رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثالث
وَتِلكَ الَتي حَملتْ بِك، أنجَبتك، أرضَعتك،
سَهرتْ لياليها على راحتِكَ حتى شَبَ عودُكَ وكَبرت
رِفقًا بِها.
فَ إنَّ مِفتاحَ الجَنة بِ يَدها فَقط
وَدُخولها لا يَتم إلا بِالعبورِ مِن تَحتِ قَدميها
وَإن سَكبتَ في صَدرِها عَبرة، سَكبَ اللَّهُ مِن زَقومِهِ في أحشائِكَ يَوم القيامة.
أنهَتْ الإتصالَ بِ ذهولٍ عَظيمٍ فاقِدةً للشِعورِ وَالإدراك.
أكُنتُم تَعتقدون أنها تَستطيعُ أن تتَحَدث إليكُم بِطريقتها المُعتادة!
أن تَبوح لكُم عمّا يَدورُ في داخِلها
أن تَخبركُم عَن الشعورِ السيئ اَلذي دَاهمَ أعماقَها عَلى حينِ غَفلة.
ها هيَّ الآن. تَجلسُ عَلى كُرسي المَصحة الوَاقع أمام الغُرفة السادِسة وَكأنَّ اعباء الدُنيا قَد أُلقتْ عَلى عاتقِها
تَشعرُ بِ ضيقِ الهمّ في صَدرِها
وَحرارة الدَمع في عَينيِها.
لقَد أعطَتْ لِنفسِها وَعدًا شَديدَ اللهجة بِ أنها لا تَبكي مُجددًا عَلى أيَّ أحدٍ وَلأي سببٍ كَان!
لكنَها بَكتْ.
هيَّ في هذهِ اللحظات العَصبية دَخلَتْ في عُزلتِها السرية بَعدَ أن فَقدَتْ رَغبتَها بِ الإختلاطِ بِ البشر،
لَمْ تكُن تَعلم ما الذي يدورُ حَولها
العَالم أجمَع كَانَ يَسير مِن أمامِ أعيُنها لكنَها شعرَتْ بأنَّ الدُنيا بِ رمتِها قَد تَوقفَتْ عِندَ هذهِ النُقطة.
لَقَد أُبطأتْ حَركة المارة بِ جانبِها
وَتلاشَتْ رؤيتها لأبدانِهم
وَكأنّهم يَكادوا أن يَكونوا. مُنعدِمي الوِجود
أتسمَعون تِلكَ الموسيّقى الحَزينة التي تَصدحُ في هذا المَكان؟!
إنّها القيثارة الكلاسيكية وَ تُدعى فَنيًا آلة الغيتار
كَلا. هيَّ لَم تَكُنْ تُعزف في أرجاءِ المَصحة
هيَّ كانَت تُعزف على نَبضات قَلبها.
مِفتاحُها دُموع بَطلتنا. وَالأوتار إنتَزعَتْ مِن شِريانها الأبهَر حتى تَمزقَ وَتِينُها مِن شِدةِ العزفِ فَ باتَ حُطام
أنتُم الآن لا تَقرأونَ حَدثًا مِن رِوايةٍ إعتِيادية
أنتُم تُشاهدونَ مَشهدًا مِن مَشاهدِ الأفلام السينمائية القَديمة،
نَبرتهُ حَزينة وَ ألوانهُ عَتِمة
لا يُعرفُ مِنها غَيرَ الأبيض وَ الأسود،
فَ بياضهُ يُمثل لونَ قَلب قَدره
وَسوادهُ قُلوب مَن حَولِها المَملوءةِ بِ الحقدِ وَالضَغينة.
لَقَد تَحولَتْ فَتاتُنا الصَغيرة إلى فُتَاتٍ تَمامًا.
يامن: كافي بچي لخاطر الله احچي لي شنو صاير ويا بيبتچ مو راح تخبليني
قدر. قدر اني مو داحچي وياچ! الحجية شبيها
- خوالي يامن، خوالي اللي همَ ولدها تصور ذابيها بدار العجزة شلون وليش ما گاعد تدخل لعقلي
- لا بربچ گولي غيرها!
- اني لازم أسافر للعراق فورًا. ردت اگوم لزم زندي
- لحظة لحظة شنو تسافرين يمعودة انطينا صبر.
- داگول لك ذابيها بدار العجزة ش أنتظر! الله يعلم من شوكت هيَّ هناك اصلاً صار لها فترة مو قليلة وهيَّ مو على طبيعتها بس صوچي اني إنشغلت ب حياتي والصار وياية وبالشغل ومسؤولياته ونسيت أغلى بشر على گلبي شلون كنت أنام واني ما اعرف إذا هيَّ دتنام أو لا مرتاحة أو ممرتاحة شلون يامن شلون.
- اهدئي بس اهدئي، حقچ والصار يوگف العقل بالراس بس لازم تنطيني فرصة حتى أدبر موضوع السفر مثل متعرفين مو سهلة تسافرين ب هالسرعة وبنفس الوقت أدبر روحي حتى اجي وياچ لأن مستحيل اتركچ وحدچ.
- موضوع السفر محلول خليه عليَّ، تعرف شگد عندي معارف ممكن يسهلولي هالأمر أما سفرك وياية مرفوض منگدر يامن اثنينا نترك المصحة بوقت واحد صعبة كلش صعبة همْ على عمك وهمْ على رسول ومِنة وأشرف يعني لازم تبقى وتسد مكاني بنفسك بس كل الأريده تحصل لي إجازة مفتوحة من دكتور رؤوف
- مستحيل شلون أخليچ تسافرين وحدچ!
- اترجاك يامن بطل عناد سفرك يضرني ميفيدني على الأقل تظل على راس مجموعتك ومحتاجة منك همْ تسجل مجموعتي لتنسى وعدت عمك باچر الصبح يكونون على مكتبه ما اريد اتخاجل وياه للمرة المليون
- زين اجي وياچ بالكلام عندي حل يرضيچ ويرضيني
- وهوَ؟
- أيمن يسافر وياچ غيرها اني راح اجي بدون نقاش
- ودراسته خطية ليش دتبهذله وياية
- هوَ شخصيًا لو يعرف ب هالموضوع راح يترك كل شي ورى ظهره ويصُر على السفر وياچ قابل متعرفيه.
- تمام تمام سوي التريده يامن. حچيتها ب ضجر
تمشيت مسافة رجعت باوعت له: أهم شي الإجازة مو تنساها واحچي ويا أيمن بين ما أحسم موضوع السفر بس الله يخليك ما اريد تأخير إحتمال طيارتي بالليل
- ولا يهمچ خليها عليَّ بس شيصير وياچ بلغني ماشي
هزيت ب راسي وإلتفتت أكمل الطريق، بعدني مماشية صار هالشاب گدامي شكله راجع من برة حلو والله مصحة الخلفوه يطلع ويدخل على كيفه بس بسيطة خليني أخلص من هالمشكلة واشوف شكو وراه.
داطلع من المصحة تبعني يامن يريد يوصلني لأن ما عندي سيارة. أصريت ارجع ب تكسي حتى هوَ يتولى موضوع إجازتي ويبلغ أيمن ب سفرتنا لأن لو سواها ووصلني راح نتأخر وهالأمر نهائيًا ميحتمل التأخير
وصلت للبيت نزلت حقيبة سفري وفتحت الكنتور، اني وألم بالملابس طلعت موبايلي اتصلت رافعة السبيكر
- أيوه ي قدر
- بكلمك علشان عايزة من حضرتك خدمة لو عملتهالي ه افضل شايلة جميلك في رقبتي كل العمر
- من عينيا، قولي عايزة إيه.
حچيت له السالفة كلها والحمد لله وعدني يساعدني من الألف للياء، بعد دقائق معدودة إتصل يبلغني موعد طيارتي ب ثمانية بالليل، جهزت نفسي وأخذت مستمسكاتي داطلع أوديها إندگ الباب. فتحتها أيمن
- ها وين؟
- أودي المستمسكات طيارتنا اليوم ب ثمانية
- اني أوديها بس يعني عادي مراح نواجه عراقيل هناك
- لا لتشغل بالك أسماؤنا موجودة عندهم
- خوش خلي جنطتي يمچ وجهزي نفسچ بين ما اروح وارجع ترى الوقت ديركض لازم نستعجل شوية.
- ما عندي شي جاهزة.
خليته طلع ونزلت متوجهة للبنگ اعرفه لو يدري رايحة علمود الفلوس راح يمنعني ب شتى الطرق اصلاً ادري راح يقيدني بجيته وياية بس شسوي ليامن بعده يعاملني معاملة الأطفال مديستوعب قدر اليوم مو مثل قدر البارحة ولو حقه ميدري المسؤولية الحملتها بهالكم سنة خلقت مني إنسانة ثانية مختلفة عن سابقتها تمامًا لدرجة صرت مستعدة اروح لأخر الدنيا بدون مرافق وأواجه أصعب الظروف لوحدي وأهزمها بعد.
طلعنا ويا يامن للمطار ننتظر طيارتنا، ب ثمانية ضبط ودعناه وإنطلقت بينا للعراق قريب ال 11 نزلنا ب مطار بغداد مدينتي الأم واللي للأسف أول مرة ب كل حياتي أدخلها، مجرد ما استنشقت هواءها حسيت بشعور غريب جدًا يحمل كمية هائلة من الإنتماء والأمان رغم الأوضاع السيئة المسيطرة على هذا الوطن.
بوجهي وبدون نقاش رحت لدار المُسنين لكن للأسف ما قبلوا يستقبلونا لأن بمثل هالوقت المتأخر تكون الدار مُغلقة وإدراتها مموجودة حتى تستقبل ضيوفها
رجعت ويا أيمن للفندق. حجزنا غرفتين توني سحبت جزداني حتى أدفع جزء من الحساب لزم إيدي حيل
- عيب عليچ اخجلي شوية
- بس أيمن ميصير الدتسويه مو كافي تحملت مصاريف سفرتنا بالكامل الدور تريد تشيل حساب الفندق
- جاية ويا رجال مو رِجل كرسي ممقبول منچ هالكلام.
- والنعم منك بس همْ ميصير أنتَ بعدك طالب منين لك كل هالفلوس قابل ما ادري بالبير وغطاه
- لا أختي العزيزة أنتِ فاهمة الموضوع غلط هوَ صح اني رجال بس على گد فلوسي يعني مو ل هالدرجة
ش شايفتني الرجُل الثري بيل غيتس اللي محتار يودي فلوسه وين هوَ اني بالكلية اوگع دگ لواگة لجماعتي حتى يغدوني على حسابهم مو الدور أدفع لچ حساب الطيارة والفندق إلا إذا ناوية تهينيني ب هالتفكير.
ضحكني ب عز قهري والمشكلة حتى الكاشير همْ أخذه الواهس وظل يوزع إبتسامات على كلامنا،
خليت أغراضي الحقيبة وسحبته مسافة عن المكان حتى نحچي ب راحتنا وهذا مستمر يصنف، مو طبيعي
- كافي فضحتنا واللهِ ولا ينطلع وياك
- جاية من القاهرة لبغداد وتسميها طلعة!
سفرة هذه يسموها سفرة ي متعلمين ي بتوع المدارس
- جوز عاد خل نحچي ب جدية كافي تصنيف.
- صدگ هوَ الكلام الجد ليش يطلقون عليه هالعبارة، هيَّ مو خاصة ب شجرة العائلة ب الجد تحديدًا
عود منو خامط من منو مخترع اسماء العائلة الكريمة
لو مخترع مُسميات الجد والمزح
لو اثنينهم واحد يعني شنو حرامية بيت منكم وإليكم
- لا صدگ يامن هييييلب، ش ادعي عليه ورطني بيك
- هههههههه لا هاي هيَّ سكتت تفضلي غردي مدام
- هالفلوس منين مصدرها إعترف
- سرقت المقهى ال براس شارعنا هم زين ما لگفوني
- أيمممممن.
- شبيچ هوَ هذا همْ سؤال! من عمچ اكيد ها وحذرني إذا خليتچ تدفعين جنيه واحد مالي فوته البيت بعد
- بس والله مو سالفة هذه
- لتدوخيني ما عاجبچ ذاك أبوية و إتصلي عليه حتى يطلع لچ هوَ ويامن من الموبايل يرزلوچ ويرجعون
- امشي فضني أدفع الحساب وتعال
- صحيح اللي اختشوا ماتوا
- امشي ولك.
حرك حواجبه ب إستفزاز وراح للكاشير، شوية وصعدنا للغرف أول ما دخلت إتصلت ب يامن تكلمنا عشر دقائق بعدين رحت غسلت وغيرت ملابسي، تمددت اريد أنام ما اگدر عود جاية من طريق سفر وتعبانة تالي للصبح يلا عيني أخذت النوم ساعتين مو أكثر حسيت على صوت الباب يندگ فزيت من مكاني بسرعة
- ادري هي بنت الحلال بس فهميني أنتِ جاية تحضنين بيبيتچ لو تخلصيها حاضنة المخدة
- أسكت أيمن للصبح ما نمت والله.
- خيرچ تعبانة لو شنو بالضبط؟
تحبين أخذچ على المستشفى ومناك نروح للدار
- لا لا مجرد أرق من قلة النوم، ليظل بالك
- زين اني نازل للريسبشن جهزي نفسچ وتعالي وراية حتى نفتح ريگنا ونطلع بسرعة
- ما اتأخر بس أغير ملابسي حتى ما اريد اتريگ.
هز راسه ونزل قبلي، التعب و قهر بيبي ماخذات كل حيلي بحيث ما بيَّ اسوي أي شي بس يا دوب غسلت وفرشت أسناني وراها غيرت ملابسي شلون ما كان حتى شعري لفيته كباية بدون تمشيط ونزلت للصالة خافية الأرق المسيطر على ملامح وجهي ب مناظري الشمسية، أيمن گاعد ينتظرني أصر إلا أكل شي قبل لا نطلع ما بيَّ أعانده أكلت لگمتين مجاملة وگمنا.
بعدني م ماشية لزمني الدوار، أيمن بصفي حس على خطواتنا تفرقت، إلتفت مستغرب بس شافني لازمة راسي رجع السريع گعدني وراح جاب لي عصير برتقال جبرني أشربه لأن عرف لزمني الضعف ربع ساعة واستعاديت طاقتي بصعوبة قنعته نتحرك وتوجهنا للدار أول ما وصلنا دخلنا الإدارة مباشرةً
تناقشت نقاش طويل ويا المدير شرحت له بيه ظروف بيبي وراها طلبت منه أقابلها دز موظفة رافقتني للحديقة رغم برودة الجو بس مطلعيهم علمود الشمس.
رحت وياها وحدي أيمن تقصد يتركني أنفرد ب بيبيتي طلعنا للحديقة أشرت لي عليها من بعيد وراحت مدري شنو حسيت من شفتها بس رجع لي كل دفو الأيام القديمة الصرت اتمنى أرجع وأعيش ولو لحظة من عندها
گاعدة المصطبة وظهرها عليَّ مشغولة ب شي بدون ما ألمح إيدها عرفتها دتشتغل بالحياكة اليدوية أول ما فتحت عيني الدنيا وهيَّ تحيك هذا عملها المفضل.
غمضت عيني ب مشاعر غريبة يا ترى شلون راح تكون طريقة اللقاء بين الأم وبنتها من بعد فراق دام لأكثر من ست سنوات وإذا اني گدرت أتحمل لهفة الموقف وتجاوزت لحظاته هيَّ شلون راح تگدر تتجاوزها!
تقدمت ب خطواتي أحاول اتقرب منها. مو ذيچ قدر القوية اني حاليًا اضعف من أن توصفني كلمة.
وگفت وراها ونزلت دموعي ب مجرد مشفت ب إيدها قطعة قماش بيضا دتزين أطرافها بالورد الأحمر تشبه تمامًا اللوحة السوتلي اياها ذكرى قبل لتسافر وتعوفني
نزعت مناظري أمسح ب دموعي المتقبل تتوقف وبدون تردد نزلت إيدي على مقدمة كتفها ضغطت عليه ب قوة.
إلتفتت وراها مستغربة ومجرد ما اجت عيوني بعيونها صابني الذهول من شدة التغيرات الطرأت على مظهرها الخارجي، يا إلهي شنو صاير بيها! وجهها الكان رغم تجاعيده مليان حيوية ونشاط هسه التعب ماكل ملامحه وإذا خارجها هذا حاله داخلها شنو صاير بيه لعد.
بس شافتني صرخت ب إسمي متفاجئة، انداريت للجهة الأمامية للمصطبة وقبل لا انصي عليها نهضت هيَّ حضنتني حيل كانت حصتي من هالحضن الإنهيار وحصتها الصدمة والذهول بحيث ظلت عاصرتني بين أضلاعها ب قوة تريد تصدگ اني حقيقة مو خيال.
من بعد دقائق متنوصف مشاعرها يسودها حالة رهيبة من البكاء الشديد. هدأت واخيرًا، بعدتها عني أمرر أطراف أصابعي على كل جزء من وجهها وهيَّ خطية بعدها داخل صدمتها، فجأة رفعت إيدها مسحت تحت عيني ب سبابتها مجرد ما لمست نداوة دموعي بچت
رجعت حضنتها ب لهفة هنا بس يلا استوعبت الموقف
بچت بچي حسيت گلبي راد يوگف ب مكان گلبها، ما اعرف شلون المفروض أتصرف! المشكلة اني حاليًا محتاجة واحد يخلصني من هالتعب الأني عليه.
بيبيتي هيَّ أمي الثانية وابد ما أبالغ لو اگول هيَّ نقطة ضعفي الوحيدة ب هالحياة من بعدما خسرت كل شي أمتلكه وصفيت مثلما عرفتوني وحيدة.
- كافي اروح فدوة لدموعچ كافي مو گلبچ راح يوگف
- ولچ بيبي ديرو.
ش جابك؟!
ش دلاچ؟!
ش وصلچ لهنا؟!
ولچ اني مو طلبت منچ تگعدين راحة ب مكانچ!
ليش ظليتِ تبحوشين وراية لحد ما اجيتيني ب رجليچ
- تعالي اگعدي هنا، تعالي يبعدهم كلهم.
گعدتها المصطبة وگعدت بصفها رفعت كفوفها أبوس بيهم ودموعي تنزل ب خنگة، رفعت عيني على صوت نحيبها الدموع تارسة وجهها الحلو مسحتهن ب أطراف أصابيعي وحضنتها لداخل صدري ب قوة
- يلا كافي بچينا هواي، صار الوقت حتى تحچي لي من شوكت أنتِ ب دار العجزة وليش؟!
- معليچ بيبي لتتدخلين شلچ ب وجع الراس أنتِ كلش زين تعرفين خوالچ شگد حاقدين عليچ ليش تردين تجيبين المشاكل لنفسچ، خليچ بعيدة ولتراويهم وجهچ.
- بيبي ذيچ قدر الطفلة خلص ما عادت موجودة اليوم اني كبرت ونضجت يعني أكبر رجال م يگدر يوگف ب وجهي ف ما بالك عاد بالذكور ذولة بالذات أدوسهم تحت رجلي وامشي لتظلين تتعاملين وياية وكأنما طفلة گدامچ وإذا خوفوچ مستحيل يگدرون يخوفوني
- لچ يمة مشرانين هوَ اني أمهم وما سلمت منهم أنتِ شراح يسوون بيچ إذا شافوچ گدامهم
- اني اعرف اتصرف بس احچي لي شنو مسوين وياچ وانطيني عنوانهم، الباقي خليه عليَّ.
- ارجعي لمصر ي بيبي ولتشيلين همي اني هنا مرتاحة ش عندي قابل شو آكل واشرب وانام لا اكو عالم تغثني ولا بشر يحط لگمة ب حلگي وتالي يعيرني بيها
- يعني م راح تحچي لي شنو صاير وياچ؟!
- لا تزعلين وروح وحيدتي خايفة عليچ
- نهضت ب عصبية: تمام اني راح اگدر أوصل لهم بكل سهولة وعود همَ خليهم يشرحون لي شلون جابوچ لهنا
- يمعزاية اگعدي راحة لتورطين روحچ وياهم.
- زين شوفي اني م راح أواجههم ولا أخليهم يلمحون ظلي بس بالمقابل أنتِ تحچي لي كل شي صار وياچ
- اگعدي يعنودية اگعدي راح احچي السالفة بس يا ويلچ تخلفين ب وعدچ وياي ساعتها صدگ أزعل عليچ
- يلا أسمعچ
- اني تنازلت عن كل شي أملكه بعدما طلبت من عندهم يجيبوني لدار العجزة لأن هالدار أرحم من عيشتهم
- لحظة لحظة شنو تنازلتِ؟! ليش تنازلتِ وشنو يعني هالدار أرحم من عيشتهم ليش شنو كانوا يسوون وياچ.
- الشغلة وما بيها ي بيبي الماضي الأسود المحد يقبل ينساه والخلاهم يحقدون حتى على أمهم الجابتهم لهذه الدنيا وتعبت على تربيتهم واني من يمي اشتريت راحتي وحريتي بمالي وحافظت عليچ من حقدهم لأن كل هالسنين وهمَ ميتين علما يوصلون إلكم
- احچي لي كل شي بيبي بالتفصيل.
بعد ساعة من الحديث المتواصل ناديت على الموظفة حتى تاخذها للداخل من البرد جسمها صار ينفض
اجت وأيمن وياها منطلقين بالسوالف،.
الظاهر الأخ صادقها من أول لقاء.
بس شافته بيبي ضربتها صفنة، تقدم يبوس ب راسها
- يا يااا ولچ ديرو هذا مو أيمن ابن نِبراس
- اي بيبي اني نيلز ب شحمي ولحمي
- يح صدقة البارحة أبدل ب حضاينه اليوم صار رجال
- رحم الله والديچ حجية ابد ما قصرتِ.
إلتفت الموظفة خربانة ضحك فرك شعره بخجل: لا يا الله راحت الهيبة هالعجايز عليهن سوالف ما تتسولف
طبطبت على كتف بيبي وتقدم ب إتجاه البنية أضحك.
- الإسم بلا زحمة؟
- أسل.
- حبيبتي عاشت الأسامي بس محتاجة أوصيچ على هالحجية الحلوة هذه تكون بيبتي، حاولي تهتمين بيها زين بين ما اروح وارجع وشنو تطلبين اني حاضرة
- واجبي هذا يعني ميحتاج توصيني ولا يحتاج تنطيني مقابل لإهتمامي بيها. تتدللين أنتِ وياها
- الله يكثر من أمثالچ ويجازيچ عني وعنها كل خير
إلتفتت على بيبي بوست وجناتها واحتضنتها ب لهفة.
- اني رايحة هسه بس راجعتلچ
- وين؟!
- أيمن عنده شغلة ومحتاجني وياه بس لتخافين مراح اتأخر اقصى شي باچر الصبح تلگيني يمچ وراح اظل أزورچ يوميا منا لما أرجع اسافر، مستحيل اتركچ
- رجعت احتضتني ونطقت من بين غصتها: أمانة يمة خليني اشوفچ لا ترحين بدون ما تودعيني
- راح اكتفي ب هالجملة. هالكلام ممقبول منچ بيبي.
حچيتها وإلتفتت على أسل طلبت منها تاخذها للداخل الجو كلش برد، تقدمت عليها دتحاول تقنعها تمشي وبيبي مثل الأطفال ملزمة ب إيدي متقبل تتركني أخر شي سحبتها من يمي ب الغصب، ما گدرت اتحرك ظلت عيوني تراقب خطواتها دتمشي وتتلفت وراها تباوع عليَّ بس أختفت من أمام انظاري نزلت دموعي
- هوب هوب شنو هالدموع اني متعودت اشوف قدرنا تبچي، خليچ قوية رجاءً
- لازم نتحرك أيمن.
- اي تتدللين بس وين؟
گولي ومن عيوني ي عيوني أنتِ.
- أريد عنوان خوالي وأنتَ بس التگدر تساعدني
- شلون؟
- شوف مثل متعرف مستحيل ينطوني اياه إذا طلبته من الإدارة ف لازم نحصله احنا ب طريقتنا الخاصة
- ترى اني كنت اتشاقى من گلت لچ سرقت المقهى الله وكيلچ نعال من باب الجامع ما اگدر أخمط
- أيمن ممكن نتكلم جد، لو سمحت
- هوَ منو اللي لازم يگول هالجملة!
ششايفتني شرلوك هولمز وما ادري ترى كلي خلگ نيلز
- هوَ اني ما أريد ذكاء أريد تمثيل، يعني محتاجة نيلز.
- اها گولي هيچ من أول يعني ترديني أچذب
- عليك نوووور
- اي بلا وعلى منو بالضبط تحبين ننصب ست قدر
بس حچاها طلعت أسل من البناية أشرت عليها بعيوني
- على هذه البنوتة الرقيقة
- حرام عليچ.
- هيو ولك لتصير خفيف ترى رايدتك تجيب لي عنوان أهلي منها مو تغتصبها، بطل من هالثول
- اگول اني هالرقة كلها استحي أباوع لوجهها مو الدور انصب عليها شوفي لچ غير حل حبابة
- ماكو غير حل، هسه شنو گلت تساعدني لو لا؟
- صفن ب وجهي فاتح عين ومغمض الثانية
- يلا يالذئب الماكر أريد جواب سريع
- تمام صايرين بس شلون؟ اكو فكرة معينة ب راسچ
- أنتَ طالب فنون وب إمتياز يعني هذا ملعبك حبيبي
- رفع ياخته ب تباهي: خليچ هنا منتظرة الأسد.
صدگ والله أسد، راح و رجع العنوان ب إيده. سألته شلون دبرتها رد عليَّ صعدت خشبة المسرح التراجيدي ومثلت لها دراما مأساوية بحيث راحت جابت لي العنوان وهيَّ الممنونة لا وگالت بعد شنو تحتاجون اني بالخدمة، وكلنا ب خدمة حضرتچ دكتورة قدر.
تشكرت منه هواي و طلعت وياه مباشرةً. كل شي ما أندل ب بغداد إعتمدت إعتماد تام على سائق التكسي والعنوان اللي ب إيدي، نزلنا بفرع لحي شعبي انطيناه الكروة وسألنا المارة من واحد لواحد إندلينا البيت
طرقت الباب طلع طفل صغير، طلبت يصيح أي رجال بالبيت دخل يركض شوية ورجع هوَ ومرية يمكن أمه
- ها عيني منو حضرتچ؟!
- قدر. بس نطقت الإسم بهت لونها
عزيزتي مو وقت صدمات شوفي لي رجال اتناقش وياه
- أنتِ بنت إستبرق؟
- تعرفيني كلش زين وهسه استعجلي لي شوية
- ماكو أحد خوالچ اثنينهم بالدوام
- اتصلي بلغيهم
- داگول لچ بالدوام شلون ترديهم يطلعون من هسه
- يطلعون يطلعون أنتِ بس گولي لهم قدر وراح يجون زحف على وجههم، يلا عزيزتي تحركي بسرعة
باوعت لي ب نظرة عدم رضا ودخلت تخابرهم، شوية ورجعت بلغتني ديجون بالطريق وبدل متگول لنا تفضلوا استريحوا سدت الباب ب وجهي وب وجه أيمن
- هذه صدگ تحچي!
- وليش دتستغرب هوَ اليشمر أمه ب دار العجزة تنتظر من زوجته تستقبلك ب بيته! اكيد هالشي مراح يصير
- شلون ملة أعوذ بالله، اي وهسه شنو راح نسوي؟
- مجبورين ننتظرهم بالشارع
- تعالي نتغدة ب مطعم قريب من المكان يين ميشرفون
- لا شكرًا صدگني ما اشتهي العسل هسه
- على راحتچ.
حچاها وسحبني للجدار سندنا نفسنا عليه قرابة الساعة واحنا على فد وگفة من البرد ما أحس ب خشمي بعد.
رفعت إيدي أزفر أنفاسي ب قوة حتى انطي دفو لنفسي سمعت صوت سيارة وگفت مسافة عنا رفعت راسي اثنين رياجيل نزلوا مقابل البيت، همَ مو يگولون الدم يحن هذه اني من دمهم عرفتهم خوالي للأسف
قيس: أنتِ قدر؟
قدر: اكو خال ميعرف بنت أخته!
قسام: خلونا ندخل ونحچي خو مو بالشارع
قدر: واخيرًا صار عندكم إحساس ثلجنا و احنا ننتظر بالباب لو عابر سبيل همْ تستقبلوه مقابلة أحسن من هالمقابلة القابلتونا بيها بس مو مشكلة كل من وأصله.
راد يجاوبني واحد منهم، سكته الثاني، دخلنا وياهم للبيت هوسهم كلش اثنينهم عايشين ب مكان واحد وكل واحد مخلف له درزن أطفال، طلبت منهم نحچي ب هدوء أخذوني لغرفة معزولة مباشرةً دخلت وياهم ب نقاش حاد. كلمة منهم كلمة مني إشتعلت شرارة المشكلة
قسام: شوفي لچ مو عبالچ مثل أيام زمان تخيطين وتخربطين بدون ما أحد يحاسبچ،
اليوم وراچ أهل يكسرون رگبتچ كسر لو فكرتِ تاخذين دور الرجال وتلعبين ب ذيلچ ويانا، ف ديري بالچ.
قدر: هه أحلف، اني عندي أهل! من شوكت بلا شو اني عشت وراح أموت وما شايفتكم ولا شايفيني لدرجة من صرت گدامكم احتاجيتوا تعرفون هويتي حتى تتأكدون اني نفسي قدر بنت أختكم الوحيدة لو لا
قسام: من اليوم، ورجعة الچ على مصر ماكو مفهوم
أيمن: لك شو أنتَ متعرف تحچي عدل!
دأحترم الشيبات ال براسك لا تجبرني أهينك بال
قيس: أنتَ مو صوچك صوچ بنت أختنا التجي من بلد لبلد ويا رجال غريب وتخليه يتدخل ب مشاكلنا بعد.
أيمن: منو هذا الغريب بلا زحمة! يابة أنتم الغربة بالنسبة لقدر مو اني، ليش على إيد من ربت وويا منو
ويانا احنا لو وياكم العمرها وحياتها مشايفة خلقة واحد من عندكم ويوم الشافتها ف بسبب أمكم الشمرتوها ب دار العجزة، غيركم واحد يخجل يرفع عينه ب عيونها
قسام: گوم عمو گوم اطلع مشاكل عائلية عيب تتدخل بيها ما ظل علينا بعد غير بس الزعاطيط
راد يجاوبهم سكته ب إشارة من إيدي.
قدر: الزعطوط ب أفعاله مو ب عمره وأيمن ب هذا عقله يعادل زوج من الرياجيل الموجودين ب هالمكان
قيس: على منو دتتجاوزين ولچ!
حچاها وگام ب عصبية يتقدم عليَّ. وگفت له بسرعة رفع إيده راد يضربني قبل لينزلها شد أيمن قبضته عليها ودفعه للخلف راد يوگع من قوة الحركة. صفن علينا ممتوقع هالفعل منه، رفع سبابته ب حركة التهديد.
أيمن: إيدك تنكسر وتتجبر وترجع تنكسر وترجع تتجبر وترجع تنكسر وترجع تتجبر إذا ب يوم من الأيام فكرت ترفعها عليها، وهالكلام لكل ذكر يعتقد قدر وحيدة ويگدر يستقوي عليها. وصلت إن شاء الله لو يحتاج تطبيق أخاف قدرتكم الإستيعابية ضعيفة بالكلام
قسام: شو تعال خ نعلمك الرجولة شلون تصير
رادوا يهجمون عليه وگفت گدامه.
قدر: الرجولة أفعال مو رفعة إيد، وهسه تمشون گدام عيني تطلعون بيبيتي من الدار وتتنازلون عن كل شي تنازلت لكم عنه سابقًا وراها أخذها وأرجع للقاهرة لا آرى القرد مجددًا ولا القرد يراني
قيس: أنتِ والله عايشة ب عالم الأحلام! هوَ منو اللي راح يسمح لچ تغادرين العراق عبالچ خروج الحمام مثل دخوله لا يابة اصحي وراچ رياجيل يسحلوچ من شعرچ سحل، زمن الإنفلات والدياحة انتهى.
قدر: هههههههههه والله ضحكتني، بابا أنتَ تعرف ويا من دتحچي لو لا! لك ألف مثلك ميگدرون عليَّ
قيس: راح تبقين هنا قدر وراح نرجع نعيد تربيتچ من جدة وجديد لأن أهلچ قصروا بيها
قدر. راح أخذ بيبيتي وأرجع للقاهرة ويا كل دينار من دنانيرها الطمعتوا بيها،
اني قدر و راح تعرفون ويا الأيام منو هيَّ قدر.
نَعم هيَّ قَدر.
لَم يَكُن ماضيها سَهلاً كَما أنتُم تَظِنون.
هذهِ الفَتاة التي تَرونها أمامكم ما هيَّ إلا نِتاجُ ماضٍ أليمٍ جَعلَ مِنها لَبوةً جَريحة
تُحاربُ الشرَ وَ جَسدها مُثقلاً بِ الهموم
مُنهكًا مِن الجِراح
مُتصدأ مِن كُثرةِ الدِماء
ماضٍ عِندما يَحين الوَقت لِمعرفتِهِ سَ تَزدادون إعجابًا بِ شجاعةِ قَدرِكم يَفوقُ إعجابكم بِها حتى هذهِ اللحظة
سَ تَعرفون أنَّ لها قَدرًا مُختلفًا عَما كُنتم تَعتقِدون،
قَدرٌ تَعيسٌ وَما أجملهُ مِن قدرٍ إن تَغيرَ بِ يدِ قَدرهِ.
حَضرات السادة المُسافرين يُرجى الإنتباه هذا هوَ النداء الأخير، تُعلن الخطوط الجوية العراقية للطيران عن إنطلاق رحلتها رقم 321 والمتوجهة إلى مصر/القاهرة
علي السادة المُسافرين التوجه إلى الطائرة من خلال البوابة رقم C9، نتمنى لكم رحلة آمنة.
قدر: تفضلي بيبي أدخلي ب رجلچ اليمين نورتِ شقتي والقاهرة كلها ب رجعتچ الحلوة
زهرة: الشقة والقاهرة منورين ب أصحابهم بعد بيبيتچ.
قدر: فدوة لعمرچ. إلتفتت على يامن: ميتين جوع ترى وأكل الطائرة م ينزل من الزردوم امشي يلا جيب لنا شي ناكله من برة ما بيَّ حيل اوگف الطباخ
يامن: اي بلوتي تتدللين
بس حچاها رن الجرس: وهذا الأكل اجاچ ب نفسه
فتح الباب. أهله جايين والغدة وياهم حتى ما لحگت أسلم عليهم إنشغلوا ب إستقبال بيبي خو خالة نِبراس حضنتها وشبعن بچي أريد اسكتهن ماكو. إنهارن.
بعدهم على هالحالة رن الجرس مرة ثانية، راح يامن فتح الباب بس شفت خالة جمالات وابنها تحركت من مكاني بسرعة اهلي واسهل بيهم
جمالات: نورتِ مصر ي حاجة
زهرة: منورة ب ناسها بنيتي. أشرت لي ب معنى منو
قدر: جيراني خالة جمالات وهذا ابنها عادل
زهرة: على راسي الناس الطيبة
جمالات: يسلم راسك ي خالتي
قدر: اي عدولة شلونك
عادل: نحمدو ونشكرو على سلامتك، تفضلي.
مد لي صينية بيها طبق رئيسي من المحشي وأطباق ثانوية من مُختلف الأصناف. فتحت الجهة الثانية من الباب أتشكر منهم وأخذها يامن من إيده للمطبخ
قدر: ليش هيچ زحمتِ نفسچ خالة
جمالات: ده واجبنا يبنتي احنا أهل مش مجرد جيران
قدر: أهل وأكثر إن شاء الله، يلا تفضلوا نتغدة سوى
جمالات: مرة ثانية أصل خطيبة عادل عندنا دلوقتي
قدر: يا عيني شگد يعحبني اتعرف عليها، أمانة عادل سلم لي هواي وحاول تجيبها وتجون تزوروني.
عادل: من عينيا حاضر
سلموا وراحوا. ردت أدخل أجهز السفرة ما قبلت خالة نِبراس گالت روحي غيري ملابسچ واني ويُمنى نحضرها
أكلنا واجتمعنا بالصالة سوالف وشقى رجع لنا ولو جزء بسيط من اجواء زمان،
گاعدة ويامن بصفي سحبته من معصم إيده عليَّ
- يماني.
- نظر عين يمانچ
- هوَ باچر إذا ما داومت ب ما أن الإجازة مفتوحة أصير قليلة ذوق لو شنو؟
- تفكيرچ أوفر بتبذير
- لا بداعتي احچي والله دأخجل من دكتور رؤوف.
- معليچ ب عمي أخذي راحتچ جاية من طريق سفر تحتاجين راحة و حتى غدة باچر لتسوين اني أدز لچ
- لا يمعود ش تدز الأكل مال اليوم خير من الله كله زاد
- لعد اني الأجي أخذچ للدوام ب سيارتي، متفقين
- متفقين.
للعصر سلموا يرحون. ديطلع أيمن صرت وراه قبل لا أتنفس رفع إيده سكتني يعرف شنو اريد احچي
- كرمينا ب سكوتچ رجاءً
- لا جد لازم اتشكرك كلش هواي تعبت وياية هالأسبوع وحتى الدراسة تراكمت عليك بسببي، اعتذر.
- أنتِ غير عين صلفة مو أكبر مني خليني محترمچ عود گلت لها كرمينا ب سكوتچ تالي خطبت لي خطبة الجمعة، على العموم احنا أهل عيب تشكريني
يامن: كفو أخوية الزود كفوووووو
قدر: وأنتَ فرحان يرزل بيَّ!
يامن: تستاهلين
أيمن: بتبذير.
ضحكنا ب صوت واحد. طبطبت على كتفهم وراحوا بس سديت الباب رجعت للصالة، بيبي گاعدة التخم نزعت من رجلي وتمددت ب حضنها بگد ما محتاجتني اني محتاجتها وأكثر، أحمد ربي وأشكره من رجعت نورت حياتي ب بركة وجودها
ظلت تداعب خصلات شعري إلى أن غفيت ب عمق.
گعدت بالليل صليت وسويت عشا خفيف أكلنا وراحت بيبي تنام لأن من الصبح على گعدة وحدة. اني همْ رجعت نمت وحتى ثاني يوم للظهر يلا گعدت عوضت سهر الأيام الفاتت جسمي كلش محتاج للنوم
لليل صار لازم أطلع شلت هم شلون أقنع بيبي ب غيابي حتى لو نايمة لازم اشوف لي حجة وأبلغها لتروح تگعد بمنتصف الليل ومتلگاني تنهبط عبالها صاير لي شي
قنعتها ب شغل المصحة عندي شفتين صباحي وليلي ولأن متعرف ب طبيعة عملي مشت عليها بسرعة.
قرابة الخمسة الفجر يلا رجعت بس فتحت باب الشقة حست عليَّ، صاحت هذه أنتِ يمة ديرو؟
رميت المفاتيح الميز ورحت لغرفتها. فتحت الباب متمددة على سريرها تسبح
- اي اني حبيبتي لتخافين
- هاي وينچ تعطلتِ كلش، ظل بالي يمچ
- مو گلت اتأخر تعودي يا بيبي لتظلين شايلة همي دوم
- جوعانة؟ اگوم اسوي لچ لگمة تاكليها
- لا حبيبتي أكلت ورايحة أنام، كملي نومتچ أنتِ
بستها و طلعت لغرفتي غيرت ملابسي ونمت مباشرةً.
للسبعة گعدتني بيبي قبل ليگعدني المنبه
گمت بين ما غسلت وجهزت نفسي لگيت الريوگ جاهز شعور حلو لمن أرجع للدلال الصار لي سنين مفتقدته
توني كملت دأغسل إيدي سمعت الجرس رن، عرفته يامن نشفت ورجعت للغرفة جبت اغراضي وطلعت بس شافني صفن ب وجهي. أشرت له شكو!
- هالگد نايمة بحيث عيونچ صايرة ب لون الدم
زهرة: لا وين غير للخمسة يلا رجعت للبيت
يامن: يا خمسة! شگاعد تحچي بيبي قدر
تقربت من مسامعه ب همس.
قدر: بعدين احچي لك بس خطية صايرة تتوهم هواي
يامن: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
قدر: يلا أنزل قبلي نسيت موبايلي اجيبه واجي وراك
بس حچيتها نزل، رجعت لبيبي لازم اتلاحگ للموضوع قبل لتفضحني شكلي راح اعاني وياها كلش
- بيبي فدوة لتحچين بدوامي بالليل گدام يامن ميدري بيه لأن لو يدري ياخذ مكاني واني ما اريد أتعبه وياية
- يااا لعد غير تحچين من أول.
- ماكو مشكلة هسه بلغتچ ويا ليت تنتبهين أكثر منا ورايح لخاطري
- اي يمة صار معلوم لتشيلين هم
- بوستها وسحبت المفاتيح: اني اتأخر للمغرب لتظلين تلوبين عليَّ وبلكي من طريقي اجيب لچ جهاز موبايل وشريحة حتى كلما تحتاجيني تتصلين بيَّ ونخلص من هالسالفة وإذا صار شي ب غيابي شقة خالة جمالات على يسارچ بس بلغيها ومراح تقصر وياچ
- اي عفية زين تسوين جيب لي جهاز أخابرچ بيه لأن من ترحين لحد ما ترجعين واني فكري وياچ.
- تتدللين، يلا مع السلامة
حچيتها وغادرت الشقة. بقت تدعي لي بصوت عالي طلعت من باب العمارة صبحت على عمو حسين وصعدت بسيارة يامن متوجهين للدوام. وصلنا دخلنا لغرفتنا سوى
- يامن شنو صار ب مجموعتي
- على حطت إيدچ عمي ما قبل أحد يشرف عليهم گال مجموعتها وهيَّ اللي لازم تتعامل وياهم من البداية
- وهوَ المطلوب، آآآ زين والملفات شنو سويت بيها
- سجلتها وسلمتها لعمي وحطيت لچ نسخة ب لابتوبچ.
- عاشت إيدك، يلا خلينا نتوجه على عملنا
- يلا
نزلت للطابق الثاني ب وجهي الغرفة الخامسة طرقت الباب ودخلت البنية همْ نايمة، كلما أريد أتعرف عليها يصير شي يعيق تعارفنا ما اعرف شنو سالفتها
سديت الباب و طلعت تحول نظري على الغرفة الرابعة دنشوف هالثاني شنو وراه، طرقتها ودخلت متمدد السرير بس صاحي، صبحت عليه م جاوب كالعادة
تقدمت توني دأسحب الستار وگفني صوته.
- أريد أنام لتسحبيه.
- باوعت له ب قلة صبر: إذا ممكن يعني تنطيني من وقت حضرتك الثمين ربع ساعة مو أكثر نتكلم بيها
- لا مو ممكن.
حچاها وثنى إيده على عيونه رجعت الستار ب عصبية
دأغادر الغرفة استوقفني سؤاله:
- وين كنتِ؟
- عفوًا!
- الچ أكثر من أسبوع غايبة عن الدوام، وين كنتِ؟
- زوجي؟
- رجع ثنى معصم إيده على عيونه بدون م يجاوبني
تقدمت عليه. وگفت عند سريره ظل على نفس نومته
- ممكن سؤال
- لا
- زين أنتَ ما حاب تسأليني شي؟
- لا.
- ممم شنو أسمك أنتَ؟
- اكو دكتورة متعرف اسم مريضها!
- همْ صح والله ب هذه حقك، تنهدت ب عمق: زين بس انطيني موعد محدد تگدر تناقشني بيه
- اطلعي من الغرفة اريد أنام
- تمام، اني راح اعرف شنو وراك ب طريقتي الخاصة
درت وجهي. توني ماشية، گال:.
- لمن تكونين على قدر المسؤولية الحاملتها وتكونين دكتورة كُفء للمهنة القررتي تمتهنيها ساعتها يمكن راح تعرفين شنو وراية وورى غيري، وهسه تگدرين تغادرين الغرفة ب كل هدوء وتطفين الضوة وراچ
- ليش دتحكم عليَّ حكم مُسبق؟!
انطيني مجال أحاورك أولاً ومن ثم احچي اللي عندك
- الكتاب مبين من عنوانه.
- مثل ما المظاهر خداعة، احيانًا العناوين ايضًا تكون خداعة لذلك يحتاج من عندنا حتى نحكم على أي كتاب في مُتناول أيدينا أن نتعمق بدراسة جوهره جيدًا ونفك جميع شفراته من أجل أن يكون حُكمنا عليه حُكم مُنصف، نظرية إعطاء الحُكم بناءً على العِنوان نظرية جدًا خاطئة وإن كانت مُتفشية في المجتمع.
حچيتها وطلعت على غرف الشباب المصريين. تأخرت يمهم كلش للظهر يلا غادرت غرفهم مثل أول يوم.
صليت وتغديت بعدها نزلت للطابق الثاني
لگيت يامن توه طالع من الإدارية. إبتسم بس شافني
- ها شو ما اجيت على الغدة
- توني خلصت شغل مثل متشوفين، أنتِ شنو وضعچ
- زفت الله وكيلك مجموعة السنة كلش مُتعبة
- تاخذين مجموعتي ولو من هسه اگول لچ مجموعتي همْ مُتعبة حتى لتسبيني بعدين
- لا خليها اكيد ويا الأيام أتعود عليهم مثل كل مرة
- هسه وين رايحة
- للأخوات، صدگ فصلتوهن لو لا.
- لا عمي گال من تجي قدر هيَّ التفصلهن لأن رافضات الفكرة ميريد يضغط عليهن يريد يوكل مهمة إقناعهن الچ أنتِ بالذات كونچ الدكتورة المشرفة على حالتهن
- قرار جدًا سليم، عاشت إيده
آآآ زين لعد تجي وياية نقعهن، إذا ما عندك شي طبعًا
- اي ليش لا تتدللين.
مشيت قبله طرقت الباب ودخلت گاعدات على السرير وحدة بصف الثانية و يباوعن التلفزيون ب هدوء سرعان ما تلاشى وتحول إلى إعصار مُخيف ب مجرد ما شافن يامن دخل وراية!
ميلاف طفرت ورى السرير ضمت نفسها وعِناق إنجنت شكو شي يمها شمرته علينا على يامن بالتحديد وهيَّ تسب وتغلط عليه وتصرخ من أعماق گلبها
- هذا ش عنده جاي لهنا خليه يطلع بسرعة خليه يطلع
- اهدئي حبيبتي اهدئي، لتخافين محد يأذيچ
- لك حيوااااان ش جابك لهنا، اطلع من غرفتي اطلععع.
إلتفتت عليه مصدوم مثل صدمتي وأكثر، توني دايرة وجهي شالت عِناق الكرسي واجت تركض تريد تضرب يامن بيه تحركت السريع لزمت إيدها ب قوة، ظلت تقاومني أما يامن غادر الغرفة مباشرةً.
- ش جاچ أمي اهدئي ولتخافين طلع خلص مراح يجي
- وينه ليش راح خليه يرجع، صيحي له يلا صيحي له
حچتها وهيَّ فاقدة تمامًا ظلت تفتر على نفسها وشكو شي بالغرفة كسرته أخر شي سحبت الألمنيوم مالت إطار الميز وفتحت الباب، طلعت وراها أركض.
المصحة كلها إلتمت على هوستها حتى المدير، باوعت حولها ب خوف تصرخ على كل الموجوين بالمكان، ما اعرف بشنو كانت تحس بس كل الأعرفه البنية مو بوعيها واكو شي قوي وصلها لهذه المرحلة الصعبة
يامن واگف وراية باوعت له ب هستيريا ورجعت نظرها على جهة اليسار هذا الشاب واگف بباب غرفته يشاهد منظرها غير المألوف، ما اعرف شنو صار وليش صار!
فجأة ركضت ب إتجاهه رفعت قطعة الألمنيوم وضربته على راسه ضربة على أثرها سقط الأرض...