رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثاني والأربعون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثاني والأربعون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثاني والأربعون

قالوا ليّ الأصحاب: من تِلكَ التي؟
نظرتْ إليكَ بعينِ شوقٍ مُمعِنة.
فَأجبتهم منْ؟ تِلكَ، قالوا لي بلى؟
قلتُ التي كانتْ بقلبي ساكِنة
لكنها الأيام تفعلُ فعلها
ماتَ الهوى والبُعدُ أمسى مَدفنة
أحببتُها لكنني لمْ أكتشفْ
زيفَ الوعودِ وأنها مُتلوِنة
صدقتُ عاطفةً بقبلةِ قاتلي
في خطةٍ للجُرحِ كانتْ مُتقنة
خانَتْ
ولمْ يبقى سوى عمرًا مضى
ضيعتهُ في حُبِها سنةً سنة
حتى ملامحُها الجميلةَ لمْ تعُد.

تِلكَ التي كانتْ بعيني فاتِنة
رحلَتْ
وأغلقتُ الدموعَ ورائها
حتى وإنْ عادتْ سَ تبقى خائِنة
(إيهاب المالكي)
وجع حقير اِقتحم صدري يصعب عليَّ وصفه، مشاعر غريبة اِجتاحت أعماقي بقربها الحميم مني بعد سنين طويلة من الحقدِ والجفاء، بنتي أختي صديقة طفولتي وروحي الثانية اليوم اجت تستشعر حناني وتبحث عن دفئ أحضاني بعدما خانت وغدرت وتركت بروحي كسرة ميجبرها ولا يمحي أثرها غير كفن الموت.

أصعب اِختبار ممكن يمر بيه الإنسان ساعة الينوضع موضع الإختيار ما بين الكرامة وساكن القلب، الكرامة مصدرها العقل وعزة النفس أما ساكن القلب اِختياره على حساب الكرامة يتم من القلب نفسه وقدر عمرها ما سمحت لقلبها يسحب السيادة والسلطة من العقل ويصبح هوَ صاحب القرار الفريد، أني مستعدة أدعس على مشاعري وأنحر عاطفتي وحنيني للماضي إذا شعرت ولو للحظة عقلي بدأ بالخروج عن ثباته وكفة القرار مالت نحو اليسار فَ أصبح القلب المُتسيد الوحيد.

بعدتها من حضني بحركة قوية رجعت للخلف تشهگ وتمسح بدموعها عين عليَّ وعين على يامن تترجى منا نظرة الرحمة بعد كَمْ القساوة الزرعتها داخلنا بأفعالها.
ضحى: قدر اترجاچ حاولي تسمعيني ولو لمرة وحدة بحياتچ
قدر: هه مرة ضحى!
ولچ مو عشت عمري أسمع لچ شنو كانت النتيجة؟
ضحى: غلطت والله غلطت ورجعت لچ ندمانة، للأسف اِكتشفت بوقت متأخر ماكو شي يستاهل أضحي بيچ علموده لا هاني ولا الفلوس ولا حتى نفسي.

قدر: تعيشين وتندمين بعدچ ما شفتِ شي من عدالة رب العالمين القادم اسوء وألعن بس بعيد عني ضحى
ضحى: أختچ الصغيرة غدرت الدنيا بيَّ وما عندي غيرچ ملجأ وسند اترجاچ لتخذليني
قدر: إذا مريت بالشارع صدفة وشفتچ محتاجة مني مُساعدة وبنفس الوقت صادفت وياچ كلبة من كلاب الشوارع السائبة هيَّ أيضًا محتاجة لمساعدتي تأكدي وكوني على يقين تام وثقة مُطلقة راح أفضل مُساعدة هالكلبة على أن أساعد وحدة قليلة شرف ووفا مثلچ.

ضحى: يامن!

باوعت عليه تتوسله بنظراتها ودموعها تُذرف بغزارة، درت له وجهي صافن عليها بنظرة هزت كياتي ورعبت قلبي بعدما حركت شكو خوف بداخلي اِنزرع طول السنين المضت نتيجة التفكير المُستمر من قبل العقل الباطن (شيصير لو اجى هذا اليوم الترجع بيه ضحى ندمانة وتوگف گدام يامن تطلب منه العفو والمغفرة، هلْ يا تُرى راح يبقى ثابت على نفس المبدأ ويتخذ نفس القرار لو حُب حياته وولع طفولته راح يزلزل ثباته وينجرف مع سيل المشاعر تارك العقل خلف ظهره حائر ذليل؟ ).

قدر: يامن أمشي خلينا نروح لتسمع لها تولي
ضحى: يامن فدوة ما عندي غيرك اي غلطت واعترف غلطي كلش عظيم مستعدة اعتذر منك ومنها منا لأخر يوم بعمري بس لتتخلون عني وتتركوني وحيدة
قدر: انقلعي منا لتراوينا خلقتچ مرة ثانية، أنتِ اللي اِختاريتِ تمشين بهذا الطريق وأنتِ الراح تخلصيه وحدچ.

من شافت الليونة بنظرات يامن تجرأت تتقدم عليه، تحركت بعجلة وگفت أمامه صايرة حاجز بينه وبينها ووجهت لها الكلام النطقته من بين أسناني
قدر: خطوة وحدة بعد من مكانچ أنهيچ ضحى واليوم شكله راح ذاك الكنتِ تتقوين بظهره يعني صار لازم تخافين من تهديدي وتاخذيه على محمل الجد
ضحى: يامن فدوة حاچيها أو ساعدني أنتَ، أحلفك بالحب الكان بيناتنا إذا تخلت عني قدر أنتَ لتتخلى.

مو رفع لها ايده لا كأنما رفع السلاح ووجه لي رصاصة اِستقرت بمنتصف صدري إلى أن قضت عليَّ بشكل نهائي ومجرد ما تقدم عليها أكثر ومسك ايدها اِنمسك گلبي، شددت قبضتها على كفه بفرحة تمسح دموعها وعيونها تتأمل نظراته الغريبة، فقدت أريد استوعب الصدمة ماكو عيني مترمش اباوع على يامن الما رفع عينه عن ضحى وجسمي خدران من هول الموقف لو يغرسون سكين بلب أحشائي همْ ما أشعر.
قدر: يامن شنو سويت؟!

دار وجهه متجاهل سؤالي، قبل لا يتحرك سحبته من قميصه بقوة سمعت صوت الفتق بإذني
قدر: متاخذها وتروح والله العظيم متروح وإذا صار ورجعتها لحياتك بعد كل شي سوته بينا أحرگها وأحرگ روحي وراها گدام عيونك
يامن: قررتِ حياتچ من راسچ بدون مترجعي لي إذًا مو من حقچ تتدخلين بيَّ بعد، حياتي وأني اللي أقرر أكملها ويا منو ما أريد سواء ضحى أو غيرها.

قدر: يا أخي لتسويها شغلة عناد، فتح عيونك أبوس ايدك تفتح عيونك هذه ضحى تعرف منو يعني ضحى؟ هيَّ نفسها الغدرت بيك وبيَّ واليغدر مرة يغدر ألف، مو مثلك الينضحك عليه
يامن: أرجعي لبيت رجلچ قدر ولتتعبين روحچ بكلام أنتِ وأني نعرف كلش زين ما راح يغير من الواقع شي
قدر: يامن تذبحني.
يامن: الدنيا دين
حچاها واِلتفت ايده بيدها يكملون الطريق!

اِنهاريت ما أذكر حالتي لحظتها شلون كانت وصعب جدًا أسرد الموقف وأوصف أوجاعه وشعوره وأني كنت بأوج لحظات ضعفي وبقمة مراحل اِنكساري على عكس ما عودتني نفسي قوية وصلبة الموت بحد ذاته إذا صار گدامي ميكسر قدر ولا يگدر يذلها
تعلمْ متى تتحدث ليكُن حديثكَ عزةً لِنفسك.
فَ صمت الحُر عند الذُلِ مكرمةً
وصمت الحُر عند الحقِ إذلالا
اِلتفتت للخلف.
بعد عُزلة روحية محورها الاِنهيار
وجسدية عنوانها الضعف والاِنكسار.

أجمع شتات نفسي بنفسي حتى أگدر أواصل الطريق.

اِلتقت عيوني بعيون أمان الكان توه طالع من المصحة وشكله شاهد المسرحية الكنت بيها أني الخاسر الوحيد، طولت نظراتنا لبعض أبحرنا بعُزلة ثانية بعيد عن المكان والناس المتواجدين بالمكان، أخذني بعيونه لمنطقة الضعف الحاولت جهدي حتى أتجاوزها وسحبني من ايدي بنظراته العميقة لهشاشة الاِنكسار، كلما يتقدم خطوة أتقدم باِتجاهه ثانية رغم سكون الحركة إلى أن تعانقت أرواحنا دون أجسادنا مع لحظة وقوفه أمامي.

أمان: راجعة للقصر؟
هزيت راسي بالاِيجاب اِلتفت يأشر لي على الطريق.
أمان: وأني راجع للقصر بس السيارة مو وياية يعني مضطرين نكمل الطريق مشي
بلعت ريق حتى ينفتح بلعومي وأگدر أتنفس ومشيت وياه بخطوات غير موزونة، حس عليَّ دأواجه صعوبة بالحفاظ على توازني بالوقوف لذلك شبك ذراعه بذراعي ساحب كُل جسمي عليه يحاول بهذه الطريقة يخفف من ثقل الجسد عن قدمي حتى أنجح بالحفاظ على الاِستقامة إلى أن ينقضي الطريق ونوصل للقصر.

بس وصلنا تماسكت رغمًا عني حتى لا أشغل بال بيبي وياية في حال لو لمحت التعب بعيوني، دخلنا سوى على صوت الباب طلعت تركض متعودة تستقبلني من شافت أمان وياية وگفت بمكانها، تقدمت بنفسي قَبلت راسها وايدها وحضنتها بقوة، بيَّ بچية على صدرها ما بچيتها حتى بيوم خسارتي لأطفالي مع ذلك لزمت نفسي أذيتي أهون ألف مرة من أذيتها على قدر.

اِنسحبت منها بسرعة متوجهة لغرفتي أخذت البرنص والمنشفة من الكنتور ورحت للحمام سبحت بروح متماسكة حتى بعُزلتي دموعي رافضة تنزل وتضعفني
ما عندي طاقة لأقل حركة لبست البرنص بدون تنشيف ولفيت المنشفة على شعري بشكل عشوائي، طلعت أمان بالغرفة گاعد على السرير بحركة واضح الملل بيها مدد رجله على الأرض ومرجع ايده للخلف ساند جسمه على ذرعانه بس شافني عدل نفسه ونهض مُباشرةً
أمان: حمام العافية.
قدر: شكرًا.

حچيتها وتوجهت للكنتور أطلع بملابسي صار وراية.
أمان: ليش هالملابس وين رايحة؟
قدر: للمقبرة أزور أهلي.
أمان: تمام أني أوصلچ وأرجعچ ما عندي شي حاليًا.

هزيت راسي وتجاوزته وگفت على ميز تواليت خلعت المنشفة من راسي گلت أمشط بينما يغادر الغرفة حتى أگدر أغير ملابسي، ما أحس إلا صار وراية سحب المنشفة مني وأخذ شعري الينقط بقطرات المياه بين ايديه بدا يجففه وعيونه تتأمل اِنعكاس صورتي بالمِرآة بعدت نظري عنه بسرعة ما أدري ليش نظراته هالگد تضعفني بس يباوع لعيوني أحس الدمعة توصل لطرف رمشي بشق الأنفس يلا أسيطر وأمنعها عن النزول.

نشفه جففه سحب المشط مشطه أخر شي نصى على الجرار يبحث عن شي رفعت معصم ايدي القراصة بيه أخذها مبتسم وقرص شعري بنفس الطريقة المتعود يشوفني أسويها دائمًا (ذيل حصان عالي).
أمان: رايح أشوف سَقاء بينما تغيرين ملابسچ
قدر: تمام
بس طلع غيرت مُباشرةً دأسحب الحقيبة دخلت بيبي للغرفة تباوع عليَّ من راسي لقدمي.
زهرة: شو ما مرتاحة لشكلچ
قدر: رايحة أزور أهلي تحبين تجين وياية؟

صفنت بوجهي وكأنما حست أني شگد محتاجة أنعزل عن البشر ويا أرواحهم لذلك قابلت سؤالي بالنفي
زهرة: لا ما صار هواي من رحت عود على العيد أجي وياچ ونزورهم سوية إذا ربچ كاتب لنا عمر ليومها.

تقدمت حضنتها بتعب وطلعت، وصلنا للمقبرة تركني أمان وراح حتى أخذ راحتي بس لمحت قبور أطفالي اِنهاريت وأني أتذكر شكلهم بعدما طلعوهم من الغرفة گدام عيني مفحمين ويصدح صدى أصواتهم داخل مسامعي يستنجدون بأمهم حتى تخلصهم من حرارة النيران، حضنتهم بچيت بچيت بچيت إلى أن وصلت لمرحلة الإعياء، رفعت راسي أباوع على قبر والدي نهضت بصعوبة گعدت يمه منصية راسي على قبره والغصة تارسة صدري المُثقل بالهموم.

قدر: رجعت لي بابا بنتك الداريتها بماي عيوني رجعت ندمانة بعدما خذلتني طعنتني بظهري وخسرتني كل شي حلو كنت أمتلكه بالدنيا أولها ذولة النايمين بصفك (أطفالي)، متعرف شنو گاعد يصير بيَّ حاليًا ولا أحد حاس بالنار الحسيتها شبت بضلوعي وأني أطردها بكل قسوة بعدما اجت تترجى مُساعدتي وتتوسلني بنظراتها حتى ما أخذلها، لو ذاك الثاني أخوية المحد يعرف شگد عانيت وتعبت ولأي مرحلة من الذل وصلت من يوم ما تمرضت ولليوم الگدرت أرجع اوگف بيه على طولي بعدما تخلصت من حُزني وجردت نفسي غصب من بشاعة ذكريات الماضي حتى أرجع وأعيش، يجي بعد كل هذا يحط ايده بيدها گدام عيوني ويكمل وياها الطريق ولا كأنما هيَّ كانت السبب الوحيد بعذابي وعذابه، شلون سواها راح أنجن يامن مو هيچ ما عرفته هيچ اي نعم هوَ حنين وحنية الدنيا بگلبه وعيونه بس بنفس الوقت صعب ومستحيل ينسى الاِساءة بسهولة، معقولة الحب عماه وغير مبادءه لهذه الدرجة! أخ يا بابا بنتك راح تموت ما ظل شي واجي أنام يمكم إن شاء الله بس ادعي لي.

تركته وحولت على قبر ماما، نصيت عليه شكيت لها تعبي اعتذرت عن الشي الصار بيني وبين أختي الأمانة الوحيدة التركت لي إياها قبل لتروح واللي كان خارج عن اِرادتي وأبغض أمر لنفسي ونهضت حمل الدنيا على ظهري اليلمسني بريشة حمام يختل توازني وأميل
درت وجهي أمان واگف يراقب الموقف عن كثب بس اجت عيوني المنتفخة من البُكاء بعيونه قطع المسافة الفاصلة بيناتنا ووصل لي بسرعة. وگفنا وجه لوجه
أمان: شلون صرتِ؟

قدر: هوَ عادي لو گلت تعبانة؟ عادي لو بينت عجزي ضعفت واِنهاريت ويمكن بچيت؟ عادي لو تخليت عن القوة المُزيفة وأني واگفة بين نقاط ضعفي بالدنيا الكسروا ظهري وتركوني وراحوا؟

باوع لي بتعب ومجرد مرفع ايده ولمس وجناتي بطرف اِبهامه اِنهاريت، سحبني عليه ضمني لصدره بقوة حسيت حضنه عُزلتي البعيدة عن البشر العُزلة الأنسى بيها نفسي وين أني ومنو أكون، صرخت بأعلى صوتي صرخة تعبر عن الوجع المستفحل داخل صدري بعدها صرت أنحب نحيب الثكالى وأني بين ايديه أخر شي نفدت طاقتي حس عليَّ أخذني مسافة بسيطة عن قبور أهلي گعدنا على صبة تقابلهم بالاِتجاه.

بقيت اتأمل قبورهم بوسط هدوء رهيب، فجأة صدح صوت القرآن بالمكان أحدهم صار يرتل آياته الكريمة بصوت يجلب للنفس السكون ويزع بالروح الطمأنيينة
15 دقيقة مرت واحنا بهدوء تام مينسمع مني ومنه غير صوت النفس، فجأة رفع ايده مطوق كتفي بذراعه وسحب راسي لصدره طبع قُبلة على شعري من أعلى الشال الأسود اللبسته بسبب قدومي لهذا المكان
قدر: نسى كل شي وتقبلها بحياته ولا كأن شي صار
أمان: اگدر اسأل سؤال
قدر: اسأل.

أمان: همْ راح يجي اليوم التسامحين أختچ بيه؟
قدر: مستحيل!
أمان: وهذه المستحيل عند يامن أضعاف مضاعفة
قدر: بس تقبل يسمعها أخذها وياه وممكن إذا نزلت گدامه دمعة دمعتين يسامحها محد يعرف أخوية شگد ضعيف گدام ضحى غيري
أمان: ما اتصور، يامن مو هيچ يعني الما قبل الغلط منچ وأنتِ أقرب له من روحه راح يقبله على الإنسانة الخذلته وطعنته بظهره، مستحيل
قدر: الحب يغير مبادئ الإنسان.

أمان: بكل شي اي أتفق وياچ بس بالخيانة لا الخيانة صعبة جدًا على الطرفين الفرق الوحيد المرأة تتعايش وياها أما بسبب عاطفتها أو بسبب ظلم المجتمع تحديدًا الأهل لأنها بالنهاية وبشكل عام قليلة حيلة أما الرجُل ماكو شي بالدنيا يجبره يتعايش ويا الخيانة حتى مشاعره والسوته ضحى شي مينغفر خانته ويا صديقه وزوج أخته تخلت عنه بأحلى أيام حياته وفضلت الزواج من هاني عليه عماها الطمع وكبس على گلبها الحقد مو رجال اليتقبل وحدة بحياته مثل ضحى بعد كل شي سوته بحقه وأخوچ رجال والنعم منه.

قدر: لعد ليش سوه هيچ؟!
أمان: هذا السؤال هوَ وحده يگدر يجاوبچ عليه بس راح أتوقع مجرد توقع ممكن تكون ردة فعله بسبب زعله منچ وحقه محد يلومه
رفعت راسي من صدره اباوع له بعصبية.
قدر: ليش منو السبب بهذا الزعل؟
أمان: أنتِ، اي لتباوعين هيچ أنتِ محد اجى وضربچ على ايدچ تراقبيني إلى أن توگعين بين ايدي
قدر: والله صلافة صار الباطل هوَ صاحب الحق
أمان: هسه شلون راح تخليني أكمل كلامي لو نظل نتعارك بين الموتى
قدر: كمل.

أمان: تعالي لحضني هالشكل تستوعبين أكثر
حچاها وسحب راسي على صدره حاضن كَفيني بكفه
أمان: وممكن يكون يامن محتاج ينفرد بيها، محتاج يسمع محتاج يحچي محتاج يعبر عن الكبت البداخله والصعب كلش يصرح بيه غير گدامها هيَّ
Flash Back (فلاش باك)
«تجول الماضي مِنَ الزمان في أزقةِ ذاكِرةِ النسيان».
ضحى: يلا حبيبي روح والله نعست
يامن: أني همْ نعست بس شسوي حبيبتي مغناطيس تجذبني حتى من نومي
ضحى: أحبك.

يامن: ميت بيچ أني وگاعد أحسب الأيام شوكت يجي يوم زواجنا وتنامين بحضني للأبد
ضحى: يلا ما بقى شي أسبوعين ويتحقق الحلم
يامن: لا صار أسبوع لأن راح أرجع خلال هاليومين، خلصت شغلي
ضحى: شنو هالمُفاجأة شو ما گلت لي؟!
يامن: اليوم يلا عرفت
هاني: بتعملي...
يامن: هذا مو صوت هاني؟
ضحى: لا وين هاني وقدر نايمين من زمان
يامن: بس أني سمعت صوته!

ضحى: متوهم حبي الظاهر النُعاس سيطر عليك كلش وصرت تتخيل اشياء مموجودة إذا أني بغرفتي ويمهم ما سمعت صوته أنتَ شلون سمعته ما أدري
يامن: لعد يلا ننام
ضحى: يلا والصبح انتظر رسالتك تتغزل بيَّ مو مثل البارحة تتحجج نت ما عندي
يامن: أتغزل بيچ الصبح وبالليل واليوم وباچر، أتغزل بيچ لأخر نفس بصدري ليش كم كرزة عندي هيَّ وحدة
ضحى: لو تبقى تحچي هيچ للصبح ما أنهي المكالمة
يامن: لا عمري رايح تصبحين على خير.

كانت مُخادعة للغاية بحياتي مشفت بشر مُتلون مثلها لدرجة حتى خبرتي وقفت عاجزة عن كشف مكرها
ويا رجعتي وقريب ما أدخل القاهرة اجاني اِتصال من والدي يبلغني بضرورة إسراعي بالوصول ليش وشنو الصاير وياهم ما عرفت بس العرفته تنتظرني مشكلة عظيمة تتعلق بواحد من أهلي، وصلت محد بالبيت رجعت اتصلت على والدي طلب مني احضر للمستشفى.

وصلت وهنا كانت الصدمة، قابلوني بخبر وفاة أطفال قدر بالحرق نتيجة التماس الكهربائي واِنهيار قدر ورقودها داخل المستشفى نتيجة هذه الحادثة.

صاعقة ونزلت على راسي مو مجرد صدمة أخذت مني وقت طويل يلا گدرت أستوعبها، اسألهم شلون صار هالشي أريد منهم جواب ألمس الكذب واضح بعيونهم عرفت ديحاولون يدارون عني الحقيقة بهذه الطريقة، تركنا أمي ويُمنى عند قدر وطلعنا للتشيع دفنا أطفالها بجوار أهلها بعدما طلبت من هاني بنفسي هالطلب وما رفض، ما گدرت حتى أشوفهم منهار والصدمة مأثرة على عقلي ذولة مو مجرد أطفال أختي ذولة أطفالي الربيتهم على ايدي بخسارتهم حسيت جزء من قلبي اِنثلم، صعب أعبر عن بشاعة ذيچ اللحظات گاعد يم قبرهم لحيتي مخضبة بدموعي شلون هيچ صار وبأي روح أمكم راح تكمل حياتها بعد فقدانكم، داريت ضعفي عن أهلي أمسح بوجهي ونهضت متوجه للمستشفى وصلت قدر بغير عالم المُهدئ ماخذها بعيد عن الواقع المُر، طلعت من غرفتها أباوع على الموجودين بعد صحوتي من الصدمة استفقدت ضحى من اجيت لسه ما شفتها بيناتهم!

يامن: ضحى وين؟
واحد باوع بوجه الثاني، رجعت كررت السؤال عليهم تقدم الوالد ساحبني من ايدي مسافة عنهم والتوتر واضح على ملامحه.
يامن: شصاير يابة أبوس راسك تحچي
سَلمان: قبل لا احچي لازم تعرف أكو وحدة نايمة جوة تحتاجك قوي مو منهار لأن أنتَ أخوها ظهرها وسندها الوحيد والمصيبة الراح توگع على راسك متجي قطرة من بحر مُصابها وأني أعرف وليدي شهم وأخو خيته ما راح يحير بنفسه ويترك أخته تعبانة
يامن: ضحى يعني!

سَلمان: للأسف ما عرفنا الموضوع بالضبط شنو بس اثناء ما كانت قدر تصارع اِنهيارها النفسي فهمنا منها ضحى خانتها ويا رجلها وبفراشها الخاص وبسببهم طلعت هيَّ وأطفالها من اليلا بالليل عاد هاني منعها تروح وحدها وأخذها لشقة تابعة له من وصلوا تعاركوا صاير عصبي مدخلها بالغرفة وقافل عليها بعدين حچيت وياه عرفت منه هوَ باقي يم أطفاله بالغرفة الثانية حتى يسكنهم إلى أن منومهم مشغل التبريد عليهم ومغادر وهنا صار القدر تماس كهربائي قوي بغرفة بينة ومُبين قاضي عليهم للأخير منا لما داخلين الجيران للشقة ومطلعين قدر من غرفتها همَ فحموا بحيث واصلين للمستشفى ميتين هذا كل شي صار.

يامن: لحظة يابة اترجاك تصبر شوية
رجعت مسافة گعدت على الكرسي ايدي فوگ راسي أريد أستوعب الموقف، صرت أسحب النفس بصعوبة طلبت من الوالد يعيد الكلام لعلهُ سمعت غلط أو مثلاً أكون بكابوس وقبل ليكمل كلامه أستيقظ منه لكن معَ شديد الأسف السمعته حقيقة وضحى خانت نفسها قبل لتخوني وتخون قدر.

الحقيقة كانت أكبر من طاقتي، اِهتزت رجولتي اِنمست كرامتي شلون استغبتني شلون گدرت تضحك عليَّ وتلعب لعبتها أني الأكشف البشر من نظرة عيونه شلون عيني اِنعمت عن مكرها وخداعها لدرجة السذاجة!
نهضت بسرعة متوجه لليلا الوالد بظهري، حاولت ردت بس حتى أقابل هاني ما سمحوا لي ختل بوكره مثل الجريذية يدري لو يوگع بيدي روحه بكاملها متكفيني.

ساعة يلا رجعت بعد محاولات عديدة لإقناعي من قبل الوالد، قدر نفس وضعها مجرد ما تستيقظ وتوعى على الواقع تنهار ويرجعون يزرقوها بالمُهدئات ظلت على هذا الحال أسبوع متدري بالدنيا شنو گاعد يصير حتى احنا ما مسموح لنا ندخل عليها
بعد الأسبوع صحت تبچي بهدوء تركوها بدون مُهدئ فجأة طلع الدكتور يطلب دخولي بعدما هيَّ سألت عني دخلت عليها منتهية مو قدر الأعرفها سحبت الكرسي وگعدت يمها بس أخذت كفها بين كفوفي اِنهاريت.

قدر: خانتني يامن، بنتي خانتني ويا رجلي وبسببهم خسرت أولادي ليش بعدني لسه عايشة ليش
يامن: همَ مو مهم طز حشاچ، الوحيدين اليستحقون تنزلين دموعچ هذه على خسارتهم أطفالچ وبس
قدر: تبين ممهتم وأنتَ من الداخل نارهم حارگتك
يامن: الشي الوحيد اليهمني بموضوعهم رجولتي اللي مسوها بفعلهم القذر أما غيرها وعيونچ متهمني، أني حاليًا ما أفكر غير بيچ وبوجعچ أنتِ على يامن أعز من نفسه وتعرفين هالشي كلش زين.

قدر: اي غير مبتلي بيَّ
يامن: أنتِ أحلى بلوة صادفتني بحياتي (بلوة عمري)
قدر: وين دفنوهم؟
يامن: احنا دفناهم يم أهلچ
بس حچيتها اِنهارت، ما گدرت تتجاوز الواقع بسهولة أخذتها لبيتنا وبديت وياها بالعلاج النفسي أشهر يلا تخطت الصدمة ومجرد ما وگفت على حيلها أصرت تستقل بحياتها وأجرت الشقة الكانت عايشة بيها قبل لا تنتقل لمُجمع الثابت.

كانت كلما تسألني عن تفاصيل الحادثة اثناء رقودها بالمستشفى شصار وشلون دفنت أطفالها وشنو كانت ردة فعلي ساعة الوصل لي الخبر ومنو الوصله إلى أتهرب، عالجتها وتصنعت اللامُبلاة أمام نظرة اِنكسارها بس أخوك أيمن لليوم محد گدر يعالجه من وجعه
أيمن: أخوية ميحتاج لأحد، أخوية قوي يعالج نفسه بنفسه حتى وإن طالت مراحل العلاج.

قدر: والله كنت أعرف ومتأكدة يامن مو صادق بكل حرف يحچيه وتهربه من مواجهة الحقيقة گدامي بعدما صحيت كان أكبر دليل على عدم صدقه بس إذا هوَ متأذي منها ل هالدرجة ومجروح ومو گادر يتعافى من جرحه شلون مسك ايده بيدها ومشى ولا كأن شي صار؟ احچي أيمن ريح گلبي وگول ما رجعوا لبعض.

أيمن: طلعت من المُقابلة بقمة السعادة، رسلت مسج لأسل أدري بعدها بالدوام يعني بيها مجال تتصل حتى ابشرها بالخبر بعدني بالطريق گاعد بالتكسي دزت لي مسج تطلب اِتصالي نزلت بسرعة أكملها مشي حتى أخذ راحتي تتحسس كلش إذا تكلمت وياها گدام أحد حتى وإن كان الكلام رسمي، هوَ هذا طبعها وعودتني أني همْ عليه
أسل: ها أيمن شصاير قلقتني؟
أيمن: شلونها وطن روحي؟
أسل: الحمد لله بخير إذا أنتَ بخير بس شصار مگلت.

أيمن: البارحة اتصل هذا المنتج الحچيت لچ عنه طلب يقابلني بس ما بلغتچ گلت بلكي تصير الشغلة حتى أسويها مُفاجأة وأبشرچ صارت وراح أشتغل وياهم
أسل: الله عليك تحچي صدگ؟
أيمن: وعيونچ الما عندي أغلى منها بالدنيا
أسل: يمة گلبي راح يوگف من الفرحة، روح يلا خل استوعب صدمة المُفاجأة وهمْ أكمل شغلي
أيمن: مشتهي مرة بس أشبع من صوتچ
أسل: وأني ما أريد يجي هاليوم التشبع بيه من صوتي حتى لتملني
أيمن: معناها مليت روحي ساعتها.

أسل: أحمم يلا رايحة أني
أيمن: أموت على خجلچ ولچ بس تصيرين يمي أبوس أمچ من راسها وايدها على هالتربية الحلوة الربت بنتها عليها، شنو أنتِ لخاطر محمد من أيش مخلوقة
أسل: راح أسد الخط مو تزعل حباب، مع السلامة
سدت الخط تاركتني بعُزلتي الما بيها بشر غيرها، من الحماس كملت الطريق مشي اتصلت على الوالدة اسأل إذا محتاجة شي قبل لا أرجع گالت سلامتك، توني وصلت للباب رجعت اتصلت كل ظني تريد توصيني.

نِبراس: أيمن وين وصلت؟
أيمن: يوووم والخلقچ انتحر هسه من هذه الصبة اللي بالباب إذا ناوية توصيني لأن اتصلت وأكدت عليچ إذا محتاجة شي لو لا گلتِ ممحتاجة غير سلامتك
نِبراس: انچب وفوت للبيت بسرعة أخوك جاي وجايب ضحى وياه تعال تصرف لا أروح منكم من قهري
سديت الخط ودخلت أركض اِستقبلتني بالباب تبچي
أيمن: شجابها هذه؟!

نِبراس: حظي يمة حظي، فوت احچي ويا أخوك ما طول توها اِنفردت بيه يعني ما لحگت تلعب بعقله لأن لو سواها ورجع ضحى لحياته يسكت گلبي وأرتاح
سألتها وينهم أشرت لي على الغرفة، فتحت الباب همْ زين مقافلها كان جالس على التخم وهيَّ گدامه يسمعها بكل هدوء عكس التوتر والاِنهيار الكان واضح عليها
ضحى: أرجع وأگول أني غلطت وغلطي كلش عظيم بس للأسف فهمت هالشي متأخر
ظل منصي شابك ايد بيد ويباوع لها بطارف عيونه.

ضحى: احچي يامن اترجاك لتسكت سوي التريده بيَّ بس المهم بالأخير تسامحني
يامن: شبع منچ؟
اِنتهت نزوته وشاف البديل مو صح؟
شهگت تمسح بدموعها ونصت منه تحچي بكسرة.
ضحى: اِكتشفت عنده علاقه بالممرضة المُشرفة على علاجه ومن واجهته بدل ميخاف تحداني وراح تزوجها تاركني گدام خيارين يا ارضى بالواقع واتقبل المشاركة يا أترك اليلا واطلع وحدي بدون أبني
يامن: ليش اليلا مو باسمچ؟

ضحى: لا الحقير طلع مسوي لي تنازل مُزور عنها وعن كل شي السيارة والأرض اللي على أساس مهري ماكو شي باسمي غير أبني وهذا همْ بسلطته يگدر يحرمني منه
يامن: هه مُغفلة
ضحى: وحقيرة وحيوانة همْ وما أستاهلك ولا أستاهل الحُب القدمت لي إياه بس ما عندي غيرك يامن لتخذلني
يامن: ما أخذلچ مو؟

حچاها ونهض بعصبية متوجه لها بخطوات عجولة من الخوف رجعت ليورا انضربت بالمعرض، مُباشرةً رگع راسها بالزجاج مشدد قبضته على عنقها، ما تدخلت تركته يواجهها حتى يتخلص من كابوسها الرافض يغادره من يوم ما خانته ولهذه اللحظة.

يامن: وأنتِ من خذلتيني شنو گلتِ لنفسچ؟ من رحتِ سويتِ علاقة ويا رجل أختچ اللي هوَ صديقي شنو كان إحساسچ؟ من كنتِ تعاشريه وأنتِ على ذمتي وحاملة اسمي ضميرچ بشنو كان يقابلچ؟ كمْ مرة تحچين وياية وهوَ يمچ؟ كمْ مرة تتغزلين بيَّ وهوَ يتلمس بيچ؟ قبل لا أرجع من السفر سمعت صوته يمچ ساعة بالأربعة الفجر وبكل وقاحة اِستغبيتيني وگلتِ تتوهم! شلون سمحت لچ نفسچ تغدريني؟ بشنو قصر يامن وياچ وتفضلين واحد غيره عليه ومو أي واحد لا رجل أختچ اللي هوَ مُحرم عليچ وبهذه العلاقة أنتِ مو بس زنيتِ أنتِ اِرتكبتِ إثم تهتز له السماوات السبع وتحرمتِ عليه ليوم الدين بعدين رحتِ عاشرتيه بزواج باطل وخلفتِ منه بالحرام وهسه بكل صلافة جاية تطلبين مُساعدتي! زين اتركي كل هذا ابقى رجال أروح يجي ألف غيري بس أختچ المتعوض خسارتها الدنيا شلون خسرتيها؟

ضحى: مُراهقة والله ما كنت أميز بين الصح والغلط وهاني شيطان غراني بفلوسه وكلامه المعسول إلى أن وگعني وخسرت كل شي
يامن: لو كل مُراهقة مثلچ على الدنيا السلام، أنتِ ولچ شيطانة تعرفين شنو يعني شيطانة لو لا.

صرخها وصار يضرب المعرض بوكسات بكل قوته تهشم كفه بالزخرفة البيها، تدخلت بسرعة أريد أمنعه اِنفجر غلط ومسبة على فشار اجت الوالدة تركض نريد نسيطر عليه ماكو فقد عقله تمامًا ميريد يضربها يطلع حرگته بالأخشاب أخر شي سحبها من شعرها حيل.

يامن: جاية لهنا عبالچ تغريني بهذه الدموع، تتصورين يامن بعده يتأثر لو بچيتِ گدامه؟ ولچ لو تموتين لو أشوفچ تموتين گدامي ما أحرك ايدي واساعدچ وكل شي صار بيچ قليل كلش على السويتيه بيَّ وبأختچ الوحيدة، لسه تنتظرچ أيام اسوء وتذكري كلامي
ضحى: يامن لا أني ضحى نسيت منو ضحى أنتَ أخر شخص يتخلى عني أبوس ايدك لتسويها
نِبراس: طلعي بسرعة إلا يموتچ بيده يلا ترتاحين.

ضحى: أيمن اترجاك، أحلفك بالزاد والعشرة البيناتنا تحچي وياه ما عندي مكان أروح له ومستحيل أرجع لهاني بعد كل شي سواه بيَّ، وين أولي
أيمن: فلوسچ مو قليلة كرفتِ منه لما گلتِ بس ما راح يصعب عليچ تلگين مكان يلفيچ
ضحى: ليش هيچ تعاملوني؟ غلطت إذا الله بعرشه يسامح أنتم منو ومتسامحون
يامن: ولچ جهنم إنخلقت لچ ولأمثالچ يا مسامحة هذه الجاية تترجيها من رب العالمين!

حچاها وسحبها من ايدها بقسوة وصلها للباب صوت نحيبها واصل للشارع فتحه ودفعها حيل
يامن: شكلچ ما أريد أشوفه بعد اليوم وإذا عرفت بيچ رايحة لقدر مرة ثانية بس الله يخلصچ مني ساعتها.

رگع الباب بوجهها ظلت تطرقه مثل المجنونة إلى تعبت من التجاهل وراحت، ايده تنزف أخذته أعالجه من اِنفردنا عرفت هوَ تعمد ياخذها وياه حتى يواجهها لأن المواجهة هيَّ علاجه الوحيد وبما أنهُ هوَ واجه هاني بالمصحة ما بقت بس ضحى وما صدگ يلتقي بيها بعد كل هالسنين حتى يحچي كل شي بخاطره وراها فضفض لي عن شعوره ساعة الاِكتشف خيانتها والما گدر يفصح بيه لأي بشر غيري حتى أنتِ، هسه بعد السمعتيه من كل عقلچ يسامح ضحى ويرجع لها!

حضنته حيل اشهگ من گلبي.
قدر: أخ يا أيمن گلبي راد يوگف إلا شوية وأني أتخيل يرجع لها ويعوفني
أيمن: يعوفچ ليش! صدگ تعالي احچي لي شكو بينچ وبينه ليش زعلانين؟
قدر: موضوع يخص الشغل، خليك منه واحچي لي منو الدزك عليَّ أكيد يامن؟
أيمن: لا يامن زعلان أصلاً ميجيب سيرتچ گدامنا أنتِ أكثر وحدة تعرفين بزعله شگد ثگيل
قدر: لعد شنو اجيت من نفسك؟

أيمن: أمان ما أدري منين محصل رقمي، اتصل شرح لي حالتچ وطلب مني اجي اطمأنچ على يامن
مسحت دموعي أتنفس بصعوبة.
قدر: وشنو هذه سالفة شغلك الجديد؟
أيمن: موظف بإدارة الإنتاج إدعي لي تكون هذه هيَّ البداية لدخولي لعالم الفن والتمثيل
قدر: راح تدخل وراح تصير أحسن ممثل أني متأكدة
قَبل راسي ونهض مبتسم غادر القصر لأن تأخر الوقت.

زهرة: شوكت تبطلين تضمين عليَّ؟ ليش دوم أني أخر الناس أعرف بهمومچ؟ مو شفتچ تعبانة ليش ما گلتِ السبب أختچ شنو حاسبتني غريبة لو مرة جاهلة ما أعرف أواسي ولا اگدر أقدم لچ الحلول؟!
قدر: حشاچ بيبي كل السالفة ما ردت أضوجچ وأشغل بالچ وياية بس شسوي لزهرة تلگفها هيَّ وطايرة
زهرة: اي قشمريني، يلا اگوم أنام وراية صلاه وأنتِ نامي اِرتاحي عيونچ من البچي مورمات.

مسحت على راسي وغادرت بس سدت الباب رجعت دموعي تنزل، ظهور ضحى بحياتي من جديد كركبني كلش لدرجة نفسي صارت تستغرب نفسي!

صُداع فضيع لزمني من كُثرة البُكاء، گمت أتمايل من التعب غسلت وجهي ورجعت تمددت متعاجزة أطفي الإنارة شوية واِنفتح الباب عرفته أمان غمضت بسرعة متصورة راح يغير ملابسه ويطلع لغرفة سَقاء كالعادة بس اليوم الوضع اِختلف غير الملابس عتم الغرفة وتقدم بخطوات هادئة ما أحس إلا رفع الغطا وتمدد يمي حاضني من منطقة الظهر ردت أگوم قيدني بقوة
قدر: أمان إبتعد!
أمان: بس اليوم لخاطري.

قدر: لا والله ومنو هذا الگال عندك خاطر يمي؟!
أمان: أني أگول
حچاها ودارني عليه يباوع لعيوني الضوء خافت جدًا يا دوب ديدخل من فتحة الستارة مُنعكس من ضوء السماء، سحب رجلي بين رجله ضام راسي على صدره بلهفة وايده محاوطة ظهري، صفنت بغرابة نبضات صدري صارت تتسابق ويا نبضاته لدرجة الوضوح شنو اللي گاعد يصير ويانا بهذه اللحظة ما أدري!
في مُعانَقتِهِ وَجدَتْ عُزلتَها السرِيةْ.

تِلكَ العُزلةْ الَتي حَاولَتْ أنْ تُخفيها عَنْ أعيُنِ البَريةْ
هيَّ تَرفضُ الإعتِرافْ
تَرفضُ مِنْ قَلبِها الإنجِرافْ
هيَّ تَرفضُ الهَزيمةَ وَلا تَعلَمْ بِ أنَّها لِلمَشاعرِ أول ضَحيةْ
نَهضَتْ مِنْ عُزلَتِها تَنوي المُواصَلةْ
في عَقلِها يُوجدُ تَفكيرٌ عَجيبْ يَشبَهُ في صُعوبتِهِ
فَكِ شَفرات المُعادَلةْ
فَ هَلْ تَنجَحُ بإقناعِهِ عِنادًا أمْ تَلجأُ مَعهُ لِحُسنِ المُعامَلةْ
إلَيكُمْ جَواب الاَسئِلةْ.

في أحدَاثٍ عَاجِلةْ وَأُخرى مُؤجَلةْ.
گعدت وحدي بالغرفة گمت للحمام غسلت على السريع وغيرت ملابسي دأمشط دخل أمان مبدل وفنجان القهوة بيده وگف وراية يباوع لاِنعكاس صورتي بالمرآة
أمان: أمشط لچ؟
قدر: شنو أخذك الواهس؟!
أمان: لا أنتِ أخذتيني
رميت المشط على الميز ودرت وجهي، أخذت فنجان القهوة من ايده لازمة جوانب سترته بكفوفي
قدر: أمان ممكن أطلب منك طلب؟

أمان: هذه المياعة وراها قشمره والسقر أبدًا مو قشمر كلاوات گلبي، شوفي لچ درب غيره
قدر: لا جديات داحچي وياك بعيدًا عن آل الثابت
أمان: بس قبلها عيدي أول جملة گلتيها
قدر: ممكن طلب
أمان: لا عيديها بالكامل مثلما هيَّ
قدر: أمان، ممكن، أطلب، منك، طلب
أمان: هوَ اسمي لهذه الدرجة حلو لو السر بلسانچ؟!
قدر: لتصير مسربت من الصباحيات واسمعني.

أمان: بعدني ممتجاوز لفظ اسمي رگعتيني بالمسربت خفي علينا مدام أمان الثابت احنا عالم فقرة كلش
قدر: كلش كلششش
بس حچيتها نصى قَبل ثغري بلهفة ساحبني لحضنه.
أمان: هذا أخر تنبيه، ممنوع منعًا باتًا أشوف اللون الأحمر على شفتچ مرة ثانية وإلا...
كان يتكلم بثمول وعيونه بمفاتن أنوثتي سرحانة
حبيت انتهز الفرصة.
قدر: أريد أرجع شغف للقصر بداعتي أمان لتعارض...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب