رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثاني والثلاثون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثاني والثلاثون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثاني والثلاثون

لا أنويّ الاِنجِرافَ مَعَ سَيلِ المَشاعِرْ
إنَّ عَقليّ هّوَ قائِدي
وَما قَلبيّ إلا جُندِيٌ تَحتَ إِمرَتِهِ يُقاتِلْ
لَمْ يَرفَعْ سِلاحَ نَبضِهِ لِلحُبِ يَومًا
بَلْ صارَعَ الدِماءَ وَخرَجَ مِنْ بَينِ أضلاعِهِ يُنازِلْ
في مُحاوَلةٍ مِنهُ لِلقَضاءِ عَلى شُرورِهِمْ لِيَسودْ العَدلْ
فَ يَنتَهي الظُلمْ وَتَحيّا الضَمائِرْ.

قدر: أهلاً وسهلاً وأني قدر دكتورة بالمصحة اليتعالج بيها زوجچ وأبو ابنچ أمان (السقر) مثلما تفضلتِ طبعًا
مريم: بس دكتورته؟!
قدر: وشنو ممكن أكون أكثر من دكتورة؟!
مريم: ما أعرف بس أني أحس بيناتكم شي يتجاوز حدود المريض ودكتورته خصوصًا من جهته هوَ
قدر: إذًا الخلل بيه ومن ثُمَ بيچ أنتِ مو بيَّ عزيزتي
مريم: يعني تردين تقنعيني أمان ما داخل ببالچ!
قدر: بالي مشغول بعملي ونجاحه مو بتفاهاتكم.

مريم: ما اقنعتيني بصراحة!
قدر: ومنو گال من الأساس هدفي اِقناعچ؟!
مريم: محاولاتچ الباردة للتبرير
قدر: مُلاحظة بسيطة، التبرير للمُتهم وأني مو مُتهمة بنظر نفسي أما أنتِ وغيرچ شلون تشوفوني وشنو تعتقدون بيَّ أخر همي مدام أمان الثابت، مع السلامة
ردت أغلق الباب دفعته بعصبية قابلت نظرتها ببرود، تقدمت خطوات قليلة إلى أن وصلت يمي ثبتت نظرها داخل عيوني وبنبرة أقرب للتهديد نطقت هالكلام.

مريم: لو شميت خبر بينچ وبين أمان أكو علاقة ولو مجرد اِعجاب ما راح يصير خير لتشوفين نفسچ واصلة بالدراسة ودكتورة لچ مكانتچ بين الناس ترى أني مريم والأيام راح تعرفچ مريم شتسوي إذا واحد حاول يتعدى على مُمتلكاتها الخاصة، حياتي خط أحمر وعقلي مثل النار مجرد ما يحس أكو خطر يهدد حياته من قِبل أي شخص كان راح يشعله إلى أن يحوله رماد وبكل سهولة ينفخه هيچ. نفخت بوجهي بطريقة مُقرفة غمضت أكتم غضبي: إلى أن يتلاشى وينتهي من الوجود، صار معلوم يا بيضة أنتَ يا أم العيون السود، حرام هالجمال كله يتشوه بسبب رجال مو؟

دمار: مريم!
فزت مرعوبة على صرخته، اِستقامت بجسمها مُباشرةً لأن كانت منصية عليَّ تهدد بهمس واِلتفتت ناحيته خزرها بحدية وتقدم شاد قبضته على زندها بقوة
دمار: شجابچ لهنا؟!
مريم: شبيك غير من الأصول نجي نبارك للجيران على بيتهم الجديد ما سويت شي يستدعي هالعصبية!
قدر: اي رحم الله والديها أبد ما قصرت بالمُباركة
باوع لي بشك ورجع نظره عليها.
دمار: وأنتِ شنو دراچ الجيران اليوم جايين لشقتهم؟

مريم: مريت بالصدفة وشفتك اجيت ويا سَقاء لهم
دمار: امشي گدامي ويصير خير
مريم: بالأول جيب ابني أريده شيسوي يمها؟!
بدون تفاهم سحبها من ايدها بقوة وغادروا باب البناية صفنت وراهم عاجزة عن تفسير الموقف شوية وفزيت على صوت بيبي دتصيحني، دخلت بسرعة گاعدة ويا سَقاء بالصالة تقدمت بهدوء گعدت بيناتهم
زهرة: منو على الباب وهذا الطفل ألمن؟
ما طلعت أشوف گلت يجوز واحد من أصحاب المكان.

قدر: اي فعلاً من أصحاب المكان وهذا ابنهم خلاه يمي لأن صار عنده شغل مستعجل شوية ويجي ياخذه
زهرة: وشبيه لونچ مخطوف هيچ؟!
قدر: ماكو شي بيبي بس نفسي لعبت فجأة من ريحة الصبغ المكان يحتاج له تهوية حتى يتغير الجو بيه
زهرة: اي صدگ الريحة قوية عود حاچيهم حتى يهوه
قدر: إن شاء الله هسه من يجي ياخذ الطفل أبلغه
زهرة: أخ بطني ما ادري شجاها لزمني مغص أول ما اجينا لهنا، راجعة للحمام.

قدر: طبعًا غير سبحتِ وطلعتِ شلون ما تستبردين
بس راحت باوعت لسَقاء، صافن بوجهي مبتسم مثل العادة، گرصت خده أضحك شو هذا لعب لي بحواجبه!
قدر: عيب هذه الحركة منك لأن مو مال أطفال
سَقاء: ضحكتچ حتى حلوة وأنتِ حلوة وشعرچ حلو
قدر: بلا منو يصدگ هالشيطان عمره أربع سنوات!
رفع ايده على شفته يضحك.

سَقاء: بيبي همْ تگول أنتَ شيطان وبابا يگول لي أنتَ مسربت مثلي وأني أحبچ لأن أنتِ حيل حلوة مثل المُسلسلات وأنا همْ حلو وبابا حلو وبيبي حلوة كلنا حلوين
درت وجهي عنه أفرك براسي: يا ربي كل شي بهالأمان مُختلف عن البشر حتى خلفته، ماكو هيچ طفل!
سَقاء: شنو راسچ يوجعچ؟
قدر: لا حبيبي ما بيَّ شي، اگول شو مدتجيب سيرة ماما نهائيًا بس بيبي ممكن أعرف ليش؟
سَقاء: مو هواي أحبها بس شوية، أحب بيبي هواي.

قدر: ليش مو هواي تحبها وأنتَ وين عايش؟
سَقاء: هنا عايش بغرفتي
قدر: وماما؟
سَقاء: عايشة بغرفتها مثلي
قدر: اي ادري بغرفتها بس قصدي أنتَ عايش ويا ماما وبابا بنفس البيت لو كل واحد منهم ببيت مُنعزل؟
دمار: سَقاء وينك عمو
ركض من مكانه، رحت وراه فتحت الباب طلع بسرعة يضحك رفعه دمار لحضنه يُقبل بيه
دمار: شنو سويت بغيابي؟
بعفوية وببراءة الطفولة فضحني گدام الما يشتهي الاِستفزاز.
سَقاء: دتسألني عن ماما وأني أجاوب.

دمار: ممم عن ماما گلت لي
سَقاء: اي وأني گلت لها أنتِ حيل حلوة
مو صدگ هيَّ حلوة عمو؟
رجع قَبله يضحك ونزله من حضنه.
دمار: روح يلا دينتظروك بالباب حتى تشتري البُندقية
بس سمع باللعبة ركض يقفز من الفرحة، اِستدار دمار ناحيتي وصار يشتم ب اِستكشاف مثل الكلب البوليسي
دمار: يمكن دأشتم ريحة عطاب بالجو! بلا متشوفين لنا منو ديحترگ حتى نلحگ نطفيه خطية.

قدر: أنتَ إن شاء الله وكون متلگى اللي يطفيك گول آمين عساها تكون ساعة اِستجابة الدعاء
دمار: صدگ مرت أخوية بما أنچ دكتورة نفسية ممكن تشرحي لي شنو يصير بالاِنسان من يغار عمري ما جربت شعور الغيرة وكلش عاجبني أعرف شعورها
قدر: يحترگ، يذوب، تيزاب وينزل على گلبه يخترق كل خلية وكل شريان وكل وريد إلى أن تتداخل مثل المواد الكيميائية وتكون قنبلة موقوتة على أي لحظة ممكن تنفجر بوجهك وتشوه معالمه المُستفزة.

دمار: شعور لطيف بس لازم تصححين نهاية الحديث وتگولين تشوه معالم السقر المُستفزة أني شنو دخلني بأم السالفة لو أنتِ غيرتچ مثل زعلچ يلوحنا منها طشار
قدر: هذا مجرد مثال توضيحي وإلا ماكو إنسان عاقل يغار على حيوان مُفترس
رفع أصبع السبابة ثبته على زندي.
دمار: تشششش، أخ اِنچويت رايح اجيت لچ الاِطفاء سطل واحد من الماي مو كافي حتى يطفيچ
غمز لي بحقارة وراح رفعت ايدي غميته.

بيبي خطية تدهورت أحوالها كلش بسبب الاِستبراد ما گدرت انتظر رسول ولا حبيت أكلفه ويانا وهذا أول خروج مُنفرد لهم مع بعض رغم الشهادة لله الرجُل شدد عليَّ ما اتحرك خطوة بدونه، أخذت سيارة أجرة من الشارع العام ورجعنا للشقة ساعة تقريبًا تحسنت معدتها على العلاج بس حرارتها ما نزلت بسهولة، للتسعة رجعت روح وصلها رسول للباب وراح سألتها عن سبب التأخير اِنصدمت مختارين الغرفتين وأغلب أثاث الصالة يعني ما بقى إلا القليل، هيَّ عبرت عليها هالمسألة بس أني شكيت بل تيقنت ورا كل هذا الاِستعجال من رسول أبوها بس ليش وشنو فكرته من العجلة باِتمام الزواج هذا الما گدرت أعرفه.

توقف العمل داخل المصحة وبدينا نستعد للاِنتقال من الجهتين مكان العمل والسكن بوقت واحد، بالليل مر رسول على روح أخذها يكملون شراء ما تبقى من أثاث شقتهم وأني بلشت بتعزيل الصالة لأن اِتفقت ويا المُشتري يجي باچر يستلم أثاثها ويسلمني المبلغ، أني وأعزل وضعت براسي هدف وبذلت قصارى جهدي من أجل تحقيقه لذلك قلبت الصالة قلب ما خليت زاوية أو متر بيها يعتب عليَّ لكن عبث، بقى المعرض الجانبي ولأن كان مليء بالأغراض صعب عليَّ تحريكه تركتني بيبي متوجهة للغرفة تصلي وأني بديت أفرغ بيه حتى أگدر أزحزحه من مكانه، بعدني بمنتصف العمل رن الجرس نفضت ايدي ورحت اشوف منو فتحت الباب صار أيمن بوجهي باوع لمنظري الشعر مشدود والملابس مرفوعة والجسم غاط بالتُراب، سحب الباب مني سدها ودخل يضحك.

- عايز مُساعدة يا اسطة قول ما تتكسفش
- اي والله اجيت بوقتك فوت نزل لي هالأغراض حتى نحرك المعرض باچر المُشتري جاي حتى ياخذ الأثاث
- بس ده هيكلف حضرتك شوية
- امشي ولك وبطل تحچي مصري اِنعديت من أخوك؟
تقدم على المعرض يضحك، ردت أساعده منعني ونزل كل شي منه وحده وبغضون دقائق معدودة، مجرد ما حركه من مكانه مديت راسي وچان أحل اللغز الصار له أيام وليالي فار عقلي وممخليني أرتاح بشقتي.

(جهاز تنصت جدًا صغير) زارعه القذر بظهر المعرض وبزاوية ضيقة بحيث واجهت صعوبة يلا تعرفت عليه خصوصًا لونه المُشابه للون المعرض وطريقة وضعه المخفية بالفلين لكن اليقين الموجود بداخلي دفعني لاِكتشافه رغم شدة حذره باِخفاء الجهاز.

تصرفت بطبيعية حتى لا ألفت اِنتباه أيمن وكملت باقي التعزيل وياه، نقلنا الأغراض الشخصية لداخل غرفتي ومسحت الأثاث أما هوَ نظف السقف وغسل الصالة راد ننتقل للمطبخ منعته لأن تعب خطية والوقت تأخر
- عاشت ايدك تعبتك وياية.
- وأني همْ راح اتعبچ وياية بس أمون عليچ
- أكيد بس خير شكلك ما يطمئن.

قطعت حديثنا بيبي من جابت العصير ديشرب انطرق الباب رجعت روح، رسول رفع ايده سلم ديروح شاف أيمن دخل صافحه وبقوا گاعدين بالربع ساعة
بس راح أخذته ودخلت لغرفتي قفلت الباب حتى ياخذ راحته بالكلام وگعدت مقابيله على السرير.
- يلا گول شنو عندك أسمع؟
- بس خليچ جدية بدون مزح رجاءً لأن ما لي مزاج
- دتخوفني عليك احچي عاد
تنهد بتعب وبعد عينه من عيني يحچي بضياع واضح
- حبيت الشخص الصح بالوقت الغلط
- وصلت، أسل أكيد.

- اي والمشكلة للآن هذا الحب من طرف واحد هيَّ ما أحسها تبادلني المشاعر ولا حاولت تلمح لهذا الشي
- بس أيمن اِرتباطكم صعب جدًا يعني حتى لو حبتك ما فكرت بأهلك بأهلها لا تگدر أنتَ تروح تستقر بالعراق علمودها ولا بيك تجيبها هيَّ وأمها وأخوانها يمك وأنتَ يا دوب السنة تخرجت حتى وظيفة بعدك ما محصل
- أعرف متشوفين گلت الشخص الصح بالوقت الغلط
- إذا تعرف ليش لعد دتتجازف بمشاعرك وتأذي نفسك قبل لتأذي البنية وياك؟!

- فات الوقت على هذا الكلام أني مو بس جازفت أني هيچ شلت گلبي وخليته بيدها بكامل قواي العقلية
- مع ذلك عندك فرصة تضغط على گلبك وتنسحب من عِلاقة أقل ما يُقال عنها (عِلاقة سامة).

- ما اگدر قدر أحبها تعرفين شنو يعني أحبها؟ متعدي الدقيقة بدون ما أفكر بيها أتلهف شوكت انتهي من مشاغلي حتى أرجع للبيت أراسلها وإذا صحت لها فرصة تتصل وتسمعني صوتها أحس اِمتلكت الدنيا بمجرد أسمعها تنطق اسمي على لسانها، وياها حسيت حياتي لها طعم وأيامي لها لون وذيچ الأحلام العشت عمر أسعى لتحقيقها أصير ممثل مشهور عندي مُعجبات أدخل وأطلع أسافر وأرجع مثل الطير الحر ماكو واحد يتحكم بيَّ حتى أهلي، كلها تخليت عنها لأن الحرية مُقابل خسارتها سجن مؤبد ما منه خلاص.

- وهيَّ وين من كل هذا؟!
- ما أدري والله، تهتم بتفاصيل يومي أكلت نمت تعبت شلونك بالشغل ليش متأخر شوكت رجعت من توصل راسلني بالي يمك بس كل هذا مجرد اِهتمام مُتبادل أما ساعة الكلام فتكون جدية أكثر ما تتصورين
- ممكن تكون قاصدة تتصرف هالشكل؟

- لا خوية هيَّ هذه أخلاقها أبدًا متتصنع شگد ما أگول لچ البنية تعبانة أمها بتربيتها همْ قليل، خلوقة خلوقة بشكل يعجز اللسان عن وصفه مؤدبة هادئة گلبها أبيض لسانها نظيف تحسب لكل كلمة حساب قبل لا تحچيها وإذا حچت متسمعين منها غير الكلمة الطيبة بحيث وصلت وياها مرحلة أتحسر أسمع صوتها لأن الاِتصال ميطول غير دقائق بسيطة جواب على قدر سؤاله وتسد الخط قبل لا أشبع منها، تعبتني كلش تعبتني.

- زين شلون بهذه الحالة ما عرفت وين تريد توصل؟
- أخوچ ضايع قدر وماكو غيرچ يساعده
رفعت ايدي مبتسمة ومسحت على لحيته بظاهر الكف
- والله واجى هذا اليوم الأشوف بيه نيلز كبران وغارق بمحيط الحُب.

- وأني اجيت هنا حتى أتنفس تعبت وأني ضايع تعبت وأني أحاول أعيش طبيعي تعبت وأني أتخيلها حلالي تعبت وأني أفكر بطريقة أصارحها بدون متنفر مني تعبت وأني أتخيل تفاصيل وجهها الاِنحفرت براسي من يوم ما شفتها بالدار وكانت هذه المرة الأولى والأخيرة الأشوفها بيها لأن حتى صورة لها ما عندي
- أخ أخ هاي شنو صاير بيك يا مسكين
- ساعديني ديرو ما عندي غيرچ
- تتدلل بس شلون؟

- ما أدري شوفي لي طريقة أصارحها بيها ومترفضني وإذا رفضت متنفرني لأن ما مستعد أخسرها حتى لو قررت تبقى بحياتي صديقة
- لو حب لو ماكو أيمن بالنهاية أنتم لا زُملاء عمل ولا زُملاء دراسة ولا تربط بيناتكم قرابة بالزمان أو المكان لذلك لمجرد زواجها مثلاً من شخص ثاني راح تضطر تقطع علاقتها بيك ومتگدر تجبرها على الاِستمرار
- تتزوج شنو!

- ها يعني تريدها تبقى صديقة وقف لك طول العمر؟! هذا مو حچي البنية صغيرة وحلوة وألف واحد يتمناها إذا رفضتك ما راح ترفض غيرك لازم تتقبل الواقع
- مو هذا قصدي
- لا هذا قصدك، أنتَ تحبها وممتقبل فكرة أنهُ ممكن يجي اليوم التصير بيه لغيرك بس هيَّ ممكن تصير لغيرك في حال لو رفضت هالعلاقة
- لتزوديها عليَّ اترجاچ.

- من شنو خايف واجهها بمشاعرك حتى تحط حد لهذه العِلاقة، وافقت كان بها والله يوفقكم ويسهل طريقكم للزواج، رفضت اِنسحب ولتدمر نفسك أكثر بعِلاقة ممكن تتطور بمرور الأيام وتصير مرض خبيث يسري بشرايين دمك ألف علاج ميگدر يخلصك منه
- وإذا رفضت أني شسوي؟!
- اِنسحب يا ذكي اِنسحب ترى گاعد احچي عربي
- اسكتي شوية
حچاها ونهض يفتر على نفسه بالغرفة، حسيت بضياعه فعلاً مو مجرد كلام شوية ورجع گعد گبالي.

- شنو تتوقعين راح تكون ردة فعلها من تسمع اِعترافي
- ثلاث اِحتمالات ما لها رابع
تعصب وتسد الخط بوجهك وهذا اِحتمال ضعيف وإذا صار فعلاً معناها الاِنسحاب صار واجب عليك
ترتبك ومتعرف ترد وهنا راح يثبت هيَّ كذلك تبادلك المشاعر لكن حياؤها والظروف وسكوتك مانعيها تتكلم
تعترف مُباشرةً بحبها ولو ما أتصور بعد الكلام السمعته منك عن أخلاقها وتربيتها راح تسويها وتعترف.

- يعني من كلامچ هذا دتگولين هيَّ همْ تحبك بس اللي مسكتها سكوتك وأخلاقها؟
- بالضبط وإلا شنو اليجبرها تستمر وياك بهذه العِلاقة الوهمية، حبيبي المثل هيچ بنات مو مال صداقة والدليل البنية اِتصال متتصل عليك
- شنو رأيچ اتصل هسه گدامچ محتاج من قوتچ شوية
- وراح تجاوبك؟
- ممكن إذا عرفت الموضوع مهم نجرب شنو خسرانين
- يلا لعد اِتصل
- لحظة لازم أراسلها أول.

سحب موبايله كتب لها على الواتساب (أسل محتاجچ بموضوع ضروري حاولي تتصلين عليَّ)
شافتها وما ردت دز لها علامة اِستفهام جاوبته بملصق يدل على القبول ظلينا ننتظر عشر دقائق وهيَّ ماكو
- تأخرت كلش أيمن
- بيتهم غرفة وحدة ومطبخ صعب تحصل مكان تنفرد بروحها حتى تحچي من غير شي أخوانها متعلقين بيها وين متروح همَ وراها حتى من تراسلني
- شگد انقهر من أسمع بهيچ حالات
توني حچيتها اِتصلت نهض متوتر يباوع على الشاشة
- أرد؟

- رد يمعود شنو تنتظر لعد!
حط أصبعه على الشاشة ايده ترجف أريده يفتح الخط ماكو الخوف ماخذه، گمت كفخته على راسه أضحك
- يولو التردد للنسوان جاوب شگد جبان أنتَ
فتح الخط رفع السبيكر وگح بقوة هيَّ همْ ظلت ساكتة ندسته حيل باوع لي أشرت له يحچي، تشجع وأخيرًا
- ها أسل شلونچ
- الحمد لله شنو رجعت من عند قدر؟
- لا بعدني
- شعجب لعد متصل؟!

- شوفي أسل من الأخير وبدون لف ودوران أني أحبچ وميت بيچ بس ممنوع تردين بسرعة فكري اترجاچ
- أنتَ...
- اي أني أيمن أحب أسل وبس تسمح الظروف ما أتردد لحظة أخليها تصير على اسمي وحلالي لا وأتشرف بهذا الشي وگاعد أحسب له الأيام يوم بعد يوم
اِلتزموا الصمت هوَ خوف وهيَّ صدمة، ثواني وتكلمت بصوت الغصة متحكمة بنبراته
- أني لازم أروح هسه مع السلامة
- لحظة أسل لتسدين الخط...

ما سمحت له يتمم الكلام سدت الخط بدون تفكير هذا همْ من العصبية والتوتر رمى موبايله على الباب تفلش
- اهدأ شجاك على شنو هالعصبية
- ليش سدت الخط؟! تگول اي تگول لا تگول هسه ما عندي جواب خليني أفكر مو تروح وتتركني حاير
- ميخالف يجوز البنية خجلت وهذا واضح من اِرتباكها أصلاً ردة فعلها هوَ ثاني اِحتمال طرحته عليك بس الفرق ما توقعتها تسد الخط من بداية المُكالمة
- اروح أني محتاجة شي مني بعد؟

- داگعد خلينا نحچي شوية
- لا والله تعبان گاعد من الصبح اروح أنام أريح راسي
تجاوزته متوجهة للباب شلت موبايله من قوة الضربة بعد ميشتغل، رجعت كم خطوة قدمته له ولزمت كتفه حيل باوع لي مبتسم مُجاملة.

- لتضوج بداعتي حاول تنام ترتاح شوية وعود الصباح رباح تحچون بهدوء وتوصلون لنقطة حيل إن شاء الله وها أمانة إذا حچيتوا لتضغط عليها المثل أسل صعب عليها تدخل علاقة حب مفتوحة الزواج بيها آجل بعيد خصوصًا أكو بيناتكم فوارق طبقي وتباعد مكاني يعني اِرتباطكم بالوقت الحالي شبه مُستحيل وهيَّ مبين عليها إنسانة عقلانية مو عاطفية يعني أكيد قبل لا تقرر شكل علاقتها النهائي وياك راح تحسب لكل خطوة ألف حساب لأن الاِندفاع بحالتكم يُعتبر اِنتحار.

هَلْ هّوَ شُجاعٌ لِلحَدِ الَذي يَجعَلُهُ يَقدُمُ عَلى الاِنتِحارْ
هَلْ يَعلَمُ بِ عَواقِبِ هذا القَرارْ؟
وَإِنْ عَلِمَ هَلْ سَ يَصِرُ عَلى تَكمِلةِ المِشوارْ
مَنْ المَسؤولُ عَنْ مَشاعرِهِ؟
القَلبُ أمْ العَقلْ أيّ أحمَقٍ مِنهُما دَفعَهُ إلى هذا الاِختِيارْ
هيَّ قَويَةٌ أمام ظَرفها وَهّوَ ضَعِيفٌ مُقابِل حُبها
فَ مَنْ مِنهم سَ يَدفَعُ ضَريبَةَ الاِنهِيارْ
هَلْ سَ يُواجِهونَ قَدرًا واحِدْ.؟

أمْ سَ تَتكالَبُ عَليهم سَوءةُ الأقدَارْ
مَنْ أعطَاها أرضَهُ الخَصِبةْ هَلْ سَتُجازِيه بِأطيَبِ الثِمارْ
أمْ أنَّ عِجافَها آتِيةٌ حَتى تُحرمُ مِنْ نِعمَةِ الأمطارْ
فَ تَصبَحُ سِنينُها نِثارًا فِقارْ
إقتَاتَ مِنْ رُوحِها غِذاءً لِ رُوحِهِ فَ خاطَبَها مُغرَمًا:
لَوْ أستَطيعُ حَبيبَتي
لَ نَثرتُ شَيئًا مِنْ عَبيرِكِ
بَينَ أنيابِ الزَمانْ
فَ لَعلَهُ يَومًا يَفيقُ
وَيمنَحُ الناسَ الأمانْ
لَوْ أستَطيعُ حَبيبَتي.

لَ جَعَلتُ مِنْ عَينَيكِ صُبحًا
في غَديرٍ مِنْ حَنانْ
وَنَسَجتُ أفرَاحَ الحَياةِ حَديقَةً
لا يَدرِكُ الإنْسانُ شُطآنًا لَها
وَجَعَلتُ أصْنامَ الوجودِ مَعابِدًا
يَنسابُ شَوقُ النَاسِ إيمانًا بِها
رَدَتْ بِ شحِ الزَادِ وَقلَةِ قُوتِها
مَنْ أشبَعَتْ غَيرَها وَقَلبُها جائِع
أحبَتكَ عَينٌ لا تَرى غَيركَ موطِنًا
وَهَواكَ قَلبٌ قَبلَ وِجودِكَ ضائِع
أَشرْ إلى الغَيمِ ثُمَ اِرتَقي. تَجِدْ.

قَلبي يُرَفرِفُ في سَمائِكَ طائِع
مَنارَةٌ أنتَ بِالحَقِ تَخطُبُ مُنادِيًا
وَأنا لِ حَقِكَ مآذِنٌ وَجَوامِع
هّوَ أيمَنٌ لا اِتِجاه لَهُ غَير نَفسهْ
فَ هَلْ سَنَجدهُ إلى اِتجاهِها المُعاكِسِ يَومًا خاضِع؟
قدر: جعلني ورقة بيدك وتنخبص بيَّ يماني
اِلتفت للباب يضحك ورمى الأوراق على المكتب.
يامن: مخبوص وخالص من زمان بلوة عمري
قدر: شنو الأوضاع يمك تحتاج لمساعدة؟

يامن: خلصت بس لازم ننزل المجاميع للحديقة حتى العمال يرتبون الغرف وكنت انتظركم، رسول وين؟
قدر: هذا اجى ويا روح
رسول: الله يساعدك صديقي
يامن: وأخيرًا يعني شرفت دكتورنا العريس
رسول: أني شلي علاقة والله من السبعة وربع وأگف لهن يم العمارة لو يجهزن لعرسهن همْ يخلصني أسرع
قدر: مرتك الفاهية مو أني لتجمع بالحچي
روح: اِختلفتِ عليَّ ديرو! بس مو مشكلة اليوم أخير يوم وراها يصير البيت بصف المصحة ومنحتاج لمنية أحد.

رسول: ديلا باوع أوصلهن وأتعب تالي أطلع مو خوش وهنَّ أمهات الراهي!
يامن: كافي دوختوني أدري غرفة مكتب لو قن مال ديوچة ودجاج، ديلا كل واحد منكم يشرف على نزول مجموعته للحديقة الرئيسية حتى نرتب الغرف
رسول: أروح أساعد دكتورة مِنة أول اليوم مريضة
يامن: بس حاولوا تستعجلون شوية.

تركتهم ونزلت ويا روح للطابق الثاني، توجهت للبنات جمعتهم سوى بعدما شرحت السبب ونزلنا للحديقة أغلب المرضى موجودين بما فيهم أجود گاعدين بالممر على شكل مجاميع نفس ترتيبهم الأصلي كترت بناتي عنهم وبقيت بالقرب منهم ما اگدر اتحرك واخليهم من غير شي همَ مستغربين الموقف وناكرين وجودهم وسط كل هالمرضى واللي أغلبهم كانوا من الذكور.

اباوع عليهم عيونهم تتنقل بين الموجودين ونظرات الخوف واضحة بيها، تركت مكاني متوجهة لهم.

قدر: العالم ينظر لكم بعين نفسكم، شلون تشوفون نفسكم العالم راح يشوفكم وهالشي يستنبط من نظرة العيون لذلك من تتواجدون بمكان عام وبوسط حشود من البشر رجال كانوا أم نساء لازم تستقيمون بجسدكم في حال الوقوف وتصلبوه في حال الجلوس، نظرتكم للأمام هدفكم الطريق لا الناس الملامح راسخة بالبُعد عن التفكير بالاِنفعالات الداخلية واِعطاء النفس الثقة بالترديد المُستمر لبعض الكلمات الاِيجابية مثل أنا مُميز أنا جميل أنا مُتفرد أنا شُجاع بهذه الطريقة ما راح تقارنون بينكم وبين المُقابل ولا راح تشعرون بالنقص والأهم تقوى شخصيتكم مع قوة الثقة بالنفس التزرعوها داخلكم بهذه الخطوات البسيطة بالمجهود الكبيرة بالنتيجة والثمن، وهسه طبقوا لي هالكلام.

وحدة باوعت على الثانية ومُباشرةً عدلوا گعدتهم.
قدر: أريد هذه الشي يستمر طوال تواجدنا بالحديقة اللي يقترب منكم متحسسوه بالخوف واللي يقدم لكم كلمة حلوة تجاملوه بالكلمة أو الاِبتسامة على الأقل
ميلاف: ليش همَ ناوين يقتربون منا؟!
قدر: ممكن ليش لا، المهم إذا صار واِقترب أحد منكم حذاري أشوف الخوف واِنعدام الثقة بنظرة عيونكم وإلا صدگ راح تزعلوني منكم.

حچيتها وبعدت عنهم مسافة حتى أجبرهم يستمدون القوة من نفسهم مو مني هذه المرة، بعدني أراقب لغة الجسد لكل وحده منهم سمعت صوت أجود يسلم اِلتفتت واگف بظهري رديت السلام ب اِبتسامة.
أجود: شلون صارت ميلاف
قدر: الحمد لله نوعًا ما گدرت تتجاوز الموقف
أجود: زين دكتورة ما عرفتِ من شنو دتعاني بالضبط
قدر: اِستنتجت بس يبقى مجرد شك ما وصل لمرحلة اليقين وحتى لو عرفت ما راح اگدر أبلغك أجود
أجود: مجرد سؤال ما طلبت تفصيل.

يامن: ها أجود ليش تارك مكانك؟
أجود: هوَ هذا مكاني دكتور
ربت على كتفه مبتسم وباوع لي أشرت له بعيوني عليه
قدر: تقدم بلا سلم عليهم خل نشوف شلون يتصرفون
أجود: أكيد وجودي يزعجهم
قدر: لا هذه المرة ردة فعلهم راح تكون مُختلفة جرب وتأكد بنفسك بس سلام واِنسحب مباشرةً، لتطول
أجود: تمام
يامن: اِنتظر لتروح للجنس اللطيف وايدك فارغة
حچاها ونصى على الزرع، قطف ثلاث وردات صغيرة الحجم صفراء اللون وقدمهن بين ايدين أجود.

يامن: قدم الوردات للوردات وخليك طبيعي ما أريد اشوف الاِرتباك بعيونك بطل
مشى بخطوات ثابتة متوجه نحوهم، مجرد ما وصل ووگف گدامهم اِلتفتوا عليَّ بوقت واحد ينظروا لي والخوف بعيونهم قابلت نظرتهم بحدية وأشرت ينفذون الكلام الوصيتهم بيه، سمعناه سلم، شغف هزت راسها وعِناق ردت بتلعثم أما ميلاف ما كان عندها رد عليه غير الاِبتسامة المُصطنعة والاِرتباك الواضح.

بدأ يقدم الورد بالتتابع لشغف ومن ثمَ عِناق من وصل لميلاف فتحت له كفها دتاخذها منه رفع ايده مبتسم ووضع الوردة على جانب شعرها من جهة اليسار
أجود: بهذا الشكل أحلى
باوعت له بتحدي متجاهلة مخاوفها.
ميلاف: أصلاً أني حلوة بالوردة أو بدونها
أجود: بلا شك
عِناق: روح يلا ليش بعدك واگف
أجود: شنو تطرديني؟!
عِناق: ليش هوَ الديناصور همْ ينطرد!
ميلاف: تؤ أبو بريص أحلى
أجود: بس الأبو بريص تعرفين بيه إذا شافچ شيسوي.

ميلاف: ومنو غيري يعرف
عِناق: يلا روح كافي وعود شكرًا على الورود
أجود: عود عفوًا يا ورود
حچاها واِنسحب ما رجع يمنا. ظلت عيون ميلاف عليه ما بعدت نظرها إلا بعدما جلس على حافة الصَبة وحول نظره عليها، مباشرةً شتتت تركيزها منه حتى لا يلمحها تباوع عليه بس لمحها الذيب واِبتسم باِنتصار
قدر: يماني التطور واضح بحالتهم مو صح؟
يامن: جدًا، شوفي بالنسبة لأجود...

بعد دقائق من النقاش بالوضع الصحي للمرضى نهضت شغف من مكانها متقدمة ب اِتجاهنا، باوعت ليامن مبتسمة بهدوء تعبيرًا عن تحية السلام بدل نُطق اللسان وسحبتني عنه مسافة تأشر بيدها بحركة الكتابة طلعت المُفكرة وقدمت لها الموبايل، كتبت لي.
شغف: (أريد دفتر الرسم والأقلام ضجت كلش أريد أرسم شوية حبابة جيبيهن)
قدر: صار تتدللين حبيبتي
بس حچيتها رجعت لمكانها، تقدمت على يامن.
يامن: ها شبيها؟

قدر: عِناق وميلاف يسولفون بيناتهم وهيَّ عاجزة عن الكلام فَ تريد الدفتر حتى تشغل نفسها بالرسم
يامن: أصعد أجيبه أخاف البنات ميتقبلن غيابچ
قدر: لا أني صاعدة لأن أقلامها كلش هواي ما تعرف شنو تختار منهن المهم أنتَ خلي عينك على البنات بينما أروح وأرجع ما اتأخر
يامن: لتشغلين بالچ.

صعدت بسرعة للطابق الثاني، دأمشي بالممر وقبل لا أوصل لغرفة شغف طلع أمان من غرفته بعد أسبوع كامل من الغياب أصلاً اليوم من نزلنا المجموعات روح بلغتني ما كان موجود ما أعرف شوكت اجى وشنو ديسوي هنا حتى ملابسه رسمية مو مال هذا المكان!
كان ديمرر أطراف أصابعه بين خُصلات شعره بحركة نظامية للترتيب بس شافني توقف صافن بوجهي تجاهلت وجوده وتقدمت مُسرعة وصلت لغرفة شغف نزلت المقبض ودخلت سادة الباب وراية.

أخذت دفترها جمعت الأقلام وسحبت المحفظة خليت القرطاسية بيها توني سادة السحاب سمعت الباب اِنفتح اِلتفتت بسرعة أمان واگف خلفي ينظر بجدية، اِستغفرت بصوت واضح عاد همْ زين الكاميرات حاليًا متعطلة بسبب عملية النقل
تحركت أريد أغادر قطع عليَّ الطريق، تنحيت لليمين تنحى وياية تقدمت دفعني للجانب اِنحشرت بين جسمه والجدار ثبت ايده على مُقدمة كتفي!
- ممكن تنقلع من خلقتي أحس ما أطلع قهري بيك
- بعدچ زعلانة عليَّ؟

- أزعل وأشيل بخاطري على الناس اليهموني ويهمني يبقون على أخلاقهم بالتعامل وياية أما أمثالك أني ما شايفتهم من الأساس علمود أحمل لهم مشاعر بصدري سواء كره أو زعل أو حتى عتب وملامة مثلاً
- بس عيونچ تحچي عكس الكلام الدينطقه لسانچ
إشتاقيتِ لي مو؟
إعترفي مرتي لتستحين
اِبتسمت باِستهزاء ملتزمة الصمت، أربع ثواني مو أكثر ورفعت ايدي صفعته كف بحجم كل أذى سببه إليَّ، جفل من الصدمة لأن نهائيًا ما توقع هالتصرف مني.

وضع كفه على مكان الصفعة مغمض بغضب واضح لكن ديحاول يمتصه مع عقله الباطن ب إطالة السكوت، ردت أتحرك حس عليَّ مسك معصم ايدي بعنف ورجعني على الجدار بحركة جدًا قوية خض جسمي بيها
- ديري بالچ تتحركين من مكانچ خطوة
- إذا ناسي عادي أذكرك بأخر لقاء جمع بيني وبينك أني گلت ورقة تهديدك لقدر اِنتهت ومن يومها ما عاد أكو شي تلوي ذراعي بيه فَ نصيحة يعني لتحاول تهدد.

- أني ما أهدد أني أنفذ والشي اليدخل لمزاجي ميطلع منه إلا بمزاجي وأنتِ حاليًا بمزاج مزاج مزاجي
- ومنو الغبي الفهمك قدر نموذج من النماذج الرخيصة المتعرف عليها حضرتك من الملاهي وبيوت حتى تتعامل وياها حسب المزاج والكيف!
- أني مزاجي عالي لو يشيل القاذورات ما كان شالچ
- الله شالك إن شاء الله
- تمونين.
- يلا وخر من طريقي لتصير سخيف
بس حچيتها نبت أطراف أصابعه بفكي الغضب بعيونه.

- هواي تماديتِ وأني أعصابي خارج سيطرة عقلي
- للمرة المليون اگول أنتَ فاقد العقل فَ لتحچي بشي أنتَ تفتقر له مثله مثل الشرف تمامًا
- شلون أفتقر للشرف وأنتِ شرفي؟!
- أني مجرد صفقة عقدتها حتى تحمي مصالحك
- أنتِ مرتي حتى وإن ما تقبلتِ هالحقيقة، أنتِ مرتي
- إذا أني مرتك مريم لعد شنو؟!
سحب نفس عميق، فرك شعره عدل ياخته ورجع باوع لي ثنى طرف شفته واِبتسامته تزهو بالنصر
- تغارين، مرتي. غمز لي بنذالة.

- مو غيرة شفقة شفتك فاقد العقل وناسي البشر اللي المفروض ينصب اِهتمامك عليهم (مرتك وابنك) ومركز بالشخص الغلط گلت اساعدك بالذاكرة وأكسب الأجر
- أنتِ كُل اِهتماماتي، أنتِ كُلي
- صدگ يعني؟!
- يسار صدري نظرة المكر اللي بعيونچ على شنو ناوية
- ليش يعني فسرتها مكر يمكن حُب
- حُب!
- اي حُب إذا أني كُل اِهتمامات السقر بل كُله حسب ما يگول هوَ ف أطلع بلا عقل مثله إذا ما فكرت أحبه.

- الحيلة تمشي بدمچ مثلما أنتِ تمشين بدمي
- ليش حيلة حبيبي؟

رفعت ايدي على بدلته لمست الجهة اليسار من صدره لمسات جدًا خفيفة جبرته بيها يغمض عيونه باِثارة رغم شكه المُستمر بتصرفاتي، بعده هايم بشعور اللمسة الأولى باغتته بالثانية بعدما أخذت جوانب سترته بين كفوفي وسحبته على جسمي بخُبث، مباشرةً فتح يباوع لي مصدوم تدلعت بالاِبتسامة وصارت أصابعي تتجول على ملامح وجهه لمست وجناته أنفه مقدمة لحيته إلى أن وصلت لشفته طخيتها طخة بسيطة وبكل دلال رميت له قَبله بالجو، اِنصعق ومن ثُمَ تصنم حتى رمشة بعد ميرمش ظل صافن بوجهي.

وهوَ هذا بالضبط الكنت أسعى له، شددت من لزمتي لجوانب سترته وبحركة سريعة رفعت رجلي ضربته بالركبة على المنطقة الحساسة ضربة مُجردة من الرحمة تمامًا بحيث وجهه احتقن من شدة الألم بس ظل كاتم صوته لأن العمال ديشتغلون بالغُرف قريب منا
- هذه نيابة عن ايدك النرفعت على قدر أولاً وحتى بعد تبطل تدور نسوان وتعلم ابنك يصير مثلك مسربت ثانيًا.

ردت اتحرك لزم خُصري على السريع مرجعني للجدار، ثبت كفوفه على زندي عابس ملامحه ويتنفس بصعوبة يريد ينطق ميگدر الألم ماخذ كل حيله
- الماي يروب وال متتوب هذا المثل ينطبق عليك
ضحك يمسح جبينه من كُثرة التعرق.
- ما زال بديتِ بشي أنتِ مجبورة تكمليه، كملي يلا
- شنو أكمل؟! بس لا مشتهي ضربة ثانية تقضي عليك نهائيًا وتخلصنا من سربتك.

تقدم خطوتين رجعت بمقدارهن ظهري صار ويا الجدار تمامًا اِلتصقت اجسامنا، بعد شعري عن كتفي ونزل راسه مثبت شفته بين مقدمة الكتف والنحر
- أني مو گلت وحذرت سابقًا الأحمر الصارخ ما أريد أشوفه على هذه الشفة مرة ثانية والشعر لازم ينلم لو بس عاجبچ تعاندين!

رفعت ايدي بعصبية على صدره بعدني ما دافعته عني اِنفتح باب الغرفة وصدحت خطوات أقدام أحداهم داخل المكان حتى ما لحگنا نستقيم بالوقوف والوضع اللي كنا عليه لا يُبرر ولا يُفسر اِطلاقًا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب