رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الحادي عشر
مُنهَكة إلى الحَدِ الذي يَجعَلني أتخبطُ بَينَ دَهاليزِ أرواحِهم
مُنكَسِرة كَ أضلاعِهم
أتعَثرُ في المَسيرِ ما بينَ الخطوةِ وَ الخطوة
فَ اليَقين المُوجع إنَني أعي اِنكساري لكنَني أصطَنعُ القوة
وَالواقع المُفجِع إنَني أُحاولُ النُهوض بعدَ سقوطِي المُتواصِل فَ يَكنْ هوَ لِ فَرَسي كَبوة.
أمامَ ذَلكَ القَصرُ الفَاخِر تَقفُ قَدرُنا مُستَترةً تُراقبُ أسوارَهُ المُحاطة بِالحَرسِ الأمْنِي مِنْ كُلِ حَدبٍ وَصَوبْ
تِلكَ الأسوارُ الشاهِقة خَلفَها حِكاياتْ،
خَلفُها خَفايا وَ نِزاعاتْ،
خَلفُها مَرايا في إنعِكاسِها بِدايةٍ لِ جَميعِ النِهاياتْ.
إنَّهُ ذَلكَ المَكان القصي الَذي لا يُسمَعُ مِنهُ صَوتًا غَيرَ وجسّ حَرسهِ. صَوتٌ يَشبَهُ دَويّ النَحل يَتَهامَسونَ فِيما بَينِهم مُتَحَدثينَ بِ الصُحبة وَ همْ يَستَرقونَ النَظر بَينَ الحينِ وَ الأخَر لِمُراقبةِ أرجاءِ القَصرْ واسِعة النِطاق لِيَجعَلوا زَواياهُ الوَفيرة مُحكَمة الإغْلاق
بَعدَ أنْ أتمَتْ مُهِمتَها.
اِستَدارَتْ لِ تَرتَدي نَظارتَها مِنْ جَديد.
في تَنقُلاتِها حَذرٍ شَديد، دَاخل عَينَيها تَهديدٍ وَ وَعيد،
بِ باطِنِ قَلبِها ميثاقٍ سَديد.
عَقدتهُ بَينَ رَجاحةِ العَقل وَ حِكمةِ القَول نَاطِقتًا: أنا قَدرٌ وَ القَدرُ رُغمَ الحَذر يَحصلُ قَسرًا عَلى ما يُريد
بِناءٌ شاهِق،
شَركةٌ لِتجارةِ الأموال مُديرها رُغمَ شَيبهِ عَجوزٌ مُراهِق
بابُها مُشرعةٌ لِلجَميع،
في دَاخلِها الضَمائرِ تَضيع،
وَحتى ذَلكَ الحَملُ الوَديع،.
حينَ تَطأُ أقدامهُ أعتابَها يَصبحُ فَردًا سافِلًا وَضيع
لِ ساداتِها يَخضَعُ مُطأطأ الرَأسِ كَما يَخضَعُ غَنمُ القَطيع
يُناديهم بِ نِداءِ المُمتَثلينَ لِلأوامرِ بِ الطاعةِ قائلاً: صُمٌ بُكمٌ عُميٌ. فَ أنا لَكُم خادِمًا مُطيع.
بِ خطواتٍ حازِمة شَديدةِ الثَباتْ تَجاوزتْ أبوابَها وَهيَّ تُحاولُ أنْ تَكتَشفُ ما في طياتِها مِنْ أسرَار، تَستَرقُ الأنظار، غُرفٌ كَثيرَة، مَمراتٌ مُنيرَة، جُدرانٌ قَاتِمة مَنزوعَةَ الحَياة، أرضيةٌ هَشة كَ أرضيةِ الفَلاة، قُلوبٌ صَلِبة، ألسِنةٌ تَرِبة، وَظائفٌ غَزيرَة، نُفوسٌ خَطيرَة، تَكَتمٌ بَليغٌ طَريدُ الجِهات، مُراقَبٌ مُحاصَرٌ مُدرَس الكَلِمات، أنفاسٌ مَحسوبة، أرواحٌ مَتعوبة، رِقابٌ مَطلوبة، وَكل مَنْ في المَكانِ يَجول، بِ لُغةِ العُيونِ سِرًا يَقول أنا بِ باطنِ العَملِ جَهول، بِ ظاهِرهِ مُقابِل المَال عَمول، وَالحَديثُ عَنْ أسرارِها يَطولُ وَ يَطول.
خُطوةٌ. وثَانية.
فَتاتُنا الحَكيمةُ تَقفُ بَينَ فارِغي العُقول.
- يا أستاذ دسار اِستنى لو سمحت
- خير.
- الباش مهندس دمار كان عايز حضرتك بأمر ضروري
- مشغول هسه أريد أطلع، گولوا له بعدين.
دار وجهه ديغادر اجاه صوت دمار صاحه عن بُعد، بس شفته إنزويت ب أحد الممرات القريبة قبل لينتبه على وجودي، أشر للموظفة تروح و وگف گدامه
- شنو ما وصلوا، ليش كل هالتأخير شوف لك صرفة
- ما ادري الموضوع يمكم.
- شغلك هذا، يمنا شنو!
- دمار لتدوخني. ذاك أبوك و روح اِسأله عندي شغل هسه.
مشى خطوتين. اِستوقفه صوت دمار للمرة الثانية.
- الصناديق؟
- بالمخزن.
- والتسليم؟
- يومين أو ثلاثة مو أكثر.
- زين بر لو بحر؟
- بحر.
- خوش لعد طالع أشوفهم ليموتون من شدة إهمالكم
- سوي التريده رايح أني.
- وين؟!
- معليك يا أخي.
حچاها وغادر اِلتفت دمار حول أرجاء المكان بنظرات سريعة، عدل بدلته الرسمية يسحب موبايله من جيب البنطلون جاوب على إتصال سريع ب صوت شبه معدوم وراها غلق الخط وغادر الشركة. تبعته مباشرةً.
وصلت للباب. قطعت مسيري بسرعة، كان واگف ويا السكيورتي يتناقشون بنبرة منخفضة، دقائق وجابوا له السيارة، صعد سدوا الباب وراه اجرى مكالمة ثانية داخل سيارته وبعدها مباشرةً تحرك، طلعت بعَجلة سيارتي مركونة مسافة عن الشركة بقيت امشي وعيني تراقب تحركاته إلى أن صعدت شغلتها وصرت أتعقب طريقه.
مسافة ربع ساعة والفرامل بدت تضعف بشكل ملحوظ نصيت راسي اباوع عليها، هنَّ ثواني مو أكثر رفعته مختفي من طريقي!
صرت أتجول ب نظري بين مفترقات الطرق مذهولة من الشي الصار، شلون هيچ اِختفى فجأة معقولة شك أكو أحد ديتتبعه!
ضربت الستيرن ب غضب عارم اجت الضربة ب منطقة الرسغ اِنسحنت روحي: الله ياخذچ إن شاء الله وقتها هسه تعطلين دومچ مفشلتنننني
نزلت من السيارة رگعت الباب ب قوة و اِرتچيت عليه اباوع للشارع مُتحيرة، خمس دقائق و أني على نفس الوگفة من التشتت الصار ب تفكيري ما بيَّ أسوق بعد.
رجعت للشقة. دخلت التعب ماخذ كل حيلي، رميت المفاتيح على الطلبة وگعدت بالصالة مرجعة ظهري التخم أحاول أسترخي من التوتر الكنت عليه، فزيت من عُزلتي على صوت الموبايل، سحبت الحقيبة من الأرضية طلعته بيبي دتتصل. رديت.
- الوو.
- السلام عليكم يمة.
- وعليكم السلام و رحمة الله، شلونچ بيبي؟
عمو، خالة، يامن، أيمن.
كلهم شلونهم؟ أني وبالدوام بالي كله يمهم و الله
- ربچ موجود بنيتي لا تفكرين بيهم.
- ونعمَ بالله، اگول يامن عرف بيَّ رجعت للشقة؟
- عرف وأخذ ب خاطره بس من گلت له داومتِ سكت
- يا ربي شگد تفكيري بيه ديأذيني، أمانة بيبي تديرين بالچ عليهم، بالذات هوَ وخاله نِبراس.
- سدي حلگچ مو بحاجة للوصية أني، أعرف واجبي.
- أدري بيچ متقصرين عمري أنتِ.
- دعوفچ من هالسوالف واحچي لي شمسوية ممسوية بغيابي، خو ما هاملة صحتچ ولاهية بس بالشغل.
- ترى ملحگت أسوي بيبي! هوَ أني البارحة بالليل يلا رجعت واليوم خلصته بالدوام حتى هذه طبتي للشقة
- تغديتي هسه؟
- دأگول توني طبيت.
- وبالدوام؟
- لا ما اِشتهيت آكل شي هناك وبعدني ما أشتهي.
- ميصير يمة أنتِ دتتعبين بالشغل و منا مصيبة يُمنى الله يرحمها هدت حيلچ، لازم تاكلين لتوگعين علينا.
- إن شاء الله بيبي.
- أكلي!
- آكل والله شبيچ متصدگين.
- خوش وإذا طلعتِ بالليل عود انطيني خبر لتخوفيني عليچ ولو متطلعين أحسن ما ناقصني قلق كافي تفكيري بيچ وأني عايفتچ بالشقة وحدچ طول الليل
- لتحچين ب هالموضوع ببيت العالم ليرحون يسمعون هذه أولاً أما ثانيًا ترى سنين عشتها وحدي ليش...
- ذيچ الأيام ولت وراحت هسه أني موجودة ما أخليچ تظلين وحدچ.
- هوَ عادي لو أصير قليلة ذوق وأكتفي ب كلمة أحبچ!
- محشومة يمة، هالكلمة منچ تسوة الدنيا ليش عندي غيرچ أني!
- حبيبتي. ربي يخليچ خيمة على راسي بحق النبي
- ويخليچ إلى يمة.
- رايحة أرتاح بعدني ب ملابس الدوام، لتنسين تسلمي لي عليهم واحد واحد وإن شاء الله باچر أمر لكم
- يوصل بس أكلي.
- آكل وعيونچ آكل وراح أصور لچ الأكل حتى تطمئنين
- خوش انتظرچ.
- مع الأسف لهذه الدرجة الثقة معدومة!
- مو شغلة ثقة بس ديرو بنيتي وأعرفها أخر شي تفكر بيه نفسها ف لازم أني افكر عنها، مو هيچ؟
- هيچ زهرتي، هيچ.
سديت الخط منها أريد أحرك روحي ما بيَّ، بلا شلون أسوي الأكل ب وضعي هذا!
نصيت على رجلي نزعت الشوز وگمت أتمايل بممشاي من شدة التعب، دخلت المطبخ غسلت إيدي وتحركت خطوتين، توقفت متوسطة أرضيته لا أكو حيل أحضر الأكل ولا أكو شهية حتى آكل، زين والحل؟!
بعدني ب حيرتي رن الجرس، رحت فتحت الباب خالة جمالات وبيدها صينة تحتوي على وجبة طعام كاملة.
فتحت لها الجهة الثانية من الباب دخلت أرحب بيها بعدما عزتني ب مصابي للمرة الثانية، حطتها الطبلة الوسطية بالصالة واِلتفتت حضنتي لأن ما گدرت تسويها والصينية بيدها. بادلتها الحضن مبتسمة بهدوء
- ليش هيچ زحمتِ نفسچ يا خالة؟!
- ده واجب الجورة ي بنتي دأنتِ في حالة عزا دلوقتي والواجب يحتم علينا إننا نوقف معاكِ ب أكثر من كده ب كثير.
- كفيتوا و وفيتوا حتى الفاتحة أنتِ والبنات حملتوها عننا، ما أعرف شنو المفروض أگول لأن كل الكلام قليل بحقكم بس نجازيكم بالأفراح إن شاء الله
- ومنجيلكومش في حاجة وحشة قادر يا كريم.
- رحم الله والديچ خالاتي.
بقت يمي بالعشر دقائق بعدين غادرت، مباشرةً صورت لبيبي الصينية ودزيت فويس شرحت لها بيه اللي صار ظلت تدعي لها من گلبها بحيث كل صوتية دقيقتين.
ثاني يوم مثل روتيني المُعتاد، صحيت الصبح من بعد ليلة مُتعبة فطرت وطلعت ل دوامي، أول ما وصلت رحت ب وجهي لغرفة أمان طرقت الباب و دخلت.
كان متمدد ب سريره. صباح الخير ما كملتها! تركني ودخل للحمام بقيت أراقبه عن بُعد، تحركت ب اِتجاه الميز وعيوني المغاسل طلعت جهاز التسجيل خفيته بين أوراق الشجرة ورجعت ل مكاني، دقيقتين طلع ينشف الماي من وجهه، مشى مسافة وراها نزل المنشفة عن عينه رافع حاجبه ب حركة يستنكر بيها اِستمرار وجودي داخل غرفته.
- ممكن نحچي لو بعدك مُصمم على السكوت؟
- الباب وراچ.
- ممم، تمام يصير خير إن شاء الله.
طلعت من يمه للغرفة الأولى مباشرةً، موبايلي ب يدي أراقب شاشته، نصف ساعة وصدر الوميض يعلن عن وجود كلام داخل غرفة أمان، قطعت الجلسة بشكل مستعجل وغادرت المكان أسحب سماعة الرأس من جيب سترتي الطبية، شكلتها وبدأت بالإستماع.
- اي وشنو الأخبار؟
- لتخاف مثل الصل.
- ساعة ساعتين ثلاثة، صبري بدأ ينفذ دمار!
- سقر هذا كان اِختيارك أنتَ.
- لتناقش.
- تأمر.
- جابوهم لو بعد؟
- بعد يومين، صدگ نسيت أبلغك البارحة رحت أشوف الجماعة وبالطريق شكيت أكو سيارة تراقبني بس عرفت شلون أضيعها لتشغل بالك.
- الرقم؟
- صعب ألمحه المسافة بيني وبينهم مو قليلة حتى نوع السيارة ما گدرت اعرفه يا دوب خلصت نفسي منهم
- مو مشكلة تعودنا.
- فعلاً من يوم يومنا مُراقبين من جميع الجهات.
صار هدوء ل ثواني محد منهم تكلم إلى أن قطع أمان الصمت ب سؤاله المُبهم.
- ننفذ؟
- متى ما حبيت.
- بالوحدة رأس الأفعى لازم ينقطع.
- اليوم؟
- باچر.
- أمر لك و نتفق على التفاصيل أأمن من الإتصال.
- ترحيب برو.
- إمبراطورنا السقر.
نهوا الإتصال ب هالجملة تاركيني بوسط ذهول عظيم،
علي أيش ناوين يا ترى؟
شنو كان قصدهم ب رأس الأفعى!
وعلاقة دمار ب أمان شلون لازم أفسرها!
من هذه المنطقة بالذات بدأت المهمة السرية رقم 31.
كملت جلساتي بالكامل تاركة عِناق و ميلاف للختام، جمعتهن بمكان واحد ورجعت لغرفة شغف اجيب منها سجلي النسيته يمها، دخلت لغرفة عِناق من جديد لگيت ميلاف تنتف شعرها ب عنف، توجهت للدولاب طلعت منه الدُمية وكُرات المطاط وتقدمت للسرير گعدت مقابلها، بحركة رقيقة أخذت إيدها من بين خُصلات شعرها البدت تتقطع من شدة السحب و وضعت الدُمية ب باطن الكف، باوعت لي مستغربة هالتصرف!
- دتشوفين هذه الدُمية الحلوة؟
- شبيها؟!
- شعرها محلو وتحتاج تغيره، اتركي شعرچ ونتفيها.
- مو أخاف تتأذى!
- بس هيَّ ما بيها روح لأن احنا مستحيل نأذي أرواح يعني مستحيل نأذي نفسنا ف من تجينا الرغبة الشديدة بنتف الشعر أو أذية النفس ناخذ هذه اللُعبة المُتجردة من الأحساس ونسوي بيها الشي النريد نسويه بروحنا أو بشخص ثاني حتى منتأذى ولا نأذي غيرنا
- وهيَّ.؟!
- گلت ما بيها روح، يعني ما راح تحس لو أذيناها.
باوعت للدُمية والتردد واضح ب نظرات عيونها.
رفعتها من حضنها،
تأملتها،
قلبتها يمين يسار تتفحص أطرافها
أخر حركة صدرت عنها شد الشعر ب خفة ملحوظة وهيَّ تراقب عين اللُعبة حتى تتأكد إذا كانت دتتأذى أو لا بعدها مباشرةً صارت تنتف شعر الدُمية ب ضحكة هستيريا سُرعان ما تحولت ل غضب جامح يدل على سوء الحالة النفسية الاِتسحوذت عليها ب هذه اللحظة.
ما هدأت من اِنفعالاتها المُفرطة إلا بعدما سقطت أخر خُصلة من شعر الدُمية بين إيدها، باوعت لي ب توتر واضح متخوفة من ملامتي. قابلت نظرات الخوف الداخل عينها ب اِبتسامة باردة تمثل برودة أعصابي ورفعت كُرة المطاط أمام انظارها ب حركة التقديم.
- أخذي ليش مترددة؟
تقربت عِناق تباوعلنا ب نظرات ذعر مُغلفة بالإضطراب الواضح على تحركات الجسم، سحبتها من زندها لجانب ميلاف گعدتهن ب مستوى واحد وقدمت الكُرات بين إيدهن. وحدة باوعت للثانية ب تساؤل.
ميلاف: شنو هذه؟!
عِناق: اي شنو.؟
قدر: هسه تعرفن شنو بس أخذنها من إيدي.
حطيت وحدة ب يد ميلاف والثانية قدمتها ل عِناق. أخذتها تتفحصها ب عيونها، ثبتت الثالثة ب كفي اليمين.
قدر: هسه شنو الإريدة منكم؟ تغمضون عينكم بهدوء ومتفكرون بأي شي غير حركة إيدكم الراح تمط هالكُرة بنفس الطريقة الدتشوفوني أسويها حاليًا.
صرت أشد قبضتي كُرة المطاط و أرجع أرخيها كل بين ثانية وثانية مرة وحدة أما عيني ف تعمدت أغلقها ب اِبتسامة واضحة حتى يستمدون الإيجابية في الحياة من خلال هذا المنظر واللي يُعتبر أخر منظر راح يتمكنون من رؤيته ب أعيُنِهم قبل الإغماض التام.
ميلاف: ليش؟!
قدر: جربوا وراح تعرفون ليش ب نفسكم.
عِناق: خاف تنفجر ب يدي!
ضحكت من جمال عفوية تفكيرها أمسح على شعرها.
قدر: أنتم تعرفون شگد أحبكم يعني مستحيل أأذيكم
يلا هسه سووا مثل ما سويت وبعدين نتناقش
إنغلقت الأعيُن وإنبسطت الأيادي بعد أحكام قبضتها،
ظهرت البهجة الفاتنة على ثغرهم الباسم،
ولونت الفرحة التلقائية ملامح وجههم المُرهق.
انطلقوا ب عُزلة ذهنية، عُزلة إيجابية، عُزلة تامة بعيدة كُل البُعد عن تهالك أرواحهم المُتعبة وتآكُل قلوبهم المُتصدعة.
كانت الغاية من هذا الفعل إسترخاء الإعصاب وتشتيت الدماغ عما يُجهده من التفكير الضار مثل هوس النتف الدتعاني منه ميلاف وهلوسة الفكر الدترهق عِناق.
عِناق: حلو، الله شعور كلش حلووو
ميلاف: يصير أفجرها؟
قدر: بس حبيبتي هذه متتفجر.
ميلاف: لا شلون تتفجر! باوعي أكو ب بطنها ماي.
قدر: لا هذا مو ماي، هذه مادة مطاطية ب لون الماي
ميلاف: اي وشنو أسوي بيها إذا ما أفجرها، أعلسها؟
قدر: أرجعي حطيها بكف إيدچ هالشكل، وراح اسألچ عدة اسئلة كلما تواجهين سؤال متردين تجوابيه أضغطي عليها مثل قبل شوية ب قوة وراح تگدرين تجاوبيني بدون تردد أو توتر، تمام؟
ميلاف: تمام.
قدر: يلا نبدأ. السؤال الأول شوكت أول مرة ظهرت عندچ الرغبة ب نتف الشعر؟
ميلاف: بنفس اليوم الاِحترقت بيه ماما، بالليل
- تألمتِ؟
- اي.
- محاولتِ تتوقفين عن النتف حتى تتخلصين من ألمچ
- حاولت بس زاد الألم هنا. أشرت على صدرها: وما گدرت أتنفس بعد إلا من بديت أسحب شعري.
- وبعد هذه المرة الأولى شوكت صارت تقتحمچ الرغبة بنتف الشعر وشنو السبب؟
ضغطت على الكُرة ب شدة تحاول تبعد التوتر عنها.
- ها يلا دأنتظر الجواب؟!
- ما أدري بس من أخاف.
- تخافين من شنو؟!
اِحتقنت من شدة الغضب و فجأة صارت تشد قبضتها الكُرة بطريقة جنونية.
- تمام خلينا نتجاوز هذا السؤال طالما يزعل حلوتنا.
- اي حبابة خل يولي.
- زين شنو تحسين بعد متنتفين شعرچ؟
- أرتاح.
- ليش؟!
- ما أدري بس تروح مني الضوجة وأرجع على طبيعتي
- وشنو هيَّ طبيعتچ؟
- عِناق، هيَّ طبيعتي وكل حياتي.
- يعني قبل لتنتفين شعرچ تنعزلين بنفسچ ومتطيقين حتى عِناق من غير التوتر اليسيطر عليچ فجأة. لكن بعدما تتخلصين من حالة النتف بالنتف نفسه ترجعين تتقربين من أختچ ويتلاشى كل التوتر من داخلچ صح.
- اي صح.
- زين بس شعر راسچ تنتفيه لو أكو أماكن ثانية؟
- إيدي.
- وبعد؟
- ماكو.
- بس أكيد ترغبين لنتف شعر الرأس أكثر من غيره؟
- اي.
- ومن توگع خصلة من شعرچ ب يدچ شنو تسوين بيها ترميها بالنفايات؟ تعضيها؟ تمضغيها؟ تبتلعيها
- هوَ شنو يعني تمضغيها!
- يعني تعلسيها.
- اي اي أعلسها دوم أعلسها.
- أخر سؤال لليوم، همْ حاول واحد من أهلچ يعرضچ على دكتور نفسي بسبب هالحالة لو أخذتِ أي نوع من أنواع المُهدئات بسبب هالمرض أو أي مرض نفسي غيره؟
- هنا يعني؟!
- لا قصدي قبل لتجين لهذا المكان وتشوفيني.
- ما ادري.
- متدرين لو متريدين تتذكرين؟
ضغطت الكُرة حادة نظرها عليَّ ب قوة، تفهمت وضعها
- خلينا نترك هذا السؤال وننتقل ل عِناق شتگولون؟
عِناق: بس أني ما أهلس شعري!
قدر: لا أنتِ اسئلتچ راح تكون مُختلفة عن ميلاف.
عِناق: شلون؟!
قدر: إلزمي الكرة مثل أختچ حتى نبدي
- اي لزمت.
- أوصفي لي مخاوفچ ب كلمة وحدة.
- مصر.
- راحتچ ب كلمة؟
- ماما.
- اسم شخص تتمنين لو تحاسبيه ب نفسچ؟
- غريب.
- وهل هوَ فعلاً غريب لو الواقع يضد معنى الاسم؟
- غريب.
- غريب عليكم قصدچ؟!
- غريب.
- ممم مفهوم، زين خلينا نترك غريب ونسأل عن سبب مجيئكم لمصر وبأي سنة دخلتوها؟
رمت الكُرة من إيدها ب خوف محتضنة كتف أختها.
- ما أريد ألعب بطلت.
- ليش حبيبتي؟ دندرش عادي لعد يوميا مو تسألوني وأجاوبكم ومو ميلاف قبلچ جاوبت على كل الاسئلة
- أني ما أريد أجاوب، ما أريد أتذكر، أريد أنسى.
- تنسين شنو؟
- أنسى كل شي، أتمنى أفقد الذاكرة وما أتذكر شي من حياتي غير ميلاف وبس.
- تحبيها؟
باوعت لأختها الدمعة تلمع بعينها وشدت قبضتها على كف إيدها ب قوة وكأنها دتستمد شجاعتها من هاللمسة
- كلش، لأن عشنا العمر نتشارك كل شي حتى وجعنا.
- ممم واضح، زين أنتِ قابلة تشاركيها هالوجع!
- إذا متوجعة وحدها وجعي راح يصير أضعافها أكيد بس هسه وجعنا واحد، مقداره واحد وسببه همْ واحد.
اِبتسمت. بيني وبين نفسي فخورة جدًا ب نفسي لأن تمكنت ب هالفترة القياسية من أن أنجح ب إنتشال ميلاف وعِناق من العدم إلى الوجود بحيث من اِستلمت حالتهن كلمتين على بعض ما كانن يگدرن يجمعن بينما حاليًا گاعدات گدامي يحچي لي عن مشاعر الأخوة هالمشاعر العميقة بمعناها، الثمينة بمضمونها، المقدسة بصفاتها واللي بالحقيقة الإنسان العاقل الواقعي الحكيم يجهل قيمتها الفعلية فما بالكم ب من اختل عقله!
مسحت على راسهن كل وحدة بكف ونظرت لهن بحب
قدر: رغم ميلاف هيَّ الأخت الأكبر لكن دأشوف عِناق ماخذة دور الأمومة، ممكن أعرف السبب؟
عِناق: لأن هيَّ تحملت عني هواي و صار الوقت حتى أني أشيل عنها شوية.
قدر: وشنو السبب الخلاچ تتحملين عنها ميلاف؟
ميلاف: لأن ما أريدها تتأذى بسببي.
قدر: شلون يعني بسببچ؟!
باوعت لأختها و سكتت! گاعد أوصل، كلش گاعد أوصل بعلاجهم لكن للأسف أكو نقطة جدًا حساسة كلما ألمسها بروحهم يظهر الصد وترجع الحواجز تنبني بيني وبينهم من جديد، بس مع ذلك ما زال التقدم بحالتهم موجود إذن الأمل بالشفاء أيضًا موجود.
رجعت لشقتي من بعد نهار طويل ومُتعب، نمت ساعة تقريبًا وراها صليت وطلعت لبيت عمو سَلمان، تعمدت أترك سيارتي بالكراج وأروح لهم ب تكسي.
وصلت كلمن بغرفته بس من عرفوا بيَّ اجيت اِجتمعوا بالصالة ما عدى يامن ما طلع ولا راواني وجهه إلى أن اِضطرني أروح لغرفته ب نفسي، وضعه مثل ما هوَ والمشكلة العلمية الثابتة بعلم النفس واللي توصلت لها بعد دراستي لطبيعة التكوين الفطري للبشرية الموت المُبكر والمُفاجئ للإنسان يسبب صدمة ذات وقع قوي للغاية لمن يقربه من الأهل يصعب تجاوزها ب وقت قصير وهذا بالضبط الگاعد يصير ويا يامن حاليًا.
بقيت يمه بالنصف ساعة لكن من شفت الكلام وياه ما گاعد يجيب نتيجة استأذنت حتى أرجع ل شقتي
نِبراس: باتي هنا يمة ش عندچ رايحة.
قدر: لا خالة شكرًا مثل متعرفين عندي دوام وصعب أتغيب عن المصحة ب ظل هالأوضاع الحساسة
زهرة: اجي وياچ بيبي؟
باوعت لها ب اِحتاج! ما صدگت لگت الفرصة المناسبة حتى تفتح موضوع الرجعة، أخ منچ زهرة.
نِبراس: إذا تردين روحي خالة من حقچ ترتاحين كل هالأيام وأنتِ نوم مثل العالم منايمة، ما قصرتِ والله
زهرة: لا بنيتي شنو السالفة ليش تزعليني منچ!
قدر: ميحتاج نقاش بالموضوع اصلاً لأن ما راح أقبل تجين وياية بيبي وشعندچ جاية شنو أني طول النهار بالدوام وبالليل أرجع من التعب أنام چفي على وجهي ظلي هنا گابلي هالوجوه الطيبة أحسن من الحيطان
زهرة: اي هاي هيَّ ييمة، على راحتكم.
نصيت قَبلت راسها واِلتفتت على عمو سَلمان.
قدر: عمو ولو خجلانة أطلب منك هالطلب ب مثل هذا الظرف بس سيارتي عطلانة اِجيتكم ب تكسي ويامن مو بوضع يسمح لي أطلب منه السيارة ف إذا ممكن ومتحتاجها يعني أخذ سيارتك يومين مو أكثر وأرجعها بين ما أصلح سيارتي أما إذا محتاجها الله عليك گول
سَلمان: گدامچ بنيتي ما يحتاج تستأذنين.
قدر: رحم الله والديك
أيمن: اِنتظري أوصلچ.
قدر: ميحتاج والله سيارة وصارت عندي خليك مرتاح.
حچيتها وطلعت بسرعة حتى ليلح عليَّ أكثر.
ثاني يوم ب حدود العاشرة صباحًا طلعت من الغرفة الثانية متوجهة لغرفة شغف قبل لا أوصل لمحت الباب مفتوح، تقدمت ب هدوء مديت راسي دأشوف شكو
اِنصعقت ب طريقة غريبة بعد ما شفت دمار گاعد يمها ويديهم ب يدين بعض، الگاعد يصير هنا ميحمله عقل!
- يعني هذا هو أميرتي ما زعلانة مني؟
- أمم أمم.
- مُغرم أني ب هالعيون السحرية.
بس حچاها حضنته ب لهفة والاِبتسامة متغلغلة أعماقها
- أمم آه.
- شنو شبيه هذا؟!
أخذ دفتر الرسم بس فتح الصفحة ضحك من گلبه، تصرفه زعجها. ضربته على كتفه ب قوة ومدت إيدها دتسحب الدفتر منه حضن راسها لصدره يقَبل جبينها.
- لتزعلين مو قصدي بس تذكرت الموقف و ضحكت
- عبست وجهها ب حركة بريئة.
- ولتكشرين مثل الجهال ترى أني مو گد هالحركات!
- باوعت له ب زعل وبرطمت شفتها.
- گزگزت يا عالمممم
حچاها ونهض عضها من خدها، دفعته تضحك. قَبل راسها مبتسم واِستقام يعدل ب قمصلته.
- مُهجة دمار تريد شي من دمار قبل ليروح؟
- همم همم
- شنو حبيبتي گولي؟
كتبت شي بالسجل وقدمته له، باوع لها يضحك.
- بس هذه! يابة غير تشلعين عيني وأحطچ ب مكانها صدگ چذب.
رمت له قُبلة بالهواء تلاقفها ب كفينه قَبلها حيل ورجع رماها عليها، كررت الحركة نفسها تلاقفتها بس حطتها على يسار صدرها. رفع إيده يضحك سوى لها حركة القلب المُعتادة ولوح كفه بالوادع، مباشرةً اِنسحبت.
رجعت للسكرتارية، من شفته دخل لغرفة أمان تقدمت من جديد أسحب الموبايل حتى أسمع الحديث الراح يدور بيناتهم لكن كالعادة ما گدر أستاذ أمان إلا أن يصدمني ب خروجه غير المتوقع من الغرفة هوَ وأبن عمه بحيث اِلتقيت وياهم وجه ب وجه بمسافة جدًا قريبة، تجاوزني ب غاية الهدوء متوجهين ناحية المصعد ولا كأنهم شايفيني گدامهم!
اِلتفتت وراهم مستغربة الموقف! فجأة بدت المخاوف تسيطر عليَّ والأفكار ب عقلي صارت تاخذ منحى ثاني مُختلف تمامًا عن منحاها الأصلي، وضعهم همَ مو طبيعي! وضعهم ويا شغف مو طبيعي! كل شي ديصير هنا مو طبيعي وخارج عن المألوف!
فكرت أتبعهم، بس لا ما راح أستفاد شي لأن جربتهم سابقًا همَ مو أغبياء حتى يتناقشون بموضوع مهم من غير مياخذون حذرهم وإلا كان تكلموا داخل هالغرفة.
نفضت الأفكار من راسي وتوجهت لغرفة شغف دخلت دترسم من شافتني سدت الدفتر مباشرةً، تقدمت قَبلت راسها وسحبت الكرسي گعدت جانب السرير
ردت اسألها عن دمار بس تراجعت على أخر لحظة، مو وقتها نخليها على غير مرة بين مينتهي شغلي وياهم اليوم ما أريد يصير شي يخرب عليَّ مخططاتي.
للعصر اِنتهى دوامي، وصلت الشقة فتحت الباب بعدني ما داخلة سمعت صوت كركبة بالمطبخ، تقدمت بحذر مديت راسي زهرة سوت ال ببالها ورجعت!
- أنتِ شدعوة هالگد عنودية!
نزت من دخولي المفاجئ. اِلتفتت حاطة إيدها على گلبها رفعت حاجبي مستنكرة وجودها بالشقة أخذتني ب الاِبتسامة الحلوة، لا اِراديًا تقشمرت.
- اي بعد قشمريني ب هالضحكة، والله أنتِ فد وحدة ستر الله منچ
- ش اسوي مو ب يدي ما أرتاح بعيد عنچ، حتى المرة حست عليَّ وقمست يمين عظيم إلا أرجع للشقة
- اي طبعًا تقسم إذا تشوفچ گاعدة يمهم على أعصابچ.
- عود أمر لهم كل يوم الصبح من ترحين ل دوامچ بس لا تزعلين مني يمة
- ليش أني أگدر أزعل من زهرتي.
تقدمت حضنتها ب لهفة، مگدرت أبعد عنها ب سهولة ما أدري ليش فجأة حسيت نفسي محتاجة لحنيتها يمكن لأن شفتها گدامي بأكثر وقت أحتاجها بيه!
- تغديتِ بيبي؟
- أكلت لفة صغيرة الظهر، ما أشتهي.
- ماكو متشتهين هذا الغدا النار روحي غسلي وغيري ملابسچ بين ميصير، ربع ساعة مو أكثر
- لعد خليني أدخل للحمام أسبح ما طول عندي وقت.
- اي يمة روحي، حمام العافية
- الله يعافيچ.
قَبلت كف إيدها و رجعت للغرفة أجهز الملابس لنفسي بين ما سبحت وتغديت أذن المغرب صليت ومباشرةً نمت حتى أرتاح، للتسعة صحاني صوت المنبه
نهضت من فراشي ب صعوبة.
غسلت وجهي ورحت للمطبخ سويت چاي،
رجعت للصالة گعدت أشرب ويا بيبي للعشرة استأذنت
دخلت للغرفة غيرت ملابسي لبلوز وجينز أسود بعدين رفعت شعري ذيل حصان عالي لفيته بشكل دائري حتى يختفي ولبست القُبعة فوگاه.
طلعت الجزامة ب بداية الممر الداخلي فتحتها سحبت منها شوز رياضي ورجعت للصالة، بيبي صفنت بوجهي متعجبة شلون راح أطلع ب مثل هالوقت.
- ش عندچ اليوم طالعة من العشرة مو من عوايدچ؟!
- صار عندي شغل ضروري بيبي ومضطرة أروح هسه
- تتأخرين؟
- إن شاء الله لا بس إذا تأخرت عادي لينشغل بالچ عليَّ
- أگول يمة ديرو عود همْ يزيدون راتبچ على دوام الليل هذا لو يعتبروه دوام واحد؟
نصيت ألبس بالشوز وأجاوبها.
- أكيد يزيدون بيبي، شلون لعد غير گاعد أتعب وياهم
- اي والله أني أشهد شگد دتتعبين الله يوفقچ ويقويچ
- حبيبتي. يلا محتاجة شي أجيبه من طريقي
- لا بس ديري بالچ على نفسچ زين وحاولي لتتأخرين
- إن شاء الله بيبي تتدللين.
حچيتها وسلمت أنزل، عمو حسين البواب جوة سلمته سويچ سيارتي ياخذها للتصليح وصعدت بسيارة عمو سَلمان، وصلت للمصحة ركنتها بالسايد الثاني واِتصلت على رياض سألته إذا أمان تحرك من غرفته بعد مغادرتي جاوبني لا ما طلع منها غير لغرفة أخته دقائق ورجع.
بقيت أنتظر ل 12 وهوَ ماكو شنو السالفة معقولة يعني غيروا رأييهم! رجعت ظهري الكشن وطگيت رگبتي اِنتابني النُعاس فجأة سحبت الموبايل أسلي روحي بيه قبل لا أنام، بقيت عايشة بقلق وإرتباك عين على موبايلي وعين المصحة خايفة ليغادر اِثناء اِنشغالي وينتهي كل شي ب رمشة عين.
دأتصفح ب قناة الهيئة اقرا أخر الأخبار اِجاني أشعار بأعلى الشاشة ينبهني ل وجود كلام داخل غرفة أمان، دخلت للبرنامج بسرعة ما سمعت غير جملة وحدة اي نازل بعدها إختفى الصوت تمامًا، عدلت نفسي واِلتفتت للشارع سيارة دمار دخلت بالفرع الجانبي للمصحة معناها راح يطلع من الباب الخلفي.
شغلت السيارة وتحركت مباشرةً، فعلاً طلع من الباب الثاني، نزل دمار سلم عليه وإنطاه مكانه بالصدر صعد بس ما تحرك إلا بعد دقيقتين، بقيت أتتبعهم ب مسافة آمنة الشارع بيه سيارات مو فارغ تمامًا وسيارتي همْ مو نفسها يعني مستحيل يشكون ب المراقبة
وصلنا لمنطقة ××××× هالمنطقة صناعية أكثر مما هيَّ سكنية، ركنت السيارة مسافة عنهم وبقيت أتفرج.
نزل أمان فتح جنطة السيارة وأشر ل دمار يساعده،
بقت عيني تترقب تحركاتهم يا ترى ش عنده جاي لهذه المنطقة وشنو الشي المهم الموجود داخل الجنطة ويردون يتخلصون منه!
بعدني أراقبهم ب حذر نزلوا جثة من السيارة! اي هذه جثة أني أبد مو غشيمة عن هالأمور، اِنصدمت صراحة لأن مهما يكن ما تصورت توصل بيه ل هالمواصيل.
حملوها بين إيدهم وصعدوا لبناية بعدها قيد الإنشاء، قفلت السيارة السريع ونزلت ألبس ب مناظري أعرف تتبعي لهم بظل هذا الهدوء الرهيب يعتبر مُجازفة كبيرة لكن مضطرة ل هالأمر لأن ما عندي صورة حل غيره حتى أگدر ألزم راس الخيط اليفتح لي شفرات المهمة الجديدة.
نزعت من رجلي ودخلت وراهم مباشرةً، صدى صوتهم واضح بأعلى البناية توجهت للدرج حطيت رجلي على أول باية وبديت أصعد ب خفة منا لما وصلت السطح لا ظل بالجسم حيل ولا بالصدر نفس.
الباب كان مردود خفت بس أحركه يفضحني الصوت، تركته على حاله ومديت راسي ب صعوبة أباوع من الفتحة الجانبية واگفين يتناقشون والجثة يم رجلهم نزلت نظري عليها بعدها بنية ب عمر المراهقة!
- وهسه شنو نرفعها للحافة لو أشربها السم؟
- لا للحافة موتتها تصير أمتع بس أصبر لي شوية
- شنو گاعد يدور ب راسك؟!
- خلينا ناخذ لها ذكرى بسيطة، يجي يوم ونحتاجها
حچاها وسحب الموبايل من جيبه، صورها كم صورة بعدين رجعه ونصى يحملها ساعده دمار صعدوها على حافة البناية صح هالحافة عريضة نوعاً ما بس مجرد ما تتحرك تسقط البنت للأسفل وتنتهي حياتها بأبشع صورة!
فقدت عقلي من فعلهم، اكيد عايشة واصلاً واضح من الحديث الدار بيناتهم همَ قاصدين قتلها ب هالطريقة المروعة بس شنو أسوي هسه؟ شلون لازم أتصرف حتى أوقف هذه الجريمة ب وجود هالشياطين!
بعدني أدور داخل دوامة الحيرة، صحاني صوت دمار من صاح عليه ب نبرة التحذير.
- لك سقر شوف أكو واحد ورى الباب!
لا يا ربي هذا شلون عرف بوجودي! أكيد لمح خيالي بالجدار وهذا الشي المكنت محسبة له حساب.
ركضت ب كل سرعتي أقفز الدرجة ب إثنين. أسرعت أكثر وأني أحاول أتجرد من قمصلتي بصعوبة سيطرت أنزعها، رفعتها على راسي أحجب نفسي عنه قبل ليكشفني وسحبت الموبايل من جيبي حتى أطلب المساعدة
فجأة وقبل لا أفتحه سمعت صوت اِرتطام بالأرض ما أعرف شنو رموا گدامي صار عثرة ب طريقي. سقطت.
هيَّ ثواني تنعد على الأصابع الخمسة ما لحگت أنهض بيها، قفز أمان مسافة أبدًا مو بالقليلة من الدرج للأرض مباشرةً بحيث صعقني ب خفة الحركة العنده!
توني دأحاول النهوض حتى أنهزم قبل ليوصلني، شل حركتي بعدما طوق معصم إيدي ب قبضته المُحكمة
سحبني عليه ب قوة اضطريت اِلتفت وأكشف له وجهي عادي أني أعرف شلون راح أبرر وجودي ب هالمكان
هه. هذا ما كُنت أظن. ولكن!
- يا أهلاً وسهلاً ب قدر باشا، اجيتينا ب رجلچ يا حلوة.
ب حركة سريعة وقبل لا أستوعب صدمة الموقف، بخ بوجهي مادة مخدرة على أثرها فقدت الوعي والإدراك واِنعزلت عن العالم الخارجي ب شكل تام!..