رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثامن والثلاثون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثامن والثلاثون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثامن والثلاثون

عَيناكَ بَحرٌ مِنَ الأمواجِ تُغرِقُني
وَأنا فِي كُلّ لَيلةٍ مِنْ لَيالي المَنامِ قَبلَ المَنامِ
عِندَ الهُيامِ فِيها أتِيهْ.
دخلت بمرحلة من الصدمة ما أحرك ساكن! اِحتشدوا رِجال السكيورتي بالمكان ولمجرد ما حجبوا يحيى والبنية عن نظري صحيت وركضت باِتجاههم
تجاوزت الصفوف بشعور جدًا غريب إلى أن وصلت لهم البنية حاضنة نفسها بيدها ويحيى هوَ اللي صار ضحية الرمي الطائش!

نصيت عليه مرعوبة كان لازم كتفه اليمين ونظرة الألم واضحة بعيونه، قبل لا أتفحص شدة الإصابة تقدم أمان يسحب البنية من بيناتنا رادوا السكيورتي يتدخلون صرخ بيهم بحدة فرق صفوفهم المُحتشدة من خشية الغضب الظاهر بنبرة صوته، هنا جبرني أطلع من طوري
قدر: كافي شبيك اصحى لو مهما كانت مسوية البنية تبقى حياة صديقك أهم من كل شي لو اِنعميت؟!

بس حچيتها نصى على يحيى، بعد كف ايده عن الكتف المُصاب وضغط على الجرح بحركة تؤكد مدى خبرته بمجال الطب رغم تنافر الإختصاص وأكيد هذا الشي نتج عن كُثرة المشاكل اليقحم بيها نفسه يوميًا هوَ وجماعته لدرجة أصبح تلقي أجسادهم للرصاص مثل تلقيها لشرب الماء مُتناسين لعنة القدر إذا خان وغدر
أمان: اِصابته سطحية عالجيه بسرعة.
قدر: لا والله! إذا منتبه حضرتك ظاهرًا گاعد تأمرني وأني بالواقع أبدًا ما أشتغل عند الخلفك.

مُباشرةً ومن غير جِدال رفع نظره على السكيورتي من صدمة الموقف وغرابته ظلوا صافنين بوجهي شلون اتجرأ وأخاطب صاحبهم بهذه الطريقة، ترك يحيى ونهض باِتجاهي وقف أمامي ضد بضد وبنبرة جدًا خافته وجه كلامه بصيغة التهديد مثلما عودني دائمًا
أمان: عالجيه وسدي حلگچ لتدفعين ثمن الكلام غالي
قدر: ما أعالجه أريد أدوس على ضميري حتى أدفعك ثمن التهديد غالي وشوفني شنو راح تسوي يا بطل.

اِستداريت للمُغادرة شد قبضته على زندي بقوة رجعت باوعت له اتصنع الثبات بمحاولة مني لإخفاء الألم، توه نصى على مسامعي الغضب واضح بتسارُع أنفاسه ديكرر التهديد طلعت الحجية بصُراخها بعدته عني.

گعدت يم ابنها تنوح وتولول، عمت الضجة أمام القصر وظهر التعب على ملامح الحجية من شدة الذعُر على ابنها رادت تموت بمكانها، ضميري ما سمح لي أتركهم وهمَ بهذه الحالة اِلتفتت على أمان مجرد ما هزيت له راسي بالموافقة أمرهم يحملوه للداخل، تبعناهم بسرعة أخذوه الشباب لبيت صغير يجوار القصر من الجانب الأمامي عرفته بيتهم، دخلنا سوى نوموه بسريره وراح واحد منهم جاب لي المُستلزمات على السريع، اِلتفتت للخلف أريد أطلب من أمان يساعدني نجرده القميص اِنصدمت بعدم وجوده ماخذ البنية ورايح! أني هم طلبت من الكل يطلع اكتفيت بوجود شخص واحد يقدم لي المُساعدة وقت الحاجة، فتحت أزرار القميص وأشرت له يرفعه توني منزعته أكمام الذراع المُصابة دخلت مريم تصرخ ما أحس إلا دفعتي حيل ولأن ما مستعدة للحركة وتوازني ما كان ثابت رجعت للخلف اِنضرب ظهري بالميز، بقيت صافنة عليها صاحية هذه!

نصت على صدره تبچي وتنوح حتى دموعها نهائيًا ما گاعد أحسها حقيقية، فجأة رفعت نظرها على الحجية
مريم: منو هذا الضربه يا ساقط الله يشل ايده كون
قدر: أمان.
اِلتفتت خزرتني بعصبية ورجعت حضنت أخوها نصيت دفعتها عنه بحركة قوية شو هذه هجمت عليَّ!
قدر: دوخري شبيچ أنتِ مريضة مو أريد أعالجه
مريم: خليه يموت ولا تعالجيه أنتِ
قدر: لا صدگ مريضة!

الحجية: لچ صخمانة مو شفتِ أمان راح اجيتِ لهنانة متسبعة ولسانچ مترين أطلعي من الغرفة قبل لا أروح أصيح له وتعرفين الباقي
سحبتها من ايدها طلعتها من المكان غصب، اِستقرار الرصاصة بلوح الكتف كان جدًا سطحي لكن اللي خلاه يفقد الوعي ضربه بالرأس تلاقها نتيجة السقوط المُفاجئ بعد التصويب تفادى مخاطرها بالنزف الشديد.

تممت علاجه وغادرت الغرفة بعدما تأكدت من اِستقرار حالته الصحية، الحجية ظلت تتشكرني بعدين لزمت بيَّ ما أطلع من بيتها بدون ضيافة، ما حبيت أخجلها گعدت بالصالة وهيَّ راحت للمطبخ توها رجعت بيدها گلاص الماي طلعت مريم من إحدى الغُرف تباوع لي مُقرفة من وجودي، تجاهلته مركزة ويا الحجية فرصة اجت لحد رجلي ولازم أستغلها
الحجية: ينطيچ العافية يا يمة أفضالچ وصلت لراسنا ما أعرف شنو اللي لازم أسويه حتى أگدر أجازيچ.

قدر: كلمتچ كافية ممنتظرة منچ لا شُكر ولا رد جميل
الحجية: متغدية؟
القرآن عليچ احچي بنيتي لا تخجلين أني أمچ
قدر: رحم الله والديچ متغدية
رفعت راسي مريم تريد تاكلني بعيونها شكلها باقية ما منها روحة وأني ما عندي وقت أكثر من هذا أضيعه يمهم لذلك صار لازم أحصل أجوبه لكُل اسئلتي حتى وأن كان وجودها يُعتبر مؤشر خطر يهدد سَكينة عملي
قدر: اگول خالة هذه البنية البسببها اِنضرب يحيى منو تكون، بنتچ الثانية؟

مريم: وأنتِ شكو؟
شدخل أمچ بينا وبحياتنا وبمشاكلنا؟
شنو شايفة نفسچ حتى تتجرأين وتسألين هالسؤال؟
وبأي حق تصيرين حشرية؟
الحجية: يا صلفة الصلفات على هذا اللسان!
نهضت من يمي بسرعة سحبتها باِتجاه المطبخ دقائق ورجعت وحدها تعتذر، جاملتها بالاِبتسامة المُصطنعة ومشيت الموضوع عادي المُهم أحقق مُبتغاي.
الحجية: يمة أمانة الله لا تاخذين على خاطرچ بسبب حچايات هالرعنة أعتبريها مسودنة من التعالجيهم
قدر: تعرفين عملي؟!

الحجية: هااا يعني اي سمعت يگولون هيچ، المُهم أنتِ لا تزعلين بنتي مسودنة حالها من حالهم
قدر: بس خالة ذولة مجرد مرضى الحياة قست وياهم إلى أن وصلتهم للمصحة وإن شاء الله راح يجي يوم ويتعافون يعني ميصير نگول عنهم هالكلمة غير اللائقة وأكيد حضرتچ أكبر وأفهم مني بس خانچ التعبير مثلما يخوني ويخون غيري بالنهاية احنا نظل بشر والبشر خَطاء محد من عندنا معصوم من الغلط.

الحجية: خجلتيني والله بس أني ما أعرف هيچ دومي أسميهم وإن شاء الله ما تنعاد اعذريني
قدر: لتعتذرين خالتي أني الاعتذر بس حبيت أنبهچ، اي هسه ما گلتِ لي منو هذه البنية؟
بعدني محاچيتها حسيت الحرارة سمطت بطني قفزت من مكاني مريم جايبة گلاص چاي مو اِستكان وسكبته بتعمد واضح على جسمي، بعدت ملابسي أهوي المنطقة ركضت الحجية جابت لي معجون أسنان ورجعت رفعت القميص تدهن مكان الحرق!

مريم: أووو اسفة ما أدري شلون وگع من ايدي دايخة ومشغول بالي ويا يحيى اعتذر منچ حبيبتي
الحجية: أدري أكو واحد يضيف خطاره گلاص چاي!
أنتِ الله من خلقچ حط براسچ عقل لو نعل؟
قدر: ما صار شي خالة عادي وتسلم ايديچ المعجون برد الحرق والحمد لله اختفى الألم
باوعت لمريم بتحدي ووجهت السؤال للحجيه.
قدر: اي خلينا نكمل وين كنا بلا؟ ها سألتچ عن البنية البسببها تصوب يحيى بنتچ مو صح؟
الحجية: لا يمة هذه أخته لأمان.

قدر: أخته ويريد يقتلها؟
الحجية: خليها سكتة بنيتي الله بلاه بيها مثلما بلاني بهذه الصلفة الواگفة گدامچ
مريم: لتحچين عليها گدام الغريب بعدين شسوت هاا لو أنتم تموتون على البشر اليصير مكفخة لايدكم!
الحجية: فوتي لغرفتچ يا مريم ولا تطلعين سواديني عليچ بهالساعة ترى وصلت حدها هااا
مريم: أمرچ ست جميلة، رايحة وعود خلي هالبيضة تفيدچ من البياض سمها واضح بعروگها عوذة
قدر: بيضة ولا سودة من الداخل شي أهون من شي.

مريم: اگول ما تاكلين
قدر: اسفة ما اشتهيچ.
الحجية: عزا العزاني بس خل يگعد أخوچ اصبري عليَّ
مريم: ترى يمة هيَّ البدت شصار يعني هوَ گلاص چاي بالغلط انكب عليها شدعوة هيچ حقدها سحل كرامتها وظلت تسأل عن حياتنا رغم كل شي صار بس حتى تعاندني هالعديمة الكرامة والإحساس.

قدر: كرامتي تسحل ما تنسحل وعندي منها خير من الله بحيث الفائض دأحاول أوزعه على الجيران خطية كرامتهم تحت الصفر وعزة نفسهم نايمة بالبالوعة ولسه ما لگت واحد ينتشلها، تحتاجون مني مساعدة؟
مريم: ساعدي كرامتچ أول ساحلة نفسچ على أمان وهوَ يا حرام حتى ممعبرچ، حبيبتي تموتين ومتصيرين عروس لهذا القصر مشي ايدچ لله ولا تمشيها للسقر.

قدر: وهذا يا عاقل يعوف أرض الله الواسعة ويطب بمستنق القذارة، ترى مو كُل الناس مثلچ عيوني أنتِ
الحجية: امشي گدامي ولچ
دفعتها حيل دخلتها بالغرفة ورجعت لي.
الحجية: اعذرينا يمة هذه من حرگة گلبها بعد متعرف شتگول من خسرته يلا فطنت لروحها بنت الغبرة
قدر: حشاچ حجية بس ولو يعتبر فضول مني ممكن أعرف شنو سبب اِنفصالهم؟

الحجية: مشاكل بنيتي لها أول ما لها تالي مريم عقلها صغير وذاك واعي وعقله يوزن بلد ما تراهموا ظلوا هيچ بس يتناگرون تالي انتظرها تجيب وطلگها
قدر: وأنتِ ويحيى عادي عندكم؟!
الحجية: لعد الله يرضاها يعيش حياته بجحيم علمود يرضينا همْ ما ترهم
قدر: ما أدري بس أبد ما أشوفه سبب كافي للإنفصال خصوصًا مريم بعدها صغيره لو متعبين نفسكم وياها أكيد تنصلح الطلاق مو حل وبيناتهم طفل
الحجية: بنتي وأعرفها ما تنصلح هيَّ گوة.

باوعت لها بتعجُب وسحبت گلاص الماي من الطاولة.
الحجية: ترى هوَ ما يحبها ولا حبها، هيچ أخذها على حسابنا لا تفكرين بيوم يرجع لها حتى لو علمود أبنه
قدر: خالة ليش گاعد تبرري لي؟!
الحجية: يعني شفتچ سألتِ گلت أكمل لچ السالفة
قدر: تعرفين شي أنتِ؟
الحجية: هاا لا يمة ما أعرف، شنو أعرف يعني؟ قابل شكو حتى أعرفه، شوفي لهيتيني بالحچي ونسيت أضيفچ اليوم أبد حظي ما گاعد وياچ.

قدر: متقصرين خالة بس لازم أروح واترجاچ لتصرين عليَّ بالنهاية احنا صرنا جيران والجايات هواية
الحجية: على راحتچ حبيبة بس أمانة طمني لي گلبي يحيى بخير خو ما عليه شر لا سامح الله
قدر: مثل الورد بس اليوم ويوگف على حيله صدگيني
الحجية: الله يبشر گلبچ من بشاير الجنة بحق الحبيب محمد ويحفظچ لشبابچ مثلما حفظتِ لي وليدي
قدر: الحافظ رب العالمين أني مجرد وسيلة لا أكثر.

ربتت على كتفها ومشيت وصلنا للباب وهيَّ تتشكرني تعبت من المُجاملة وما تعبت من الشُكر، سلمت عليها للمرة الأخيرة وغادرت توني وصلت للواجهة الأمامية للقصر صار أمان بوجهي قاصد بيت يحيى من شافني غير خطواته متقدم باِتجاهي
أول ما وصل ووگف بمواجهتي سحبته بحركة مُباغته من جوانب سترته على جسمي اِتحدنا بالخطوات وبكُل ثقة لمست تفاحة آدم البرقبته باِبهامي ضاغطتها بقوة اِنجبر وياها يبلع ريقه بوضوح من شدة الإختناق.

قدر: إذا هددتني مرة ثانية أشلع لك هالتفاحة وآكلها بأسناني گدام عيونك هيَّ ونَية
أمان: نزلي ايدچ المكان كُله كاميرات
قدر: لتهدد بعد، تعرف كلش زين قدر من دون تهديد اِنسانيتها تحكمها لمساعدة الغير حتى وإن كانوا مجرمين أمثالكم
أمان: ايدچ الكاميرات.
قدر: ليش حبيبي؟ خايف من البابا لو من الماما أو لا يمكن خايف من السعلوة الببيت يحيى لتثور وتفترسك، مثلما تعرف هيَّ إختصاصها ترهيب الأطفال
أمان: يحيى شلون صار؟

نزلت ايدي منه وابتعدت خطوتين أباوع له باِنزعاج.
قدر: كلش حضرتك مهتم لحياة يحيى أو غيره
أمان: جاوبي على قدر السؤال ولتتعبيني.

قدر: أنتَ شنو من بشر مو راح تجنني! بس گول لي لخاطر الله شلون دتفكر وأي حكم يحكُم تصرفاتك؟ زين أحسب وياية كم مرة تصوبتوا لحد الآن؟ يعني أنتَ تعتقد كُل مرة الأصابة راح تعدي سلامات وإذا صار وما عدت على خير شنو راح تگولون لنفسكم لو مات واحد منكم؟ أنتَ أو دمار أو يحيى شنو راح يكون موقفكم ساعة التخسرون واحد من مجموعتكم؟ أصحى أمان لخاطر الكائنات أصحى قبل ليفوت الأوان لتخلي هالجنون يقودك ويقودهم نحو التهلكة ولازم تعرف عمر السلاح ما كان بيوم حل للمشاكل ألمن الله انطاك عقل إذا كلما عصبت ترفع سلاحك؟!

أمان: يحيى، شلونه، هسه؟
قدر: مممم معناها الحچي ويا حضرة جنابك عبث
اِلتفتت دأغادر رجعت باوعت له اتسائل بنترة.
قدر: أبنك شلون؟ صار موعد علاجه
صفن بوجهي ملتزم الصمت تركته ومشيت، خل يحير بنفسه من اليوم ورايح بالنسبة إلى صبري صَفر
وصلت للشقة بيبي بالحمام تسبح توني مغيرة ملابسي رن الجرس رحت فتحت الباب أمان ناولني سَقاء باِستعجال وخله وراح الظاهر المُشكلة بقصرهم مُعقدة.

خلص المُغذي وما رجع عليه، الطفل من المرض خامل كلش مخلصها بس نوم، للمغرب بعث واحد من الشباب ياخذه اِتصلت على أمان حتى اتأكد إذا كان من طرفه فعلاً أو لا يلا سلمته له، للثنتين الفجر رجع جابه
نومه على التخم وظل يمه ما راح، شديت له المُغذي ودخلت للغرفة جبت غطا غطيته بيه دأعدل نومته وجهت سؤال لأمان بدون ما أرفع نظري عليه
قدر: حليت مُشكلة أختك؟

هدوء جدًا رهيب، رفعت راسي صافن بوجهي ويحرك شفته باِمتعاض دلالة على اِنزعاجه من سؤالي
قدر: والله محد ضربك على ايدك وجبرك أن تدخلني لحياتك، دخلتني تحمل مو بس وقت حاجتك تجيني
بس حچيتها قفز من مكانه نابت أطراف أصابعه بفكي والشر يتطاير من نظرة عيونه، دفعت ايده حيل رجع ثبتها حول عنقي مشدد قبضته عليه بقوة
أمان: قدر باشا، طلعي آل الثابت من راسچ قبل لتطلع روحچ من الدنيا، نصيحة هذه والنصيحة واجبة.

ثبتت كفي أعلى كفه ونظراتي تتأمل عيونه فجأة أرخى قبضته صافن بملامحي ثواني وابتعد معطيني ظهره تنفست بعمق وتحركت خطوتين للأمام رجعت واجهته
قدر: من شنو دتتهرب سقر؟ خايف لا أعرف حقيقتكم عن قُرب وتصير حياتكم لقدر كتاب مفتوح تتصفح أوراقه شوكت متحب ووين متقرر؟
لوو...
رفعت ايدي على قميصه تلمست يسار صدره برفق.

قدر: لو هذا بدا ينبض بالوقت الكنت بيه ماخذ الأمور بمزح فَ صرت تتهرب من نفسك بنفسك في سبيل متواجه الحقيقة وأنتَ تعرف بحياة أمان ماكو حقيقة غير قدر
أمان: البارحة العصر إذا تذكرين شبهتيني بالطفل وأنتِ كنتِ لعبة بيد هذا الطفل مجرد ما شعر بالإشباع منها قرر يرميها لياخذچ الغرور وتتصورين نفسچ محور حياتي، السقر محور حياته نفسه وأبنه أما البقية ميتعدى واحدهم كونه عابر سبيل يمر عليها مرور الكِرام.

قدر: وهسه المفروض عليَّ أصدگ كلامك
أمان: أحسن متصدگين أوهامچ.
قدر: ليش شنو الفرق بين كلامك والوهم؟!
أمان: الفرق بيني وبينچ
قدر: معناها اِستعد للهزيمة لأن الحقيقة دائمًا مُنتصرة
بس حچيتها تقدم خطوة وحدة فتح عقدة الروب ومد ايده من تحت البجامة تلمس منطقة البطن بالكامل بعدها ثبت كفه على خُصري ساحبني عليه ينظر بمكر
أمان: تعالي للغرفة أقدم لچ الترديه مني حتى تطلعين سقر وعائلته من راسچ مُقابل هذه الليلة.

رفعت ايدي بعصبية ضربته كف من قوة أثره فز سَقاء
قدر: أطلع برة شقتي حيوان
لزم وجهه يباوع لعيوني بنظرة الغضب سيدها، مشيت بسرعة فتحت باب الشقة وأشرت له يطلع باوع لأبنه ورجع نظره عليَّ نصى بحركة سريعة أخذ أغراضه من التخم وتقدم باِتجاهي من وصل للباب سحبه من ايدي غلقه بقوة بعدما غادر، طلعت بيبي من غرفتها مرعوبة
زهرة: شكو شنو هذا الصوت؟!
قدر: ردت أسد الباب فلت من ايدي لأن دايخة، اسفة.

تقدمت علينا رافعة حاجبها بعدم قناعة، مجرد ما لمحت سَقاء نايم على التخم باوعت لي الشك بنظراتها
زهرة: أبو الطفل توه راح؟
قدر: اي.
زهرة: شنو اللي بينچ وبينه احچي بسرعة
قدر: يا بيبي وشنو راح يكون بيناتنا صدگ تحچين!
زهرة: شفتينا سود عبالچ هنود؟! ترى بيبيتچ مو غبية قدر بس أني ما احچي واحساب إلا بعدما اتأكد
قدر: ما طول گعدتِ أروح أنام شوية وراية دوام عود قبل الثلاثة بدقائق گعديني الطفل عنده مُغذي ثاني.

حچيتها ودخلت لغرفتي بسرعة اتهرب من عيونها، من گعدت همْ رجعت تحقق وأني اتهرب للصبح وهيَّ على هذه الحالة بيبتي واعرفها ما راح تغض نظر عن الموضوع إلا تعرف الحقيقة حتى وإن كانت ناقصة.

قريب السبعة وربع غيرت ملابسي بعدما فتحت ريگي بلگمة وطلعت للصالة بعدني بباب الغرفة لمحت سَقاء يتحرك تقدمت بسرعة لگيته گاعد ومستغرب المكان بس شافني صار يبچي اِفتريت باِستعجال گنبصت يمه حاضنته لصدري رفع ايده مُباشرةً يبادلني الحضن
سَقاء: ليش أني هنا وين راح بابا؟
قدر: شوية ويجي لتبچي أنتَ مو تحبني ليش تخاف من وجودك ببيتي؟ يلا دگوم حتى نغسل وجهنا
سَقاء: البارحة تعاركتوا بالحلم أني شفتكم.

قدر: عادي حلم لتخلي ببالك
سَقاء: لتتعاركين وياه مثل ماما مريم حتى لو بالحلم
اِبتسمت أمسح وجناته بأطراف أصابعي، بعدت الغطا عنه راد يگوم ما گدر التعب ماخذ حيله، حملته داخل حضني متوجهة بيه للمغاسل غسلت له ورجعنا للصالة دأنشف بوجهه رن الجرس نزلت المنشفة على ايده ونهضت بسرعة فتحت الباب دمار جاي علمود ياخذه
قدر: إذا بيتكم بعده هوسة خليه عندي هنا أحسن له
دمار: لا أخذه حضريه بلا زحمة عليچ.

قدر: شو أنتَ الثاني همْ مگلوب على البطانة خير؟!
دمار: ما أعتقد حچيت شي غلط
قدر: مو إلا تحچي صرت حافظتكم كلش زين
سَقاء: عمو همْ زين اجيت
باوع لي يطلب إذن الدخول بنظراته ابتعدت عن الباب أسوي له طريق فات بسرعة حمل سَقاء بحضنه، طلعت بيبي بينما سلمت عليه جهزت له أغراضه بس حطيتهن بيده خله وراح، غريب الگاعد يصير ويا هالإثنين!

وصلت للمصحة، نزلت مجموعتي للحديقة وباشرت الجلسة وياهم عِناق وشغف كانوا بحالة مُستقرة نوعًا ما لكن ميلاف نهائيًا ما كانت بوضعها الطبيعي شاردة بفكرها وعيونها مغرغرة بالدموع تباوع لأشجار الحديقة وتهز رجلها بتوتر وإذا وجهت لها سؤال تكتفي بالإيماء حتى وإن كان جواب سؤالي يتطلب الحديث.

نهيت الجلسة وهيَّ على نفس الشرود، رحت صحت لإحدى الموظفات تبقى يمهم ورجعت لگيت شغف منزوية ترسم كالعادة وعِناق تحرث بالأرض أما ميلاف ممتحركة خطوة من مكانها، تقدمت عيوني عليها وجهت السؤال للجميع قاصدة تسميعها هيَّ بالذات
قدر: رايحة أشوف أجود أحد يحب يرافقني لزيارته؟
تجاهلت كلامي باِستمرار النظر لحركة الأشجار، رجعت كررت السؤال عِناق وشغف هزن راسهن بالرفض وهيَّ بقت على نفس الهدوء تقدمت وگفت أمامها.

قدر: ليش لسه گاعدة ما ناوية تجين وياية تشوفيه؟
ميلاف: لا.
قدر: زين حابة أوصل له كلمة منچ؟
ميلاف: لا.
قدر: تمام على راحتچ
تركتهم متوجهة لغرفة أجود طرقت الباب ودخلت كان متمدد بس شافني نهض صحته متحسنة بشكل ملحوظ معناها هوَ تعمد يظل بغرفته حتى لا يواجهها
دخلت سلمت عليه رد السلام وعيونه على الباب منتظر دخولها، اِبتسمت وسديته قاطعة ب هالحركة أمله
قدر: لتدور عليها ما اجت بعدها تعبانة
أجود: سلامتها.

تحركت مسافة سحبت الكرسي وگعدت على الطاولة، نهض مُباشرةً گعد مقابيلي يقدم لي كاسة الماي، أخذته منه مُمتنة شربت شوية ونزلتها من ايدي
قدر: لحد الآن ما گدرت أعرف سبب اِنهيار ميلاف
أجود: بس أني عرفت.
باوعت له بتعجب رفع كاسة الماي شرب والتوتر واضح على ملامحه لدرجة ملابسه تبللت بدون شعور
قدر: احچي شنو العرفته؟

أجود: ميلاف كانت راسمة صورة مختلفة عني ببالها صورة مشرفة غير عن صورتي الحقيقية لذلك أول ما عرفتني كريم النسب اِنصدمت وقررت تاخذ موقف نهائي مني وتبتعد مثلما شفتِ بعيونچ
قدر: لا مو معقول المثلكم شاف ما شاف من هالحياة مُستحيل يفكر بهذه الطريقة السطحية!
أجود: هذا هوَ التفسير الوحيد لردة فعلها بعدما سمعت الحقيقة من لساني
قدر: تمام أني راح أحچي وياها وأحاول...

أجود: لا دكتورة اترجاچ تسدين الموضوع ومتجيببن سيرتي گدامها بعد اليوم أما إذا احتاجيتِ وجودنا بمكان واحد للعلاج عادي ماكو مانع بس بلغيني قبلها
قدر: أجود ميلاف مُستحيل تفكر...
أجود: ميلاف وغيرها من البشر مو فقط جنس البنات ميفكرون بأمثالي غير بهذه الطريقة (ابن الحرام بمجتمعاتنا العربية ميعاشر غير أمثاله من ولد الحرام)
قدر: اسمعني أنتَ هسه...
أجود: محتاج أبقى وحدي إذا ممكن.

باوعت عليه بنظرة حادة أتصنع بيها فَن اللامُبالاة بس من الداخل ما گاعد أحس اِتجاهه غير بالشفَقة.

تركته بدون نقاش متوجهة لمجموعة روح كملت وياهم جلساتي وطلعت للحديقة عِناق كانت مميلة راسها على كتف ميلاف وعيونهن سارحة تتأمل حركة الموجودين أما شغف مثلما تركتها مشغولة بالرسم، تعبت من كُثر الكلام نزعت السترة علقتها بالشجرة وجلست على المصطبة المُجاورة لمصطبة شغف أخذ قسط من الراحة، فجأة سمعت صوت غريب اِلتفتت ويا مصدر الصوت شغف دتشخبط بعصبية واضحة داخل دفتر الرسم وعيونها للأمام باوعت بفضول يامن واگف ويا مِنة قريب مجموعته يضحكون وهيَّ تراقب الموقف عن كثب وعلامات الاِنزعاج واضحة على ملامحها المحمرة من شدة هيجان نار الغيرة!

نهضت أضحك وگفت أمامها من لمحت ظلي توقفت عن الحركة رافعة راسها تباوع لي باِرتباك.
قدر: شنو دتسوين سُكرتي؟!
شغف: (أحاول أخشن لبة القلم شوية لأن كلش ناعمة)
قدر: اي مو بس خشنت اختفت من هالشخابيط
نصت على القلم فعلاً اللبة كانت منتهية رجعت باوعت لي الحيرة بعيونها وكتبت العبارة بملل بحيث مو ذاك خطها الحلو المعودتني عليه دائمًا
شغف: (ما أدري شبيَّ ايدي ما گاعد تاخذ على الرسم)
قدر: اي روحي له.
شغف: (منو؟! ).

قدر: دكتور يامن صيحي لي إياه أريده بموضوع خاص بس تعبانة وما بيَّ أمشي خطوة وحدة من مكاني
بس حچيتها رمت الدفتر من ايدها ونهضت تهز راسها بفرحة، مشت خطوتين فجأة رجعت بعدما اِستوعبت الموضوع رفعت الدفتر كتبت العبارة التريد تخاطبه بيها قبل لتروح وقدمت لي القلم تمشي بحركة سريعة لو عندها أجنحة كان ممكن تطير حتى توصل له بصورة أسرع وتقطع خلوته ويا دكتورة مِنة.

ظلت عيوني تراقب خطواتها وصلت بعدهم مستمرين بالحديث من شافها اِلتفت مستغرب رفعت الدفتر أمامه بس قرأ العِبارة باوع لي من بعيد بتساؤل أشرت له بعيوني يعني تعال استأذن من مِنة واجى برفقة شغف سلمتها القلم وأخذته مسافة عنهم أتناقش وياه بموضوع أجود هيَّ همْ اِستغلت الموقف ورجعت للرسم بعدما ارتاحت من الغيرة وصار يامن قريب منها بخطواته بحيث سهلت عليها مُهمة التركيز على ملامحه أكثر من السابق.

صار موعد اِستراحة الغدا رجعناهم لغرفهم والدكاترة أيضًا راحوا يتغدون بس أني بقيت عند ميلاف انتظرتها تاكل ومجرد ما خلصت وغسلت وجهها گعدتها على الكرسي أمشط شعرها وأستغل الفرصة حتى أفتح وياها الموضوع بلكت تتأثر وتقرر تحچي لي
قدر: ميلاف شلون تقيمين الإنسان الگدامچ بالوقت الحالي بعد كُل شي عشتيه من تجارب الحياة؟
ميلاف: يهمني يكون داخله نظيف وبس.

قدر: زين بالنسبة للجمال المادة الصيت العائلة كُل ذني وين من تقييمچ؟
ميلاف: مو مُهمات بالنسبة إلي
قدر: أجود معتقد تدهور حالتچ خلال هاليومين بسبب اللي عرفتيه عنه حتى گال هذه الجملة بالنص ميلاف وغيرها من البشر مو بس البنات ميفكرون بأمثالي غير بهذه الطريقة ابن الحرام بمجتمعاتنا العربية ميصير يعاشر غير أمثاله من ولد الحرام
ميلاف: لا لا والله أني مو هيچ فكرت
قدر: لعد؟

اِستدارت تنظر لي بحيرة ثواني ونهضت من الكرسي متوجهة للسرير تغطت بالكامل تحاول تنهزم من الكلام
تركتها وطلعت، تغديت وأخذت ريست بالنصف ساعة وراها رجعت اطمأن عليها طرقت باب الغرفة ودخلت مموجودة؟ توجهت لغرفة عِناق نايمة وحدها، صفنت ويا نفسي معقولة سوتها وراحت له!

صعدت بسرعة وصلت للطابق من بداية الممر لمحت باب غرفة أجود مردود، بس اِقتربت وضحت أصوات نحيبها دفعت الباب ودخلت باِستعجال گاعدين على السرير ماخذة راسه لحضنها وأصابعها متخللة بين خُصل شعره أما هوَ منزل ايده للأسف مكتفي بالحضن من طرف واحد ومنهارين بصورة مُعاكسة هوَ بالخفية وهيَّ بالعلن، الوجع الكان بصوت بُكاؤها حروف اللغة العربية أجمع تقف عاجزة أمام وصف حرارته!

تحمحمت حسوا على وجودي نهض من جلسته بسرعة معطيني ظهره يحاول يخفي ضعفه بهذه الحركة، سحبت ميلاف الكلينس مسحت دموعها وقدمت له وحدة أخذها يمسح بوجهه وراها اِلتفت يسعى لرسم الجدية على ملامحه المُرهقة من شدة البُكاء
ميلاف: أني رايحة.
قدر: انتظري هسه نطلع سوى
ميلاف: ميحتاج أندل الطريق وحدي.

حچتها وغادرت الغرفة، سديت الباب متقدمة باِتجاه أجود وجهت له السؤال وكُلي أمل على أنهُ گدر يعرف لي شي يخص حياة ميلاف المجهولة
أجود: لا ما حچت لي شي عن حياتها، الحديث الدار بيناتنا اِقتصر على والدتي وبس
قدر: وهالشي كافي حتى يخليها تنهار بهذه الطريقة؟
أجود: هيَّ اِنهارت من لحظة ما دخلت لغرفتي ونطقت الإعتذار يعني تگدرين تگولين موضوع والدتي ساعدها تنهار أكثر وهيَّ الطلبت تعرف قصتي وياها.

قدر: المُهم توضح لك موقف ميلاف من مسألة نسبك
حرك راسه بالإيجاب غادرت مُباشرةً، بعد مرحت يمها هيَّ لو حابة تتكلم ما أصرت ترجع للغرفة وحدها.

للعصر اِنتظرت أمان يجيب لي ابنه، ساعة ومحد من عندهم بَين الظاهر أخذته العزة بالنفس وشاف البديل، غيرت ملابسي وطلعت للهيئة اجاني اِتصال منهم يخص قضية غريب، رجعت للشقة سألت بيبي عن سَقاء إذا أحد جابه لهنا أو لا گالت ماكو، لليل همْ نفس الحالة عرفت أتخذ القرار النهائي وما راح يجيبه بعد.

ثاني يوم عيد ميلاد يامن، نهاية الدوام سلمتني شغف الهدية ويا ورقة محلفتنني بيها ما أشوف الرسمة إلا بعدما هوَ يشوفها، طلعت من المصحة غلفتها من دون ما انظر لمحتواها واِشتريت لوازم الحفلة، رجعت للشقة رتبت الصالة ودخلت سبحت اتصلت عليه بعدما صليت أحاول عود أسوي له surprise
قدر: يماني يلا جيب أهلك وتعال فورًا بيبي عازمتكم على العشا.

يامن: اي وأني أدخل للشقة الگى كُل الضويات مطفية فجأة يشتغلن والكيك والشموع والزينة تارسة الصالة وأسوي روحي مصدوم وما أدري اليوم عيد ميلادي على أساس يعني صايبني الزهايمر، خل يولن بابا صارن قديمات وميعبرن على يامن جددي بلوة عمري
قدر: شدعوة عود ذكي بتبذير
يامن: أنتِ القديمة بتبذير عقلج رافض التجديد أبد مو ذاك الأولي عين وصابتچ على حچاية الوالدة.

قدر: وفر هالكلام هسه من تستلم الهدية عود راويني عضلاتك أريد أشوف بأي عين تباوع لي بعد
يامن: يعني راح انصدم وأخيرًا؟
قدر: وشلون صدمة تلوگ لهذا الوجه الحلو من صدقة لوجهك، يلا عاد فضني متحمسة تشوف الهدية والله
يامن: أنتَ تأمر يا معلم.

بس سد الخط اتصلت على رسول طلبت منه يجيب روح ويجي على الواهس حتى يغيرون جو شوية بلكي هيچ تتحسن نفسيتها وفعلاً اجوي قبل بيت عمو سَلمان لأن شقتهم قريبة، للتسعة رن الجرس كُل سنة متعودة أطفي الضويات ويلگى كل شي جاهز بالصالة هالسنة عناد بيه غيرت الخُطة وخليت العشا على ميز الطعام بدل الكيك، دخل مستغرب المنظر بس سلموا اِجتمعنا على الميز طول ما احنا ناكل هوَ يباوع لي الكرسي اليمه فارغ حملت صحني وگعدت بصفه.

قدر: ها يماني شكلك مصدوم من هالعزيمة؟ مو گلت بيبي عازمتكم ويا روح ورسول ظليت تسوي لي عيد ميلاد وضويات وجددي يلا أكلها بخاشوگة بالعافية عليك تستاهل ما جبت لك غير الهدية شنو طفل كُل سنة تريد عيد ميلاد ترى كبرنا بعد على هالسوالف
يامن: صدگ تحچين؟!

قدر: هيَّ هذه بالضبط الصدمة الكنت متلهفة اشوفها على وجهك مو تريد تجديد؟ هذا التجديد وإذا ممصدگ الأكل گدامك أكبر دليل وإلا يا عاقل يتعشى قبل حفلة العيد ميلاد مُباشرةً ليش وين يشتهي ينزل لگمة بمعدته بعد!
يامن: اي تتدللين عيد ميلادچ جاي ومن عيوني
رفعت ايدي على شفته أناغي له بحركة جدًا سريعة قبل لينتبهون علينا
قدر: أغوو زعل الحلو بيبي يماني بيبي
يامن: ايدج ولچ.

قدر: وولاچة احترم نفسك ترى نفس العمر مو شفت بينتنا شهرين عبالك أختك الصغيرة
ترك العشا ونهض مزعوج من كُل عقله صدگ قدر تفوت عيد ميلاده، ضحكت بالخفية وگمت للمطبخ رتبت هوسة العشا بينما خلصوا بعدين توجهت للغرفة.

وصيت روح بس أفتح الباب تغلق الضويات، حطيت الشموع بالكيكة شغلتهن وطلعت مُباشرةً ظلموا الصالة فدوة الاِبتسامة احتلت روحه قبل وجهه، تقدم باِستعجال أخذ الكيكة مني نزلها على الميز وحضني بلهفة ميعرف شيسوي بعد حتى يعبر عن سعادته
قدر: وأنتَ تعقلها بلوة عمرك تفوت عيد ميلاد يمانها
نِبراس: حتى أني إلا شوية اصدگ ماكو عيد ميلاد
سَلمان: أني لا لأن أعرف كلش زين قدر مستحيل يجي يوم وتسويها.

زهرة: كل عام وأنتَ بصحة وسعادة وليدي عمرك عمر الحوت إن شاء الله
تركني قَبل بيبي من راسها ورجع حضني، دأجهز الميز رن موبايل أيمن استأذن مني وراح للغرفة يرد خلصنا الترتيب وهوَ ماكو دخلت عليه يا عيني الاِبتسامة طالعة من القاهرة واصلة لبغداد ماكو هيچ مزاج عالي بعد الأخ عايش بعالم الأحلام
قدر: فضني يلا نريد نحتفل
أيمن: هسه شوية وجاي وراچ
قدر: شگد شوية بعد منا لما العالم يرجعون لبيتهم؟!

حط ايده على سماعة الموبايل يحچي والخزرة بعيونه
أيمن: روحي دخيل الله أني أجيب له كيكة خاصة
قدر: مع الأسف بعدنا بأولها وبعت أخوك
حچيتها وتقدمت بسرعة سحبت الجهاز منه ديلزمه ما لحگ لأن ممتوقع حركتي، رفعت السبيكر وصحت بصوت عالي (أيمن يلا نريد نطفي شمعة ميلاد يامن)
أسل: اليوم عيد ميلاد يامن؟
قدر: هلا بأسولة اي حبيبتي اليوم عيد ميلاده وأيمن الله يسلمه تارك الهوسة برة ومشغول بمكالمتچ
أيمن: قذرة.

أسل: اسفة والله ما أدري توني عرفت منچ يلا أخذوا راحتكم وكُل عام ويامن بألف خير إن شاء الله
أيمن: اگدر اتصل بعد شوية؟
أسل: لا ما اگدر اليوم خليها على غير مرة
بس سدت الخط خنگني بقوة.
أيمن: أموتچ هسه حتى يرتاح گلبي؟ ليش ولچ أني ما اصدگ تسمعني صوتها كُل يومين مرة تجين أنتِ تخربين عليَّ السالفة بخباثتچ، هسه وين المشكلة أخوچ الغبي متهونين عليه حتى يرگعچ بدعوة مُطلقة ماخذين منها ضناها بليلة ظلمة.

قدر: هوَ هذا الحب عيني يخليك تبيع نفسك مو بس أهلك الله يچفينا الشر ويعافينا مما إبتلاكم فيه
لزمني من كتفي بقوة طلعني بهذه الحركة خارج الغرفة اِحتفلنا بس طفينا الشموع صافحه أيمن حاضنه بحُب
أيمن: كُل عام وأنتَ ظهر أخوك
قدر: ابشركم الظهر اِنباع علمود الوطن قبل ثواني
أيمن: لسانچ يحتاج له گص.

عيبت له بخباثة سحبني لحضنه يضحك، عشنا لحظات من السعادة مُستحيل تنوصف إلى أن ذكرت خالة نِبراس يُمنى وگلبتها مناحة حتى احنا بچتنا وياها.

سلموه الهدايا بقيت هديتي أخر شي، أخذته لغرفتي بعدما اِنتهت الحفلة تمامًا وسديت الباب ظل يباوع لي مستغرب ليش دأسلمها له بهالسرية، فتحت الجرار سحبتها ورجعت حطيتها بين ايده، فتح الشريط گلبي يدگ متوترة أكثر منه، طلعها من الغلاف ويا ربي على الجمال الشفته گدامي راسمة وجهه بطريقة مُظللة وبشكل مُهمش من الجوانب دقة التركيز صايرة على عيونه وحواجبه اِضافة لمُقدمة شعره والرجُل واضعها بإطار غاية بالروعة، فعلاً كانت الهدية نادرة ومُستحيلة التكرار.

كاتبة أعلى اللوحة: (لمْ يكُنْ يَوم مِيلادكَ يَومًا عَاديًا،
إنهُ مُميزْ،
مُميزٌ جدًا.
كَ عَينيكَ مَثلاً)
وكاتبة بالأسفل اسمه وتاريخ ميلاده بدون ذكر اسمها
يامن: شنو هذه!
قدر: هيَّ بس وحدة تعرف ترسم بهذه الاِحترافية
يامن: شغف؟!
قدر: ممم أكيد هسه دتشعر أكو حرارة سرت بأعماقك ورجفة سيطرت على أطرافك، نبضات قلبك خرجت عن المألوف وعقلك توقف عن التفكير، نعم يماني هوَ هذا بالضبط ما يُسمى (بالبدايات).

حچيتها وحطيت هديتي الخاصة بكفه، فتحها متعجب عبارة عن مدالية بقلب أحمر يحتوي على حرف Sh
يامن: قدر!
قدر: هدية ثانية شبيك تعبر عن الحالة الشرحتها لك قبل شوية والمريت أنتَ بيها
يامن: وشمعنى Sh!
قدر: مدري عجبتني المدالية دورت حرفك حرفي ماكو بس Sh باقي عاد گلت عادي أخذها هوَ حرف صغير ميبين
يامن: يا سبحان خالق الكون والصدف.
قدر: اي عيني إن شاء الله السنة الجاية بمثل هاليوم نحتفل بذكرى ميلادك وعروستك بيناتنا.

يامن: الله يهديچ خوية.
حچاها وطلع الاِرتباك واضح عليه مثل وضوح الشمس
فَتاتُنا سَ تَدخلُ في رَحمِ المَخاطِرْ
مِنْ اولائِكَ.
عَقيميّ القَلبِ عَاقريّ الرُوحِ مُنعدِميّ الذِممِ والضَمائِرْ
مَنْ يَخفونَ الحِقدَ في السَرائِرْ
أحَدهُمْ يَسعى إلى اِيذائِها كَي يَنتَصر عَليها
باِستخدَامِ المَكرِ لا اِستخدَام التَحاورْ
لا يُوجَدُ لَديّ ما يُقالْ
إنَّهُمْ يَسعونَ إلى اِستِئصالِ رُوحها بِخُبثِ الفِعالْ.

اتصل بيَّ يامن صاير بارود أول مرة يكلمني بهالنبرة كنت عند شغف أثني على جمال رسمتها وأعبر عن مدى اِعجابي باللوحة طلب مني احضر لغرفة المكتب بلا تأخير، تركت الجلسة وتوجهت له بخطوات سريعة
أول مدخلت للمكتب وبدون مُقدمات رمى على وجهي شي اِنذهلت من الموقف غمصت عيني ورجعت فتحتها خلال ثواني، باوعت للأرضية عبارة عن صوري أني وأمان بأماكن مختلفة وبلقطات شُبه حميمية ما لها أي تفسير غير الاِعتراف بالحقيقة!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب