رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثالث والأربعون
يَهزِمُنا القَدَرْ.
نَحنُ مَنْ اِعتَدنا السِنينَ قُوةْ
لَرُبما تَكسرُنا مِنَ الحَياةِ لَحظةْ.
اِبتعد عني متذمر وهذا ما كانَ مُتوقع من أمان.
أمان: سدي الموضوع.
قدر: بس اِسمعني العناد مو من مصلحتك ولا مصلحة أختك، شغف كلما تقترب من نقطة خوفها تزيد فرصها بالشفاء أكثر، ما ناوية أرجعها لهنا بشكل نهائي لا تجي وياية العصر مع اِنتهاء الدوام ترجع للمصحة الصبح مع بدايته تاخذ جلستها تختلط ويا مجموعتها وترجع للقصر أكمل وياها الجزء الثاني من العلاج، ما راح أفارقها ولا لحظة وإذا طرأ عليَّ عمل واِضطريت أطلع بيبي موجودة تحل محلي بالإهتمام بيها وإذا صار الليل واجى موعد النوم راح يكون منامها يا إما بغرفة بيبتي يا إما بغرفتي وأنتَ تنام يم سَقاء يعني راح تكون في مأمن من كُل خطر بوجودها ضمن القاطع الخاص بينا واللي مستحيل واحد يگدر يوصل له، بهذه الطريق أختك راح تتعافى بشكل أسرع وأنتَ ودمار ترتاحون من شغلة المبيت بالمصحة يوميًا، أحسبها بعقلك زين.
أمان: گلت سدي الموضوع.
قدر: أنتَ شدعوة هالگد عنودي، تعاند بتبذير
أمان: يسار صدري أنتِ تعرفين شي وأني أعرف شي ثاني لذلك سدي الموضوع ولتلحين
قدر: يعني شنو تعرف؟ منين تخاف هيَّ؟ عمك أمك دسار ميراج، احچي لي إذا تعرف شي لازم تحچي لي لازم تساعدني حتى أعالجها سكوتك مو حل أمان لأن أنتَ بهذه الطريقة دتضر شغف متنفعها.
أمان: أني لو أعرف شي ما كان لگيتيني واگف گدامچ مثل الصنم مكتوف الأيدي، كل الأعرفه قصر الثابت عبارة عن مرض إضافي لشغف مو علاجها
قدر: هذا الشي أني اللي أحدده مو أنتَ، بعدين تعال حاچيني همْ فد يوم گعدت ويا أختك وحاولت تعرف علتها وين؟
أمان: أكيد.
قدر: وما عرفت وأني همْ ما عرفت لأن وبكل بساطة هيَّ رافضة تحچي رافضة نساعدها عاجبها الوضع كونها نايمة بالمصحة بين أربع حيطان عاجبها البُعد عن آل الثابت وفرحانة بالاِنهزام من مُسببات مرضها، هيَّ تعتقد المصحة مكانها الجديد المستحيل تغادره بيوم من الأيام مو گادرة تستوعب كلها أشهر بسيطة ترجع لهذا القصر وتواجه المخاوف الما گدرت تتخلص منها بسبب الهروب المستمر من مواجهتها وبهذه الطريقة راح ترجع شغف لنقطة الصفر، ترجع تتعب وممكن تنتكس إلى أن توصل لحالة اسوء من الحالة الكانت عليها ساعة اللي اجتنا للمصحة، زين منو سبب في حال لو صار هذا الشي؟ أنتَ أمان لأن بسببك شغف رافضة تواجه المرض دائمًا تحسسها ماكو بالدنيا غيرك وغير دمار وبوجودكم ما راح ترجع لقصر الثابت ولا تلتقي بأي أحد من سكانه، هذا غلط أكبر غلط الواقع واقع ومفروض علينا منگدر نتجرد منه لأي سبب كان لازم تعرف أنتَ هذا الشي حتى شغف تعرفه من خلالك.
أمان: مو كأنهُ تأخرتِ على الدوام؟
قدر: لا أنتَ أبدًا مو طبيعي
درت وجهي عدلت الروج عناد بيه وطلعت بيبي بالممر صاحت لي مجهزة الريوگ قَبلت راسها معتذرة بحجة ضيق الوقت وغادرت بعدما وعدتها آكل بالدوام
دأمشي قريب ما أوصل للبوابة دگ هورن، ما اِهتميت ثواني وصارت سيارته بمسافة موازية لخطوات مسيري
أمان: اصعدي اوصلچ طريقنا واحد
قدر: عمره طريقنا ما راح يكون واحد، افتحوا الباب.
نظروا لأمان باِنتظار أوامره، صرخت بيهم بصوت عالي أكرر الطلب اِبتسم يحك بلحيته وأشر لهم ينفذون
طلعت أمشي ب اِستعجال وسيارته بموازاتي، عندهم مشروع جديد قيد الإنشاء العمال ديشتغلون مريت من يمهم واحد أمه داعية عليه بليلة مفتوحة بيها أبواب السماء ذب لي جملة بسيطة قاصد منها التحرُش
- هوَ من امتى القمر بقى يطلع في النهار يا اخواتي!
بس حچاها نزل أمان مثل الإعصار الكاسح تارك باب السيارة مُشرعة وراه، حتى ما لحگت أقطع طريقه سحبه من مقدمة تي شيرته وعيونه تجدح بنار العصبية وگع بيه دگ بوكسات
اِلتموا العمال بعدهم ديسحبون أمان اجوا السكيورتي من عرفوا بيه من آل الثابت تراجعوا بخطواتهم ومحد تدخل يدافع عن زميله، جنزه مو جملة كفرة وطلعت من لسانه اجى يموت بين ايديه، رماه على الأرض بعدما سلب طاقته بالكامل وسحبني للسيارة بقسوة.
صعدني بالصدر ورگع الباب بكل قوته أني بعدني بحالة صدمة عيوني على العامل الدينازع الألم وحده ما أحس إلا شخط أمان السيارة حيل طلعت بالدشبول
قدر: شبيك يمعود هوَ هيچ شنو تخبلت شگال خطية حتى تجنزه بهذه الطريقة بلا مات شتگول لنفسك.
أمان: گلت اصعدي للسيارة تعاندين، لابستلي هاللبس والحمرة أطوخ من راسچ اليابس شلون بعد ترديه ميتحارش؟ عمي حتى الشيخ إذا فات من يمچ وشاف هالمنظر دينه يطير من راسه و عليچ، أني مو گلت الأحمر ما أشوفه على شفتچ بعد، شنو دتسويها وياية شغلة عناد يعني من عقلچ السقر يتعاند!
كان يصرخ وعروق الأعصاب واضحة بعنقه فجأة رفع ايده عصر شفتي حيل يمسح أحمر الشفاه منها
قدر: آي أمان وجعتني شبيك!
دفعت ايده بقوه لازمه شفتي ومغمضة من شدة الألم
قدر: وگف السيارة، وگفها أمان راح أكسر الجامة بيدي
زفر النفس بضجر ووگفها، نزلت راگعة الباب وراية مو طبيعي إنسان مريض كل دقيقة عنده وجه شكل لا يگدر يتحكم بأعصابه ولا بيه يحافظ على مبادئه شگد مروا عليَّ مرضى بس مثل أمان لا صار ولا راح يصير.
دخلت للمصحة هوَ رواية، بوجهي رحت لغرفة المكتب يامن هناك هذا الثاني همْ گالب خلقته طگت روحي لو يطلع بيدي أرگعهم هوَ وأمان راس براس حتى يبرد گلبي واحد يرفع وواحد يكبس عبالك متقصدين يلعبون بأعصابي من صباحيات رب العالمين.
تركته وطلعت، متعودة أروح لشغف أول شي بس لأن أدري أمان يمها اجلت جلستها لوقت ثاني ورحت لغرفة عِناق أخذتها وطلعت متوجهين لميلاف بعدنا نمشي بالممر صار دمار گدامنا طالع من غرفة شغف بس شاف عِناق وياية اِبتسم وتقدم علينا ايده بجيوبه من وصل طلع چُكليته من جيبه قدمها لعِناق بطريقة رومانسية
دمار: صباح الچُكليت
قدر: راح نفتح ماركت من ورا چُكليتك
دمار: ليش أكو شي أحلى وأربح وأمتع وألطف من الچُكليت مرت أخوية.
قدر: دمار مملاحظ دتصرف كلمة چُكليت بتبذير؟
دمار: شسوي الچُكليت بمصحتكم بتبذير
يعني تجبرون الواحد يتغزل، العفو قصدي ياكل
يحچي وعيونه على عِناق التباوع له بنظرة جدًا حادة خازرته بعيونها، عض شفته باِستهتار
دمار: عود هوَ الچُكليت من يعصب ليش يزيد حلاوة
عِناق: أفشخ راسك والله
رفعت الچُكليتة تهدده بيها، ضحك بأعلى صوته.
دمار: فشختِ گلبي چُكليتة ظلت على راسي، فدوتچ أفشخي بس المهم تتجاوبين وياية.
قدر: البنية مريضة يمعود شنو هالحچي!
دمار: كلنا مرضى مرت أخوية سبحانه الصاحي
عِناق: امشي خلينا نروح
سحبتني من ايدي تجاوزناه بخطوات عجولة، تونا واصلين لغرفة ميلاف صاح بصوت جبرها تلتفت نحوه
دمار: چُكليتة دمار، گلب دمار أدمن حلاوتچ.
دخلت للغرفة بسرعة التوتر واضح عليها، بديت وياهم بالجلسة مُباشرةً في سبيل أسحبها من عقل الباطن، صارت العشرة توجهت لغرفة شغف وحدها دترسم بس شافتني سدت الدفتر باِرتباك واضح جدًا على ملامحها
قدر: أكيد دترسميني ومتريدين أشوف الرسمة لأن حابة تسوي لي إياها مُفاجأة مو صح؟
هزت راسها بالإيجاب والكذب بعيونها، تقدمت أضحك بس قابلتها بالجلوس على السرير ضمت الدفتر تحت الوسادة وصارت ترجع النازل من خُصلات شعرها خلف الأذنين تحاول بهذه الطريقة تشتت تركيزي عن الرسمة
تجاهلت كل شي وبديت وياها بالجلسة إلى أن وصلت للنقطة الكنت محتاجة أوصل لها بكلامي.
قدر: مثلما گلت لچ الراحة مو بالمكان بل بالأشخاص المتواجدين بالمكان، مثلاً هذه المصحة حبيتيها بسببي وتأقلمتِ على وجودچ بيها لوجودي بيها رغم هيَّ متعتبر من الأماكن المريحة مثلها مثل قصر الثابت وهذا يعني حتى القصر ممكن تتقبليه إذا أني موجودة
شغف: همممم...
قدر: لتعصبين، شغف ويا قدر مو مثل شغف القديمة اليوم احنا صرنا أكثر قوة وأشد صلابة ماكو شي يهزمنا ولا أكو بشر يزعزع ثباتنا، الكان سبب بأذيتنا لازم نواجهه بشجاعة لأن صاحب الحق سلطان الزمان وأنتِ يا سُكرتي صاحبة حق يعني المفروض همَ اللي يخافون منچ مو العكس، خليچ دائمًا قوية وتحدي نفسچ لأن الشخص الكان سبب بمرضچ ودمارچ ساعة اليشوف القوة بعيونچ يرتعب ويضعف وتنسلب منه القوة المُزيفة الاِكتسبها من ضعفچ واِنهزامچ.
واصلت وياها على نفس النمط بالكلام إلى أن بدأ اللين يظهر بعيونها وصارت تتقبل فكرة رجعتها لقصر الثابت بوضوح الشي الخلاني اطمأن بوقت قريب راح اگدر استخدم شغف ورقة ضغط فعالة جدًا ضد أمان وراح أرجعها للقصر مثلما خططت وقررت رغمًا عن أنفه.
للظهر نزلتهم للحديقة تغيير جو، يامن أيضًا كان منزل مجموعته تصادفنا بالممر دنمشي لمحت أجود تحرك باِتجاه ميلاف إلى أن صار بموازاتها حط بكفها ورقة وتجاوز الصفوف متوجه لجماعته، اِلتفتت تباوع لي تصنعت اللامُبالاة وواصلنا الطريق گعدتهم متعمدة المُغادرة بحجة أعلق سترتي الطبية بالشجرة صرت بظهرها باوعت يمين يسار ومُباشرةً فتحت الورقة تقرأ.
مجرد ما اِنتهت من القراءة وطوت الرسالة تحركت من مكاني صرت گدامها باوعت لي بعيون لامعة من شدة تجمع الدموع ورفعت الورقة قدمت لي إياها، أخذتها انتظر الإذن هزت راسها بالموافقة بديت اقرأ.
(اِحتاريت شلون ابدا الرسالة لدرجة خلصت دفتر كامل وأني أكتب وأمزق بالأوراق، كنت استخدم جهاز الموبايل بكثرة لذلك الاملاء عندي لا بأس بيه بس خطي كان سيئ جدًا وعلمود أكتب لچ هالرسالة صار لي أشهر أتدرب عليه، شلون صار؟ حلو متحسن مو؟ هه احچي وكأنما تعرفين تفاصيلي بالماضي يمكن لأن صرت أشوفچ الماضي والحاضر والمستقبل يمكن لأن صرت أشوفچ نفسي، اِشتاقيت للقبي بصوتچ اِشتاقيت أسمع منچ كلمة (ديناصور)، ليش مبتعدة عني ميلاف ليش تتهربين من مواجهتي؟ أنتِ مو اجيتِ لغرفتي وقسمتِ قسم عظيم ماضيي وحياتي ونسبي وكل شي يخصني قبل لا نتعرف على بعضنا ميهمچ ولا يأثر على صورتي بعيونچ، شنو صار وتغيرتِ؟ إذا السبب مرضچ أوعدچ وعد حُر أصير لچ العلاج مثلما عيونچ صارت علاجي وحبچ خلاني أرجع أعيش وأحب الحياة من جديد، ما عندي أهل مريض ومحكوم بالسجن حياتي السابقة مو مشرفة وعندي من الذنوب المقدار اليخليني أخجل أرفع عيني بعين رب العالمين وأطلبچ منه بس طلبتچ، طلبتچ وراح أبقى أطلبچ أبد ميهمني أنتِ شنو مسوية قبلي ولا عندي الفضول أعرف شنو الوصلچ لهذا المكان شنو ما كان ماضييچ أني قابل بيه ميلاف، إذا مستعدة تنتظريني راح أتزوجچ قبل لا أطلع من هذا المكان وأرجع للسجن، أعرف أنانية مني أطلب هذا الطلب أنتِ شابة ومن حقچ تعيشين حياتچ ويا إنسان أحسن مني إنسان نظيف تتشرفين بيه وترفعين راسچ بأصله ونسبه بس شسوي لگلبي حظچ خلاچ تصيرين أول دگة بيه، ما حبيت ولا راح أحب غيرچ بحياتي أنتِ أول وأخر حب وراح تبقين المرأة الوحيدة الخلت أجود يرجع يكتسب الثقة بالنساء من بعدما كان متعقد منهم ويشوفهم اسوء وألعن من إبليس، ما أعرف شنو السر الخلاني أحبچ وأتعلق بيچ بهذه السرعة ولهذه الدرجة المجنونة بس يمكن أنتِ العوض الإلهي الحچت لي عنه دكتورة قدر، شنو ما كان ردچ أني أحبچ حتى لو رفضتِ طلبي راح أبقى أحبچ، أنتِ تغللتِ بروحي مثل الجذر العميق اليصعب جدًا اِنتزاعه لحد مصرتِ روح أجود وأساس تكوينه المتين، أنتِ جذر روحي).
رفعت راسي عليها دموعها صارت تهل بغزارة، سحبتها من ايدها مسافة عنهم گعدتها على المصطبة وگعدت يمها ماخذة راسها لحضني وكفوفها داخل كفي.
قدر: احچي بشنو حسيتِ من قرأتِ كلماته؟
ميلاف: خفت اطمأنيت فرحت ضجت حبيت الموقف كرهت الكلمات، مشاعر مختلطة ما أعرف بنفسي شنو تريد بس كل الأعرفه أني ضايعة وما أريد أضيع أكثر وهذه الرسالة أجود كتبها للشخص الغلط
قدر: ليش وشنو الغلط من وجهة نظرچ؟
ميلاف: كل شي غلط، گومي رجعني للغرفة حبابة
حچتها ونهضت الغصة بصوتها، ما حبيت اضغط عليها أكثر أخذت البنات وصعدنا طلبت مني أبقي عِناق يمها بالغرفة لنهاية الدوام عرفت محتاجة تفضفض لأختها.
طلعت من الدوام مريت بمقر الهيئة عندي شغل هناك خلصته ورجعت تعشيت ويا بيبي بعدين رحنا لغرفة سَقاء الحجية أم يحيى والممرضة يمه، أشرت لها تغادر وأخذت مكانها هنَّ يسولفن بيناتهن وأني ألعب وياه عمري بعده تعبان الكلمة تطلع من لسانه گوة، بعدنا متجمعين عنده دخل أمان يشوفه غادرت مُباشرةً غيرت بجامة النوم وطفيت الضويات توني متمددة أنام دخل شغل الإنارة وفتح الكنتور أني صافنة عليه غير ملابسه بكل أريحية نزع ساعته بعثر شعره وبثقة تامة رفع الغطاء تمدد يمي شابك كفينه أسفل الرأس!
قدر: وين شعندك نايم هنا؟!
أمان: غرفتي يابة
قدر: أمان گوم نايم يم أبنك ولتزهگني
أمان: الممرضة عنده ترضين أروح أنام يمها؟
قدر: عسى ما وياها مو يمها أني شكو
غمض عينه متجاهل كلامي صرخت بيه ولا كأنه يسمع اِسلوبه استفز الجنون البداخلي، كان نايم على طرف السرير دفعته بحركة غير متوقع سقط للأرض، شو هذا ما رجع نهض مديت راسي أشوفه لگيته مختنگ من الضحك بدون صوت بحيث وجهه صاير دم.
رجعت تمددت بمكاني، شوية وعدل گعدته بس بقى على الأرض حط ذرعانه على طرف السرير يتنفس بجهد ملحوظ وبقايا الإبتسامة بعدها على وجهه
أمان: ليش دفعتيني؟!
قدر: تستاهل حتى تبطل عناد
أمان: يعني تتوقعين بهذه الأسلوب راح تجبريني أطلع من غرفتي؟
قدر: تطلع أمان، تطلع وهسه راح تشوف
حچيتها بعصبية وضربته بالوسادة ضحك بصوت عالي
أمان: ما أطلع تردين أنتِ اطلعي وها من زرف الباب لأن مقفول والمفتاح ضامه بجيبي، تجربين تاخذيه؟
قدر: أمان...
صرخت ساحبة التُحفية من الميز الجانبي توني رفعتها غطى راسه بالوسادة يحمي نفسه من جنوني
أمان: لا ولچ مو هيچ تأذي
قدر: واااو عشنا وشفنا أمان أفندي يعترف أكو شي ممكن يأذيه!
نزل الوسادة يباوع لي بضحكة.
أمان: لا صدگ سؤال بعيد عن السربته وال (طگ اصبع إبهامه بالوسطى) شنو صفتي الثانية ذكريني ها تذكرت الاِستفزاز، عود ليش أنتِ راسخة مُتزنة بتصرفاتچ عاقلة وعقلچ يوزن بلد بس ويا السقر تتحولين إلى الطفلة تتصرف بعفوية وأحيانًا بطريقة عِدائية، معقولة هوَ هذا الحب وهذه تأثرياته على الإنسان العاقل؟
قدر: للمرة الأخيرة أطلب منك تغادر الغرفة
أمان: صار.
حچاها وسحب الوسادة وضعها تحت راسه وتمدد على الأرض، تعبت درت وجهي للجهة الثانية غطيت نفسي بالكامل أحاول أنام، ظل كلامه يدور براسي صدگ أني ليش وياه أتصرف بطفولية؟ ليش هوَ من دون الناس ينرفزني والكلمة التطلع من لسانه تستفزني معقولة لأن هوَ مُستفز زيادة عن اللزوم لو الخلل بيَّ أني شخصيًا!
مع زحمة الأفكار اِنتابني النُعاس وغفيت، فتحت عيني الصبح طالع رجعت غمضت بعدني نعسانة مدري شلون طخت ايدي بيده فزيت مرعوبة حاضني من ظهري ونايم دافن راسه بكتفي وجسمه ويا جسمي بوضع الإلتصاق، دفعته بقوة فز من منامه يفرك بعينه
قدر: وقح.
أمان: مسربت.
تركته وگمت بعصبية متوجهة للحمام، ثاني يوم بالليل تعمدت أقفل الباب عليَّ ل 12 اجى نزل المقبض أكثر من مرة يطلب مني أفتح له باب الغرفة وأترك العناد من شاف ماكو اِستجابة اِنسحب بكل هدوء
الفجر بيبي گعدتني قريب موعد الأذان علمود أتسحر اليوم أول يوم رمضان، تسحرت وصليت ورجعت نمت قريب الثمانية يلا گعدت لأن ما عندي شي مجرد أغير ملابسي وأطلع، توني غيرت انطرق الباب ودخل أمان.
أمان: تقفلين الباب وتطرديني من غرفتي حضن گلبي
حچاها وتقدم، صرت حافظته بس يگول حضن گلبي معناها راح يحضني لذلك طفرت من مكاني راجعة للخلف وصرخت بغضب أمنعه يتقدم أكثر
قدر: صايمة مو وقت سربتتك
أمان: ليش حضني هيچ بيه مفعول ويبطل صيامچ؟!
قدر: دطير.
غادرت الغرفة مثل الطلقة، بهذا الشهر دوامنا بالمصحة يتقلص للظهر لذلك صارت رجعتي للقصر بالوحدة وعشرة دأمشي بالممر عديت على غرفة الطعام گاعدين يتغدون محد منهم صايم ولا كأنهم إسلام!
دخلت لغرفتي بس غيرت ملابسي نمت ما راح أشيل همْ الفطور مثل كل سنة بيبي موجودة وتسويه، قريب المغرب دخلت للغرفة ترزل بيَّ.
زهرة: أدري هوَ الصيام مبارك الواحد يسد حلگه عن الأكل والشرب، دگومي يا بيبي صلي لچ ركعتين أقري لچ آية من القرآن أدعي زوري سوي شي ربچ يتباهى گدام ملائكته بيه يگول عبدي رغم تعب الصيام تارك فراشه وراحة منامه علمود يذكرني
قدر: والله بيبي تعبانة من الدوام بس ولا يهمچ راح اگوم أصلاً أني ناوية ألزم ختمة قرآن مثل كل سنة.
كفيت الغطا نهضت من فراشي حضنتها وفتت للحمام بقيت اقرا قرآن باوعت للساعة ما ظل شي راح يأذن صدقت وگمت حتى أساعد بيبي بالمطبخ توني طالعة من الغرفة شفت دمار فات بالممر بس وضعه من طريقة مشيته أبدًا ما كان طبيعي تبعته بسرعة صحت وراه رجع لي بخطواته حتى الوجه صاير أصفر!
قدر: خير بيك شي؟
دمار: لا بس كان عندي شغل ومن الصبح لسه واگف بالشمس تعبت
قدر: شنو صايم؟
دمار: الحمد لله
قدر: شعجب!
باوع لي مبتسم بدون ميرد.
قدر: زين ويا منو تفطر إذا أهلك كلهم ما صايمين؟
دمار: عادي متعلم أفطر وحدي ومرات أروح يم يحيى
قدر: فوت يلا نفطر على الواهس حماتك تحبك بيبي اليوم مسوية الدولمة العراقية
دمار: على الضلوع مو وهيچ لاچعة من الچعب
قدر: والباگلة مزينتها
دمار: حامضة
قدر: وحارة
دمار: وياها سطل لبن من الهايشة للخلاط
قدر: دفوت طب لعنة الله على إبليس راح تفطرنا قبل الأذان شگد تحب بطنك
دمار: على أساس أنتِ متحبيها غير رهولتي إلا شوية.
علي صوت ضحكتنا طلعت بيبي، من عرفت راح يفطر يمنا ظلت تهلي وتسهل بيه كلش تحب الضيوف خصوصًا بشهر رمضان، بس أذن طلب الماي حاولت أمنعه مو زين يشرب على معدة فارغة أصر خطية من التعب كلش عطشان بحيث شرب گلاصين والثالث بدايته وتركه معدته اِمتلئت، گاعدين نفطر دخل أمان مد راسه من الباب تفاجأ بوجود دمار يمنا، لقى التحية ديروح بيبي صاحته يجي يشاركنا الفطور، راح غير ملابسه ورجع دمار گاعد بالكرسي البصفي سحب صحنه إنتقل للكرسي الثاني تارك المكان لأمان.
أمان: عاشت ايدچ من زمان مماكل هيچ أكل طيب إلا من ايد الحجية أم يحيى
زهرة: لعد لو تاكل من ايد مرتك شتگول
قدر: بيبي!
أمان: ليش أكلها طيب
زهرة: أوو فنانة الظاهر بعدها ما مراويتك مهاراتها
قدر: أراويه مهاراتي إن شاء الله بس من يفكر يصوم.
حچيتها ونهضت ضايجة، بعد أيام صار عندنا صيانة عامة بالمصحة تخص الإجهزة الكهربائية لذلك بلغنا المدير ناخذ اليوم عطلة متسوة نداوم والصبحية كلها راح تضيع بعمل الصيانة، خلصته نوم بيومها ما گعدت إلا الظهر صليت وبديت اقرا قرآن، للعصر دألملم بغرفتي سمعت صياح أمان طلعت بسرعة واگف بغرفة سَقاء ويرزل بالممرضة مدري شنو صاير وياهم!
- واللهِ يا افندم هوَ اللي تحرك وعاند معايا مش أنا علشان كان رافض يغير هدومو.
تقدمت عليه اباوع الكانيولا متحركة بيده والدم يسيل ركضت بسرعة سحبتها نظفت المنطقة عقمتها وهوَ يشهگ من البچي گلبه راد يوگف، اِلتفتت عليهم طالبة من الممرضة المغادرة بس طلعت تركته وتقدمت على أمان وگفت گدامه أهمس بنبرة العصبية.
قدر: أبنك متألم نفسيته تعبانة والمرض هاد حيله بدل متسانده وتوفر له أجواء هادئة تجي تصرخ فوگ راسه! تشوفها غلطت حاب تحاسبها محد يمنعك بس أخذها بعيد عنه وسوي ساعتها التريده لأن الطفل ما ناقصه رعب وحالة نفسية حتى تجي تزيدها عليه.
تركته بدون ما استلم منه جواب، انتظرت سَقاء يهدأ بعدين غيرت ملابسه بنفسي دق ناقوس الخطر بعدما شفت جسمه تحديدًا بطنه سألته كم سؤال يخص حالته جاوبني بعدم وضوح خطية طفل بعده ميفتهم أخذته للحمام بطنه توجعه بس طلع خروجه تسارعت نبضات قلبي بشكل مينوصف، رجعته نومته بسريره وأشرت لأمان بچى ميقبل نتركه وعدته نرجع وسحبت أبوه من ايده لخارج الغرفة ظل صافن بوجهي مستغرب الحركة الدور أريد احچي ماكو بلعومي تعقد.
أمان: شبيچ احچي لتطيرين عقلي
قدر: أكو دكتور أعرفه كلش شاطر شنو رأيك لو ناخذ له سَقاء اليوم يعيد فحوصاته من جديد
أمان: ليش يعني شاكة بشي؟!
قدر: لا بس الطفل صار له هواي نايم بالفراش والعلاج الگاعد ياخذه كلش بطيء بلكي على ايد هذا الدكتور يتعافى أسرع خلينا نجرب ما خسرانين شي
أمان: لا لا أبني ما بيه شي ميحتاج دكتور
احتضنت وجهه بين كفيني أسحب الفزع من صدره.
قدر: اهدأ شوية أني مو قصدي هذا الفهمته.
أمان: قدر سَقاء شبيه؟
قدر: ما بيه صدگني ما بيه بس شكيت بشي بسيط وحابة اتأكد منه حتى يگوم لك بالسلامة بأسرع وقت
أمان: وشوكت نراجع؟
قدر: اليوم، هسه أصلاً بس اجيب العنوان المضبوط من يامن روح أنتَ انتظرني بغرفة سَقاء
توجهت لغرفتي بسرعة اِتصلت على يامن وأني متأكدة مراح يجاوبني وفعلاً ما جاوب رغم اِلحاحي بالإتصال أخر شي اِتصلت على أيمن همْ زين كان بالبيت.
قدر: أريد عنوان الدكتور مجدي عوض من يامن هواي اتصلت معاند ميرد على مكالماتي
أيمن: خير خو ما بيچ شي؟
قدر: لا مو إلى لأبن زوجي خطية مگاعد يصير زين
أيمن: سلامته، خليچ وياية ألحگ عليه قبل لا يطلع
قدر: اِستعجل حباب.
أيمن: هاي وصلت، يامن قدر تريد منك عنوان دكتور مجدي عوض
يامن: شنو بيها شي؟
أيمن: لا لأبن أمان تدري بيه مريض من فترة ويردون يراجعون يمه اليوم.
يامن: ماشي هسه أرسل لها الموقع وأحجز له همْ لأن عندي علاقة طيبة بيه ليش يظلون ينتظرون اِزدحام عليه كلش
أيمن: سمعتِ؟
قدر: اي سمعت عاشت ايدك وايده حبيبي
سديت الخط وتوجهت لغرفة سَقاء، دقائق ودز يامن الموقع وراها راسلني يطلب مني نروح هسه لأن شوكت ما نوصل ندخل حتى ماكو حجز.
أخذناه وطلعنا الممرضة ويانا، دخلت أول شي وحدي شرحت الحالة للدكتور بعدين دخل أمان أبنه بحضنه تحاليل وفحوصات لليل واحنا من مكان لمكان حتى فطور ما فطرت.
طبعًا هوَ شك بالموضوع لأن أذكى من أنهُ تفوته هيچ سالفة بس رغم هذا ما حچى وحاول يمشي الأمور طبيعية.
صار موعد النتيجة أمان أصر يدخل وحده، بقيت ويا الممرضة گاعدين بصالة الإنتظار وسَقاء بحضني ربع ساعة وطلع أمان يمشي الخطوة بألف ما گدر يكمل الطريق أكو سلم وراه رجع بخطواته گعد منزل راسه، حطيت سَقاء بحضن الممرضة وگمت له بسرعة وصلت يمه گنبصت احچي وياه ميجاوبني هزيته من كتفه بقوة أحاول أصحيه، فجأة رفع عينه بعيني من شدة اِحتباس الدموع بياضها متحول لاِحمرار!
قدر: أمان احچي شبيها النتائج شنو گال لك الدكتور؟
أمان: سرطان بالمعدة...
رفعت ايدي على حلگي عيوني فايضة بالدموع، هوَ أني مو شاكة ليش انصدمت وتأذيت ب هالطريقة الحقيرة
أريد أسند طولي ما اگدر بعد، سحبت نفسي بصعوبة گعدت على الدرجة يمه ملتزمين الصمت بشكل رهيب
سَقاء: بابا
أمان: اجيت حبيبي.
قدر: أكيد يعني؟
أمان: إحتمال يتجاوز التسعين بالمية.
نهض تبعته بسرعة امشي وياه أخاف من التعب يسقط على الأقل أني يمه يسند نفسه عليَّ، شگد ما اگول صدمة هالخبر همْ قليل بحقه، الكل اِنهار دمار الحجية يحيى حتى مريم لأول مرة أشوف الأمومة بعيونها بس كلهم بكفه وأمان وحده بكفه ثانية، هذا مو اِنهار لا هذا مات وهوَ على قيد الحياة بحيث انطفأ تمام مو نفسه أمان القديم صرت ما أقابله إلا بالصدف مخلصها بين الشغل والدكاترة ومن يصير الليل يگابل أبنه ويگعد بعُزلة عن البشر حتى الممرضة يطلعها من الغرفة.
اليوم وبعد أسبوعين گاعدة عند سَقاء والحجية وبيبي يمي دخل أمان يمشي بتعب باوع على أبنه بعدين باوع لأم يحيى نطق حتى يصدمني بهذا الخبر
أمان: الثلاثاء الفجر طيارتنا جهزي نفسچ
قدر: طيارة شنو وين رايحين؟
الحجية: لتركيا، ما گلت لكم حتى لا أزيدها عليكم قبل يومين طلعت النتائج ومرض سَقاء كلش خطير
حچيتها ورفعت الشيلة غطت وجهها تنحب بصوت عالي، ما تحمل أمان خله وطلع حتى ما گعد يم أبنه.
بقيت يمهم شوية واجت مريم من عرفت بالموضوع ظلت تتوسل بأمها تروح وياهم ردتها بحجة الحجز تم ميلحگون بعد، تركتهم يتناقشون ورجعت لغرفتي أمان واگف يگلب بالأوراق مدري شديسوي، تقربت منه ديجمع فحوصات سَقاء حطهن على الميز وسحب الجنطة فتحها وراح للكنتور يجهز بملابسه
قدر: ليش مبلغتني بلكي اگدر أخذ إجازة واجي وياك
أمان: المرضى يحتاجوچ شغف تحتاجچ، وجودچ هنا أهم من وجودچ ويانا.
تقدمت عليه كان الكلام يخرج من لسانه بتعب شديد رفعت ايدي مجرد ما تلمست لحيته غمض عيونه.
قدر: راح تروح وترجع أبنك بحضنك سالم من كل علة ومرض إن شاء الله بس خليك متفائل
بس حچيتها اِنطرق الباب تجاوزني يفتحها. مريم
مريم: أمان فدوة أريد أجي وياكم
أمان: روحي من خلقتي
مريم: الله يخليك بداعة سَقاء وافق أبني محتاجني.
أمان: وأنتِ شتعرفين عن أبنچ؟ شو من اجى للدنيا وليومه هذا هوَ من مسؤولية بيبيته، اِهتميتِ بيه جاع شبع تمرض صحى فرحان زعلان، كل شي متدرين عنه مريم دموع التماسيح هذه متأثر بيَّ لتسوين روحچ حنينة على أخر زمن، ولي من وجهي.
سد الباب حيل بعدني ما گايلة هذه أمه اِنفجر بوجهي عرفته ميتناقش حاليًا لذلك اِنسحبت من يمه مُباشرةً.
شغف شكت بغياب أمان المُفاجئ عنها طول هالفترة وصارت تسأل عليه باِستمرار، مشيت وياها الموضوع لحد يوم سفرهم اجى دمار وچفص بأم السالفة بعدما بلغها بحقيقة مرض سَقاء، فقدت عقلها لدرجة وصلت بيها المواصيل تنصي على رجلي تقبلها حتى أخذها تشوفهم قبل السفر، أخذت لها إذن وطلعتها وياية موعد طيارتهم الفجر العصرية كلها حاضنة سَقاء وتبچي حتى الطفل اِستغرب وضعها اِكتشفت شي جديد شغف متعلقة بابن أمان أكثر من تعلقها بأمان نفسه، حالتها النفسية ساءت جدًا لدرجة تندمت سمعت كلامها وجبتها للقصر.
بالليل صار موعد اِنطلاقهم دمار اليوصلهم للمطار، راح أمان للغرفة مدري شيجيب تبعته بسرعة كان فاتح القاصة أخذ منها فلوس وسدها حاط المفتاح بجيبه اِلتفت صرت گدامه مسح جبينه من التعرُق وتقدم عليَّ حط مبلغ مالي مو قليل بين ايدية واِبتسم ببرود
أمان: خلي هذا المبلغ جوة ايدچ إذا احتاجيتِ شي.
قدر: بس أمان أني ما احتاج.
أمان: ميخالف اِحتياط كل شي يصير الدنيا متتأمن وبالنسبة لاِحتياجاتكم اليومية دمار موجود راح يلبيها
قدر: تروحون وترجعون بالسلامة إن شاء الله
أمان: شغف أمانتي الوحيدة التاركها يمچ ديري بالچ عليها زين ما أوصيچ بعد
هزيت راسي بالاِيجاب ربت على كتفي وطلع، يردون يغادرون ماكو شغف ملزمة بسَقاء متقبل تتركه بصعوبة قنعها أمان بعدما أخذها مسافة وحچى وياها.
دخلت للغرفة هيَّ مرافقتني، سحبت الحقيبة علمود أرجعها للمصحة رفضت تأشر لي على السرير تريد تنام يمي طاوعتها بسرعة ما اگدر أتركها وحيدة وهيَّ بهذه الحالة، تمددت ساحبتها لحضني بقيت احچي وياها وأطراف أصابعي تتغلغل داخل خُصلات شعرها، إلى يومين ما نايمة زين بسبب موضوع سفرهم مدري شلون أخذ النُعاس عيوني وغفيت.
سَ يَحدثُ أمرٌ عُجَابْ
هيَّ نَهضَتْ مِنْ فِراشِها تَتجهُ نَحو البَابْ.
بَياضُ قَلبها غَادرَ العَقلَ كَما يُغادِرُ مِنَ السَماءِ السَحابْ
هيَّ الآن بِيدِها الرَقيقَة تُريدُ بِ مَنْ آذاها إنزَالُ العِقابْ
اِتَجهَتْ بِ خطواتٍ حَازِمةْ
ورُوحُها النَاعِمةْ
لَمْ تَستَطعْ التَمييزَ ما بَينَ الخَطأ وَالصَوابْ.
فزيت من منامي على صُراخ مروع، اِلتفتت شغف مو يمي فزعت مرعوبة طلعت من الغرفة وبيبي وراية أتبع مصدر الصوت جاي من غرفة نُعمان والدنيا مخبوصة بالممرات كلها گعدت من نومها على صوت الصياح.
ويا ما وصلت دسار دخل قبلي تبعته بسرعة، شغف واگفة يم والدها ووالدتها رافعها كفينها أعلى راسها من الصُراخ حنجرتها متجرحة ومَرجانة على السرير گاعدة والذهول واضح بملامحها ايدها حول عنقها تسحب النفس لصدرها بلهفة مبين شغف محاولة تخنگها أما نُعمان فَ هوَ كان الضحية الأكبر بعدما اِلتفتت عليه وشفته غارق بدمه والسكينة مستقرة بمنتصف بطنه...