رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثاني عشر

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثاني عشر

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثاني عشر

يَقبَعونَ في غَياهِبِ جُبهِ بِ شِكلٍ مُخيفْ،
وَأنا لَهُمْ مُرسَلٌ كَ وَاردِ السَيَّارَةِ
أُدْلِيّ بِ دَلْوي لِ يَتَعلَقوا بِ خَيطِ الأمَلِ مَهما كانَّ طَفيفْ
أسعى لإخرَاجِهم مِنْ ظُلماتِ ذَلكَ الجُبِ مِنْ دونِ أنْ يَرانا ذو القَلبِ الكَفيفْ.
هيَّ تُحمَلُ بَينَ الأيَاديّ وَ لا تَعلمُ أيّ مَصيرٍ يَنتَظرها
شَجَرةٌ مِعْطاءٌ أكُف الغَدرِ تَنوي إقتِلاعَ هِرشِها.

شَمعَةٌ مُنيرَةِ رِيح الخَريفِ العَاتية تَرغَبُ أنْ تُطفِئَها
نَصَبوا لَها الكَمين كَي يُضعِفوا قوتَها.
ظَنًا مِنهُم بِأنَّها سَ تُغلَبْ،
أرَادوا أنْ يَسلِبوا إرادَتَها لكنَها لَمْ وَ لَنْ تُسلَبْ،
حَاوَلوا التَقلَيلَ مِنْ هَيبَتِها.
جَاهِلينَ أنَّ الهَيبةَ لِ قَدرِنا فَقطْ تَستَحقُ أنْ تُنسبْ.

حَمَلوها إلى ذَلكَ المَكان الَذي يُمَثلُ بِدايةَ الحِكاية، دَخَلوا بِها وَفي النَفسِ تَكمنُ غَاية، مَكَانٌ بَارِدٌ شَديدَ الظَلام، ظَلامُهُ مُخيفٌ مَنزوعَ السَلام، جُدْرَانُهُ بَالية، ذو أعمِدةٍ عَالِية، أرضِيةٌ خَالِية، مَنطَقةٌ نَائية، فِيها نُباحُ الكِلاب السَعير، يُسمَعُ مِنها لِلحَمامِ هَدير، طَريقٌ طَويل، وَصبرٌ جَميل، قَدرُنا تَعلم بِ أنَّ الحَياةْ لِ كَفةِ الحَقِ دَائِمًا تَميل.

و‌َالآنْ. ها هيَّ أمامَنا تَغفو مَنزوعَة الإِرادَة
بِ جَانبِها مَنْ هُمْ لِلظُلمِ اَسيادَه،
قَلبُها النَقي يَقِفُ في مواجَهةِ قَلبَهم البَغيض كَي يُجلي مِنَ الدَمِ أحقادَه.
لَمْ يَكُنْ بِ يَدي وَيدكُم مُساعَدِتها، لكنَنا سَ نُرافِقها.
بِ ألمِها ب حُزنِها،
بِ فَرحِها وَ بَسمتِها
نَنطَلقُ مَعَها مِنْ أولِ الرِواية. مِنْ نُقطةِ البِداية
حَتى أصِلُ وإياكُمْ في حِكايتِها هذه،.

الَتي أطلَقنا عَليها (عُزلة السَقر) إلى حَيثِ النِهاية.
صحيت على قطرات من الماء البارد دتتخلل مسامات شعري، حاولت أرفع راسي لكن واجهت صعوبة أحس أكو ثُقل ب عقلي مُستحيل الوصف لدرجة عيني رافضة تنفتح رغم كُثرة محاولاتي لإستعادة النظر.
وين أني! منو جابي ل هنا وشنو ديصير وياية!
يا إلهي كل شي ما دأتذكر!

أستغرق الوضع مني دقائق بعد عدة محاولات إنفتحت عيني وأخيرًا، حاولت استقيم بالجلوس لكن طاقتي المسلوبة من جسمي اِمتنعت عن مساعدتي.
همهمت أطلب المؤازرة حتى الكلام رفض يساندني!
بقيت أصارع ذاكرتي الضعيفة بين مد و جزر أوصل لنقطة أفقد الثانية إلى أن تذكرت سبب وجودي داخل هالمكان المجهول ورجعت ل دائرة المُهمة من جديد.

المخدر التلقيته من أمان ما كان مُخدر طبيعي، مواده مُشتقه من مُخدر العلميات يجبر الشخص يفقد الإرادة
بعدني گاعدة الكرسي ب نحول منصية راسي وعيني تقفل بشكل لا إرادي بين دقيقة والثانية، لفحت أنفاس حارة داخل صيوان أذني، تكررت الحالة أكثر من مرة وكأنهم قاصدين يصحوني ب هالطريقة المؤذية.

اِنزعجت جدًا. حركت راسي ب تذمر واضح أطلب منهم يكفون عن هالحركة، سرت البرودة داخل أنحاء جسمي اِرتعشت ب وضوح، ظهري متجرد من القمصلة بعدما فقدتها بسقوطي المُفاجئ بذيچ البناية، المكان بارد، رطب وواسع حتى النفس اليخرج مني دأسمع صداه!

ب شق الأنفس يلا تمكنت من الإستقامة، مجرد ما رفعت نظري صار دمار گدامي، اِبتسم بطريقة مُستفزة رجعت له ذات الاِبتسامة، تقدم ناحيتي سحب الكرسي من طريقه ثبته الأرض وگعد مقابيلي مباشرةً.
- شلونها الباشا.
- وين جايبيني؟ شنو هذا المكان؟
- نهايتچ، يعني تگدرين تعتبريه قبرچ الآبدي.
- هه وممكن يكون قبركم، منو يعرف!
- مو مشكلة أيام قليلة ونعرف الجواب الصحيح.
هل يا تُرى! راح يكون.
قبرچ؟
لووووو.
قبرنا؟!

- أنتم متعرفون ب أي نار لعبتوا، الشي السويتوه راح تدفعون ثمنه غالي، جدًا غالي، وتذكروا كلامي بعدين
- هذا في حال لو گدرتِ تخلصين نفسچ من بين هذه الجدران حتى تذكرينا ب هالكلام بعدما تدفعينا الثمن قدر باشا.
اِنفتح الباب ويا م انتهى من جملته، الغضب ال كان مسيطر عليَّ بسببه خلاني أنتبه لملامح وجهه أكثر من اِنتباهي للموبايل الحامله بين إيده.

وصل يمي، بعدني ما متنفسة بالكلام رفع كفه أمام عيني ركزت زين. هذا موبايلي!
- اِتصلي.
- على منو؟!
- على بيبيتچ بلغيها ما راح ترجعين للبيت هذه الليلة
- هه. أفهم من كلامك باچر ترجعني!
- اِتصلي بدون ما أسمع لچ نفس.
- راح أتصل بس مو علمودك لا. علمود ذيچ المسكينة المتگدر تنام إلا تشوفني گدامها
قابل كلامي ب نظرة التَهكم وفتح الموبايل بدون رمز وسعت عيني من شدة الصدمة هذا شلون گدر يلغيه!

طلع رقم بيبيتي و أكيد يعرفه تلگوها اِتصلت بالساعة الوحدة ألف مرة حتى تطمئن عليَّ، قدم الموبايل أمام عيني وقبل لينطي اِتصال حذرني ما أنطق كلمة زايدة
باوعت ل سجل المكالمات متصلة 24 مكالمة و الساعة حاليًا ثنتين وثلث، اِنطاه اِتصال من أول رنة فتحت الخط مبين المسكينة سهرانة والموبايل ب يدها.

- ولچ يمة وينچ گلبي وگف و أني أنتظر مكالمتچ من دزيتِ لي الرسالة وگلتِ اِتصل على فراغي وأني مگابلة هالموبايل وگاعدة حتى حيل ما ظل بيَّ.
رفعت عيني على أمان مستنكرة كلامها، الأفندي باعث رسالة حتى تمشي الأمور مثل ما مخطط لها!
- ديرو وينچ بنيتي وياي لو رحتِ؟
- وياچ بيبي.
- وين صرتِ؟ شوكت ترجعين مو ختمت القرآن وأنتِ ماكو، عفية شغل ما ناوي يخلص!

- لتنتظريني بيبي ما أگدر أرجع الليلة لأن صار عندي عمل مهم وراح اضطر أبات بالمصحة، نامي أنتِ نوم العافية ليظل بالچ وياية.
- ما طلعت هذه أدري بس فهميني شوكت ترتاحين إذا بالنهار شغل بالليل شغل شلون لسه واگفة على رجلچ!
- لتخافين ما أسهر أنام بس أگعد على گد الشغل وعاد همزين مكاني واحد ما أتبهذل ب زحمة الطريق
- يعني ما تجين للعصر منا لما يخلص دوامچ؟!
- اي.

- خوش لعد أني الصبح من ثمانية أتريگ وأروح لبيت عمچ سَلمان للضحويات أرد إن شاء الله أسوي لچ الغدا
باوعت عليهم وحاولت أقطع كلامها ب سلامي، أنهى الاِتصال ورجع الموبايل ل جيبه مد كفه ل دمار يأشر له ما أعرف ش يريد! مشى مسافة أكو رف جانبي يستدار ب صورة دائرية لفه ناحيته سحب بطل الماي منه ورماه عن بُعد، تلاقفه أمان ب حركة سريعة.

ظلت عيوني تدور بالمكان. عبارة عن غرفة ب مساحة جداً واسعة وألوانها قاتمة بشكل يخنق النفس ما بيها أي شي يُذكر غير هالرف، الأرض مصبوبة والجدران مُغلفة بلون مقارب لِ لون الصبة (الإسمنت) أما المخرج من جانبين أمامي يتمثل ب باب كبيرة للغاية مصنوعة من الحديد الصلب ومخرج خلفي يتمثل ب باب ألمنيوم صغيرة جدًا وكأنما هالمكان معمل صناعي أو مخزن ثانوي لشركة تجارية!

بعدني أتفقد أنحاءه ب نظرات الاِستكشاف، اِنسحبت من فكي ب حركة قوية باوعت مستغربة الموقف! أمان ب يده حباية ممألوفة الشكل بالنسبة إلى يحاول يبلعني إياها، حركت راسي بالرفض واِلتفتت للجهة المُعاكسة رجع سحب فكي ب حركة أقوى بكثر من سابقتها وحاول يكرر العملية. غلقت شفتي ب اِحكام.

ضغط على فكي بقوة لدرجة حسيت أصابعه ممكن على أي لحظة تتجاوز عظام الفك، إيدي مقيدة رجلي مقيدة خضيت نفسي بالكرسي بحركة قوية أحاول أخلص روحي من قيدهم لكن اِحكامه يفوق قوة حركتي بكثير، تعبت. اِنهارت قواي وأعلنت اِستسلامي.

فتح حلگي حط الحباية بيه وشربني ماي بالإجبار، ما اِبتلعته عاندت بس من حس بيَّ راح أرميه سحبني من شعري ب قسوة شديدة رفع وجهي للأعلى وضربني بجانب كف إيده بدون رحمة على منطقة النحر، لا اِراديًا ومن شدة الضربة التلقيتها منه اِنفتح بلعومي واِبتلعت الماي والحباية ب وقت واحد، مباشرةً رجع راسي للأمام ب دفعة كلش قوية بحيث رگبتي اِنعتت وقراصتي اِنفلتت. تناثر شعري على وجهي.

رفعت راسي على صوت خطواتهم ديغادرون المكان.
باوعت يمين يسار...
شلون لازم أتصرف حتى أخلص نفسي من هالمصيبة؟!
ما أعرف شنو صار فجأة! ثقل راسي ب شكل مُخيف وعيني صارت تغلق أجفانها رغم شدة مقاومتي للنُعاس السيطر عليَّ خلال ثواني ضئيلة.
غفيت رُغمًا عني!
أسمع أصوات يمي بحديث غير مفهوم! أحاول أصحى من منامي بس ما أگدر ما أعرف إذا كان هذا كابوس لو حقيقة بس الإحساس العايشة بيه حاليًا يصعب عليَّ وصفه.

فتحت عيني ب تعب ما أشوف زين نظري جدًا مشوش غمضت وفتحت أكثر من مرة توضحت الرؤيا نوعًا ما، ماكو بشر بداخل الغرفة بس أكو أصوات كثيرة خارجها، حاولت أستنجد بالصراخ اِنصدمت كاتمين صوتي بشريط لاصق قوي وسميك! صرت أحرك رجلي بغضب عارم لكن من دون نتيجة، تقييدهم إلى تقييد مُحكم للغاية يُستحال التخلص منه.

بعدني أصارع قيودي دخلوا العصابة أمان ودمار، بس وصلوا يمي رفع أمان كفه اِنتزع الشريط ب قوة اِنسحب جلدي وياه نصيت راسي اتلوى من شدة الوجع
بدون ما أرفع عيني بعينهم طلبت أروح للحمام، فتح دمار قيدي نهضت من الكرسي ب صعوبة سحبني أمان من إيدي للباب الخلفية، فتحها ودخلنا ملغومة بالصناديق الخشبية بس شنو أكو ب داخلها ما عرفت!

فتح الباب مغاسل كاملة بمساحة جدًا صغيرة، اِلتفتت بعده واگف! تقربت منه رافعة حاجبي ب اِحتجاج
- إن شاء الله راح تبقى واگف لي هنا؟!
- تردين أدخل وياچ؟ أني بالخدمة.
- مسربت.
- شنو قصدچ من هالكلمة!
- اسأل الما عرف يربيك أكيد تلگى الجواب عنده. هه.

حچيتها ودخلت سديت الباب ب قوة، باوعت للأعلى السقف عالي بشكل مُخيف وماكو منفذ للنور ب اِستثناء مفرغة جدًا صغيرة للهواء يدخل منها خيط ضوء خفيف للغاية ينطي نور بسيط داخل أرجاء هذا المكان يكاد أن يكون معدوم من شدة ضعفه!
معناها ماكو مهرب من هذا المأزق، لتحاولين قدر.

قضيت حاجتي و طلعت بعده دينتظرني بالباب، بس شافني شد قبضته على زندي يرجعني للغرفة، دخلنا سوى اِنتبهت أكو ب يد دمار دفتر ملاحظة من وصلنا تقدم يسلمه لأمان.
دياخذه منه حاولت أستغل اِنشغالهم رفعت إيدي أريد أضربه على نهاية الحبل الشوكي حتى يفقد وعيه بس للأسف دمار سبقتي بعدما اِنتبه ل حركتي ووجه لي ضربة شديدة الوقع على عظمة اليد الجانبية.

نصيت على نفسي أصارع آلامي ما أحس إلا انسحبت بقوة رفعت نظري أمان. قيد إيدي للخلف وقربني عليه لصق ظهري على صدره بطريقة مُقرفة وصار يهمس داخل أذني بصوت يقشعر البدن من فحيحه
- صيري عاقلة لتجبريني أستخدم وياچ القسوة.
- انطيني الموبايل أريد اتصل على بيبي.
- راح انطيچ إياه لتخافين بس بالأول تسوين لي أكثر من مكالمة حسب طلبي بعدين يلا أسمح لچ تحچين ويا بيبيتچ، مفهوم؟

- ما راح أنفذ أي شي تريده إذا ما حچيت وياها، صار النهار أكيد هسه ظال بالها عندي من تتصل ومتحصل
- لا لا خليچ مرتاحة باشا لأن هيَّ تعرف كل شي.
- شنو قصدك!
- قصدي بيبيتچ بالحفظ والصون، على الأقل حاليًا
حچاها و رفع موبايله أمام عيني، فقدت عقلي تمامًا بمجرد ما شفت الأنذال خاطفين بيبيتي!

بعدها أجسامنا متلاصقة، دفعته ب قوة ووجهت له ضربة عشوائية اِجت بمقدمة راسه رجع للخلف متأذي ركضت بسرعة متوجهة ناحيته دأوجه له الثانية قيد معصم إيدي ولوى ذراعي بحركة قاسية اجى كتفي ينخلع ب إيده لوما نصيت على نفسي حتى أخفف من شدة السحب وانطي مجال لعظمة الكتف تمدد
رجع لصق صدره على ظهري ب نفس الطريقة السابقة وهمس ب هدوء.
- أني مو گلت خليچ عاقلة؟!
- إيدي راح تنخلع.

مجرد ما حچيتها لوها أزيد، روحي اِنسحنت من الألم
- أني گلت لو لا؟
- گلت گلتتتتتتت.
- شاطرة.
ترك معصم إيدي وسحبني عليه. هالمرة تلاصقت أجسامنا من الأمام، ثبت عينه داخل عيني بنظرة كلها تحدي وصار يهمس ب صوت الغضب واضح ب نبرته.
- وهسه؟ راح تنفذين المطلوب منچ لو حابة تدمرين نفسچ ب عنادچ هذا.
- شنو تريد احچي؟

- حلو هسه بديتي تعجبيني. فتح دفتر الملاحظات: مكالمتين مو أكثر تحچين بيهن هالكلام المكتوب نصًا بدون زيادة أو نقصان بعدها تسمعين صوت بيبيتچ
باوعت مكالمة ل عملي السري وثانية ل يامن، رفعت نظري عليه ب اِشمئزاز، طلع موبايلي من جيبه فتحه وقدم لي إياه. قبل لا أخذه وجه السلاح على جبيني بشكل جدي وسحب الأقسام ب حركة سريعة.
- حرف واحد خارج عن هالنص يتوقف عداد عمرچ.
- وإذا حرفين ش يصير؟

- ب هالطريقة أنتِ ناوية تلعبين ب عداد عمر بيبيتچ.
- قذر.
- الفرق بسيط جدًا، مجرد النقطة.
- أبد لتتصور الفرق بسيط، هالنقطة ممكن تقلب حالك من النعيم للجحيم حاول متستهان بيها.
حچيتها واجريت الاِتصال الأول الاِنتهى بطلبي لإجازة مفتوحة بسبب مغادرتي للقاهرة وعيون أمان ما نرفعت من على شفتي يراقب كل حرف يصدر مني وسلاحه على جبيني مستعد للتنفيذ في حال لو خالفت أوامره.

سديت الخط منهم و صرت اِستعد للاِتصال ب يامن، داقرا المكتوب ب الدفتر مد إيده أمان أشر لي ب أصبع السبابة على النقطة الثالثة.
- هنا تحچين مثل ما مكتوب بالضبط مو تصيري لي لوتية وتذكرين مكان هوَ يعرفه بعدين يروح ديشوفچ ومن ميلگاچ يشك بالموضوع، مو على سقر هالسوالف
- افتهمت، اِتصل وخلصني.
- ولچ! اِنتبهي على أسلوبچ من تحچين وياية.

- بلا زحمة عليك أستاذ أمان ممكن تتصل لأن محتاجة احچي ويا بيبيتي ب أسرع وقت، بالي ظل يمها والله أعلم ولد الحرام شنو سووا بيها ب غيابي
- أهلچ ميتين ما أريد أسبهم.
حچاها و اِتصل ب يامن، نهاية المكالمة يلا رد التعب واضح ب صوته.
- ها حبيبتي.
- شلونك يامن؟
- شنو هذا صوتچ! صاير وياچ شي؟

- لا أبد ماكو شي بس اِتصلت حتى اطمأن على وضعك وأبلغك راح أتغيب عن الدوام فترة مدتها ممعلومة ف يا ليت تنطيهم خبر بالمصحة علمود الاِجازة
- لحظة لحظة! تتغيبين شنو، ش صاير وياچ احچي
- ما صاير صدگني بس بعد كل شي صار ويانا بالفترة الأخيرة صرت محتاجة أبعد شوية حتى أستجمع نفسي وبيبي همْ وياية أخاف تروح للشقة ومتلگاها
- اي وين رايحة غير أفتهم!
- يعني من قلة الأماكن، أي مدينة أغير بيها جو وأرجع.

- شو ما گاعد أقتنع بكلامچ، أنتِ وين؟ بالشقة حتى أجي نتفاهم لأن هالسالفة مو مال اِتصال
باوعت لأمان رفع حاجبه بالنفي وحرك السلاح بوضوح على راسي يهددني بيه.
- لا طلعت أني خارج القاهرة حاليًا.
- وين رايحة؟
- يامن عفية لتلح محتاجة أبتعد عن الكل هالفترة وها راح أغلق جهازي أخاف تتصل وتلگاه مُغلق ليظل بالك
- قدر!
- مع السلامة، خلي بالك من نفسك وسلم لي الأهل
- قدر لحظة لتسدين الخط، قدررر...

قبل ليكمل كلامه نهيت الاِتصال، قدمت الموبايل لأمان ملتزمة الصمت، الغصة تارسة صدري بس أنطق حرف تنزل دموعي وأني ما أريد أضعف گدامهم.
اِتصل من موبايله على جماعته السفلة طلب من عندهم يوصلوه ب يبيتي بس صارت الخط سلم لي الموبايل ونزل السلاح من جبيني رجعه لمنطقة الحزام الخاصة بيه، بعدت نظري عنه طلعت مني ألوو بنبرة متقطعة تنفست ب عمق ما أريد أنقل لها خوفي
- هذه أنتِ قدر؟ وينچ أحچي ليش ساكتة!
- اي بيبي أني.

- شنو هذا الصاير وياچ صدگ عود أكو جماعة مهدديچ وأنتِ منهزمة منهم خارج القاهرة؟!
- اي.
- والله عرفت. بچت بصوت عالي: الليل كله حاسة بيچ شي گلبي هيچ ظل يلعب لعب حتى نوم ما نمت
- لتبچين لخاطري هياني بخير لتخافين.
- منو ذولة احچي يمة؟
- لا أنتِ اللي لازم تحچي لي بالبداية شنو صار وياچ؟

- أني طلعت الصبح بعدما اِتصلت بيچ وراسلتيني گلتِ ما أگدر أحچي مشغولة هسه، أجرت تكسي من باب العمارة بس صعدت وتحركنا قفل البيبان بعدني ممصيحة گال أني من طرف قدر وهيَّ طلبت مني أجي أخذچ حياتها بخطر وحياتچ بخطر وياها سألته شلون يعني گال هيَّ من تتصل تفهمچ على كل شي
- خو ما أذوچ؟!
- لا يمة شلون يأذوني غير من طرفچ همَ! هسه أني گاعدة وحدي ب شقة صغيرة ومنتظرتچ شوكت تجين.

- ما أگدر أظهر بيبي ولا أگدر أرجع للقاهرة هسه لأن حياتي فعلاً ب خطر بسبب موضوع يخص الشغل، أني ما رايدة منچ غير تسمعين كلامهم ب كل كلمة يحچوها ومتعانديهم أبد لأن هالشي لمصلحتي تمام؟
- وشگد تطول هالسالفة؟
- ما أدري أدعي لي بيبي
- الله يبعد ولد الحرام عن طريقچ ويحميچ ويحسرچ بعينه الما تغفى ولا تنام ب جاه كل من عنده جاه.
- اِختنگت لدعواتها بشكل.
- أنتِ وياي؟

- وياچ بيبي هسه راح أسد الخط وممكن أغلقه نهائيًا ليظل بالچ أني راح أتصل بيچ كلما تصحي لي الفرصة
- زين يمة ديرو بيت عمچ سَلمان شنو صرفتهم؟ أكيد يظل بالهم ويانا إذا حتى أني غلقوا جهازي گالوا يراقبون الخط ومنه يعرف مكاني مدري شنو!
- لتخافين اِتصلت بيامن بلغته أني وياچ سافرنا خارج القاهرة نغير جو فترة ونرجع.
- شو أني گلبي لاعب، يمة متأكدة أنتِ ب خير!
- يعني لو بيَّ شي هسه أگدر احچي وياچ ومن خطي.

- وشلون أخاف مثلما گالوا يوصلون لمكانچ من هالخط
- هوَ مو گلت لچ راح أغلقه وبعدين أشوف شلون أگدر أتواصل وياچ المهم ليظل بالچ أعرف شلون أحمي نفسي
- ما تشتكين للشرطة عليهم ليش ساكتة!
- الشكوى ما تخدمني حاليًا بعدين أفهمچ شنو السبب المهم ديري بالچ على نفسچ حبيبتي ولتنسين شنو وصيتچ أسمعي كلامهم بالحرف الواحد.
- إن شاء الله، راح أنتظر اِتصالچ مو تتعطلين عليَّ.
- إن شاء الله بيبي بس ظلي أدعي لي أمانة.

- گلبي يدعي لچ قبل لساني ما يحتاج توصيني.
سلمت عليها ونهيت الاِتصال، سحب الموبايل من إيدي مباشرةً رجعه لجيبه وأخذني للكرسي دفعني عليه حيل ديقيدني بديت أقاومه ما أحس إلا حصلت لي كفخة قوية كلش درت وجهي هذا دمار! راد يكرر الفعل وقفه صوت أمان من منعه يرفع إيده للمرة الثانية
- كافي شنو تريدون مني احچوا وفضوا هالسالفة!
- شنو نوع المهمة الأخذتِ على عاتقچ تنفذيها اِتجاه بيت الثابت؟

- عن أي مهمة تحچي ما دأفهم عليك!
- قدر باشا!
- باشا شنو؟! أني دكتورة قدر، منين لك سالفة الباشا
- رقم السجل سبعة.
تخرج 2012
الدفعة الثالثة
تسلسل 21
18 كتاب شكر
2 ترقيات
30 مهمة
يعني يا قدر باشا الإنكار ما راح يفيدچ گدام السقر!
- نظرت له ب تردد ملتزمة الصمت بعد كل شي حچاه.
- ها شو ساكتة!
- بالنسبة لعملي السري صح مثلما عرفت ما راح أنكره أكثر من هالشي بس سالفة المهمة أبدًا مو صحيحة
- مُصرة يعني؟!

- لأن هذه الحقيقة، أترجاكم تتركوني وإذا على الشي الصار داخل البنية صدگوني ما راح أفصح عنه لبشر
- أحلامچ هذه مُستحيلة التحقق باشا، أحچي لنا يلا المهمة شنو نوعها؟
- أرجع وأعيد ماكو مهمة يعني إذا هالإعتقاد اجى من خيالك ف أحب أگول لك أنتَ غلطان وإذا أكو أحد بلغك ب هالخبر الكاذب أرجع له وتأكد من المعلومة الصدرت عنه بلكي هيچ يحس على نفسه ويصححها لكم
- شكلچ راح تتعبيني وياچ وأني ملعبي اللف والدوران.

- هذا العندي متريد تصدگ أنتَ حُر!
- حُر، وعيونچ حُر.
- عطشانة.
باوع لي ب غضب و تقدم بالإتجاه المُعاكس جاب بطل الماي ورجع يفتح بيه، تقرب ديشربني درت وجهي بالرفض سحبني من فكي ب قوة وحط البطل بحلگي رفعه للأخير أريد أتنفس ما أگدر هزيت راسي بحركة سريعة سقط الماي على ملابسي بلل جسمي لمنطقة الفخذ.

الجو بارد والماي بعد أبرد، سرت رجفة داخل جسمي قلصت نفسي أبعد الملابس عن جلدي حتى أتخلص من البَلل، ما أحس إلا أمان مد إيده بكل جُرأة سحب البلوز من منطقة العنق ونزع الاِسكارف مالته دخله بصدري!

تحركت ب قوة، اِثناء المقاومة تمزق البلوز من منطقة الكتف، دفعني الكرسي حيل ثبتني ب عكسه واِستمر ب إدخال الاِسكارف حتى يصير حاجز بين الملابس المُبللة ومنطقة الصدر، رجفت من لمست إيده وجزت نفسي ب وضوح، اِنتبه عليَّ اِستعجل حتى يبتعد.

هزيت راسي أحاول أبعد الشعر المُتناثر عن وجهي لأن زعجني بشكل، اِنتبهت من زاوية النظر الجانية أمان نصى أخذ شي من الأرض وتقدم ب اِتجاهي وگف وراية لم شعري ب إيده على شكل ذيل حصان وقرصه بالكتر، مجرد ما اِنتهى كتم صوتي بالشريط اللاصق.

بعدها مباشرةً غادروا المكان، تعبت، جعت، اِحتاجيت للحمام، كل هذا ومحد منهم بَين، اِنطلق خيط الظلام وحل الهدوء ب أرجاء الغرفة ما أسمع غير بس صوت الحشرات التتطافر على جسمي كل دقيقة والثانية
ما أعرف شگد صار الوقت بالضبط بس أعتقد دخلنا منتصف الليل، أخذني التعب وغفيت على گعدتي الباب حديد بس اِنفتح فزيت بسبب صريره.

ركزت ب نظري دخل أمان ب يده كيس المطاعم، بدون منحچي تقدم عليَّ فتح القيود وأخذني للحمام ظل واگف بالباب رافقني إلى أن اِنتيهت ورجعني للغرفة
قدم الأكل بين إيدي وسحب الكرسي گعد مقابيلي، ما أكلت هواي بس مجرد سديت جوعي لأن تلعب نفسي من كل شي يخصهم حتى النِعمة.

أول ما اِنتهيت نزل بيَّ تحقيق ظليت متمسكة بأقوالي أبد ما گدر يخليني أغيرها، تعب وتعبني نهض بضجر سحبني للكرسي يريد يربط قيدي شگد حاولت أقنعه يقيدني وأني بالگاع حتى أگدر الأقل أتمدد وأنام لأن گعدت الكرسي دتكسرني بس بدون نتيجة.
يوم. يومين. ثلاثة. الأيام دتعدي وماكو شي يُذكر.

بعدني على نفس الگعدة الكرسي مقيديني والنفس مكتوم وهمَ على نفس المنوال يردون يعرفون شنو نوع المهمة الانسندت إلى اِتجاه عائلتهم بس هيهات يحصلون مني حق أو باطل، كلمتي وحدة مستحيل تصير إثنين ماكو مهمة والمعلومة الوصلت لهم معلومة مغلوطة مئة بالمئة.
أمان جدًا قليل أشوفه وإذا شفته ف بعد منتصف الليل أما دمار يجي بالنهار يجيب لي الأكل مرات يسب ومرات يضرب وأحيانًا يدخل ساكت ويخرج ساكت.

شهر بالتمام والكمال عدى على وجودي ب هالمكان، بين يوم ويوم يسمح لي أمان اِتصل على بيبي من جهاز صغير خاص بيه اطمأن على أحوالها وأسد الخط صح بعدها مُحتجزة مثلي بس على الأقل ما گاعد تتعرض للعنف والإهانة الگاعد اِتعرض لها أني يوميًا.

بعد 32 يوم نايمة الكرسي مثل العادة صحيت على تعب مو طبيعي، فتحت عيني بخمول أحس حرارتي مرتفعة وعظامي متكسرة بحيث ما أگدر اِستقيم بگعدتي، المرض هدني أكثر مما أني مهدودة حتى النفس صرت أسحبه بصعوبة، منا لما اجى دمار روحي طلعت
- تعال ساعدني راح أفقد الوعي.
- شبيچ!
- تعبانة، كلش تعبانة.

نزل الأكل الأرضية وتقدم ب اِتجاهي يتلمس جبيني بطرف أصبعه، باوع لعيوني ب نظرات لأول مرة أشوف الرحمة بيها ورجع تلمس خدي ب ظاهر الكف
أذني صارت تطن يمكن ضغطي هبط، سمعته ديحچي بالموبايل ويا أمان وراها اِنعزلت عن العالم الخارجي.
صحيت على صوت غريب فوگ راسي، فتحت ب نحول نايمة على دوشگ بالأرض ومتحررة من جميع القيود الرافقتني من أول ليلة إلى بهذا المكان ولليوم!
- بنيتي تسمعيني؟

رفعت راسي ب صعوبة اِمرأة كبيرة بالعمر نوعًا ما.
- منو أنتِ؟!
- متعرفيني بس اِجيت ل هنا حتى أساعدچ.
رغم المرض اِنطيت ل نفسي طاقة من الأمل الاِجتاح دواخلي فجأة وحاولت استقيم ب الگعدة. سندتني
- شلون يعني تساعديني! تگدرين تخلصيني من هذا المكان، احچي الله يخليچ احچي؟!
باوعت لي ب تردد.
- شنو السويتيه حتى أمان يعمل ب حالچ هالعمايل!
- هذا فد واحد مجرم ماكو ب گلبه ذرة رحمة.

- لا مستحيل وليدي هذا وأني أعرفه، ما يدوس طرف بشر إذا ما هوَ يدوس له على طرفه
- أنتِ ش تصيرين منه؟!
- مو مهم، گومي خل أساعدچ ترحين للحمام تغسلين وتاكلين حتى انطيچ علاجچ.
- هوَ دزه مو؟
- اي يلا گومي.
سندتني للحمام، وصلت بصعوبة ما لي طاقة للمشي أول ما دخلنا صار اِنعكاس صورتي أمام عيني بالمرايا شنو صاير بحالچ قدر! الوجه عبارة عن أثار سواد ووساخة والعيون وارمة من شدة الأرق حتى وزني نازل.

ساعدتني اگعد وطلعت، قضيت حاجتي أريد أغسل ما بيَّ، طرقت الباب طرقات خفيفة فتحته ودخلت من شافت سوء الحالة الأني عليها تقدمت غسلت لي بنفسها وطلعتني، گعدت المندر راحت جابت الأكل ورجعت توكلني ما أشتهي بس دتجبرني علمود العلاج
شوية واِمتنعت نهائيًا عن الأكل لأن راح أستفرغ، كفت الأكياس وجابت العلاج بلعتني وظلت گاعدة مقابيلي ماخذتها الصفنة على شكلي اليستوجب الشفقة
- شلون صرتِ أحسن إن شاء الله؟!

هزيت راسي بالاِيجاب. فجأة صفنت عليها. باوعت لي مستغربة هالنظرات. لزمت كفها ب توسل.
- اترجاچ ساعديني، باوعي أنتِ مبين عليچ طيبة ومن أهل الله وأكيد ميرضيچ الگاعد يصير بيَّ مهما كانت الأسباب لذلك اترجاچ تعتبريني بنتچ وتساعديني
- شلون أساعدچ بنيتي! ذولة أمان ودمار برة والمكان يروش ب جماعتهم، مستحيل ما أگدر
- زين بس گولي لي هذا المكان وين بالضبط؟!

باوعت لي خايفة، بعدني أتوسلها ب نظراتي دخل أمان حس أكو أمر غريب سألها إذا كل شي تمام جاوبته أي
مباشرةً طلب منها تغادر، تقدم ب اِتجاهي. ثنى رُكبه يمي يقيس حرارتي ب أصبعي السبابة والإبهام، دفعت إيده حيل. ضحك مُستهزئ!
- الظاهر صرتِ زينة واِشتاقيتِ للنومة على الكرسي.
حچاها وسحبني ب قسوة ما بيَّ حتى أقاومه، رجع قيدني بالكرسي وطلع بعدني حيل تعبانة شفت الويل يلا گدرت أنام وأخلص من وجعي.

ثاني يوم من اجى دمار الظهر حررني من الكرسي بين ما غسلت وأكلت انطاني العلاج ورجعني للقيود!
اليوم إلى 40 محجوزة داخل هالمكان المجهول، توه الظلام بدا يستفحل على ارجاء الغرفة، سمعت صوت الباب اِنفتح باوعت عن بُعد أمان ودمار ووياهم شخص
ركزت زين. هذا الشيطان الأعظم أبوهم نُعمان!
نُعمان: أنتِ وتالي وياچ! شوكت ناوية تبيضين الدرة وتخلصينا
قدر: وأنتَ منو الثاني؟!
نُعمان: تغشمين روحچ على أساس ما تعرفيني.

قدر: ها تذكرت أنتَ مو أبوها لشغف؟
نُعمان: أمان، دمار، تخلصوا منها و من بيبيتها فورًا
وسعت عيني مصدومة! لا يا ربي هذا شگاعد يحچي
غادر مُباشرةً، اِلتفت أمان على دمار وبكل برود گال:
أمان: نفذ برو.
قدر: ينفذ شنووو؟!
دمار: صار.
قدر: لا أمان لا، تخلص مني اي بس بيبيتي عوفهاااا
ولا كأنه يسمعني! غادر دمار الغرفة تبعه أمان يسحب السلاح من حزامه وهوَ يگول تحضري السرة جاييچ.

- أمان لا! اترجاك لتروح تعال خلينا نتفاهم أمان أني مو دأحچي، أرجع أبوس إيدك أرجع
رفعت راسي أصرخ ب صوت نابع من أعماق گلبي.
- لك لاااا سقررررررررررررررررررررر...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب