رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل التاسع عشر

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل التاسع عشر

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل التاسع عشر

صَلَبَة رَغْمَ رِقَتُها، مُختَلِفة وَمُمَيزة حَتى في أنوثَتِها
مِنْ بِدايَتِكُمْ صَنَعَتْ عَرشَ قوَتها
وَعِندَ حَسمِ نِهايَتكُمْ وَضَعَتْ نُقطَةَ اِنطِلاقها
مِنْ أَجْنِحَةِ المَلائِكة خُلِقَتْ.
ألفُ سَهمٍ مِنْ سِهامِكُمْ الغَادِرة، لا يُفْلِحُ في اِختِراقِها.
روح: صباح الخير دكتور.
رسول: يا هلا دكتورة، صباح النور.
روح: شنو قدر بالطوارئ؟
رسول: لا ما أعتقد ما شفتها للآن يمكن بعدها مجاية.

يامن: صباح الحيوية والنشاط.
رسول: صباح الكسل، يا نشاط يمعود للصبح ما نايم
يامن: خير إن شاء الله؟!
رسول: بعدين أسولف لك، يلا تعال كمل هالقائمة عني أريد أگوم للاِدراة الوالد طالبني مبين دتنتظرني رزالة
يامن: أكيد تعرف بنفسك شمسوي.
رسول: شماعة اخطاؤكم لا أكثر ولا أقل، الظاهر راح أغير اسمي من رسول رؤوف ل رسول شماعة.
يامن: أگول رسول شماعة، قدر وين؟

روح: قدر مطلب الجميع حتى دكتور جمال سأل عنها وماكو مختفية مو عوايدها تتأخر أخاف اليوم همْ ما راح تداوم، عندكم علم بالموضوع؟
يامن: لا البارحة أني وصلتها للشقة أكيد تداوم شلون متداوم، هسه اتصل أشوف وين صارت.
سحب الكرسي، جلس بجانب رسول وأخذ القائمة من ايده ظلوا يتناقشون والسبيكر مفتوح ديجري الاِتصال لنهاية المكالمة رد صوت غريب! جفل من سمعه لدرجة اِحتاج وقت حتى يستوعب الموقف ويرد عليه.

يامن: ألوو نعم منو وياية؟!
- أنتَ اللي مين؟!
باوع علينا ب وجه شاحب ورفع الموبايل من المكتب.
يامن: أني طالب صاحبة الموبايل، شنو ديصير!
- هيَّ في مستشفى ×××××× في القاهرة أصلها عملت حادث شديد أوي في عربيتها عند ميدان ×××××
نهض من جِلسته مفزوع.
يامن: حادث شنو!

رسول: اهدأ خلينا نفهم السالفة يجوز أكو خلط أو هيَّ بخير بس ضربت أحد بالسيارة لذلك بالمستشفى كلنا نعرف قدر شگد قوية بالسياقة إضافة لحذرها يعني مو من المعقول أول مرة تسوي حادث يكون قوي!

سحب الموبايل غلق السبيكر وصار يتكلم ويا الشخص المجهول، يامن ما گدر ينتظر غادر المكتب فورًا، بقيت أترقب كلام رسول للأسف نبرة صوته كانت تشير للسوء وبالنهاية تأكدت من الحوار الدار بيناتها اثناء المكالمة أنتِ فعلاً مسوية حادث قوي قبل لا هوَ ينهي الاِتصال ويأكد لي ب نفسه صحة هذا الخبر.
قدر: وشنو صار ب يامن، شلون تركتوه وحده؟

روح: لا تحچين يمعودة الكلام ممنوع متشوفين شنو صاير ب حالچ! خليچ مرتاحة كافي القلق العشنا بيه اليوم بسببچ، يامن الگاعد تسأليني عنه هسه اجى يموت وأنتِ ب غرفة العمليات تدرين لو لا؟
رسول: دكتورة بلغي الوالد بغيابنا مضطر أغادر حالاً
روح: لا عفية وين أخذني وياك ما أرتاح إذا ما أشوفها بعدين شلون راح أگدر أواصل عملي وقدر بين الحياة والموت! مُستحيل.
رسول: ميصير نغادر كلنا ب وقت واحد استوعبي.

روح: بس أني مُصرة على مُرافقتك.
رسول: روح...
اِنتبه على نفسه صرخ بوجهي ف حاول يتدارك الأمر.
رسول: اعتذر.
روح: ما صار شي وعلى راحتك، تفضل روح وأني راح أبلغ الدكتور رؤوف ب غيابكم ومن طريقي أخذ اِجازة وللعلم حتى لو ما حصلت الأذن همْ راح أغادر المصحة بدونه لأن وقفتي ب جانب قدر ب مثل هالظروف أهم بكثير من وجودي هنا وانتهى الكلام، الله وياك دكتور
ردت أطلع وقفني صوته.

رسول: لحظة خليچ أني رايح احچي وياه، جهزي نفسچ بينما أرجع لو أگول خلينا نلتقي بالگراج أفضل حتى نكسب وقت ما أريد اتأخر على يامن.
روح: تمام راح انتظرك هناك.
مريت على شغف من دون الكل لأن وصيتچ، تطمنت عليها ونزلت للگراج صادفت رسول عند الباب، صعدت وياه ساق ب اِستعجال يحاول يتصل على يامن ماكو رد ظلينا هيچ عايشين بالقلق إلى أن وصلنا للمستشفى.
رسول: شنو صار يمعود ليش مدتجاوب على اِتصالي.

يامن: ما أدري رسول كل شي ما أدري، مسوية حادث ولك مينوصف ضاربه بيه بدل السيارة إثنين شلون هيچ راح أنجن قدر مو متهورة والحادث حسب ما وصفوا لي الشباب النقلوها للمستشفى كان رب التهور
رسول: اهدأ إن شاء الله يعدي الحادث سلامات.
يامن: ش اهدأ لخاطر ربك ليش ظل عقل براسي، أنتَ تعرف شنو ديصير بيها هسه، قدر دتموت!
روح: اسم الله، لتتفاول عليها بالشر.

يامن: ما تفاولت قبل شنو النتيجة؟ ماتت أختي گدام عيني وما گدرت أسوي لها شي.
رسول: روح غسل يا أخي درووح، شوف وجهك شنو صار بيه إذا انجلطت هسه لو سكت گلبك بشنو راح تفيدك هالعصبية، أمشي گدامي غسل ولترجع لهنا قبل لترخي أعصابك هالمواقف تتطلب عقل راسخ حتى نگدر نتجاوزها مو العكس، خليك متماسك.

روح: كلام الدكتور صح، روح غسل وأذكر ربك، قدر إنسانة ب معنى الكلمة واِنسانيتها هذه راح تخلي رب العالمين يوگف وياها إلى أن تتجاوز أزمتها صدگني.
تركنا وراح بلا جواب، ما تأخر دقائق ورجع ظل رايح راجع بالممر اعصابه مِنهارة ميعرف شنو يسوي.

شگد حاول رسول يهدأ من روعه لكن الكلام وياه ب هذه اللحظات عبث، يامن فقد عقله تمامًا لدرجة واحد من المارة ضرب كتفه اثناء المسير بدون قصد، مُباشرةً اِنهال عليه بالغلط والسُباب بطريقة ذهلت كل من كان حاضر بالمكان وأولهم أني ورسول.
رسول: شلون ما أشوف نهايتك مطورد من المستشفى شو تعال أگعد هنا وترتني أكثر من وضع قدر.
سَلمان: ها يامن أختك شلونها؟!

رسول: عمي واليسلم عمرك يامن مناقصه جنون اتركه واسألني إلي، لحد الآن ماكو خبر من داخل صالة العمليات بعدنا ننتظر وإن شاء الله ماكو إلا الخير
أيمن: قدر وين؟ احچوا ليش متجمعين هيچ!
رسول: كملت السبحة، اجى الثاني اخاف احنا عايزين
روح: بالعمليات أدعوا لها همْ أنتم ترتاحون ب ذكر رب العالمين وهمْ هيَّ تستفاد من دعواتكم الصادقة.

سَلمان: بيبيتها، أمها! شلون راح أبلغهن بالخبر والله بعدنا ما لحگنا نطلع من صدمة يُمنى ضربتين ب وقت واحد على الراس توجع، حيل توجع.
أيمن: يامن...
يامن: لحد يحاچيني حاليًا اترجاكم.
رسول: مو گلت لكم اتركوه صاير بارود توه تعارك ويا الرجال والله شنو طخه بالغلط، مو صاحي.

واگفة أستمع لهم ب هدوء ما أحس إلا شي ساخن اِنسكب على ايدي من الخلف الحقيقة ما احترقت لكن فزيت من صدمة الموقف، اِلتفتت شاب يحمل ب يده فنجان قهوة اعتذر مني وكمل طريقه، كانوا مشغولين بالنقاش لذلك محد اِنتبه عليَّ من اِنسحبت من بين جموعهم متوجهة للمغاسل.
غسلت وطلعت توني متجاوزة الممر الداخلي للحمامات قطع طريقي شاب شكله جدًا مألوف بالنسبة إلى لكن ما أتذكر بالضبط وين شايفته.
- منو حضرتك؟!

- إذا ممكن نتكلم بالحديقة الخارجية.
- وبأي صفة تريدني أطلع وياك وأني اسمك ما اعرفه!
- دمار.
- وين شايفتك يمكن بالمصحة مو صح؟!
- اي نعم أني أقارب مريض عندكم، وياچ دمار الثابت
- أمان الثابت، مممم.
- هسه ممكن تجين وياية؟ الأمر جدًا ضروري.
- ممكن ليش لا.
طلعت وياه، وصلنا للحديقة انصدمت ب أمان موجود وهذه كانت المرة الأولى والفعلية اليقبل يتناقش وياية بطريقة الأخذ والعطاء بمعنى الكلمة!

روح: أنتَ ليش ولليوم الثاني على التوالي دتغادر السرير مو نبهوك حالتك أبدًا متسمح بالحركة!
أمان: دكتورة قدر شنو وضعها؟
روح: يعني قاطع كل هذه المسافة البعيدة ومعرض جسمك وحياتك للخطر بس علمود تسأل دكتورة قدر شنو وضعها!

دمار: لا احنا بالمستشفى علمود چيك خاص وبالصدفة شفناكم ولأن وجودنا بيناتكم مو صح ب هالظرف حتى وأن كان عن طريق الصدفة ف فضلنا نطمئن عليها من خلالچ، يعني بالنهاية هيَّ كانت مسؤولة عن أخوية لفترة طويلة والواجب يحتم علينا نسألكم عن صحتها، هذا أقل شي طبعًا.
روح: يعني ماكو شي واضح لحد الآن، بعدها داخل صالة العمليات وما بيدنا شي غير الدعاء لها.

دمار: بيها اِزعاج إذا طلبنا منچ تطمنينا عليها من وقت للثاني حتى ولو من بعيد لبعيد؟
روح: ليش أنتم باقين هنا؟!
دمار: اي نعم فحوصاتنا مطولة.
روح: بس يا أمان وجودك داخل المستشفى ويا وضعك الصحي هذا بيه خطر كبير على حياتك!
أمان: ماكو أي خطر لتشغلون بالكم.
روح: بالمصحة يعرفون بيك مغادر وجاي للمستشفى!
دمار: نعم دكتور رؤوف مدير المصحة عنده علم وهوَ بنفسه وصاهم عليه هنا.

روح: تمام بس حاول لتتحرك هواي على قدر الحاجة خصوصًا داخل المستشفى لأن مثل متعرف المكان هنا مليء بالجراثيم لتروح حروقك تلتهب لا سامح الله
اِلتفتت دأمشي وقفني صوت أمان.
أمان: منتظرين منچ خبر دكتورة؟
روح: تتدللون.

رجعت يمهم الوضع مثلما كان عليه، دمار بين كل مدة والثانية يجي يأشر لي من بعيد أتسحب من بيناتهم بالخفية أجاوب على تساؤلاته وأرجع، للظهر الكل صار عنده علم وحضر للمستشفى، بيبيتچ خطية اِنهارت حتى أم يامن لوما رسول منعرف شلون نسكتهن.

المهم ما اطول عليچ بالثنتين الظهر گاعدة على مقاعد الاِنتظار ودكتور رؤوف يمي كان توه حاضر، اجاني اِتصال صراحة نوعًا ما خاص من رديت تعكر مزاجي لدرجة فقدت السيطرة على تعابير وجهي وبين على ملامحي الاِنزعاج، فجأة سمعت صوت رسول يتساءل
رسول: خير دكتورة صاير وياچ شي؟!
روح: هاا، لا يعني ما صاير، ماكو خبر جديد منهم؟
رسول: للأسف لا، تفضلي أكلي ويا ليت متعانديني كافي عليَّ يامن وأخوه.
روح: ما قبلوا ياكلون؟

رسول: لا لا همَ ولا بيبيتها الباقين گدرت أجبرهم.
روح: خليك ويا دكتور يامن عفية أحسه شوية ويوگع
رسول: شنو طالع ب يدي مثلما دتشوفين عجزت وأني أحاول وياهم بس...
ديحچي اِنفتح الباب، رمى الأكل على المقعد وركض قبلي، طلع الدكتور جاينا ب بشارة سلامتچ.

- الحمد لله الحادثة عدت على خير، مفيش كسور فيه رضوض وكدمات قوية جدًا وفيه شوية مخاطر تتعلق بالنزيف الداخلي واستقرار عمل الأعضاء، هتفضل هنا تحت المراقبة لمدة 48 ساعة وأن شفنا الحالة استقرت هنسمح لها بالخروج مع المراجعة المستمرة للمستشفى أو طبيبها الخاص وأكيد الراحة التامة في المنزل لمدة لا تقل عن 30 يوم وإلا هتضر نفسها بعكس الكلام ده.
يامن: وشوكت نگدر نشوفها؟

- تصحى في الأول وبعدها هجاوبك، دلوقتي كل شيء متوقف على المريضة نفسها والحمد لله احنا لاحظنا اثناء العملية أن بُنيتها قوية جدًا وده اللي ساعدها وساعدنا على تجاوز وتلافي مخاطر الحادث رغم شدة بشاعتو وقوتو، خروجها من حادثة زي دي يعتبر معجزة كبيرة أوي من عند ربنا بس بنتكو جسمها قوي من برة ومن جوة وهوَ ده اللي كان سبب في نجاتها من بعد رحمة ربنا وعطفه أكيد.

- وفرحتنا بسلامتچ يا دكتورتنا الحلوة مستحيل نگدر نوصفها يعني بقدر ما خوفتينا عليچ بقدر ما أسعدتينا بالقوة العندچ واللي خلتچ تتجاوزين هالحادث بأضرار ممكن تكون قوية لكنها دفعت الأخطر.
- تعبتكم خصوصًا أنتِ...
- لتزعليني منچ احنا أخوات ما بيناتنا هذه الرسمية!
اِبتسمت ب تعب وغمضت عيني أتذكر تفاصيل الحادث الطفلة، الوردة! ديحاولون يقتلوني بشكل علني.

- راح اتركچ ترتاحين، كلهم بالخارج دينتظرون الأذن حتى يشوفوچ بس الدكتور ما سمح لأي أحد يدخل، أني دخلت بالواسطة دكتور رؤوف جاب لي أذن الدخول حتى اطمئن عليچ وأطلع اطمنهم لأن يعرف البقية متلهفين عليچ وإذا دخلوا وشافوچ راح يتعبوچ بمشاعرهم ولهفتهم المكبوتة من ساعة الحادث.
- راحوا؟
- منو قصدچ؟!
- دمار...
تعبت ما بيَّ أكمل الجملة حتى الكلام صار فوق طاقتي.

- أكيد راحوا، أخر مرة اجاني دمار ويا ما تلقينا خبر سلامتچ بلغته بالوضع وراح بعد ما شفته نهائيًا.
ما گدرت أجاوبها، غمضت ما أعرف شنو صار على ما أعتقد غفيت، صحيت مرة ثانية على صوت الضوضاء فتحت عيني كلهم واگفين عند راسي يترقبون صحوتي.
زهرة: يا يمة گعدت فدوة لعيونها.
نِبراس: شسويتي بينا بنيتي ديرو گلبنا وگف عليچ.
أيمن: الله يطيح حظچ زين.
قدر: أكثر من هيچ!

حچيتها ب صعوبة، تقدم يضحك قَبل جبيني ومسح على شعري ب هدوء.
سَلمان: غير تسوقين على مهلچ يا بابا؟!
رسول: المهم گامت سلامات عمي الحچي هذا ميفيد
قدر: مو كأن أكو نقص بالفريق؟!
أيمن: يامن قصدچ؟ اي ما دخل ويانا گال روحوا من تطلعون أدخل عود شنو علمود لتصير فوضى بس الحچي بيناتنا الأخ واصل مرحلة بس يشوفچ يبچي لذلك يريد ينفرد بيچ، بيناتنا ها مو تصيرين فتانة.
تقدم رسول ضربه علابية من قوتها راد يسقط عليَّ.

رسول: كلش بيناتكم أصلاً منو أكو محد سمع.
أيمن: محامي دفاع حضرتك! هوَ صح خشمك كلش طويل بس هذا ميعني تحشره بأمور الناس.
رسول: منو ناس؟! وراية أي أكو بس گدامي ما شايف غير القرودة.
أيمن: سمعتِ يگول عليچ قردة؟ يلا رجعي كرامتچ بسرعة لأن دخلت ب خشمه الطويل
قدر: عفية لتضحكوني كافي ما بيَّ والله العظيم.
سَلمان: يلا خلونا نتركها ترتاح.
قدر: بيبي لتطلعين.

غمضت من جهد الكلام، حسيت الهدوء حل ولمسات دافية صارت تتنقل بين وجهي و شعري، فتحت على صوت شهگتها أريد أرفع ايدي أمسح دموعها ما أگدر
- لتبچين بيبي اترجاچ هيچ أنتِ راح تأذيني ترضين؟
- گلبي وگف من خوفه عليچ، شسويتِ بيَّ يمة! ليت أني نايمة هالنومة ولا أنتِ.
- اسم الله، ألف اسم عليچ أذيتي بأذيتچ تتضاعف.
- شلونچ هسه، موجوعة عطشامة جوعانة گولي بيبي لتضمين على زهرتچ البيچ.

- بعدما شفتچ كل وجع طاب، بس لتبچين وأني أصير بألف خير، طاقتي أنتِ وبيچ قدر تتقوى وعيونچ.
مسحت دموعها ونصت قَبلت وجناتي.
- نامي يلا لا تتعبين أني طالعة أنتظر وياهم فشلة.
- أرجعي للشقة بيبي...
- أبد ولا تحاولين ما اتحرك منانة غير ويدي ب يدچ.

سكتت ما بيَّ أجادلها بس طلعت غمضت التخدير بعده بجسمي كل دقيقة ياخذني النوم، حسيت ب حركة داخل الغرفة فتحت يامن، لونه مخطوف وعيونه مِحمرة ب اِحمرار الدم قليل جدًا الكلام الوصفوا لي بيه أيمن وروح حالته مقارنةً ب وضعه الحقيقي!
- يماني وأخيرًا راويتني خلقتك الحلوة.
سحب الكرسي گعد مقابيلي أخذ كَفي بين كَفينه وبقى يباوع لعيوني بوسط صمت رهيب.
- اسفة تعبتك اليوم.
- بس تعبتيني!

حچاها ونصى على كَفي ويا ما قَبله حسيت ب حرارة دموعه بللت أصابعي!
- متت ولچ، متت وأني أنتظرچ تگومي لي بالسلامة.
- لتبچي ترى دموعك تلچم شكو وجع بجسمي ما راح أروح مثل يُمنى وأترككم، اطمئن حبيبي.
رفع راسه، اِستدار عني يمسح ب وجهه يحاول ب هذه الطريقة يداري ضعفه المفضوح من نظرات عيني.
- شنو صار بيچ حيل للكلام؟
- ما أدري صدگني بس حسب ما أذكر فقدت السيطرة على السياقة فجأة بسبب الصداع.
- ضغطچ يعني؟!

- اي هيچ الظاهر أو نسبة دمي، المهم من الصبح كنت تعبانة وغلطت لأن عاندت نفسي وطلعت بالسيارة.
- شنو الجديد؟!
- قبل لترزل سيارتي شنو صار بيها؟
- هيَّ بقت سيارة! اي مو زين طلعتِ منها سلامات.
- شوف الحظ، بس يلا همْ زين سويت الحادث قبل لا أغيرها تخيل مغيرتها ومسويته إذا ما أموت بالحادث أموت مجلوطة من شدة القهر.
تعمدت احچيها حتى أضحكه ونجحت فعلاً، رفع ايدي قَبلها وشبك أصابعي بين أصابعه يباوع لعيوني.

- يامن وسيارته وكل شي يملكه لچ وبين ايدچ ما أقبل تحچين هالكلام حتى وأن كان بداعي المُزاح.
- تعرف يامن، اليوم بس اكتشفت أني شگد محظوظة لأن صحيح الدنيا أخذت مني كل شي حلو بس هدتني خوتك المستحيل ألگى مثلها حتى وأن كان هالأخ من رحم أمي وظهر أبوية، مُمتنة لرب العالمين اِمتنان أبدي على وجودك بحياتي يا كل حياتي.
- الاِمتنان جدًا قليلة، أنتِ سجدة شكر لازم نأديها كل يوم حتى ربنا يديم نعمتچ علينا.

- ممم بعد كل هذا تگدر تزعل عليَّ؟ أموتك.
- لا عاد لتستغلين الوضع، إذا سويتِ شي يزعلني أزعل ويا ويلچ من زعلي أخوچ وحافظتني كلش زين.
- أزعل عادي مرجعك إلى ليش عندك أخت غيري بعد
- هيچ صارت!
- مو ياخذك الواهس وتزعل من هسه، انتظر لما أصخم الشرايع وعود أزعل أبو خشم اليابس.
ويا ما ضحك غمضت متألمة، حس عليَّ نهض بسرعة استأذن ديغادر طلبت منه يقنعهم يرحون خصوصًا بيبي.

ما أدري شگد مر وقت، صحيت على أوجاع تسحب بروحي من شدتها حتى نبض قلبي اِضطرب، دخلوا بسرعة سووا لي اِنعاش بعدها نوموني مباشرةً.
فزيت الساعة أمامي، عيوني مغوشة ما گاعد أركز زين بالوقت بس مبين الفجر، بين اليقضة والمنام سمعت صوت يامن يمي، فتحت اِبتسم ومسح على شعري
- موجعة روح أخوها؟
- لا راح الوجع بعدما نمت، شگد الساعة هسه؟
- أربعة إلا ثلث الفجر.
- راحوا مو؟

- اي جبرتهم يرحون بس بيبي ما قبلت تعرفين بنفسچ طالعة عنودية على من.
- اِبتسمت: لعد وينها؟
- شافتچ طولتِ بالنومة راحت تصلي صلاة الليل توها
- نعسانة كلش.
- نامي حبيبتي أني بالخارج إذا احتاجيتِ شي تلگيني يمچ بس تضغطين على هذا الجرس.

غمضت حسيته غادر، اِنفتح الباب فزيت على صوته بصعوبة أبصر الأمامي أكو رجُل ملامحه ما واضحة من المناظر ولثام الوجه، فزيت كل ظني جايين يخلصون عليَّ بالمستشفى، تقدم بسرعة كشف عن وجهه تنفست براحة بعدما تعرفت عليه.
- أمان، هذا أنتَ! رعبتني.
- لتخافين محد يگدر يوصل ل هالغرفة وأني موجود.
- أطلع بسرعة يمعود ش دخلك لهنا متگولي!
- سلامتچ، مرتي، متشوفين شر.
- يعني ما أشوفك؟!
- مقبولة.

- غادر الغرفة اترجاك، يامن هنا ليجي ويشوفك.
- لتخافين ميجي.
شهگت رغم سوء وضعي فاتحة عيني من الصدمة.
- شنو سويت له!
- أكيد ما راح أأذيه بس شغلته شوية عنا.
- أنتَ متخيل لو يسويها الحظ ويدخل على غفلة شنو ممكن يصير بينا احنا الإثنين؟!
- السقر ميخاف كل ما بالأمر محترم رغبتچ ف حاولي لتستفزيني ب هذا الأسلوب حتى أبقى محترم هالرغبة.

- أنتَ شجابك مرة ثانية! بعدين ليش مدتفكر بوضعك الصحي يعني مترتاح إلا تأذي نفسك ب هالعناد؟ اجيت وسألت عني كثر خيرك ترجع تطلع من المصحة وتجي للمستشفى ليش؟ شنو هوَ مجرد عناد والسلام لو عجبتك المغامرات الليلية!
- ما رحت حتى أرجع.
- شنو ما رحت!
- مو مهم، احچي لي شنو صار؟ الشباب گالوا كل شي كان تمام إلى أن وصلتِ للميدان وفجأة سياقتچ تغيرت وفقدتِ السيطرة على السيارة يعني مو حادث.

- حلو معناها جماعتك ديراقبوني ومو بعيد يطلعون همَ الناقليني للمستشفى ومبلغين حضرتك بالحادث.
- ومنو غيرهم.
- أمان روح تعبانة لتشتغلني بالعناد.
- مو قبل ما أعرف شنو صار وياچ ومنو السبب؟
- ماكو سبب أني دخت وفقدت السيطرة لو حرام يعني
- الورد؟ لو علبة المناديل؟ بأي شي خدروچ فهميني
- مجرم مثلهم تعرف الأساليب القذرة.
- احچي لتتعبيني وياچ.

- معليك، يا أخي معليك شگد بعد لازم أگول معليييك حتى تستوعب المسألة وتبطل تدخل بشي ميعنيك
- بيچ وبدونچ أني راح أعرف ف خلينا نتعاون أفضل ما كل واحد من عندنا يشتغل من صفحة.
- سوي التريده وگوم روح وجودك المستمر ب كل مكان أتواجد بيه أني راح يسبب لي المشاكل.
- غريب أيش؟!
- ومنو گال لك هوَ غريب!
- ومنو غيره.
- لا مو هوَ، روح أمان.
- أنتِ شدعوة هالگد راسچ يابس وشايفة نفسچ كلش.

- شايفة نفسي على نفسي ما جبرتك تتعامل وياية كل البيني وبينك قضية مؤقتة وعلاج همْ مؤقت.
- والزواج؟
- أكيد مؤقت وراح يجي اليوم الأتخلص بيه من قيودك
ايدي على السرير أخذها بين ايده، ردت أسحبها شد قبضته عليها ب قوة.
- بشنو گاعد تحسين؟
- للأسف من أشوفك أفقد شكو أحساس بالدنيا.
- واضح.
- روح عاد شگد تلح!
شد قبضته على كفي أكثر متعمد الأذية.
- كافي تگولين روح أني من أريد أروح أروح ما منتظر أوامر من أحد.
- مريض.

- مريض بيچ...
- أمان!
- يسار صدره، غمز لي بمكر!
- أدري وينه دمار عنك شلون تاركك دايح وأنتَ مريض
- خايفة عليَّ مرتي؟!
- مسربت، كل كلمة تحط بيها ألف علة وعلة بس حتى ترضي غرورك الما له حدود!
- مو بس دمار أنتِ لو تطلبين النجم راح أخلي شغف ترسمه وأحطه بين ايدچ لأن مستحيل أگدر أنزله لچ من السما هذه يسموها كلاوات المراهقين ورجلچ مو مراهق.

حچاها وصاح ب صوت خافت (برو تعال)، دخل دمار تعجبت شنو هذا كان واقف خلف الباب وما أدري!
دمار: سلامات مرت أخوية الغالية خوفتينا عليچ.
قدر: ديلا! أدري أنتَ شوكت تبطل سالفة مرت أخوية
دمار: واقع مجبورة تتقبليه ب وجود السقر.
باوع له يغمز، الثاني اِبتسم! مو طبيعيين يجلطون حتى الصاحي ب اِستفزازهم وأني أبدًا ما ناقصة.
تقدم ماد ايده بالسترة طلع وردة طبيعة من جيبه ومن وصل يمي وضعها عند راسي الضحكة على وجهه.

دمار: مني ومن رجلچ العزيز بمناسبة سلامتچ بس ها مو تكررين السالفة بكل غباء وتشتميها مرة ثانية ترى احنا همْ مالنا أمان، هذا أني حذرتچ وبكيفچ بعد.
قدر: أمان سكته، لو أگول لك أخذه وروح رجاءً.
دمار: تطردين ضيوفچ! مع الأسف.
أمان: مو توچ كنتِ تستنجدين بيه مني لو متوهم!
دمار: جرب غيري تعرف خيري، گالوها.
قدر: والله تعبت كافي!

دمار: مو على أساس تتعبين آل الثابت ومتتعبين شو أشوفچ رفعتِ الراية البيضاء من أول مواجهة؟!
غمضت، كلمة بعد ما بيَّ احچي، حسيت على حركتهم باوعت دمار ديساعد أمان حتى ينهض على حيله.
أمان: محتاجة شي؟
قدر: لا.
دمار: سلامتچ مرة ثانية.
هزيت راسي بدون جواب، ديغادرون باوعت عليهم.
قدر: دمار رجعه للمصحة فورًا، وجوده هنا مو صحيح لتسمع كلامه هيچ دتشاركه بأذية نفسه بدون متحس.

دمار: سمعت؟ مرت أخوية خايفة على أخوية، أسمع كلامها على الأقل إذا متسمع كلامي.
درت وجهي متجاهلتهم، طلعوا، غمضت أدردم بداخلي مجنون گاعد يدمر روحه ب هالعناد وما حاس.
- بلوة عمري بعدها نايمة؟
- فزيت بسرعة: وين كنت صحيت ما لگيتك يمي!
- هذا خطية مريض مر بالممر وحده وحالته تعبانة اضطريت أتركچ وأروح أساعده.
- قذرين.
- گلتِ شي؟!
- اي بيبي وين بعدها تصلي؟
- بعدها، شنو محتاجة گولي حبيبتي أني يمچ؟
- تؤ، بس أريد أنام.

- نامي يلا.
يومين مرن عليَّ من أصعب ما يكون، كلما جسمي يبرد أكثر كلما الآلام تزيد أكثر وأكثر ما كنت أگدر أنام ولا حتى اگدر أحرك روحي من السرير وهالشي زاد التعب تعبين لأن عمري ما تعودت أتقيد ب هذه الطريقة
معتز باشا من عرف بالموضوع اجى للمستشفى بحكم العلاقة الظاهرية التجمع بيني وبينه أمام الأهل، تحمد لي بالسلامة نيابة عن الجميع وتناقشنا بموضوع غريب الصار يشكل خطير كبير على حياتي بالمستقبل.

راد يأمن لي حماية خاصة رفضت الفكرة بسبب الوجود المستمر لجماعة أمان بكل مكان أتوجه له.
بعد 48 ساعة خرجت من المستشفى وأخيرًا و بدأت بخروجي مرحلة المعاناة الحقيقة ويا مخاوف بيبي من كل حركة تصدر عني وحرصها الفائض عليَّ!
وَهيَّ لا تَزالُ تُصارِعُ آلامَها بَينَ جُدْرانِ ذَلِكَ المَنزِلْ
هُناكَ مَجنونٌ لا يَهدأ
يُفكَّرُ مَلِيًا مِنْ أيّ نُقطَةٍ يَستَطيعُ أنْ يَبدأ
وَلِأَيَّ خُطَةٍ سَ يَلجئ.

يُريدُ رؤيَتَها، بَلْ هوَ قاصِدٌ زيارَتَها بِ هَدفِ الاِطمِئنان عَليها، اِحتَضَنَها بَعدَ أنْ وَصَلَها، بِ أشواقِهِ قَدْ أخبَرَها وَبَينَ أضْلاعِ الصَدرِ جَعَلَ مُستَقَرَها، ثُمَ أعلَمَها، أنا لَكِ شِفاءٌ إنْ زارَكِ السُقمْ، جَلاءٌ لِهمِكِ إنْ حَلَتْ بِكِ النِقَمْ، بَسمَةٌ لِثَغرِكِ إنْ أصبَحَتْ مِنَ العَدَمْ، لا تَقلَقْي يا عَالَمِيّ، فِداكِ قَلبيّ بَلْ دَميّ، هَلْ أنتِ فِعلاً كَما أخبَرَتني الروحُ في الَليلِ سِرًا تَتَألميّ؟ لَكِ قوتيّ بَلْ (كُلي) فَ أنا مَريضُكِ لو تَعلَميّ.

هذا في فِكرِهِ وَ رُبَما في أحلامِهْ، أما الواقِعُ لَيسَ لهُ خِيارٌ آخَر غَير قَولِ كَلامِه، كَيفَ هيَّ وَعلى أيّ حالٍ أصبَحَتْ؟ هَلْ في مَسائِها بِالنَومِ أفلَحَتْ؟ كَمْ صَغيرَتي حَاوَلَتْ؟ هَلْ تَستَطيعُ طَبقَ جِفنَيها؟ هَلْ تَألَمَتْ حَتى مَرَ الدَمعُ عَينَيها؟ يا قَلبُ كُفَ عَنْ إيلامِ الروحِ بِالحَنينِ وَأعلمْ العَقلَ ما سَبيل الوُصُول اِلَيْها؟

هَا هُوَ المَجْنونُ قَدْ عانَدَ الزَمانَ قَبلَ المَكانْ،
وَتَحدى العُرفَ بِ أنظارِ العَيانْ
لِيَحِلُّ ضَيفًا عَليها،
فَ هَلْ تَستَقبِلُهُ مُصافِحَةً بِ كَفَيها؟ أمْ أنَّ هُنالِكَ رَأيٌ آخَر لَدَيها؟!
مغمضة أحاول أجذب النوم لعيني رغم الأوجاع، سمعت موبايلي يرن، سحبته بدون ما أشوف الاسم رديت معتقدة يامن المتصل بعدما صار اِتصاله المستمر جزء لا يتجزأ من روتيني اليومي حتى يطمئن عليَّ.

- ما نايمة بعدني ليش أگدر أنام وأنتَ كل دقيقة متصل
- منو هذا؟!
- أمان!
باوعت للشاشة مصدومة حتى اتأكد من سلامة سمعي ورجعت الموبايل على أذني ب حمحمة.
- تصورتك يامن، خير ليش دتتصل صاير شي؟!
- أني بالباب أفتحي لي.
عدلت گعدتي بشق الأنفس ويا شهگة خرجت من جوفي بدون شعور من شدة ذهولي بالخبر السمعته.
- بالباب شنو؟ ش دتسوي بالباب! روح يمعود من كل عقلك جاي لهنا تريد تفضحني!
- تفتحي لي لو أتصرف؟

- أمان روح عفية بيبيتي توها نامت.
- راح أطرق الباب، دقيقة وأرن الجرس إذا ما فتحتيه
بعدني ممجاوبته سواها صدگ وطرق الباب! نهضت من مكاني مستعجلة صرخت بألم بسبب الحركة المُفاجئة
- أخ الله ياخذك يا أمان.
- سلامتچ.
- اي روح الله لا يسلمك زين هيچ؟
حچيتها وفتحت باب الغرفة أتسحب ب حركة حتى النفس مقطوع بيها، وصلت ل باب الشقة اِلتفتت على الصالة أتفقد بيبي إذا گعدت صدگ تصير كارثة!

فتحته، بس شافني اِبتسم اِبتسامة خفيفة، مديت راسي للخارج خايفة أحد من الجيران يلمحه وتنتهي سمعتي، من شفت البناية هادئة سحبته لداخل الشقة بسرعة وسديت الباب مثل الحرامية.
- شجابك لخاطر الله شنو تريد تجنني ب هالتصرفات!
- عندي شغلة قريبة من هالمنطقة، من عديت بجانب العمارة گلت سقر صار لازم تسأل على مرتك صار أكثر من عشرة أيام متعرف أخبارها مو رجولة هذه.
نطقت من بين أسناني بعصبية وهدوء بنفس الوقت.

- أني مو مرتك بطل تگول هالكلمة عاد.
- تصدگين اِشتاقيت؟ اِشتاقيت اِستفزچ حتى بالنهاية أشوف نظرة الأعصاب بعيونچ هذه لأن من تعصبين تزيدين حلاوة مثل البحر تمامًا كلما يهيج يزيد جمال مظهره الخارجي، المهم اِشتاقيت.
- تشتاق لك جهنم إن شاء الله.
- أنتِ جهنمي.
حچاها وتقدم يفتر بالصالة، فقدت عقلي هذا شگاعد يسوي يا ربي راح يموتني!
- أمان أرجع، يمعود أطلع مو بيبيتي راح تگعد!
- غرفتچ وين؟
- شبيك أنتَ!

- تحچين وين لو اكتشفها ب نفسي؟
- أطلع برة رجاءً.
- تمام.
مشى متوجه ل غرفة بيبي تحركت وراه بصعوبة، قبل لا ينزل مقبض الباب لزمت كفه حيل.
- غرفة بيبي هذه غرفة بيبي، يا رب دخيلك راح أنجن
- معناها أكيد ذيچ غرفتچ.
راح قبلي أريد أتبعه ما اگدر، منا الحادث ومنا مخاوف وجوده داخل الشقة، حيل حيلي اِنهد بسببه.

وصلت للغرفة وأني أتسند، بعدني بالباب انصدمت بيه نايم على سريري رجل فوگ رجل وايده خلف راسه يباوع لي ويضحك، سديت الباب بسرعة.
- ترى كلش أخذت راحتك! عيب الگاعد تسويه بيَّ
- ليش؟ مرتي.
- شنو الشي العزيز عندك حتى أحلفك بيه وتروح؟
- هسه أروح بس تعالي يمي شوية.
- وين اجي!
- بالفراش.
- أصيح صوت هسه...
- مو بيبيتچ راح تگعد.
- أمان گوم أطلع لتسوي لي مشكلة لها أول ما لها تالي
- وعيونچ ما أطلع إذا ما تجين تتمددين يمي.

- وين أنام ها وين؟ إذا أني بسبب رضوضي ما أگدر أنام إلا على اليسار وأنتَ همْ بسبب حرق كتفك متگدر تنام غير على اليسار، شنو الحل يلا شوفني؟!
- الحل بسيط جدًا.
حچاها وسحبني من ايدي للسرير ب كل هدوء نومني يمه محتضني بحيث صرنا اِثنينا نايمين ب جهة وحدة
- وخر لخاطر الله خليني اگوم تلعب نفسي شنو لاصق جسمك بيَّ!
- تحملي، حاليًا منگدر ننام غير على جهة اليسار.
- شوف وحق الله راح...

رفع كفه بسرعة كتم صوتي بيه وطبع قَبله على شعري من الخلف، يهمس داخل مسامعي ب هدوء.
- هواي تثرثرين، هيچ راح تگعد بيبيتچ وننفضح!
- اي عاد شلون تهمك الفضيحة أنتَ!
- علمودچ أنتِ حرة.
- يلا گوم عفية كافي عناد بيبي كل شوية تصحى حتى تتفقدني، تخيل تدخل وتشوفك شنو يصير!
- شلون صارت صحتچ؟
- أحسن الحمد لله.
- يلا لعد اسكتي خليني أنام شوية، كلش تعبان.
- تنام!

- أششش لتضيعين الوقت بلسانچ سدي لي هالحلگ الحلو ربع ساعة مو أكثر.
ردت حاولت يمعود گوم ولا يمه اصلاً، سكتت مجبورة والمشكلة نام صدگ وهوَ مقيدني بحضنه يعني حتى ما بيها مجال اِنسحب وأروح يم بيبي قبل لا تگعد والمشكلة الأعظم كيلون باب غرفتي عطلان، متنقفل!
بعدني تعبانة وبسبب العلاج عندي خمول قوي، بدون شعور اِستسلمت للنوم وأني بداخل حضنه.

- خطيرة أنتِ مثل المرض الخبيث يتغلغل بالجسم بِلا شعور إلى أن يزرع الخوف بأعماقنا بعد الاِستقرار
لحظة صمت ترافقها بعض اللمسات الرقيقة على كل جزء من وجهي ب إحساس غاية في الغرابة.
- وعدتيني راح تخليني أعيش شعور الخوف ونجحتِ بتنفيذ هذا الوعد ب فترة جدًا قياسية، خوفتيني عليچ قدري.
- أمان!
فتحت عيوني بصدمة اِلتفتت عليه غاط بنوم عميق! شنو ديصير وياچ قدر معقولة گاعد تحلمين!

لمست جبيني حرارتي مرتفعة بشكل ملحوظ، غمضت عيني بتعب، بين الصحوة والمنام اِنفتح الباب فزيت مرعوبة بحركة جدًا سريعة تأذت منها رضوض جسمي صرخت من الرعب قبل الألم بعدما لمحت بيبي واگفة گدام عتبة الباب وتباوع علينا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب