتح الباب ودخل بدون اِستئذان، گعد على طرف السرير يباوع عليَّ تجاهلت نظراته موجهة له هالسؤال.
- يعني ما لگيت لون غير الأسود؟!
- عجبني.
- ليش منو اللي راح يلبسه، أنتَ؟
- مرتي.
- إذًا هيَّ اللي لازم تختاره.
- منو هيَّ؟
حچاها مبتسم بمكر، بعدت عيني عنه أكمل المكياج.
- مو كأن طوختِ بالمكياج هواي؟
- شي ميعنيك.
توجهت للسرير، سحبت الحذاء وگعدت مسافة عنه ألبس بيه، منصية راسي أغلق السير رفع شعري بيده بعده عن وجهي ووضع لي شي على جانب الخُصل الأمامية.
- هيچ أحلى.
- يلا گوم تأخرنا كلش وبيبي خبصتني بالاِتصالات.
حچيتها ونهضت، لميت الأغراض الخاصة بيَّ وتركت الباقي مثل العادة لأن ما أحب أخذ شي منه لوما الضرورة.
وصلنا للمنطقة نزلت مسافة عن العمارة، عند الباب اِلتفتت بعده واگف بس دخلت حرك السيارة، توجهت لشقتي رميت الملابس بالغسالة وطلعت لبيت خالة أم عادل، تلگتني بيبي من الباب.
- وين صرتِ ولچ.
- بالشقة بيبي من زمان غير دأجهز بنفسي.
- يلا العالم أكلوا وجهي من البارحة يسألون عليچ.
يامن: ليش كل هالتأخير ولچ.
قدر: اسفة يماني بس البارحة انشغلنا ب عرس عادل الله وكيلك لثلاثة الفجر يلا دخلوا العرسان للغرفة.
يامن: يا مساكين طارت الليلة.
ضربته على زنده أضحك، خلصنا الطريق بسوالف العرس إلى أن وصلنا للمصحة، رحت بوجهي لعِناق وميلاف تفقدت أوضاعهن الحمد لله أكو تحسن واضح من الناحية الجسدية أما النفسية ف الله المُعين.
نصف ساعة وتوجهت ل غرفة شغف، روح عندها.
روح: صايرة مثل الهلال تنشافين بالشهر مرة.
قدر: حقچ عليَّ تعبتچ وياية هالفترة.
روح: أكيد ما أقصدها يمعودة، يلا استلمي شغف عني لازم أروح لمجموعتي.
حچتها وغادرت، بس گعدت مقابل شغف ظلت تأشر على وجهي ما فهمت شنو تريد بالضبط!
- المكياج قصدچ؟
- أمم
- اي شنو بيه المكياج ما فهمت عليچ.
زفرت النفس بضجر عابسة ملامحها وسحبت الدفتر.
- (صورتِ بالعرس؟ أريد أشوفچ شلون طلعتِ).
- ومنو گال لچ أنتِ؟!
- (أمان، حتى سألني شنو تحتاجن أنتن البنات للتجهيز للعرس وكتبت له كل شي بالورقة بس هوَ اِختار على ذوقه وگال قدر بعدين تراويچ).
- اها هيچ الحچي.
- (وين الصور يلا حبابة متحمسة أشوفهن).
سحبت الموبايل من جيبي طلعت لها الصور، أريدها ترجعه ماكو غطت بتفاصيل العرس وكأنها حاضرة ويانا.
- يلا حبيبتي عندنا أمور أهم من الصور.
- (ما أعرف شنو لازم احچي، أعجز عن وصف جمالچ بعد كل هالصور).
رفعت عيونها للأعلى بحركة التفكير وكتبت بسرعة.
- (جَميلَةٌ أنتِ كَ نَغمَةٍ فَيرُوزيَةٍ في صَباحِ سَجينٍ أبصَرَ النورَ بَعدَ اِعتِقالهِ لِ سَنواتٍ عِدة).
نَعَمْ. قَدَرُنا جَميلَةْ، جَميلَةٌ لِلحَدِ الَذي يَجعَلُ مِنْها
مَلاكٌ حارِسٌ عَلى رَأسِ كُلِ مَوجوعْ
نُورٌ مُبصِرٌ لِ كُلِ كَفيفْ
صَوتٌ ناطِقٌ لِ كُلِ مَظلومٍ فَقَدَ النُطقَ خَوفًا وَ جَزَعًا.
هيَّ كَرَسَتْ حَياتَها لِ مَنْ حَولها وَ هُنا فَقَطْ يَكمُنُ مَعنى الجَمال الحَقيقيْ.
مَنْ يَنظُرُ إليها ظاهِرًا يَقولْ: إنَّها فَتاةٌ بِلا هُمومْ، حُرةٌ كَما الغُيومْ، لا قَيدَ وَ لا تَقييدْ، وَلا يَحدُثُ إلا ما تُريدْ، إنَّها اِمرأةٌ كَما الحَديدْ، مِنَ السَعادَةِ القُصوى لها نَصيبْ، لا حُبَ وَلا حَبيبْ، عَلى الرَغْمِ مِنْ أنَّ الغَريبْ، يَهواها قَبلَ القَريبْ، فَ ماذا مِنَ الحَياةِ تَرغَبْ، وَكُلُّ شَيْء عَليها بِالخَيرِ يَنصَبْ، هيَّ بِ قَدَرِ ما تَتعَبُ تَلعَبْ.
كَلا فَ فَتاتُنا مُتعَبَةٌ يا سادَةْ، هيَّ اِستَبدَلَتْ في نَومِها الذِكرَياتَ الَتي تُغْنِيها عَنْ الوِسادةْ، تِلكَ الذِكرَياتُ القاتِلَةْ، مَريرَةٌ، هَزيلَةٌ، قَاهِرَةٌ، مُتَكاسِلةْ، عَاجِزَةٌ عَنْ الرَحيلْ، مُستَقِرَةٌ في ذاكِرَتِها رُغْمَ الحُزنِ وَالنِياحِ وَكَثرَةِ العَويلْ، فَ ما السَبيلْ؟ وَقَدْ لَبِسَ قِناعَ الخِسَةٍ ذَاكَ الَذي ظنَتْهُ يَومًا فارِسًا أصيلْ!
كَمْ أُرهِقَتْ لِ تَتَناسى سَوْءَةَ المَصيرْ؟
حَتى عَادَ مُصطَحِبُ الجِراحَ ذَاكَ قاتِلُها الحَقيرْ.
رؤوف: بنتي قدر.
اِلتفتت مصدومة من وجوده بغرفة شغف، نهضت من مكاني قاطعة الجلسة وتوجهت له بخطوات سريعة.
- خير دكتور؟!
- نحچي خارج الغرفة مو أحسن؟
- اي تمام، شغف حبيبتي دقائق وراجعة لچ ما اتأخر.
طلعت وسديت الباب، مشيت وراه وصلنا لنهاية الممر حتى يبعدنا عن أعين ومسامع الموظفين، اِلتفت باوعت له بتساؤل.
- صاير شي دكتور، قلقتني كلش.
- طليقچ، أقصد الوزير هاني عرفة دقيقتين بس ويصير بالمصحة بجولة تفقُدية مُفاجئة هذا الوصلني من مصادري الخاصة، اجيت أبلغچ لأن حبيت يكون عندچ علم ومتنصدمين بوجوده المُفاجئ داخل المصحة، هذا الشي الوحيد الأگدر أقدمه لچ بخصوص هالموضوع ويمچ الباقي...