رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الحادي والثلاثون
أُحادِثُ نَفسي وَإياكَ أعنيّ يا صاحِبَ القَلبِ الأسوَدْ
يا أبكَمَ الفؤادِ وَأعمى الرُوحِ وَأصَمَ الضَميرِ
لا تُحاوِلُ أنْ تُراهِنَ عَلى حَظِكَ مَعي
فَ أنا قَدرُكَ الأوحَدْ.
مغمضة عيني برعب بعدني ممستوعبة إذا سقطت أخر ورقة من شجرة عمري أو لا تزال متشبثة ب أغصانها ولا زلتُ أنا على قيد الحياة أعيش؟!
في محاولة سريعة مني لاِستيعاب الموقف أرتعد بدني بصوت الرصاصة الثانية والمرت هذه المرة من جانب الأُذن اليُسرى فَ تلاشت معاها حاسة السمع من الأُذنين.
ديصرخ بغضب عارم سمعي المُتذبذب عاجز عن تفسير نبراته فجأة ومع فُقدانِ التركيز اِنسحبت بحركة مُباغته إلى جهة اليمين بها تجاوزت مرحلة الاِستيعاب إلى مرحلة الاِدراك التام واليقين إنني لا زلت حية، وقفني أمامها شاد قبضة ايده على زندي بقوة وبصوت جهوري مليء بالاِستياء ونبرة الأمر صاح موجه لها السؤال
أمان: هيَّ هذه؟
صفنت على ملامحي ب تمعُن تركز أو تدعي التركيز.
أمان: احچي وياچ جاوبيني هيَّ هذه؟
شريهان: أيوه هيَّ
أمان: تلعبين وياية قدر ما لگيتِ غير السقر تخادعيه
قدر: ألعب وياك شنو. باوعت عليها: وأنتِ منو؟!
سحبني بحركة سريعة لغرفة المنام رماني على السرير بقوة واِلتفت قفل الباب حط المفتاح بجيبه نزع حزامه كف أكمام القميص وفتح مقدمة الأزرار!
نهضت بذعر انظر حولي أكو تُحفية على الميز الجانبي للسرير رفعتها للأعلى بحركة التهديد، تقدم نحوي خطوط الغضب واضحة على جبينه سحبها من ايدي تمسكت بيها أكثر عتها بقسوة عاقد حاجبه وبتصرف غير مُتوقع رماها يصرخ من أعماقه اِرتطمت بالجدار وتناثر زُجاجها داخل اِنحاء الغرفة!
أكذب لو أگول ما خفت أول مرة أشوفه بهذه العصبية بلعت ريق أحاول استجمع قواي حتى أناقشه ما أحس إلا شد قبضته على عنقي بدون رحمة لدرجة النفس اِنحجب عن صدري من أول ثانيتين
أنازع بين ايده وهوَ صافن بعيني الغضب مجتاح كُل خلية براسه وكأنما دينتظر العد التنازلي اللي بيه ألفظ أنفاسي الأخيرة ويتخلص من قدره بموتي.
وصلت للمرحلة الأخيرة عيوني اِنرفعت أطرافي خدرت نبضات قلبي تباطئت الشهادة على طرف لساني لكن بسبب ضيق النفس صعب عليَّ نُطقها، ما أدري شنو صار وعيت أني متمددة على الأرضية وقطرات الماء تنهمر على وجهي بعدته للجهة الثانية باِنزعاج لمجرد ما حس عليَّ صحيت توقف عن الاِستمرار بهذا الفعل
عتني من ايدي بحركة قوية حسيت كتفي اِنخلع، عدل اِستقامة جسمي واگفة گدامه طالبة ديستجوبها المُدير.
نائل: شيري صفقة الثابت هتتم بكرى عندك علم؟
شريهان: لأ وأنا ه اعرف منين!
نائل: بس هيتكبسوا
شريهان: أنتَ بتقول إيه وازاي هيحصل ده ومن مين
نائل: قدر باشا هتضربهم وإن كنتِ متعرفيش قدر مين دي ولية بومب بس مقدرش أقول لك أكثر من كده
قدر: ماكو هيچ حچي أمان أني صار لي فترة مبتعدة عن الهيئة وما أعرف منو أصلاً هذا نائل!
يحيى: شباب رجعوا البضاعة لمكانها واِنسحاب سريع اِجتنا معلومة البوليس راح يكبس على الميناء.
أمان: شلون صار هذا الشي!
دمار: لا يا الله ليش هيچ تعبنا كله ضاع منو سواها
نُعمان: اِنسحاب للمخازن اِنسحاب
دمار: دتسمع سقر؟ شلون هيچ لعد قدر شنو شغلها إذا البوليس وصل لقلب الميناء!
أمان: اسكت أعصابي تلفت روح حرك الشباب بسرعة وأنتَ يحيى ساعده ترى إذا وگعنا ننتهي اِستوعبوا
قدر: كذب مستحيل تكون المُداهمة حقيقية وإلا كان صار عندي علم بهذا الشي واجيت بلغتكم.
نُعمان: باشا شنو السالفة هذه المرة الثانية التداهمون بيها الميناء الخاص بتجارة الثابت، عندكم شك بشي؟!
- ب اِعتذر من حضرتك بس لازم نفتش المركب
نُعمان: فتش ليش شنو بيه غير الجلود ومواد التصنيع
- اِستعجلوا شوية
وبعد مدة زمنية قصيرة اِنسحبوا يعتذرون عن الاِزعاج
دمار: الشي اللي صار ما لازم تفوته سقر تسمع لو لااا ما لازم تفوته وإلا أني الراح أتصرف ساعتها
يحيى: قصدك الدكتورة؟ لا دمار ما اعتقد تسويها.
دمار: ليش منو غيرها؟! أولي أني راسي راح ينفجر إذا ابقى بيناتكم دقيقة بعد
شريهان: دمار! وأخيرًا اجيت دأنتَ وحشتني أوي
رادت تحضني دفعتها.
دمار: تعبان وروحي طالعة نفس ما أريد أسمع منچ
شريهان: ليه يا حبيبي ما لك حصل إيه؟!
دمار: جيبي لي ماي ريگي نشف
شريهان: من عينيا
گعدت بالصالة، دقيقة ورجعت الماي بيدها توني شارب أخذت الگلاص من ايدي وحضنتني حيل.
دمار: شيري گاعد أگول مخنوگ يعني محتاج أتنفس مو تخنگيني أكثر، اِبتعدي عن صدري بسرعة
شريهان: طب يا حبيبي قولي ما لك؟ فضفض علشان ترتاح ميصحش تبقى مهموم بالشكل ده تمرض
دمار: اليوم كان عندنا تسليم وكبسنا للبوليس
شريهان: يعني حصل فعلاً
دمار: شنو تقصدين؟! احچي تعرفين شي وضامة عليَّ
شريهان: آآآ لأ قصدي يعني أنا...
دمار: احچي وفضيني لتطلعين خبالي عليچ بهالساعة.
شريهان: بصراحة آه واتصلت كثير علشان أقول لك بس أنتَ مكنتش بترد وأنا من غير حاجة الفار كان بيلعب بعبي من الموضوع كلو فَ قولت أسكت أحسن
دمار: آه شنو؟! شلون تسكتين حتى لو ما رديت دزي مسج صخام براسچ مو تدرين الوضع شنو
شريهان: اللي بيقلب يتحمل أنا مش ه اجي أتوسل بحضرتك ترد علشان أخدمك، ده ميصحش يا دمار
دمار: سدي حلگچ شيري وجاوبي على گد السؤال، همْ عرفتِ منو ورا هذا الموضوع؟
شريهان: أيوه وحدة أسمها قدر باشا
قدر: ليش هيچ؟ زين أنتَ شلون صدگت وهيَّ أصلاً من وين تعرفيني مو عقلي راح يوگف؟!
أمان: مستحيل دمار ما أستوعب قدر لها ايد بالسالفة
دمار: وليش متستوعب شنو نسيت هيَّ منو؟!
أمان: ما نسيت بس يعني شيري منين تعرفها يجوز هذا گال اسمها حتى بس يورطها ويانا
دمار: وهوَ منين يعرف قدر؟
شريهان: شغال معاهم بس مقدرش أقول يشتغل إيه
دمار: زين هوَ يعرفها شخصيًا لو مجرد سامع بالخبر.
شريهان: لأ يعرفها وحتى وراني صورة ليها مع حد من الكُبار شكلو المسؤول عنها في الشغلانة بتاعتها
دمار: يعني لو شفتيها راح تتعرفين عليها؟!
شريهان: آه أمال ده شكلها أتطبع في نفوخي على قد ما كانت البنت قمرة
دمار: ما لك حجة بعد أمان
أمان: ولا أنتِ بعد لچ حجة قدر لذلك من الأفضل لنا احنا الاِثنين تنهين هالمهزلة وتحچي لي ليش سويتِ هيچ وأنتِ تعرفين السقر يحرگ الدنيا وميحترگ.
قدر: أمان بشنو تريد أحلف لك مو أني البلغت ولا من الأساس عندي علم بصفقتكم هذه، ما أدري شنو اللي گاعد يصير بس أكيد أكو ملعوب أو يمكن...
بعدني احچي سحب شعري حيل غمضت بألم.
أمان: وأنتِ سيدة الألاعيب
قدر: تعبت يا ربي تعبت تعبت تعبتتت. دفعت ايده الغصة واضحة بصوتي: وين تريد توصل بالضبط أمان تفضحني مثلاً؟ أفضح ميهمني بعد، تنهي حياتي؟ يا ليت انهيها حتى تخلصني من نكرة الثابت.
بس حچيتها نبت أطراف أصابعه بفكي گاز على أسنانه
أمان: ما أتردد ولا لحظة وأتفنن بعذابچ بس مو قبل ما تقرين على نفسچ بنفسچ قدر باشا
قدر: أقر شنو! داگول لك مو أني مو أني مو أني
أمان: صبري بدا ينفذ
قدر: وأني صبري نفذ من زمان وما ظل عندي أي شي ينخسر فَ سوي التريده وريحني
أمان: ما ظل عندچ أي شي ينخسر گلت لي؟
قدر: اي
رفع حاجبه بجدية وسحب الموبايل من جيب سترته اِتصل على دمار رافع السبيكر
دمار: ها سقر.
أمان: روح للشقة أخذ بيبيتها وأنتظر مني إشارة
قدر: لا أمان اترجاك لا
دمار: يعني فعلاً هيَّ ورا هذا الموضوع؟!
قدر: مو أني واللهِ العلي العظيم مو أني ليش ما گاعد تصدگوني أني لو أريد أسويها أواجهكم ما أخاف لكن مو أني وراح أثبت لكم هالشي بس اصبروا عليَّ
سد الخط اِنجن عقلي كل شي ولا بيبتي.
قدر: أمان لا أمان أرجع اِتصل عليه ليروح للشقة روح هناك وبيبي ما لها ذنب بكل شي گاعد يصير بيناتنا
أمان: احچي لعد.
قدر: شنو احچي داگول مو أني يا بشر مو أني شتريد اسوي حتى تصدگ، زين بس اِمهلني للصبح وأثبت لك أني ما لي صلة بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد
أمان: إذًا تصرفنا ويا بيبيتچ ما بقيتِ لنا حل
قدر: لك أنتَ شنووو!
ركضت بدون وعي للجهة الثانية لملمت الگزاز بقبضة ايدي ورميته عليه ما تأذى أني التأذيت، صرخت من أعماق روحي مثبته عيني داخل عينه.
قدر: شتريد مني؟ شنو الما سويته بيَّ بعد؟! أنتَ مريض أنتَ اِنسان مو صاحي مُختل عقليًا مشوه فكريًا مُنعدم ضميريًا ساعة تحب وساعة تكره لحظة بارد ولحظة نار مرة حنين بشكل ومرة قاسي بقرف اسمك أمان ولقبك السقر كل شي بيك شي ميشبه شي، أنتَ وجودك بالحياة نقمة وجودك اِبتلاء وجودك غضب وما أعرف شنو الذنب الاِقترفته بحياتي ورب العالمين زرعك بطريقي حتى يعاقبني عليه.
مليت أني خلصت طاقتي ما بيَّ أتحملكم بعد، رجولة يعني تهددوني ببيبيتي؟! رجولة من تستقوون على مرة چبيرة بالعمر؟ ولك يا حقير تگوم تگعد تدعي لك بظهر الغيب كل ظنها أنتَ إنسان شريف متدري بيك من آل الثابت وآل الثابت شتان بينهم وبين الشرف
جثيت على رُكبي وبلحظة ضعف نزلت دموعي گدامه، نصيت العبرة خانگة روحي مو بس صوتي وبذل نطقت أحاول أحرك ضميره الساكن إذا كان عنده ضمير.
قدر: أحلفك بمعزة أبنك عليك تترك بيبيتي بحالها، وعزة وجلالة رب العالمين ورحمة أهلي تحت التُُراب أني بريئة من هذه التهمة وأكو واحد متقصد وله غاية من هالكلام حتى يوگع بيني وبينك
سحبت النفس بشهگة ورفعت ايدي المتلوثة بالدماء أمسح دموعي الما تعودت تنزل وتضعفني، حسيت على خطواته تتحرك بالغرفة رايح راجع بتوتر شوية واجى گعد گبالي رفع راسي بأطراف أصابعه يباوع لعيوني رجعت له النظرة بعتب وبعدت ايده عن حنكي.
أمان: منو وراها إذا مو أنتِ وليش انجاب اسمچ من دون الكل والأهم شنو العرفهم بيچ قدر؟!
قدر: أنتَ مو تگول ماكو شي بالدنيا يخفى على السقر يلا أثبت لنفسك قبل لتثبت لي هالشي وروح اِكتشف المؤامرة الاِنحاكت ضدك واعرف الدافع من وراها
أمان: اِستغلال العواطف يُعتبر دناءة
حچاها وسحب گزازة كبيرة من الأرض صفنت متعجبة رفع أكمام القميص أكثر وبقلب قاسي جرح معصم ايده جرح جدًا قوي نفث الدم منه غمضت ب اِشمئزاز.
ثواني ونظرت لوث قميصه ايده ووجهه وراها سحب السكارف مني لفه على المعصم وگف النزف بيه ونهض أخذ السلاح من حزامه وبحركة سريعة سحب أقسام
أمان: سدي أذنچ
قدر: ليش؟!
أمان: سدي أذنچ بسرعة وفضيني
نفذت طلبه وعيوني عليه رفع السلاح رمى رصاصتين للأعلى ورجعه للحزام، باوع لي بملامح الغضب بس النبرة الخاطبني بيها كانت بقمة الهدوء
أمان: نفس ما أسمع منچ أنتِ هسه ميتة مفهوم.
حچاها وغادر تاركني بحيرتي، سمعته من قفل الباب وراه نهضت أعصابي راخية لدرجة أقدامي عاجزة عن الحفاظ على اِستقامة جسمي، تحركت بخطوات هادئة أحاول أنشط الدورة الدموية وفكري كله يم بيبي كارثة إذا سووها صدگ وراح دمار للشقة بهذه الحالة راح ينتهي أمري وتحترق أوراقي أمام الجميع.
ما أعرف شنو گاعد يصير بالخارج دوي الكلام هوَ سيد المكان لكن بين مدة وآخرى تتخلله نوبة من الصُراخ غير المفهوم بنبرات مُختلفة تدل على اِحتدام الموقف
بقيت أتجول بالمكان وعيني على الجدار خمسة دقائق عشرة ثلث ساعة نصف ساعة ثلاثة أرباع الساعة ساعة كاملة، اِنفتح الباب وأشر لي أمان أخرج من الغرفة
خطيت ب اِتجاهه عيوني على مخرج الممر متجاهله وجوده اِبتعد عن طريقي تجاوزته متوجهة للصالة.
(إذا واجهتَ عدوكَ وأردتَ المرور مِنْ أمامه فَ لا تنظر لعينهِ بل اِنظر إلى الطريق لأن ذلكَ يَجعلهُ يدور حولَ نفسه وليسَ حولَ عَينيك فَ تجدهُ يفسح لكَ مِنْ دونِ قصدٍ ممرًا للطريق).
ما كان أحد بالصالة والشقة بغاية الهدوء، رجعت نظري عليه أشر لي على الباب الرئيسي فتحته وطلعت هوَ بظهري، سمعت اِنذار السيارة اشتغل سحبت مقبض باب الصدر بس صعدت صعد وراية شغلها وتحرك غادرنا الحي المشبوه وأخيرًا، رجعت راسي على الكشن وعيوني على المرايا اِنعكاس صورته أمامي هادئ عكس طريق الروحة معناها وصل للي يريد يوصل له ومو مهم عنده قدر والسواه بيها!
إنْ كَانَّتْ قَدرٌ لا تَعني لِلسَقرِ شَيئًا.
فَ لِما كُلّ هذهِ المُؤامَراتْ؟!
مَنْ هّوَ مُنعَدِمُ الضَميرِ قَليلُ الأَصلِ بَذِيء الذَاتْ
مَنْ يَستَغِلُ مَرَضَهُ لِ يُروِضهْ
لِيُميت عَقلَهُ كَما قَلبَهُ الَذي بَينَ يَديهِ مُنذُ الصِغرِ قَدْ مَاتْ
وَبدَأتْ بِالظهورِ الخَفايا.
القَدَرُ كَانَّ عِنوانًا رَئيسِيًا لِ هذهِ الحِكايةْ
بَطلُها المَريضُ قَويّ البُنيةْ لا يُجيدِ لِ قَلبِهِ العِنايةْ
يَعجَزُ عَنْ التَعبيرِ وَالكِنايةْ.
يَخِطُ بِ اليَدِ قَدرَهُ وَلَيسَ لَهُ عَنْ ذَلِكَ عِلمٌ وَلا دِرايةْ
يُريدُ تَصَدرَ المُقَدَمةْ
وَما هوَ إلا هَامِشٌ في كِتابِ الرِوايةْ
بَدَأَ حَدِيثَهُ بِ أنا السَقرْ
فَ هَلْ لِ هذا السَقرُ عَلى يَدِ القَدرِ مِنْ نِهايةْ؟!
في الطَريقِ الثَانِي وَالثَلاثون مِنْ عُزلَةِ السَقَرْ
فَعَلَ ما لا يُغتَفَرْ
وَعَجَزَ لِسانُهُ عَنْ أنْ يَعتَذِرْ
فَ خَاطبَها بِصوتِ البُكمِ باعِدٌ عَنْ عَينَيها عَينَهُ بِالنَظرْ.
جَميلُ الصَفحِ فِيكِ فَ أصفَحِي مَولاتِي
أنا نَادِمٌ مُتَبرأٌ مِنْ ذَاتِي
سَجَدتُ بَينَ مِحرابِ عَينَيكِ عَنْ الذَنبِ تَائبًا
فَ وَضِئينِي بِ دَمعِ العُذرِ لِ تَرتَفِعُ صَلاتِي
فَ ما كَانَّ لَها إلا أَنْ تَرِدهُ بِ لِسانِ الحِقدِ قَائِلةً:
لِماذا عُدتَ؟ تَسألُنا دُمُوعًا
تُحاوِلُ أَنْ تُقاوِمَ أَيَّ مَسحِ
أَنا أَغلَقتُ دُونَكَ بابَ قَلبِي
وَسَلمتُ النَوَى مِفتاحُ صَفحِي
فَلا تقرَعْ عَلى أَبوابِ ماضِي.
بِقَبضَةِ نادِمٍ إِنْ شِئتَ نُصحي
وَلَيسَ يُفيدُنِي مِنكَ اِعتِذارًا
وَلا يُجِدِي التَراجُعَ وَالتَنَحي
مَعارِكُنا اِنتَهَتْ أَفلا تَرانِي
رَميتُ مُهَنَدِي وَكَسَرتُ رُمحِي؟
فَ هَلْ سَ يُجهِضُ مِنْ جَوفِها ما جَرى
هَلْ لِ بَشاعَةِ فِعلِهِ مِنْ دَواءٍ يُؤدي إلى الطَرحِ؟!
- لحظة لتنزلين
- شتريد
- الصار قبل شوية...
- الصار قبل شوية ثبت لي أنك فعلاً مريض نفسي مو مثلما متصور حضرتك دخلت للمصحة علمود شغف وأزيدك علم مرضك خطير للغاية وتحتاج علاج سريع وبأقرب وقت لأن تركك سائب بين الطُرقات مثل كلاب الشوارع خطر جدًا على حياتك وعلى المُجتمع كَكل
- اِنتبهي على كلامچ ولتتجاوزين.
- هذا التجاوز لا شيء مُقابل السويته بيَّ قبل لحظات أنتَ مو بس كلب أنتَ حشرة أنتَ نكرة أنتَ عبارة عن حاوية مليئة بأقذر النُفايات حتى نتخلص من وجودها الكريه ماكو حل يقضي على روائحها غير الحرق، الكلب وفي أمان أما أنتَ حتى نفسك تغدرها فَ كيف بالباقين.
- للمرة الأخيرة أحذر اِنتبهي على كلامچ وإذا شفتيني ساكت فَ لأن مقدر الحالة الأنتِ عليها، شنو صار يعني لكل هذا؟ بالنهاية احنا عقدنا صفقة تحت الضغط والاِكراه ممكن أي واحد منا يخل ببنودها على لحظة، شنو متوقعة مني مثلاً اسلمچ الثقة الكاملة وأنتِ بطريق مُعاكس لطريقي؟ ليش أنتِ عندچ الثقة الكافية بيَّ؟ إذا صحت لچ الفرصة المُناسبة ما راح تغدريني ما راح تسوين الشي الما گدرتِ تسويه اليوم حتى تحققين الهدف الكنتِ ولا زلتِ تسعين لتحقييه؟!
بطلي مثالية زايدة قدر لأن أنتِ تعرف وأني أعرف شنو گاعد يدور براسچ من مُخططات، صح هذه المرة ما سويتيها بس مو لأن متريدين تغدرين بيَّ لا لأن منتظرة ضربة أقوى وأعنف وأشد ايذاءً من الضربة الراحت، على منو تحاولين تضحكين على السقر؟ ولچ أني ألعبچ وألعب عشرة غيرچ على أصغر أصبع بكف ايدي واليحاول يتقارش وياية ميلگى جواب غير القتل
- أني وأنتَ...
- أني وأنتِ بمثابة الأسود والأبيض
الظلام والنور
الشر والخير.
الحياة والموت
الحقيقة والوهم
يعني إذا حاولنا نجتمع بطريق واحد نحتاج لمعجزة القدر وأيضًا راح تكون أكو ضريبة ل هذا الاِجتماع إلا وهيَّ خسارة أحد الطرفين والخسارة ما اِنخلقت للسقر.
- طُرقنا مثل سكة القطار مهما اِمتدت ما راح تكون لها نقطة اِلتقاء حتى مع وجود القدر لذلك خطواتك دائمة القُرب مني لازم تتباعد وإلا راح أخلف بالاِتفاق وياك ويصير اللي يريد يصير ما عادت نقطة الضعف التلوي ذراعي بيها موجودة ومستعدة أدفع ثمن الاِنتصار حياتي وحياة الناس الأحبهم، بالنهاية الموت علينا حق
- اِنزلي من السيارة.
- اِنزل من منصة الغرور وحاول تعالج نفسك بنفسك قبل فوات الآوان الفرصة بعدها موجودة گدامك ولازم تعرف شلون تستغلها وإلا خسارتك راح تكون عظيمة
رسول: صباح الخير
نزلت العصير من ايدي للمكتب انظر له ب اِرتباك.
روح: صباح النور أهلاً
رسول: مريت للمجموعة ما لگيتچ هناك
روح: اي مو شسمه آآآ تعبت شوية فَ گلت أخذ ريست بين الجلسة الثانية والثالثة، تفضل ليش واگف
جلس بهدوء الاِرتباك واضح عليه مثلي ويمكن أكثر.
رسول: موبايلچ وخطچ القديم تحتاجيهن حتى أخذهن من الوالد بطريقتي
روح: لا عادي ما بيهن شي مهم وناوية إن شاء الله على الراتب اشتري خط جديد وموبايل بسيط
رسول: ميحتاج هذا الموبايل والخط بداخله مشحون وأي شي تحتاجين لتترددين تطلبيه مني
روح: ليش كلفت نفسك...
رسول: أنتِ صرتِ مسؤوليتي من يوم ما صرتِ على اسمي وأعتقد تناقشنا بخصوص هذا الموضوع واِنتهى
روح: عاشت ايدك متقصر.
رسول: ايدچ العايشة، بقى موضوع الشقة بما أنه باچر عطلة شنو رأيچ لو أمر أخذچ العصر نختار قسم من الاثاث وإذا مشغولة عادي نأجلها على غير يوم
روح: لا ما عندي شي بس حسب علمي الشقق مؤثثة ليش دتريد تغير الأثاث؟!
رسول: أثاث بيتچ ك عروس لازم يتم على ذوقچ هذا ابسط حق لچ عليَّ وإلا تستلمين الفلوس بيدچ
روح: بس هيچ راح تكون خسارة عليك.
رسول: ماكو خسارة المهر مهرچ اما أثاث الشقة القديم تلكمت وياهم في حال رفضناه راح يخفضون من سعر الاِيجار يعني بالحالتين حقچ يبقى محفوظ
قدر: وليش كل هذا التردد لعد؟!
روح: يعني أنتِ تشوفين أثاث شقة كاملة شي هين!
قدر: أكيد مو هين بس رسول وضعچ أمام اِختيارين لا ثالث لهما أما الأثاث وأما تَسلُم المهر.
روح: اعرف بس الأثاث قيمته أعلى بهواي من مهري بعدين تردين تقنعيني راح يأثث الشقة بهذه الفلوس ويظل وراها ساكت لا يصرف على الذهب لا الفرش لا تجهيزات الزفاف، مستحيل هوَ مجرد موبايل جابه من النوعية الحديثة والراقية اِنصدمت من قريت سعره على الوصل يعني ما راح يكتفي بالتأثيت اِطلاقًا.
قدر: حبيبتي اسمعي، رسول الحمد لله رب العالمين ممكنه وكل مبلغ يصرفه راح يكون له قبل لا يكون لچ لأن بالنهاية الشقة هوَ عشكم المُشترك والرجُل حاب يأثث عشه على مزاجه وبالطريق التحبها نفسه ليش دتحرميه من هالحق بداعي التدبير، اِستغلي ظرف زواجكم وتدللي ترى هذا الدلال ما راح يدوم هواي مجرد ما تتعودون على بعض وتنرفع من بيناتكم الرسمية يبدي الروتين الخالي من المُجاملات
روح: يعني برأيچ أوافق؟
قدر: أكيد وافقي.
روح: زين لعد نهاية الدوام أبلغه أكيد هسه مشغول، صدگ أنتِ شبيچ شو وضعچ من الصبح ما عاجبني!
قدر: ما أدري أحس بنحول وكملت جلساتي ويا البنات كان من المُفترض اجمعهم ويا أجود تعرفين دأشتغل وياهم على مواجهة الضد بس أبدًا ما عندي مزاج لمشاكلهم عقلي حاليًا مو بمكانه
روح: يتشادون بالكلام يعني؟
قدر: يا ليت بس على الكلام وصلت بيناتهم للضرب
روح: لا الله عليچ! شلون هيچ؟
قدر: عندچ ميلاف بعدما تقدمت حالتها النفسية نحوَ الأحسن وبدأت بتجاوز الصدمة وتقبل الواقع ظهرت شخصيتها قوية اِندفاعية عنيدة مُتسلطة عكس أجود هادئ مُتفهم لغته الحوار شخصيته راكزة رغم المرض لذلك من يجتمعون بمكان واحد تحصل ثورة عنيفة من تصادم الشخصيات المُعاكسة توصل نتيجتها للتجاوز والضرب أحيانًا مثلما صار بالجلسة السابقة
روح: بس حسب دراستنا هالشخصيات في المواجهة تكون أسرع اِستجابة للعلاج من غيرها.
قدر: صح لأن التصادم يساعد على تجاوز المخاوف مو مثل شغف واللي لأن شخصيتها قريبة جدًا من أجود ما حسيتها اِستجابت بالكفاية لهذه الجلسة
روح: وبالنسبة لعِناق شنو وضعها؟!
قدر: عِناق بين البينين شخصيتها مزيج من العصبية والهدوء فرقها عن ميلاف تعرف شلون تسيطر على اِنفعالاتها وتتحكم بمشاعرها
روح: هيَّ عِناق الأكبر مو؟
قدر: لا ميلاف بيناتهم سنتين
روح: أصلاً اليشوفهن يگول توأم ماكو أي فرق.
قدر: أگول روح أكو ببالي فكرة ومحتاجة تساعديني بيها إذا تگدرين
روح: أكيد اگدر تتدللين
دارت حول نفسها مستغربة المكان الخوف صار واضح بنظرات عينها والتردد سيطر على تحركاتها تريد تغادر جدارن هذه الغرفة لكن عقلها يمنعها بعد الموازنة بين المخاطر التنتظرها خارج الغرفة وداخلها وميل الكفة بِلا اِنصاف نحوَ الخارج إلى أن اِنفتح الباب ودخل أجود مجرد ما لمحته اِنتابتها نوبة من الذعر الشديد.
ميلاف: أنتَ شنو جابك هنا؟!
أجود: غرفتي هذه أني اللي لازم اسأل شدتسوين هنا
ميلاف: طلعني وخر بسرعة أريد أطلع منا
سحبت مقبض الباب مقفول، رجعت نظرها على أجود جسمها يرتعد بوضوح هوَ همْ مصدوم من غرابة الموقف لكن سرعان ما تجاوز صدمته وتقدم عليها إلى أن تساوت خطواتهم، رجعت نفسها على الباب مرعوبة ثبت ايده على حافة الجدار طوقها بجسمه وضحك!
روح: عزا ولچ قدر هذا شنو يريد يسوي؟!
قدر: بس اصبري شوية.
ميلاف: وخر شدتسوي ليش هيچ لاطش بيَّ حقير
أجود: أشششش خليچ هادئة وإلا. غمز لها: تعرفين الباقي
ميلاف: أنتَ شلون هيچ تحچي...
أجود: بعد حالي من حالهم مو أنتِ گلتِ الزلم كلهم ما بيهم واحد شريف لو أني غلطان؟
ميلاف: وخر وخر تعالوا خلصوني منو هنااا
ظلت تصرخ وهوَ مبتسم ببرود من شافت ماكو لصوتها من عندنا أي اِستجابة اِنجبرت على الاِستسلام
ميلاف: طلعني منا حباب.
أجود: مو قبل ما تگولين ليش دفرتيني وشنو سبب تجاوزچ عليَّ بالضرب؟!
ميلاف: اسفة والله بعد ما أعيدها
أجود: ما أريد اِعتذار أريد سبب واضح ومُقنع
ميلاف: شنو سبب؟ ماكو سبب أني أكرهكم كلكم أنتم الزلم أكرهكم وما اتمنى تبقون موجودين بالحياة
أجود: اي وشنو السبب؟ منو الوصلچ ل هالحالة وليش رافضة تحچين القصة الخلتچ تدخلين لمثل هالمكان
ميلاف: معليك أنتَ معليك.
ويا ما صرخت رفع أصبع السبابة ب اِتجاه وجهها ثبته على موضع الكلام (الشفة) وبصوت هادئ جدًا رمى القنبلة علينا قبل لا يرميها على ميلاف
أجود: هدي يا نظري شدعوة هالعصبية؟ بشرتچ هذه الحلوة تفقد جمالها إذا عصبتِ على أتفه الأمور
ميلاف: أنتَ...
أجود: أني؟
ميلاف: شبيك؟!
أجود: دم ولحم وعظام روحي وعيونچ، هذا البيَّ
ميلاف: وخر الله ينتقم منك كلكم كذابين.
أجود: واحد من الكلكم إذا ممكن وإلا هالليلة راح اضطر أبيتچ يمي ومثلما تشوفين بالغرفة ماكو غير سرير واحد واحنا اِثنين، بس يلا مو مشكلة هوَ واسع يعني إذا لميتچ لحضني راح تنامين مرتاحة حتى وإن تضايقت أني، راحتچ لأجود أهم من غفوة عيونه
رفعت كفوفها تحجب صوته عن مسامعها ونزلت من بين ايده للأرض لامه نفسها لحضنها تشهگ وتصرخ بقوة تعبر عن الجزع الاِنتابها بعد كل هذه الضغوطات
روح: كافي قدر خطية ليصير لها شي.
قدر: ابقي راقبي الكاميرات بينما أوصل لغرفة أجود
حچيتها وطلعت بسرعة، وصلت لغرفته سحبت المفتاح بعدني ما فاتحة الباب اِنتفضت من مكانها لحضني مُباشرةً واِنهارت من البچي على صدري، ايدي على راسها وعيوني تراقب أجود اليراقب ميلاف بنظراته المليئة بالشفقة، حركت راسي بالسلام رجع لي الحركة سحبت ميلاف هيَّ وبحضني وغادرنا المكان.
رجعنا لغرفتها دخلتها متشبثة بيَّ مثل الأطفال تخاف لا أتركها وأروح نزعت من رجلي وتمددت على السرير ساحبتها لحضني بچت إلى أن فرغت گلبها وسكتت تلقائيًا، دأمسح الدموع من وجناتها رفعت نظرها باوعت لي، اِبتسمت بهدوء أحاول أسحب الخوف من داخلها مسكت ايدي برعشة كفوفها ونطقت بصوت متموج الغضة تتحكم بنبراته
ميلاف: ليش هذه الدكتورة روح أخذتني لهذا القذر
قدر: ليش حچى وياچ شي ضوجچ؟
ميلاف: اي يحچي بالفراش والحضن ونظري وعيونچ خوفني كلش حسيته راح يأذيني همْ زين اجيتِ
قدر: مو أول مرة تجربين أذية الجسد مو صحيح؟!
باوعت لي بنظرات الخوف يحكمها ومُباشرةً اِبتعدت عن حضني منزلة راسها على الوسادة وغمضت بقوة
قدر: شنو راح تنامين؟
ميلاف: اي بس لتعوفيني حبابة اخاف اظل وحدي
قدر: تمام حبيبتي نامي أني موجودة يمچ.
رجعت راسي على ظهر السرير أمرر أطراف أصابعي بين خُصل شعرها وعيني تتأمل ملامح وجهها البريء، اليوم بس تأكدت العُنف النفسي التعرضت له ميلاف أقوى وأشد من أن تستوعبه مخيلتي بس شوكت راح اگدر أوصل للحقيقة حتى ينتهي بوصولي كابوسهم
اِنتظرتها تغط بنوم عميق وغادرت غرفتها، دأمشي بالممر طلعت روح من غرفة أمان باوعت لي واِبتسمت
روح: شلونها ميلاف؟
قدر: الحمد لله نامت وإن شاء الله تصحى أحسن.
روح: إن شاء الله، اگول خلصت جلساتچ؟
قدر: اي الحمد لله
روح: وأني همْ بقى بس أمان وأمان ما موجود شنو رأيچ إذا أكو مجال للفلتة نفلت قبل نهاية الدوام
قدر: يا ليت والله ميتة تعب
روح: تمام انتظريني بغرفة المكتب وأني رايحة للمدير احچي وياه بلكي يوافق على طلعتنا
الحمد لله وافق وطلعنا ثاني يوم جمعة، العصر قررت أخذ بيبي تشوف الشقة الجديدة من عرف رسول أصر يوصلنا من طريقه لأن طالع ويا روح يختارون الأثاث.
وصلونا وراحوا، فتحت باب الشقة وشغلت أنوار الصالة دخلت بيبي عيونها تتجول بالمكان بين الاِعجاب والرفض
أخذتها بجولة كاملة داخل الشقة من وصلنا لغرفة المنام السرير الخاص بالأطفال ما كان موجود بمكانه!
زهرة: خوش غرفة والله
نفضت الأفكار من راسي على صوتها واِلتفتت بسرعة
قدر: شنو رأيچ بالشقة بشكل عام؟
زهرة: هيَّ حلوة لا مو حلوة أصلاً تطير العقل بس ما أدري ليش ما ارتاحيت للمنطقة يعني هيچ اِختنگت أول ما دخلنا لها عبالك داخلين لوادي مو أرض كلها زرع
صفنت عليها أتنهد بتعب محتارة شنو أجاوب، فزيت على رنة الجرس تحركت بسرعة فتحت الباب دمار وشايل سَقاء بحضنه بس صرت گباله اِبتسم اِبتسامته المُعتادة وتحمحم يستعد للاِستفزاز، طلعت من الشقة بسرعة ورديت الباب ليفضحني گدام بيبي.
دمار: قدرنا الغالية غير تگولين جاية حتى نقوم وياچ بواجب الضيافة ولو أنتِ مو ضيف أنتِ صرتِ چنة الثابت يعني وحدة منا وبينا
قدر: أشش سد حلگك بيبيتي وياية
دمار: اي سمعت بيبيتچ جاية وياچ وسمعت همْ مرت أخوية زعلانة من أخوية ولاحني طشار من هالزعلة
قدر: يا عيني عليك شگد فقير! هوَ أنتَ ساس البلة
دمار: من بعضِ ما عندكم
قدر: لملم اِستفزازك الفاشل وراويني عرض اچتافك
دار ظهره عليَّ ورجع مسافة خطوتين.
دمار: يلا قيسي عرض أچتافي بس رجاءً خلي القياس مضبوط حتى يگعد القاط عدل مو مثل قبل فترة دزيت للخياط قماش إليَّ رجعه بدلة لأبوية
قدر: والله بيك دفرة بس أخلاقي متسمح لي
- باش مهندس دمار الوالد عايز حضرتك في المكتب
دمار: راح أزحمچ وياية شوية وأعوف هالدب يمچ دقائق وأرجع ما أطول.
حط سَقاء بحضني بدون مينتظر الجواب، اضطريت ألزمه ليسقط الطفل بسبب عنادنا، بيبي ما لها صوت صحت اسأل عنها جاوبتني من المغاسل، نزلت سَقاء على التخم وگعدت بصفه شو هذا أخذ صفنه بوجهي
ظل يباوع لي بنظرة اعجاب مايع ابن المسربت، من هسه عيونه مزغللة على البنات مثل أبوه
قدر: ها حبيبي خير أكو شي غريب بوجهي؟!
سَقاء: لا بس أنتِ حلوة حيل حلوة
قدر: وأنتَ حلو بس ميصير تتغزل بالبنات على طول لأن بس تكبر تتمرض.
سَقاء: شلون أتمرض؟
قدر: تظل تحب البنات والناس تسميك المسربت
سَقاء: يعني مثل بابا؟ اي عادي أني أحب البنات كلش
قدر: صخام شنو مثل بابا؟!
سَقاء: هوَ بابا يگول على نفسه أني مسربت معلية هوَ گال
قدر: معليك ببابا لتتعلم منه تعلم من ماما وبس تمام
رجع باوع لعيوني والاِبتسامة السرسرية ملونة وجهه الطفولي!
سَقاء: البارحة بابا بات يمنا وأني نمت بحضنه الصبح هوَ ماكو لگيت صورة على مخدته أنتِ صورتچ حتى هيچ عيونچ كبار وشعرچ بلون التمر الأحبه
تصنمت على كلامه، بعدني عايشة بدوامة الشك اِنطرق الباب بخفة، نهضت فتحته نفس البنية الشفتها بالمرة السابقة، اِبتسَمت رجعت لي النظرة بجمود ومدت ايدها لمصافحتي بس صافحت شدت قبضتها على كَفي بقوة وعيونها تجدح بشرار الغيرة
مريم: وياچ مريم زوجة أمان السقر وأم أبنه...