رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثامن

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثامن

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثامن

عَاهدتُ رَبي ثُمَ نَفسي أنْ أهَب عُمري لَهمْ حَتى المَمات
أنْ أُداويهِم بِ تَعبي
أنْ أكُنْ في بَحرِ ماضيهِم كَ طوقٍ للنَجاة
مِثلُ جَذرِ الحُبِ روحي
تَتوغَل في ثَناياهم كَ حَباتِ النَواة
مِثلُ وَردِ الطيبِ نَفسي
تَنثرُ البَذرَ المُصَفى للطيورِ في الفَلاة
وَإنْ غَدرًا.
سَرقوا مِنْ قَلبِ إحداهُنَّ نَبضًا
أجمعُ مِنْ ذِكرياتِ العُمرِ ما كُدسَ في الروحِ صَدئًا
لأَكُونَ اليومَ ثأرًا
ضِدَ جَور الخُبثِ عَدلاً.

يُشهرُ كَ السيفِ مسلولٍ على نَحرِ الجُناة
عَاهدتُ رَبي. ثُمَ نَفسي. أنْ أكُنْ لِمنْ فَقدَ الحَياةَ حَياة.
كَانَّت تسعى جاهدةً للوصولِ إلى الحقيقة
وَها هيَّ الآن قَد وَصلتْ.
لاِكتشافِ الجَريمة وَمعرِفة دَوافِعها
عَرفَتْ بَعدَ أنْ اِكتشَفَتْ.
لِلعثورِ عَلى مَنْ قتلَ البَراءة بِسلاحِ الإنحِطاطِ والدَناءة
نَعم.
فَ اليوم قَدرنا بِ همةٍ نَجحتْ،
وَعلى سلاحهم ب الذكاءِ قَدْ عَثرت.

هيَّ قدرٌ وتؤمنُ بِالقَدر، لكنَّها تَعلم أنَّ هُناكَ أيدي خَفية تَخطُ أقدارَ مَنْ حَولِها أحيانًا
يا إلهي كَمْ في تَفكيرِها العَميقِ هذا هيَّ قَدْ أصابَتْ.
أنتُم لا تَعلمونَ ما الذي تَسعى إليهِ قَدرنا
وَلكن الآن سَ نَدعُكم تَعلمون.
في صباحِ ذلكَ اليوم الذي تلقتْ فيهِ خبر اِغلاق قضية الفتاة بِ اِنتحارها وبعدَ أن جلستْ بِ مفردِها تَطلعُ على ملفِ مريضتها المُريب لِلشك لِ تُقلبُ صفحاتَهُ بِاليقين.

تَفكرت ثُمَ تَدبرتْ
وَلمقرِ النيابةِ تَوجهتْ
حتى في وجهتِها نَجحتْ
و‌بسيادةِ النائب هيَّ قَدْ اِلتقتْ.
حيثُ قامَ بِ توجيهِ ذلكَ السؤال لها عِندما قَال: - أيوه ي قدر إيه اللي عندك؟ سمعيني
- هوَ في الحقيقة أنا كُنت جاية لسعادتك علشان قضية قطر الندى اللي قالوا إنها مجرد قضية اِنتحار وسكروها قبل متوصل المحكمة حتى
- شبيها؟ مش كده بردو بتقولوا بالعراقي.

- إبتسمت: صح ي افندم كده ب نقول، بس بردوا في مثل عراقي ب يقول (اگعد اعوج واحچي عدل). وده يضرب في المواقف اللي يكون الكلام فيها مش صحيح أو مش واقعي أو مش معقول أو في الحالات اللي بيحالوا فيها إنهم يلصقوا تهم باطلة ل غيرهم
- يعني؟!
- يعني أنا دلوقتي متأكدة زي مشايفة حضرتك قدامي إن البنت اِنقتلت مش اِنتحرت وجاية لهنا ب اترجى حضرتك إنك تفتح القضية علشان اقدر اتحرك براحتي.

- وإيه اللي يخليكِ متأكدة للدرجة دي؟!
- الأسباب كثيرة معاليك وأنا ب كلامي ده مش ب شكك ب نزاهة ضياء باشا لا واللهِ العفو من حضرتك ومن حضرتو بس بقول أنو استعجل شوية ب اِغلاق التحقيق
- استعجل ازاي؟

- يعني. ده حتى مكلفش نفسو و سأل عن رأيي في الموضوع و سعادتك تعرف إن أنا مختصة بالعمل ده، في النهاية دي وظيفتي وده مجالي وأنا أولى ب قضية قطر الندى من غيري لولا بس الظروف اللي حكمت ب اِنشغالي ب قضية عز الدين وحالت بيني وبين عملي جوات المصحة و اللي أنا في الأصل دخلت مجال التحقيق بسببو
- طب قولي لي إيه الأسباب اللي خلتك تشكي إن دي قضية قتل مش اِنتحار.

- معلومة صغيرة أنا متأكدة مش شاكة ودلوقتي قولي سعادتك عايز تعرف الأسباب المادية ولا النفسية
- الإثنين. ويا ليت تتكلمي بطريقة علمية مش عامية علشان كلامك كلو ه يتم تسجيلوا دلوقتي
- طيب.
- تفضلي قولي اللي عندك.

- ماديًا عُقدة المشنقة تم ربطها في مكان حساس جدًا يُستحال معهُ الوصول إلى الهدف بسهولة خصوصًا لفتاة تُعاني من اِعاقة في ساقها اِضافة لذلك طريقة ربط العُقدة طريقة اِحترافية ومحكمة للحد الذي يُصعب ل فتاة عادية ربط العُقدة ب هذه الدقة و القوة
ثانيًا وجود أثار في ساعد الضحية تؤكد على وجود سحب بالاِجبار و مقاومة ل ذلك السحب.

ثالثًا صعوبة الصعود على الكرسي بالاِعاقة الموجودة لدى المجني عليها مع قيام الجاني ب رمي ذلك الكرسي لمسافة عن قدم الضحية يُستحال معها قدرتها على دفع الكرسي اثناء عملية الاِنتحار لتلك المسافة والعكاز أيضًا مرمي مع الكرسي في نفس المسافة بينما في الواقع يجب أن يكون العكاز إلى جانب الضحية وليس أمامها
رابعًا حصول عطل في منظومة كاميرا المراقبة ب نفس اليوم الذي وقعت فيه الحادثة و بنفس التوقيت.

هذا من الجانب المادي أما الجانب النفسي يتمثل في.
تشبث الفتاة بالحياة بعد توسلها بي أنا شخصيًا للقيام بحمايتها ممن يُريدون قتلها وهذا ينافي قيامها ب عملية الاِنتحار
كلامها و مخاوفها المستمرة من الموت تؤكد إنَّ هناك مصلحة شخصية ل قتلها عندَ أحدهم وهيَّ تعي ذلك
أما السبب الأعظم في مجال دراستي ل علم النفس.

إنَّ طبيعة شخصية المرأة في علم النفس محكومة بالخوف الشديد لذا هيَّ تحاول عند الاِقدام على الاِنتحار بعد أن تتوفر لديها الحوافز و الدوافع الكافية إلى اللجوء إلى وسائل اِنتحار أضعف شدة وأقل عنفًا من تلك الوسائل التي يلجأ إليها الذكور.

وهذه الوسائل تكون غالبًا أكثر عُنفًا و أشد إيلامًا من وسائل الاِنتحار عند الأُناث فَ تكون مُعظم وسائلهم فعالة ومميتة لأن الذكور على وجه العموم هُم أكثر جدية وأشد صلابة للاِقدام على الاِنتحار من الأناث وذلك محكوم ب طبيعة تكوينهم الجسماني والعقلي.

مثال يعزز من القول السابق. أثبتت الاِحصائية العامة ل وسائل الاِنتحار حول العالم ب أن مُعظم وسائل الاِنتحار بالحبوب مُسجلة للفتيات ومُعظم وسائل الاِنتحار بالشنق والسلاح مُسجلة للذكور حصرًا
- بس ي قدر الكلام ده ميمنعش أن يكون في اِستثناء.

- اكيد حضرتك بس مش ل وحدة زي قطر الندى. دي ي افندم بتخاف من الموت زي خوفنا من حساب ربنا يعني لو جات علشان تنتحر مش هتلجأ لطريقة عنيفة زي ده وضيف على كلامي الأسباب المادية اللي قولتها من شوية واللي أكدت إنها اِنقتلت مش اِنتحرت
- خليني أدرس الموضوع كويس في الأول.

- معاليك مفيش وقت خالص، أنا مش عايزة غير أذن صغير من حضرتك ب فتح القضية قبل ميتم قفلها بشكل نهائي وسيب الباقي عليَّ، 20 يوم، 20 يوم مش أكثر ي افندم وأنا ه اوعدك ب أن جميع الأدلة اللي تثبت جريمة القتل دي ه تكون على مكتب حضرتك
- أنتِ مش شايفة إن 20 يوم للبحث السري في قضية هيَّ في الأصل مش قضيتك كثيرة أوي ي قدر؟
- لو كانت النتيجة مضمونة مش ه تكون كثيرة ابدًا
- شاكة في حد معين يعني؟!

- أيوه شاكة والشك ده ب يتجاوز ال 90 معاليك
- طيب تقدري تستنيني برة لو سمحتِ
- حاضر ي افندم
خرجت برة استنى معاليك قدام المكتب وكلي خوف ليجيني الخبر ب رفض فتح القضية من جديد وبالفعل مخاوفي كانت ب محلها والرفض كان موجود لولا حميد باشا أتدخل بعدما ترجيتو يتوسط لي عند حضرتك
- أيوه يا باشا!
اترجاك متقولش إن سعادة النائب رفض طلبي.

- رفض ي قدر باشا لأن قيامك بالتحقيق ب قضية مش قضيتك ده شيء يُخالف القانون وأنتِ ست العارفين
- حضرتك عرفت الأسباب اللي دفعتني للطلب ده
- عرفت
- ورأيك إيه؟
- معاكِ ومش معاكِ، أنا محتار
- وأنا ه اوعدك لو قدرت تقنع معاليه ب فتح القضية لوقت قصير ه أكون عند حسن ظن حضرتك فيَّ
- متورطنيش مع الباشا ي قدر
- أرجوك ي افندم خلي ثقتك في بنتك كبيرة أصل أنا مُتأكدة من اللي ب أقولو
- وإن خيبتِ ظني فيكِ أعمل إيه ساعتها؟

- أنا اللي ه أعمل، أوعدك إني ه استقال من وظيفتي لو فشلت في القضية دي بالتحديد
- مش ه تستقالي ي باشا أنا مُتأكد من ذكائك وقوتك
- ه تساعدني يعني؟
- ه أحاول
وكده تم فتح القضية ب شكل رسمي. فؤاد المهندس المتهم الأول ب قتل شقيقته من والده قطر الندى المهندس
بعد عدة لقاءات في النادي الليلي.
- اهلاً وسهلاً ي مُلمل، إيه مالك واقفة عندك ليه خشي ب رجلك اليمين ما الشقة بقت شقتك ي حياتي.

دخلت الشقة اتفحص ارجاءها ب عيوني واضح الهدف منها الونسة وقتل الوقت مو شقة للسكن الدائم
گعدني بالصالة وتوجه للميز طلع زجاجة ويسكي حطها گدامي وراح جاب گلاصين من المطبخ
- إيه ي فؤش ما أنتَ عارف إن أنا مليش في الشرب الفترة دي بسبب اللخبطة اللي حصلت في معدتي
- كاسة صغيرة مش ه تضر يحبيبتي
- ولا حتى شقفة
- علشان خاطري
- عايز تأذيني يعني ب العناد ده؟!
گعد يمي حاول يحضني دفعته ب زعل.

- ما عاش ولا كان اللي يفكر يلمس منك شعرة وحدة
- اهو كلام وخلاص
- ي ستي أدي المشروب يغور في ستين داهية
حچاها ورفع الزجاجة رماها حيل تبعثر الزجاج بالأرض
- كده رضيتِ؟
- أه رضيت
رفعت عيني باوعت على زوايا الصالة ب اِستكشاف.
- إيه مالك ب تبصي على إيه؟
- دي شقتك والا مأجرها
- شقتي طبعًا
- وأهلك فين؟ والا أنتَ مش ساكن معاهم
- لا معاهم بس اجي لهنا كل فترة والثانية علشان أغير جو، زي متعرفي فؤشك ب يعشق الكيف.

- طب ي فؤش قولي أمتى ناوي نتجوز بقى
- جواز إيه ي بنت أنتِ!
بس حچاها طفرت من مكاني اصفق له ب يدي حيل.
- شوبش شوبش ي حبيبي شوبش شوبببش، هوَ أنتَ فاكرني إيه؟ أنا مش زيي زي اللي عرفتهم من قبل ي ماما. أنا يا جواز يا أديك بالجزمة على نفوخك وامشي في الحال
- بالراحة ي بنتي بالراحة إيه أذاعة وانفتحت. وحدة وحدة علشان نقدر نفهم على بعضينا.

- بص يا فؤاد لو كنت ناوي تلعب معايا أنا اللي عملها قبلك قتلوتو أه قتلوتو وشربت من دمو مش بس كلام
- يا ساتر يا رب
- أه أنا قولت أحذرك علشان متفتكرنيش وحدة سهلة
- اقعدي خلينا نتفاهم
- ه نتجوز؟
- ه اتجوزك حاضر بس اقعدي وخلصيني
جلست واني كُلي ثقة كلامه هذا خلفه ملعوب كبير.
- قتلتي مين بقى؟
- لا واللهِ!
- سريني وأنا ه أسرك في سر خطير ب يُخص حياتي
- سر إيه؟
- قتل بردو
- عايز الصراحة؟ مستغربتش ابدًا
- ليه؟

- من أول مشفتك حسيت أن في شيء منك بيشبهني وده اللي خلاني أتعلق فيك بالسرعة دي
- ي بكاشة، طب والفلوس راحت فين؟
- أهي دي بالذات اللي خلتني أعشقك مش بس أحبك
- ودلوقتي مش ه تقولي لي قتلتي مين؟!
- قول لي أنتَ بالأول. صفن شوية
- طيب خليها لِ بكرى أسرك وتسريني، كده اتفقنا
- وشمعنى بكرى مش دلوقتي؟
- علشان صار لازم اقوم أمي مستنياني أصل زي متعرفي هيَّ ب عافية اليومين دول ومحتاجاني جمبها.

- إن كان كده ماشي، عذرك مقبول.

طلعت من يمه متأكدة من نيته، المثل فؤاد يدور على اليتسلى وياها يوم يومين بعدين يرميها ل نفس الشارع الاجت منه، المثله مستحيل يفكر يتزوج وحدة رخيصة مثل مَلك تعرف عليها بالملاهي خصوصًا هوَ متزوج وعنده أطفال يعني جيته ل هذه الأماكن للتسلية فقط لكن الخلاه يتمسك بيَّ لحد هاللحظة صعوبتي التصنعتها بسبب طمعي ب فلوسه ف صار يريد يحصل عليَّ من دون ميخسر مليم وراح يبقى يحاول واكو شي خطر ب بالي متأكدة باچر راح يبدأ ب تنفيذه.

- وده اللي حصل سعادتك بس هوَ ميعرفش أن اعترافو ده كان هدفي الوحيد قبل ميكون هدفو
- اعترف على نفسو يعني؟
- التسجيل موجود مع الملف بين ايدين حضرتك
بس حچيتها فتح الظرف و طلع التسجيل. شغله
- يلا قول بقى، الله
- بصي من زمان أوي في وحدة عقربة لفت على أبوية وخطفتو مننا
- قبل متكمل كلامك أبوك مش عيل علشان ينضحك عليه ليه على طول بترموا الذنب الست وبس
- هوَ غلط أه مقلناش حاجة بس بردو أنتِ متعرفيهاش
- طب وبعدين؟

- سابنا في فقرنا و عوزنا وراح يتسرمح مع مراتو من حتة لحتة ثانية ب فلوسها اللي أغرتو فيها بس ربك خذ حقنا وجاب أجلها في حادث على طريق الاِسكندرية
أبوية طبعًا مالهوش غيرنا قام جاب بنتو الوحيدة من مراتو اللي ماتت ورجع لعند أمي علشان تربيها
رجع أه بس حقدنا عليه وعلى اللي عملو لساتو موجود
- وإيه اللي جبركم تقبلوا وجودو من جديد
- الفلوس.
- الفلوس؟!

- أه الفلوس ما كلها بقت ليه بعد موت العقربة وبعد موتو هوَ كمان بقت معظمها لبنتو قطر الندى، احنا في الفترة اللي رجع فيها يعني أنا وأخوية الصغير مسكنا الشغل كلو بنفسنا يعني الفلوس بقت فلوسنا وده يعتبر ابسط تعويض لينا عن كل اللي عملوه في أمي
- طب حلو الكلام ده أمال إيه اللي حصل بعد كده.

- بنتو. حرباية زي أمها، بعد وفاة والدي بقت بتطالب بحقها قال إيه عايزة أعيش لوحدي مش عايزة أعيش معاكم مفتكرة الموضوع ده على مزاجها
- حلال فيها القتل البنت دي
- وده اللي أنا عملتو، بعدما حاولت معاها كثير علشان تتراجع عذبتها حبستها ربطتها مخدرات شربتها اعاقة في رجلها عملت لها بس مفيش شيء فاد معاها لدرجة في ليلة كانت بتحاول تهرب مننا علشان ترفع علينا قضية قمت أنا وديتها لعند أمها.

- أما أنتَ سبع ب صحيح، بس خرجت منها كده أزاي
- من كثر التعذيب مخها ضرب خالص قمت حولتها على طبيب نفسي وطلبت منو يحولها المصحة وفي أول يوم ليها في المصحة دي خلصت عليها بطريقة جعلت الكل يعتقد إنها اِنتحرت مش اِنقتلت
- يا ابن اللذينا عملتها أزاي طب وكاميرات المراقبة.

- أنا مهندس ي بنتي ودي لعبتي، اشتريت الحارس اللي كان واقف الباب وهوَ قدر يدخلني لغاية أوضة المراقبة عطلت نظامها وأخوية جمال كمل الباقي عني، خلص على قطر الندى يعني
- متعرفش قد إيه تعجبني الرجالة اللي زيكم، بشرفك قول لي اسم الحارس إيه عايزة أدعيلو من قلبي
- ههههههه كريم.
- روح ي كريم ربنا يديك على قد نيتك الطيبة
- يلا قولي لي أنتِ بقى قدرتِ تقتلي جوزك أزاي؟

- ده معاليك اِعتراف كامل وصريح بالتفاصيل المسجلة في ملف القضية التسكرت قبل كده يعني هوَ بالشكل ده قر على نفسو بالحرف الواحد
صفن ب وجهي مذهول من طريقة الاِعتراف.
- طب وأنتِ قدرتِ تخليه يعترف بالسهولة دي أزاي؟!
- مش بالسهولة ي افندم، أنا إديتو من وقتي أكثر م إديت لنفسي، حرمت روحي من الراحة علشان اسيبو يأمن فيَّ وكان مستعد يعمل أي حاجة مقابل الحصول على مَلك
- وعمل إيه؟

- أقر على نفسو مقابل قراري على نفسي وعمل نفس الشيء اللي عملتو معاه سجل اعترافي ب جريمة القتل وهددني فيها ب نفس اللحظة، قال إيه عرف مكان شغلي في المشفى ك ممرضة وه يفضحني هناك لو مدتهوش اللي عايزو مفكر هوَ بالطريقة دي بيكون اِنتصر
- وازاي قدرتِ تخلصي منو
- وعدتو إني ه أرجع بعد يومين علشان مش مستعدة دلوقتي وصدق كلامي ما هو متصور أن رقبتي في إيدو مش عارف مع مين علق المرة دي.

- بجد مفيش كلام يوفي حقك ي قدر باشا، أنا دايمًا كُنت بقول إنك كُفء لمهنتك بس من دلوقتي ه اطلق عليك لقب سيدة المهمات الصعبة وبجدارة كمان
- ده شرف ليَّ معاليك، بس أنا ليَّ عندك طلب صغير
- اطلبي زي ما أنتِ عايزة
- خليني على علم ب تفاصيل القضية دي أول ب أول
- طلبك مقبول ي بنتي.
تحركت القضية مباشرةً و تم إلقاء القبض على جميع أفراد عائلة المهندس، فؤاد و جمال مرتكبين الجريمة ووالدتهم شريكة في التخطيط والقبول.

أما كريم حارس المصحة اِنفتح وياه تحقيق وتم فصله عن العمل مع حبسه بداعي قبول الرشوة.

وتوقعت مسعود يكون شريكه في الفعل لكن تأكدنا من برائته، كان ذنبه الوحيد فقط مغادرة مكان العمل بعدما عرض عليه كريم يطلع وياه يشربون كوب شاي لكن مسعود رفض يعترف من سألته يوم اِرتكاب الجريمة إذا غادر المكان أو لا خوفًا من أن يُتهم بالتقصير وهذه هيَّ الحقيقة بالفعل ف لولا مغادرته ما كان فؤاد تمكن من الوصول إلى منظومة كاميرات المراقبة.

وب هالطريقة يكون رجع ولو جزء بسيط من حق قطر الندى أما الجزء الأعظم تاخذه منهم ب يوم الحساب
الصبح بالتسعة و عشرة دخلت ل غرف عِناق و ميلاف أخذتهن وياية وتوجهنا ل غرفة السحب، سلمتهن للدكاترة الهناك وظليت انتظر ما غادرت المكان إلا بعدما دخلن ب عُزلتهن بعيدًا عن العالم الخارجي
طلعت سألتهم عن نتائج سحب الأسبوع الماضي گالوا تلگيها عند دكتور يامن، صعدت للطابق الرابع صارت نبأ ب وجهي دتريد تدخل المصعد.

- أهلاً ي دكتور
- أهلاً بيچ حبيبتي، اگول وين ممكن الگى دكتور يامن
- أه أنا شفتو دخل في الغرفة الثالثة عند المريض أجود
- شكرًا.
- العفو حضرتك.
توجهت للغرفة الثانية، طرقت الباب صاح يامن تفضل
فتحتها و دخلت بس شافني نهض من مكانه.
- أهلاً دكتورة خير إن شاء الله!
- اعتذر إذا دأخذ من وقتك بس نتائج السحب...
- يم الإدرية ديسجلوها
- محتاجتها ضروري شلون ب هالحالة؟
- كلها لو اكو نتيجة معينة ب بالچ.

- لا بس ال S محتاجة أطلع على نتيجة شغف الثابت
- تمام خليچ هنا منتظرة هسه أجيبها و أرجع
- راح أزحمك وياية
- ولو دكتورة! ما بيناتنا هالكلام
حچاها مبتسم وغادر الغرفة، تبعته ب عيوني بس طلع رجعت نظري للأمام ناسية هالغرفة تابعة لأجود
هذه أول مرة أقابله
وكانت عندي رغبة شديدة ل مقابلته
شاب متعوب ب شكل واضح جدًا،
حاد الملامح
قاسي النظرة
مُنعدم الرغبة في الحياة.

وهذه السلبية ما انزرعت ب داخله إلا نتيجة البشاعة الواجهها ب حياته من عمر الطفولة ول هاليوم، أما أكثر شي لفت اِنتباهي ب شكله فَ هوَ وجود أثر واضح للخياط مُمتد من أعلى جبينه إلى جفن العين بحيث صايرة عنده منطقة فارغة بالحاجب أشبه بالطبرة لكنها أوسع من المُعتاد
تقدمت ب اِتجاهه مبتسمة.
مديت إيدي ل مُصافحته، رفع إيده صافحني
- اني أكون زميلة الدكتور يامن بالعمل و اسمي قدر
- أجود.
- تشرفت ب معرفتك
- غالية.

- يا ترى بيها إزعاج لو طلبت أتعرف عليك أكثر؟
- لا ما بيها إزعاج، تفضلي
- في علم النفس كلنا نعاني من فوبيا مُعينة أگدر أعرف شنو الفوبيا التعاني منها حضرتك؟
- النِساء.
- النِساء؟!
- اي نعم النِساء
- وشنو نوع هذه الفوبيا هل هيَّ فوبيا عامة أم خاصة يعني عندك رهبة من التقرب للنِساء ب شكل عام لو فقط بموضوع معين مثل عدم تقبلك للتواجد معهن في مكان واحد أو عدم تقبلك للزواج والتقارب الجنسي
- الثقة.

- ما عندك ثقة بالنِساء اِجمالاً؟
- النِساء مو محل للثقة
- وشنو السبب الخلاك تعمم هالفكرة السلبية على جميع النِساء أو بالأصح سبب تكوين هالفكرة ب راسك
- سبب دمار المجتمع المرأة
- لأن هيَّ اللبنة الأساسية لتكوين المجتمع تحديدًا في دور أمومتها اِتجاه الطفل يعني لو تخلت عنه أو ما تمكنت من تربيته تربية صحيحة و سليمة راح ينجرف وينحرف وبالتالي فساده يؤدي ل فساد المجتمع بالكامل، هذا هوَ السبب ب رأيك؟

- النِساء هنَّ شياطين المجتمع
- قصدك النِساء شياطين الرِجال
- بالضبط.
- ويا ترى منو شيطان المرأة ب نظرك؟ الرجُل مو صح
- لا الشيطان نفسه
- ممم هيچ راح تكون حلقة مترابطة الشيطان يوسوس للنِساء والنِساء توسوس للرِجال بس السؤال هنا إذا وسوست المرأة للرجُل واِرتكب المعاصي والآثام بناءً على هذه الوسوسة همْ راح يتحول ل شيطان؟
- لا راح يكون ضحية الشيطان
- إذا نتبع هالنظرية فَ المرأة أيضًا هيَّ ضحية للشيطان.

- ماكو مقارنة بين الشيطان نفسه والمرأة الشيطانة
- فعلاً ماكو مقارنة بس أخالفك بالتفكير الداخلي لأن حضرتك تشوف المرأة في زنها أعلى من الشيطان لكن في الحقيقة ولو نرجع لأساس تكوين الخلق راح نلگى المرأة والرجُل بنفس الكفة في مجابهة الشيطان لِ قول الله تعالي (فَبعزتك لأغوينهم أجمعين) ما قال فَبعزتك لأغوينَّ المرأة دون الرجُل
- اِلتزم الصمت.

- في القانون السماوي (الخاضع لِ وسوسة الشيطان) ملعون حتى يستغفر وهذا يدل على أن البشر ب جميع أجناسهم هُمْ ضحايا أنفُسهم الأمارة بالسوء وليسوا ضحايا للشيطان لأن رب العالمين خلقنا و ميزنا بِ العقل عن سائر الكائنات نعرف الصح من الخطأ ونميز الحق عن الباطل وفي حال لو اِرتكبنا المعاصي بناءً على وسوسة الشيطان أو بناءً على وسوسة البشر الذين وسوس الشيطان لهم راح نكون مُذنبين لا ضحايا فَ إذن الرجُل في حال لو اِرتكب الذنب بعد وسوسة المرأة له هوَ شيطان مثلها تمامًا حتى يستغفر أو يُغفر لهُ.

- القاعدة هنا تختلف عن التفسير الدتحاولين تطرحيه وتقنعيني بيه دكتورة.

- لكل القواعد اِستثنائات إلا القواعد الربانية مستحيل نگدر نخلي لها اِستثناء ورب العالمين ساوى بين المرأة والرجُل في الخضوع لِ وسوسة الشيطان فَ إذا خضع أحدهم لوسوسة الأخر يكون قد خضع للشيطان نفسه وبهذه الحالة منگدر نعتبر المرأة شيطانة والرجُل ضحية لا راح نعتبر الإثنين ضحايا أنفُسهم الضعيفة والضحايا دائمًا همْ أصحاب حق إلا ضحايا النفس يُحاسبون يوم القيامة على اِيذاء أنفُسهم مثلما يُحاسب الظالم على التُعمد في اِيذاء مظلومه.

مختصر الكلام نفسك أمانة عندك أجود ولازم تحافظ عليها، نظفها من كل حقد اِنزرع ب داخلها، أغسلها من كل أثم تلبسها، داويها من كل جرح اِنغرس بيها، لتخلي ذنوب غيرك حجة لأذية نفسك لأن ب هالحالة راح تتحاسب على أذيتك للنفس مثل مراح يتحاسب غيرك على أذيته لك.

اتمنى تكون رسالتي وضحت، و إذا بيوم حبيت ترجع تتناقش وياية ب هذا الموضوع أو ب أي موضوع ثاني اني موجودة هنا بس اسأل عني أو أطلبني وراح أكون يمك خلال دقائق بسيطة.
اِلتقيك ب وضع أحسن إن شاء الله، مع السلامة
حچيتها واِلتفتت للباب ردت أغادر صار يامن ب وجهي مبين سمع حديثنا، بس اِجت عيني ب عينه اِبتسم
مشيت ب اِتجاهه من وصلت رفع النتائج قدم لي إياها أخذتها من إيده مُمتنة.

- شكرًا الكلام القدمتيه لأجود واللي بالحقيقة يعتبر كلام في غاية الإيجابية. مثل عيونچ بالضبط
- ما سويت غير الواجب يماني واني اللي لازم أشكرك
أشرت ب عيوني الأوراق. اِبتسم
- تتدللين بس قبل ال 12 يردوها مو تتأخرين
- ما عندي شي بس أطلع عليها و أرجعها لهم ب نفسي
- تمام موفقة إن شاء الله ب عملچ لليوم
- أجمعين يا رب.

رجعت النتائج للإدارية بعدما أطلعت على نتيجة شغف ونزلت للطابق الثاني كملت عملي بالغرفتين الأولى والثانية بعدين توجهت للغرفة الخامسة، طرقت الباب ودخلت شغف گاعدة تكتب بالسجل بس شافتني دارته الصفحة الأخيرة كتب شي وقدمت لي إياه
- (وينچ ليش تأخرتِ هالگد)
اِبتسمت للهفتها عليَّ.
- كان عندي عمل مهم، لتنسين اني مسؤولة عن خمس أشخاص غيرچ وهماتين همَ لهم حق عليَّ مو بس أنتِ
- (اِشتاقيت لچ هواي).

نصيت قَبلت جبينها وحضنتها ب حُب.
- حبيبتي. واني همْ اِشتاقيت لچ، اي شلونچ اليوم
- (زينة، هاچ شوفي شنو رسمت البارحة)
سحبت الورقة راسمة كفين متشابكات، ركزت تصميم الخاتم يشبه خاتمي معناها دتقصد كفي وكفها
- عاشت اِيدچ الرسمة تجنن بس ليش هذه المرة ماكو وياها كلام حلو مثل المرة السابقة؟
- (دأكتب بس المشكلة ما گاعد أقتنع)
دارت السجل للمقدمة طلعت ورقة محاولاتها بالكتابة.

هُناكَ دِفئ في يَديها فيهِ شيئًا مِن دِفئ الشِتاء.
يَداها دافئة كَما الجَنة، أصابعُها مُتوهِجة كَما الوَطن.
أحَدهُم كانَّ غَريبًا لِلغاية.
لَمسَ يَدي لِلوَهلة الأولى عِندَ لِقائِنا الأوَل
فَ اِستَشعرت مِن دِفئ لَمستِهِ مالم أجدهُ عِند‌َ أُمي وَأبي.

اِستوقفتني هالعبارة البفضلها بدت شكوكي تتجه نحو اليقين، والدها و والدتها إلهم إيد قوية ب دمارها بس شلون راح اعرف نوع الأذية السببوها ل هالطفلة إذا هيَّ رافضة تتكلم! صفنت بالرسمة شوية. مو صعبة عليچ قدر أنتِ گدها و راح يجي اليوم التعرفين
- باوعي سُكرتي هذه العبارة عجبتني بس راح اضيف عليها تعديل بسيط كلش لو تسمحي لي طبعًا.

هزت راسها بالاِيجاب و الاِبتسامة ملونة ملامح وجهها البريء، أخذت القلم كتب فوق العبارة الأولى.
هُناكَ دِفئ في يَديها فيهِ شيئًا مِن قَلبِ الأُمَهات.
- هئ هئ
- شنو يعني ما عجبتچ كتابتي؟!
سحبت القلم بسرعة كتبت تحت العبارتين مُباشرةً.
- (حلوة كتاتبچ بس ما لمست مشاعري)
- تمام لعد نختار الثالثة كلش عجبتني وتناسب الرسمة
- أممم.

رفعت الرسمة حطيتها ب حضنها كتب العبارة ب خطها المُميز والجميل توها منزلة القلم من إيدها اِنفتح الباب
اِلتفتت ب اِستغراب دخلت والدتها ويا رجُل غريب من عمره الكبير توقعته والدها، تقدمت مسافة لمحت أمان واگف ويا دمار بالباب بس شافني أشر لي أطلع.

اِستغربت طلبه و بنفس الوقت ما نفذته، تقدم الرجُل على شغف حاوطها ب حضنه واِهتمامه بقيت أراقب كل رد فعل يصدر عنها ما كانت متقبلته ولا رافضته لأول مرة يصعب عليَّ موقفها وأبقى عاجزة عن تفسيره
بعدني محتارة ب أمرهم حسيت أمان صار يمي، فجأة سحبني من زندي لخارج الغرفة ردت أدفعه خزرني حتى لا ألفت اِنتباه الموجودين. طاوعته مجبورة.

أخذني مسافة عن غرفتها بعده لازمني ويمشي مگدرت أتحمل أكثر. دفعته ب قوة، تقدم دمار علينا
قدر: اِنتبه على اِسلوبك رجاءً
أمان: ما گدرت احچي وياچ گدامهم كل الطالبه منچ تنهين هالزيارة ب صفتچ الدكتورة المسؤولة عن حالتها
قدر: وليش تريدني أنهيها؟!
أمان: نفذي بدون سؤال
قدر: وإذا ما نفذت؟
رفع دمار إيده گدام وجهي ب اِسلوب التهديد بالضرب
دمار: سدي هالحلگ و نفذي المطلوب منچ لا أندمچ
قدر: شنو حضرتك دتهددني؟!

دمار: أعتبريه تهديد إذا حابة المهم راح تنفذين غصب
أمان: دمار وتالي!
دمار: سقر ما عندنا وقت للعب الجهال مالتها خليها تتحرك
قدر: ما راح أنفذ التردوه و أعلى ما ب خيلكم أركبوه
أمان: وإذا گلت لچ راحة شغف ب مغادرتهم
تجاهلت كلامه ودرت وجهي أرجع للغرفة حسيت دمار مشى ب خطواته سريع راد يلزمني بس أمان سحبه.

دخلت بعدهم يتكلمون وياها وهيَّ متجاهلتهم، صرت مجبورة أنفذ كلام أمان لأن أعرف هوَ أمانها الوحيد وكل كلمة تصدر عنه تصب ب مصلحة هالإنسانة
قدر: بس العفو من حضرتك أُستاذ...
مَرجانة: هذا والدها نُعمان
أول ما حچتها إلتفت عليَّ، اني الماكو شي بالدنيا يگدر يهزني اِنهزيت من نظراته، ما اعرف شلون باوع لي حسيت اكو شي ديدور ب راسه بس المشكلة ماكو شي ببالي يگدر يفسر غرابة النظرة الواضحة ب عيونه
نُعمان: منو هذه؟

مَرجانة: دكتورتها عراقية وكلش حبابة اسمها قدر
نُعمان: قدر!
مَرجانة: اي مو حچيت لك عنها شنو نسيت
نُعمان: قدر أيش؟
قدر: لطفًا الزيارة ممنوعة لأجل صحة المريضة ف إذا أطمأنيتوا عليها يا ليت تغادرونا حتى ترتاح
باوع لي ب اِستفهام ورجع على شغف كلمها لدقيقة مو أكثر بعدين قَبلها من راسها وغادر المكان، سديت الباب وراهم مباشرةً وبديت بالجلسة ويا شغف حتى تطلع من دائرة التفكير ب زيارتهم المُزعجة بالنسبة إلها.

طلعت من يمها بعد ساعتين ضبط. توجهت ل غرفة أمان طرقت الباب مرتين ماكو جواب! نزلت المقبض ودخلت كالعادة الأستاذ صايع ما هيَّ مصحة الخلفوه
سديت الباب ب عصبية تصرفاته بدت تنرفزني معقولة راح افشل ب حالته وأخرج من هالمعركة منهزمة!
صعدت للطابق الثالث صليت ورجعت ل غرفة المكتب طلبت لفة و عصير توني دأكل اِنفتح الباب ودخل يامن
قدر: اِجيت ب وقتك تفضل تغدى وياية
يامن: ألف عافية سبقتچ اني.

بعدني ما حاچية رجع الباب اِنفتح قبل ليدخل صاح.
رسول: شلونكم إخوان
يامن: هلا بالعزيز
قدر: تفضل ولو ما طلعت لفة عزمت المصحة عليها
رسول: عافيات عيوني تغديت مرتين والثالثة بالبيت
قدر: أسمن عاد حرام هالأكل ديبچي ب معدتك
رسول: هوَ اليدخل ل هذه المصحة يعرف معنى السمن
قدر: هههههه لا ب هذه حقك ما گلت إلا الصحيح
يامن: شلونك اليوم ويا مجموعة المصريين
رسول: زي الفُل
يامن: أنتهى عملك لو بعد؟
رسول: اي أنتهى وأنتم.

يامن: أنتهيت منهم الحمد لله، يلا متطلعين قدر؟
قدر: لا ما أگدر لازم انتظر عِناق و ميلاف يصحن من يدخلوهن لغرفة المراقبة يلا أغادر المكان
يامن: شغلتچ مطولة يعني
قدر: مجبورة وإلا حالتهن تسوء إذا صحن وما شافني
يامن: الله يسهل، بالنسبة إلى أشوفكم على خير باچر جمعة اروح أشبع نوم و راحة
نهض دار وجهه ديطلع قطع رسول طريقه.
رسول: وين يمعود دانتظر الدوام يخلص و ولي أنخمد
يامن: طالبني ب طلابة شغلي وخلص ش تريد مني!

رسول: اگول اليوم خميس يعني ليلة جمعة يعني عمك راح يصعد المنبر ويخطب خطبة الجمعة وتعال يا رسول تحمل هالخطبة أنتم فاشلين وأنتم مو گد المسؤولية وشوكت تتعلمون الإلتزام وليش كل هالتسيب
قدر: حيلك حيلك شنو السالفة!
رسول: اني اگول لچ شنو السالفة، شكو شي تسوويه أنتِ وكل زملائچ يوگع ب راس رسول گولي شلون
قدر: شلون؟

رسول: أنتِ يستحي منچ لأن غريبة فَ يعبر، و يامن ابن أخوه ساعة يمون عليه ويرزل وساعة يتغاضى عن هالرزالة حتى ليزعل أما رسول ابنه يعني شنو؟ يعني ماكو خجل يعني شنو؟ يعني الحايط النصيص مالتكم أنتم تلعبون ب راحتكم ورسول يبتلي شكو شي تسووه يزعجه وميگدر يحچي بيه وياكم يجي نفس اليوم يطلع حرگته بيَّ، ترى والله ميصير
يامن: حقك علينا بس الإخوان إلمن ينرادون، تحمل حبيبي تحمل
رسول: انچب ماكو طلعة ل نهاية الدوام.

يامن: بلا هذه أخلاق دكتور!
رسول: لا أخلاق قمرچي بس ظل ب مكانك ولتتحرك
يامن: دروح يابة ما صدگت أخلص حتى أولي أرتاح
رسول: يامن بشرفك باچر جمعة أريد استمتع بعطلتي ما أريد أخلصها رزايل من السيد الوالد، ابقى لخاطر الدم البيناتنا على الأقل بس اليوم
يامن: لا حول ولا قوة إلا بالله، حقيقة كسرت خاطري
قدر: هههههه دابقى خطية هنَّ ساعتين يخصلن شلون ما كان لتصير لئيم
يامن: راح ابقى لخاطر بلوة عمري مو لخاطرك.

رسول: ناقص بس همْ مقبولة منك
يامن: ناكر للمعروف بتبذير
رسول: ابن عمك بعد
حچاها وطلع يضحك، بقى يامن وياية إلى أن رجعت ل عملي هوَ همْ رجع ل مجموعته يقتل وقته وياهم
ثاني يوم الجمعة گعدت من الصبح على صوت الهوسة بيبي دتحوس بالمطبخ، باوعت للساعة بعدها ب ثمانية كفيت الغطا ونهضت بعدني بالباب حست عليَّ
صاحتني حتى اتريگ لأن الأكل جاهز.
رحت للحمام غسلت و رجعت لگيتها دتصب لي الچاي.

- شنو السالفة بيبي ترى عندي إيد وأصب ل نفسي
- دتعالي يمة مو كافي گعدتچ من الصبح بيوم عطلتچ
- تمون زهرتي بس خير ليش كل هالهوسة بالمطبخ!
- أم يامن اِتصلت ويا صلاة الفجر لأن تدري بيَّ گاعدة گالت اليوم غدانا يمكم ولتسوون شي احنا نجيب أكلنا ويانا، يااا هيَّ گالت هيچ لو اني عقلي طار حلفت كل يمين عظيم يكسر ستين ظهر ما أقبل عليها لو تجي وغداها وياها ولا أحط لگمة من جدرها ب حلگي.

اِبتسمت ومشيت ب اِتجاهها. حضنتها ب لهفة
- همْ أكو مثلچ إثنين بالدنيا؟!
- أكو يمة الخلقني خلق غيري و أحسن بعد
- اي وتالي شنو صار
- ما راح تجيب ش حدها غير أزعل عليها، وهذه اني مثل متشوفين گمت من الصبح حتى ما أقصر ب واجب ضيوفنا
- مو ضيوف ذولي أهلنا بيبي، المهم هسه ناقصچ شي حتى أطلع أجيبه
- لا ي بنيتي ليش أنتِ تخلين قصور بالبيت، بس خبز عود على فراغچ روحي جيبي ما مستعجلين
- لحم؟

- أكو خير من ربچ حتى دولمة راح أسوي لكم
- عاشت إيدچ حبيبتي. قَبلت باطن كفها
گعدت تريگت السريع و بديت أساعدها كل ما أريد أسوي شي تمنعني تريد كله على إيدها مدتسمح لي أشارك غير بس بالأمور الثانوية من فرم وغسل صحون وغيرها من السوالف البسيطة المتاخذ أي جهد مني.

للظهر اجوا، اِجتمعنا على المائدة أحلى جمعة ب لمتهم أرجع للأيام الخوالي، لأيامي ال كنت بيها بين أهلي وأحبابي قبل ل يحرمني الموت من نعمة وجودهم ب حياتي واللي مستحيل تجي نعمة تعوض فقدانهم
تونا مخلصين. گاعدة ويا يامن وأيمن يراوينا أعماله المسرحية اِجت يُمنى الكتاب ب يدها
يُمنى: قدر أريد أدرس الأحد إمتحاني وهنا هوسة
قدر: اي روحي ل غرفتي وسدي الباب
يُمنى: تعالي وياية.

أيمن: أغو لا لا صدگ أغووو، امشي ولچ قابل طفلة
يُمنى: معليك اني گاعد احچي ويا ديرو
سَلمان: بنيتي قدر الچاي وينه؟
قدر: اي عمو تتدلل
حچيتها ورحت للمطبخ السريع خليت الماي بالقوري دأشعل عين الطباخ حسيت أكو واحد ب ظهري. درت وجهي هذه يُمنى
- وأخيرًا اِنفردت بيچ
- هههههه خير إن شاء الله! شكيت أكو شي وراچ
باوعت للباب. راحت سدتها و رجعت وگفت گدامي
- أريد أگول لچ شي بس أوعديني متزعلين
- شكو!
- أوعديني أول.

- أوعدچ يمعودة فضيني عاد
- اِتصلت...
قبل لتكمل كلامها قاطعتها ب عصبية.
- جاوبتيها؟!
- جاوبت بس والله ما كنت أعرف هيَّ وأول ما عرفت سديت الخط بدون نقاش
- يُمنى ديري بالچ تحنين، لتنسين شنو سوت ب أهلچ إذا مو لخاطري ف لخاطرهم همَ اِبتعدي عن هالبنية
- مبتعدة والله اصلاً هذه أول و أخر مرة صدگيني
- عفية عليچ أنتِ ما عندچ أخت غيري أني وبس يُمنى.

- أكيد، هيَّ بالنسبة إلى ماتت مثل ما ماتت ب عيون أهلي لتصدگين أگدر أنسى هالشي و أرجع أحن لها
- فدوة ل عقلچ الناضج. گرصت خدها
درت وجهي شعلت تحت القوري، سألتني ب تردد.
- ممكن أخذ رأيچ ب موضوع خاص شوية
- وهذا يحتاج له سؤال؟! أكيد ممكن، گولي أسمعچ
- آآآ ش اسمه، أني يعني بس ردت أخذ. هذا
سحبت كفوفها بين كفيني أضحك.
- اهدئي يا حبيبتي ليش كل هالتوتر ترى احنا أخوات
- رسول.
- رسول! ش بيه رسول؟

- يريد يتقدم لي هذا الأسبوع
باوعت لها ب شك رافعة حاجبي. حسيتها توترت
- بيناتكم شي؟
- لا لا والله ما بيناتنا أي شي
- يُمنى!
- صدگيني ما بيناتنا أي شي غير هوَ ابن عمي وبس
- لا ما أگدر أصدگ سامحيني
نصت نظرها مني.
- اي بيناتنا بس والله ما تجاوز حدوده وياية اصلاً هوَ الميسمح ب هالشي مو أني بسبب أبوية و أخواني
- من شوكت؟
- هوَ من زمان كلش بس اني من سنة ونص من اليوم اللي اِعترف لي ب مشاعره اِتجاهي.

- وبقيتِ تتوصلين وياه من يومها؟
- بالبداية قاومت بس هوَ بالغصب خلاني أتعلق بيه ما گدرت أمنع نفسي عنه والله، يعني مو ذنبي
- وأبوچ وأخوانچ ما فكرتوا بيهم أنتِ وياه؟!
- طبعًا فكرنا، دوم نفكر اصلاً ل هالسبب هوَ ديلح كل فترة والثانية حتى يتقدم لخطبتي ميريد يحس نفسه ديطعنهم بالظهر هوَ زميلچ بالعمل يعني ميحتاج أمجد لچ بيه وأمدح ب أخلاقه، تعرفيه كلش زين
- أكيد أعرفه بس أني حاليًا ما أفكر غير ب أهلچ.

- اي وشنو الحل ب رأيچ؟
- زين تتوقعين لو سواها وتقدم راح يوافقون عليه
- لا وبلغته ب هالشي اصلاً هوَ يعرف شلون يفكرون ما عندهم شي بالحياة أهم من دراستي ومستقبلي
- وإذا صار واِرتبطتوا تتصورين راح تعدي هالسنة على خير وتدخلين للكلية التحلمين بيها
- ما أدري
- أني أجاوبچ أكيد لا، راح تنشغلين وياه مكالمات طول اليوم بعدما صرتِ حلاله ومحد يحاسبكم وطبة وطلعة وحب وغرام والله يرحمچ يا دراسة.

- اني همْ مموافقة بس شلون أگدر أقنعه فهميني
- دتكذبين يُمنى، هوَ مديلح إلا لأن يعرف بيچ مأيدته لو ظاهرتله رفضچ وسبب رفضچ مستحيل يقدم مصلحته على مصلحتچ لأن رسول أبد مو أناني
- ما دأكذب والله اني ما قابلة لأن أعرف أهلي ما راح يقبلون بس اي صح ما رفضته ب شكل مُباشر
- وشنو منتظرة لعد؟!
- هسه!
- اي هسه أنهي هالموضوع گدامي وأخلصي
- تمام.

حچتها وطلعت الموبايل من جيبها اِتصلت عليه لنهاية المكالمة يلا رد ب صوت واضح النُعاس بيه
- ها روحي
باوعت لي ب خجل و نصت عينها مني.
- أسفة صحيتك من النوم و قلقت راحتك بيوم العطلة
- فدوتچ غير أنتِ راحتي
- آآآ، أگول علمود موضوع الخطوبة يعني لو تأجل هذه الفكرة حاليًا على الأقل لنهاية السنة الدراسية
- ليش احنا مو حچينا البارحة و أنتهى كل شي!

- صح بس بعدما فكرت بيني و بين نفسي شفت احنا غلطانين ب هالقرار و غيرت رأيي
سكتت شوية بعدين وضح صوته، الظاهر عدل گعدته حتى يصحصح ل كلامها.
- گلبي حاولي تفهميني، أني گاعد أحس بالذنب كلما احچي وياچ، أتهرب من عيونچ كلما تصيرين گبالي وهمَ بيناتنا، أنتِ مو وحدة غريبة أنتِ لحمي ودمي بنت عمي اللي هوَ ب مقام والدي وأخت أخواني شلون تطلبين مني أبقي علاقتنا بالخفية مثل اللصوص.

- بس رسول أني ما أريد أضيع مستقبلي على هالكم شهر، صدگ أعرف ب نفسي لو اِنخطبنا راح انشغل عن كل شي بيك حتى دراستي وهالشي أكيد ميرضيك بعدين لتنسى أهلي مستحيل يوافقون على اِرتباطنا قبل دخولي للجامعة وبنفسك گلت هالشي بس گلت راح أبقى أحاول إلى أن أقنعهم ب هالخطوة
- يعني هسه أنتِ رافضة علمود دراستچ لو علمود الأهل
- الإثنين سوى بس طبعًا دراستي بالمقدمة
- سكت.
- ها ليش ساكت احچي لك كلمة.

- هذا هو مثل مترديني. نأجل الموضوع لنهاية السنة
- زعلت؟
- ما أگدر أزعل من نفسي
درت وجهي عنها للطباخ. سدت السبيكر سمعتها من همست ب صوت خافت (أني همْ) و نهت الاِتصال
- ها ديرو تمام هيچ؟
- تمام عمري عاشت إيدچ. باوعت لها مبتسمة: تحبيه
- ضحكت ب خجل.
- احچي لتخجلين من أختچ تحبيه لو مجرد تعلق؟
- أحبه كلش.
- كلش! مممم
- كافي حبابة دتخجليني والله
ويا ما ضحكت اِنطرق الباب، صحت تفضل دخل يامن.

- چاي لو باچة هذا متگولن لي وين صرتن!
- صار هذا بس خل يتخدر شوية
- والله يا بلوتي شكلچ خالتنا احنا التخدير مو الچاي
تقدم يضحك وگف بيني وبين يُمنى حضنا بوقت واحد باس راسي يگول أحبچ وباس راسها يگول أموت عليچ
يُمنى: واحنا نحبك ونموت عليك يا أحلى أخ بالدنيا
يامن: يلا صبن الچاي وتعالن جبت لكم شلون فلم
قدر: أني و أنتَ و أيمن أما يُمنى تروح مثل الشاطرة لغرفتي تدرس لأن الأحد أخر يوم إمتحان.

يُمنى: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه فقل للشامتينَ بنا أفيقوا سَ يلقى الشامتون كما لقينا
قدر: لقينا ورحنا حبيبتي امشي درسي وبطلي فلسفة
يُمنى: حاضر ماما.
بعثرت شعرها أضحك، صبيت لهم الچاي أخذت كوبها وراحت لغرفتي أما احنا أجتمعنا بالصالة نباوع الفلم
اليوم الصبح بعد العشرة ب دقائق بسيطة اِحتاجيت يامن دورته بالطابق الرابع مموجود نزلت للثالث داروح لغرفة المكتب صادفت رسول هوَ همْ ديدور عليه.

دخلنا للغرفة سوى، موجود بيها ديجري مكالمة فجأة باوع علينا كان مبتسم اِختفت الاِبتسامة وانگلب وجهه
لا يا انگلب وجهه اصلاً اِنسحبت روحه! يامن اِنهار من الداخل واني اكثر وحدة تعرف ب أخوها من ينهار شلون يتغير حاله و تتبدل أوضاعه بحيث عيونه تبدي تشرح ما يعجز اللسان عن نطقه ب لحظة الصمت...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب