رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل التاسع والعشرون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل التاسع والعشرون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل التاسع والعشرون

لَقَدْ ضَاعَتْ نَفسيّ مِني مُنْذُ نَّيفٍ وَعِشرِينَ عَامًا وَأنا لا زِلتُ أبحَثُ عَنها حَتى أعيانيّ التَعَبْ
فَ هَلا ساعَدتَنيّ، هَلا وَجَدتَنيّ.
تحسين: ولك نذل، أنتَ شلون تتجرأ وتدنس بنتي! دخلتك بيتي رغم اِعوجاجك وأمنتك على شرفي ليش تغدر بيَّ وأني حاسبك حسبة واحد من ولدي.

نوال: صلِ على نبيك يا رجال، اِثنين طايشين غلطوا وراح يتحملون نتيجة غلطهم ويصححوه، صحتك بالدنيا إذا صار لك شي لا سامح الله بشنو راح يفيدونا ويفيدوك هالزوج؟ فكر بنفسك وعوفهم يولون
تحسين: اسكتي أنتِ، بنتي هذه تعرفين شنو يعني بنتي لو لا؟! وبكل صلافة منتظرني أرجع من السفر حتى يگول والله يا ابن عمي حبيتها وحبتني وسبحان الما يغلط وأني جاي أطلبها منك حتى أصحح غلطي.

نوال: يا وداعتك غير لعبت بيهم لعب أول ما شفتهم بغرفتها بوضع أستغفر الله، خو هيَّ اجت تموت بيدي حتى راسها اِنفتح لأن من حاولت تخلص نفسها مني اِنرگعت بالحايط متشوفها اِنهزمت مثل أمها ال وتالي من راح يحچي وياها بكل عين صلفة تعاند وياه وتگول له ما أريدك بعد وبس يجي أبوية اگول له هوَ اعتدى عليَّ وأخته ساعدته حتى يطردكم بالشارع وأعلمها شلون تمد ايدها عليَّ وشلون تحچي على أمي.

حاتم: ضحكت عليَّ الكلبه، حبيتها أني بس ما تصورت تغدرني وتفر السالفة براسي، شيطانة هذه مثل أمها بالضبط ما فد يوم حاولت أتقرب منها لخاطرك بس ليلتها اِستغلت وضعي لأن كنت مخمور حتى ترضي نزوتها وشفت بعينك ميحتاج أعيد وأبرر بس النذلة طلع حبها إلى وهمي الهدف منه تنتقم من أختي.

تحسين: على أساس هسه أنتَ صاحي شو من شفتك وشفتني وأنتَ يا بالع يا سكران حتى راسك متندله وين بس أني لك أنتَ وذيچ ال، هسه تطلع من بيتي بطرگ الملابس مثلما طبيت له أي شي متاخذ وياك لأن أني السويتك وأني الراح أرجعك للصفر الظاهر كنت غلطان لمن احتويتك وخلصتك من الزبالة العشت عمرك بيها، السويچ كارت البنگ سند شقتك اللي بالمعادي مفتاح مكتب الموبيليا كله تحطه گدامي هنا وتطلع فورًا من هالبيت خلقتك ما أشوفها بعد.

حاتم: نوال دتسمعين رجلچ شگاعد يحچي؟!
نوال: يمعود مو هيچ دنگول لك أخذ شرف البنية منو يتضرر غيرك إذا عاندت وما زوجتهم! زين بعدما لعبت عليك وعلينا شلون تسوي لها البراسها وتمنعه ياخذها أصلاً ما تريده سوت كل هذا بس حتى توگعه وتطلعنا من حياتك وهيچ تنتقم لنفسها منك ومنا.

روح: وأنتَ كالعادة صدگتهم بابا، صدگتهم وبدون ما تجي وتسألني عن وجعي حكمت عليَّ بالموت وردت تنتهي حياتي وذاك الثاني بعدما فشلت خطته ووگع بشر أعماله برفضك الغير متوقع لزواجنا بعد كل شي حچاه وسواه اجى حرق جسمي گدامك مثلما حرق روحي من وراك حتى ينتقم منك ومني ويحول خسارته لمكسب وهوَ العاش عمره كله كسبان.

بس حچيتها مد ايده الترتعش من التعب لجيب سترته سحب الموبايل فتحه ورفعه بوجهي، تصوير من داخل غرفتي أني وحاتم بوضع تبادل القُبلات والعُري واضح على أغلب تفاصيل جسمنا! رفعت نظري عليه ما أحس بشي غير بوجع حقير ينهش بشرايين گلبي لا خجل ولا حياء ولا حتى الدموع الضعيفة العودتني تنزل من عيني على أبسط وأتفه الأسباب
روح: بابا أني...
تحسين: أششش صوتچ ما أريد أسمعه.

روح: لا لازم تسمعني، ما فكرت يعني شلون صورني وليش صورني؟! معناها أكيد مخطط لهذا الشي
تحسين: مرتي هيَّ الصورتكم يا فاجرة، تعرف بيچ شيطانة وإذا اِنكشف الموضوع تبدين تلفين وتدورين مثلما صار هسه بالضبط فصورت أول ما شافت علمود يبقى دليل فجور بنتي بين ايدها ومتبقى لي كلمة
قدر: عزا بعينهم شنو من بشر ذولة! وتالي شنو صار
روح: اِنهاريت قدر، هنا صدگ اِنهاريت بعدما فقدت أخر خيط أمل كنت متمسكة بيه حتى أكسب أبوية.

تحسين: ابچي بعد ابچي بس هالدموع ما راح تغسل عارچ لتحاولين يا غلطة حياتي الوحيدة
روح: والله ما كنت بوعيي، بأي شي مُقدس أحلف لك وتصدگني الشياطين الموجودين ببيتك شربوني بيومها سم بدون ما أحس وفقدت الاِدراك والسيطرة على عقلي، كل شي ما أذكر من ذيچ الليلة ولا أعرف شلون دخل لغرفتي وشنو صار بيناتنا، وداعتك وتدري ما عندي بالدنيا غيرك ما كنت واعية بابا ما كنت واعية.

رجع رفع الموبايل وشغل الفيديو مرة ثانية، أريد أركز ما أگدر جهازه ميثبت من رجفة ايده، خفت عليه ليصير له شي من القهر دفعت الموبايل حيل سقط منه على السرير ورميت نفسي بحضنه ابچي من گلبي
روح: بابا مو بوعيي، وداعة ذيچ العافتني وأني بعز حاجتي لها وخلتني أعيش العمر متحملة ذنب مو ذنبي أني ما كنت أتحكم بتصرفاتي عن وعي واِدراك
تحسين: باوعي ولچ باوعي هذا شكل وحدة مو واعية.

رفع الموبايل مصورين جزء أشبه بالطبيعي، أني لازمه وجه حاتم وأتبادل وياه القُبل بلهفة واضحة ولا مبين عليَّ مسلوبة الاِرادة فَ شلون بعد راح يصدگني!
احتضنت كفه بين كفوفي ونصيت عليه، قوة شهگتي منعت الكلام يخرج من لساني بوضوح
روح: قسمًا بالله العلي العظيم، وعزة وجلالة الخالق عمري ما سويت شي ينصي راسك ويزعلك مني...
قطع كلامي بدفعة قوية بعدني عنه ونهض مُغتاظ.

تحسين: من كنت اگول عليچ فاجرة گلبي يأذيني، بنتك هذه تحسين ما راح تطلع مثل طليقتك ولا راح يجي اليوم التطعنك بيه بظهرك مثل أمها تخلص من أمراضك وثق بيها بس النتيجة شنو؟! اجى هذا اليوم وثبتِ لي أنتِ وأمچ نفس الخيسة وإذا هيَّ صلفة أنتِ شيطانة وعرفتِ شلون تلعبين على شيبات أبوچ
روح: لا بابا والله أني مو هيچ.

تحسين: رغم سوء علاقتي بيچ بس فكرت بمستقبلچ وحاولت أحميچ من حاتم وحبه ما كنت أعرف اللي لازم أحميه حاتم مو أنتِ، لحد ما رجعت من السفر وعرفت الحقيقة أني ممصدگ، رزلته وطردته وكنت مستعد أظل ورا الموضوع إلى أن أعرف الحقيقة بس من راووني هذا الفديو عرفت أني شمخلف
نصى عليَّ قابض كف ايده وصار يضربني على راسي بقوة والكلام يخرج بصورة مُتموجة من بين أسنانه.

تحسين: شرفچ هذا يا فاجرة شرفچ، شلون تسلميه بهذه السهولة ووين بنص بيتي ولابن عمي وربيبي.

روح: ما سلمته قدر وحق هذا الله الفوگاية ما سلمته وما كنت بوعيي، أني موو هيچ وعظمة كل حرف نزل بالقرآن أني بريئة وعمري ما سويت شي ينزل الراس ويكسر والدي بيَّ، عمري حتى ما حبيت ولا صادقت ولا راهقت ولا اِنعجبت برجال، رسول الوحيد الباوعت له بنظرة اِعجاب وهالشي مو بيدي وحتى من كنت ارفع عيني عليه أحس بالذنب أحس وكأني مسوية جريمة ولازم أتعاقب عليها، حتى الشي الموجود بالفطرة داخل كل بنية من رب العالمين أحسه مو من حقي.

قدر: أشش كافي گلبچ راح يوگف، هاچ أشربي ماي
رفعت الگلاص شربتها بنفسي بصعوبة گدرت تبلعة من بشاعة الشعور المستوطن صدرها صارت تغص بالماي
قدر: أدري بيچ أنتِ مو هيچ ما يحتاچ تگعدين تبرري لي ولا منتظرة اليمين اليثبت صدق كلامچ، المسألة مسألة وقت مو أكثر وكل شي راح ينحل ثقي بيَّ
روح: شلون ينحل وأبوية ماخذ القرار النهائي ومحدد مصيري بدون أدنى رحمة
قدر: تگدرين تكملين شنو صار وياكم؟

روح: ضربني هاني بالكلام، حسسني ب اِنعدام شرفي، أخر شي طلق عليَّ رصاصة الرحمة السلبت روحي مني
تحسين: أسمعيني ولچ أنتِ مو مال اِحترام ولا شفقة راح أطلع حاتم من السجن وراح تتزوجيه غصبًا عنچ وراح أخليه يبطلچ من الوظيفة وسيارتچ تنسحب والطبة والطلعة تصير ممنوعة إلا على گبرچ ما عاجبچ انتحري وخلصيني من عارچ غير هالخيارين ماكو ثالث
اِنتفضت من مكاني أصرخ من أعماق الحُنجرة.

روح: ما منتظرة منك تگول لي اِنتحري، صدگني لو الاِنتحار حلال كان اِنتحرت من يوم ما تجرأ وتحرش بيَّ وظليت ساكتة لأن صوتي أخرس ماكو واحد يسمعه ولا عندي أب يسندني ويحميني
تحسين: أسبوع مو أكثر وتصيرين ببيته، وإذا فكرتِ تنهزمين مثل أمچ راح أطلعچ حتى لو نزلتِ لسابع گاع
روح: أني انظف منكم، انظف من حياتك انظف من أهلك انظف من مرتك ولدك عشيرتك وظن السوء اللي ظنيته بيَّ ما راح يغير من الحقيقة شي.

تغيرت ملامحه بعد كلامي، باوع لي ب عتب واِستدار يغادر الغرفة قبل لا يتحرك خطوة صرخت منهارة
روح: ما راح أدعي تعيش العيشتني إياه بابا ولا اتمنى الوجع الغرسته بصدري طول السنين الراحت ترجع السنين تغرسه بصدرك، گلبي إذا تحملت ظلمك وقاوم وظل ينبض گلبك التعبان ما راح يتحمل عدالة القدر.

تجاهل كلامي وطلع تاركني وراه منهاري، بقمة ضياعي ما لگيت سبيل للرشاد غير اللجوء لرسول بعدما اِنسدت كل الطرق بوجهي وما ظل بشر وياية غير رب العالمين
قدر: كلنا وياچ روح، احنا مو مجرد معرفة سطحية، احنا من يوم ما فتحي لنا گلبچ حسبناچ وحدة منا وبينا لتتصورين نفسچ وحيدة وكلنا موجودين.

روح: كافي التحملتوه مني، أعرف متقصرون وشكرًا على كل شي قدمتوه إليَّ بس أني مشكلتي ما لها حل غير رسول، أني ما أريد أعاند والدي ما أريد اصحى بيوم من الأيام على خبر وفاته بسببي لأن ساعتها ما راح أسامح نفسي ولا راح أعيش حياتي مرتاحة
قدر: ليش لعد من طلعتِ رجعتِ للغرفة بنفس اللحظة وبدون متسمعين رأيه؟!

روح: اِنذليت قدر، ليش سهلة عليَّ أركع جوة رجله گدام الكل وأطلب منه يتزوجني بسبب عاري! تخيلي بأي عين راح ينظروا لي بعد اللي صار وشنو راح تكون قيمتي بيناتهم وهمَ زملاء عمل ووجودهم المُستمر وياية مفروض عليهم وعليَّ
قدر: لا يامن هيچ ولا رسول بعدچ متعرفيهم، بس يا روح من خطيتِ خطوة مثل هذه كان لازم تستمرين بيها للنهاية ومتنسحبين.

روح: أني غلطت قدر مو؟ لو مسيطرة على اِنفعالاتي ومتحكمة بعقلي شوية ومفكرة بطريقة افضل من هذه كان صورتي ما اِنهزت گدام الكل.

قدر: كلمة لو عمرها ما فادت البشر وصورتچ ما اِنهزت ولا راح تنهز، لمن يكون عندچ ثقة بنفسچ راح تنزرع هالثقة من نظرة عيونچ الشامخة بعيون العالم، مو ذنبچ الصار ولا من حقنا نحاسبچ على شي خارج عن اِرادتچ، الوحيد اللي لازم تبرري له وتثبتي له صدق كلامچ رسول لأن هوَ المَعني بالموضوع أما باقي صدقوا قصتچ أو كذبوها ما راح يأثرون عليچ بشي.

روح: يا رب يوافق يا رب، أدري صعبة يتقبل وحدة أمها منهزمة وأبوها رافضها وفوگ كل هذا ديتهموها بشرفها بس هوَ سبب خلاصي الوحيد
قدر: ممكن أعرف ليش اِختاريته هوَ بالذات؟

روح: لأن هوَ الوحيد الراح يتقبله والدي بعد كل شي صار، علاقة دكتور رؤوف بيه مو علاقة عادية ومتأكدة راح يفرح بطلبه لأن هيچ راح يتخلص من عاري وبنفس الوقت يناسب شخص ينرفع بيه الراس وحتى لو عنده نية يركب راسه ويزوجني حاتم عناد بيَّ من سابع المُستحيلات ينفذ هالشي ويا رسول بالذات لأن إذا رفضه ممكن يخسر أبوه وهوَ ميريد يخسره
قدر: بس من حقه يعرف شنو صار وياچ بالتفصيل.

روح: ما اگدر أني ما اتجرأ أرفع عيني بعينه بعد اليوم مو الدور احچي وياه بمثل هالموضوع الحساس
قدر: خليها عليَّ أني راح أتصرف، اِرتاحي هسه أكمل تعزيل المطبخ وأرجع لچ لتروح بيبي تنظفه خطية
روح: اگوم اساعدچ
قدر: أبد والله ما أقبل لتزعليني منچ، اِرتاحي لاحگة على الشغل بعدچ مريضة
مسحت على شعرها وغادرت متوجهة للمطبخ، لگيت بيبي دتنظف ومخلصة كل الشغل تقريبًا.

- زهرتي بس فهميني وتالي وياچ؟! أنتِ ليش وكيحة ومتسمعين الكلمة هالعناد منين جايبته دخيل ربچ
- ضايجة يمة وگلبي يفرفح على هالطفلة گلت أگوم للمطبخ أشغل روحي شوية بينما تجين تطمنيني عنها
- الحمد لله زينة أنتِ بس أدعي لها وهذا هوَ لأن هيَّ حاليًا متحتاح غير دعوتچ الحلوة.

- والله بنيتي أدعي لها بدون متگولين، ما تعرفين گلبي شلون ظل يرعش هيچ من طلعت منتيهة من البچي ونزلت على رجل رسول تتوسل بيه حتى يتزوجها، الذلة صعبة الله لا يعيشها لبشر
- وأني همْ گلبي واجعني عليها وخايفة رسول يسويها ويرفض لأن برفضه راح تنتهي هالبنية
- اگول يمة هوَ هذا الجربوع أخذها يعني أخذها؟!
- لا الحمد لله قبل لا يوصل لهذه المرحلة ربچ خلاها تنضرب على راسها وتصحى حتى تخلص نفسها منه.

- لعد إن شاء الله ما يرفض ما طول بعدها بنية
- بس وجهه ميگول هيچ بيبي، ما شفتيه شلون بس توسلته ورجعت للغرفة طلع من الشقة أعصابه نار
- اي حقه لأن سوايتها صدمة للكل مو بس له، هسه يگعد ويا نفسه يفكر ببال صافي ويقرر يساعدها لوجه الله وإذا سواها ورفض دزوه عليَّ أني احچي وياه
- ما أدري والله هسه رايحة لغرفتي اتصل على يامن أشرح له الموضوع وهوَ يفهم رسول بطريقته.

- اي زين تسوين روحي يلا لأن لازم تستعجلون أبوها مبين ما ناوي على الخير
- اي يريد يزوجها لابن عمه العار تخيلي
- يا يمة هذا صاحي لو شنو! حتى لو ماخذ شرفها همْ يعتبر زاني حرام أزوج بنتي له
- هوَ عنده أهم شي يدفن عاره أما بنته أخر همه.

حچيتها وتوجهت للغرفة، دخلت سادة الباب ومُباشرةً اِتصلت على يامن ردت أشرح له الصار ويا روح وأبوها منعني لأن الموضوع مو مال موبايل، ساعة واجى أخذته لغرفتي نحچي بعيد عن مسامعها وسولفت له قصتها بالكامل حتى يبلغ رسول على معرفته
- شكلها السالفة مستعصية بلوتي.
- حچيت ويا رسول؟
- حچيت بس الكلام ما أعتقد راح يعجبچ إذا سمعتيه
- معناها ناوي يرفض طلبها.

- زواجها من شخص گلبه وعقله ويا غيرها يعتبر ظلم لها أكثر من الظلم الدتتعرض له حاليًا
- منو تقصد بغيرها؟
- يُمنى الله يرحمها
شنو تتصوريني لليوم أجهل الحقيقة
- رفعت حاجبي مصدومة: شلون عرفت وشوكت؟!
- بعد وفاتها بأيام رسول اِعترف لي بكل شي بيناتهم
سكتت عاجزة عن الكلام.

- زواج هذا قدر، يعني عشرة عمر وحياة طويلة وأنتِ تعرفين رسول مو نذل حتى ياخذ البنية وبعدين بدون ذنب يرميها بس لأن گلبه مو ملكه حتى وأن طلبت هذا الشي بنفسها لكن هيَّ ما طلبته إلا من قلة الحيلة
- وشنو الحل بهذه الحالة؟ نترك البنية تموت مثلاً
- كان تزوجتها أني بس كلش صعبة بعدما بلغتيني قبل دقائق عندها مشاعر اِعجاب اِتجاه رسول.

- لا هوَ رسول خلاصها الوحيد، أنتَ لو تقدمت بظل هذه الظروف بلا شك راح يرفضك واِحتمال قوي جدًا يتهمها عندها علاقة بيك لأن ثقته ببنته تحت الصفر بينما رسول يعتقد والده حاب يساعدهم لكونه صديقه وبنفس الوقت ميگدر يرفض طلب الزواج هذه حتى ليخسر دكتور رؤوف، تفكير روح كان بمحله تمامًا.

- لعد خليني هسه أرجع احچي وياه، أشرح له وضعها وأفهمه شنو صار بينها وبين أهلها بالضبط على أمل يغير رأيه حاليًا وإذا على تفكيره بالمستقبل فَ رب العالمين موجود
- راح اسأل سؤال تقليدي بس حباب ضروري تجاوب
- أجاوب ولا يهمچ.
- أنتَ تحبني؟
- بتبذير.

- لعد أريدك تحاول وياه بقدر ما تحبني يعني بتبذير، وأني متأكدة إذا نجحت وقنعته يوافق على هذا الزواج ويا الأيام راح يحبها لأن روح أبدًا مو هينة تدخل الگلب بدون اِستأذن بملامح وجهها البريئة وتصرفاتها العفوية
- تتدللين راح أحاول بأقصى جهدي وإن شاء الله يقنع
ثاني يوم الصبح واگفة بغرفتي عند الميز أرتب شعري وبيبي بالمطبخ تجهز الريوگ، اِنطرق الباب ودخلت روح سلمت رديت عليها السلام ب اِبتسامة.

- قدر أريد أدوام ولتگولين بعدچ تعبانة، صح بعدني بس اگدر اوگف على حيلي وما راح أضغط على نفسي بالمصحة وعد بس خليني اجي وياچ مو طگت روحي من گعدة البيت أحس بديت أختنگ والله
- ميخالف بس مو اليوم خليني اسأل دكتور جمال عن اِمكانية الحركة وإذا سمح لچ بيها من باچر تداومين
- حبابة قدر...
- لتحاولين ماكو طلعة من البيت بدون إذن الدكتور
- لعد احچي ويا بيبي تخليني أنظف الشقة براحتي
- إذا على هذه سهلة تتدللين.

حچيتها وطلعت وصيت بيبي متقيدها بالشغل خطية ضايجة حتى موبايل ما عندها محتارة شلون تشغل نفسها عن التفكير وراها نزلت على دوامي
خلصت من جلسات الغرفتين الأولى والثانية وتوجهت مُباشرةً لغرفة أمان حتى وراها أبلش بمجموعتي، طرقت الباب صاح تفضل دخلت دمار عنده
قدر: صباح الخير.
دمار: صباح الغاط بالعسل وما يدري وراه شنو ديصير
قدر: خير شكو؟!
دمار: السقر تعبان غير تجين لغرفته من بداية الدوام
أمان: دمار!

دمار: رايح أشوف شغف بينما تشوف جرحك الدكتورة
قدر: عدل لسانك شوية
دمار: رايح أشوف شغف بينما تشوف الجرح مرتك
قدر: ليسمعون شبيك!
دمار: أنتِ مو گلتِ عدل لسانك! هذا لساني من يتعدل هوَ رجلچ وأنتِ مرته وأني حماچ
قدر: دمار غادر الغرفة بسرعة
دمار: حفاظًا على الكرامة أني من الأساس كنت ناوي أغادرها يعني متعتبر طرده، مرت أخوية
أمان: كافي لتضوج، مرتي
دمار: صار، رجلها
قدر: الله يشافيكم إن شاء الله بحق حبيبه المُصطفى.

تجاوزني دمار يضحك وغادر الغرفة، سحبت الستائر فتحت النوافذ وتقدمت على أمان، مُباشرةً عدل گعدته
- شلون صارت حرارتك؟
- بعدها.
رفعت ايدي لمست جبينه دأفحص الحرارة، اِبتسم
- حرارتك جدًا طبيعية بطل دروب اللواتة
- گلت بعدها ما گلت صاعدة يعني بعدها طبيعية مثل البارحة ليش دائمًا تظنين السوء بيَّ؟
- گوم يا الفقير خل أشوف جرحك، جرح ظهرك ها قبل لا تشتغل لواتك وتسوي روحك فاقد الذاكرة
- جمالچ أكبر مُسبب لفقدان الذاكرة.

- أمان گوم
رغم اِنخفاض صوته بس سمعته من حچى كلمة جدًا مُستهترة يكمل جملتي السابقة بيها ونهض ساند نفسه على ذراعي اليسار وگف معطيني ظهرك
- عديم الأخلاق.
- عديم الأخلاق جملة مثقفة المسربت تلوگ لنا أكثر
- اِنزع تي شيرتك وفضني
- اي گولي من الأول مشتاقة على شنو كل هذا التمهيد اشوف وگوم وانزع، روحي قفلي الباب وبالخدمة.

سحبت التي شيرت ب قوة متجاهلة كلامه، رفع ايده ساعدني بخلعه مديت كفي على ظهره دأفحص الجرح تساءل بصوت خافت
- دكتورة روح شلون صارت؟
- الحمد لله أحسن
- وافق على الزواج منها رسول لو رفض؟
دأنظف جرحه ايدي رخت من الصدمة، رفعت نظري عليه من الخلف أباوع له بنظرة الذهول
- أنتَ شلون عرفت؟!
- ماكو شي يبقى مضموم دكتورة
- هذا الموضوع بالذات يبقى مضموم إلا إذا كنت گاعد بيناتنا بيومها حتى تعرف التفاصيل.

- لو گاعد بيناتكم كان عرفت جوابه وما اجيت اسألچ
- الظاهر شغلك بالصالة أستاذ
- ليش مو بالحمام أحلى
حچاها واِلتفت غمز لي دفعت راسه حيل أكمل تنظيف جرحه والله لو يطلع بيدي أفتحه مو أنظفه له بهذه اللحظة بس للأسف مو بيدي
- جاوبي وافق رسول لو رفض حتى إذا رفض أتكفل أني بالمهمة
- وشلون تتكفل بالمهمة بلا؟!
- أتزوجها...
- تتزوجها!
- اي نعم أتزوجها، اِنسانية مو أكثر تعلمتها من مرتي.

- لا حبيبي هيَّ رايدة الزواج حتى تخلص من المُستنقع العايشة بيه مو تدخل بمُستنقع ثاني أسوء منه
بس حچيتها اِلتفت صافن بعيوني.
- حبيبي!
- حچاية التنگال مو قصدي
- المهم گلتيها
- اِستدار بدون حچي زايد ما ناقصين دوخة
سحبته من ايده ودرت ظهره عليَّ رجع واصل الحديث من النقطة التوقفنا عندها
- گاعد احچي صدگ قدر إذا رسول رفض أني مستعد اساعدها يا ليت تاخذين كلامي على محل الجد
- يعني صدگ تريد تتزوجها؟!

- يسار صدري لا تخافين، اِحتكرتِ حضن السقر أنتِ مثلما اِستحوذتِ على عقله وسيطرتِ على نبضة نبضة تدگ داخل صدره بس جماعتي هواي ويعجبوچ بالنخوة جربي وراح تتأكدين من كلامي بنفسچ
- أولاً ميهمني إذا حضرتك قررت تتزوج روح أو غيرها
- صحيح كلاوات گلبي
- رفعت حاجبي بثبات: ثانيًا مشكلتي مو بزواج روح مشكلتي بمنو يريد يتزوج روح وما طول هالشخص من طرف الثابت إذًا العرض مرفوض، سد السالفة.

- مع ذلك ناقشيها بالموضوع يجوز عندها رأي مُختلف عن رأيچ بالنهاية قرار الزواج راجع لها وحدها
- ليش منو اللي يعرف قذارتكم أني لو هيَّ!
- وأنتِ ليش دترجفين هيچ حضن گلبي؟!
حچاها وسحبني على صدره العاري ضمني بقوة! ردت أدفعه شدد قبضته عليَّ أكثر وهمس داخل مسامعي
- مجرد عرض مُساعدة إذا اِنقطعت بيكم السُبل ممكن تحتاجوه ما جبرتچ على شي أني ولا عندي نية أجبرچ
اِنسحبت من حضنه بكل هدوء أباوع لعيونه بتعب.

- تدخلاتك بدت تزعجني حيل شوكت تنتهي هالحكاية
- بالموت، وهمْ أخذيه مني وعد راح أدونها وأني تحت التراب على شكل رواية تُقدم للعالم حتى تنسرد عليهم الطريقة الجنونية لتعارف السقر بقدره
- الكلام وياك عبث
اِلتفتت أغادر الغرفة صاح بنبرة جدية على غير العادة
- جرحي محتاجچ بكل يوم وكل لحظة لتغيبين هواي وتخليني أتعذب.

نزلت مقبض الباب وطلعت ببرود، غرفة شغف مفتوحة مديت راسي دمار ديشاقيها وهيَّ تضحك من أعماق روحها أجلت الجلسة حتى ما أقطع عليها اللحظات السعيدة وتوجهت للبنات جمعتهن بغرفة وحدة
قدر: خلونا نغير ملابسنا حتى نطلع فورًا عندنا زيارة لغرفة من غُرف الجيران
عِناق: منو هم‌َ الجيران؟
قدر: قبل لا اگول لكم منو أريد اسألكم سؤال، أنتم تحبون الحياة لو لا؟
باوعت لميلاف وكأنها دتتشارك الجواب وياها ورجعت نظرها عليَّ.

عِناق: نحبها اي
قدر: زين مو من الأصول نشكر رب العالمين ومن ثمَ الشخص اللي بسببه أنتم رجعتم للحياة من جديد
ميلاف: منو قصدچ؟!
قدر: الشخص اللي عرض حياته لخطر النيران علمود ينقذ حياتكم ويخلصكم من الموت
ميلاف: ومنو هوَ احنا نعرفه لو لا؟
قدر: اي تعرفوه بس لتخافون هوَ شخص كلش مُسالم
عِناق: اسمه شنو
قدر: راح تتعرفون عليه بنفسكم بس أول خلونا نغير ملابسنا ونعدل وجهنا ونمشط شعرنا حتى نصير مستعدين للطلعة.

الهدوء الكانوا عليه دليل كافي على تقدم حالتهم نحوَ الأحسن، اِهتميت بمظهرهم كلش من ملابس لمكياج لتصفيف شعر بحيث اِنبهروا بشكلهم بعد التغير وطلعت بيهم متوجهة لغرفة أجود، طرقت الباب ودخلت وحدي كان متمدد على السرير بيده لُعبة مطاطية على شكل سبرنگ يسحب ويدفع بيها، بس شافني ضمها تحت وسادته ونهض على حيله مُباشرةً.
قدر: شلونك أجود؟
أجود: أهلاً دكتورة بخير الحمد لله
قدر: خلصت جلستك لو بعد؟
أجود: خلصتها.

قدر: زين تستقبل ضيوف لو أخذهم وأرجع من وين ما اجينا؟
أجود: لا طبعًا تفضلوا أهلاً وسهلاً
أشرت لهم يدخلون، بس اِلتقوا ظهرت علامات الخوف على ملامحهم والتعجب على ملامحه
قدر: هذا هوَ الشخص النقذكم بيومها احچوا له الشي اللي اجيتوه لهنا علمود تحچوه
عِناق: خلينا نرجع حبابة
قدر: مو قبل ما تنفذون الشي الاِتفقنا عليه قبل شوية
باوعت لميلاف بخوف وتقربت منها لازمه ايدها بقوة
ميلاف: شكرًا لأن نقذتنا من النار.

أجود: العفو!
قدر: راح نبقى واگفين هواي لو شنو؟
بس حچيتها تقدم للطاولة سحب الكرسي يعتذر قابلت اِعتذاره بالاِبتسامة ومشيت البنات غصب گعدتهن بعدين رحت سديت الباب ورجعت گعدت بصفهن، ظل واگف يباوع علينا بنظرات مُترددة أشرت له على الكرسي الگدامنا، سحبه وگعد يهز رجله بتوتر ملحوظ.

كان القلق واضح جدًا على الطرفين وعدم الاِرتياح هوَ سيد الموقف مع ذلك اِستمريت بالجلسة بحديث عشوائي موجه لأجود إلى أن سحبت توتره وصار يرد على اسئلتي بكل أريحية أما البنات مع مرور الوقت واِستمرار الحديث جبرن نفسهن على التأقلم معَ الحدث.

اِعتبرت هالجلسة جلسة اِنفرادية رغم اِجتماعهم بمكان واحد لأن ما تبادلوا الحديث بيناتهم بس متأكدة الجلسة الثانية راح أوصل وياهم لهذه النقطة إذا اِستمروا على نفس الهدوء الكانوا عليه اليوم
خلص دوامي رجعت للشقة توني مغيرة ملابسي اِنطرق باب الغرفة ودخلت روح التوتر على وجهها عرفت شنو تريد تحچي من قبل لا ينطق لسانها
- تگدرين تداومين باچر ما له داعي كل هذا التوتر
- صدگ والله!

- اي وبس أتغدى أخذچ ونطلع نشتري كم لبسة للدوام
- لا ألبس منچ لبسة وحدة وما أرجعها لأن أدري بيچ متحبين واحد يلبس من لبسچ
- لازم تشترين متعرفين شگد راح تطولين هنا
باوعت لي بغصة سديت الكنتور وتقدمت عليها لمست وجهها بطرف السبابة والاِبتسامة ملونة ملامحي
- لتشيلين همْ الفلوس وأني موجودة
- لا والله مستحيل أقبل
- زين اِعتبريه دين شوكت ما تگدرين رجعي لي إياه
- سكتت.
- ها ليش ساكتة.

- إذا دين ميخالف موافقة ولو راح أزحمچ وياية
- تزعليني منچ بهذا الكلام!
حضنتني مبتسمة، بس تغديت سبحت ورحت طلعت لها ملابس جديدة ما لابستها حتى تظل عندها وأخذتها ورحنا اِشتريت لها أكثر من لبسة على ذوقي لأن خطية تستحي تختار گوة أسحب الكلمة من لسانها
يَقِفُ في مُنتَصَفِ الطَريقْ، ما بَينَ فِكرِهِ الحائِرْ وَقَلبُهُ المُحَطَمِ مِنْ شِدَةِ الأوجاعْ ساعيًا لإيجادِ حَلاً بَديلْ.

يَتأرجَحُ ما بَينَ الشَكِ وَاليَقينْ،
يُريدُ أنْ يَبوحُ عمّا في دَاخلِهِ مِنْ غَيرِ أنْ يَميلْ
أتى إليها وَهّوَ جَاهِلٌ لِما سَ يَقولْ حَتى باحَتْ عِيناهُ بِالكَلامِ اَلذي عَجَزَ لِسانهُ عَنْ نُطقهِ وَلَمْ يَكُنْ لَديهِ بَديلْ
فَ ما كانَّ لَها مِنْ رَدٍ عَليهِ غَير أنْ تَمتَمتْ بِلِسانِ ذَليلْ:
عَقدتُ بِكَ الإيمانَ بِالنُّجحِ وَاثِقاً
فَ حَلّتْ يَدُ الأقدارِ ما قَدْ عَقدتُهُ.

وَكانَّ اِعتِقادي أَنّكَ الدَّهر مُسعدي
فَ خانَتني الأَيامُ فيمّا اِعتَقدتُهُ
نزلت لِ حديقة المصحة والخجل ماكل وجهي، بحثت عنه بين الممرات لگيته قريب من النافورة رايح جاي وايده داخل جيوبه من توتره عرفت الجواب شنو
روح: نعم دكتور سماح گالت طالبني؟
رسول: تفضلي اِستريحي.

گعدت على المصطبة اباوع عليه، محتار شنو يسوي أفتر على نفسه بالمكان شوية شارد الفكر بعدين خلع الساعة تحرك متوجه ناحية النافورة غَسل ايده وجهه عُنقه أخر شي حتى شعره بلله لدرجة ملابسه تنگعت
رجع يمي سحب علبة المناديل من جيبه مسح وجهه وگعد بظل هدوء عجيب مينسمع منا غير بس النفس.

نصى بتعب، رفعت راسي للحديقة الهواء كلش عالي والأشجار تتحرك بسرعة رهيبة أخذتني حركتها لأحد الأيام الأخذنا بيها والدي سفرة قبل لا تنهزم والدتي وكان الجو تمامًا مثل هذا، كلما غصن الشجرة يتحرك أحاول ألزمه ومن أفشل بسبب قُصر قامتي أتوعده راح يجي الأيوم الأطول بيه واجي لنفس المكان ألزمه
دموعي غرغرت بعيني مسكتها بصعوبة ما أريد أبچي كافي الذل العشت بيه من اجيت لعند رجله راكعة.
- روح
- نعم دكتور.

- ما أعرف من يا نقطة ابدي بس كل الأعرفه أني يعز عليَّ أكسر بخاطرچ بعدما لجأتِ لي من دون الكل
- لتكمل وصل جوابك
حچيتها ونهضت، ردت أمشي قطع طريقي بجسمه.
- انتظري لترحين لازم تسمعيني.

- أني ما جاية لهنا حتى أتفاهم ويا زوجي المُستقبلي عن أثاث بيتنا وتفاصيل العرس حالي حال أي بنية ثانية، أني اجيت لهنا رايدة رجال يخلصني من بشاعة الماضي وظلم الحاضر يعني ميهمني غير الجواب أما أسباب الجواب ودوافع القبول والرفض أخر همي
- صار لي يومين نوم مثل البشر ما نايم، ثقي بالله ما رفضتچ لسبب خاص بيچ...

- لتكمل گلت لك ميهمني السبب المهم رفضت وأسفة إذا احرجتك وياية أو تعبتك مو بقصدي وإذا اِستمريت بالدوام بيناتكم راح تبقى علاقتنا مثلما هيَّ ماكو شي يأثر عليها ولا كأن عشنا هالتفاصيل
قدر: وشنو رد؟
روح: ما رد لأن ما اعطيته مجال خليت ومشيت
قدر: تمام أني أتصرف
روح: أبد قدر ديري بالچ تفتحين وياه الموضوع مرة ثانية، يعني الميوافق ويا كل هذه التنازلات القدمتها له يوافق بالضغط وكلام فلان وعلان، لا سدوا السيرة.

قدر: بس أنتِ حتى ما سمعتيه ومتعرفين شكو يدور بداخله رسول مثله مثلچ مجروح ومتأذي...
بعدني احچي اِنطرق باب المكتب، صحت تفضل دخل يامن سلم رديت السلام ونهضت متقدمة عليه
يامن: أكيد صار عندكم علم اليوم لازم ترحون للمُجمع علمود موضوع التسجيل على الشقق، ردت أوصلكم بس رسول گال أني رايح وحدي وأنتَ ما عندك شغل هناك خلي توصليهم عليَّ، أكو مانع من روحتكم وياه؟
مُباشرةً اِلتفتت على روح انتظر جوابها.

روح: لا عادي ليش دنمانع
قدر: تمام بلغه نلتقي بالكراج على الأربعة وربع
يامن: تتدللون
روح: وأني رايحة أخلص الجلسة قبل لا ينتهي الدوام أما الكلام يتأجل لبعد رجعتنا من المُجمع
قدر: على راحتچ حبيبتي
للأربعة وخمسة نزلنا متوجهين للكراج، رسول گاعد بسيارته ينتظرنا صعدنا وياه سلمنا رد السلام عادي يعني الوضع مبين طبيعي رغم التوتر الواضح بعيونهم.

من وصلنا راح هوَ ويا والده وأني سجلت بالشقة اللي كانت على بالي بحضور أمان بعدها أخذنا بنفسه حتى نشوف الشقة، أول ما دخلت تلقيت أولى الصدمات.

الأثاث كان موحد بين الشقق بالمرة السابقة أما هالمرة متغير تغيير جذري وبصورة فخمة بحيث ما گدرت أستوعب الموضوع بسهولة، اِفتريت وياهم بالشقة كل شي متغير المطبخ الصالة الحمام حتى الغُرف كانت الثانية غرفة للضيوف مسوي لي إياها غرفة نوم لبيبي بالأثاث اللي يوالم كِبار السن أمثالها
طلعت للغرفة الثانية غرفة منامي ومختار لي تصميم قريب جدًا من تصميم غرفتي السابقة بس بشكل أحلى.

اِلتفتت أشوف وراية اِنصعقت بوجود سرير طفل صغير بجانب الزاوية، باوعت لروح رجعت النظرة ب تعجب!
رفعت عيني على أمان بعد وجهه للطرف الثاني مبتسم بخفية، المشكلة ما اگدر احچي والبنية موجودة بس هذا بِلا شك ناوي يفضحني هالمرة
غادرت بسرعة حتى أتخلص من الموقف، طلع بعدنا بس قفل الباب واِلتفت كلمته بنبرة التعالي.
قدر: الأثاث ما عجبني بالمرة السابقة كان أحلى
روح: قدر صدگ تحچين!

أمان: اتركيها، الظاهر الدكتورة عندها اِعتراض على سرير الطفل تريده في اثنين لأن ناوية تخلف توم
رميت الحقيبة للخلف وكأنما سقطت مني ولزمت عيني اتصنع الألم.
قدر: ما أدري شنو دخل بعيني روح حبابة كلينس من الجيب الخارجي
بس رجعت تجيب الحقيبة دست على رجله بعكس الحذاء دوسة گلبت لون وجهه مو بس ملامحه
روح: هاچ مسحيها وخليني أشوفها أخاف دخل شي بيها من الجو
قدر: لا صارت أحسن هسه.

أمان: المنطقة هنا مو بس بيها حشرات حتى حيوانات مُفترسة بيها
قدر: أكيد غير آل الثابت ساكنيها
تقربت روح من أذني تهمس بصوت خجول.
روح: فشلة ليش تحچين على أهله
بعدني ما مجاوبتها سمعت قهقهة طفل صغير وصوت خطواته الناعمة صدح بالمكان، اِلتفتت بذرة مقسومة من أمان حتى بلون الشعر والعيون ميتجاوز عمره الأربع سنوات، بنية شابة وياه نفس دمه لازمه ايده فلتها وركض يصرخ بفرحة والضحكة تارسة وجهه.

سَقاء: اجى بابا حبيبي بابا اجى
نصى أمان فتح له ايده بوضع الاِلتقاء، ركض اِرتمى بحضنه ضمه لصدره حيل ورفعه من الأرض متحاضن وياه بلهفة الأب وابنه والطفل بقمة السعادة! #MP#MP#MP#MP#MP#MP#MP#MP#MP#MP#
وَالصِراعُ الحَقيقي أنْ تَقِفَ عَاجِزًا بَينَ العَقلِ وَالقَلبْ
لا تَعرِفُ لأيّ طَرفٍ مِنْهُما تَميلْ.

ما أكذب وأگول ما اِنصدمت ومن بعد الصدمة تأثرت لأن خلال دراستي لعلم النفس تعلمت نقطة جدًا مهمة المرأة بطبيعتها خُلقت معجونة مع طين الأنانية بالمشاعر حتى في حال لو لم تُبادل الشخص المُقابل نظرة الاِعجاب ولهفة الحب إلا أنها لا تتقبل غيابهُ عنها وترفض تغيرهُ عليها وأن قل اِهتمامهُ بها قلة ثقتها بنفسها والأهم من كل هذا تغرق في بحر حُب التملُك ومن غير شعور تجدها وضعتهُ في خانة مُمتلكاتها الشخصية وكأنهُ جزء لا يتجزأ من مُقتنياتها الخاصة.

وأني بهذه اللحظات اِكتشفت أنانيتي بأمان رغم عدم وجود مشاعر داخلي اِتجاهه وبهذا الشكل تكون قاعدة الأنانية انطبقت على شخصيتي من بعدما ما حسيت هالرجُل ما هوَ إلا مُلكية خاصة لقدر والمُلكية لا تتجزأ إلا بالتنازل أو الهبة وأني ممستعدة في الوقت الحالي لأي أمر من الأمرين خصوصًا بعدما تعودت من أول يوم عرفته بيه على التفرد باِهتمامه والهيمنة الاِحتكارية على مشاعره فَ صعب أتقبل وجود زوجة وطفل بحياته بين لحظة والثانية حتى وإن كانت نهاية حكايتي معه محسومة بالنسبة لي من مشهدها الأول.

جسمي اِستقام بثبات
رفعت هامتي
حديت نظرتي
بلعت ريق أرطب بيه جفاف حنجرتي
بقوة وجهد شمخت مثل العلم حتى لغة الجسد وقفت عاجزة أمام صلابة اِرتكاز القلب على العقل عن وصف خلجات نفسي وأسرارها الخفية عند هذه الموقف
بعده يغدق عليه بفيض المشاعر قطعت عُزلتهم الذهنية روح بسؤالها المصحوب بنبرة التعجُب.
روح: هذا ابنك الله يخليه؟!
توقف عن تقبيله واِستدار يتكلم وياها وعيونه عليَّ.
أمان: اي نعم ابني، سَقاء...

روح: عمري شنو هذا الاسم الحلو والخلقة الأحلى
رفعت ايدها گرصت وجناته بلهفة وعيونها تريد تاكله من لطافة شكله، نصى نزله على الأرض ومشاه بحركة تقديمية لروح مجرد ما أخذته منه ماسكة ايده تركنا بسرعة وتحرك قاصد بخطواته العجُولة البنت الاجى سَقاء برفقتها سحب زندها بملامح مُمتعضة متوجه بيها للباب الرئيسي للمُجمع وبنبرة السخط صرخ على يحيى يطلب منه يستعجل بالحضور.

ما كملت مُشاهدة باقي تفاصيل الموقف للنهاية ولا گدرت أستمع لطبيعة الحديث الدار بيناتهم لأن لمجرد وصول يحيى للبناية غلق أمان الباب يحجب الرؤية عنا بهذه الطريقة وهيچ بقت علامات الاِستفهام تدور بعقلي عن الغموض المحاوط هالرجُل من جميع الجهات
روح: قدر الله عليچ شوفي شگد يشبه أبوه!

كنت صافنة على الباب من وجهت لي الكلام وعيت من صفنتي موجهة نظري عليه باوع لي مبتسم ما گدرت أقاوم نظراته الرقيقة نزلت بمستواه ساحبة كفوفه بين كفوفي عيني تتأمل براءة وجهه وكلامي موجه لروح
روح: طبعًا يشبهه غير أبوه.

نصت يمي وسحبته عليها تطبع قُبلات مجنونة على وجهه المُبتسم، صفنت على ملامحه سبحان الله شگد يشبه أمان، العيون العسلية المائلة للخضار والشعر البُني المصحوب باللمعة حتى الملامح الرجولية وحدة النظر واضحه عنده رغم سنه الصغير كل شي بيه يشبه أبوه بشكل عجيب ب اِستثناء لون البشرة أمان رغم شقاره إلا أنه أسمر بملامح جنوبية مثل شغف بالضبط أما ابنه حنطاوي مائل للبياض وممكن يكون هالشي مؤقت يتغير مع تقدم العمر وتجاوز مرحلة الطفولة.

روح: گزگزت قدر أريد أعضه بس اخاف يبچي وعيب من أبوه شيگول عفت ابني يم الدكتورة طلعت حوحو
سحبته من ايدها اضحك.
قدر: حشاچ بس كافي عوفيه مو أكلتِ خده بالبوس
روح: ولچ حلو، يمة گلبي بس باوعي الخدود اليگول تفاح ولون عيونه الغريب وشعره الطويل لو الحگ عزا ماكو هيچ خلقة أول مرة أشوف طفل بهذا الجمال
قدر: دگولي ما شاء الله شجاچ
روح: تف تف ما شاء الله، يحرسك ربي من عيوني.

رجعت باوعت عليه بشوش جدًا حتى بسكونه ملامحه توحي للاِبتسامة، فعلاً جماله غريب ويأسر القلب
قدر: أهلاً وسهلاً ب سَقاء، أني اسمي قدر وهذه روح
سَقاء: حبيبات بابا؟
روح: عزا هذا شنو ديگول؟!
قدر: طبيعي مسربت مثل أبوه ما عليه عتب
حچيتها بهمس وباوعت له اِبتسم برقة على اِبتسامتي ونصى عيونه خجلان منا
قدر: لا حبيبي احنا تگدر تگول زميلات عمل ل بابا
سَقاء: بس أنتن كلش حلوات.

قدر: لا لا أنتَ صدگ مسربت أحترگت صفحتك أمان على هالخلفة
روح: ولچ قدر ينگرط هوَ وسوالفه، جني مو طفل
قدر: اگول يا حلو ماما وين؟
سَقاء: طلعت ويا بابا برة أصيحها لچ؟
روح: يا هذه امه! حرامات راحت عليچ قدر المُعجب السري طلع متزوج لا وزوجته حلوة وخلفته بعد أحلى
قدر: شنو هالحچي أي اِعجاب هذا!

روح: الطفل واگف بيناتنا ومبين عليه ذكي يعني راح يلگفها هيَّ وطايرة بس كل الأگدر أكوله حتى الغبي لو شاف نظراته لچ ساعة التصيرين گباله يعرف القصة
قدر: متوهمة بس لأن جمعت بيني وبينه عدة جلسات علاجية صار يستفزني حتى بنظراته اِستمري وياه وراح تتأكدين من كلامي بنفسچ، مريض بعد
روح: ممم ممكن.

بس حچتها دخل أمان للبناية، تركت ايد ابنه ونهضت بعجلة، تقدم أخذه من عندي يتشكرنا روح جاوبته مو أني سحبت الموبايل من حقيبتي اِتصلت على رسول وخطواتي متوجهة نحوَ الباب طلعت احچي وياه بالممر دقيقة وتبعتني روح نهيت الاِتصال ويا وصولها
روح: ليش طلعتِ بدون متسلمين؟!
قدر: مو كل واحد يقدر قيمة السلام المهم رسول گال أقل الخمس دقائق وأخلص شغلي شنو رأيچ لو نروح ننتظره عند السيارة أحسن من وگفتنا هنا.

قبل لتجاوب اِلتفتَت على صوت ضحكات سَقاء سويت الوضع طبيعي واِلتفتت وياها واگف بظهرنا وشايل ابنه بحضنه اِبتسمت للطفل متجاهلة نظراته الباردة بعدني ممتحركة من مكاني تقدم ب اِتجاهنا
أمان: تحتاجون أوصلكم؟
روح: لا شكرًا اجينا ويا دكتور رسول وراح نرجع وياه
أمان: بالنسبة لچ دكتورة التسجيل مُتاح ب أي وقت تحبين بس بلغني إذا ردتِ شقة حتى أبلغ الشباب اللي على التسجيل يتكفلون بالموضوع و...

ديحچي وياها وصل لي مسج على الخط، الموبايل بيدي رفعته اشوف منو وانذهلت من قريت لقب أمان (المسربت) على الشاشة، هذا شلون بعث المسج وهوَ ديحچي ويا روح! صعدت نظري عليه بعده مستمر بالحديث وياها بس باوعت له اِبتسم بخفية
ما فتحت الجهاز عناد بيه، رجعته للحقيبة وقطعت حديثهم بالاِستئذان سلمت روح عليه وتحركنا رسول مكمل لگيناه دينتظرنا بالسيارة صعدت بالصدر وظلينا نحچي بتفاصيل المشروع إلى أن وصلنا للعمارة.

تركت بييي تتناقش ويا روح بخصوص موضوع الشقة الجديدة ودخلت للغرفة أغير ملابسي، رميت الحقيبة على السرير وتقدمت للكنتور دأخلع السكارف تذكرت المسج رجعت بسرعة فتحتها وسحبته اقرأ بالرسالة
يشحبُ لونُ البشرة عِندما يغارُ الإنسانُ على مَنْ يحُبْ فَ ليسَ مِنَ الضروري أنْ يَقول اللسان إنني قد غِرتْ.

رميت الموبايل بعصبية على السرير بعدما قفلته، بدل ميبرر يتفلسف! اي ما أنكر من فتحت المسج ما كنت منتظرة منه كلام غير التبرير بلا زواجه مني واضحة أهدافه بس الاِهتمام والكلمات المعسولة شلون أفسرها مُستحيل تكون أكاذيب أني دكتورة نفسية وأعرف كلش زين شوكت الاِنسان يكون صادق وشوكت يلجأ للكذب بكلامه من نظرة وحدة مو أكثر.
قدر: صباح الخير يماني
يامن: صباح الكسل كل هذا تأخير؟!

قدر: اسكت خطية روح دتجهز للدوام وبحركة غلط انلوت رجلها الله ليشوفك شنو صار بيها
يامن: هاي شنو؟ وهسه شلون وصارت
قدر: الحمد لله دهنت لها المنطقة وخف الألم شوية بس مو مال تمشي عليها راح أخذ لها اِجازة
يامن: ظلي وياها على اِتصال إذا احتاجت المستشفى اجي أخذها حتى لو دوامي ما منتهي
قدر: متقصر يلا غرد شعندك؟
يامن: ومنو گال عندي حچي أريد احچيه؟!
قدر: عيونك يا حلو ليش منو يگدر يفهمك بگدي.

تنهد بتعب وشغل السيارة تحركنا.
قدر: احچي عاد ظل بالي
يامن: ماكو شي مهم البارحة هاني غادر المستشفى
قدر: صار زين يعني؟
يامن: لا بس تجاوز مرحلة الخطر أما باقي الأمور راح تتم تحت اِشراف طبيبه الخاص وبلته
قدر: اي عادي توقعته يبقى عايش المهم أريد اسألك أي جلسة تاخذ أجود
يامن: الثانية ليش؟

قدر: اليوم همْ أريد أجمعه ويا البنات وراح أخذه أول جلسة حتى من تنتهي تبدأ وياه أنتَ، بالمناسبة أحييك على المجهود الدتبذله بعلاجه لأن ما شاء الله كل مرة أقابله بيها أشوفها أفضل من المرة السابقة بكثير
يامن: هذا من كرم أخلاقچ
قدر: لا صدگ...
يامن: تلحين بتبذير بلوة عمري وأخوچ گاعد مسطور السيارة گوة دأسيطر على سياقتها
قدر: المسهرك بالليل يتهنى عيني.

يامن: أيمن أكو غيره، مستبرد والليل كله يستفرغ ويرجف بالخمسة يلا گدر ينام ونمت وراه
قدر: سلامته شجاه؟!
يامن: تعرفين بسوالفه ميهتم لا ببرد ولا بحر
قدر: اعرف بعده عبالك طفل، يلا قريب الظهر اتصل عليه خل يشبع نوم خطية
بس وصلنا أخذت عِناق وميلاف وتوجهت للطابق الرابع أجود توه صاحي گعدت البنات وظلينا ننتظره غير ملابسه بعدما غسل وطلع من الحمام شاركنا الجلسة.

سكتت أريد أشوفهم شنو يگولون، ماكو غير التوتر والعِبوس على ملامحهم اِبتسمت بهدوء اتأمل منظرهم
قدر: الاِبتسامة أقل كلفة من الكهرباء ولكنها أكثر إشراقًا. اِبتسموا
لا اِراديًا ظهرت الاِبتسامة على ثغرهم بشكل جماعي
قدر: اي هيچ ليش كل هذا الحُزن وأنتم تمتلكون أقوى مقومات السعادة؟ أحد منكم يعرف أنهُ أخطر ما يفسد سعادة الاِنسان أن يكون ضعيف من الداخل وأول نقاط الضعف النفسي والجسدي هوَ الحُزن.

أجود: وشنو هيَّ مصادر ضعف الاِنسان؟
قدر: الحُزن المُفرط والتأثُر السريع
أن تتغير نفسيتك من أي كلمة سلبية كانت أم اِيجابية
أن تتعلق بالناس كثيرًا
أن تُبالغ في مشاعرك عند المواقف
أن تهيم بكل ما يعجبك وعند فقدانه تفقد شغفك
هكذا يكن الاِنسان شخصًا هشًا من الداخل دائم الهزيمة
ميلاف: وشلون منتأثر بكل شي ونقوي نفسنا؟
قدر: بعلاج كل نقطة من نقاط الضعف بما معناه
أن يسفه الأمور ويبتعد عن فرط الحُزن.

أن يكن الاِنسان قوي الإرادة عميق الثقة بالنفس
إلا يهتم بالبشر وإن خانوه أو خذلوه
ألا يحُبط من الدُنيا وإن ضاقت عليه مخارجها
أن يجعل قاعدة الحياة كل شيء قابل للزول ف لا يتمسك إن أفلتوه
المُحاربُ ليسَ فقط من يحمل ب يده السلاح.
أنتم كذلك مُحاربون إن إمتلكتم
القوة العقلية
والسلامة البدية
والصحة النفسية
للتغلب على نقاط ضعفكم وإخفاقاتكم للمضي قُدمًا
أشرس معركة قد يخوضها الإنسان في سنين حياته.

هيَّ أن يُحقق ذاته كما يُريد
في عالمٍ يبذلُ قُصارى جُهده ليجعله كَ البقية
من أصدق الحكم الممكن تقرأوها وتأثر على سلوكيات تصرفاتكم النفسية بالشكل الاِيجابي واللي من خلاله تقوى شخصيتكم وتزيد من ثقتكم بالنفس
الناس الأذوكم وخذلوكم همَ يردوكم توصلون للحالة الوصلتوا لها اليوم، تحدوهم وكونوا كما تريدون أنتم.

عِناق: والإفكار السلبية والمخاوف والبشاعة التعرضنا لها بحياتنا والصدمات والأزمات كل هذا شلون نگدر نتخلص منه حتى ننخلق من جديد
قدر: بالكلام.
ميلاف: السكوت حل أفضل
قدر: الصمت له مواضع وقواعد ثابته لازم الكل يمشي عليها بالطريقة التقررت لها مو اللي هوَ قرارها
ميلاف: يعني شنو شوكت نسكت وشوكت نحچي؟!
قدر: من تعرفون هالموقف شنو يتطلب منكم بالضبط الصمت أم الكلام.

أجود: تقصدين نعرف قواعد الصمت لأن إذا عرفناها راح نعرف شوكت ننهي هذا الصمت بالكلام
قدر: ما شاء الله عليك الوضع عندك في تطور واضح
أجود: شكرًا بس ما گلتِ لنا هالقواعد شنو؟
قدر: تتدللون راح أعددها لكم
الصمتُ في وقت الغضب «قوة»
الصمتُ في وقت شهادة الحق «خيانة»
الصمتُ في وقت الثرثرة «بَلاغة»
الصمتُ في وقت الاِنتصار «تواضع».

الصمتُ في وقت الحُزن «كِبرياء»
الصمتُ في وقت القرار «تَردد»
الصمتُ في وقت الفتنة «حِكمة»
الصمتُ في وقت سماع النصيحة «أدب»
الصمتُ في وقت الحاجة «عِزة»
الصمتُ في وقت التفكير «تَدبير»
الصمتُ في وقت اللقاء «عِتاب»
الصمتُ في وقت مواجهة الجاهل «كَرامة»
الصمت في وقت البوح بالأوجاعِ «مرض».

يعني لو ناخذ القاعدة الأخيرة من دون البقية نشوف سبب مرضكم الصمت وسبب تأخر علاجكم الخوف
عِناق: واللي ميگدر يحچي شلون؟
قدر: الميگدر يحچي يگدر يكتب
نهضت متوجهة للرف سحبت الدفتر أخذت منه أوراق وقدمت لكل واحد من عندهم قلم ويا الورقة
قدر: يلا اريدكم تكتبون هنا كل شي مأذيكم كل شي تردوه ينتهي كل موقف مسبب لكم وجع كل ذكرى من ذكريات الماضي مترسخة بعقلكم ومتگدون تنسوها.

باوعت ميلاف لعِناق ورجعن باوعن عليَّ بنفس الوقت التردد واضح على ملامحهن.
قدر: لتخافون أني ما راح اقرا شي من الراح تكتبوه ثقوا بيَّ وأخذوا راحتكم
أجود: الاملاء عندي ضعيف نوعًا ما وخطي مو حلو لأن بالاِبتدائية وتارك المدرسة
قدر: مو مشكلة اكتب حتى لو خطأ گلت ما راح اقرا
أجود: ماشي نكتب
قدر: بينما تنتهون من الكتابة أروح دقائق وأرجع
عِناق: لا حبابة لتعوفينا وحدنا.

قدر: أجود مثله مثلكم يعني مستحيل يأذيكم، بدون خوف وبعقل هادئ اسرحوا ويا خيالكم داخل هالورقة ولا كأن أنتم بغرفة وحدة، تمام؟
مجرد ما هزوا راسهم بتردد غادرت فورًا متعمدة هذه التصرف حتى ينجبرون على الكتابة للهروب من واقع وجودهم المُنفرد داخل الغرفة.

نزلت للطابق الأرضي اشتريت حلويات وأخذت قداحة وسلة مُهملات من بيت الكافيه ورجعت اتمشى ببطؤ حتى اعطيهم الوقت الكافي يكتبون كل شي موجود داخل أرواحهم المُرهقة والخوف مانعهم عن البوح به
بعد ربع ساعة دخلت منصين على الأوراق لكن مجرد ما حسوا بوجودي رفعوا راسهم رامين الأقلام وكأنما كانوا ينتظرون رجوعي حتى يستقيمون ويرجعون ينظرون لبعض بدون مخاوف
قدر: كتبتوا كل شي؟
عِناق: اي بس ما راح تاخذين الورقة.

قدر: لا ما أخذها
وقفت بمنتصف الغرفة واضعة سلة المُهملات گدامي وطلبت منهم يتقدمون، تجمعوا يمي ينظرون بتعجب
قدر: تفضل أجود أحرق ورقتك وأرميها بالسلة
أخذ القداحة مني ونفذ الطلب وراه البنات من خلصوا كترت السلة خلف الباب ورجعتهم للطاولة
قدر: أكيد حسيتوا بالراحة بعدما بحتوا عن أسراركم للورقة
ميلاف: اي أني صدگ اِرتاحيت
عِناق: وأني
أجود: فعلاً راحة
قدر: حتى تقدرون قيمة الكلام بهذه الموقف بالذات.

حچيتها وحطيت كيس الحلويات بين ايدين ميلاف
ميلاف: شنو هذه؟!
قدر: علميًا أن أكل الشوكولا يفرز نفس الهرمون الذي ينفرز بأجسمنا عندما نعيش حالة الحُب
بين قوسين (اليريد منكم يطير خل ياكل وياية)
ضحك أجود، باوعت لميلاف صافنة بوجهي والكيس بيدها متعرف شلون تتصرف
قدر: قدمي لنا يلا شنو منتظرة؟!
ميلاف: أني!
قدر: اي أنتِ وقدمي لأجود بالبداية بعدين احنا.

نصت راسها سحبت الشكولاته دتقدمها لأجود رفعت ايدي گدام ايدها أمنعها تواصل التقديم
قدر: افتحيها من الغلاف وحطيها داخل ايده بيدچ
باوعت لي مترددة أمرتها بنبرة حادة تنفذ الكلام بعدت الغلاف ورفعت ايدها برعشة واضحة فتح لها كفه حطت الشوكولاته بيه وسحبتها على السريع
قدر: وأنتَ أجود قدم لها مثلما سوت وياك لو سمحت
نفذ الطلب بدون أي نقاش، بدينا ناكل ثواني بسيطة ولاحظت وجود اِبتسامة مخفية على وجه أجود.

قدر: أجود همْ حبيت من قبل؟
أجود: لا
قدر: وعلاقات عابرة؟
أجود: اي أكيد
قدر: شنو تعرف عن الحُب؟
أجود: خلق السعادة داخلچ بأبسط حركة من الحبيب هذا هوَ مُختصر الحُب بنظري
قدر: حلو يعني عندك اِيمان بوجود الحُب رغم اِنعدام ثقتك بالنِساء
ميلاف: احنا اللي لازم تنعدم ثقتنا بيهم مو همَ
أجود: والسبب؟ هل توجد عصمة للنساء عن الخطأ
ميلاف: شگد ما نقترف من اخطاء مستحيل نوصل للدناءة الأنتم وصلتوا لها
أجود: ويمكن العكس صحيح.

عِناق: أنتم حيوانات لو الله خالق بدل كل ألف منكم ديناصور واحد همْ كانت الأرض بأمان والنِساء براحة
أجود: ليش مو أبو بريص لو تخافون راحتكم تنقلق
عِناق: هوَ يلوگ لكم والله لأن اثنينكم مقرفين بس اي أهم شي راحتنا، احنا منصدگ شوكت نخلص منكم الدور تلزگوا لنا بالحايط ويع شگد مكروهين
أجود: نعال واحد وينتهي الموضوع خلي ايدج جسرة مثل لسانچ
ميلاف: أنتَ دتحچي علينا يمكن؟! جيب النستله مو صوچك صوچ اليزوهر بيك.

حچتها ومدت ايدها دتسحب الشوكولاته مسكها بقوة
باوعت له الأعصاب بعيونها، حاولت تسحبها مرة ثانية مسكها أقوى تجرأت تلزم أصابعه وصارت تحاول تفتح قبضته عن النستله. اِبتسمت ويا نفسي الجانب المُشرق بدأ يظهر عليكم وإن كان بصورة عدوانية عِناق وميلاف اليوم ظهروا لي بشكل لأول مرة أشوفهم عليه
قدر: ميلاف حبيبتي الشي النعطيه عيب نرجع ناخذه
ميلاف: بس هوَ ديحچي علينا.

قدر: وأنتم همْ حچيتوا عليه شو ما فعل مثلچ معناها هوَ تفوق عليچ بهذه النقطة وصار أحسن منچ
ميلاف: خليه ياكلها بعد ميهمني
قدر: بالبداية اعتذري منه
ميلاف: اعتذر؟ لا ليش اعتذر
قدر: بكل بساطة لأن هوَ نقذ حياتچ وأنتِ تواقحتِ وياه على نستله
ميلاف: مو على نستله على كلامه
قدر: گال رأيه الخاص مثلما گلتِ رأيچ الخاص وكل من حر برأيه ميصير نفرض عقليتنا على المُقابل
ميلاف: اي تمام اعتذر.

قدر: مو هيچ باوعي بعيونه واعتذري بطريقة لطيفة
اِلتفتت عليه ملامحها هادئة لكن مجرد ما لمحت وجود الحدية على ملامحه كشرت بغضب عاقده حاجبها
ميلاف: اعتذر
قدر: اِبتسامة
اِبتسمت بتصنع واضح.
ميلاف: اعتذر
أجود: ما صار شي اعتذارچ مقبول وأني همْ اعتذر
قدر: اي هسه تمام، ويا ليت تخليكم على هذا الهدوء ما بقى غير عشر دقائق وننهي الزيارة.

سمعوا الكلام وبقى كل واحد منهم ملتزم الصمت ولو على حرارة أعصابه، فتحت وياهم مواضيع عامة حتى أبعدهم عن جو التوتر اللي همَ عليه 12 دقيقة واِنطرق الباب صحت تفضل دخل يامن من شافنه البنات نهضن من مكانهن بسرعة وگفن يمي يحتمن بيَّ من وجوده
يامن: نهيتِ الجلسة دكتورة لو تحتاجيه بعد؟ عادي إذا احتاجيته أغير يين الجلسات
قدر: لا كل شي تمام عاشت ايدك، يلا أجود نشوفك على خير ومُلتقانا بالأيام القريبة إن شاء الله.

أجود: أهلاً وسهلاً بيكم دكتورة وشكرًا على كل شي
قدر: لا شكر على واجب وهذا واجبنا
سحبت البنات ومشينا قبل لا أغادر الباب أشرت ليامن يتبعني وطلعت انتظره بس اجى أخذته مسافة عن البنات
قدر: يماني عندي ملاحظة بسيطة لو تحاول تشتغل ويا أجود على نقطتين تحسين الإملاء وتقوية الخط لأن مثلما تعرف هذه الأمور من الركائز الأساسية ببناء الشخصية وزيادة الثقة بالنفس تحديدًا للرجُل.

يامن: بدون ما تطلبين أني حاط هذا الشي ببالي بس ما عندي الوقت الكافي ويا كم الحالات التحت اِشرافي راح أخصص بين أسبوع والثاني جلسة كاملة على هذا الموضوع إلى أن أوصل وياه لمرحلة يگدر يدرب نفسه بنفسه ويبقى فقط الاِختبار عليَّ
قدر: عاشت ايدك هذا الكلام المضبوط، يلا روح على جلستك ما أخذ من وقتك هواي.

نزلنا للطابق الثاني عِناق دگت رجل إلا تبقى ويا أختها بالغرفة ردت حاولت ماكو عاندت دأسد باب الغرفة على ميلاف سحبتها حيل وبحركة غلط اِنجرح أصبعها
أخذتها للمغاسل غسلت الجرح دأعقمه سمعت صوت غريب يصدر من داخل الغرفة، ركزت زين هذه ميلاف وشكلها گاعد تبچي! لفيت أصبعها بسرعة وطلعت واگفة عند الميز رافعه المشط على أذنها وتتوهم وجود مكالمة بينها وبين أمها الله يرحمها.

ميلاف: تعبنا من بعدچ حيل ليش هيچ رحتِ وعفيتنا ماما، ارجعي وشوفي شنو صار بينا بغيابچ، دنموت يوميا واحنا نحن لنظرة من نظرة عيونچ، الأيام صارت ظلمة بعد رحيلچ الساعات موحشة والدقائق بطيئة ماكو شي بالدنيا يترس عيوننا، أحس أريد أموت بس أخاف أموت أخاف أترك عِناق وحدها، لو بس ترجعين لحظة وحدة لو احضنچ وأشبع بچي على صدرچ مثل زمان لو اشكي لچ وجعي واحچي الشي المأذي گلبي وسالب راحتي وما اگدر احچيه لأحد، أخ يا ماما شنو الوصلنا لهنا ليش راح بابا وعافنا ليش تخلى عنا ودمر حياتنا بغيابه من قبل لا نعيشها، هواي حچي عندي هواي عتب وهواي مواجع بس أدري روحتكم ما منها رجعه ولو شما احچي ما راح الكلام يرجعكم إليَّ.

حچتها ورمت المشط منهارة ما كان عندي شي أصبرها بيه غير الحضن، حضنتها لوقت طويل إلى أن هدأت تمامًا وراها شغلت الجهاز حتى ابقى على دارية بكل شي يدور داخل الغرفة وطلعت تاركة عِناق عندها
توجهت لغرفة شغف طرقت الباب ودخلت هوَ بس هذا الناقص (أمان) حتى يكمل يومي، سلمت وتقدمت عليها متجاهلة وجوده أشرت على الدفتر راسمة رسمة وكالعادة لازم تاخذ رأيي بيها بكل التفاصيل.

صارت وگفتي يم أمان نصيت على الدفتر ولأن لابسة قميص كلوش گدر بكل سهولة يمد ايده ويلمس جلد بطني بشكل مُباشر، جفلت من جُرأة الحركة!
عدلت نفسي بسرعة كاتمة غضبي بسبب وجود شغف بيناتنا، أشرت بيدها تطلب رأيي مدحت جمال الرسمة من غير ما أركز بتفاصيلها همْ بسبب عملة أمان وهمْ لثقتي العمياء بإبداع هذه الفتاة رغم صُغر سنها
قدر: تفضل غادرنا إذا ممكن
أمان: لا مو ممكن
قدر: نريد نبدي الجلسة!

أمان: اي شنو المشكلة وجودي يضركم بشي؟
قدر: اي نعم يضرنا تفضل غادر
أمان: ما اغادر أخوها وحقي أشوف مستوى الدكتورة الگاعد تعالج أختي
قدر: أعتقد كنت دكتورتك بيوم من الأيام وجربتني
أمان: أني الجربت مو غيري
حچاها يضحك واِلتفت للجهة الثانية غمز لي بنذالة.
شغف: (خليه عادي بس لتتزاعلون)
قدمت الدفتر قرأت جملتها ورميته على الميز بعصبية.

قبل لا أنزل عليه رن موبايله، سحبه من الجيب يباوع على الشاشة بغرابة ثواني وغادر الغرفة يتكلم بهدوء
نهضت بسرعة قفلت الباب وراه ورجعت لشغف بعدني توني بادية الجلسة سمعت المقبض تحرك وانطرق الباب بخفة، اِبتسمت علنًا رغم وجود أخته: أكلها يلا أستاذ أمان عباله دائمًا يگدر يمشي البراسه عليَّ.

ساعة ونصف تقريبًا اِنتهت جلستنا، ودعتها متوجهة لميلاف أشوفها شلون صارت، دأمشي بالممر وصلت لغرفة أمان ما أحس إلا فتح الباب وسحبني للداخل بسرعة رهيبة بحيث جسمي اِنخض من صدمة الحركة
- شبيك فقدت عقلك شنو هالحركات الصبيانية؟!
رجعني على الباب بجسمه ومد ايده خلفي طگ القفل
- أمان شدتسوي؟!
- السويتيه أنتِ بس كان المفروض أني يمچ مو مطرود
- أفتح الباب عندي شغل.

بس حچيتها سحب المفتاح ضمه بجيبه ورجع طوقني بين ايده حاصرني من جميع الجهات.
- أمان وخر حيل زودتها!
- قميصچ خفيف يتبدل، شعرچ ينلم بالمرة الثانية وهذه الأحمر الصارخ الموجود على شفتچ ما أريد ألمحه بعد اليوم، جاية لهنا تشتغلين مو تعرضين أزياء
- مو شغلك هذا لتتدخل
رفع ايده يتلمس شفتي بطرف السبابة، دفعتها حيل
- يعني ما راح تسمعين الكلام؟
- ولا بأحلامك
- إذًا أني راح أتصرف.

بعدني ممستوعبة جملته نصى عليَّ قَبلني بنفس العُنف القبلني بيه أول مرة ورغم المقاومة ما أبتعد إلا وحمرتي ممسوحة بشفته، تركني أكل بروحي من القهر ولساني يغرد بشتى ألفاظ الغلط وراح للحمام يغسل
بس طلع تقدمت عليه بأعصاب ثائرة.
ويا ما وصلت يمه اِلتفتت عليَّ بحركة سريعة رجعني للجدار النصفي اليعزل بين الحمام والغرفة ورجع كرر تقبيلي من جديد بس هالمرة القُبلة مُجردة من العُنف
- وخر شنو هالاِستهتار! مسربت.

- اسكتچ بهذه الطريقة كلما تدوخيني فمن الأفضل لچ طبعًا تسدي لي هالحلگ الحلو وتبطلين عناد
- المفتاح بسرعة
- مو قبل ما تنفذي لي الأريده
- شنو تريد فضني
مد ايده طوق خُصري بذراعه وسحبني لجسمه.
- حضن گلبي حضني محتاجچ
- وخر خنگتني
توني دفعته رن رموبايله، سحبه من جيبه فتح الخط ورفع السبيكر يحچي ويتأمل عيوني
دمار: شلونك اِمبراطورنا العظيم
أمان: أهلاً برو
دمار: جوة أني تنزل لي لو أصعد لك.

أمان: مشغول ويا مرتي حاليًا اِنتظر أو اِنصرف
دمار: اي عمي بالعافية خليني اروح لصاحبتي ارتاح قابل أنتَ أحسن مني بشي
أمان: عيب صاحبتك شنو؟ وينا وين هذه السوالف
دمار: دجيبها خل احچي لها عن بطولات رجلها
أمان: أستر عليَّ المايك مفتوح
دمار: ها مرت أخوية شلونچ مو تصدگين ترى اتشاقى
قدر: لا هلا
دمار: بيچ أكثر رحم الله والديچ كلچ ذوق
قدر: أصعد أخذ أخوك خنگني
دمار: احممم أمور خاصة هذه أني ميصير أتدخل بيها.

قدر: دمار جديات أصعد...
قطع كلامي بنبرة مليئة بالمكر والاِستفزاز
دمار: بالتوفيق والسعادة الدائمة إخوان، منك المال ومنها فريق كرة القدم سقرنا شد حيلك ما أوصيك
قدر: مُستفز الله ياخذك إن شاء الله
بس حچيتها سد الخط يضحك، باوعت لأمان أني من العصبية صايرة نار وهوَ أبرد من الثلج نفسه
- المفتاح لتخليني اتصرف تصرف ما راح يعجبك
- كل شي منچ يعجبني فَ تصرفي، مرتي.

مديت ايدي على جيبه مسك كفي بسرعة البرق بقيت اتصارع وياه أريد اوصل لجيبه مرة ثانية ماكو، تعبت قوي ما أگدر عليه ولا أني گده، نزلت ايدي ب اِستسلام
- شنو تريد خلصني المرضى دينتظروني
- أنام.
- تنام شنو؟!
- أنام يعني شنو أنام، مو گلت لچ صايرة مسربته مثل رجلچ المسربت ما صدگتيني
- اي وأني شكو بنومك والله حلوة
- مريض مُصاب بالأرق الحاد وحضنچ الدافي بالنسبة له اليوم 5mg
- مُدمن مُهدئات يعني؟!
- مُدمن حضنچ.

- أمان جيب المفتاح لخاطر كل بشر عزيز عليك
- تحلفيني بيچ حتى أعوفچ! مو منطق هذا كلاوات گلبي
حچاها ورجع للسرير تمدد يباوع عليَّ، أدري ما راح أطلع اليوم من هذه الغرفة إلا إذا سويت اليريده
تقدمت بضجر تدنى من مكانه يسوي لي مجال، بدون ما أنزع من رجلي تمددت يمه سحبني لحضنه مُباشرةً
غمضت عيوني أحچي بنبرة مرتفعة قاصدة تسميعه.

- تحملي قدر ما ظل شي كلها كم شهر وتخلصين من وجوده داخل هذا المكان بعدما تنتهي مدة علاجه
شدد من حضنته لجسمي وبعد شعري عن أذني يهمس بصوت من هدوئِه اِنتابتني القشعريرة.
- مستعد أقضي عمري كله بالمصحة مريض حتى ابقى يمچ وتبقين أنتِ گدام عيوني
- وجودي شگد راح يطول بعد داخل غرفتك؟!
- أنام وروحي
- عود صدگ تحچي؟ بلا شينومك بهذه الساعة!
- أنام ليش ما أنام وراحتي بين ايديه
- احچي جد.

- وأني احچي جد، أكو حسبة ببالي مدوختني ومن البارحة ما نايم ما كنت محتاج غير وجودچ يمي حتى أنسى كل شي وأنام، گلت لچ سابقًا جمالچ يسبب لي فقدان الذاكرة وبحضورچ أنسى السقر منو يكون
- لعد بطل كلام ونام حتى تفضني
رفع جسمي حط ايده اسفل راسي وطوقني ب كامل جسمه بقيت ساكنة على أعصابي، فعلاً كان مُرهق دقائق ضئيلة واِرتفعت أنفاس الغفوة صحته ما جاوب انتظرت شوية يغط بالنوم بعدها سحبت نفسي منه.

مديت ايدي لجيبه أخذت المفتاح من التعب ولا حس عليَّ، فتحت الباب وغادرت سجنه وأخيرًا
وَيَطرِقُ البابَ في حيرَةِ الروحِ وَبابْ قَلبه لا يُطرَقْ
في حَديثٍ تَمنى لو أنَّهُ لَمْ يُنطَقْ
في رَأسِهِ يُوجَدُ صِراعٌ شَديدٌ وَداخلَ صَدره قَلبٌ يُحرَقْ
بَينَ جَوفِهِ وَدَمِهِ هُنالِكَ كَمٌ مِنَ المَشاعِرِ تُسحَقْ
أيامٌ لَمْ يَتَبقى مِنْها سوى الذِكرياتْ
أمام عَينيهِ جَهرًا تُسرَقْ.

إنطُقْ أيُها القَلبِ الجَبانْ وَلا تَجعْلُ عَقليّ لِ نَبضِكَ يَسبُقْ
هذا ما قَالَهُ هّوَ قَبلَ أنْ يُصدرَ العَقلُ حُكمهُ القَهريّ
وَبِمَطرَقَةِ القَرارِ عَلى صَوتِ الضَميرِ بِ حَزمٍ يَطرُقْ
فَ أغمَضْ مَعَ فَيضِ الدُموعِ يُخاطِبُها بِ صَوتِهِ الرجوليّ
تَبلدَتْ المَشاعرُ وَالكلامُ لهُ فِطامْ
نَحنُ اصطَفينا عُنفَ خَيبتِنا
وَجارَينا البُرودةَ في مَشاعرِنا
وَأبرَمنا عقودَ الهَجرِ حَتى تَنتهي الدُنيا.

وَيلفظُنا الأنامْ
وَاشتبَكنا.
لا نَرى فَجرَ خلاصٍ
فَ هَوينا للأعالي
كَ قتيلينِ عَلى الأفقِ نَنامْ
فَ هَلْ سَتُكتَبُ نَهايةُ الرِوايَةِ مُنذُ مَطلعِها؟
أمْ أنَّ لِلقَدرِ بَينَهُما كَلامْ.
فتحت غرفة بيبي ودخلت عليها الفرحة ما سايعتني.
- روح گومي شوفي شنو ديصير برة، والدچ اجى لهنا ويا رسول ودكتور رؤوف وجايبين الشيخ وياهم يردون يعقدوا لچ على رسول هسه!

كانت جالسة على الطلبة أمام ميز تواليت مصففة شعرها ودترش عطر، بس سمعت بالخبر فلتت زُجاجة العطر من دون وعي سقطت على رجلها المُلتوية اِنسحنت روحها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب