رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثالث والعشرون
أدَعيّ القوّةْ،
أُحاوِلُ أنْ أكُنْ أكثَرُ صَلابةْ.
لِ عَقْليّ أَنْصِتُ بِ اِستِمرارْ
لِ قَلْبيّ لَيسَ هُنالِكَ لي أيّ اِسْتِجَابةْ.
اتكأت على اِطار الباب أمنع نفسي من السقوط، الگاعد يصير داخل غرفتي شي يفوق الخيانة! الشي الگاعد يصير هوَ عبارة عن جريمة كُبرى بحق الدين الإسلامي يهتز لها عرش رب العالمين، أني وين وهمَ منو؟!
بعدت نظري عن بشاعة صورتهم ونزلت على الأرض ما عندي طاقة بعد للمزيد من المقاومة، سمعتها بعدته عنها بضحكة قذرة وكنت متأكدة ب يقين القول هيَّ قاصدة تسمعني الكلام الراح تنطقه بعدما عرفت بوجودي داخل الغرفة لأن وبكل بساطة هيَّ الرسلت مُبين حتى يبلغني بعلاقتهم أو على أقل تقدير تعمدت تسمعه الكلام الدار بينها وبين أبوه لأن تعرف كلش زين راح يجي ويوصل لي حديثهم بالحرف الواحد لكون الموقف اللي همَ بيه ميتقبله حتى عقل الطفل.
- حبيبي هواي مستعجل وأني ما صدگت أخلص من قدر حتى أنفرد بيك ونسولف.
- اللي هيحصل دلوقتي بيننا أحلى من ستين كلام.
سمعت صوت قُبلاته المُقززة رجعت منعته بنبرة الضجر
- أهووو وتالي وياك أصبر أريد اگول لك شغلة.
- قولي يا ستي.
- يامن يومين ويرجع، اترجاك تتصرف ما أريد هالزواج يتم خلينا نواجههم بعلاقتنا ونترك كل شي ورانا ونتزوج ماكو واحد يستاهل نضيع هالحب علموده.
- رجعنا للقوانة نفسها!
- أريد أعرف أنتَ تحبني لو تحبها على منو دتضحك!
- بحبك أنتِ مش محتاجة كلام، بس ارتباطنا دلوقتي مينفعش ومتسألينيش عن للسبب.
- لا لازم اسألك لأن ضحى مو مغفلة حتى تاخذ حاجتك منها وبعدين ترميها، أني غير قدر الغبية.
- أنا قصرت معاكِ في حاجة، في يوم طلبتِ مني حاجة وما لقيتهاش عندكِ في ظرف ثانية لو مهما صعبت؟ تكلمي يا ضحى متحرنيش كده في وجهي.
- المسألة مو فلوس وذهب ومتطلبات مادية، المسألة مشاعر واحنا مشاعرنا لبعض مو لقدر ويامن ليش مُصر تدفنها بس لأن خايف من مواجهة الواقع.
- ه أواجهوا، أنا أوعدك هيجي اليوم و أواجهوا بس أصبري عليَّ شوية.
- إلى متى هاني؟! زواجي بعد أيام بسيطة شلون أواجه يامن وأني سلمت نفسي لك من أشهر طويلة.
- بس أنا وعدتك ه أعملك عملية ترقيع عند أحسن دكتورة وكده هتمشي الأمور تمام ولا من شاف ولا من درى.
- يعني أنتَ هذا همك! زين تزوجت وبعدين؟ فهمني شلون تگدر تسلمني لغيرك وينتهي كل شي بيناتنا.
- ومن اللي قالك هينتهي؟! أنتِ مُلك هاني وهتفضلي مُلكو طول العمر.
- لا والله! يعني تريد علاقتنا تستمر حتى بعد الزواج
- ومتستمرش ليه؟ ما أنتِ كده كده نهايتك هترجعي لي يا بنتي وهيجي اليوم التاخذي فيه محل قدر بس خليكِ وراية علشان متندميش.
- دتكذب، واضح الكذب بعيونك.
- تعالي قولي لي هوَ مين اللي بدأ في العلاقة دي أنا ولا أنتِ علشان أعرف أقول لك إيه؟
- أني لأن مو ب يدي، حبيتك وتعلقت بيه وأني يوميا أكبر بحضنك وبين ايدك، وحاولت أبتعد والله حاولت لذلك وافقت على يامن بس ما گدرت انساك.
- طب متقوليش بتكذب علشان لو أنا اللي كنت بادي في العلاقة دي نقول عندك حق بس أنتِ البديتِ وأنتِ اللي جريتيني للأمر ده لحد ما اجبرتيني أتعلق فيكِ زي ما أنتِ متعلقة فيَّ ويمكن أكثر.
- وأنتَ ليش ما صديتني؟ ليش طاوعتني إذا تعرف علاقتنا غلط.
- مش غلط يا ضحى واللهِ مش غلط بس المسألة كلها محتاجة لشوية وقت وبعدها كل واحد فينا هيعقد في المكان الصح وأنتِ مكانك معاية، أنا تجوزت قدر لشكلها وهتجوزك لقلبك اللي ملكني وعيشني الحب بعد العمر ده، دأنتِ رجعتني مراهق يا بنتي
- ما أصدگ أريد ضمان حتى أتزوج يامن وأستمر وياك بدون مشاكل لأن أرجع وأگول أني مو غشيمة مثل قدر.
- اليلا دي كلها ب اسمك، عايزة ضمان أكثر من كده إيه
- تمنع قدر عن شغلها وقبل لا أطلع أني من هاليلا.
- ما تأوريش يا ضحى أنتِ عارفة أختك كويس عملها خط أحمر ما أقدرش أهوب ناحيتو
- والله لو هيچ لو انجبر أواجهها بالحقيقة وعليَّ وعلى اعدائي.
- حاضر ه أحاول الاقي طريقة أمنعها فيها بس خلصيني.
- مو تحاول توعدني.
- طب يا كرز أوعدك، يلا بقى أنا جبت أخري كفاية دلع وقربي مني علشان تريحيني.
- تتدلل يا قلب كرزتك.
طول الكلام وأني مذهولة بس من سمعته ماخذ لقب يامن بكل صلافة فوگ ما أخذ منه زوجته، اِنصعقت.
تبادلوا القُبل ب طريقة مُقرفة، ثواني وأصوات نشوتهم طغت على هدوء المكان، نهضت بصعوبة انظر من العين السحرية وصلوا للسرير متقاربين بشكل حَميمي!
روح: قدر دخيلچ لتكملين جسمي ظلي يرجف. دارت وجهها واللون مخطوف، رجعت باوعت لي: لو لا كملي حتى ترتاحين معليچ بيَّ الصدمة أكلت عقلي.
قدر: كافي لهنا أساسًا صعب عليَّ أكمل الباقي.
روح: لا حبابة احچي أريد أعرف شنو سويتِ وهمْ إذا تردين الحقيقة بالي يم أطفالچ الأعرفه ما عندچ طفل هسه انصدمت بدل الواحد اِثنين، وينهم أخذهم الحقير مو صح، كملي قدر عفية شلون تصرفتِ
قدر: ردت أرتكب بيهم جريمة، سحبت السلاح وطلعت
روح: سلاح! ليش منين جبتِ هالسلاح؟!
قدر: سلاح هاني.
روح: وشنو صار، شلون كانت ردة فعلهم من اِكتشفوا وجودچ بالغرفة خصوصًا طليقچ؟!
قدر: فزوا على صوت الباب، هيَّ عادي عندها لأن أرجع واگول متوقعتني موجودة بس هوَ إذا أكو كلمة تفوق الصدمة ف راح استخدمها حتى أوصف حالته.
هاني: قدر! هوَ بيحصل إيه! دخلتِ للوضة إزاي؟!
قدر: بالطريقة نفسها الدخلت بيها ل حياتي يا قذر.
بس رفعت السلاح ضمت روحها خلف ظهره.
قدر: استروا اجسامكم القذرة بسرعة.
لبسوا مُباشرةً، تقدمت أكثر رافعة السلاح ب اِتجاههم
هاني: نزلي السلاح يا قدر، متتهوريش أرجوكِ.
قدر: هه خايف من الموت لو خايف من الفضيحة ما بعد الموت لو لتكون خايف عليَّ أقتلكم ب وقت واحد ويضيع مستقبلي من وراكم.
ضحى: قدر أني...
قدر: اي أنتِ شنو؟! سمعيني يلا سمعيني.
ضحى: أحبه ويحبني همْ ورغم الغلط ورغم الحرام ما راح نندم على هالعلاقة يا ليت تستوعبين هذا الشي وتنسحبين من بيناتنا بكل هدوء ومن غير مشاكل.
هاني: أنتِ بتقولي إيه يا بنت المجنونة!
قدر: ليش دتسكتها مو هيَّ هذه الحقيقة السمعتها من حلگك قبل دقائق لو سمعي بيه خلل؟!
هاني: غلطة يا قدر وهتتصلح متتسرعيش وتندمي.
ضحى: هه غلطة؟! هذه غير غلطة التخليك تضحي باليلا العايشة بيها مرتك حتى ترتكبها.
قدر: ضحى ليش؟!
ضحى: لأن هوَ هذا اللي المفروض يصير من بعد كل النفوذ والاِستحواذ الكنتِ عليه من صغرچ ولحد هذه اللحظة.
قدر: يعني؟!
ضحى: يعني ضحى كبرت مو نفسها الطفلة التتحكمين بيها على مزاجچ وبالطريقة الترضي غرورچ، نامي، لتنامين، هذا مسموح وذاك ممنوع، هذا صح وذاك غلط، لتبطلين، لتزعلين، صالحي يامن، نصي صوتچ، تأدبي وأنتِ تتكلمين ويا المُقابل، أني أختچ ومن واجبچ تحترميني، كلمتي هيَّ المسموعة لأن محد يعرف مصلحتچ غيري، لسانچ طويل قصريه، صلفة لتصيرين، حسني من طباعچ لأن دتنكرهين.
قدر: بلا إذا أمچ عايشة وحاولت تربيچ وتقوم سلوكچ بصورة مضاعفة للصورة الأني ربيتچ بيها عن طريق توضيح الصح من الخطأ والحلال من الحرام، همْ راح تواجهيها بمثل هالكلام لو شنو بالضبط؟!
ضحى: أنتِ مو أمي وعمرچ ما صرتِ أمي، أنتِ مجرد اِنسانة جربت طعم الاِستبداد عن طريق التسلط على الغير وعجبها طعمه ف حبت تستمر بيه.
قدر: هذه أني؟!
ضحى: اي أنتِ، هواي شفتِ نفسچ واِنغريتِ بسبب مديح الناس المُستمر وكلامهم الحلو بحقچ، قدر لبوة قدر قوية قدر ناجحة قدر صاحبة مسؤولية قدر ماكو بنية مثلها بصلابتها وقوتها، على شنو بلا! ترى ترحين وترجعين تبقين خلگ وحدة متملقة ولوگية تحاول تكسب العالم باللسان الحلو وهيَّ داخلها حنظل.
قدر: شنو سر هذا الحقد التحمليه بداخلچ اِتجاهي؟! معقولة يعني أختي مريضة نفسيًا واليوم بس يلا گدرت اكتشف هذا الشي!
ضحى: والله إذا أكو مريض بيننا ف هوَ أنتِ مو غيرچ
هاني: بس بقى يا ضحى، قدر أسمعيني...
قدر: أنتَ بالذات ما أريد أسمع صوتك.
صرخت من گلبي وسحبت الأقسام، رجعت الحقودة ضمت نفسها وراءه، ضحكت ونزلت السلاح.
قدر: متصورين راح أوسخ ايدي ب اِثنين ما يتعدون الحشرات النكرة وأضيع نفسي وأطفالي، لو تعتقدون يعني راح أحاسبكم بمكان رب العالمين وإذا حاسبتكم تظنون حسابي يجي شي يم حسابه وسخطه!
أني أجاوب، أكيد لا، كونوا على يقين إنَّ الله يمهمل ولا يهمل وساعة اليحين موعد حسابه لكم راح تتمنون لو قاتلتكم بهذا السلاح ألف مرة ولا لحظة أو لا ربع لحظة من عقابه الصارم وغضبه الشديد، هذا مو زنا عادي زنا محارم وزنا المحارم تهتز له السماوات السبع إلى أن يصل ببشاعته إلى عرش رب العالمين.
حچيتها وتوجهت للباب فتحته وغادرت، حتى الكلام ضاع مني بعد كل شي سمعته وشفته داخل هالغرفة.
رحت ل غرفة ضحى مقفولة من الخارج لأن محتجزين أولادي بيها حتى لا يشوفون قذارتهم، فتحت القفل كانوا جالسين يلعبون بكل براءة بس شافوني ركضوا يتسابقون ل حضني، أخذتهم وطلعت بعدني ممتجاوزة الباب الداخلي قطع هاني عليَّ الطريقة.
هاني: رايحة فين؟! مفيش خروج من المكان ده.
قدر: هه بطران، من كل عقلك أبقى بعد كل شي صار
هاني: هتفضلي يا قدر غصبًا عنك هتفضلي، وإلا.
حچاها وسحب الأولاد مني! اِنجنيت دأخذهم منه مرة ثانية وجه لي لكمة قوية على زندي اِنسحنت روحي.
هاني: يا تخرجي من هِنا ل وحدك وتتحملي كل اللي هيجرى لك مني يا تفضلي علشان تحافظي على بيتك وجوزك وأولادك وهيَّ تتجوز يامن ويرجع كل شي لمكانو الصحيح، غير كده مفيش عندي كلام ثاني.
تجاهلت ألم ايدي وتقدمت عليه أصرخ ب غضب.
قدر: ولك حرام، أني وهيَّ اِثنيناتنا حرمنا عليك بعد عملتكم هذه النجسة، بعدين أنتَ دتحچي بكامل قواك العقلية لو لسه متعرفني بعد عشرة هالسنين! مو أني الأخدع أخوية واطعنه بظهره حتى لو بهالشي مصلحتي لأن هذه الأفعال متمثلني تمثل بس هالقذرة الواگفة وراك وهسه بس تأكدت فعلاً الطيور على أشكالها تقع.
ضحى: متشوفين نفسچ وگعتِ بينا.
هاني: اسكتي أنتِ، قرري يا قدر جنونك وله العيال؟
قدر: أفضحكم هاني تعرف شنو يعني أفضحكم، قسمًا بالله أخليك تتمنى لو ميت على سريرك ذاك ولا العار الراح يلاحقك طول العمر بسبب هالنزوة.
بس حچيتها سحبني من شعري بقوة سقطت للأرض.
هاني: هاني ما بيتهددش يا بنت الكلب سامعة وله لأ ودلوقتي أنا ه أعرف إزاي أرجع لك لأصلك الوسخ اللي خرجتك منو وعملت منك بني أدمة ليها صوت.
سحلني من خُصلات شعري يحاول يسحبني ل خارج اليلا صرخوا الأولاد خوف من المنظر، رادوا يتبعوني مسكت بيهم ضحى، دفعته حيل ورجعت لها بحركة سريعة ملخت شعرها ما تركته إلا بعدما سبحني هوَ عنها، رميت خُصلة الشعر من ايدي وأخذت أطفالي.
ضحى: هاني خليها تجيب بَينة ومُبين لتاخذهم وياها
قدر: امشي ولچ ×××× عشم أبليس بالجنة أخليچ لچ ولدي وأروح، مصدگة روحها العار.
سحبتهم من ايدها وطلعت وياه، أخذني ل وحدة من شققه كنت مفكرة ابقى بيها كم يوم أستعيد نفسي وأرتب تفكيري حتى أتصرف بعدها مثلما أريد لكن مع شديد الأسف جاءت الأقدار ب عكسِ ما أرغب.
- أسمعيني كويس، عايزة تفضلي بالعز والدلال فوق راس عيالك معززة مكرمة أهلاً وسهلاً فيكِ مش عايزة هتخرجي من المولد بلا حمص وه أسحب منك كل اللي اديتهولك يا قدر واللي ما اديتهولكش كمان حتى شهادة الجامعة وتعرفي جوزك كويس لو وعد صدق.
- تحلم أبقى وياك وشتريد تاخذ أخذ ميهمني بعد، أما ولدي ف ذولي حقي والحق متگدر تسلبه من أصحابه مهما كان نفوذك ولو شگد ما حاولت، صدگني.
اثناء مگاعد أتناقش وياه راحت كهرباء الشقة ورجعت بسرعة مرتين على التوالي، كلمة مني كلمة منه كبرت المشكلة وهوَ ساعة الغضب يتحول حيوان بدون ضمير.
لزمني نهاني بين ايده أمام أنظار أطفاله، منا ضخامته وقوته ومنا أني من هول الصدمة حيلي رايح ما گدرت حتى أرفع ايدي أدافع بيها عن نفسي.
جنزني، جسمي تشوه ب يده، أخر شي سحبني بعنف من شعري متوجه بيَّ لغرفة المنام دفعني للداخل حيل يصرخ بغضب عارم.
- خليكِ هنا زي الكلب وفكري كويس، يوم واحد مش أكثر وه اجي علشان أخذ منك الجواب، لو ركبتِ راسك وأصريتِ على العناد ده ه ينقضي عليكِ يا قدر.
حچاها وقفل الباب، تقدمت بسرعة أضرب عليها حيل وأصرخ باسمه أريده يفتح ماكو! خفت لياخذ الأولاد ويروح ف اضطريت أسايره بينما ألگى حل للنجاة.
- هاني إذا تريدني أفكر راح أفكر بس لتاخذهم.
ماكو أي جواب! حاولت وياه أكثر من مرة بلا نتيجة أخر شي من التعب جلست بظهر الباب، دأسمع أصوات شهگتهم صح گلبي ينفطر عليهم بس على الأقل هيچ اطمئن همَ بعدهم وياية وبالقرب مني.
بقى يمهم فترة طويلة، فجأة سكن بكاؤهم! نهضت على حيلي خايفة طرقت الباب اسأل عن السبب ماكو رد فجأة سمعت صوته غادر الشقة فقدت عقلي معقولة أخذهم وراح! والله إذا سواها صدگ أموت ب مكاني.
اِنجنيت، بقيت أروح وأرجع داخل الغرفة بتوتر صعب ينوصف، تعبت حيلي اِنهد، شنو الذنب الإقترفته بحق ضحى حتى تجازيني بكل هذا الغدر! خيانة الرجُل متهز شعره من راس قدر أني الهزتني خيانة نفسي!
من الحركة السريعة احتريت، شغلت السبلت ورجعت خطوتين للميز صار اِنعكاس صورتي أمامي وجهي من كُثرة الضرب متشوفه مثله مثل باقي انحاء الجسد بس بسبب وجع روحي ما گاعد أحس بأي ألم.
ثواني وراحت الكهرباء، رجعت اِجت ورجعت راحت طفيت السبلت بسرعة أكو خلل بيها من أول ما دخلت للشقة لاحظته خليني أتحمل الحر ولا الظلمة.
ما فاد، بقت تروح وترجع ب اِستمرار وبسرعة رهيبة فجأة وأني رافعة راسي أراقب الضوء سمعت صوت فرقعة قوية بداخل الشقة وراها اِقتحم صُراخ أطفالي المسامع يحاولون يستنجدون بيّ.
تقدمت على الباب بسرعة احچي وياهم، طرقتها حيل أصرخ بصوت عالي الكهرباء طگت بالغرفة المنومهم بيها وأني محجوزة هنا شلون راح أنقذ حياتهم!
لا عندي موبايل لا سلاح ما أملك غير صُراخي المرتفع وشوية من القوة الجسدية الحاولت أكسر بيها قفلي الباب لكن من دون جدوى.
أصواتهم اِرتفعت والحركة خارج الشقة صارت واضحة أسمعهم يصرخون بطريقة مُرعبة وكأنهم دينازعون الحياة وويا كل صرخة تخرج منهم تخرج روحي وياها وترجع بسبب قلة الحيلة وضعف الحال.
دقائق ما أگدر حتى أذكر تفاصيلها اِنتهت ب كسرهم للباب واِخراجي من داخل تلك الغرفة المشؤومة، قبل لا يحچون وياية ركضت للغرفة الثانية ردت أدخل أكثر من واحد تقابل عليَّ قيدوني يمنعوني أتحرك أكثر.
أباوع للنار منتشرة بجميع زوايا الغرفة وكأنها قعر من الجحيم، دعيت هواي دعيت يا رب كون ماخذهم وياه يا رب تكون الأصوات السمعتها مجرد تهيؤات حدثت داخل عقلي نتيجة الفزع من خشية التفكير بحقيقة الموقف إذا ما أصبح واقع وخسرت أولادي.
وللأسف هذا هوَ الصار فعلاً، اِستخرجوهم من داخل نيران الحقد مثلما تُستخرج الروح من الجسد، الوجوه مفحمة والأجساد مُتآكلة ما باقي من أطفالي غير الأثر.
سقطت على الأرض فورًا مغمى عليَّ وهذه كانت المرة الأولى اللي اِنهاريت بيها بحياتي وما گدرت أتجاوز هذا الاِنهيار إلى بعد رحلة طويلة مع العلاج النفسي قبل الجسدي.
روح: قدر شبيچ؟ قدر شو باوع لي، دكتور يامن...
ما أعرف شنو صار وياية بس فصلت عن العالم لدقائق بسيطة ومجرد ما فتحت عيني لگيت يامن ورسول أمامي وروح جالسة بالقرب مني تمرغ معصم ايدي.
رسول: خوفتينا عليچ، ليش هيچ دتسوين ب روحچ؟
روح: أني صوچي كانت دتحچي لي عن حياتها ويا هذا العار من وصلت لأطفالها ما سكتتها هيَّ هنا اِنهارت
يامن: ممكن تسمحوا لنا ب دقيقتين على اِنفراد؟
روح: أكيد.
بس غلقوا الباب، نزل على ركُبه بمستوايا ماخذ ايدي بين ايده ونظرات عيونه تتمعن عيوني بألم.
- ارتاحيتِ هسه من حچيتِ عن اللي بداخلچ لغيرچ؟
- شلون تريدني ارتاح وحضرتك تمشكلت وياه لا وبعد رفعت ايدك عليه ترى هوَ جاي لهنا ك وزير مو ك فرد من أفراد العائلة حتى تقرر تصفي حسابك وياه بمكان العمل.
- ماكو فرق.
- لا أكو، تخيل بس يخليك براسه ويفصلك عن عملك شنو راح يصير ساعتها حاچيني؟!
- طز ميهمني هوَ وهذا الحذاء اللابسه برجلي مو يامن اليخاف من حيوان مثله وأنتِ تعرفيني.
- صار عندهم ولد تدري؟
- ادري بس حتى هذا الشي ما عاد يهمني، كلهم على بعضهم صاروا ميهموني ليش بعد دأشغل نفسي بأمور حياتهم النجسة، أكو واحد يترك الهواء الطلق المنعم بيه علينا رب العالمين وينزل راسه داخل بالوعة القذارة
- شوكت دريت؟!
- قبل فترة شفتهم ناشرين الخبر ببيج ×××× وحتى بيومها أنتِ سألتِ شبيك لأن شكيتِ بوضعي تحديدًا بنفس اليوم التبلغتِ بيه بخبر رمي بيبيتچ بدار العجزة بس أني ما حچيت الحقيقة حتى لتنغثين.
- اِتصلت بيك مو؟ تتصل أكيد مثلما اِتصلت على يُمنى الله يرحمها، اعترف يامن ترى أني من يومها شاكة
- اي اِتصلت.
- وشنو تريد بلا هذه الصلفة!
- يعني اِعتذار على ندم وأمور ثانية بعيدة عن المنطق.
- هه من كل عقلها تگدر تغريك مرة ثانية مثل السابق
مسحت دموعي، نظراته قلقتني نفضت كفي الثاني من ايده بعصبية.
- أثرت بيك؟ معقولة نجحت تهزك بكلماتها المكذوبة!
ضربني على راسي بظاهر الكف حاد ملامحه بعبوس.
- ثولة لتصيرين قدر، ثولة شنو؟ لتصيرين.
- لعد شنو معنى نظرتك التغيرت أول ما ذكرت ضحى.
- مقهور عليچ غبية، ما أحب أرجع أشوفچ ب هالضعف ولا أتحمل ألمح الدمعة بعيونچ، يا ضحى هذه الگاعد تحچي لي عنها ومنو هيَّ أصلاً ضحى ما أعرف وحده تحمل مثل هذا الاسم ولا بعمري عرفتها.
- كافي شنو هيَّ مرة ثولة مرة غبية عدل اسلوبك.
- من تعدلين تفكيرچ المعوق.
- اِنكتم.
- تمون بلوة عمري، فدوتچ الكرامة بس خليچ قوية.
- أنتَ البعثت لي روح مو صحيح؟
- اي حسيتچ محتاجة للكلام وأني مستحيل راح أگدر أفيدچ بهذه حالة، ف شفت روح أنسب حل.
- زين سويت، كنت مخنوگة كلش من فضفضت لها عن اللي بداخلي حسيت اِرتاحيت شوية.
- تحبين أخذچ للشقة ولتفكرين ب عمي أني أتصرف.
- لا أكمل جلساتي، ماكو شي يطلعني من هالمود غير العمل وأنتَ همْ أرجع على مجموعتك لتخاف أني بخير
- عفية بالسباعية، يلا گومي غسلي وجهچ.
اِبتسمت بوجهه مجاملة ونهضت، وگفت على المغسلة أباوع لشكلي بالمرايا هاي شنو صاير بيچ قدر!
غسلت وطلعت ويا يامن من غرفة المكتب بلا ما اهتم لتعب ملامحي، توجهت للطابق الثاني مجرد ما اِنفتح باب المصعد وخرجت منه شفت أمان ماخذ مسافة مُتقدمة عن غرفة شغف متوسط الممر ب وقوفه ايده خلف ظهره واقدامه متباعده عن بعضها بشبرين يباوع ب اِتجاه المصعد وكأنه دينتظر قدوم أحد؟!
ثبت عينه داخل عيني وترني ب نظراته، نصيت راسي وكملت الطريق من وصلت يمه أخذت جهة اليسار حتى اجتازه، تحرك خطوتين ب اِتجاهي قاطع عليَّ الطريق بجسمه، بدون ما أرفع نظري طلبت منه يبتعد.
- أرفعي راسچ من تحچين وياية.
- أبدًا مو وقتك هسه.
- أرفعي راسچ الخضوع مو لچ، تاج القوة راح يسقط إذا كملتِ طريقچ بهذا الضعف.
رفعت راسي مثبتة عيوني عليه بتحدي، اِبتسم بنصر.
- اي هيَّ هذه قدر باشا الأعرفها.
باوعت على أنحاء الممر خايفة ليكون أكو أحد سمعنا.
- اششش شبيك أنتَ لخاطر الله.
- نسيت أني وين، مرتي.
- أمان!
- دكتورة.
- وخر من وجهي أريد أروح ل شغف.
- روحي منو لازمچ.
- شلون وأنتَ ب وگفتك هذه ساد الطريق عليَّ.
- اِخترقيني مثلاً.
- شنو شايفني شبح وما أدري؟!
- لا روح.
- أستغفر الله العلي العظيم وأتوب إليه.
حچيتها بضجر وملت لليمين، قبل لا أتجاوزه رفع ايده لمس وجهي ب طرف أصبعه من الأذن وأكمل اللمسة لمنتصف الشفة بسبب خطواتي المُتحركة، رفعت عيني على الكاميرات ورجعتها عليَّ قبل لا أنطق حرف گال.
- مسربت ومجنون واِثنينهم ما عليهم حرج.
- زين والله تعرف نفسك.
اِستفزني ب اِبتسامته الباردة، تركته ودخلت على شغف شغلت وقتي بيها للظهر توجهت لعِناق وميلاف ما بقى شي كله أسبوع ونرجعهم على غرفهم الخاصة.
ما صدگت يخلص دوامي، وصلني يامن للشقة أول ما دخلت استلمتني بيبي من الباب بعدما شافت التعب على وجهي، حاولت أخفي عنها الحقيقة بس صممت إلا تعرف وأني منا ما لي مزاج للجدال، حچيت لها كل شي.
- وألطمة على حلگة اليحچي بيه شبيچ ثولة!
- يامن ما قاصر تعارك وياه وصارت مشكلة ش كبرها بحضور الموظفين حتى طرد طرده بس غلط بيبي هوَ يظل مسؤول واحنا تحت أمرته هيچ راح نتأذى.
- وليش خايفة منه وأنتِ صاحبة حق؟!
- أني ما خايفة منه، خايفة على يامن وعلى مستقبلي لأن ماكو واحد يستاهل نضحي بتعبنا علموده.
- أحچي لچ فد سالفة صارت وما تزعلين مني؟
- أكيد ما أزعل ليش أني أگدر أسويها.
- اِجت هذه الخنزيرة للشقة ب غيابچ قبل زواج عادل وطردتها.
- شنو بيبي...
- أعصابچ مو گلت طردتها وما خليتها مجال تحچي.
- ولهذا السبب رجعت لگيتچ تبچين وما قبلتِ تگولين الحقيقة، طلعت ضحى ورا هالموضوع!
- ما ردتچ تنغثين، ما تسوة تقهرين نفسچ علمودها.
- والله حلو اللي ديصير، الخاتونة رجعت تريد تصحح العلاقات بس حتى تعاندني وتقهرني.
- ما تگدر تصلح صخامها يمة ليش الشي السوته شوية
- وأنتِ ليش كنت تبچين، بس لا حنيتِ!
- لا يبيبي بس عزت عليَّ الأيام القديمة ببيتنا ذاك أمچ وأبوچ عايشين وأنتن بيناتهم حبايب ووحدة متعلقة بالثانية، وين چنا ووين صرنا أخ من الدنيا وغدرها.
- الدنيا شعليها بيبي! ناسها همَ اليغدرون لتذبون اللوم عليها هيَّ تمشي ويا البشر بالطريق اللي هوَ يختاره
- دگومي غيري ملابسچ حتى أصب الغدا
- ما أشتهي بيبي واترجاچ لتضغطين عليَّ نفسي لعبانة ما أريد شي غير بس أنام.
- راح أسكت اليوم لأن مقدرة وضعچ.
قَبلت راسها ونهضت ل غرفتي، نمت مُباشرةً، گعدتني بالتسعة إلا عشرة سبحت وبينما صليت جهزت لي الأكل خطية، توها حطت الصينية يمي رن الموبايل.
- أكلي أني أجيبه لچ.
حطيت أول لگمة ب حلگي طلعت موبايلي ب يدها.
- همْ المسربت! هذا الله مسلطه عليچ لو مسلطچ عليه
أخذت الجهاز ب اِبتسامة ورديت.
- خير.
- واگف لچ مسافة عن باب العمارة، نزلي لي.
- نعم!
- تنزلين لو أصعد أني أخذچ بنفسي.
- ما أگدر هسه، توني دأكل.
- أتركي الأكل مو وقته.
- كافي.
- دقيقتين وأصعد مو أكثر وأعتقد جبرتيني.
حچاها وسد الخط بوجهي باوعت للشاشة مصدومة!
- ها بيبي صاير شي؟!
- اي ولازم أروح بس لتخافين هالمرة ما راح اتأخر.
نهضت للغرفة، طول ما أني أغير بملابسي هيَّ تدردم ما مقتنعة بخروجي المُفاجئ خصوصًا ما أكلت شي لا العصر ولا حتى بالليل، راضيتها بكلمتين ونزلت لگيته ينتظرني بنهاية الشارع، صعدت وياه بدون سلام شغل السيارة وتحرك مُباشرةً وين ما أدري!
- على وين العزم إن شاء الله! حالة جديدة من حالاتكم المتخلص تحتاج للعلاج لو مُغامرة مُختلفة من مغامرات على بابا والأربعين حرامي؟!
- لا مُغامرة سندريلا والأمير بعد منتصف الليل.
- أنتَ الأمير! هه كان يا مكان في قديم الزمان أكو فد مسربت غفى بالليل بدون لحاف حلم نفسه صار أمير
تجاهل كلامي ب اِبتسامته الباردة، اِضطريت اسكت، يعني لو ميريد يجاوبني وين رايحين مستحيل أگدر أجبره على الرد.
كملنا الطريق واحنا ساكتين، وقف السيارة عند مطعم من المطاعم الفخمة، بعدني أتفحص تفاصيل المكان بعيوني المصدومة فتح الباب يأشر لي بالنزول.
- ليش وگفت هنا؟!
- نتعشى.
- وشنو المناسبة!
- عاجبني نقضي ليلة سوى بشوارع القاهرة، أكو غلط؟
- اي طبعًا أكو.
- احتفظي بيه لنفسچ لأن بالنسبة إلى ما أشوف أكو أي غلط بالموضوع، مرتي.
- أمان أسمع...
- أنزلي عاد.
حچاها وسحبني من ايدي، هوسة كلش ما گدرت أخذ وأنطي وياه بالكلام، صعدنا للطابق الثاني الاجواء رومانسية كلش رقصات عشاق على موسيقى هادئة واضواء خافته تزين تفاصيل المكان، حاجز الطاولة سحب الكرسي انتظرني اگعد وراح گعد مقابيلي.
- أمان!
- يسار صدري.
- ليش دتسوي هيچ ممكن أفهم؟!
- لأن أحبچ.
خفق قلبي بشدة، فجأة فزيت مرعوبة، أني موجودة بالشقة داخل غرفتي وعلى سريري! شنو معقولة دأحلم زين ليش دأحلم بيه! يا ربي دخيلك راح يجنني.
كفيت الغطا ونهضت حتى أصلي، ما أعرف وين ناوية تتجه الأقدار بيچ يا قدر وشنو مخبي لچ المستقبل!
إلى أينَ تَتَجِهُ الأقدارُ وَلِما يَرُومُ البَشَرْ؟
هَلْ هُنالِكَ لِلحَقيقَةِ مُستَقَرْ؟
أمْ أنَّ مَعَ الأَيامِ سَ يَلعَبُ الشُجاعُ ما بَينَ الكَرِ وَالفَرْ؟!
هَلْ يَنجُو الصِدقُ في حَالِ قَولِهِ
أمْ يَدثِرُهُ الكِذبُ في قَعرِ الجَحيمِ بِ وادٍ مِنْ سَقرْ؟!
مَاذا بَعد هذا الخَبَرْ؟ مَجْنونٌ في هَيئَةِ عَاقِلْ، لِمُغامَراتِهِ المَرفوضَةِ يُواصِل، حَتى يَخلِطُ الحابِلَ بِالنابِلْ، يَعتَقِدُ أنَّ الشَرَ مَصدَرٌ لِلقوةْ، وإنَّ الخَيرَ زُرِعَ في دَاخِلِ الإنسانِ هَفوةْ، إلى أنْ لَبِسَ قِناعَ القَسوةْ، وَباتَ يَحصِلُ عَلى ما يُريدُ مِنَ الحَياةِ عَنْوة، قِفْ يا هذا وَكُفَ عَنْ الهُرَاءْ، فَما بَعدَ الشَقاءِ إلا العَناءْ، وَما بَعدَ التَّأَنَّي إلا الهَناءْ، هيَّ حَواءْ، لا يَغلِبِ كَيدَها غَالِبْ، وَلا يُقَوِمُ سّلوكَها ناصِبْ، إنْ أرَادَتْ العِتاب تُعاتِبْ، وَإنْ نَوَتْ الحَرب تُحارِبْ، إنْ رَأتْ في الصَمتِ نَجاةً تَصمُتْ وَإنْ رَأَتْ في الكَلامِ نَفعٌ تَجعَلُ الدُنيا بِرِمَتِها لِكَلامِها تُنْصِتْ، هيَّ كَ الشَوكِ حَتى في أصعَبِ ظُروفْ المَناخِ تُنبُتْ، يَداها كَ جِنحِ الطَيرِ إنْ كَسَبتَ عَطفَها عَلى كَتِفيكَ جَهرًا بِحَنانِها تُربِتْ، هيَّ إنْ أمسَكَتْ لا تُفلِتْ.
هذا ما نَقولُهُ سِرًا، وَ هّوَ يُواجِهُنا بِ أفعَالِهِ عَلنًا.
فَ إلى أينَ يَنويّ الوصُولْ؟
وَ عَلى ما يُريدُ الحُصولْ؟
قُلنا ما نُريدُ قَولَهُ وَ الآن هّوَ فَقَطْ مَنْ سَ يَقولْ.
تَرَقَبوا مَعَنا المَجهولْ.
بعد يومين وببداية الدوام نزلت للطابق الأرضي قاصدة غرفة عِناق، عند الممر الخارجي وقفي صوت روح.
- انتظري لحظة شبيچ طايرة؟ جايبة لچ شلون خبر ما أدري إذا راح يفرحچ لو لا بس عن نفسي فرحت حيل.
- خير إن شاء الله؟!
- الوزير هاني عرفة، طليقچ، البارحة بالليل صاير وياه حادث مروع وهوَ حاليًا دينازع بالمستشفى بين الحياة والموت تحت تشديد أمني مُكثف حتى ليوصل الخبر للأعلام ولا يصير عند الشعب علم بالموضوع...