رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثاني
يَسلِبونَ الحَياةَ مِنا رغمًا عَنا. وَلكِنهمْ نَسوا إنَّ عَدلَ الله وَإحقاقَ حَقه لا يُسلب.
- سديت الباب ودخلت، عيوني تتجول بين منظر جسدها المتجرد من روحه وبين أرجاء المكان التوحي للعقل ب غرابة الطريقة الإستخدمتها المريضة للإنتحار
عُقدة المشنقة.
الكرسي،
العكاز،
المسافة بين قاطع الستار والأرض!
خزنت مجموعة من الصور للحادثة داخل جهازي الخاص وفتحت الباب، من مكاني ناديت على الأمن بنبرة حادة واتصلت بالمدير طلبت منه يحضر للطابق الثاني بأقصى سرعة ممكنة. دقائق والكل صار عندي
انتشرت الفوضى بكل مكان وإنزرع الرعب بين صفوف المرضى وهمَ يشاهدون نهاية الحياة لشريكتهم في الألم مع بداية رحلة العلاج. رحلة الموت
رؤوف: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،
شلون هيچ إنتحرت.
رسول: تسجيل أول حالة إنتحار داخل مصحة شمس الغد بعد مرور خمس سنوات على إفتتاحها!
يامن: والإنتحار لاِمرأة! مو غريب هالموضوع؟
تركتهم يتناقشون بيناتهم وتقدمت ب إتجاه جثة البنية
توهم منزليها الأرض
گعدت مسافة عنها اتفحص انحاء جسدها ب عيوني
- يسعادة الدكتورة خليكِ مطرحك مينفعش تقربي
رؤوف: قدر بنتي تعالي لهنا
- تسمعيني حضرتك، اترجاكِ تبعدني من هنا.
طول ما همَ يتكلمون بالي مو وياهم، كل تركيزي منصب على جسد هالمسكينة أحاول ألزم راس الخيط اليوصلني للحقيقة. فجأة لمحت إحمرار بمعصم إيدها يدل على إستخدام قوة في السحب مقابل مقاومة مُضادة، معناها إحتمال قوي شكي يكون ب محله
قدر: باشا إذا ممكن أخذ لها صورة تذكارية أخيرة
- اعتذر من حضرتك بس مينفعش
قدر: قطر الندى كانت مريضتي يعني خسارتها ابد مو سهولة لذلك اترجاك مترفض طلبي.
- ماشي بس استعجلي شوية علشان نشوف شغلنا
طلعت الموبايل من جيبي وقبل لا أرفعه گدام الضابط زومت على معصم إيدها وإلتقطت صورة سريعة بعدين إلتقطت لها صورة لكامل الجسد وإنسحبت مباشرةً.
داطلع من المكان صاروا المرضى گدامي متجمعين بباب الغرفة من ضمنهم المريض المشرفة على حالته كان واقف بالمنتصف متكتف ويباوع علينا من بعيد، للحظة شكيت ممكن يكون هوَ الفاعل لأن تصرفه من طفى الجگارة ب زندي يوحي لوجود نزعة إجرام قوية بداخله بس مع ذلك هالشي يبقى مجرد شك لحين التوصل إلى الحقيقة
تجاوزته ب نظرات باردة وغادرت الغرفة، بعدني امشي داخل الممر ب إستعجال وگفني صوت يامن
- وين رايحة قدر؟!
- هسه جاية.
- يحتاجوچ هنا ميصير تغادرين
- ما اتأخر دقائق وأرجع. انتظروني
حچيتها ومشيت بسرعة. قبل لا افتح باب المصعد باوعت وراية المكان آمن الحمد لله بس لازم استعجل
نزلت لغرفة المراقبة مسعود مرتچي الكرسي والجهاز ب إيده ما اعرف بشنو ديتصفح بس حس على وجودي غلقه ونهض على السريع.
- اهلاً يسعادة الدكتورة أنا سمعت باللي حصل وزعلت أوي بيقولوا البنت اللي إنتحرت كانت مريضة عند حضرتك هوَ الكلام ده حقيقي وله إيه
- نعم صحيح.
آآآ اگول مسعود ليش شاشات الكاميرا كلها مطفية
- آه حصل فيها عطل النهاردة وأصحاب الصيانة شوية كمان وهيجوا
- عُطل واليوم بالتحديد!
- أهو ده اللي حصل
- يعني من بداية الداوم متشتغل لو شنو؟
- لا لما جيت كانت شغالة بس معرفش إيه اللي حصل فجأة ضرب النظام بتاعها وتوقفت بنفس اللحظة
- غادرت المكان أنتَ اليوم
- لأ
- زين اجى شخص ل هالغرفة قبل متتوقف الكاميرات
- أيوه الدكتور يامن عدى عليَّ الصبح
- يامن!
زين ليش مر لهنا ممكن أعرف؟
- كان جايب ليَّ شوية حجات، مساعدات وكدة يعني
- ودخل؟
- شرب معايا كباية شاي ومِشي على طول
- وغيره
- مممم مفيش
- ماشي بس إذا تصلحت الكاميرات يا ليت تنطيني خبر
- أنتِ تأمري يسعادة الدكتورة.
استأذنت منه وصعدت للطابق الثاني بعدهم يشتغلون شوية وطلبوا إفادتي لكوني الدكتورة المشرفة على حالتها. حچيت لهم كل شي اعرفه حتى كلامها عن الإنتحار وراها وجهوا اسئلتهم لدكتور رؤوف مدير المصحة، آشرت ليامن وغادرت المكان الهوسة بعدها مثل ما هيَّ تقربت من الأمن طلبت منهم يفرقوهم، ثواني وفرغ المكان صار ما بيه غيري اني ويامن وأمن المصحة، مشيت خطوات بسيطة گعدت الكرسي مقابل الغرفة. اجى يامن گعد بصفي.
- خير شبيها إيدچ شنو هالأثر؟! كأنه حرق
- إيدي! ها اي آآآ هذا اليوم واحد من المرضى...
- لتگولي لي طفى الجگارة ب زندچ!
- اي للأسف. حچيت له الموقف بالكامل
- بدينا بالسوالف التعبانة أستغفر الله ربي وأتوب إليه
- هسه دعوفك منه وخلينا ب قضية قطر الندى هيَّ أهم
- احچي شنو عندچ
- ما ادري شنو المفروض اگول بس يعني ورغم كل شي سمعته منها نهائيًا م تصورت ممكن تتخلى عن حياتها ب هالسهولة، لو شتگول أنتَ؟
- اعتقد كانت واصلة مرحلة من الضغط النفسي مگدرت وياها تسيطر على إنفعالاتها ولا گدرت تحد من تفكيرها السلبي
- إلتفتت صافنة ب وجهه.
- ها شبيچ صفنتِ؟!
- اگول صدگ نسيت اسألك اليوم الصبح وين كنت؟ مو عوايدك تتأخر ل هالوقت بحيث دخلت للغرفة ويا بداية الدوام بالضبط، خير خو مصاير وياك شي
- لا ماكو شي بس مريت على عمي أخذت منه القوائم الجديدة للمجموعات واجيت بلغتچ
- وغيره ما رحت منا منا. إعترف إعترف.
- ههههههه يمعودة وين اروح تحچين وكأنما متعرفيني
- متأكد؟ شو عندي إحساس اكو شي ضامه عليَّ
- لا وعيونچ ماكو شي، بس سويت شغلة لوجه الله ما أحب احچي بيها
- مسعود قصدك
- وأنتِ شلون عرفتِ؟!
- مو مهم شلون المهم عرفت بس ما أتصور بيناتنا هذه السوالف بعد كل شي قدمنا للناس سوية
- اكيد ما بيناتنا بس ما ردته ينحرج لأن تعرفيه معرفة شخصية بالنهاية هالرجال عنده عزة نفس فضيعه
- مو مشكلة.
- اي ما گلتِ منين عرفتِ ب هالسالفة؟
- هوَ بلغني بعدما ضغطت عليه لذلك اترجاك م تفتح الموضوع وياه، يعني سوي الأمر طبيعي ولتحرجه
- وأنتِ شنو خطر ببالچ حتى تسأليه مثل هالسؤال
- قبل فترة شفتك گاعد وياه وصار عندي فضول اعرف شنو بيناتكم
- أنتِ والفضول! ابد متدخل للعقل
- دعبرها يمعود، سألت مسعود لأن ضميت عليَّ.
بيومها بعدما شفتك وياه سألتك مثل اليوم ليش متأخر وهمْ نكرت، ما جبت لي طاري هالسالفة نهائيًا.
- عبرنا يابة عبرنا بس بعد لتعيديها بنيتي
- ههههههه، رايحة ارتاح عود تعال بلغني شيصير هنا
- تتدللين ياب.
درت وجهي ومشيت مبتسمة من الداخل ضميري جدًا ديأنبني لأن شكيت بيه للحظة لكن من الخارج عملنا يجبرنا ننتزع الثقة من الجميع حتى من نفسنا
بيومها توقف العمل بالمصحة كُليًا، لثاني يوم تصنفت القضية حادثة إنتحار وإنغلق ملفها عند هذه النقطة.
ويا بداية الدوام وصل لي الخبر، تركت كل شي من إيدي وتوجهت لغرفة المدير طرقت الباب صاح تفضل
دخلت مشغول بالعمل،
گعدت انتظره. قريب العشر دقائق يلا تفرغ لي
- اسفة دأخذ من وقت حضرتك بس عندي يمك أمرين تگدر تعتبر الأول طلب والثاني خدمة. واكيد اني اعرفك كالعادة مستحيل راح تقصر وياية
- تفضلي دكتورة شنو عندچ؟
- محتاجة CV المرضى اللي تحت إشرافي وتقاريرهم الطبية، إذا أمكن يعني.
- بس بنتي مثل متعرفين بعدنا م مسجليهم لحد الآن
- اوعدك يومين مو أكثر ويكونون على مكتب حضرتك بس محتاجة اطلع عليهم ضروري ما اگدر انتظر ولا اگدر اتحرك ويا المرضى خطوة واني جاهلة بحالتهم
- تمام لعد راح أترك تسجيلهم عليچ ب هالحالة متفقين
- متفقين دكتور.
- زين الطلب وعرفناه الخدمة شنو؟
- باوعت له ب نظرة توسل: أريد إجازة اليوم رجاءً.
- يعني راح نفتتح السنة بالكسل والتهاون دكتورة قدر هذ الشي مو قبول، أنتِ وعدتيني خليچ عند وعدچ
- والله العظيم عند وعدي بس محتاجتها ضروري.
دكتور متعرف ضميري شلون ديأنبني بسبب قطر الندى
ترجتني ما اعوفها وبالمقابل اني طمأنتها مراح يصيبها شر داخل هالمصحة وهذه النتيجة. خسرت حياتها.
- بنتي بعد كل الحالات المرت علينا مكنت متوقع يجي اليوم الأسمع بيه منچ مثل هالكلام! بعدين أنتِ إنسانة مؤمنة وتعرفين لكل امرئٍ أجلهُ ولكل أجلٍ كتاب يعني حتى لو كنتِ يمها كان من الممكن تموت وهيَّ الفراش بس لأن اجت ساعتها فَ لتحملين نفسچ فوق طاقتها بالنهاية كل احنا على نفس الطريق
- ونعم بالله، ميخالف دكتور اني محتاجة هالإجازة
محتاجة اظل وحدي وارتاح شوية البارحة ابد م نمت
- والمرضى شلون؟
- خليهم يرتاحون اليوم مثل متعرف اللي صار البارحة ويا قطر الندى أثر عليهم همَ هماتين لكونها زميلتهم بالمجموعة وفقدوها قبل ليتعرفون عليها
- زفر أنفاسه ب ضجر واضح و نصى فتح الجرار.
- ها دكتور؟ عفية لترفض طلبي محتاجة المجموعة بگد حاجتي للإجازة ويمكن أكثر
- تفضلي مجموعتچ وأخذي اليوم إجازة بس خل يكون بعلمچ هالسنة مراح تكون مثل سابقتها دكتورة
- إن شاء الله، وجدًا ممنونة من حضرتك على كل شي.
- أنتِ بلوتنا ومضطرين نتحملچ، هذا كلام ابن أخوية مو كلامي وحسب مداشوف كلامه جدًا صحيح
- ممنونة والله لوجودكم بحياتي، اتشكرك للمرة الثانية
- تتدللين بنيتي. وحاولي تريحين نفسچ من التفكير السلبي من غير شي توچ وگفتِ على رجلچ
- إن شاء الله
سلمت وغادرت غرفة المكتب، داتمشى بالممر صادفت يامن تحججت بالمرض حتى انطيه عذر مقنع لمغادرتي المصحة بمثل هالوقت وطلعت مباشرةً.
اكو مطعم شعبي أتردد عليه ب إستمرار لأن گعدته كلش مريحة، أخذت المجموعات وتوجهت له أول موصلت طلبت الأكل رغم ما اشتهي بس شكلها گعدتي مطولة ميصير ابقى ساعات العصير فشلة من أصحاب المكان
بس جابوه بعدته لنهاية الطاولة، سحبت الملف الطبي الخاص ب قطر الندى من بين الملفات ودرست حالتها الإجتماعية والنفسية ب أدق تفاصيلها وبعدما تكونت صورة واضحة عن هالضحية داخل مخيلتي غلقت حساب المطعم وتوجهت لمكتب النائب العام.
ساعة تقريبًا يلا گدرت أدخل عليه واعترف لوما عندي واسطة قوية يمه مستحيل اگدر أحصله بمثل هالوقت
- اهلاً اهلاً ي قدر
- سعادة الباشا. اسفة جدًا لو كنت ب اخذ من وقت معاليك بس الأمر مستعجل شوية، أرجو المعذرة
- ولا يهمك. تفضلي استريحي
- شكرًا ي افندم
- شاي ولا قهوة
- لا متشكرة مش جاي على بالي اشرب حاجة دلوقتي
- طيب أنتِ إزيك عاملة إيه، إن شاء الله تكوني كويسة
- نحمدو على كل حال.
رجع نفسه الكرسي مبتسم وشبك أصابعه ببعضها.
- يستحق الحمد،
ودلوقتي أيوه ي قدر إيه اللي عندك؟ سمعيني
- هوَ في الحقيقة أنا كُنت...
كانَت تسعى جاهدةً للوصولِ إلى الحقيقة
لإكتشافِ الجريمة ومعرفة دوافعها
للعثورِ على مَنْ قتلَ البراءة بسلاحِ الإنحِطاطِ والدَناءة
هيَّ قدرٌ وتؤمنُ بالقدر.
لكنها تَعلم أنَّ هناك أيدي خفية تَخطُ أقدارَ مَنْ حولها احيانًا
أنتم لا تَعلمون ما الذي تسعى إليهِ قدرنا.
لا تعرفون ما الذي يدورُ في مخيلتها
هيَّ تخطط بعيدًا عن أعيُن الناس
تتحرك بِ عكسِ ما يدورُ في أذهانِهم
هيَّ دائمًا تختارُ أصعبَ الطرق لتجد مِنَ الحِلولِ أسهلها
إنها اِمرأة كَ المغناطيس.
نَهضت مِن غياهبِ الجحيم تسير بِ خطواتٍ شامخة
تجذبُ مَنْ حولها فَ تسحبهم نحوَ أقطابها،
وعِندما يتُم الإقتِراب مِنها. تَسلعهم بِ لهيبِ غضبها
ذلكَ الغضب الذي كانَ وليدَ مُعاناةٍ وأصبحَ حَلبةً للنِزال.
هيَّ وحدها. مَنْ تخرجُ مِن هذهِ الحَلبة مُنتصرة
وها هيَّ الآن عادت مِن وجهتِها مُكللة بالنجاح
مُؤيدة بالنصر
حاصلة على ما تُريد
لتَجلسُ بعدها داخلَ عُزلتها السرية
تسحبُ أوراقها المَخفية
تدون أفكارها ب حروفٍ مِن لغةٍ غير معروفة المَعالِم
يُقال إنها تُدعى لغة الدَهَاء.
رميت القلم من إيدي ب تعب وحاوطت رگبتي طگيتها حيل يمكن صار لي خمس ساعات على گعدة وحدة.
مطيت جسمي ب نحول أحس عظامي كلها تكسرت من گعدت الكرسي، سحبت نفس عميق وزفرته لأكثر من مرة بعدني متقوقعة داخل عُزلتي الخاصة رن الموبايل
- تدري توني كنت ناوية أتصل عليك. ابن حلال
- اي صحيح
- وداعتك عندي وأنتَ م محلفني
- يلا يابة صدگناچ، شكو ماكو بشريني شلون صرتِ
- ماكو خلصت النهار نايمة من التعب توني يلا گعدت
- وهسه شلون راح يجيچ نوم بعد؟!
- يماني أنتَ دتحچي ويا قدر تعرف منو قدر؟ هذه الما عندها شي بالحياة أهم من النوم
- اييي اني الأعرف بلوتي شگد تحب تنام مو غيري،
ميحتاج تعلميني بيها
- اصلاً أحبه بتبذير مو شلون ما كان
- حاولي لتنسين إنَّ المُبذرين كانوا إخوانَ الشياطين
- اي والله صح متشوفني صرت أختك
- لچ أم نص عقل تالي عمري أنتِ اللي تقصفيني!
- ما كنت ناوية أقصفك بس للأسف أنتَ جبتها لنفسك كلما أستخدم مصطلحك تعقب عليه ب إستهزاء، إذن معناها تستاهل القصف لأن أنتَ بديت والبادي اظلم
- مو استخدامچ للمصطلح دائمًا يكون مو ب محله
- تمام ي سيبويه. ضع كلمة تبذير في جملة مفيدة ثمَ أضبطها بالشكل كي لا أقوم بِ قصفكَ قصفًا عنيفًا
- ممم اشتاقيت لچ بتبذير، كافي كسل وإجازات بعدنا ما گلنا بسم الله خليچ نشيطة شوية لاحگة النوم.
- تؤ تؤ ما ضبطتها بالشكل صفر من عشرة عيوني
- ليش ولچ؟!
- المفروض تگول لي نامي بتبذير وأخذي راحتچ لاحگة على تعب الشغل ودوخته، الإشتياق ميوكل خبز
- باللهِ العظيم مو صوچچ.
- اي نعم صوچك، أعرف أعرف ميحتاج تكمل الجملة
- هههههه وهسه شنو راح تسوين
بعدني ممجاوبته سمعت هزاز جهازي الثاني أشتغل.
- راح أنام
- ب هالسرعة! ههههههه لا أنتِ ابد مو طبيعية
- نعسانة شبيك متصدگ
- تمام نوم العافية. تصبحين على خير لعد.
- وأنتَ من أهل الخير
سديت الخط من عنده وجاوبت الخط الثاني قبل لينتهي الإتصال ب ثواني بسيطة.
- الوو نعم
- أيوه ي قدر فينك أنا مستنيك تحت في العربية
- اجيت بس خليني أجهز نفسي شغلة خمس دقائق
- طيب خذي وقتك.
نهيت المكالمة وركضت للمغاسل غسلت ورحت للمطبخ أخذت تفاحة أسد بيها جوعي وراها غيرت ملابسي ونزلت من السلم الخلفي للعمارة، قريب الأربعة الفجر يلا رجعت مباشرةً نمت رغم ميتة جوع بس حاليًا ما اريد شي غير بس أنام أحس روحي فقدت من التعب
حسيت الصبح على صوت المنبه، بدون وعي انطيته إيقاف ورجعت نمت ما حسيت إلا الباب ديندگ ب قوة.
گمت مرعوبة باوعت للساعة عزة ب عينچ قدر بالسبعة وربع شتلحگين بعد! فزعت من مكاني ردت اشوف منو الباب تذكرت اني بعدني ب نفس الملابس
لبست بجامة نوم ولفيت الروب عليها بسرعة، فتحت الكنتور رميت الملابس الكنت لابستهن بالأرضية ورحت اركض للمرايا فتحت شعري بعثرته حتى يبين الوضع طبيعي وطلعت للصالة صحت منو اجاني صوته يرزل بيَّ، فتحت الباب مخبوصة دخل والريوگ ب إيده
- وينچ غضب وينننننچ! شنو السالفة كل هذا نوووم.
- أعصابك، ما حسيت المنبه ش اسوي يعني
- أنتِ شفتِ الساعة لو لا؟
- شفت.
- وبعدچ واگفة گدامي ب هالملابس!
- هسه السريع أجهز نفسي مو فد قضية صعبة
- والريوگ الطلعت من الصبح علمود اجيبه لحضرتچ
- ميخالف يماني نتريگ بالدوام، عادي يعني متعودين
- ف لا ألوم نفسي والله من سميتچ بلوة عمري، دفوتي يلا جهزي نفسچ واني رايح للمطبخ أجهز الريوگ
- اوووي مو أخو ينگرط يا عالم ينگرررررط
- لوگية بتبذير.
- إذا لأخوية م تلوگت منو اليستاهل اتلوگ له يا عيني
- هههههه دامشي يلا جهزي نفسچ كافي تأخير
- صار وأنتَ روح للمطبخ حضر الريوگ
اريد اروح وارجع الگى كل شي جاهز، الفهاوة ممنوعة
- اي ياب تأمرين أمر. دامشي لچ لتخلين أخذ الريوگ واطلع للدوام هناك آكله وحدي حتى اعلمچ الفهاوة شلون تصير
ضحكت من گلبي ورحت للمغاسل.
بين ما جهزت لگيته مكمل الريوگ أكلنا وطلعنا بسيارته.
وصلنا للمصحة. هوَ راح يشرف على مجموعته واني بقيت بغرفتي أراجع ملفات المجموعة الخاصة بيَّ أول ما بديت بالمجرمين اثنين شباب محكومين ودازيهم يتعالجون يمنا من شفت صعوبة حالتهم تركت باقي المجموعة وتوجهت لغرفهم فورًا، أخذوا كل وقتي لبداية الظهر يلا انتهيت من عملي وياهم. لليوم طبعًا
طلعت اتمشى بالممر صادفت يامن اثناء طريقي.
- ها الله يساعدچ
- ويساعدك
- شنو الأخبار يمچ؟
- ماكو والله لحد الآن ب حالتين بس ويا دوب تعارف
- كم حالة عراقية عندچ
- ما اعرف الحالتين اليوم كانوا شباب مصريين و أكو حالة تعرفت عليها قبل يومين كانت ل شاب عراقي صاحب الجگارة حچيت لك عنه، أكيد تذكر
أما باقي الحالات بعدني لسه ممتعرفة عليهم، وأنتَ؟
- من سبع حالات خمسة عراقيين
- الله هنيالك، أحس بشعور كلش غريب وجميل بنفس الوقت لمن أتعامل ويا حالات عراقية
- شعور متبادل يمكن لأن نحن لأصلنا.
- اكيد مو يمكن. بس يلا بعد اكو أمل بالنسبة إلى لأن عندي حالتين مدري ثلاثة لسه مشفتهم بلكي عراقيين
- لتخافين لابد تطلع بالقليل حالتين عراقية مثل كل سنة، لتنسين احنا المصحة الوحيدة التستقبلهم، بس كون حظچ مو مثل حظ رسول السنة ولا عراقي عنده
- يلا عادي مو مشكلة إذا كلش كلش أتبادل وياك، أخذ مجموعتك وأنطيك مجموعتي لو عندك إعتراض؟
- لا يابة إعتراض ايش گدامچ المجموعة وصاحبها.
- هههههههه شكرًا دومك مخجلني، يلا نصلي ونتغدة حتى نرجع لشغلنا أريد أشوف مجموعتي بالكامل اليوم
- زين اني رايح اصلي واطلع اجيب الغدة من برة كملي وانتظريني بالغرفة مو تتغدين من مطعم المصحة
- تمام بس لتتأخر
- صار عيني
ساعة تقريبًا ورجعت على رأس العمل، حسب الملفات العندي واضعين تحت إشرافي سبع حالات بس الغريب بالموضوع الغرف المفتوحة ستة فقط من ضمنها غرفة قطر الندى، لعد الحالة السابعة وين من كل هذا!
داتمشى ب إتجاه الغرفة السادسة استوقفتني جدران الغرفة الرابعة باوعت عليها ب تردد هسه شنو المفروض أدخل عليه لو أترك موضوعه لنهاية المجموعة؟!
درت وجهي داكمل الطريق تراجعت ب خطوات مسيري
باوعت الباب محتارة، بدون وعي وما اعرف شنو السبب الخلاني أغير وجهتي ب إتجاه غرفته
تقدمت ب بطئ شديد.
وصلت للغرفة طرقت الباب مرتين ماكو رد!
نزلت المقبض ودخلت واگف يلبس بالمعطف وظهره عليَّ
- مرحبا
حتى ما دار وجهه!
سحب الإسكارف لفه على رگبته ولبس المناظر
تقدم عليَّ ديغادر الغرفة قطعت طريقه ب جسمي.
- ها خير وين رايح؟!
- مباشرةً نزع المناظر ورفع حاجبه الأيسر ب إستنكار
- داحچي وياك وين رايح؟!
- زوجتي
- نعمممم!
- أنتِ أنتِ زوجتي؟
- لا
- أمي
- لا
- أختي
- اعرف وين تريد توصل من هالكلام
- ما طول تعرفين أبتعدي عن طريقي حالاً
- بس هنا متگدر تدخل وتخرج على مزاجك محد راح يسمح لك ب هالشي، لازم تعرف هالمكان اله قوانينه.
- رجال اليمنعني.
حچاها ورفع الوسطى والسبابه دفعني بيهن بكل هدوء وغادر ب إتجاه مخرج المصحة، تركته على راحته الأمن موجود بالباب مو بسهولة يگدر يغادر هالمكان
توجهت للغرفة السادسة. طرقت الباب ودخلت بنات اثنين متواجدات بغرفة واحدة! هسه بس يلا گدرت اعرف مجموعتي ليش ست غُرف مو سبعة.
باوعت عليهن شبه فاقدات! مبين حالتهن المرضية واصلة لمراحل متقدمة جدًا وهالشي معناه لازم أتعامل وياهن معاملة خاصة. معاملة طفولية للغاية بعيدة كُل البعد عن الجدية والرسمية الأستخدمها بأغلب الأحيان.
كانت گعدتهن متفرقة. وحدة حاضنة نفسها الكنبة المركونة مقابل التلفزيون صافنة عليه بس ببال شارد والثانية متمددة السرير ب نصف جسمها وتباوع للسقف، تمشيت گعدت يمها مباشرةً عدلت گعدتها بخوف ورجعت روحها على ظهر السرير
- متخافيش خليكِ هادئة
- أنتِ منو؟
- ابتسمت داخلي، معناها حالة ثانية عراقية واخيرًا
- أنتِ منو احچييي
- صديقتچ شلون تنسيني
- خالدة؟
- اي نعم خالدة
تقربت من مسامعي تحچي ب همس مُخيف.
- راح بعيد وهيَّ همْ راحت بس مو لنفس المكان واحنا ظلينا هنا منعرف أحد وهواي اكو ناس يمنا، منو ذولة
- هذا بيت مساحته جدًا كبيرة وبيه غرف كلش هواي بكل غرفة يگعد شخص واحد بس أنتِ و...
صدگ نسيت هذه البنية مو أختچ لو اني متوهمة؟
- اي عِناق
- وأنتِ؟ ذكريني ب إسمچ لأن ناسيتكم
- اني ميلاف
- الله شگد حلوة أسماؤكم، زين ميلو أنتِ وأختچ منو الجابكم لهذا المكان وليش؟
- هوَ
- هوَ منو؟
- راح بعيد ما اعرف وين.
حچتها وصارت تهلس شعرها ب قسوة. منعتها بسرعة
طلعت الموبايل من جيبي. فتحت المفكرة وثبتت أول عارض جنوني ظهر عند ميلاف اضطراب شد خُصل الشعر (هوس النتف).
ومع الإستمرار بالحديث المتواصل ظهرت لي عوارض كثيرة وخطيرة بنفس الوقت أهمها (طيف الفصام) واللي اكتشفته من خلال تصرفاتها الغير منطقية منها توهمها لسماع أصوات غير موجودة داخل الغرفة إضافة للهلوسة المستمرة والإفراط بالتفكير والكلام الغير مُنظم والغير مفهوم عن أشخاص مُبهمين
لكن كل هذا يهون گدام أشد أنواع الأمراض النفسية خطورة واللي هوَ. إضطرابات تعاطي المواد المخدرة
(إضطراب الإدمان)!
كانت حالة هالأخوات من أصعب الحالات المرت عليَّ بتاريخ مسيرتي المهنية، طولت ب جلستي وياهم لأكثر من ساعتين حاولت خلاها أفهم ولو جزء بسيط من الأسباب الوصلتهم لهذا المكان لكن فلشت. ميلاف تلف وتدور حول الهلوسة وأوهامها وعِناق مُنعزلة تمامًا بعالمها الموازي عن العالم الواقعي
بعدني اتناقش وياها ومندمجة ب تسجيل الملاحظات حسيت على إيد تعبث ب خُصلات شعري!
رفعت راسي عِناق.
كنت لابسة ماشة فضية على شكل قلب. سحبتها من شعري وراحت گدام المرايا تحاول تلبسها
بعدت نظري السريع ما أريدها تتأثر وترجع ل عُزلتها ما صدگت تتحرك من مكانها شوية وتتجاوب ويانا
رجعت أدون كلام ميلاف فجأة شعرت ب شعور غريب اكو شي نزل على مقدمة ظهري، حار نوعًا ما
مديت إيدي تلمسته وباوعت لأصابعي. هذا دم!
درت وجهي عِناق قارضة غلاف الماشة مطلعة راسيتها الحادة جارحة إيدها جرح عميق وواگفة وراية رافعتها گدام عينها تباوع للدم شلون ينزل على ظهري
سديت الموبايل ونهضت على السريع. سحبت إيدها فحصت الجرح، الحمد لله ميحتاج له خياط
عقمته الها وأخذتها للسرير گعدتها و گعدت يمها أمسح على مكان الضماد
- ميصير تأذين جسمچ لأن ب هالحالة راح تتحاسبين بدل الحساب حسابين
- اني أذيت نفسي ما أذيت أحد ليش تحاسبوني؟!
- ونفسچ مو مُلكچ مثل ما كلنا نعرف بتكويننا الطبيعي الجسد والروح مرتبطين ببعضهم إرتباط وثيق في حال لو آلمتي واحد منهم راح يتألم الثاني مباشرةً لألم الأول والنتيجة تكونين إقترفتِ بدل الذنب ذنبين
- بس اني هيچ يلا أرتاح، الدم يريحني وابد ما اتوجع
- زين إذا افترضنا روحچ مُتشبعه بالألم حد التخدير لدرجة مدتشعر بأي عامل خارجي يصيبها بسوء،
تگدرين تگولي لي جسدچ منو اللي راح يريحه من ألمه
- ليش هوَ ديتوجع.
- بلي، كل شي بيه ديتألم وأنتِ السبب
- شلون؟ يعني متوجع من هذا الدم النزل من إيدي
- إذا الدم سهلة بس هوَ متسمم ب أمراض خطيرة
نحافتچ المُفرطة بسبب سوء التغذية
الهالات السوداء بسبب قلة النوم وإنعدام الراحة
تساقط الشعر لكثرة النتف
إنخفاظ نسبة الفيتامينات ومخزون الدم
والدماغ. هذا الدماغ المُتشبع بالألم والتخدير الذهني بسبب الحبوب اللي كنتِ تتناوليها لفترات طويلة
صدگ أنتِ تدرين منو اللي كان ينطيچ الحبوب
- منو؟
- ميلاف
- لا لا مو ميلاف
- بلي هيَّ
- مو هيَّ
- هيَّ
- گلت مو هيَّ مو هيَّ
- اني اگول هيَّ، أنتِ منو تگولين
- هيَّ لا هوَ لا لا هيَّ، منو هيَّ! هوَ راح لو يجي بعد
- منو هوَ؟
- منو؟!
- اصيحه الچ؟
- لا لا حبابة لتخليه يجي يمنا، ما أريده
- يعني هوَ اللي كان يشربچ الحبوب مو صح
- لا العصير، الگلاص، بيه برتقال لونه أحمر، لا أصفر
- ومنو ينطيچ هالگلاص البيه عصير البرتقال؟
- أنتِ.
رفعت راسي ب تعب. رن جهازي سحبته يامن ديتصل بستها من راسها وطلعت أريد اجاوبه صار گدامي
- انتهيتِ من مجموعتچ لو بعد؟
- بقت بس حالة وحدة
- اي وشلون شفتِ هالمجموعة
- صعبة، حتى يمكن أصعب مجموعة مرت عليَّ.
ذولة المجرمين استنزفوا كل طاقتي من أول يوم وذاك مدينطيني مجال اتقرب منه أما ب هالغرفة أخوات اثنين كل وحدة من عندهن حالتها اسوء من الثانية
صدگ يامن ممكن طلب؟
- تأمرين أنتِ مو بس تطلبين.
- مشكور بس يا ليت تبلغ عمك بأسرع وقت يفصلهن عن بعض بالمكان، مرضهن خطير ووحدة منهن عندها رغبة شديدة بالإيذاء يعني إذا منخاف عليها تأذي نفسها نخاف على أختها لتروح تأذيها بدون متشعر
- شنو حالتها إكتئاب لو إضطراب إدمان؟
- إدمان و أكثر
- بسيطة اني اتصرف، وهسه شنو ترحين تشوفين أخر حالة قبل لنطلع لو تأجليها لغير وقت.
- لا اشوفها السريع حتى أخلص لأن اليوم اريد أسهر على ملفاتهم الطبية أراجعها، تصدگ لسه مشفتها ووعدت عمك باچر الصبح الملفات تكون على مكتبه
- وشوكت تشوفيها إذا حضرتچ من المصحة للسرير نوم نوم نوم الله يساعد دماغچ شلون ديشتغل
- هسه أنتَ تغار من نومي؟! نام يا أخي أحد لازمك
- على طاري النوم كلش تعبان استعجلي شوية دنرجع
تقربت منه عيوني تتأمل عيونه ب غرابة.
- شبيك يامن أحسك مو طبيعي، احچي صاير شي.
- احممم، آآآآ لا، يعني ما بيَّ بس ليش دتسألين!
- لا بيك ترى حافظتك أكثر من نفسي، لتحاول تكذب من نظرة وحدة أعرفك إذا كنت طبيعي أو لا
- وعيونچ ما بيَّ.
نزلت إيدي شديت قبضتي على قبضته ب قوة.
- أنتَ قوتي ومصدر إلهامي الوحيد، اترجاك لتضعف
- ضعف أيش الگاعد تحچي لي عنه! يمعودة لتكبرين السالفة كله شوية إرهاق أرجع للبيت أنام ساعة ساعتين وينتهي كل شي،
يلا دروحي كملي اني باقي هنا. انتظرچ.
- روح للبيت ارتاح اني من أخلص شغلي أرجع بتكسي
- مستحيل سدي الموضوع
- تمام، بس مُصرة بيك شي وراح تحچي لي غصب
- بلوة عمري. روحي عاد و خلصيني
ضحكت. داجاوبه الموبايل ب إيدي دگ رقم غريب
قبل لا افتح الخط سألني يامن منو المتصل
- ممم ما ادري والله بس رقم غريب
- لتجاوبين قدر، لو أكول لچ انطيني اني أجاوبهم
- شنو السالفة يمعود شنو الجديد دوم أرد على الأرقام الغريبة! واصلاً هالرقم شكله عراقي.
اي اي والله على ما اظن عراقي يمكن واحد من أهلي
- ميخالف گلت اني أرد لتعاندين.
بعدني ما معارضته سحب الموبايل مني و فتح الخط
استغربت كلش شصاير ليش ديتصرف ب هالشكل!
- الوو، هذه أنتِ؟ عيوني بيبي والله مشتاقين دوم الوالدة تسأل عنچ وحتى البارحة اتصلت عليچ بس طلع الجهاز مغلق، شلونچ إن شاء الله بخير؟
الحمد لله كلهم زينين ويسألون عنچ،
تبوس راسچ بعد راسي
اي هذه يمي تتدللين. قدم لي الموبايل: بيبيتچ.
- يامن ليش سويت هيچ ممكن أعرف؟!
- دألزمي ولچ مو المرة على الخط بعدين عود نتناقش
أخذت الجهاز منه بس گلت الو ظهرت العبرة ب صوتها
- شكو بيبي شبيچ؟!
- مشتاقتلچ بنيتي مشتاقتلچ ما يحتاج كل مرة أعيد
نزلت الموبايل من على أذني ركزت بالرقم.
- بس هذا مو رقمچ، شنو صاير؟
- احترگ هذا خويلد جاي يلعب بموبايلي گوم واشمره بنص حوض الماي، حرگه هوَ والشريحة سوى
- وهالرقم ألمن؟ حتى اخزنه ب جهازي واتصل عليچ.
- رقم خالچ، حفظيه بس يمة لا تدگين اني ادگ تدرين بيهم نحسين شوية ويدورون عليچ الزلة
- مشكلتهم مو مشكلتي، المهم عندي بس اسمع صوتچ
- والله اني أتصل بيچ يوميا وإذا ما رديتِ أرد وأتصل بغير وكت المهم ما يمر يوم ما سمعچ صوتي، وعد
- بيبي فدوة احچي شصاير، ترى گلبي ابد م مرتاح.
- من يوم يومچ گوة تجيبين المغثة لنفسچ، يلا ما راح اعطلچ عن شغلچ بالليل إذا گدرت أتصل ونحچي بس لا تنسين وصيتي. على هالرقم لا تدگين ي بيبي
- إن شاء الله، زين لعد ديري بالچ على نفسچ حبيبتي
- وأنتِ همْ يمة، يلا مع السلامة
- الله وياچ
سديت الخط صافنة الرقم، گلبي قابضني يا ربي.
- شكو گولي شبيها بيبيتچ؟
- انتظر يامن.
حچيتها وانطيت إتصال الرقم، بسرعة إنفتح الخط
- دار رعاية المُسنين في بغداد، نعم تفضلوا...