رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثالث والثلاثون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثالث والثلاثون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثالث والثلاثون

خُذْني مِني
خُذْني بَعيدًا عَنهُمْ وَعَني
فَ هُمْ يُريدونَ قَتليّ وَأنا لا زِلتُ أُريدُ الحَياة.
روح: يامن جاي للغرفة اطلع منا بسرعة.

سحب جسمه مني مُباشرة، عدلت نفسي بأعماقي أكو نار شابة اليلمسني هسه يتحول رماد شنو من موقف هذا الحطني بيه هالإنسان اللا أُبالي عديم المسؤولية والضمير وإلى متى راح أبقى أتحمل تصرفاته التي لا تُطاق، مهمة من أصعب بل أصعب المهمات المرت عليَّ بتاريخ مسيرتي بالتحقيق وحتى أگدر أوصل لهدفي بيها لازم أتحمل تبعاتها وأتحمل خُبث ومكر وقذارة ودناءة آل الثابت وعلى رأس القائمة أمان وابن عمه
أمان: قدر...

غمضت عيني بغضب أنطق الكلام من بين أسناني.
قدر: أششش أطلع من الغرفة بدون ما أسمع لك نفس
روح: صوت المصعد!
قدر: بظهر الدولاب بسرعة بظهر الدولاب لتظل صافن بوجهي اجى أخوية
باوع لي متعجب الطلب اِنجبرت أتوسله بنظراتي، رفع أكتافه بقلة حيلة وأضطر يسايرني متوجه للدولاب.

توه ضم نفسه دخل يامن من رهبة الموقف ما بيَّ بعد أسند طولي على أطرافي، باوعت بعيونه وگعدت على الكرسي، ظل صافن مستغرب منظري رفعت ايدي أعلى رأسي ونصيت بتعب تقدم بسرعة جثى على رُكبه يمي رفعت عيني عليه الضعف واضح بنظراتي اِحتضن كفوفي بين كفه ومرر أطراف أصابع الكَف الثاني على وجناتي يتلمسها برقة والاِبتسامة ملونة ملامح وجهه
يامن: شبيها بلوة عمري شنو الصاير وياها؟
قدر: ما ادري تعبانة، تعبت فجأة.

يامن: بشنو گاعد تحسين؟!
قدر: نفسي لعبت من كل شي يامن كارهة الدنيا كارهة الحياة كارهة الناس كارهة حتى نفسي
يامن: شنو هذه النبرة الجديدة أول مرة أسمعها منچ!
نظرت له بغصة ونصيت لازمة دموعي بصعوبة.
يامن: قدر شبيچ احچي لتخوفيني؟!

روح: ولو ما أحب أتدخل بيناتكم وعيب احچي مثل هذا الكلام بس أنتَ إن شاء الله صرت بمقام أخوية وتعرف هرمونات البنية تتغير بالشهر مرة وهذا بالضبط الگاعد يصير ويا قدر حاليًا ف حاول لتضغط عليها بالاسئلة هيَّ شوية وترتاح من كيفها وترجع لطبيعتها
بس حچتها نهض التوتر واضح عليه، فرك شعره وبدون ميباوع عليها نطق موجه لها الكلام وعيونه تتأملني.

يامن: أحمم تمام مفهوم نازل أني مجاميعكم بأمانتي وأنتِ خليچ يمها إلى أن ترتاح وإذا احتاجت شي أو حبت تغادر المصحة بس أبعثي لي خبر والباقي يمي
روح: عاشت ايدك متقصر.

أول ما غادر الغرفة طلع أمان من مخبئه، منصية بس عيوني عليه أريد أصرخ أريد أكسر أريد أفش قهري بيه بس للأسف ما اگدر واحنا بهذا المكان، تأمل نظراتي لثواني ضئيلة وراها اِنسحب مُباشرة ومن دون كلام لأن يعرف ماكو تفاهم بيناتنا وإذا حچى ما راح يسوي شي غير بس يخجل نفسه گدام البنية ويفضحني وياه
روح: نادر هذا الصندوق البيه قصاصات لا تنقلوه ويا الأغراض صعدوه لغرفة المكتب ويا دفتر الملاحظات.

نادر: من عينينا يا سعادة الدكتورة
روح: يلا لهنا وانتهى عملي تريدون شي لأن لازم أنزل مجموعتي بقت تحت إشراف دكتورة منه والدكتورة من غير شي اليوم مريضة وإلا كان كملت الباقي وياكم
نادر: مُتشكرين سعادتك سيبي الباقي علينا
توني طالعة من الغرفة الأولى شفتچ من دخلتِ لغرفة شغف وأمان ظل واگف بالممر دقيقة مو أكثر ودخل وراچ ساد الباب أني همْ خليت ونزلت للحديقة
قدر: لحظة لتكملين بس أريد أگول...

روح: وأني ما أريد أسمع ولا منتظرة منچ تبرير يعني لو أكو شي حابة تگوليه عن حياتچ الخاصة كان گلتيه من زمان من يوم ما فتحت لچ گلبي وحچيت عن حياتي مو تحچيه هسه بعدما صار هالموقف گدامي بس حتى تبررين لنفسچ لا قدر نفسچ لنفسچ متحتاج تبرير للعالم مو هذا كلامچ إليَّ لو أني غلطانة؟!
قدر: صح هذا كلامي. نصيت ضاغطة على جوانب راسي بكفوفي من شدة الألم: زين شلون عرفتِ يامن صاعد علمود يشوفني.

يامن: اهدئي بابا عندها شغلة شوية وتجي
ميلاف: ما وخر ليش عافتنا وراحت ووين راحت خل أصعد أمشي عِناق منريد نبقى هنا وحدنا
يامن: مو هذه شغف گاعدة وياكم مو وحدكم يعني
أشرت له بأصبعها على باطن الكف ترسم ما أدري تكتب
يامن: أعرف راحت تجيب دفتر الرسم بس ما گاعد يقتنعون شنو أسوي وياهم!
عِناق: وما راح نقتنع أنت تضحك علينا وخر بسرعة
رادوا يتجاوزوه وگف بطريقهم مُباشرة قابلوه بالضرب.

ردت أتدخل وأحل النِزاع بس قبل لا اتحرك من مكاني تقدمتني سماح بخطواتها متوجهة له، تركها عند البنات وراح لرسول سمعته يوصيه عليهم لأن يريد يصعد يشوف ليش تأخرتِ وأني أكيد بعدما شفت أمان دخل وراچ مُستحيل أبقى واگفة بمكاني ولا موبايلي يمي حتى أحذرچ لذلك اِضطريت أسبقه وأصعد بنفسي ومن وصلت للطابق تلاعبت بأزرار المصعد حتى أؤخر صعدوه دقيقتين بينما أوصل لغرفة شغف وأحذركم
زفرت النفس والذعر على ملامحي.

قدر: متدرين روح شلون نقذتيني، أنتِ سويتِ جميل راح أعيش عمري حاملته مثل الدين على عاتقي
روح: مو بيناتنا هذا الكلام ليش السويتيه وبعدچ لسه تسويه وياية قليل حتى تعامليني بهذه الرسمية؟!
نهضت بخجل قاصدتها، وگفت گدامها ماخذه كفوفها بين كفوفي وبنبرة الحيرة اعتذرت.

قدر: اسفة على الشي الشفتيه ولا أني الأگدر أبرر موقفي بعد كل شي صار بس مثلما بيوم اجيتِ وگلتِ لي قدر أني مو هيچ هسه راح اگول لچ روح أني همْ مو هيچ وإن شاء الله راح يجي الوقت المُناسب الأگدر أفصح لچ بيه عن سري حتى تتوضح الصورة بعيونچ.

روح: ثقي بالله والشدة الأني بيها حاليًا ما اجيت لهنا حتى أطلب منچ تبرير ولا الشي الصار راح يهز صورتچ بعيني بالعكس تصدگين أني اتمنى أصير مثلچ اتمنى أتعلم منچ قوة وشجاعة وحكمة وذكاء والأهم أتعلم الطيبة التخليچ تساعدين الكُل بدون مُقابل.

باوعت لي مبتسمة واِسترسلت بالكلام: وإذا على أمان عادي نگدر نرجع سبب تصرفه للمرض أصلاً أني نفسي من اِستلمت حالته ولليوم كلما أدخل لغرفته يتصرف باِستهتار سواء بالكلام أو الفعل لأن يعرف بهذه الطريقة راح يخليني اِنسحب من المكان وهذا هدفه
قدر: لا حبيبتي هوَ إنسان مُنحرف لتبرري له اِستهتاره
روح: هسه شلون هرموناتچ واِستهتار أمان ما ناوين يخلصون ميلاف وعِناق تلگيهن شرحن يامن المسكين.

قدر: ذكرتيني خل أنزل وشكرًا على كل شي مرة ثانية
روح: وين شنو متاخذين دفتر شغف ألمن صعدتِ لعد
هزيت راسي أضحك ورجعت أخذته، نزلنا سوى يامن واگف ويا أمان يم البنات يحچون بيناتهم وهنَّ تحت هدوء غريب تمامًا مثل غرابة الموقف هذا!
ربتت روح بيدها على كتفي ورجعت لرسول، تقدمت مصدومة عين عليهم وعلى الشباب بس وصلت قطعوا كلامهم وخطى يامن باِتجاهي مُباشرةً
يامن: ها شلون صرتِ أحسن؟

قدر: الحمد لله بس البنات شعجب ساكتات گلت هسه اجي الگاهم من الروس حتى شلت همك
نصى على مسامعي مبتسم.
يامن: بيناتنا الحچي مسحن بيَّ حديقة المصحة خلف الله على أمان اجى ما أدري شنو حاچاهن وسكتن
قدر: أمان!
باوعت له مستغربة: وأنتَ شنو حچيت وياهن؟!
ثنى طرف شفته رافع أكتافه بحركة عدم المعرفة، درت وجهي على البنات ينظرن لأمان بخوف بس لمحتني ميلاف اباوع عليهن نهضت من مكانها متوجهة إليَّ.

ميلاف: هددنا هوَ هددنا والله
قدر: هددكم!
ميلاف: اي گال أني اعرف غريب وإذا متسكتن أروح هسه اجيبه عليكم، يعني هوَ يعرف غريب صدگ يعرفه
يامن: من كل عقلك أمان؟!
قدر: ليش هوَ عنده عقل! لو عنده ما كان تصرف بهذا الشكل شلون تهددهن أنتَ وبأي حق تسويها
أمان: لو ما التهديد الدكتور بردهة الكسور باوعي ذيچ الطابوگة الگدامچ رادت تنومها براسه لو ما تهديدي
قدر: مو صاحي والله العظيم مو صاحي!

أمان: خليت الصحوة لكم عاجبني مرضي
يامن: تعال شوية بلا زحمة أريد احچي وياك كلمتين على اِنفراد
بس اِنسحب من يمهن ركضن لحضني الدموع تتسابق على وجناتهن، فاقد العقل اليگول على هذا الاِنسان عنده عقل، مجنون رسمي بشكل مُخيف!
أيمن: راح أخذ هذه الوجبة بينما تكلمون الباقي
يامن: خليك أنتَ تعبان أني أخذها بس إذا گدرت تنزل لي المروحة اللي بغرفة قدر ما بقى غيرها
أيمن: بسيطة يمي.

ساعد يامن بنقل الأغراض للسيارة ورجع للشقة بوجهه راح لغرفتي سحب السلم المُتنقل بعده توه صاعد درجتين لزم راسه مغمض بوجع، مديت ايدي أسنده رفع كفه يأشر لي أتوقف ونزل بصعوبة گنبص بمكانه
قدر: شبيك يمعود ترى خوفتني؟
أيمن: ماكو شي دوار بسيط هسه شوية وأتحسن
قدر: اي شلون ميصير عندك دوار إذا أنتَ بحجة المرض كل شي مدتاكل
تركته وطلعت متوجهة للمطبخ سويت له عصير برتقال ورجعت بعدما شربه بدقائق هدأ راسه وگدر يگوم.

قدر: بعدها مختفية؟
أيمن: أسبوع تخيلي
قدر: نهائيًا يعني لا خط ولا انترنيت؟!
أيمن: اليوم الصبح دخلت للواتساب المسجات وصلن ما أدري شوكت فتحت بس من اِتصلت مغلق والبرنامج ما بيه نت يعني بس عجبها تشوف أيمن شلون ديتعذب وتروح
قدر: ميخالف حبيبي تحمل بالحالتين هالشي بصالحك على الأقل إذا مقررة تطلع من حياتك دتعودك على غيابها تدريجيًا أحسن ما تجيك الصدمة مرة وحدة
أيمن: ايدچ خل أنزل المروحه.

قدر: ارتاح هسه بعدين نزلها وجهك أصفر لتروح توگع
ما سمع مني، صعد على السلم وگفت بظهره للاِحتياط اخاف يسويها الحظ ويسقط كل شي يصير، بعده يفتح بيها رن موبايله ايده مشغولة طلب مني اشوف منو سحبته من جيبه بنطلونه أسل تحمحمت أضحك وصحت الحُب يتصل عيني شو هذا من الصدمة فلت الدرنفيس وگع گاز على رجلي زرفها
قدر: وثووول رجلي راحت، غبي بتبذير
أيمن: أحبچ بتبذير.

قَبل جبيني بفرحة وفتح الخط، صاح ألوو مبين ماكو رد أشرت له يرفع السبيكر كتم الصوت وحچى بهمس
أيمن: قدرنا من شوكت صايرة فضولية؟!
قدر: طخت براسي أصير فضولية اليوم أرفعه بسرعة
ضحك وفتح الكتم رافع السبيكر.
أيمن: ألوو أسل احچي لچ شي ليش ساكتة؟!
أسل: وياك.

أيمن: صدگ تحچين! ليش بس فهميني شلون هيچ نفسچ سمحت لچ تتجاهليني أسبوع كامل شلون بدون مُقدمات تختفين من غير تبرير ولا تبليغ؟ شنو السوء الاِقترفته بحقچ وجاية تعاقبيني عليه بهذه الطريقة!
أسل: أسفة
حچتها بعبرة واضحة ومجرد ما اِلتزم أيمن الصمت من دون ما يعقب على اِعتذارها صارت تشهگ بحرقة
أيمن: هسه ليش دتبچين! اترجاچ كافي وروح أختي راح تموتيني ناقص عمر.

أسل: اِبتعدت حتى أنساك وأطلعك من راسي ردت أحط حد لمشاعري وأرجع أفكر بعقلانية وأمنع گلبي يدگ غلط ويأذيني ويأذيك، تعذبت تمرضت نوم صرت ما اگدر أنام وبدوامي يوميا مترزلة بسبب التقصير وكل هذا واگول ميخالف أسل تحملي راح تنسيه راح يجي اليوم التفتحين بيه خطچ وتلگيه كارهچ بسبب هالبُعد الما له مُبرر واجى هذا اليوم، ما تحملت أكثر من أسبوع گلت أفتح النت أشوفك شكاتب أكيد أول يومين مراسلني بقلق لأن متعودين نحچي يوميًا وعلى مدار 24 ساعة يعني يوم واحد من الغياب يفرق عندنا اثنيناتنا مو عاد أسبوع كامل وبعد اليومين راح يختفي قلقك وميظل براسك غير الغضب شلون هيچ اِختفيت وتركتك بدون سبب! ومن راح اقرا كلامك غير المُعتاد والصدر منك بلحظة عصبية راح أضوج وأنفر وبكل كبرياء ارجع أبتعد إلى أن ابدا أتعود على غيابك شوية شوية بس ما صار هالشي أيمن، من فتحت الجهاز وقريت مسجاتك رجعتني لنقطة الصفر، المسجات الما لگيت غير خوفك عليَّ بيهن والما كانت تعدي ساعة إذا متراسل وتتصل وتتوسل مني الكلمة حتى بس تطمئن عليَّ ثبت لي أنتَ الشخص الصح أنتَ اللي لازم انطيك كُل أسل مو بس مشاعرها حتى وإن كانت نهايتنا واضحة من البداية.

أيمن: أحبچ، أحبچ وراح أسوي المُستحيل حتى يجي اليوم التصيرين بيه حلالي، أحبچ وراح أشتغل ليل نهار حر وبرد إلى أن اوصل لحال اگدر بيه اجي للعراق وأخذچ أنتِ وأمچ وأخوانچ تعيشون يمي وتحت مسؤوليتي، أحبچ وراح أحب كل اِنسان تحبيه، تهميني وراح أهتم بكل اِنسان يهمچ، تعنيني وراح انتمي لكل إنسان يعنيچ، لتتصورين من حبيتچ فكرت بيچ وبس لا وروح أختي أهلچ أول اِهتماماتي وكُل تفكيري، راح تجين للقاهرة عروس لأيمن وراح تتعالج أمچ وتتخرجين أنتِ ويكملون أخوانچ دراستهم وتعيشون بجالي مُعززين مُكرمين بعيدًا عن كُل قهر وتعب شفتيه بحياتچ قبل لا أدخلها أني بس أصبري عليَّ.

أسل: أيمن
أيمن: وطن أيمن...
أسل: خايفة كلش، خايفة عليك قبل لا أكون خايفة على نفسي لأن شفتك شگد متعلق بيَّ وما أريدك تتأذى بسببي إذا صار وما اِجتمعنا بعدين
أيمن: خليچ يمي وأنسي الدنيا ربچ موجود يدبر الأمر ما راح يتركنا حايرين
أسل: راح أروح ماما خطية دتصيح لي
أيمن: اترجاچ لتختفين بعد
أسل: وين أروح يعني وأني إذا ضيعت نفسي ألگاني بيك!

حچتها وسدت الخط بسرعة، الفرحة الكانت مرسومة على وجه أيمن ما يعطيها حتى لأمه، رجع الموبايل لجيبه وسحب الدرنفيس من الأرضية صعد السلم يكمل فتح المروحة والصفير مالته تارس المكان
قدر: عيني روميو، أستاذ روميو مو احچي وياك؟ هيو نيلز راح تندفر أنتَ والدرج هذا أخر تحذير
أيمن: دفريني فدوتچ حبيبتي
قدر: ترى أنتَ تورطت أخاف ما منتبه يعني.

أيمن: أحلى ورطة، أدعي لي أبقى متورط بيها العمر كله وأدعي لچ بالسعادة العايش بيها أني حاليًا
قدر: مجنون قسم!
أيمن: ميخالف بس تجي وطن أيمن وتنتهي غربته عود عالجينا سوى وبالنهاية لو تعقلينا لو نخبلچ ويانا
قدر: دأفتح المروحة لا أفتح راسك بهذا الچاكوچ
أيمن: عنيفة بتبذير
قدر: أحسن منك يالمايع.
أيمن: أعوذُ بالله من هادمة اللذات الواحد حتى ميگدر يعبر عن مشاعره گدامها تطحنها الخواطر قبل المشاعر.

قدر: بلا حُب بلا وجع گلب غير بطرانين أنتم
أيمن: الله يبليچ وربع من شعوري ينطيچ لأن شعوري كله ما راح يتحمله گلبچ يوگف بلحظتها
قدر: هسه أصيح لك زهرة تغسل حظك على هالحچي السخيف بس أوگف لي
أيمن: صيحيها حتى بدربها تدعي لي بدعوتها المُباركة بلكت الله يفتحها بوجهي.
زهرة: أدري الساعة صارت 11 شعندچ ماخذتنا هسه انتظر الصبح وأروح على راحتي.

قدر: بيبي ترى احنا متأخرين أخاف ما عندي علم همَ اليوم من الصبح اِنتقلوا ورتبوا أمورهم حتى باچر يداومون بس أني متأخرة بسبب هالزواج الگدامچ
يامن: ولچ ساد عيادتي علمودچ ومن المصحة اجيت مُباشرةً أنقلچ الغرض وهذا أني من الظهر ل 11 بالليل على فد وگفة وياچ تالي هيچ تحچين شگد ناكرة لعد
قدر: اي مو گلت لك لتدوام اليوم منلحگ ما سمعتني
يامن: دتشوفين بيبي
زهرة: ميخالف يمة أخيتكم وتتدلل عليكم تحملوها.

يامن: نتحمل ليش لا، يلا وين المروحة كملتها أيمن؟
أيمن: ومسحتها وغلفتها بس فضوني لأن طفيت كلش.

أخذوا الأغراض ونزلوا، طلعت بيبي قبلي لبيت جيراننا أم عادل لقيت نظرة أخيرة على الشقة صح من اِنتقلت لها كان وضعي الصحي والنفسي جدًا سيئ وشهدت جدران هذا المكان على قمة ضعف قدر واِنكسارها لكن ما أنكر داخلها اِنخلقت من جديد، بچيت اِنهاريت تعبت تأذيت لكن رجعت بعد فترة بسيطة وگفت على رجلي مرة ثانية ونفس هالجدران شهدت على قوتي من بعد ضعفي وشاركتني أحلى وأعظم لحظات حياتي الحققت بيها ذاتي وصرت اِنسانة ثانية.

غص صدري بالعبرة واِمتلئت عيني بالدموع مديت كف ايدي وأني اتأمل كل زواية من الصالة إلى أن غلقت الأنوار وغادرت هذه الشقة إلى الأبد ومن دون عودة
ما كان وداع خالة جمالات بالشيء الهين، نفس شقتي بالضبط هذه المرأة أيضًا شهدت على ضعفي واِنكساري قوتي واِعتدالي وكانت إلى بمثابة الأهل بعدما اجيت لهذا المكان غريبة وحيدة.

ودعناها بدموع العين حتى بيبي ورغم قلة الأيام اللي جمعت بينها وبين هالناس إلا أنها اِنهارت بشكل صعب وصفه بحيث اِضطر يامن يصعد للبناية حتى يسحبها منهم مگابلة أم عادل وتنوح عبالك راجعين للعراق مو منتقلين من شقة لشقة ثانية وبنفس المُحافظة.

وصلنا للشقة لگيت روح مرتبة جزء كبير منها، أخذنا التعب وما گدرنا نستمر أكثر تركنا كل شي ونمنا للسبعة فزيت على صوت المنبه طفيته ورحت غسلت دأجهز بالريوگ دخلت روح تصبح عليَّ وگعدت على الطاولة
روح: ديرو تحتاجيني لو أروح للمصحة أكمل التجهيز وياهم لأن المرضى ما بقى لهم أقل الأسبوع وينتقلون
قدر: لا حبيبتي روحي ما عندي شي للظهر مخلصة.

روح: ردت ابقى اساعدچ والله بس لا رسول لا مِنة لا أشرف كلهم ميداومون وياچ خطية يامن وحده
قدر: تلحين بتبذير گلت روحي يعني روحي ميحتاج لكل هذه المُقدمات بعد يا عيني! ديلا تريگي لتتأخرين
اِبتسمت وراحت تغسل، بس طلعت للدوام بديت بشغل البيت وبيبي تساعدني للأذان خلصنا كل شي دخلت سبحت وصليت دأسلم گرصني الجوع كلش والمشكلة ما طبخنا شي لأن المطبخ ما كان جاهز بالكامل
كفيت السجادة وطلعت بيبي بالصالة تقرأ قرآن.

قدر: جعتي بيبي؟
زهرة: اي والله كلش هذا العلاج الأخذته يمرد المعدة
قدر: يلا هسه راح أغير ملابسي وأطلع أجيب فد شي ناكله الشباب كل من بدوامه محد فارغ لنا
زهرة: على راحتچ لتستعجلين كلش كلش نسد جوعنا بلگمة خبز أنتِ من غير شي اليوم هلكتي بالتعزيل
قَبلتها بالجو أضحك ورجعت للغرفة، غيرت ملابسي واگفة على المرايا دأجفف بشعري سمعت الجرس يرن كملته يلا طلعت دمار واگف ويا بيبي والصينية بيده.

دمار: أهلاً بمر. باوع لبيبي قاطع كلامه: بالدكتورة
زهرة: منو هذا الوليد يمة؟!
دمار: دليري حجية
زهرة: وشنو هذا الديلري عود!
دمار: دليري اسمه حجية مو ديلري
زهرة: اعذرني وليدي بيبيتك جاهلة وفهمها على گدها من هيچ ما عرفت ألفظ الكلمة صح
دمار: لا يوم العفو على راسي وكلچ مفهومية الدليري يعني توصل طلبات أكل مثل ما گاعد تشوفين گدامچ
زهرة: ها دگول عامل مطعم من الأول.

قدر: بيبي بشرفچ هالقاط والشعر والحذاء اليلمع أكثر من جهرته شكول عامل؟! يعني مبين ناصب عليچ
زهرة: لعد منو لا تخبلوني أنتِ وياه!
قدر: ابن صاحب المكان وعم الطفل الشفتيه هنا
زهرة: يا كل الهلا يمة كل الهلا تفضل ليش واگف يمك
دمار: مشكورة حجية بس اجيت أقوم بالواجب وياكم واروح عندي شغل بالشركة ينتظرني
قدر: وأنتم هذا واجبكم وزعتوه على كُل النُزل لو ناس وناس حسب المزاج
دمار: عروض خاصة بس للغالين.

قدر: أخذ عروضك وروح ما أكل من ايد منو ما كان أني، أخاف. رفعت حاجبي أنطق باِستهزاء: أكو عالم متخاف ربها وبكل شي ممكن يتلاعبون حتى بنعمته
زهرة: عيب يمة صدگ تحچين!
دمار: الأكل من ايد نظيفة مثل وجه هالمرة الواگفة يمچ وعيونچ الما عندنا أغلى منها وأنتِ ما محلفتني
زهرة: جيبها يمة ما لك غرض بيها وعاشت ايديناتكم
دمار: لا حجية أني أدخلها ثگيلة كلش عليچ.

تقدم وضع الصينية على ميز الطعام ورجع يمي، بيبي راحت للمطبخ ما أدري شعندها نصى عليَّ يهمس وعينه على الباب يخاف لا بيبي ترجع وتشوفنا بهذا المنظر
دمار: مرت أخوية الغالية، صاحبة الأصول والأخلاق الرفيعة ما يحتاج تشكرينا احنا صرنا أهل بعد
قدر: ولا راح أشكركم ولا عاتبة عليكم تجيبوا لي سم كافي بس وجودكم بحياتي المسمم بدني ليل نهار
دمار: أول مرة أشوف حية تتأثر بالسم!
قدر: أني حية؟!

دمار: ولسانچ لاسع شوكت ما يعجبچ تمديه وتغدرين
قدر: ديروا بالكم مني لعد
دمار: دايرين بالنا وعيونچ دايرين لا توصين حريص
اِستدار يغادر صاحته بيبي وطلعت بيدها الصينية بيها عصير وكيك جاهز قدمتهن كَ ضيافة له شرب العصير مُجاملة وسلم يروح ظلت تتشكر منه وتعتذر.

أول ما غادر رزلتني شلون حچيت وياه بهذه الطريقة وراها راحت للصينية فتحت الغطاء من عليها مجهزين أكل مال عشر نفرات مو نفرين ومن مُختلف الأطباق بيبي خطية رفعت ايدها تدعي لهم بالخير ما تدري هالبشر همَ والخير على نقيض تام مثل الجنة والنار.

گعدت آكل مجبورة بعدما بيبي أصرت على الموضوع، خطرت ببالي فكرة قيدتني عن كل شي ظليت گاعدة بس أريدها تشبع وتگوم من ميز الطعام وأول ما تحمدت بالشكر نهضت بسرعة ماخذة الصينية للمطبخ فرغتها وغسلت المواعين ورجعت لغرفتي أركض
أني مغيرة ملابسي لأن ردت أطلع اجيب الغدا قبل لا يجي دمار لذلك ما أخذ مني تجهيز نفسي وقت طويل مجرد بس رجعت لفيت السكارف وعدلت وجهي بلسمات من المكياج الخفيف وطلعت للصالة أبلغ بيبي.

زهرة: ها بنيتي خيرچ على وين ناوية؟!
قدر: أرجع لهم الصينية وأتشكر منهم واجب هذا
زهرة: فشلة يا بيبي تاخذيها فارغة انتظري يومين بس نستقر أطبخ لهم شي عليه القيمة وعود تشكريهم
قدر: شتطبخين بيبي ما شفتيهم شجابوا لو نذبح لهم طلي همْ قليل خليني أروح أتشكرهم ولتعرضي لي
حچيتها وطلعت الصينية شگدها بهذلت أحوالي، بس وصلت للقصر أخذها مني السكيورتي وبلغهم عن طريق الجهاز بقدومي بالعشر دقائق يلا اِنفتحت الباب.

دخلت مستغربة المكان اباوع باِستطلاع دقيق مساحة القصر شي مُرعب بل خيالي وتصميمه عبارة عن ممرات متداخلة يوجد على جوانبها الكثير من الأشجار والأزهار ويتوسطها حوض سِباحة كبير الحجم وبالنهاية سلم بدرجات بسيطة يؤدي إلى الباب الداخلي للقصر واللي أيضًا كان تصميمه يفوق الخيال.

دخلت للقصر برفقة أكثر من موظف وموظفة وكأني داخلة لمقر ديوان الرئاسة، كنت مشدودة ويا تصميمه لذلك ما گدرت أنتبه على الطريق، فجأة سمعت صوت خطوات حذاء نسائي ذو كعب شديد الوقع، رفعت راسي نزلت الأم من الدرج بأبهى وأحلى طلة من الشعر إلى المكياج انتهاءًا بالملابس الفاخرة مع حِفاظها الشديد على رشاقة وجمال جسدها وبشرتها بحيث لو ما متعرفة عليها سابقًا كان گلت هذه أخت أمان مو أمه.

مَرجانة: يا أهلاً وسهلاً بالدكتورة نورتِ المكان
قدر: أهلاً بيچ
أشرت للموظفين بالمغادرة ولي بالجلوس
مَرجانة: واللهِ ردت اجيب لكم الغدا بنفسي بس أمان أخ من يقفل على شي محد يگدر يعانده حتى أني
قدر: بكل الأحوال ما قصرتوا عاشت ايدكم
مَرجانة: وايدچ حبيبتي اي بعد شلونچ البيت الجديد شلونه وياچ إن شاء الله مرتاحين بيه؟
قدر: بعد وقت على هالسؤال اليوم يلا اِستقرينا.

مَرجانة: إن شاء الله تكون عتبته خير عليكم، شغف شلون صارت ما تحسنت حالتها شوية أمانة طمنيني
قدر: لو تجين تزوريها كان عرفتِ الجواب بنفسچ
مَرجانة: أريد والله أريد بس محد يسمح لي
قدر: السبب؟
مَرجانة: سالفة طويلة لتدوخين راسچ بيها
المهم أنتَ متزوجة لا؟
ولو شكلچ متزوجة مستحيل هالجمال الزلم يفوتوه
قدر: لا ما متزوجة
مَرجانة: يا غريب والله زين شنو ساكنة ويا الأهل؟
قدر: بيبيتي بس لأن ما عندي غيرها أهلي متوفين.

مَرجانة: يا عيني الله يرحمهم
أخذت نظرة اِستطلاع سريعة على انحاء المكان ورجعت عيني عليها، صافنة بوجهي بنظرات غريبة!
قدر: شنو وحدچ عايشة المكان هدوء؟
مَرجانة: لا ولدي موجودين وزوجي همْ بس حاليًا مثل متعرفين وقت دوام والكل مشغول
قدر: وما مزوجة ولدچ؟
ويا ما حچيتها سمعت صوته تحمحم رفعت راسي أمان توه طالع من الحمام الخاولي بيده ينشف شعره والاِبتسامة المخفية ملونة ثغره رغم محاولاته للعبوس.

قدر: آآآ عمومًا عاشت ايدكم مرة ثانية زحمناكم ويانا بس صار لازم استأذن، فرصة سعيدة مدام الثابت
مديت ايدي صافحتني مبتسمة اِلتفتت ضايعة بالمكان الصالة مساحتها كبيرة جدًا وممراتها متفرعة ما أذكر من وين دخلت لها، باوعت لأمان بعده على نفس الاِبتسامة رجعت نظري عليها حست شنو ديدور براسي
مَرجانة: تفضلي خليني أرافقچ للباب
أمان: خليچ أني أوصل الدكتورة.

حچاها ورفع حاجبه يأمرها بالمغادرة، سلمت مرة ثانية وتوجهت للدرج بس صعدت أشر لي على أحد الممرات مشيت قبله وعيوني كالعادة تتأمل تفاصيل المكان
فجأة سمعت صوت باب اِنفتح وقبل لا التفت للخلف اِنسحبت من زندي لداخل الغرفة من قبل أمان وقفل الباب من جوة ضام المفتاح بجيبه!
قدر: ها بدينا بالصلافة
أمان: لا بدينا بالاِستكشاف والتحري الدقيق.

قدر: اِستكشاف شنو؟! اجيت لهنا لأن الواجب يحتم عليَّ أشكر الوالدة على حُسن التصرف
أمان: هذا التصرف بدر مني مو منها، يلا اشكريني
قدر: استغفر الله ربي وأتوب إليه، أمان أفتح الغرفة وجوز من سوالفك أدري صرتك مشمورة بقفل الباب!
إقترب مني مبتسم رجعت للخلف، حاوطني بذرعانه مثل عادته مثبت جبينه على جبينه وتكلم بهدوء
أمان: اجيتِ للقصر تستكشفين المكان أولاً وتحصلين جواب لسؤالچ الصار له فترة سالب راحتچ ثانيًا.

قدر: يا سؤال؟!
نصى على كتفي راد يسترسل بالكلام فجأة سحب من جسمي نفس بغاية العمق والوضوح
أمان: أخ يابة اِحترگت عشيرتچ على هالريحة!
قدر: وخر شگد مسربت
بس دفعته ضحك ورجع نصى على وجهي ينطق بهمس
أمان: أويلي هالكلمة الغريبة من تطلع من هذا الحلگ الحو شتسوي بالسقر
حچاها وقَبلني من خدي، دأرفع رجلي علمود أكرر له الضربة السابقة قيدني بحركة سريعة داخل جسمه
أمان: كافي تأذي
قدر: لعد اِفتح الباب حتى تحافظ على رجولتك.

أمان: بس جيتچ لهنا ما جابت نتيجة
قدر: اجيت حتى بس أشكركم على الضيافة مو أكثر
أمان: إذا أني مرتك مريم شنو، سَقاء ماما وين عايشة وبابا يمكم لو لا، شنو أنتِ ما مزوجة ولدچ ما عندچ چنة منا منا اسمها يبدي بحرف المريم
قدر: سخيف بتبذير
أمان: وغيرتچ حلوة بتبذير يسار صدري
قدر: دأفتح الباب عاد مو اِختنگت
أمان: من الغرفة لو من الغيرة؟
قدر: منك.
رجع نصى عليَّ وبصوت جدًا خافت همس بمسامعي.

أمان: أني منفصل عن مريم من 3 سنوات ريحي لي هالغيرة وطلعيها من راسچ
قدر: أمان أني أصلاً...
أمان: السقر لچ وحدچ مو لغيرچ أما مريم بالنسبة لي أم ابني وبس، لا تعدت ولا راح تتعدى هذا الحد بيوم من الأيام واِنتهت السيرة، مرتي
سَقاء: بابا تسمح لي أفوت؟
اِبتعد عني بسرعة ومد ايده لجيبه فتح له الباب.
سَقاء: حمامك نعيمًا بابا
أمان: يا روح البابا
نصى يقبله، اِلتفت سَقاء ديحچي اِنصدم بوجودي.

سَقاء: الله البنية الحلوة ببيتنا هييي
أمان: صدگ حلوة وليدي. غمز لي يضحك بخسة
سَقاء: بابا شيلني اگول لك سر
سحبه لحضنه يضحك، عود سر تالي كل شي سمعت
سَقاء: هذه الحلوة الأنتَ تحبها وأني أحبها من أكبر وأصير بطولك أريد مثلها أريد أتزوج حلوة
بس حچاها ضحك أمان ضحكة يمكن وصلت لبيبيتي، ما تحملت الموقف ضربته على زنده بقوة أنطق الكلام من بين أسناني
قدر: دربيه مو موتتني ربيه ليكبر ويطلع مثلك صايع.

أمان: سمعت سَقاء عيب حبيبي إنتبه على كلامك لأن ماما متقبل تگول عنها حلوة تزعل عليك وعليَّ
سَقاء: هيَّ ماما يعني؟
أمان: اي حلوة ماشي حالها عود من نمل نشوف غيرها
سَقاء: لا حلوة لتغيرها حباب
ردت أطلع حط ايدي گدام جسمي ساد بيها الطريق.
قدر: توخر لو تعرف شلون أعاملك
أمان: أعرف أكيد سيف المجرب، أگول متجين نخلف قبل لا تضيعين مستقبلي بلكي هيچ تجينا بنوتة حلوة مثلچ رقيقة ناعمة شرسة بنفس الوقت والأهم عنودية.

قدر: لا وأنتَ الصادق يجينا مسربت مثلك
أمان: المهم نخلف
باوعت للطفل صافن علينا، خليت وطلع أمان بظهري شوية وتجاوزني يرشدني للطريق، وصلنا للباب فتحها غادرت بدون ما أسلم صاح وراية بصوت عالي
أمان: فكري بالموضوع الأخير الحچينا بينا ترى الوضع في خطر حاليًا لو تلحگين لو تنحرمين طول العمر
تجاهلت كلامه وسحبت الموبايل اتصل بمعتز باشا قبل لا أوصل للبيت لأن الشارع صار أأمن منه.

نصف ساعة ووصل الفرق المُختص، سألت بيبي منو ذولة تحججت بالكهرباء، فحصوا الشقة بالكامل ما كان أكو لا أجهزة تنصت ولا كاميرات شعجب ما أدري!
للعصر اجت روح من المصحة وضعها أبدًا مو طبيعي، اِنتظرتها تاكل وأخذتها للغرفة اسأل عن سبب حالتها
روح: رسول اجى بلغني الخميس راح يكون عرسنا
قدر: لحظة يا خميس، بس لا هذا البعد يومين؟!
روح: اي وراح ياخذني من بيت الوالد.

قدر: شنو السالفة بعدنا حتى ممستعدين ليش هيچ بدون مقدمات قرروا العرس!
هّوَ لَيسَ عُرسٌ وَمرَحْ
هّوَ حُزنٌ شَديدٌ تُغلِفهُ ثِيابَ الفرَحْ
ما في دَاخِلِهمْ جَرحٌ عَقيمٌ لا يُجدي مَعهُ الشَرحْ
هّوَ لا يُريدُ لِ هذا الحُصولْ
وَهيَّ مُجبَرةٌ عَلى السَيرِ ب اِتجاهِهِ لِلوصولْ
وما بَينَ هذا وَذاكْ مَنْ يُداوي القَلبَ القَويّ إذا اِنجَرحْ؟
دَقَتْ ساعَةُ الصِفرِ وَجَميعُ العُيُونِ مُغلَقةٌ عَنْ الحَقيقةْ.

إلا تِلكَ العَين العَمياءْ
مَنْ تَعوَدَتْ وَتَربَتْ عَلى الاِفتِراءْ
شَديدَةُ الحِقدِ ذَات الرُوحِ الحَمقاءْ
مَاذا تُريدُ بَعد مِنْ هذهِ البَريئةْ؟
وَمَنْ لَهُ أنْ يُخرِسَ أنْفاسُها الجَرِيئةْ؟
وَإنْ نَطقَتْ ظُلمًا.
مَنْ عَساهُ أنْ يُغلِقَ عَنها أفواه الخَليقةْ؟
لَقَدْ حَطَمتْ بِ حِقدِها أجنِحَةَ فَراشَتنا الرَقِيقةْ
حَتى نَظرَتْ إليهِ بِ عَينِ الاِنكِسارْ.

في مُحاوَلةٍ مِنها لِلنهوضِ مُجدَدًا مِنْ هذا الاِندِثارْ
وَهيَّ تُواصلُ القَولَ بِ اِستِمرارْ:
خُذني إليكَ إذا أرَدتَ بَقاءَنا
أمّا الفراقَ فَ ما أقولُ لأمنعَكْ؟
أبقيتَني رُغمَ اِنتظاركَ خَائبًا
وأنا الَذي لا شَيءَ مِنّي أوجَعَكْ
حَسبي بِ أنّكَ إنْ أرَدتَ تَكلّمًا
أسكَتُّ صَرْخات العِتابِ لأسمعَكْ
أُبقيكَ في عَيني كَ أنّكَ واقفٌ
في طَرْفِها حَتى أخافُ لأدمَعَكْ.

فَهَلْ سَيُفلِتُ يَدها بَعد كُلِ ما جَرى مِنْ صِغارِ العُقولْ
أمْ يَقِفُ موقِف الشُجاعْ لِ يَقولْ: أنا مِنكِ وَفيكِ أنا رَغِمَ أنفْ الحاقِدينَ طَوع يَديكِ.
كل الأمور كانت تسير على ما يُرام، صح ما تخلوا من مضايقات زوجة أبوها لكن مشينا عادي المهم يمر هذا اليوم على خير وتطلع روح من هالبيت إلى الأبد.

معازيم أهل رسول كانوا بعدد كبير جدًا من الأقارب إلى الجيران إلى زوجات الأصدقاء يعني بشكل عام الحفلة كانت لهم حصريًا أما روح ما كان أحد حاضر لها غير فقط 4 نفرات من جيران المنطقة
دخل رسول باجواء شبه متوترة، الكل ما كان بوضعه الطبيعي حتى والدته گعد شوية واستأذن بعده بالباب الداخلية وصار الشي القلب الأمور رأسًا على عقب ورجع روح لنقطة الصفر التعبت يلا گدرت تتخطاها بعدما اِنفضحت گدام الغريب قبل القريب.

نَوال: عيني أم رسول شايفين كل الخير إن شاء الله بس قبل لا تاخذوها اسمعوا هالنصيحة مني أني مرت أبوها وحافظتها صم، ديروا بالكم عليها وراعوها زين وإياكم تزعلوها لأن مثلما أمها اِنهزمت من زوجها ويا صاحبها بنتها تسويها وسوتها والله قشمرت أخوية وخلته ينام وياها بعدين اِنهزمت وطلعته مو خوش وذاك هوَ يسمع حسكم بالسجن وهيَّ عاشت حياتها وتزوجت من دكتور يسوة راسها، بعد تعرفون حظ الملايح بالسما لايح وهيَّ بنت أمها العايبة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب