رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثالث عشر
إذا تحبون قدر انطوا رأيكم بدون تجاوز. تمام؟
أُصَارِعُ نَفسِي بَينَ فكرٍ مُنهَكْ وَ قَلبٍ مُهلَكْ،
أنا.
مَنْ أنا؟!
هَلْ تَراني طَريقًا يُسلَكْ!
أمْ تَظنُني لُعبَةً تُملَكْ!
جِدارٌ مِنَ اللونِ الأبيَض عَليهِ عُقَدكُ النَفسيةُ تُترَكْ!
كَلا يا هذا. فَ أنا قَدرٌ،
وَأنتَ بَشرٌ،
وَالبشرُ وَ إنْ تَوخى الحَذر.
إلا إنَّهُ بِ يَدِ أقدارِهِ كَ دُميةِ القِماشِ يُحرَكْ.
غادر المكان تاركني وراه متقوقعة ب أصعب لحظات الاِنهيار والضعف. قسمًا بالله من شدة الأوجاع الغزت صدري فجأة والبكاء الأجهد روحي غَفلة شعرت للحظة الفتاة النولدت وعاشت كل حياتها بالقوة صارت اليوم أضعف و أوهن مخلوق على وجه الكرة الأرضية!
قدر اليوم ب قمة الضياع ومنتهى التلاشي، هيَّ ب هذه اللحظات أصبحت منهارة، وحيدة، مُنعدمة الحظ، وقليلة الحيلة. لا تمتلك سوى الصوت الضعيف الذي يخرج من عُمق جذور الروح ل يكسب عطف و رحمة المُقابل.
صرخت. صرخت صرخت صرخت وما كان أكو جملة تنطق على لساني غير سقر لا، سقر اترجاك لتسويها.
بين الوعي واللا وعي سمعت صوت صرير الباب يصدح داخل مسامعي، رفعت راسي ب لهفة دخل أمان نظرته مُختلفة! مشيته مُختلفة! كل شي بيه مُختلف عن الدقائق البسيطة الكان واقف بيها أمامي يباوع لعيوني ب نظرات مليئة ب الحقد والقسوة!
- سقر! اترجاك لا إلا بيبيتي، اتركوها هيَّ مالها ذنب ب كل شي صار حرام عليكم تأذوها
- ب هالسهولة يعني! تؤ. مستحيل.
غمضت عيني ب تعب شديد فاهمة وين يريد يوصل.
- اعتذر.
- للأسف اِعتذارچ وحده ممقبول نحتاج منچ الأكثر
- ليش رافض تصدگ هالمهمة مو مهمتي؟!
- تنصتچ المستمر على المكالمات الخاصة بيَّ من خلال الجهاز الزرعتيه داخل غرفتي بعد دخولي للحمام، تتبعچ ل تحركاتي، وجودچ داخل البناية ب ليلتها وأنتِ تراقبين الحدث ل مسافة تفصل بيني وبينچ ب خطوات جدًا قليلة، كل هذا شلون راح تفسريه حضرة الباشا!
- صح اِنعرضت عليَّ مهمتكم بالبداية لكن فورًا رفضتها لأسباب خاصة متسمح لي نهائيًا بالعمل هذه الفترة.
- وشنو نوع المهمة؟
- گلت رفضتها، شلون راح أعرف نوعها بعد!
بس حچيتها طلع سلاحه من الحزام الخاص بيه سحب الأقسام وتقدم ثبت فتحة السلاح على جبيني بشكل مباشر وبحركة جدًا قوية بحيث آذاني.
- عادي أقتلني بس إذا اِنتهت حياتي واِنتهت مخاوفكم وياها اتركوا بيبيتي تروح ب حال سبيلها
- حياتچ حياتها تنتهين تنتهي وياچ.
- إذا هالحياة متوقفة على اِعترافي بالمهمة ف يا ليت تنهيها فورًا لأن ما راح أعترف ب شي مموجود من الأساس.
حسيته راح يسويها فعلاً، گاعد أسمع صوت الضغط على الزناد بحركة بطيئة يتخلل مسامعي، أبدًا ما كان الخوف من الموت يرادوني من بديت أوعى على هذه الدنيا ولليوم، مخاوفي كلها منصبة على الناس الأحبهم لأن الموت بالنسبة لقدر أهون من ألم الفقدان.
للحظة تصور لي الموقف بيبي گاعدة بالشقة مثل كل يوم عيونها تترقب الباب تنتظر الدقيقة التشوف طول حفيدتها أمامها وفجأة يدخلون الكانت يوميًا تطمئن من تشوفهم بس هالمرة يكونون سبب رعبها بعدما ينهون حياتها برمشة عين وتسقط غارقة ب دمائها
تنفست ب عمق. فتحت عيني وثبتت كف إيدي أعلى كفه القابض بيه على السلاح، نظر لي ب اِستغراب
- وقف دمار و أني راح أساعدكم تتخلصون من ورطة البوليس.
- شلون؟!
- راح نتكلم بس بالأول وقفه اترجاك.
باوع لي بنظرة حادة وسحب الموبايل من جيبه اِتصل
- دمار وقف التنفيذ وانتظر مني خبر، نتفاهم نتفاهم
لتخليني أسبه گلت وقفففف.
صرخ وسد الخط، بيني و بين نفسي صرت أدعي رب العالمين يساعدني بالخطوة الناوية أخطيها بعد هذه اللحظة.
- احچي يلا.
- شوف أني أعرف كلش زين أنتَ ما عندك إيمان بالله سبحانه وتعالى لذلك ما راح أگول لك ثق بالله، ثق بأي شي أنتَ تؤمن بيه المهمة أني رفضتها قبل لا أعرف تفاصيلها وإذا على مراقبتي لك ف سببها مهنتي ك دكتورة نفسية تحاول تعرف مريضها ليش رافض العلاج خصوصًا بعدما اِنعرض عليَّ اسمك بالمهمة يعني تگدر تگول فضول حتى أعرف شنو وراك.
اي نعم أني وضعت جهاز اِستشعار المكالمات الحساس داخل غرفتك بس حتى أعرف شنو السر الدتحاول تخفيه عني واللي هوَ نفسه موجود بالمهمة السرية وما قبلوا يفصحوا لي عنه بسبب رفضي لاِستلامها
- المفروض هسه أني أصدگ هالكلام لو شنو بالضبط!
- راح تصدگ لأن راح أثبت لك صحة كلامي.
- يعني؟
- يعني راح أعرض عليك عرض ما أعتقد تگدر ترفضه
- أسمع.
- أجيب لكم تقرير مختوم ب ختم الدولة يحمل جميع التفاصيل الحساسة والخاصة بالمهمة من اسم الضابط المُكلف ب قضيتكم إلى أصغر تفصيلة ممكن تتوقعوها
رفع حاجبه بالرفض.
- مو كافي.
- أكيد مو كافي لأن مخليتني أنهي كلامي، راح أعمل لصالحكم مثل متگول جاسوسة أبلغكم ب جميع التحركات التهدد مصلحتكم الشخصية وعملكم المشبوه
- وأنتِ شلون عرفتِ عملنا مشبوه!
- يعني حاملين بين إيدكم بنية شابة و صاعدين بيها لأعلى البناية تردون ترموها كل هذا شنو تلعبون مثلاً! بعدين إذا قضيتكم صدرت عن البوليس المصري معناها عملكم مشبوه مهما كان، مادي أو معنوي. وهسه؟
- هو بالحقيقة فعلاً العرض مُغري محد ينكر بس همْ مو كافي يا باشا.
- والله أني گلت كل العندي ما أعتقد بعد أگدر أقدم لك أكثر من هالشي!
- بلي تگدرين، عندچ الأكثر.
- وهوَ؟!
نصى عليَّ، صار وجهه قريب كلش من وجهي بحيث شعرت ب حرارة أنفاسه اِخترقت مسامات جلدي! ثبت عينه داخل عيني واِبتسم ب غرابة.
- ليلة ب فراشي...
قابلت اِبتسامته ب غضب عارم ترافقه نظرة الاِستفهام
- عيد بلا! أريد اتأكد لأن يمكن من شدة التعب سمعت كلامك ب صورة خاطئة.
- تقضين، وياية، ليلة، كاملة، بحضني وعلى فراشي
تمم جملته ب نبرة مُتقطعة مليئة بالاِستفزاز.
- من كل عقلك تحچي؟!
- هذ السؤال توجهي لي إياه في حال إذا كان أكو عقل ب راسي بس للأسف طار، طيره جمال هالشرسة
حچاها ولمس وجناتي ب طرف سبابته.
- مو كأنك تماديت هواي؟!
- گدامچ؟ ثنى طرف شفته ب سخرية: أكيد معذور
- مسربت.
- المسربت طالع برة ربع ساعة لا أكثر ويرجع لچ حتى ياخذ الجواب في حال رفضتِ طلبه راح يرفض طلبچ بالمقابل وهيچ يصير معذور ب أي تصرف يتصرفه اِتجاهچ واِتجاه بيبيتچ، تمام يا حلوة؟
غمز لي يجاوب نفسه: تمام سقر.
- أنقلععع.
- حتى ب حزنچ قوية ومتنكسرين!
مو مشكلة، أني راح أعرف شلون أكسر لچ جناحچ
كزيت على أسناني ب غضب.
- منو گال عندي جناح؟! عندي مخالب تخربط ملامح وجهك إلى أن يتشوه ب طريقة تليق ب تشوه روحك
- شوهيني ميغلى وجهي على مخالب اللبوة، فدوتچ
حچاها وغادر! اِختنگت من كم الاِستفزاز الموجود عند هذا المُستفز، أخ بس لو أطلع من هالمكان لأرجعك للبطن الطلعت منها حتى تعرف حجمك شنو.
غمضت ب اِرهاق مو طبيعي، ما أحتاج حاليًا غير بس أرفع إيدي على راسي وأضغطه حيل حتى أتخلص من هالوجع الراح يسبب لي اِنفجار ب خلايا المخ لكن للأسف قيودي مانعتني.
صرت أتنفس بسرعة رهيبة أحس كل شي بيَّ خرج عن المألوف أريد أسيطر على اِرتعاش جسمي ما أگدر بعد.
يابة ورح أهلي الما عندي أعز منهم يطلع الذكاء الكنت أتنعم بيه ذكاء مُصطنع واِنجازتي المهنية الحصلت عليها ب تعب مجرد اِنجازات الصدفة إذا ما كان ديخطط للشي الخطر على بالي هسه وبالحرف الواحد
صراع جدًا طويل من التفكير المُرهق للروح قبل الجسد اِنتهى ب اِتخاذ القرار الصائب.
خليه يعتقد بالاِنتصار ظاهريًا و يتمتع بالتصفيق الحار على شبكة المسرح من قِبل شلة المجرمين حتى تُكتب خسارته وتُختم بالختم النهائي خلف الكواليس.
إذا ردت أنجح ب مُخططاتي لازم ب المقابل يعتقد أمان ب نجاح مُخططاته وبالنهاية البقاء للأقوى والأذكى
دخل ب هالاِثناء، عيونه تتساءل قبل لسانه، وصل يمي سأل إذا قررت أو لا؟ ضيقت عيني وتكلمت ب نبرة الإرهاق سيدها.
- ممكن تحررني من هالحِبال حتى نگدر نتناقش مثل الأوادم ولتخاف روحي ب يدك يعني مستحيل أتصرف تصرف يأذيني قبل ليأذيك.
- مو سقر اليخاف.
حچاها ونصى يفتح ب قيدي. وأخيرًا تحررت!
دار وجهه سحب الكرسي وگعد شابك يد ب يد، ظليت واگفة مقابيله ما صدگت أخلص من الگعدة إلا فقدت عقلي حتى أرجع أگعد من جديد!
- يلا قرارچ.
- موافقة على كل التريده بس ب شرط واحد.
- طلب.
- طلب ولا يهمك بس بدونه ما راح نوصل لنقطة تفاهم
- أسمع.
- الشي التريد يصير بيني وبينك لازم يصير بالحلال.
- رفع حاجبه مستنكر كلامي.
- لتباوع لي هيچ، إذا أنتَ ميهمك الحلال والحرام أني يهمني يعني من سابع المستحيلات أتقبل قربك بدون عقد شرعي يربطني بيك ولو كلفني هالشي حياتي وحياة بيبيتي، نقطة راس سطر.
تقدمت خطوتين. وگفت مقابيله مباشرةً.
- تعلن إيمانك بالله ومن ثُمَ إسلامك حتى يصير العقد صحيح لأن اِرتباط المُسلمة ب غير المُسلم اِرتباط باطل.
طبعًا حسب ما أطلعت على معلوماتك الشخصية الموجودة داخل سيفيك أنتِ بالأصل مُسلم يعني أكيد إلحادك إلحاد رافض (جزئي) وليسَ كامل (اِنكاري) وبالتالي مجرد نطقك للشهادة راح يرجعك للإسلام من جديد ونگدر نرتبط ب كل سهولة.
فكر زين وبدوري راح أساعدك تتخلص من كل الأفكار السلبية التزعزع إيمانك بالله تعالى كوني دكتورة نفسية.
- هه زواج؟!
- هالشي يصب ب مصلحتي من جهة وحدة واللي هيَّ الحلال والحرام أما من بقية الجهات الإرتباط ب شخص مثلك راح يضرني كثير لذلك هالإرتباط ما لازم يستمر أكثر من ليلة وحدة بعدها كل من يروح بطريقه مع الحفاظ على الاِتفاق البيناتنا طبعًا.
صفن ب وجهي لثواني يحاول يدرس الموضوع ب عقله
- يا ترى كم طلب صار دكتورة؟!
- طلب واحد لأن الجُزئيات ممحسوبة.
- في بعض الأحيان الفرعيات تكون أهم من أصولها.
- أفهم من كلامك عندك اِعتراض على طلبي؟
- طبعًا.
- مو مشكلة أسمع منك مثلما سمعت مني
- موافق على الطلب الأول رافض للطلب الثاني.
- ممم تريد الزواج يستمر!
- صحيح.
- حتى تأسرني وتسيطر على تحركاتي ب قضيتكم.
- بالضبط.
- زواج المصلحة وإن إستمر حبرًا على ورق إلا أنهُ من غير الممكن اِستمراره سريرًا.
- يعني؟
- يعني الفراش ميجمع بيني وبينك غير ليلة وحدة ولو عليَّ حتى هالليلة أمحيها من شدة قرفي منك.
- نتفاهم ب موضوع القرف من نصير ب غرفة وحدة.
- وافقت؟
- وافقت لأن...
نهض متقدم على وجهي يهمس بالقرب من مسامعي.
- ما ميت على قربچ حتى أريد له الاِستمرار لتصدگين روحچ حضرة الدكتورة أووو سعادة الباشا
- وهوَ المطلوب.
بس حچيتها نزع سترته راد يلبسني إياها رفعت إيدي بالرفض، رماها على كتفي يستر الجزء الطالع من جسمي نتيجة تمزق الملابس وسحبني ل خارج الغرفة.
سيارته بالباب، صعدني بيها مباشرةً اِلتفتت أستكشف المكان فعلاً مصنع هذا، بعدني مملحگة ألمح شي من معالم المنطقة فزيت على صوته يتكلم ب حدية
- عينچ على الطريق لتراقبين المكان.
- أرجع وأگول روحي صارت ب يدك، شنو أريد أسوي مثلاً!
- عينچ على الطريق.
- حاضر.
نصى عليَّ يسحب ستار الجامة، اِنحجب كل شي عن نظري! رجعت نفسي الكرسي مغمضة عيني حتى هالگعدة البسيطة تعتبر راحة بالنسبة إلى العذاب الشفته بالمصنع طول الأربعين يوم. لذلك غفيت
صحيت على صوته ديگعدني رفعت راسي واگفين عند عمارة سكنية ب إرتفاع شاهق، نزل قبلي دأنزع الحزام فتح لي الباب نزلت من دون ما أحط عيني ب عينه.
دخلنا سوى البواب يعرفه، رحب بيه وتوجهنا للمصعد شقته بالدور السادس وصلنا فتح الباب ودخلت وحدي ظل هوَ برة يمكن يريد يجري اِتصال وميحب أسمعه
تعبانة كلش ما بيَّ أتحرك خطوة من مكاني، گعدت التخم مغمضة أحاول ب هالطريقة أنهزم من بشاعة الواقع.
ما أعرف شگد مر وقت، دخل أمان يطلب مني أغسل وأرتب نفسي لأن الشيخ جاي بالطريق، نهضت بصعوبة أشر لي ب يده على طريق الحمام، دخلت وسديت الباب وراية. مباشرةً اجت عيني على المرايا
وين وصلتِ قدر! هذه النهاية تسلمين روحچ للميسوه
تلمست وجهي شگد تعبان حتى لونه صاير شاحب من غير أثار الإرهاق الواضحة على ملامحه!
نصيت فتحت الماي ووگفت عاجزة: إياچ تستسلمين قدر وكوني على ثقة كل من أذاچ راح ترجعي له الأذية أضعافها بس خليچ متماسكة لتتنازلين عن صلابتچ
غسلت إيدي، وجهي، رجلي، فتحت شعري صففته بين أصابعي ورجعت لميته. قرصته وغادرت الحمام.
گعدت بالصالة انتظر ما ادري وين راح، الساعة گدامي صارت ثمانية وربع اِنفتح الباب دخل هوَ ودمار وياهم شاب ممعروف لأول مرة أشوفه!
باوعت ل دمار بحقد تجاهل نظراتي، تقدم أمان وگف يم أحد البوب وأشر لي أگوم، بس وگفت فتح الباب تجاوزته ودخلت. غرفة نوم ب أخشاب كاملة.
- وين حاطة هويتچ؟ حتى أروح أجيبها من الشقة
- يمي.
- يمچ؟!
- مو بالجنطة ب جيبي
حچيتها ومديت إيدي بالجيب الخلفي للبنطلون طلعتها
- هاك.
أخذها مني يقرأ بالمعلومات، ثواني و ظهرت الصدمة على ملامح وجهه ب شكل واضح جدًا.
- مُطلقة!
- شعجب يعني هالمعلومة فايتتك، صدمة والله!
- السبب؟
- ما أعتقد هالشي يعنيك في حال لو تدخلت ب حياتك الخاصة ساعتها لك الحق تدخل ب حياتي الشخصية.
رمقني ب نظرة حادة وغادر الغرفة، الكرسي أمام الميز سحبته وگعدت بيني وبين نفسي أدعي ربي من أعماق گلبي تجيني الشهرية ب هاللحظات وتنقذني من الموقف كله بس ب نفس الوقت متأكدة ما راح يصير هالشي لأن طبيعة جسمي نحس جدًا أقل ضغط نفسي أتعرض له تغيب شهر شهرين وممكن أربعة ومن تجي أظل أعاني من النزييف الحاد، كل علاج ما فاد بيها هيَّ هذه تركيبتي من رب العالمين وما راح تتغير.
عشر دقائق واِنفتح الباب اجى الشيخ، طلعت ويا أمان للصالة سلمت دأگعد بالطرف الثاني طلب مني الشيخ تصير گعدتي يمه حتى يبدأ بالعقد مباشرةً.
گعدت على يسار الشيخ وأمان على يمينه، فتح السجل توه يبدأ كلامه بالآيات المُباركة قاطعته بسرعة
- بس لحظة شيخنا.
- إيه ي بنتي؟
- قبل كل شي أريدك تتأكد إذا الشهود مسلمين أو لا.
- أيوه مسلمين ما أنا شفت بطايقهم.
- مو بالبطاقة باللسان، أريدك تسألهم من باب التأكد
- إيه يا ولاد؟
دمار: الحمد لله مسلم
يحيى: اي نعم مسلم
قدر: خليهم ينطقون الشهادة گدامك شيخنا.
الشيخ: ليه ي بنتي لزومو إيه نطق الشهادة يعني!
قدر: ما راح ينقص منهم شي إذا نطقوها بالعكس تحل البركة عليهم وعلى هالزواج.
اِلتفت عليهم نطقوها بالتتابع بعدها مباشرةً طلبت من الشيخ نفس الطلب بالنسبة لأمان.
- أنطقها ي أبني ربنا يجعلها عليكو جوازة الدهر ب إذن الواحد الأحد.
باوع لي رافع حاجبه رجعت له النظرة ب تحدي، عاد الشيخ عليه طلب الشهادة بعد نظره عني ونطقها بالكامل.
تم العقد ب شرود ذهني فضيع ما سمعت منه شي غير طلب الموافقة بعدما عاده الشيخ عليَّ لأكثر من مرة
تركتهم ورجعت للغرفة متوترة كلش أريد أتحرك داخل المكان حتى أخفف من توتري ما أگدر، طاقة ما عندي
گعدت على طرف السرير. دقائق و سمعتهم يسلمون نهضت حايرة شلون لازم اتصرف أطلع لو أظل بمكاني.
فتح الباب، بس اِلتقت عيوننا تلاشت مخاوفي ورجعت لي القوة.
- أريد أسبح.
- هذا الحمام منو لازمچ.
- ملابس ما عندي؟
نظر لجسمي بالكامل وتقدم ب اِتجاه الكنتور، فتح أول باب طلع بلوز من بلوزاته واِلتفت قدم لي إياه.
- أنتِ ناعمة، هذا راح يسد لچ حاجة مؤقتًا.
- المنشفة؟
- وراچ.
أخذت البلوز منه. سحبت المنشفة وطلعت متوجهة للحمام، سبحت بصعوبة الضعف لازمني رجلي بمعجزة ساندة جسمي على كم التعب المجتاحني حاليًا.
طلعت رجلي كلها مكشوفة! خفت لا أرجع أستبرد بس تفاجأت ب جو الشقة المُعتدل لأن مشغل التدفئة ب كل مكان.
دخلت للغرفة أمان ما موجود، سديت الباب وركضت على ميز تواليت أدور مشط ماكو! سحبت المنشفة من راسي أنشف شعري السريع بعدني أجففه ب اِستعجال دخل أمان حاولت اتجاهل وجوده حتى خلقته ما طايقة أشوفها.
سمعته سد الباب اِرتبكت، صار اِنعكاس صورته بالمرايا واگف ورا ظهري صافن ب عيني، شتتت نظري عنه فجأة تقدم رفع إيده سحب المنشفة مني رماها الأرض وأخذني من زندي دارني ب هدوء يقربني عليه مجرد ما اِتحدت أجسامنا اِحتضن خُصري بين كفوفه ونصى على مسامعي ينطق ب صوت أقرب للهمس.
- أتمنى تشوفين نفسچ ب عيون السقر هسه.
بَدأ بِ التَناغمِ مَعها بِ شَغَفِ المُحِبينْ
بِ لَهفَةِ العَاشِقينْ.
كانَّ يَعزفُ عَلى أوتَارِ حَواسِها نَوْتاتْ المُغرَمِينْ
اِحْتَسَى رَحيقُ شَفَتيها المَختومِ. خَمرًا
حَتى أعَادَ لِ قَلبهِ المَيتِ نَبض الحَياة بَعدَ إنْ صَارَ ثَمِلاً
فَ بَاتَ رَجُلاً. كَامِلاً. قَويًا. بَلْ وَجَدَتْهُ أصيًلا وَشَهمًا
يَتَعامَلُ مَعَ أنْحاءِ جَسَدِها المُرهَقْ. كَما يَتَعامَلُ الأسَدُ الشُجاع مَعَ لَبوَتِهِ الجَرَيحَةْ
لِ يَجعَل مِنْ قَلبِها الحَجَري ذَاكَ زَهرَةً فَواحَةً،.
نَفحُها يَسري في دَمِهِ حَتى يَسْتَوطِنَ أعْماقَ الوَتينْ
داعَبَ مِنْ شَعرِها البُنيّ خُصلَتينْ
وَأخَذَ يَمسِكُ بِهما في اليَدينْ
بَينَ أصابِعِهِ الخَمسْ. جَعَلَ مُسْتَقرَها
فَ قَبَلَ خُصلَتَيها بَعدَ إنْ اِسْتَنشَقَ بِ الحُبِ عُطرِها.
ثُمَ انْحَنى تَعْظيمًا وَ اِعْجابًا وَ تَقْديرًا وَ إجْلالاً
أمامَ تَمامِ وَ كَمالِ خُلقِها وَ حُسنِها.
واضِعٌ رَأسَهُ في مَوضِعٍ مُتَوسِطٍ بَينَ لَوحِ الكَتفِ وَقُرصِ الوَجهِ حَتى أطبَقَ الجِفنَينْ.
هامِسٌ بِ صَوَتِهِ المُرتَجِفِ لِ قُربِها في مَسامِعِ الأُذُنَينْ
أنْ أستَقِري وَ لا تَخافي. فَ أنا لَكِ رَجُلٍ أمينْ.
ثُمَ قَبَلَ الجَبينْ.
غَازَلَ بِ شِعرِهِ الشاعِرِي جَمالَ العَينَينْ،
لِ يَتَلمَس بِ حَنانِ قَلبهِ وَفَيضِ رِجولَتهِ نُعومَةِ الخَدَينْ،
حَتى وَصَلَ إلى الشَفَتَينْ.
هُنَاكَ مَلحَمةٌ، أسْطورِيَةٌ، دَمَويَةٌ، تَأرِيخيَةٌ، سومَرِيَةٌ
مَجهولَةُ المَعانِي.
غَريبَةُ الأطوَار.
تَحدُثُ الآنَ بَينَ الإثنَينْ،
في حَربٍ تُدعى عِلميًا حَربَ تَقارب الجِنسْينْ
وَبَعدَ صراعٍ طوَيلٍ، دَامَ لِ سْاعاتٍ جِنونيةٍ بَينَ أنوثَتِها الطاغِيةْ، وَرِجولَتِهِ الصَلِبةْ، انتَهى بِ أنْ تَحَولَ ذَلِكَ الوَحشُ الكَاسِرْ بَينَ يَدي قَدَرِهِ إلىِ طِفلٍ طاهِرْ!
لا يُريدُ مِنْ دُنياهُ سوى جُرعَة حَنان مِنْ قَلبِ اِمرأتِهِ
الَتي عَدَها أميرَتَهُ. بِنتَهُ. وَ حَتى أُمَهُ
فَ صَارَ حُضنُها الدَافئ مَملَكتَهُ العَظيْمة الَتي باتَ يَرغَبُ في الخُلودِ عَلى عَرشِ قَلبِها القَوي مَلِكا.
وَهكَذا اِسْتَطاعَ السَقرُ بِ جُنونِهِ وَغَضبِهِ ثُمَ وَافِر حَنانِهِ وَعَطفِهِ مِنْ أنْ يَستَحَلُها، حَتى أمتَلكَها، بِ أمانٍ مِنْ اِسمِهِ حاوَطَها، وَلِصَدرِهِ قَرَبَها، قَبَلَها، غَازَلَها، دَاعَبَها، رَاقَصَها، هَمَسَ سَرًا في غَيبِها، قُربُكِ مِني جَعَلَ مِني رَجُلاً سَويًا، لَينًا طَريًا، شُجَاعًا قَويًا، حَتى أمسَيتُ بَينَ أحْضانِكِ نَسيًا مَنْسيًا، فَ تُهت في بَحرِ عِشقُكِ لِ تَصبَحَ عَيناكِ خارِطَتي. يا سَيدَتي.
أنا السَقرُ وَأنتِ القَدَرْ. وَلا يوجَدُ سِواكِ مَنْ يُطفِئُ لَهيبَ جَحيميَّ المُندَفِعْ، فَ هَلا سَاعَدتِني. أنقَذتِني؟
متمدد السرير ومحتضن راسي على صدره كلما أريد أتحرك يمنعني عن طريق شد قبضة كفوفه على زندي، تعبت كلش، الشي الصار بيني وبين أمان قبل شوية سحب أخر ذرة طاقة كانت موجودة داخل جسمي
- أمان عفية وخر إيدك عني أريد أگوم.
- ليلة كاملة لتنسين الاِتفاق.
غمضت ب إرهاق، معدتي دتفور، نفسي تلعب، راسي يدور، الرجفة سيطرت على كل عضو مني، والمشكلة بدت عوارض الشهرية تظهر على جسمي
لزمت بطني ب وجع ودفعت إيده ب كفي اليسار حيل.
- وخر لخاطر الله وخر.
ردت استقيم ب گعدتي داهمني الدوار، لزمت راسي قبل لا أسقط بالفراش سندني أمان بين إيده.
- شنو صار!
- ما أدري تعبت كلش.
- اگوم أجيب لچ شي تاكليه أكيد لزمچ الضعف.
- لا ما أريد بس ساعدني أروح للحمام.
مديت إيدي دأسحب البلوز جابه قبلي، لبسته بصعوبة وبعدت الغطا عني ردت أگوم اِنصدمت بالمنظر
غمضت عيني استغفر ب صوت واضح، ما حچى شي گام للكنتور طلع منشفة صغيرة حطها يمي وغادر.
مسحت الدم أصارع معدتي حتى لا أستفرغ، سندت نفسي على ظهر السرير ومشيت أسحل ب رجلي سحل
فتحت باب الغرفة ما أدري وينه! كرهته بالزايد أخذ مني اليريده وولى ولا عبالك أكو بشر گدامه ديموت.
دخلت للحمام فتحت الماي وفتت جواه ما بيَّ حتى أوازنه البارد صار أكثر من الحار، سبحت سريع باوعت للباب لا ملابس لا منشفة! تقدمت ب خطوات غير موزونة سندت جسمي الباب أطرقه ب حركة بطيئة
ماكو جواب!
نزلت المقبض وطلعت إيدي تسند رجلي ب لزمة الجدار بعدني بالعتبة اِختل توازني وسقطت.
- أمان، أمان وينك الله ياخذك إن شاء الله.
حچيتها ب تقطع ونزلت راسي على الأرضية، شديت قبضتي على المفرش الجواية اتنفس ب جهد ملحوظ، روحي دتنسحب، وعيي بدا ينسلب، عيوني لا اِراديًا صارت تقفل مهما حاولت أفتحها. فقدت
لزمت راسي ب وجع: وين أني؟ شنو صار وياية؟
باوعت. بالغرفة، نايمة على السرير ولابسة ملابس كاملة حتى الداخليات واِحتياجات الشهرية! تأفأفت بضجر أكو شي أسوء من كل هذا ينتظرني بعد!
دخل أمان الأكل ب يده، من شافني صاحية تقدم حطه الميز الجانبي وگعد على طرف السرير سحب راسي لحضنه يتلمس حرارتي ب ظاهر كفه، فجأة اجتني نوبة سعال من شدتها اِختنگت، شربني الماي بسرعة
دفعت إيده أسحب النفس لصدري ب صعوبة.
- أطلب الدكتور؟
- لا.
- شنو صار وياچ؟ طلعت أجيب لچ الملابس و الأكل رجعت لگيتچ واگعة ب باب الحمام!
تجاهلت سؤاله وبعدته عني. تمددت بالفراش.
حاول يقنعني آكل ولا كأني أسمعه، غمضت عيني بين آلام جسدي وروحي أخذني النُعاس من مُرارة الواقع.
صحيت. نايم يمي على گعدته ساند نفسه على ظهر السرير إيد ملامسة شعري من الأعلى والإيد الثانية لازم بيها الكمادات!
بعدت الغطا ب هدوء وتسحبت من يمه متوجهة للميز الاِحتياجات النسائية عليه اخذتها ورحت للحمام غسلت وطلعت التعب بعده بجسمي فتت للمطبخ أكو أكل على الطاولة وكيس صيدلية بجانبه، گعدت أكلت وأخذت العلاج بعدها طلعت للصالة تمددت التخم بدون غطا أو مخدة. دقائق بسيطة رجعت غفيت
صوت حركة يمي، فتحت عيني الشمس شرقت عدلت نفسي ونهضت طلع أمان من الغرفة ملابسه ب يده ولا عبالك يشوفني گدامه، تجاهلني وتوجه للحمام.
غسلت ورجعت للغرفة صار كيس المُشتريات گدامي تقدمت فتحته أتفحص شكو بيه داخليات لون أسود، قراصات، مشط، اِحتياجات نسائية ثانية ولبسة ثانية أيضًا باللون الأسود! عنده عشق غريب ويا هاللون
سحبت المشط مشطت شعري وقرصته، أباوع لعيوني بالمرايا الهالات السوداء محاوطتها بشكل مُخيف.
تلمست بشرتي ب سخرية: وين راح جمالچ قدر؟ وين قوتچ، شجاعتچ، صلابتچ، ليش دتسمحين للمرض والحُزن يستفحل بداخلچ إلى أن يحولچ لقطعة هشة ممكن تتلاشى من لمسة يد حتى وإن كانت رقيقة!
بعدني على هالحالة دخل أمان ينشف ب شعره، تقدم وگف بصفي سحب المشط، تركته وگعدت الكرسي
- أعتقد اِنتهت الليلة!
- اِنتهت.
- وهسه صار لازم تنفذ الاِتفاق وتطلق سراحنا.
- وأنتِ؟
- ماشية وياك بالحرف الواحد.
- جهزي نفسچ.
حچاها ورمى المشط من إيده، طلعت للحمام لملمت النفايات بكيس وحطيتها مقابل الباب الرئيسية بعدين جمعت ملابسي الوسخة حتى أخذها أما الأغراض الجاب لي إياهن كل شي ما أخذت منهن غير الملابس اللي على جسمي ولو عندي غيرهن كان رميتهن بوجهه
رجعت للغرفة توني داخلة سمعت صوت غريب يصدر من اللابتوب الگاعد أمان عليه، تقدمت بسرعة مصور ليليتنا بكل تفاصيلها! مباشرةً رفع راسه مبتسم.
- قذررررر.
مديت إيدي رگعت اللابتوب حيل. سديته.
- ليش هيچ مو گاعدين نتأكد من دقة التصوير!
- عود عبالك أنصدم؟! لا والله ف لا أنصدم لأن وبكل بساطة متوقعة منك الأقذر.
- عادي.
- تعال لي من الأخير شنو شروطك؟
- تمشين على أصابعي العشرة أقل زلة تخسرين سمعتچ وتخسرين وياها عملچ الظاهري والسري ب اِنعدم وجود الورقة الرسمية التثبت شرعية العلاقة الصارت بيني وبينچ والباقي متروك لمدى اِتساع مخيلتچ باشا
- أنتَ متخاف؟!
- ب عمري ما عرفت شنو معنى الخوف
- راح أخليك تعرفه. وعد
- لا أنتِ ولا عشرة مثلچ
حچاها ونهض لزمني من فكي نابت أصابعه ب قسوة.
- متعرفين هالسقر شلون يفنيچ من الوجود لو حاولتِ تلعبين وياه. أحذرچ قدر. أحذرچ.
دفعت إيده و طلعت للصالة. سحبت الملابس دأفتح الباب مقفول! درت وجهي أصرخ ب عصبية.
- الباااااااااب
- صوتچ منا الجيران.
نطقها ب كل برود وتقدم يفتح الباب، طلعت وياه بس نزلنا مشيت بالاِتجاه المُعاكس لزم زندي ب قوة وصعدني جبر ل سيارته، تحرك الطريق كله ساكتين إلى أن وصلنا ل باب عمارتنا.
ردت أنزل لزم كفي، مد إيده لجيبه طلع هويتي ورجع نفسه للخلف أخذ الأغراض حطهن ب حضني.
- موبايلچ، جنطتچ وكل شي يخصچ هنا، السيارة ذيچ مركونة بداية الشارع وبيبيتچ فوگ بالشقة
رميت أغراضه عليه ب عصبية دأنزل گال:
- لتنسين أي نقطة من اِتفاقنا.
رگعت باب السيارة حيل ومشيت. عمو حسين بواب العمارة صافن ب وجهي ما نطق حرف وحقه يستغرب
صعدت بسرعة همزين ما قابلت أحد من الجيران كلهم ب هالوقت مشغولين بالدوام، طلعت المفتاح فتحت الباب ودخلت، صار يامن گدامي گاعد التخم وبيبي بصفة من العصبية وجهه محتقن لا مو بس محتقن بركان ثائر موجود بالصالة مو بشر والسلام!
بعدني ممتنفسة حرف نهض من مكانه دفر الطبلة بقوة تبعثرت الأشياء، المزهرية كانت عليها من قوة الضربة اصطدمت بالأرضية تناثر الزجاج على كُبر الصالة ولسوء الحظ قطعة من عندها اِرتدت ب حركة سريعة ونبتت ب صورة عامودية داخل كفي الأيسر...