رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثامن والعشرون
مَدَدتُ كَفيّ نَحوَكَ أرْجوا اِنْقاذي
كَ مَظْلومٍ يَقِفْ في حَضرَةِ القَاضي
مَدَدتُ كَفيّ نَحوَكَ أيُّها الشَهمُ
أقبِلْ عَليَّ وإنْ واجَهتَ اِعْراضي
فَراشَةٌ أنا مَكسورَة القَلبِ وَالجِنّحِ
وَلَيسَ غَيركَ يُنجِيني مِنَ المَاضي
مَدَدتُ كَفيّ نَحوَ كَفِكَ مُذعِنَةٌ
ارجُوكَ ساعِدْنيّ، أمسِكْ بيّ لإنْهاضي.
Flash Back (فلاش باك)
«تجول الماضي مِنَ الزمان في أزقةِ ذاكِرةِ النسيان».
ماكو أبشع من الأم الأنانية الأم التفضل مصلحتها على مصلحة أولادها لحمها ودمها، رغم كم الألم السببته إلى بس إذا گالوا لي هيَّ اليوم دتنازع بين الحياة والموت والله مستعدة أصير لها روح حتى تعيش، لعد ليش هيَّ سلبت روحي! ليش اِنهزمت بليلة ظلمة بالطريق الاِختارته ويا الاِنسان الحبته وتركتني ذنب بيد اِنسان حاقد يوميا يحتار شلون يتطهر منه!
راحت هدية بعادات وتقاليد مُجحفة، صوتها كان جدًا ضعيف مقابل قوتهم وجبروتهم وعقليتهم الرَجعية، حاولت كلش هواي حاولت حتى ميتم هذا الزواج بوقوفها الدائم بوجههم لكن من دون نتيجة، المثلهم أهم شي السمعة والوجه الأبيض أمام الناس أما عائلتهم تحديدًا البنات أخر تفكيرهم، كل شي مسموح ما طول بهالشي مصلحتهم واِعلاء مكانتهم عند الغير.
تزوجت من الوالد رغم حُبها الشديد لابن خالتها واللي كانت بيناتهم علاقة حُب شبه مجنونة من أيام المراهقة وكنت أني ثمرة هذا الزواج، وجودي بحياتها ما غير شي من مشاعرها بقت متحملة عيشتها ويا والدي على أعصابها وظل گلبها ينبض للشخص الوحيد الحبته بحياتها رغم أن الوالد حبها بكامل مشاعره وما قصر وياها بشي، وعيت أني على أجواء العائلة داخل بيتنا وأتذكر كلش زين طبيعة العلاقة الكانت تجمع بيناتهم من يوم ما بديت بمرحلة التمييز إلى ذاك اليوم الصحينا بيه على صدمة هروبها من المنزل بدون سابق اِنذار ولسبب مجهول وكان عمري وقتها تسع سنوات.
قامت القيامة بذاك اليوم المشؤوم وما گدرن أخواتها يخفن حقيقة العلاقة التجمع بينها وبين ابن خلاتها خصوصًا بعد معرفتهم ب اِختفائه هوَ همْ بنفس الليلة الاِختفت هيَّ بيها، الوالد هنا فقد عقله وصار يربط كل حدث بحدث شوكت يلتقون شلون تكون النظرات البيناتهم اِبتسموا اِنفردوا ببعض بمكان عام سمعها كلمة حلوة حچى وياها بنبرة حنينة، أقارب واِجتماعهم جدًا سهل ويجمع بينهم حب عميق وعشرة طويلة اِنتهت بتركهم كل شي ورا ظهرهم واِنهزامهم من الأهل والناس بس حتى ينجمعون من جديد.
وبعد هذا التفكير جزم الوالد على أنه الخيانة وقعت بالفعل بل وأصبحت واضحة كَ وضوح الشمس واللهُ أعلم إذا بقت خيانة روح لو وصلت لخيانة الجسد، هذا كان اِستنتاج الوالد وقتها واللي بسببه تولد حقد شديد القوة داخل روحه على هالاِنسانة لأن بنظره صارت هيَّ مو شريفة بعدما فضلت الخيانة والهزيمة على المواجهة والاِعتراف واللي ممكن بسببه ينفصل الوالد عنها ويتركها تروح بحال سبيلها أو على الأقل تشفع لها مواجهتها ولو جزء بسيط من العملة السوتها في حال تمسك والدي بيها رغم معرفته بالحقيقة وهذا الشي استبعده اني لأن أكثر وحدة أعرف الوالد شلون يفكر وعلى شنو قائمة عقليته، مُستحيل يسمح لگلبه يتحكم بتصرفاته حتى وإن كان يعشقها بجنون.
وهذه النقطة كانت هيَّ الفيصل المنه يتحدد مُستقبلي رماني الوالد عند بيت جدي أهل والدتي بحجة بنت بنتكم العايبة وما مجبور أتحملها بعد عملة أمها وهمَ أخذوني منه مجبورين حتى يسكتون لسانه ولسان أهله عنهم أما بالحقيقة كانوا مستثقلين وجودي بيناتهم بسبب فقر الحال وكُثرة العدد، ما اِرتاحيت أبدًا عندهم وصرت مكفخة لنسوان خوالي وأولادهم إلى أن وصل بيهم الأمر يبطلوني من المدرسة.
ما تحملت هذا الظلم، ابقى لحمه ودمه لو رحت نزلت على رجله اتوسله يخلصني من هالعيشة ما أعتقد يطاوعه گلبه يتركني ضايعة إذا عرفت شمسوين بيَّ.
واِنهزمت يوم من الأيام العصر وعمري كان وقتها عشر سنوات، كل شي ما أندل بعدني طفلة ظليت تايهة بالشوارع إلى أن صار الليل، دأتمشى على الشارع العام والدنيا ضاقت بعيني اِلتقيت برجُل من أهل الله جيران بيت جدي بالمنطقة من عرف بيَّ قاصدة الوالد وصلني لأهله بنفسه، كنت متوقعة منه يرفضني كَ رد فعل بدائي لكن اللي ما متوقعته يطردني من بيته!
حچى جملة لليوم ترن بأذني (إذا الأم اِنهزمت ويا اللي تحبه شنو اترجى من بنتها تطلع قديسة! أكيد راح تنهزم مثلها وهذه أنتِ اليوم ثبتِ لي صحة اِعتقادي)
ورجعت لبيت جدي مثلما طلعت منه وما كان رجوعي سهل ولا عدت السالفة على خير، خوالي اجرموا بيَّ بسبب هذه العملة أسبوع كامل من التعذيب كانت نتيجته أغمى عليَّ وأخذوني للمستشفى.
بعد هالحادثة رجعت لوالدي، حسب ما سمعت من بيت جدي أبوه مقنعه يحتويني أحسن ما أرجع اِنهزم وسمعته تنتهي بالنهاية أني اظل بنته ومحسوبة عليه حتى وإن كان رافض وجودي بحياته وعلى أساس المخاوف من تكرار عملية هروبي للمرة الثانية والضرر الراح يلوح سمعته في حال تحققت مخاوفهم أكثر ما هيَّ متضررة بسبب فعلة أمي رجعني لحضنه.
ما كان واحد طايقني بذاك البيت مثلهم مثل بيت جدي أهل والدتي والكل كان يباوع لي بعين الاِستصغار والاِحتقار وكأني مرتكبة ذنب عظيم لا يُمكن أن يُغتفر وعلى رأسهم الوالد، الاِنسانة الوحيدة الساندتني ووگفت وياية بكل ما عندها من قوة بيبتي الله يرحمها واللي بسببها رجعت للمدرسة بنفس السنة ونجحت أكمل دراستي.
فترة وتزوج والدي من بنت عمه وبعد أشهر قليلة جدًا من زواجه توفت بيبيتي فَ اِنجبرت أنتقل للسكن ويا الوالد وهنا بدأت مُعاناتي الجديدة واللي اِستمرت ليومنا هذا، كانت هيَّ مرت الأب القاسية وكنت أني السندريلا الكرست حياتها لخدمة هالمرأة المُستبدة ونذرت أيامها لطاعة أوامرها وبدل ما يجي الأمير اليخلصني من هذا العذاب اجى الحقير الخلاني براسه وقسم يقضي عليَّ لأخر نفس مزروع بصدري.
كان الوالد طول هذه الفترة وبسبب فعل الوالدة وسوء السمعة اللاحته من هذا الفعل مزعوج من العيشة داخل العراق بشكل عام لذلك أول ما توفت والدته إستغل الحادثة وقرر ينتقل بينا لمصر بعدما حصل فرصة عمل جدًا مُناسبة هناك عن طريق مديره بالعمل.
واِنتقل بينا لمصر تحديدًا القاهرة، حقيقة ما تغير شي من مُعاملتهم إلى بل زاد الأمر سوء بعدما بديت أكبر ودخلت لمرحلة المُراهقة إلى أن اجى اليوم الرجع بيه والدي من برة وحاتم وياه!
حاتم هوَ أخ زوجة والدي وابن عمه بنفس الوقت، كان شاب مُراهق وبحجة سوء الأوضاع بالعراق اجى لمصر يكمل دراسته هنا ومع مرور الأيام صار الذراع الأيمن للوالد وتمسك بيه لدرجة اِستقر ويانا بشكل دائمي.
هذا الشخص هوَ عبارة عن اِنسان مريض نفسي بشكل خطير، علاقات مُحرمة، صداقات قذرة، ألفاظ بذيئة، كل خُصال السوء مجتمعة بيه ومجرد ما كبرت حط عينه عليَّ ودخلت بمزاجه بحيث صار يحاول يجرني للحرام ومن شاف ما بيَّ مجال طلبني للزواج رسميًا من الوالد لكن هوَ رفض لأن يعرف أخلاقه شنو.
والدي مجرد ما شبيت صار يرمي لي كلام يسم البدن على أنه أني من أكبر راح أطلع مثل والدتي وأنزل راسه بتصرفاتي وممكن أحب وأنهزم إذا رفض الحبيته.
لهذا السبب كنت حذرة جدًا وعشت بتعقيد وقلة ثقة بالنفس، كبرت راهقت دخلت الجامعة تخرجت وأني ما متنفسة ويا شاب غريب ولا عندي علاقة وإن كانت علاقة زمالة عادية ويا أي رجُل حتى بعدما تعينت قدر الاِنسانة الوحيدة التقربت منها ومن الدكاترة فقط رسول ويامن لأن اقرباء وياها ولأن الوالد يعرفهم ومع ذلك علاقتي بيهم جدًا سطحية متتعدى السلام ومرة وحدة بس گعدت تغديت وياهم بحضورها.
وهنا كان كل شي عشته بكفة وعيشتي بعدما دخلت لمزاج حاتم بكفة ثانية، صار يتفنن بمضايقتي وأخته تساعده بالموضوع من بعيد لبعيد لدرجة كرهوني بالبيت وبالعيشة وياهم وبس تعينت صرت أغلب أيامي أبات بالمصحة بحجة الشغل ومع ذلك يوميا الوالد يتأكد وين كنت بايتة وشلون خلصت الليل وويا منو.
ما عنده ثقة بيَّ نهائيًا ودائمًا يحسسني أني اِنسانة قذرة وفاقدة الشرف وكأني بنت من بنات الملاهي مو بنته وزاد الموقف سوء بعدما صار يشك بوجود علاقة بيني وبين حاتم بسبب زن مرته الشيطانة وللأسف ما گدرت أواجهه بالحقيقة لأن أعرف صوتي عنده نكره وغير مسموع ولو مهما حچيت يبقى الغلط راكبني وإن كنت بريئة بس لأني بنت سُهير
كل شي حچيته ميجي ولو جزء بسيط من معاناتي الحقيقية من الطفولة لحد يومي هذا ويا هالعائلة.
مُعتز: طيب ممكن نعرف هربتِ لعند قدر ليه وأيه هوَ السبب اللي يخلي أبوك وحاتم يحاولوا يقتلوكِ
روح: قبل يومين الوالد كان مسافر وهوَ طبيعته إذا سافر يمنعني أغادر الشقة ب اِستثناء الدوام أروح وأرجع بالوقت المُحدد وبدون أي تأخر وإذا صار تأخير قسري لازم اتصل أبلغه وهوَ يتأكد من كلامي يلا يسمح لي أتحرك، هيچ عايشة أني مثل السجين بالمُعتقل.
نوال: شنو إن شاء الله راح تبقين حابسة نفسچ بين حيطان هذه الغرفة مثل الأميرات!
روح: غير أميرة هذه التكرب من ساعة خمسة العصر لثمانية بالليل هذه أميرة بنگلادشية
نوال: ما أريد لغوة زايدة گومي نظفي الحمام أخوچ توه سبح
روح: توني منظفته وإذا سبح يلم ملابسه ويرجع كل شي لمكانه وفضت السالفة شدعوة كل هالدلال شو أني ساگمتني سگم وهمَ إذا أكلوا الماعون ميشيلوه من گدامهم تالي من يكبرون يصيرون زلم نص ردن.
نوال: بالقندرة على حلگچ إذا اِستمريتِ بهذا الخرط، گومي بسرعة گدامي نظفيه لا أگلبه عزا على راسچ
روح: صار تتدللين.
نهضت بضجر، دأتوجه للحمام واحد من أخواني گاعد بالصالة صاح لي بنبرة التعالي المتعلمها من أمه
وليد: ماي روح عطشان
روح: گوم جيب لنفسك أني عندي شغل
وليد: ماما
نوال: وتالي! هسه أخابر أبوكم يجي يشوف له چارة بهذا البيت اگوله تعال شوف بنتك شنو دتسوي وشلون تعامل الطفل، تدور حجج حتى تتمشكل.
دخلت المطبخ علمود انهي النزاع، جبت له ماي ورحت للحمام نظفته على السريع دأرجع لغرفتي سمعت أخواني يحچون ويا أبوية مكالمة فيديو يضحكون ويتشاقون وهوَ يغدق عليهم بالكلام المليء بالاِشتياق بسبب غيابه عن البيت لمدة أسبوع كامل.
عزت عليَّ نفسي وتمنيت روحي بمكانهم وأسمع منه ولو كلمة بسيطة تحسسني أني بنته ووجودي مهم بحياته مو مفروضة عليه، والدي أبدًا مو قاسي ويعامل أخواني أحسن مُعاملة يحبهم ويدللهم وعمره ما رفع ايده على واحد منهم بس أني مثل الاِستثناء من القاعدة بالنسبة له، يكرهني كره مو طبيعي بسبب مخاوفه ودائمًا يحس أني بيوم من الأيام راح أكون مصدر عار له لدرجة عشت عمري خايفة من هذا الأحساس مثل خوفه بالضبط ويمكن أكثر رغم حياتي كلها ما سويت شي غلط أخاف منه بس للأسف هوَ زرع هالمخاوف بداخلي وهوَ السبب بضغف شخصيتي واِنعدام ثقتي بنفسي بحيث دائمًا أحس بالنقص وإذا انوجدت بين مجموعة أشعر أني أقل يمة منهم وأقل جمال وأقل ثقافة وحتى أقل شرف.
دخلت للغرفة بعدما نهى المكالمة وياهم والغصة تارسة صدري، سحبت الموبايل طلعت رقم والدي وبدون تفكير ضغطت اِتصال جاوبني بنبرة حادة كَ المُعتاد
- ها خير؟!
- شلونك بابا؟
- الحمد لله بخير، شعندچ!
- يعني لازم عندي شي يلا اتصل عليك!
- فضيني رايدة شي
- اِشتاقيت لك...
سكت شوية. وراها تأفأف بصوت واضح
- مسوية مصيبة؟ تعالي لي من الأخير.
- شنو حرام اشتاق لك؟! صار أسبوع لا سامعة صوتك ولا شايفة وجهك وهسه سمعتك تحچي ويا أخواني اِتصال فيديو فَ اِشتاقيت واِتصلت هذا كل الموضوع
- هنا الحچي تغارين من أخوانچ
- مو من حقي حتى أغار بابا واسفة إذا زعجتك بهذا الاِتصال الظاهر غلطت من فكرت اتصل عليك، باي.
بس حچيتها سد الخط قبل لا أنزل الموبايل من أذني، اِنهاريت من البچي لساعة مُتواصلة وراها طلعت اجيب ماي لگيت حاتم بالمطبخ، غيرت اِتجاهي بسرعة دأغادر قطع عليَّ الطريق يضحك بخُبث
- شفتِ جني گدامچ دسلمي على الأقل
- لا وأنتَ الصادق شفت شيطان والسلام مو لأمثالك
- أحبچ.
- حبك التراب إن شاء الله وريحني من وجودك بحياتي
- حتى التراب ميخلصچ مني
- ربك أقوى من شيطانك مهما بلغت من تمرد وقوة.
- ليش معاندة وافقي تتزوجيني حتى أخلصچ من أبوچ وقسوته ومن نوال وجبروتها
- حياتي وياهم رغم كل شي جنة بس لو أنتَ مموجود
- تزوجيني وأخذچ ونطلع من هالبيت وأوعدچ أعيشچ ملكة نسوان الدنيا تحسدچ على حياتچ
- أكيد ملكة ال لأن أنتَ هذا مستواك ومتلوگ لك مرة غير ال
- تصيرين حتى تلوگي لي ولا يهمچ حياتي
- روح نام حتى تحلم زين الواقع ميخدمك.
بس حچيتها لمسني بجرأة ومتعودة على تصرفاته هذه لأن دائمًا يحاول يتحرش بيَّ عسى ولعل أضعف بلمسة من لمساته ويگدر يحصل عليَّ بهذه الطريقة
طلعت من يمه متوجهة للمغاسل بينما غسلت ورجعت ما لگيته بالمطبخ أخذت ماي ورحت لغرفتي عندي علاج مقوي لنقص الفيتامينات بس أخذته تمددت أنام.
ما أعرف شنو صار دخت فجأة گلت يجوز هذه بداية اِستبراد خليني أستعجل بالنوم لا تسوء حالتي أكثر، غمضت نايمة بس مو نايمة شلون ما أدري، أحس أكو شي غريب ديصير وياية بس ما أعرف شنو، اِندفعت ما أدري سحبت نفسي حسيت بوجع قوي صار داخل راسي ووعيت أني على الأرض شبه عارية وحاتم گاعد يمي بالملابس الداخلية!
نهضت مفزوعة رغم الدوار المسيطر عليَّ، الدم تارس وجهي وراسي الظاهر اِنضربت بالجدار وهذه الضربة هيَّ الرجعتني لوعيي، أتذكر صيحت وتعاركت وياه بس ما أتذكر شنو كان الحديث الدار بيناتنا بالضبط شي واحد أتذكره حاول يكمل البدا بيه لكن وجهت له ضربة جدًا قوية على المنطقة الحساسة وبحركة دقيقة تشل الجسم ومجرد ما اِنشغل بنفسه سحبت سويچ السيارة وطلعت أغلق بأزار بجامتي.
توجهت للمطبخ بسرعة فائقة فتحت علبة الفلفل أكلت خاشوگة منه حتى إذا ماخذة مادة مخدرة أصحى وراها طلعت أركض ويا ما فتحت باب الشقة حسيته وراية اِستعجلت بخطواتي وبمعجزة من رب العالمين گدرت أوصل لشقة قدر بالوقت المُناسب رغم تعبي
مُعتز: قدر يا بنتي تقدري تسيبينا لوحدنا شوية
قدر: تأمر باشا.
طلعت من يمهم متوجهة لرسول، لحظات بسيطة بين الاِدراك واللا اِدراك فصلت بيننا وبين فعل حاتم الشنيع لكن اِرادة رب العالمين كانت فوق نيته القذرة وتحرك رسول بسرعة بديهية حضنها قبل لا تصعد النار لأعلى جسمها، خمس ثواني مو أكثر جبت بيها جهاز الإطفاء وخمدت النار بالكامل.
بعدها رميته من ايدي وركضت حتى أمنع حاتم يهرب لگيت بيبي واگعة على الأرض وملزمة برجله حيل حتى تمنعه يغادر الشقة ودكتور رؤوف يحاول يسد بالباب قبل لا يتخلص من بيبيتي ويگدر ينهزم
روح تضررت من المنطقة السُفلى للجسم بس نجحنا بالسيطرة على حروقها الحمد لله أما رسول فَ ضرره أقل منها بهواي وبمناطق متفرقة من جسمه لأن لحظة الحادث حضنها بشكل عشوائي وأخذ نصيبه من النار
قدر: ها رسول شلونك هسه؟
رسول: الحمد لله أحسن بس شوكت يسمحوا لي أطلع منا اختنگت كلش
قدر: ما بقى شي باچر بالليل إن شاء الله تگدر تغادر وأحمد ربك حروقك لا شيء يم حروق روح وإلا ذيچ المسكينة شتگول أقل شي أسبوع يلا تگدر تتحرك
رسول: شلون صارت هيَّ؟
قدر: الحمد لله زينة حتى دياخذون إفادتها
رسول: أبوها همْ طلع الصبح من المستشفى ووضعه أحسن شوية بس الوالد يگول بعده الخطر يهدد حياته.
قدر: ميهمني وضعه الصحي بقدر ما يهمني يتحاسب هوَ وحاتم على جريمتهم
رسول: وهيَّ راح توافق على هالشي؟
قدر: لحد قبل ساعة رافضة الكلام بس بعدما وصل مُعتز باشا قنعناها أني وياه علمود تحچي والحمد لله توفقنا باِقناعها وأدلت إفادتها بالكامل ما خلت شي مستور سواء عن حاتم أو عن والدها نفسه.
رسول: ماكو هيچ اِجرام! يا حيوان صارت له مشكلة ويا قريب أو صديق يلجأ للحرق حتى يتخلص منه لأن بنظرهم هذا أسهل للطريق للموت رغم بشاعتها
قدر: ولهذا السبب جرائم الحرق زادت جدًا هذه الفترة حتى غسل العار صار يتم عن طريق الحرق للسهولة
رسول: خليچ ورا الموضوع قدر ما طول عندچ علاقة ودية ويا مُعتز باشا اِستغلي هالشي.
قدر: أكيد والرجُل همْ على حسابي اجى يحقق بنفسه حتى ميحدث أي تلاعب بالقضية، لتخاف محسومة إن شاء الله
يامن: ها رسول شلون صرت إن شاء الله أحسن
رسول: أحسن الحمد لله
يامن: البوليس هنا شنو ديحققون بقضية الدكتورة؟
قدر: اي وقبلت تتكلم وأخيرًا
يامن: عرفتِ القصة يعني؟
قدر: عرفت بس بعدين احچي لكم لازم أرجع لها هسه
سلمت دأغادر الغرفة صاحني يامن، اِلتفتت عليه طلب مني اِنتظره عند الباب، طلعت دقيقة واجى وراية.
يامن: حاتم شنو يصير منها؟
قدر: ابن عم والدها وأخو زوجته بنفس الوقت
فتح عيونه متعجب.
يامن: بس لا شغلة شرف!
قدر: تقريبًا هسه أرجع احچي لكم السالفة بس خليني أروح أشوفها بالبداية
يامن: ننتظرچ.
اِلتفتت على الممر دمار واگف بنهايته ويباوع عليَّ بس اجت عيوني بعيونه أشر بحاجبه أتحرك ومشى متجه لباب الخروج الداخلي، تبعته على السريع كان يتجول رايح جاي بالجهة اليمين من الحديقة ايده خلف ظهره والايد الثانية بيها المسبحة يفرها بتوتر واضح!
دمار: وينچ من يومين؟ اِتصلت بيچ هواي وبكل مرة تجاوبني بيبيتچ موبايلها ناسيته
قدر: لأن ما رجعت للشقة من يومها بس أنتَ من وين حصلت رقمي؟!
دمار: أكيد من موبايل أمان ميحتاج لها سؤال، هسه المهم شنو صار وياچ؟
قدر: وأنتَ جاي مناك لهنا حتى تسأل شنو صار وياچ خو جماعتك موجودين وديوصوا لك الأخبار أول بأول، صدگ أني مو گلت لو مهما يصير لحد منكم يتدخل شو بس صارت الهوسة غاروا جماعتكم على الشقة.
دمار: يعني ترديهم يشوفون ديحرگون البنية ويظلون يتفرجون! بعدين لو ما همَ أنتِ شتريدين تسوين شو واحد لازم گلبه والثاني واگع على البنية والنار حاضنتهم زين أصلاً تدخلوا بالوقت المُناسب وإلا كان ماتوا موتة جماعية قبل لا توصل الاِسعاف
قدر: شكرًا عيني ما قصرتوا، الله وياك
درت وجهي دأمشي صاح.
- لحظة قدر
- خير؟
- أمان تعبان كلش، حرارته تصعد متنزل والمُسكن بعد ميشتغل وياه يخلص الليل بالألم.
- طبيعي لأن جرحه لازم يتنظف ب اِستمرار وأكيد محد منكم نظفه له لذلك اِلتهب وصعدت حرارته
- بس ما گلتِ نظفه وحتى لو گلتِ أني شمعرفني بهيچ سوالف
- اي مو أنتَ عقلك للعرض فقط متعرف تسخدمه غير بس بالسلاح والقتل
- مرت أخوية ما أگدر أرد عليچ لخاطر الغالي
- اگول دخيل الله أنتم شلون كنتم تتصرفون بالمصايب قبل لا يجي ذاك اليوم الأسود التعرفت بيه عليكم؟!
- عندنا دكتور خاص بس توفى قبل لنعرفچ بأسبوعين.
- حلو الظاهر ايدي بيده إن شاء الله
- اسم الله عليچ
- المطلوب دمار؟
- ضروري ناخذ من وقتچ شوية تجين تشوفيه ليصير له شي لا سامح الله بسبب هذا التأخير
- والأمة المخبوصة هنا شلون أخليها وأروح؟!
- أوعدچ متتأخرين
باوعت له بحيرة ومشيت متوجهة لغرفة رسول، يامن عنده أشرت له يگوم وطلعت.
- ها شفتيها؟
- عوفك من روح هسه، أني ضروري أرجع للشقة أسبح وأغير ملابسي صار لي يومين بيهن ضجت من نفسي
- حقچ يلا خليني أوصلچ.
- لا أبد يامن شلون نأمن نعوف روح وحدها مو تدري أبوها اليوم طلع من المستشفى وممكن على أي لحظة يجي لهنا وتصير الكارثة
- وشلون أخليچ ترحين وحدچ بهذا الليل!
- أدري يا حبيبي قابل طفلة گدامك وما أدري! ليش دتعقد الأمور وهيَّ بسيطة، يلا مد ايدك لجيبك وورق ما عندي كروة اجيت لهنا بطرگ الملابس
- صدگ چذب أصير لچ فلوس وهذه المحفظة أخذيها وروحي بس أول ما توصلين اِتصلي طمنيني
حچاها وحط محفظته ب يدي، باوعت له أضحك.
- صار تتدلل
أخذت مبلغ بسيط ورجعتها له، طلعت دمار دينتظرني بنفس المكان بس لمحني تقدمني بخطواته، مشينا مسافة صارت سيارة يحيى گدامي الظاهر جاي وياه
قدر: شلونك يحيى؟
يحيى: أهلاً دكتورة، بخير رحم الله والديچ
صعد دمار، سد باب الصدر وباوع على يحيى يحچي وياه بقصد تسميعي.
دمار: بالعافية عليك يحيى حصلت شلونك من مرت أخوك غيرك ما محصل غير بس الرزايل.
قدر: والله عاد كل من وقدره بعد ومثلما تعرف قدرك بين الناس تصنعه لنفسك بنفسك
يحيى: متگدر لها، نصيحة أسكت. حچاها يضحك
دمار: تحرك يلا أنا بيا حال والدفان يغمز لي
قدر: تنفگس عينه إن شاء الله قبل لا يفكر يغمز لك
ضحك بصوت عالي ونزل الجامة، سكتت همَ هماتين سكتوا وصلنا للشقة دخلت الغرفة قبلهم أمان من شدة التعب واِرتفاع الحرارة حتى لون بشرته متغير.
رفعت ايدي على جبينه اِنلسعت نار مو حرارة طبيعية ما ادري شلون جسمه متحملها!
جابوا لي المُستلزمات وباشرت ب عملية تغيير الضماد، جرحه ملتهب اِلتهاب حاد وهذا هوَ سبب تدهور حالته
بقيت عند راسه أسوي له كمادات 20 دقيقة وتوقفت، دمار يمي باوع لي مستغرب
- تعبتِ؟ أكمل عنچ.
- لا متعبت بس ميصير تستخدام الكمادات الباردة أكثر من عشرين دقيقة متواصلة لأن بهذه الطريقة أنتَ تضر المريض متفيده، لازم إذا اِستخدمتها عشرين دقيقة تتوقف عشرين دقيقة حتى الدورة الدموية تبقى تعمل بالشكل الصحيح، معلومة لازم الكل يعرفها
- وأني أگعد أسويها ساعة ساعتين حتى ايدي تتشنج
- هوَ نهاية أمان على ايدك منتهين من هالشي
حچيتها واِلتفتت ناحية أمان أضرب على وجناته بقوة.
- أمان فتح عيونك، أمان تسمعني فتح دنطمأن عليك
فتح بصعوبة ورجع غمض عينه بنفس اللحظة حتى ما لحگ يلمح منو موجود يمه.
- دمار لازم ننقله على المستشفى وضعه أبدًا مو تمام
- مستشفى؟ ما أعتقد يقبل
- مو بكيفه
- وأني ما أگدر أتصرف من كيفي، تعذريني دكتورة
- لتعاند، لازمه مُراقبة مُستمرة وأني مشغولة
- تفرغين روحچ علموده
- أحد گال لك أني أشتغل عندكم؟! اِنتبه على نفسك أنتَ وياه ترى كلش زودتوها
- مو أمر هذا طلب.
- حتى لو طلب مرفوض لأن وضعي ما يسمح هالفترة اظل رايحة جاية لهنا باليوم مرتين هوَ أني بيتي ما شايفته من غير عمل المصحة التراكم عليَّ
- وتعوفين رجلچ!
- أنتَ شبيك! شو عايش الجو كلش، هسه المهم عندي خل أخير إذا رفضته بعد ما لكم حجة عليَّ
- وهوَ؟
- ننقله للمصحة حتى تسهل عليَّ مُتابعة حالته يوميًا
- وبخصوص وضعه؟
- عادي نگول مجرد اِستبراد وبما أنه هوَ تحت إشراف دكتورة روح راح يصير تحت إشرافي هالفترة.
- وشلون لو اِنكشفت السالفة؟!
- داگول لك تحت إشرافي شنو قابل راح يجون حتى يفحصون جسمه وهوَ بغرفته كاميرات ماكو
صفن شوية بعدين رجع نظره على أمان باوع له بتعب
- ها شنو گلت؟
- مجبور أوافق
- تمام راجعة أني للشقة بس أكمل شغلي اتصل عليك تتحرك حتى اتلاگكم بالمصحة
- يحيى بالصالة يوصلچ لترحين وحدچ.
هزيت راسي وغادرت دأتوجه للصالة وقفتني خطواتي اِلتفتت أباوع للغرفة ثواني ورجعت ب اِتجاهها بعدني بالباب شفت دمار گاعد عند راسه ايديهم بيدين بعض ويمسح على شعره شوية ونصى يُقبل جبينه والخوف واضح على ملامحه، تحمحمت نهض مُباشرةً
- رجعت حتى اگول لك لتسوي له كمادات بعد
- اي مفهوم
- لتخاف ما بيه شي إن شاء الله، كلها يومين ويرجع يوگف على حيله إذا تعالج بصورة صحيحة.
حچيتها وغادرت ويا يحيى، وصلت للشقة بس دخلت تلگتني بيبي تسأل عن روح، طول هالفترة كانت تتصل على يامن تحچي وياية وتطمأن عليها بس مع ذلك ظل بالها مشغول ويانا أدري بيها مترتاح إلا تشوفني بعينها.
توجهت للغرفة سحبت الموبايل ما ظل واحد ممتصل طلعت الثاني من الجرار همْ متصلين هواي لدرجة اثنينهن مصفرات شحن، خليتهن يشحنن وفتت للحمام سبحت على السريع وطلعت سشورت شعري، قبل لا أغير ملابسي اِتصلت على أمان بلغته يتحركون
وصلت للمصحة قبلهم، اضطريت ابقى انتظرهم برة بس وصلوا دخلتهم من الباب الثانوي بعيدًا عن هوسة التفتيش، صعدوه يحيى راح ودمار ظل عنده
قدر: ها رجاء شلونها الدكتورة؟
رجاء: كانت بتتألم أوي اديتها المُسكن وبعدها نامت
قدر: تمام خليچ يمها بينما أشوف دكتور رسول وأرجع
طلعت متوجهة لغرفة رسول بعده يامن عنده، شرحت لهم مشكلة روح ب اِختصار ورجعت لها بسرعة
ساعة يمها يلا صحت تتأوه من شدة الألم.
- تحملي روح هانت وراح تگومين إن شاء الله بالسلامة
فتحت تباوع لي بملامح عبوسة.
- أبوية شلونه؟
- زين وطلع من المستشفى لتفكرين بيه فكري بروحچ.
- ما اگدر ما افكر بيه حتى تنازلت گدام الباشا عن كل حق إليَّ يمه وطلبت منهم ميستجوبوه
- القرار لچ تدخلي هنا مو صحيح
بعد أيام بدت حالتهم تتحسن، أمان تشافى جرحه من الإلتهاب وروح بعد لها يومين تغادر سرير المصحة
اليوم الصبح قبل كل شي توجهت لغرفة أمان، فتحت الباب بعده نايم تقدمت عليه فحصت حرارته زينة الحمد لله، صحته أمان تسمعني ما جاوب دأحسب الكرسي اِنطرق الباب ودخل دكتور رؤوف للغرفة
رؤوف: شنو بعده مريض؟!
قدر: يوم مو أكثر ويوگف على حيله، بدا يتحسن
أمان: مرتي
اِنصعقت من تصرفه، باوع لي المدير ب اِستغراب مديت كفي للخلف كتمت صوته بيه حاجزة وجهه عن انظار دكتور رؤوف بجسمي وحچيت بثباب.
قدر: فايروس قوي ديرفع حرارته ولهذا السبب يهذي بشكل مستمر، صار له كم يوم على هذه الحالة
رؤوف: زين ننقله للمستشفى؟ مو أحسن
قدر: لا ماكو داعي گلت لحضرتك يوم بالهواي ويگوم
رؤوف: الله يقويچ بنتي وعنده العافية إن شاء الله.
قدر: الله يسلمك دكتور
بس سد الباب طبع قُبلة على باطن كفي الموجود على حلگه، اِلتفتت بسرعة بعده مغمض عيونه سحبتها عنه ونطقت من بين أسناني.
- أمان گوم ولتتصرف هذه التصرفات، حرارتك نزلت يعني بعد ما لك حجة لتسوي روحك تهذي
فتح عيونه عود دايخ سودة عليَّ.
- أني وين؟
- بجهنم إن شاء الله
- غمز ب اِستفزاز: أگول ليش أحس أكو حرارة بصدري
- مبين صرت زين لأن رجعت لسوالف المُشاكسة
- صدگيني عمري ما شاكست غير وياچ.
- دگوم خل أشوف جرحك
عدل گعدته وبس اقتربت سحب كَفي حطه على گلبه
- شدتسوي!
- مو گلتِ گوم أشوف جرحك؟
- دور لي ظهرك أمان
- العفو بس مثلما تعرفين السقر يتيه عقله بحضورچ
- ليش أنتَ عندك عقل؟!
- لا أخذ مني موقف وغادرني من يوم ما قررت أرميه گلبي للنار بيدي
- تعبتني دور عاد
تنهد ونهض على حيله معطيني ظهره.
- أنتِ التعبتيني
جردته من تي شيرته وفتحت الضماد الحمد لله الجرح كلش تمام بس نظفته وتركته ميحتاج ضماد جديد.
- الحمد لله على سلامتك ويا ليت تگعد راحة لأن من يمي تعبت ولعبت نفسي
- وشنو الجابرچ تساعديني ما هددت هالمرة؟!
- باوعت له رافعة حاجبي.
- الاِنسانية مو
غمز لي يضحك ومرر سبابته على طرف شفتي العلوي
اِلتفتت دأغادر الغرفة وقفني صوته.
- وين شو ما گلتِ مسربت اشتاقيت أسمعها من حلگچ الحلو، مرتيييي...
- وجع وسم شگد غثيث
ويا ما ضحك طلعت وسديت الباب حيل: اي أستاذ أمان ألعب براحتك، حقك متدري شنو مضموم لك.
مَاذا يُخبَّئ القَدرُ لِ تِلكَ اليَتيمةْ؟
مَتى يَنتَهي المَخاضُ مَعَ الأوجاعِ وَيحينُ مَوعدُ وَلادَتها مِنْ جَديدٍ لِ تَنفَصلِ عَنْ حَبلِ المَشيمةْ؟
أينْ القَلوب الَتي تَحتَضِنُها وَمَنْ يَمدُها بِكُفوفِهِ الرَحيمةْ.
كَمْ وَتَنتَهي حِكايَتُها الأليمةْ؟ هَلْ يَشعرُ بِها مَنْ خَرَجَتْ مِنْ صُلبِهْ؟ هَلْ يُغدِقُ عَليها بِ حَنانِهِ وَحُبهْ؟ هَلْ يَتركُ صَوتَ العَقلِ ويَنصِتْ يَومًا لِ صَوتِ قَلبِهْ؟ أم إنَّ صَدرهُ مِنْ حَجَرْ، رُوحُهُ كَما الحَديدْ وَحضنُهُ وَادٍ مِنْ سَقَرْ، لَيسَ لَها مِنْ حِقدِهِ مِنْ مَفَرْ، فَ أينَ المُستَقَرْ؟ سَ تُخبِركمْ بِالإهانةْ، سَ تَرتَدي ثَوبَ الذُّلِ وَتَمدُ يَدَها طَالِبةً للاِستِعانةْ، مَنْ كَانَّتْ تُحَلِقُ كَ الفَراشَةِ سَ تَنزِلُ أرضًا ضَعيفَةٌ مُهانةْ، بَعدَ إنْ ألبَسوها ظُلمًا لِباسَ الخيانةْ.
سَ تَركَعْ لِمَنْ ظَنَتْهُ مُنقِذْ، فَ هَلْ يَمدُها بِيدِ العَونِ أمْ إنَّ بَعْضَ الظّنَّ إِثمٌ وَمِنْ غَيرِ رَحمَةٍ تَجدهُ عَنها بِ وَجهِهِ مُعرِضْ؟!
دَعُونا نُراقِبُ حِيرَتها بِعيونٍ شاخِصةْ وَقَلبٍ يَنبُضْ.
گاعدة بالصالة ويا بيبي ودكتور رؤوف وعيوني على باب الغرفة أترقبه خايفة، اِنفراده بروح أكبر غلط بس شسوي هذا كان طلبها وما گدرنا نعارض.
دقائق ورن الجرس، نهضت بسرعة فتحت الباب يامن ورسول سلموا بقلق واضح على نبرة صوتهم رديت عليهم السلام وسويت طريق بس دخلوا تقدم رسول على والده
رسول: شنو صار وياك يابة شبيه أبوها؟
رؤوف: من عرف بنته طلعت من المستشفى ورجعت لشقة قدر اتصل يطلب مني يقابلها جبته واجيت وهسه هوَ وياها بالغرفة من ربع ساعة تقريبًا
رسول: أدري ليش سمحتوا بهذا الشي متخافون يروح يسوي له سالفة مثل المرة الفاتت.
رؤوف: هوَ طلب وهيَّ وافقت شنريد نسوي قابل؟! بعدين لتخاف الوضع تغير ذيچ الجية كان دمه حامي أما هالجية الرجال مريض وحاير بوجعه
يامن: إن شاء الله خير ما طول هدوء يعني ديتناقش وياها بودية، ننتظر ونشوف.
گعدوا ويانا بالصالة، شوية واِرتفعت اصواتهم، نهضنا بوقت واحد تقدموا الشباب ديتوجهون للغرفة اِنفتح الباب وطلع والدها وضعه أبدًا مو تمام لازم گلبه ورغم الوجع الواضح على وجهه تجاوزنا يمشي سريع إلى أن وصل لباب الشقة فتحه وطلع بدون كلام
زهرة: يا يمة أبو رسول روح ألحگ الرجال گلبه تعبان ليموت بالطريق ومحد يحس بيه
رؤوف: رايح بس لحد يجي وراية
رافقته للباب بس طلع سديته ورجعت دأمشي بالصالة گال رسول.
رسول: روحي شوفيها بلكت تحچي شنو صار وياهم
يامن: وإذا تعبانة اتركي الموضوع لتضغطين عليها لأن بعدها مريضة والگاعد يصير فوگ طاقتها
زهرة: روحي بنيتي يلا ليش بعدچ واگفة
قدر: شوية بس خلوها ترتاح مدتسمعون صوت بچيها
بعدني ما تممت الجملة طلعت بحالة يرثى لها تجاوزت الكل متوجهة ناحية رسول بس وصلت يمه جثت على رُكبها لازمة رجله حيل ونصت على حذائه بذل حطت راسها عليه تنحب بصوت يخترق الأرواح قبل المسامع.
روح: تزوجني رسول أبوس رجلك تزوجني، حتى لو أعيش خدامة عندك حتى لو تتزوج عليَّ أو سنة سنتين وتطلگني بس تزوجني وخلصني من هذا العار...