رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثلاثون
إلبِسْ قَلبي الأمانْ
قَبلَ أنْ تُلبِسَ يَدي الخاتَمْ
إمتَلِكْ رُوحِي بِ إمتِنانْ
قَبلَ أنْ تَمتَلِكني أمامَ العَالَمْ
أنا اِمرَأةٌ مُشرَدةَ المَشاعِرْ
وَأنتَ رَجُلٌ ذو حَظٍ عَاثِرْ
فَ كُنْ لي رَسولَ خَلاصٍ
لأكُنْ رُوحًا لِ جَسَدِكَ الهارِمْ.
أنا رجُلٌ والرجُلُ كلمة وليس لي مع كل هذا الاِندثار في مواجهة تلكَ الفتاة مسلوبة الاِرادة سوى الكلمة. ولكن.
ضياع العقل احيانًا اسوء من ضياع الجسد وأرق العين لا شيء أمام أرق القلب، ذهاب الروح لمثواها الأخير راحة وذهاب الروح وجسده لا يزال حي موت بطيء.
أصعب قرار هوَ ذاك القرار اليجي بالاِختيار المفروض علينا مع اِحتفاظه بتسمية (الاِختيار)، بوجوده نتجرد من السُلطة على قرارنا ومع فرضه ننسلب من حق الاِعتراض، من يقول الرجُل لا يُجبر؟! أني اليوم بس عرفت الرجُل يُجبر أكثر من أي كائن آخر والسبب تفكيره المربوط بالعقل بشكل مُباشر واللي غالبًا ما يقوده لسلك طريق مُخالف تمامًا إلى ذلك الطريق الذي تتعلق بهِ المشاعر فَ يكن هوَ (الكاسب الخاسر).
نعم. بهذه الطريقة رُبما يكونُ قد كسب رجولته هيبته شهامته واِحترام الناس إلا أنه خسر قلبه ف يعشْ شعور الهزيمة والاِنتصار في آنٍ واحد ومع كُلِ قرار.
رسول: وهيچ يا يامن ابن عمك اجاك اليوم مهزوم من الداخل بس ظاهريًا راح يدعي لبس ثوب الاِنتصار بعدما كُل العالم تنعجب بشهامته وغيرته وموقفه النبيل ويا المرأة اللي لجأت له من دون البقية طالبة منه كلمة وحدة في حال لو نطقها بمروءة راح ينتشلها من ضياعها ويتسول هوَ مُتشتت بين طُرقات الضياع
يامن: يعني أخذت قرار نهائي وراح تتزوج روح؟
رسول: ما عندي غير حل
يامن: وأنتَ؟
رسول: مو مهم أني.
يامن: احچي رسول لتخجل مني لأن مثلما أني كنت بيوم من الأيام أخ ليُمنى أني ابن عمك ال بمقام أخوك والبنية وماتت الله يرحمها يعني ما راح أتحسس من كلامك ولا أزعل من شي صار ويا العَدم، فرغ گلبك من أوجاعه خوية بلكت بهذه الطريقة ترتاح.
رسول: ما اگدر أحب غيرها يامن، عشت وياها مشاعر رغم بساطتها بس عميقة بالأثر، صرت أشوف عيونها بكل مكان أندار له وأسمع صوتها بكل صوت يخاطبني، برائتها روحها الحلوة نبرة صوتها الهادئة حچاياتها الدافية اِبتسامتها الحنونة كل شي بيها آسرني، أخوك مو مُلك نفسه يا خوية أخوك مُلك أختك وأختك تحت التُراب يعني أني والميت سوى نختلف بس بالنفس.
يامن: تنسى ويا الأيام راح تنسى بس تحتاج للوقت، قبلك أني همْ حبيت وما كنت أتصور اگدر أنساها بس شنو النتيجة؟ هذا أني گدامك عشت ونسيت
رسول: ماكو مقارنة صديقتي، أنتَ اِنخذلت من البنية الحبيتها وأني اِنخذلت من القدر
يامن: المشاعر وحدة وإن اِختلفت طُرق الخذلان لأن الشخص اليسكن وريدك سنين وسنين صعب تنساه أو تحقد عليه وتنتزعه من داخل روحك بين ليلة ويوم
رسول: هه إذا گدرت انتزعها.
يامن: اصرف نظر عن هذا الزواج وإرحم أهلي
رسول: ميفيد بعد البارحة بلغت الوالد بقراري النهائي وحاليًا هوَ بزيارة رسمية لأهل روح ماخذ الوالدة وياه علمود يفاتحوهم بموضوع اِرتباطنا
يامن: وما اِعترض عمي على هذا الاِرتباط بعد كل شي صار بالفترة الماضية من مشاكل وفضائح
رسول: تردد مو اِعترض بس من حچيت له قصة روح الكاملة مثلما نقلتوها إليَّ وافق بمشورة الوالدة وأني أعرف السبب يردوني انسى يُمنى وأعيش من جديد.
يامن: وأنتَ شنو رأيك؟
رسول: اتمنى انسى يامن، تعبت وأني أحاول انسى
يامن: راح تنسى وراح تعيش ولا كأن شي صار، هوَ هذا قانون الحياة (لا دوامَ لمشاعرٍ ماتَ صاحِبُها).
رسول: بطران أنتَ تحچي لي بقانون الحياة وأني من أشهر روحي غادرتها
يامن: بس بهذه العقلية المُتشددة بحياة الماضي أنتَ راح تظلم روح وياك، ناوي تظلمها يعني؟!
قدر: لا تگول ما جاوبك
يامن: بلي جاوب
قدر: والجواب؟
رسول: هيَّ اِختارت الاِنتقال من حياة الظلم إلى حياة الظلام أما أني مجرد وسيلة تمكنها من اِنتقالها
يامن: بس من حق روح تعرف على شنو ناوي بالضبط وشلون راح تكون حياتكم بعد خطوة الزواج
وياية أنتَ؟
رسول: تفضلي اِستريحي روح ليش لسه واگفة عندچ شمنتظرة؟! يعني حتى لو جاي اسأل عن أحوالچ همْ راح تشاركيني المجلس، البيت يعتبر بيتچ مو بيتي وتردين اضيفچ لو عندچ قرار نهائي حابة تحچيه بدون مقدمات؟ إذا عندچ أسمع لا تترددين
روح: لا ما عندي الحچي لك وحدك
رسول: زين لعد خلينا من هسه نحط كل نقطة على حرفها المُناسب ونحط مَسار ثابت لهذا الزواج بدون مُجاملة أو توتر حتى محد يلوم الثاني بالمُستقبل
روح: أسمعك احچي.
رسول: قبل كل شي أني أكو بگلبي إنسانة وهالاِنسانة صح راحت من الدنيا بس بگلبي باقية مُستحيل تروح
روح: أعرف حچت لي قدر والله يرحمها إن شاء الله
رسول: بس البعدچ متعرفيه رسول صح عايش لكن بالحقيقة ميت ويتنفس على ذِكرها
روح: من حقك.
رسول: ما أوعدچ أكثر من الاسم التحمين نفسچ بيه من شر أهلچ أما رسول وكل شي برسول مو مُلكچ ولا بيوم راح يصير مُلك لچ أو لغيرچ نقطة راس سطر
روح: وأني ما محتاجة غير هذا الاسم.
رسول: راح نسكُن بمُجمع الثابت بشقة وحدنا تجنبًا للمشاكل الطبيعية الممكن تصير في حال لو اِختلطتِ مع الأهل لفترة زمنية طويلة وبهذا يكون الاِنعزال أريح
روح: التشوفه مُناسب أني وياك بيه
رسول: راتبچ لچ وراتبي للبيت، ما راح أقصر وياچ بواجباتي ولا راح أفرض عليچ شي مترديه وأنتِ كذلك واجباتچ تعرفيها والفرض ممنوع أما الاِحترام فَ هذا أساس دوام العلاقة بين أي اِثنين مو شرط الأزواج.
روح: واجباتك راح تتنفذ على أتم وجه واِحترامك إن شاء الله محفوظ
رسول: بقت الشغلة الأخيرة والأهم إلا وهيَّ الفِراش، أني بغرفة وأنتِ بغرفة وهذا الوضع دائم مو مؤقت وشوكت ما اِستقرت أمورچ واِنتهت مشاكلچ ويا الأهل وحبيتِ تنفصلين وتشوفين حياتچ ويا غيري اِعتبري نفسچ في حل من هذا الزواج بنفس اللحظة
قدر: أكيد وافقتِ أصلاً شكلچ ميگول غير موافقة.
روح: ليش أني عندي حق الرفض؟! إذا هوَ فاتح أهله وراحوا خطبوني وجاب الشيخ يلا فكر يحط النقاط على الحروف مثلما يگول طبعًا
قدر: يعني لو جاي وحاچي وياچ قبل لا يفتحون أهله الموضوع ويا والدچ راح ترفضيه؟
روح: ما اعتقد ما عندي مخرج من هالمُصيبة غيره
قدر: وموافقة على كلامه؟ مو بعدين تگولين ظلمتني الرجُل كان صريح وياچ من البداية.
روح: موافقة لأن قراري بالزواج من رسول كان قرار له أسبابه الخاصة ما رسمت وياه أحلام وردية
قدر: بس متأكدة أنتِ گدها وراح ترجعين الحياة له من جديد وكل شي حچاه وياچ يصير في مهب الريح
يامن: وأني هذا رأيي، رب العالمين ما أخذ يُمنى إلا حتى يهب الحياة لغيرها وروح راح تكون حياة رسول.
قدر: المهم هوَ هذا الحديث الدار بينه وبينها واللي من سألته أنتَ شنو ناوي تحچي ويا روح ما اِعطاك جواب بحجة الكلام يجي وحده من اروح واوگف گدامها
يامن: زين لعد ليش اجلوا العقد إذا تم الاِتفاق؟!
قدر: البنية عندها عُذر شرعي أصلاً ما طلعت ولا حتى سلمت عليهم بيبي من يمها فهمتهم الموضوع
يامن: وشگد راح تكون مُدة التأجيل؟
قدر: مو هواي لباچر العصر بعد الصلاه تحديدًا، زين شعجب ما عرفت من رسول؟
يامن: ليش هوَ يرد عليَّ! حتى جهازه غلقه واِتصلت على أخوه يگول مو بالبيت، ما أعرف وين مختفي
قدر: أكيد محتاج ينفرد بنفسه شوية لتضغطون عليه خلوه على راحته هوَ من يرتاح يرجع وين يروح قابل
يامن: ديلا تأخر الوقت لازم أگوم
قدر: يماني
يامن: بلوة عمر يمانچ
قدر: إذا بيها مجال ها إذا يعني إذا...
يامن: احچي لا أطيح حظچ.
قدر: اي داصبر غير نتدلع شوية بالطلب حتى نحصل الموافقة خو ما رأسًا اگول يامن أريد إجازة باچر حتى من صدمتك تهلهل لي
يامن: اي مو مرة أني وأهلهل
قدر: حچاية التنگال شبيك صاير مكروه بتبذير
يامن: وأنتِ مسختچية بتبذير شنو يوميا إجازة مو حتى عمي راح يخلي ايدچ بيدي ويطردنا من المصحة
قدر: روح ما أريد زاعلتك
برطمت. ضحك وگرص خدي ساحبني لحضنه
يامن: شتسوين بالإجازة؟
قدر: أريد أبقى ويا روح بأهم يوم بحياتها وناوية همْ أطلع اشتري لها لوازم العقد حتى وإن ما كان جِدي
يامن: لا بهذه حقچ وتتدللين أني راح اتصرف أما هيَّ مُجازة بدون إجازة متحتاج لتدخلي
قدر: اي طبعًا غير عروسة المصحة
بعثر شعري يضحك ونهض طلعنا من غرفتي، بيبيتي گاعدة بالصالة ويا روح سلم عليهم وغادر، مُباشرةً أخذت روح للغرفة فتحت وياها موضوع التجهيز للعقد
- لا عفية قدر ما اريد شي هسه قابل هوَ زواج فعلي.
- يجي يوم ويصير فعلي إن شاء الله فال محلو تبدين حياتچ الجديدة بأغراض قديمة ومتناسب العقد
- بس التجهيز يكلف ولتگولين دين بعد للراتب عشرين يوم خو ما تتضايقين بسببي
- ترى عندي خير من الله صدگيني لدرجة أغلب الراتب اضمه لأن ما يلحگ يخلص يجي الثاني
- الله يزيدچ من نعيمة إن شاء الله بس أني راح يصير عليَّ هواي يمكن راتبي كله يطير بهذه الحالة
- هسه أني مطالبتچ بشي! عمي قسطيه بعد شتردين.
بقيت أحاول وياها إلى أن اِقتنعت، الصبح صحيت على صوت موبايلي سحبته بسرعة بيبي نايمة لتحس كتمت الصوت وباوعت للساعة بعدها بالسبعة وربع خير شعنده رسول متصل بمثل هذا الوقت؟!
لميت شعري وسحبت الروب، طلعت من الغرفة رديت
- خير يا طير لتفجعني وتگول الوالد رفض الاِجازة!
- لا ما رفض، أني بالباب إذا ممكن تفتحي لي ما ردت ادگ الجرس وأقلق راحة النايمين
- اي تتدلل!
لبست الروب وغسلت وجهي بسرعة بعدين فتحت له.
- صباح الخير.
- صباح النور تفضل اسوي لك ريوگ
- لا رحم الله والديچ متريگ بس اجيت بعدما سمعت من يامن ناوية تجهزين روح حتى أسلمچ هذا المبلغ
- ليش زحمت روحك أني موجودة
- هذا صار واجبي.
- تمام عاشت ايدك. أخذته منه هواي: شدعوة ترى التجهيز ما يتطلب كل هذا الصرف؟
- اليزود منه سلميه لروح مصرف لها بهذه الفترة.
اِبتسمت اتشكره وسديت الباب، ما گدرت أرجع أنام بعد، نظفت الشقة ورتبت طاولة الطعام دأجهز بالريوگ گعدت بيبي وراها بدقائق روح من خلصنا الريوگ حچيت لها على موقف رسول ما نطقت حرف ولا علقت على تصرفه اِكتفت بالاِبتسامة البسيطة وطلبت أخلي المبلغ عندي حتى ما كلفت نفسها تسأل عن قيمته إلا بعدما أني بلغتها ووضعت المبلغ بغرفة بيبي التنام هيَّ بيها.
للظهر دخلت للحمام تسبح وتجهز نفسها بعدها طلعنا للسوق اِشتريت لها فستان أبيض بسيط بتصميم أنيق واِكسسورات شعر على زينة على حذاء يعني فقط الأمور الضرورية التحتاجها ما زيدت شي حتى تستفاد من الباقي من هذا المبلغ لحين موعد اِستلام الراتب
من رجعنا إلى أن اجوا برفقة الشيخ وأني أجهز بيها، الحمد لله النتيجة كانت مُذهلة لأن بساطة الأمور تزيد من جمالها وأني شغلي وياها اِعتمد على البساطة.
دخلت والدته للغرفة ما كان الفرح ظاهر عليها بس مع ذلك حاولت تتصنع الاِبتسامة وباركت لروح بعدما اثنت على أناقة منظرها وأخذناها وطلعنا للصالة
طول ما احنا جالسين رسول ما رفع عينه عليها ومن بدأ الشيخ بقراءة صيغة العقد نصى راسه ما رفعه بعد وكأنما ديحاول بهذه الطريقة يتهرب من مواجهة الواقع.
وصل الشيخ لنقطة الحسم طلب من روح الموفقة ما ردت منصية راسها والبياض مغطي وجهها بس لأن جلوسي صاير أمامها مُباشرةً لاحظت الدمعة من نزلت بللت كَف ايدها، رجع الشيخ كرر الصيغة عليها بتشديد يطلب منها اِنهاء العقد من خلال الموافقة ب نعم
هيَّ تَتوَجسُ خِيفَةً مِنْ أنْ تَنطِقَ كَلمَة نَعمْ
تَخشى أنْ تَخسَرَ نَفسَها بَعدَ لفظِها
فَ تَرجُمُها أقدَارُ الدُنيا
تَرتَعِبُ مِنْ اِبتِلاعِ سُم القَضاءْ.
وَعِندَ سَكراتِ المَوتِ لا تَجِدْ تِرْياقَ الحَياةْ
فَ تَذهَبِ مِنُها بِ غُصةِ الرُوحِ لِ تُصبِحَ نَسيًا مَنسِيا
تَقولُ نَعمْ وَقلبُها يَصرَخُ بِ صَوتِهِ المَجروحِ
كَلا. لا أُريدُ مِثلَ هَكَذا زَواجْ
أنا صَاحِبُ مَشاعِرُكِ حُزنُكِ وَغَضَبُكِ فَرَحُكِ وَسَعادَتُكِ
وَيحُقُ لِيَّ الاِحتِجاجْ
أنا قَيمُ الثَمَنْ
لا أقبَلُ أنْ تُسَلِميني لِمَنْ لا يَضعُكِ عَلى رَأسِهِ كَما التَاجْ
بَجعَةُ رُوحِي.
أميرَةُ أفلامْ الكَرتون لا يَنبَغي أنْ تُساوى بِ قَطيعِ النِعاجْ
أغمَضَتْ بِ عَينٍ مُمطِرةْ
دُموعُها بِ حُرقَةٍ سائِلَةٍ هَامِلةْ
وَهيَّ تَقولْ: كُفَّ يا قَلبيّ عَنْ اِيذائيّ فَ أنا طَوعَ أَمرِهم أََسِيرْ
أنا صَاحِبَةُ السِرِ الخَطِيرْ
أنا مَنْ أُتهمَتْ بِالتَفرِيطِ بِشَرَفِها وَالكُل أصبَحَ مِنْها نَفيرْ
وِسادَتي كُومٌ مِنَ القِشِ وِفِراشي صوفُ خَشَبٍ.
وَعيناي حَينَ تُغمِضانِ تَحلُمانِ بِجَسدٍ نَائِمٍ عَلى الحَريرْ
دَعْ عَقليّ يَتكَلَمْ وَاِصمِتْ أنتَ
أو. نَمْ طَويلاً وَأغِمضْ عَينَكَ بِ الأمَلِ قَريرْ
فَ نَظَرَتْ إليهِ بَعدَ أنْ انهَتْ مَعْ القَلبِ حَديثَها قَائِلة:
زَوجتُكَ نَفسِي وَالزواجُ لَهُ اِحتِرامْ
نَحنُ اِتخَذنا مِنْ قَرارِ العَقلِ قُوةْ
وَاسكَتنا القَلبَ عِنوةْ
فَ عَقدنا الاِسمَ بِ الاِسمِ وَما بَيني وَبَينكَ فَجوةْ
لا تُسَدُ بِ الكَلامْ.
وَقَبِلنا
ثَوبَ ذُلٍ قَدْ لَبِسنا
لا نَرى حُلمًا طَويلاً لا فِراشًا لا حَصيرًا
كُلّ ما يَجمَعُنا عَقدٌ عَسيرٌ رُبَما نُنهِيهِ في حَالِ الخِصامْ
ثُمَ نَطقَتها مُتفائِلَةً: نَعمْ قَبِلتُ يا مَنْ عَددتُكَ لِحُزني مِسك الخِتامْ.
بعدما تم العقد الكل غادر ما بقى غير رسول ووالدته، طلعت من حقيبتها علبة صغيرة قدمتها لابنها علمود يلبس روح الحلقة قبل لا يتقدم عليها تحركت سريع كشفت عنها البياض المغطيها بلكت من يشوف منظرها تتحرك مشاعره الرجولية ولو بمقدار ذرة
وگف يمها الحلقة بيده منصي ميباوع أني كنت وراها صحته بس رفع نظره عليَّ سكتت، ظل مستغرب ولأن طال السكوت بالمكان اجت عينه بعينها لا اِراديًا.
رجع نصى بسرعة وأخذ كَف ايدها لبسها الحلقة، قدمت الوالدة حلقته لروح لبسته بيد ترجف وبعدت مُباشرةً
زهرة: اگول عيني أم رسول خو ما عندكم نية تاخذون العروس من هسه؟
رباب: لا يمة ابني وأول فرحتي أريد أباهي گلبي قبل الناس بعرسه حتى لو ما يوافقني الرأي
زهرة: اي زين تسوين ليش هوَ الواحد چم مرة يتزوج هيَّ مرة بالعمر والثانية ما لها أي طعم.
حسيتها تعمدت تحچيها حتى تسمع رسول وفعلاً هوَ انتبه على كلامها واِلتفت يگول
رسول: حجية منو الگال أني ناوي أتزوج مرة ثانية
زهرة: مو قصدي عليك وليدي جاي احچي بشكل عام المهم شوكت ناوين بالسلامة؟
رباب: يعني حسب الظروف بس إن شاء الله عن قريب عود همَ يتفاهمون بيناتهم بعدما يجهزون كل شي
تركتهم يتناقشون ورحت جبت التقديم صبيت العصير وأشرت لبيبي تتحرك شالت الگلاص من الميز حطته بيد رسول وحاچته مبتسمة.
زهرة: شربها يمة حتى حياتكم تصير حلوة بحلاة هذا العصير، شربها يلا ولا تصفن الصفنة مو للأوادم
رسول: يا حياة هذه حجية...
قدر: رسول شرب العصير ولتصير ما ادري شلونك!
رفع ايده باِستسلام ديشربها من التوتر اِنسكب العصير عليهم، بيبي شعلت الشقة بالهلاهل والله شنو الحلاه من تنسكب بالفرح تكون فال حلو للمُستقبل
ما طولوا دقائق بعد تلبيس الحلقات واِستأذنوا يرحون
يامن: ها شنو اوضاع روح بعد العقد؟
قدر: مثلما دتشوفها گدامك كتلة من اليأس حتى من العشرة نامت البارحة تريد تنهزم من مخاوفها
يامن: ورسول مثلها عود مريت بالليل نحچي شوية لگيته نايم على غير العادة ومرت عمي گالت حتى ما ناوي يداوم طلب من والده اِجازة وفعلاً ما اجى اليوم
قدر: ميخالف كل شي يتغير ماكو شي يبقى على حاله وهسه خلينا نروح لجلساتنا تأخر الوقت.
سلمت عليه وتحركت متوجهة لغرفة شغف، طرقت الباب ودخلت گاعدة على السرير تحرك القلم بسرعة رهيبة ظنيتها دتلون بس من تقربت اِنصدمت بالورقة عبارة عن شخابيط لدرجة متمزقة من شدة الاِلحاح
- شغف شبيچ؟ ما جاوبت سحبت منها القلم: احچي وياچ اتركي كل شي وجاوبيني شصاير بغيابي؟
أشرت على القلم قدمته قلبت ورقة نظيفة وكتبت.
- (أني ليش صار وياية كل هذا؟ ليش حياتي مو مثل حياة باقي البنات وليش منبوذة من أقرب الناس إلي).
- ثلاثة أمور لازم يسير عليها الاِنسان بحياته حتى يبعد السلبية عن تفكيره ويعيش مرتاح
باوعت لي بنظرة الاِستغراب تنتظرني أتمم الحديث.
- لا يتحسر على ما فاتهُ لأنهُ لا يعود
لا يقارن نفسهُ بِ غيرهِ
لأن لكل بشر من الحياة نصيب والمقارنة لا تُفيد
لا يحاول اِرضاء الناس لأن هذا لن يكون.
أشد أنواع الغباء هوَ أن تعيش حزين بسبب شخص يعيش بسعادة و أكثر ما في الحياة عدلاً إننا سنموت جميعًا ثمَ نُحاسب جميعًا من غيرِ تمييز
- (ضايجة كلش ضايجة، أمان من البارحة ماكو وأنتِ مُجازة من الملل نمت بالليل ودمعتي على خدي)
- ليش وينه أمان؟
- (ما أدري گال عندي شغل اتأخر ولسه ما مر لي)
- ممم شنو رأيچ لو اعرفچ على بنات حلوات ولطيفات مثلچ تمامًا؟
- (وأنتِ تعرفيهم؟ ).
- أكيد اعرفهم وهسه راح أخذچ ونروح زيارة لهم نكمل جلستنا هناك لأن همَ كذلك محتاجيني.
سحبتها من ايدها احاول اطلعها من جو الكأبة المعيشة روحها بيه، رحت لغرفة البنات لگيتهم بحال اسوء من حال شغف جمعتهم بمكان واحد عرفتهم على بعض بعدين صعدت لأجود كان يامن منتهي من الجلسة وياه طلبت منه يرافقني ورجعت للغرفة من شافوه اِرتبكوا گعدته مسافة عنهم وگعدت مقابيلهم بالضبط اتأمل منظرهم عابسين الملامح والتوتر هوَ سيد الحركة!
قدر: شنو الدافع من وراء هذا التشائُم؟ ليش البشرة شاحبة والعيون ذبلانة؟ ثمن الاِبتسامة تحرُك عضلة الوجه يعني ما راح ينقص منكم شي إذا اِبتسمتوها
عِناق: هه اِبتسامة ويا هذه الحياة؟!
ليش هيَّ شنو الحياة
قدر: قيل في وصف الحياة الكثير ومن الكثير، منهم
ارسطو: إنها العَقل
دوستويفسكي: إنها الجَحيم
سقراط: إنها الاِبتلاء
نيتشه: إنها القوة
فريدو: إنها الموت
ماركس: إنها الفِكرة
بيكاسو: إنها الفَن
غاندي: إنها الحُب.
شوبنهاور: إنها المُعاناة
بيرتراند: إنها المُنافسة
ستيف چوبز: إنها الإيمان
اينشتاين: إنها المَعرفة
ستيفن هوبكنز: إنها الأمل
كافكا: إنها البدايات
فَ ماذا تقولون أنتم لكي تصفوا الحياة بكلمة؟
عِناق: إنها الغدر
ميلاف: إنها الحُزن
شغف: (إنها الخيبة)
أجود: إنها الشقاء.
قدر: وأنا أقول ما الحياة إلا دار اِختبار، هيَّ الممر الحقيقي والوحيد للعبور من بوابة الحياة الآخرة، إنها دار بلاءٍ واِبتلاء وكلٌ على قدر ما يشقى سَ يلقى.
مُختصر الحديث كل شي نمر بيه بحياتنا طبيعي لأن هذه الحياة ما اِنخلقت للراحة وفي حال لو فرضنا على نفسنا اليأس بوصف الحياة بإنها الغدر والحُزن والخيبة والشقاء راح ينتهي الوجود بالنسبة لنا ونحن لا نمتلك من قوت الحياة الآخرة إلا القليل لأن وبكل بساطة تقاعسنا وتعاجزنا عن المقاومة ومن ثُم الاِستمرار والنتيجة راح تكون خسارتنا للحياتين الدُنيا والآخرة معًا
ميلاف: وإذا الحياة كلها عكس ويانا شنو الحل؟
قدر: الحياة احنا النقرر شكلها مو هيَّ التقرر لنا الشكل الراح نكون عليه بحياتنا وحتى نكسبُ لنفسنا حياةً سوية يجب علينا اِتباع المقولة الآتية:
إذا نطقت فَ إصدق
إذا ملكت فَ إرفق
إذا اِمتلكت فَ إعتق
إذا رُزقت فَ إنفق
إذا جنيت فَ إعتذر
إذا جُني عليك فَ إغتفر
إذا أُعطيت فَ أشكر
إذا اِبتليت فَ إصبر
إذا عاقبت فَ أرفِق
إذا عاتبت فَ إستبق
إذا ذمتت فَ إقتصر
إذا مدحت فَ إختصر
إذا أحببت فَ لا تُكثر
إذا أبغضت فَ لا تهجُر.
إذا صنعتَ معروفًا فَ اِستُره
إذا صُنعَ إليكَ معروفًا فَ أنشره
إذا رأيتَ مظلومً فَ أعنهُ على الظالم
إذا رغبت في المكارم فَ تجنبْ المحارم
إذا كان البقاءُ لا يوجد فَ النعيمُ زائل
إذا كان القضاءُ لا يُرد فَ الاِحتراسُ باطِل
إذا وصلت إليكم أطراف النعم
فَ لا تنفروا أقصاها بقلة الشُكر
إذا صعبتْ عليك نفسك فَ اِصعبْ عليها تُذل لك
وخادع نفسَكَ عن نفسِكَ تنقد لك.
وهسه حاچوني إذا طبقتم هذا الكلام بحذافيره ما راح تكونون ساعتها راضين عن نفسكم وحياتكم؟!
المرض الروحي ما هوَ لا نِتاج ضعف الإيمان.
آمنو بالله آمنو بالقضاء آمنو بالقدر آمنو بالاِختبار آمنو بالمُصيبة ومن ثمَ آمنو بأنفسِكم تطيب لكم أنفسكم
أجود: كلامچ دكتورة عِبارة عن مُهدئ ينتهي مفعوله مجرد ما يصير الليل ونتمدد على سريرنا.
قدر: كُلما تهرِبونَ منهُ نهارًا يأتيكم على الوسادةِ ليلاً لذلك خلوا عندكم الشجاعة الكافية وواجهوا أوجاعكم أثناء جلسات علاجكم حتى ساعة اللي يحين موعد النوم ماكو شي يبقى بذاكرتكم غير كلام الطبيب
ميلاف: يعني لازم نحچي؟!
قدر: لا نكتب مثل المرة السابقة بس لازم الكلام يكون مُختلف مثلاً تكتبون هذه المرة عن مخاوفكم
حچيتها وقدمت لهم الأوراق.
قدر: وهسه لازم تصيرون فريقين حتى بعد الكتابة مُباشرةً نبدأ بخطوة جديد، أجود وميلاف عِناق وشغف
ميلاف: أني ما أريد وياه
قدر: تمام لعد عِناق
عِناق: لا حبابة أني همْ ما أريد خلي هذه البنية وياه
باوعت لشغف هزت راسها بالرفض والخوف بعيونها.
قدر: اِنتهى الكلام أجود ويا ميلاف وعِناق ويا شغف
ميلاف: بس هذه اِجحاف وتعسف بحقي
قدر: منظمة حقوق الإنسان بالطريق عود بس توصل اشكيني لها ويلا گومي اگعدي مقابيله.
نهضت مكشرة على وجهها بعصبية، گعدت أمام أجود الخشم مرفوع والعيون متضيقة تنظر له بغرور واضح
قدر: يلا كل واحد عينه بورقته واِعتبروا هذه الورقة بمثابة سلة المُهملات أريد كل شي يضايقكم تدفروه...
بعدني ممكملة كلامي ردت اگولهم تدفروه من عقلكم لداخل السلة مثل الكرة ما أحس إلا ميلاف دفرت أجود برجلها دفرة قوية بحيث حتى كرسيها تزحزح من مكانه، الرجُل اِنصدم وبكل هدوء ظل صافن عليها
قدر: ميلاف شنو سويتِ؟!
ميلاف: أنتِ مو گلتِ كل شي يضايقكم تدفروه أني وجود هذا بالغرفة مضايقني
قدر: أولاً اسمه أجود عيب تگولين هذا ثانيًا تصرفچ ممقبول ولازم تعتذرين منه وشرط يقبل اِعتذارچ وإلا ترجعين للغرفة ومتشوفيني ولا تشوفين عِناق يومين على التوالي والقرار الأخير يرجع لچ
أجود: ما اريد اِعتذار
قدر: انتظر رجاءً أني اللي لازم اتصرف بهذه المواقف.
باوعت عليها، عيونها تجدح من الغضب ومشخصتها على أجود بشكل مُباشر وكأنما دتتحداه بنظراتها
قدر: اِعتذري يلا ليش ساكتة؟
ميلاف: اسفة
أجود: اِبتسمي ليش دتعتذرين من ورا خشمچ
ميلاف: اسمع ولك
قدر: ها ها
ميلاف: ليأمرني هوَ، أني ما أقبل واحد يأمرني أنتِ بس تأمريني فهميه هالشي
أجود: وأني ما أقبل اِعتذارچ بدون الاِبتسامة وها لازم تكون حقيقية مو تجامليني بيها.
قدر: اِبتسمي ميلاف، هوَ حط شرط لقبول الاِعتذار وأنتِ مجبورة تنفيذه وإلا العقوبة تتحقق
اِبتسمت بتصنع تكرر الاِعتذار منه.
أجود: لا ممقبول اِبتسامتچ مو صادقة لازم تعيديها
ميلاف: اعتذر
أجود: همْ ممقبول حاولي بعد
ميلاف: لا هذا زودها.
دفعت الكرسي وهجمت عليه رفعت ايدها تضربه مسك كفها حيل، ظلت تصرخ بوجهه وهوَ يباوع لها مبتسم ببرود هدوءه بمثابة البانزين الينرمي على نار العصبية بحيث جبرها تفقد عقلها حتى غلط صارت تغلط عليه نست رهابها أمام ثورة الغضب الاِجتاحت دواخلها وتقبلت لمسة كف أجود الطويلة على جسدها
أجود: كافي ما تعبتِ؟!
ميلاف: حقير حشرة كلكم الزلم ما بيكم شريف
قدر: ارجعي لمكانچ بسرعة
باوعت لي صافنة، ثواني ووعت على نفسها شسوت.
ميلاف: اسفة والله ما حسيت على نفسي بس هذا
قدر: أجود مو هذا
ميلاف: اي هوَ أجود كلش زودها
قدر: كرري الاِعتذار بكل أدب وارجعي لمكانچ ميلاف
باوعت له بعين منكسرة.
ميلاف: اسفة
أجود: دلمي كفشتچ واسمعي كلام الدكتورة
عدلت شعرها مكشرة بوجهه ورجعت للكرسي گعدت
تعبوني كلش هالمرة يلا نهيت الجلسة بس المؤشر بدأ يذهب نحوَ الاِيجابية بشكل كبير ما زال المخاوف بدأت بالتلاشي وحلت محلها العدوانية المُعاكسة.
نايمة بالليل أسمع رنين الجهاز يصدح داخل مسامعي بس عقل الباطن يوهمني بالأحلام، بين لليقضة والمنام سمعت صوت بيبي تصحيني دردمت ويا نفسي بكلام ممفهوم ثواني وفزيت على حركة قوية
فتحت عيني مرعوبة بيبي تخض بجسمي تحاول بهذه الطريقة تصحيني من نومي الثقيل والجهاز بيدها
قدر: شكو بيبي ليش هيچ تگعديني!
زهرة: المسربت هذا اللي صدگ طلع مسربت شعنده يتصل بيچ ساعة ثنتين بالليل؟!
قدر: اتصل!
زهرة: هاچ هذا دگ مرة ثانية شوفيه شنو يريد
سحبت الموبايل من ايدها وحمحمت أرجع صوتي.
قدر: ألوو نعم!
أمان: أني بالشارع الثاني انتظرچ عند الباب الخلفي للعمارة، بسرعة نزلي لي
قدر: أنتَ واعي على نفسك شفت الساعة قبل لتتصل
أمان: قدر اِنزلي ترى عقلي گامز من راسي لا تخليني أراويچ الوجه الثاني للسقر
قدر: جاية الله لا يوفقكم إن شاء الله.
سديت الخط ونهضت من مكاني أدردم بضجر وبيبي تركض وراية تريد تعرف شنو صاير وياهم، مثل العادة شربتت السالفة شلون ما كان ورغم عدم قناعتها بالكلام اِنجبرت تسكت لأن شافتني صح ناوية أطلع من الشقة بس أبدًا هالخروج ما كان على مزاجي.
نزلت بسرعة من باب العمارة الخلفي بس فتحته صارت سيارته گدامي، صعدت بدون كلام شخطها وتحرك الغضب مسيطر على ملامحه سكتت ما ناقشته بيني وبين نفسي گلت شنو يعني ممكن يكون سبب هذه الزيارة غير واحد منهم اثناء مغامراتهم الما تنتهي تصوب ويردوني أعالجه ماكو شي جديد بالموضوع.
طولنا يلا وصلنا لأحد الأحياء المشبوهة تابع لأصحاب الملاهي والعاملين بيها أعرفه كلش زين ومو أول مرة أدخل له، نزلنا ضم السويچ بجيبه وسحبني من زندي بقبضة من قوتها صرخت بصوت موجوع
طرق باب شقة مُعزولة دقيقة وفتحتها شابة الجسم شبه عاري بسيت نوم خلاعي والعلچ يطگ بالحلگ أما المكياج ذاك وينه مبين مكياج بنات الليل!
ردت اعترض سكتني بدفعة قوية سندتني هيَّ قبل لا أسقط، رفعت راسي عليه أعصابي شرار توني صرخت بوجهه جر السلاح من حزامه يسحب أقسام بحركة سريعة وثبته على راسي رمى بدون تردد تشاهدت لأن بيني وبين الموت شعرة، الطلقة مرت من يم أذني بمسافة الاِحتكاك لو ما أمان حرك ايده سنتيم واحد كانت الرصاصة مستقرة حاليًا بنص وجهي...