رواية القرابين السبع الجزء الثاني للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل السادس
ملاحظة ??: الفصل يحتوي على معلومات بعضها محذوفة لخصوصية الشخصيات ولآمان الكاتب، ولُطفًا لا تحكمون على الحدث من فصل واحد، سنشرح كُل نقطة أستغربتموها وفكرتموها غير واقعية بالفصول القادمة.
شَمس:
مسحت على شعرو وأردفت هامسة: ليش ساكت سولفلي؟
جاوبني بصوت مبحوح: عادة من الصِغر.
شَمس: أعرف بَس شني سببها؟
الزئبق: بعد ما أخذوني أبويه وعمي من يمكم بهذاك الوكت والدنيا مُغرب...
شمس: من چنت صغير؟
هز رأسه وهمس: چانت سيارتين الأولى بيها عمي والثانية أنا وأبويه وطول الطريق چان يگُلي سوي مثل ما يردون الناس وفترة وآجي أخذك لكن المُشكلة إني چنت أعرف شني سالفتهم وأعرف ليش يردون ينطوني ما چان ببالي لأجل السحر او القُربان، كُل إلى اعرفه هوَّ راح ينطوني لناس مو زينة مثلهم.
سحب نفس ومختنگ حيل: بعد مدة من الوقت وگفنا بشارع سايد واحد چان طين والمُطر علينا والرَعد بكُل مكان وما وگف وكأن الله غاضب عليهم لدرجة وين ما يروحون تمطر عليهم بغزارة وترعد السماء بكُل غضب...
شمس: وشصار ليش وگفتوا؟
- لسبب التسليم.
شمس: يعني يسلموك لغير ناس مثل ما سووا لأبويه؟
- بالضبط چان اكو اثنين لو ثلاثة لابسين كُله اسود ما واضح بيهم شيء. نزلوني وهمّا يوصّون بيَّ اخذني واحد من هذولاك شويه بعيد لكن صوتهم واضح چان.
ابو مُهراب: شگد راح اخذ قوة؟
- تاخذ القوة إلى تريدها مُقابل أبن ذكي مثل هذا.
ابو مُهراب: بعد عدنا الأذكى بس ليش تريدهم؟
- همَّا الأذكياء راح يصنعون المشاريع العالمية ويسيطرون على كُل شيء بعد التدريب وراح يكونون الأقوى بهذا العالم ومن خلالهم راح نتطوّر وتزيد ثرواتنا.
ابو مُهراب: عندي ستة بعد رايدهم بس اريد مُقابلهم فلوس؟
- نفحص ذكائهم وبعدين.
ابتسم ابويه وحچى مع عمي بس ما گدرت أسمع، بعدها ابتعد هذا الشخص وأخذني الثاني، صعدوني السيارة وبالبداية تعاملوا معايا ب لُطف وطول الطريق يسولفلي.
- شني حاب تصير من تكبر؟
الزئبق: جرّاح.
- راح ندرسك بأكبر جامعة بالعالم بَس نريد منك شغلة بعدين تعرفها.
الزئبق: وين رايحين؟
- لعالمك الجديد، إلى لازم تكون بي.
مشينا مسافة طويلة بقيت ساكت ما رديت وما چنت حاسي بخوف منهم لأن إلى عايش بعائلة مثل عائلتنا مستحيل بعد يخاف من أي شيء على وجه الأرض...
چنا نمشي على طريق وگدامنا اكو شي اسود عالي ويطلع منو دُخان وداخله اكو شي احمر مثل نار شاعلة وكُل ما تقربنا أكو أصوات عالية مثل طبول تُضرب واغاني وشي ممفهوم ومدري شني بَس هذا إلى اتذكره...
هاي كُلها اشوفها من بعيد بعد السيارة بعيدة عن المكان بَس كُل ما تقرب للمكان اكثر يزيد وجع صدري وأختنگ من ريحة العَفن والنجاسة إلى واصلتني.
بسبب الأمطار والمكان والشارع طين وگعت السيارة بحفرة قريبة للمكان نزل السايق أول يشوف شني ومن طول شويه نزل إلى يمي چان يشوف شاكو.
بهالأثناء تهيئ لي صوت نفس البنت الصغيرة إلى چنت دوم أسمع صوتها وببالي بنت طبيعية حالها حالنا لكن اختلف الوضع من كبرت وصرت أقرأ عن هالأشياء.
همست يم أذني بصوت ناصي شبه مسموع: أطلع من هنا إذا مشيت شويه بعد وقرّبت لهالمُستنقع يُستحيل خروجك، أنهزم.
سمعت كلامها وطلعت من السيارة وبكُل ما عندي سُرعة ركضت بعكس اتجاه المكان، وهالشخصين ما وگفوا عن مُلاحقتي أبدًا بقوا يركضون وراي بكُل سُرعة، والأرض ما تساعد أبدًا لكن گدرت أضيع نفسي ووصلت لشارع مصبوب وعبرت ع الصوب الثاني...
چان مثل غابة چبيرة نفسها إلى بيها هالناس مدري شياطين. صرت اركض بتعب أكبر وگعت بمكان مثل حُفرة.
ونصه مَاي من المطر الغزير، بقيت متجمد ومرعوب واصوات داخل اذني ما اعرف مصدرها لكن ما زلت اسمع صوت الطبول واصوات غريبة يجي من هالصحراء مدري غابة من صفحتي اكو اشجار جثيرة ومن الجهة الثانية مال المكان ما بيها لو شجرة وحدة كلها مثل صحراء.
بقيت گاعد وعيني ما شافت النوم للصبح وجسمي صار قطعة ثلج بحيث ما عدت أحس بأي جزء من جسمي. طلع الضوء وأختفت الأصوات وصار هدوء حيل وحتى المطر قبلها بشوية توقف بس ما زال اكو رعد قوي.
حاولت أطلع من هالحفرة ما گدرت اولاً بسبب بردوة جسمي وثانيًا لعُمري الصغير وضُعف بَدني.
رفعت رأسي للسماء وأنا ابچي وأدعي الله يطلعني من هين ما چنت أعرف رب العالمين حيسوي كل شي نطلبو وراح يساعدنا بكُل وقت چنت اسمع فقط من شمس من تگُلي الله يستجيب للدعوة إلى طالعة من داخل الشخص بحُسن نية.
الزئبق: يا الله ساعدني بس.
وبقيت أحاول لكن فشلت وقبل لا أيأس بوقت قصير وبآخر محاولة چنت أگول بيها إذا ما طلعت من هالمكان راح أموت بي وما أحاول مُحاولة ثانية وبنفس هاي المحاولة طلعت من الحُفرة.
وقتها فهمت إنُ الله ما يريدنا نيأس أبد حتى لو تأخر تحقيق دُعاءنا لازم نبقى واثقين إنُ راح يخرجنا من العُسر إلى اليُسر.
مشيت بنفس الأتجاه إلى چنت ماشي ودرت عيني للمكان وإذا أشوفه كُلهُ اشجار عالية وبمكان بي بيوت كذالك، تعجبت ع الوضع حيل وحسيت بشعور مُرعب أكثر من رُعبي وبرّدي...
عبرت هواي طُرقات وخالية من الناس ما اعرف وين أنا وبأي بُقعة من الأرض، چنت بس أريد مكان بي دفو بس أتدفئ قبل لا تجي عاصفة برد أكبر وهالمرة اموت لا محالة.
چانت الشمس طالعة اثناء ما چنت أمشي لكن حرارتها ما تساعد لدفؤ جسمي. وصلت لشارع تمشي بي سيارات بس قليلة حيل. وبي بيوت وناس من الجهة الثانية ومبين وصلت للمدينة إلى بهالمكان وأنا أتخايل شكلها وضحكتها وكُل شي يخصها، ببالي هاي مدينتي وما يبعدني عن شَمس غير مسافة بسيطة. لكن!
دخلت لأول دُكان مُقابل للشارع إلى جيت منهُ چان بي رجال شايب بيدو ورقة وقلم ويكتب، بعد لحظات انتبه عليَّ وبقى عدة دقائق مستغرب وضعي، لا گدرت أحچي ولا هوّ فهم وضعي.
- هلا أبني؟
من شافني ساكت وبَس نظرات عيوني تبيّن كمية الخوف والرُعب والبرد والخُذلان وكُل شي صارلي بهاي الليلة إلى كبرتني فوگ عُمري وخلتني مسؤول عن نفسي.
- ليش ملابسك طين وماي وليدي والدنيا ثلج!
من شافني ساكت وجسمي كُلهُ يرجف گام بسرعة ونزع المِعطف الثگيل ألي على كتفو وغطاني بي ولفني لَف وطلع بيَّ شايلني برغم هوَّ ما بي حيل يشيل طفل بعُمر سَبع لثمن سنين.
مشى بيَّ ما أعرف وين لكن عيني بالسماء وتغوش وارجع اصحى مو من الخوف لا من تحديّ نفسي، چانت إرادتي وقتي تسيطر عليَّ وتخليني صاحي بَس حتى أشوف الوجع والعذاب بعيني الصغيرة هاي وأتحمل هذا كُلهُ بهالعمر.
دخل لبيت وأول ما دخلنا لفحني دُفؤ چنت طول الليل أدور عليه برُغم البرد إلى بيَّ بَس حسيت بالدُفؤ إلى طالع من هالبيت.
صار يصيح اسماء ما اتذكرها ولا حتى فهمتها، خلاني گدام شي دافئ اكثر ومن درت عيني چانت صوبة من گد ما قديمة تريد توگع، خلاني يمها وصاح مرة ثانية التموا الكُل وصار يگول: جيبولي من ملابس مهدي بسرعة.
چان يلفني قوي ويدفي ايدية والحرمة الچبيرة تدفي رجلية بَس ما حاسس بأي شيء ابد كأنُ بهذا البرد حرمني الشُعُور بالراحة والدُفؤ والآمان، سيطر عليَّ شُعُور الخوف والبرد فقط، ما زال گلبي ينبض بقوة من الخوف من الليلة الفاتت.
- ابو على منو هالولد؟
چانت تحچي العجوز وهيَّ تنزعني ملابسي والباقيين يغلقون كل الأبواب حتى لا يتسرب هواء لداخل الغرفة.
ابو علي: والله ما اعرف منو بَس شفته بالدُكان وما يگدر يحچي من البرد لازم يتدفى حتى ما يصيبه شي لا سامح الله، بعدين عود نفهم ابن منو وليش هيچ حالته.
نزعتني كُل ملابسي ومسحت جسمي بالخاولي إلى چان ابو على يدفي ع الصوبة، بعد ما كملت صارت تلبسني ملابس ثگيلة مبين عمل بيت يعني هيَّ مسويته.
ابو علي: أبني هسه احسن؟
چنت اسمع واشوف بَس ما أگدر احچي ولا أگدر احرك ايدي من البرد حتى من چانت العجوز تلبسني چانت تلاگي صعوبة بعكس إيدي او رجلي بسبب البرد.
بعد ما كملت لبسي مددتني ع فراش وغطتني بكومة فراش وغطوات وغلقت كُل نوافذ الهواء إلى توصل لجسمي.
وبقت تمسح على إيدي وتقربها للصوبة لعلها تلين. بس لاا حتى النفس إلى اتنفسو چان يبردني، حتى النفس چان يوجع صدري وينغز گلبي إلى تبلَّد من شدة برد جسمي.
بقيت مفتح عيوني وبالسقف وأسمع اصواتهم همّا وأولادهم إلى ما اعرف عددهم شگد چان بَس صوتهم ناعم يعني صغار حيل، غفيت وما أعرف شلون!
بعد فترة من الوقت فزيت أثر كابوس مُرعب أكثر من الرُعب إلى رافقني بهذهِ الليلة، حسيت ببرودة على جَبيني گدرت أرفع اِيدي وأتحسسها وإذا بِها قطعة قماش مُبللة.
چان هدوء وظلام دامِس واكو ضوء شمعة من الغرفة الثانية وصوت همس، عرفت نمت طول اليوم وگعدت والدنيا ليل، بعد لحظات من أستيقاظي دخلت الحرمة وزوجها يمي مسحت على رأسي بقلق: شلون صرت ماما؟
يادوب طلعت مني هالكلمتين: الحمدُ لله.
قربوا الصوبة يمي اكثر وبعدني أحس ببرد وضلوعي توجعني، گام الرجال جاب الشمعة وخلاها بوسط الغرفة وهيَ جابتلي صينية بيها أكل ونادت اولادها يمكن وفعلاً بعد ما نادتهم دخلوا اثنين ولد مبتسمين بوجهي والولد الچبير يطلع بعُمر شمس ويمكن أكبر والثاني بعُمري.
تجمعوا حول الصينية والصوبة يمي والأُم تمسح على ظهري حتى أتدَّفئ، صارت توكلني الشوربة الموجودة بالصحن على كيف. والأولاد ياكلون ويسولفون بينهم من كملوا اكل بسرعة گاموا وراحوا للغرفة الثانية.
ابو علي: أبني أنتَ منين؟
دحگت له ما أعرف شني أحچي؟ أخاف أگول ويرجعني لأبويه، نعم بالفعل
بالوقت اِلي لازم يكون ألأب هوَّ مصدر آمان لطفلهُ صار أكبر مصدرخَوف لهُ
هاي كانت أول خَيبات وخُذلان الطُفولة،.
كُل شيء ينحمل إلا الخُوف والخُذلان مِن الأهل
ابتسمت وعيوني تدّمع من تمتمت بحِزن: ما عندي أهل.
- ما عندك أب، أم، أخ، عمام، خوال؟ شني مگطوع من شجرة؟
الزئبق: أهلي باعوني.
مسحت الأُم على ظهري تهمس بقهر: شلون ماما؟ شلون باعوك!
الزئبق: إذا أحچيلكم يمكن ما تصدگوني وحقكم منين تصدگون طفل مثلي؟ عمو أنا أهلي مُلحدين ويتعاملون مع الجن والبعض منهم لجأ للسحر والشعوذة وهاي مو فجأة لا حسب ما اعرف جدي الأكبر سار بهذا الطريق.
بقت نظراتهم لي بأستغراب رجعت كملت: أنا أسمي دَهار على أسم شيطان لو جن يعرفوا، سمعت ابوية اخر ليلة يگول راح نسلم الولد ونحصل بدالهُ فلوس وفير.
ابو علي: ابني أكيد انتَ تعبان وما صاحي خلينا باچر نسولف بهذا الموضوع.
دمعت عيني أكثر: وسلموني لهالأشخاص لخاطر يصير عندهم قوة إضافية يعني يسخرولهم مجموعة من الجن يصيرون بأمرتهم بمُقابل روحي.
رادت تسكتني الأُم بس زوجها ما قبل وأشرلي أكمل.
الزئبق: سمعت كلامهم قبل لا ياخذوني وكان إنُ الطفل الذكي ياخذوا لبعيد حتى يفيدهم همَّا ويفيد الأهل، من سلموني لهالمجموعة گالوا راح نخليك تدرس بأفضل جامعة.
- شلون گدرت تجي لهنا وتنهزم منهم؟
الزئبق: ليلة أمس كُلها أنا بالغابة ألي من الجهة الثانية وهذا البرد كُلهُ بسبب چنت بحفرة وما گدرت أطلع منها.
- أي غابة أبني؟ ماكو غابة يمنا هاي كُلها مدينة!
رفعت راسي وجاوبت: أكو غابة من نفس الجهة إلى جيت منها عمو وحتى بليل چانت صحراء واصوات غريبة تطلع من هذاك المكان بس من طلع الضوء اختفت الأصوات وصار المكان شجر.
- هاا تقصد ع الحديقة الچبيرة هاي حديقة بس متروكة من زمان.
بقيت صافن بيهم ما داستوعب شيء، تراجعت للوراء وردت أطلع ما خلوني: باچر نشوف حل تعال هسه نام بعد البرد بجسمك يمه.
رجعت لفراشي ومَرت هاي الليلة أسوء من الليلة إلى مضت بقيت خايف يتواصلون مع أبوية ويجي ياخذني وهالمرة هوَ ياخذني للمكان، للفجر وما تحملت غفيت...
فزيت على صوت الباب يندگ بقوة گمت على حيلي مرعوب همست وسنوني وحدة تطگ بالثانية: عمو لا تگول انا عندكم عفيه ياخذوني ويخبلوني.
نزلت لرجلو أتوسل سحبتني الحرمة وضمتني بغرفة اولادها وقفلت الباب بعد هوسة يم الباب وصياح يلا هدأ الوضع ورجع انغلق باب الحوش وانفتح باب الغرفة دخل الأب وقفل الباب وراه.
گعد مقابيلي وأردف: سولفلي كُل شي من البداية خليني افهم واقتنع.
الزئبق: ما احچيلك بس روح على المكان إلى اوصفهُ لك وراح تفهم كُل شي وتقتنع بكلامي.
هز رأسه موافقني بكلامي وصفت لهُ البيت مالتنا القديم إلى طلعنا منو بسبب كلام الناس علينا ويعرفون بعمامي شني. طلع الرجال من الصبح للمكان هذا ووصيت يسأل الناس عن اسم جدي وابويه ومنو همَّا وفعلاً للمُغرب ورجع للبيت...
الزئبق: ها عمو صدگت كلامي؟
- شلون عائِلة هاي!
الزئبق: عمو عفية ضمني يمك ما أريد ارجع وحتى لو ما تضمني يمك خليني أروح بس لا تسلمني الهم.
ربت على چتفي وهمس مبتسم: أول مرة أشوف ولد بعمرك هيچ مسؤول وكلامك غريب عبالك رجال گدامي مو طفل.
برغم چنت طفل فعلاً وطول الوكت چنت طفل وما افهم مواضيع عائلتي بس بعد ما سمعت كلام أبويه وعمي بصالة بيتنا خلسةً قبل لا ياخذوني خلوني أستجمع كُل الأحداث وافهم الموضوع، ولو اي طفل چان بمكاني ولو چان اغبى طفل راح يفهم نيتهم ويعرف شلون يتصرف.
سكتنا بينما خلاني براحتي بالغرفة والصوبة مشتغلة والجو دافي بَس ما زلت أشعُر ببرد وكُل ما التفتت وجعني، جسمي كُلهُ متشنج بسبب البرد إلى ضرب جسمي بذيچ الليلة.
شويه وصار صوتهم يجي لمن ما دخلوا للغرفة همس الرجال: بابا ليش ما گلت هويتي بالقمصلة؟
- ما چنت اعرف بجيبي.
- يلا بس صايرة مَاي خليها تنشف شويه ولو ما داخل لها ماي چثير لأن چانت بجنطة صغيرة وبالجيب.
خلاها بيدي وطلع للدكان الخاص بي، مسحت ع الهوية داخللها شويه ماي لأن قمصلتي چانت مطرية وهو بجنطة صغيرة وبالجيب ما واصللها چثير نشفتها يم الصوبة وعيني على أسم أبويه واللقب أشمئزيت من نفسي لأن من عائلة حقيرة وكافرة لدرجة مو طبيعية.
مَرت ايام طويلة وأنا بالبيت وهمَّا ما مقصرين معايا، وأطمئنيت أنهم ما راح يسلموني لأهلي لكن الخوف الأكبر چانوا يحسون نفسهم بخطر من عائلتي ما دامني موجود عندهم.
بقت هالأيام تمشي بدون لا أطلع باب البيت صاروا اولاد الرجال يحاچوني ويردون اتخالط معاهم لكن ما حبيت أبد اتخالط بيهم...
من حسيت عمامي وابويه نسوني ردت أرجع بس لخاطر أشوف عيونها الجميلة.
سُبحان مَن زرع بذرة عِشقها فِي قلبِي الصغير هذا
بالفعل چنت صغير عن الحُب والي چنت افكر بي ما اعرف هذا حُب، چان ببالي شي طبيعي ومن تعلُقي بيها وهذا الشيء جا من غيرتي من مُهراب ألي چان يحبها حُب جنوني وشتريد يسويلها.
بهالوقت ما چنت أعرف أنا احبها لكن اعرف إني لو أجتمعت الناس كُلها وخيروني بينها وبينهم ف راح أختارها بدون تردد، ولو أذوها راح أحارب العالم لأجلها.
مستعد أقتل وأذبح وأدمر وأهجم بيوت عوائل بَس حتى ادمر إلى أذاها ونزل دمعة من عيونها الحلوات.
اكبر مخاوفي ما چان اهلي او عصاباتهم چان خوفي إني أنسى ملامح وجهها وأنسى عيونها الحلوة، وبكُل حلم من احلامي وحتى كوابيسي رافقتني.
كبرت بهذا البيت إلى الكُل غربة عني لكن صاروا أهل بالنسبة لي، سجلوني بالمدرسة بعد ما بدلوا هويتي وما چنت اعرف شلون لأن الحُكم بوقتها چان صعب، لكن گدروا يسجلوني بأسم زئبق وأبويه صار بدال اسمهُ الرجال إلى نقذني واسم الأُم نفسها هاي الأُم إلى ما اعرفها لكن صارت أُم بالفعل.
وكُل هذا لأجل تحقيقي لحلمي إلى هوَّ طُب جراحة القلب والأوعية الدموية.
چنت كُل ما أكبر شعري يطول ويبقى كيرلي، ما چانوا يحلقون شعري أبد لإني أرفض لإن اول مرة احلق الشعر ما راح يعود أشقر وكيرلي مثل ما تُحِبهُ شمس الحياة.
فقط كُل فترة أگُص الأطراف وأگصر الشعر إذا طول بهاي الطريقة، داومت بالمدرسة إلى يمهم وچانت تعبانة وعلى گد الحال لكن بقيت ذكي ما سمحت اي شي يمنعني من تحقيق حلمي ووصولي برغم الفُقر والخوف وحتى القهر بَس ما سمحتلهم يأثرون بدراستي.
جاهدت لسنين طويلة أعترف چانوا معايا الأهل إلى مسجل اسمهم بهويتي لكن چنت وحيد بدون اهل حقيقيين بدون اصدقاء، بدون أُم حقيقية.
وصلت الصَّف الثاني متوسط وكُل سنة أطلع لو الأول ع الشعبة لو الثاني واهل البيت فرحانين بيَّ لِأني صرت أدرس اولادهم هم وادرس بنفس الوقت، تفوقنا بدراستي وكبرت.
والسؤال كيف تذكرت هذيچ الأحداث السابقة وأنا بعُمر صغير؟ بالحقيقة ما چنت أتذكر هواي لكن دائِمًا چنت أحلم بهاي الأحداث بقت مرافقتني طول سنين وما چانت تخليني أنسى.
وبعد ما عبرت الثالث متوسط صار ألم بجهة صدري اليمين ونزولاً لبطني. رفضت أجري أي فحص وتحملت الألم وبقيت مُصر ما أسوي فحص لأن حالتهم ما تسمح والفحوصات غالية جدًا.
بقيت لفترة أيام صار الوجع ما ينحمل ويُغمى عليَّ ونفسي مسدودة من الأكل، من شافوني هيچي خافوا عليَّ اكثر وجبروني أروح معاهم نسوي فحوصات ووافقت لأن فعلاً الوجع ما ينحمل نهائيًا.
سوينا الفحوصات إلى طلبوها وتبيّن إنُ عندي بداية فشل الكبد، كتبولي علاجات بكمية هائِلة، ما چانت الفلوس تكفي باعت أُم على محبس قديم عندها وأشترولي كُل العلاجات. چان إلى ببالي هاي النهاية والموت قريب.
استمريت ع العلاج لفترة طويلة ورجعنا عدنا الفحوصات كُلها والحمد لله العلاجات فادت وجابت مفعول، هم كتبولنا علاجات بس أقل شوية واستمريت بيها لكن كل هالفترة ما تركت دراستي، ولا تركت الولد يدرسون وحدهم لأول مرة أجرب شعور إني أكون مُميز ومحبوب عن شخص.
بكُل مرة چنت أدحگ لعمي أبو على چان يترك أولادو ويدحگلي، چانت نظراتو تتكلم عن إلى بداخلو. ينظرلي كأنما بدرسي هذا داحقق حلمو مو حلمي.
أعتقد چان يفكر إنُ انا الوحيد إلى ما راح أتخلى عنو ولو مَر عليَّ معرفتنا دهر، چان واثق إني راح أغير حياتهم وأحقق كُل شي يتمناه هوَّ بالّذات، وأكون سبب بنجاح أولادو إلى قبل لا أجيهم چانوا متجاهلين دراستهم.
وهوّ ما قصر أبد حسبني ابن له. خاف عليَّ وصرف عليَّ أكثر من أولادو، علمني الصلاة والعبادة وعلمني من هوَّ الله إلى كُل ما ضاقت بي الحياة ألتجئ لله إلى ما يوم خيب أمل عباده.
صرت بكُل صلاة اخذ الوّلد ونروح مع هالشخص للجامع ونصلي صلاتنا ونرجع. يمكن الله أنتشلني من بيت مُلحد وتركني ببيت مؤمن لأجل ما أتلوّث وأبقى على الطريق الصحيح، ولأول مرة أصدگ وأثق بالقدر.
هذا القدر!
بِقُدرةِ الله أُنتُشِل الطفل الصغير من اكثر عائِلة مُلحدة وتَرَكهُ بِوَسَط أكثر عائِلةٍ مُحبة ومؤمنة بالله ليُبيّن للناس إنهُ قادر على تغيير كُل شيء في حياة عِباده حتى طريقهُ المُعتاد، لأول مرة أشعُر بهذهِ الآية القرآنية:
يخرجهم من الظُلمات إلى? النور
أخرجني الله من ظَلام عائِلتي وإسوِداد وجههم وتركني وسط أكثر عائِلة مالئ قلبها النور والإيمان.
عندما أنتهيت من كتابة أول نَص لي بدفتر قديم.
ناظرت للسماء مبتسم ومرتاح لدرجة غير طبيعية إني أتمتت جميع صلواتي واتممت جميع دروسي. وأهلي راضيّن عني. نومةً هنيئةً لي.
الحاظر.
شمس: .
الزئبق: وهذا أحد أسباب برودي الشَديد، بكُل ليلة باردة حيل تذكرني بذيچ الليلة وبقيت كُل ما يمسني برد خفيف أحس بذيچ الليلة وأتخربط بسببها.
شمس: وينهم هسه ابو على وأم علي؟
الزئبق: بأفضل بيت بالعراق. وكُل فترة يسافرون لأفضل الأماكن وعندهم راتب شهري يوصلهم من راتبي أو من اشخاص اعرفهم وشركات خاصة.
شمس: شلون گدرت تسوي كُل هذا وحدك؟ شعندك شركات ومنيلك كل هالفلوس!
الزئبق: چنت بالعراق أدرس وأشتغل وفلوسي كُلها يضمها أبو على وسنين انا اشتغل وهوَّ يضمهم ومن طلعت لبريطانيا بمصروف شخصي قليل جدًا وبقالي مصروف عند ابو على وچان أتفاقنا إذا أحتاج يدزلي لكن ولا مرة طلبت من الفلوس چنت أنام جوعان مرات...
ابتسم وهوَّ يرفع شعرو من عيونو:
الزئبق: ومرا چنت أبرد مثل هسه وما عندي لبس دافي هناك ما يشوفون الأنسان بشكل طبيعي يشوفوا فلوس وتمشي ما يهتمون للفقراء.
وفعلاً حققت حلمي ودرست بأفضل جامعة، چانت الشروط ما صعبة لأن احچي الأنكليزية بطلاقة واجتازيت المقابلة الشخصية بكُل ثقة. وغصب عنهم قبلوني.
ابتسمت وهمست: شلون يابه؟
الزئبق: عندي قانون بالحياة أفرض شخصيتي غصب عن اليرضى والي ما يرضى ف مثلاً جامعة فلان ما تتقبل الفقير لكن عندهم ثغرة وحيدة الأجانب وانا استغليتها.
شمس: شلون؟
- مثل ما گالولي بالسيارة أول ما خطفوني تأكدت إنهم اشخاص كثار حول العالم يطلبون الذكي حتى يحصلون منو ماديّاً، فلهذا الغرب يردون الشخص الذكي حتى لو كان فقير.
شمس: وانتَ استغليتها يابه ذكي.
- استغليتها وما چانت عندي أي ثغرة صغيرة بمقابلتي ولغتي وكُل شي يخص الدراسة بهاي الجامعة لأن ذكي وما لگوا بيَّ عيب يقبلوني غصب.
شمس: شلون أسست حياتك؟
- درست بالجامعة وما چان شي صعب عليَّ لِأني متطلع على هواي أمور وقريت هواي كُتب عن هالدراسة. أمنتلي شغل واشتغلت مثل ما گلت نادل بمطعم چان الأجر ممتاز وفادني وهم ما صرفت شي ابد چان فكري بالمُستقبل مو بالحاضر.
وقريت بكتاب الشخص إلى يريد ثري لازم يدرس وتكون عندو وظيفة محترمة وبنفس الوقت عندو شُغل مُحترم.
وأنا بدأت بقوة وتعبت وتعثرت چانت ايام أصعب من ايام الطفولة إلى واجهتها بعد ما أكملت دراسة ستة سنين ضبط واكملت سنتين تطبيق بالمستشفى وانا ما صارف ولا فلس واحد من إلى ضامو چنت حارم نفسي من كل شي لأجل اهلي.
شمس: شلون يعني؟
- ابو على وأم على چانوا أهلي وما زالوا، ردت اسوي كُل شي حتى أردلهم الدين وتعبت روحي لأجل أأمن لهم حياة مُريحة وهادئة مثل ما هدوني حياة كالنور.
دحگتلو وأحس بعد ضام عني شي چبير بس تركتو على راحتو شوكت ما يحچي خلي يحچيلي.
شمس: من طلعت لبريطانيا ما شفتني ولا مرة؟
عدل نفسو يمسح بعينو ومتغطي بالغُطى.
- ما گدرت.
دحگتلو بحزن عارِم
- ليش؟!
- ما گدرت ما أشوفچ، ما تحملت أسافر بدون لا أودعچ.
شمس: شلون شفتني؟
- طلبت أجي للبيت هذا إلى چنا گاعدين بي بَس عرفت أنكم منتقلين ومن سألت الجيران بقوا يتعوذون من عمامي لكن حمدوا بأبوچ الله يرحمو وگالوا اخذ بناتو وترك هالعائلة بعد مشاكل چثيرة طبعًا.
شمس: دورت علينا مو؟
- أي الناس گالوا طلعوا لبغداد بس ما يعرفون العنوان.
طلعنا انا وابو على نبحث عنكم بس ما لگينا أثر الكم ابد لكن گدرت اعرف من خلال مراجعتي للجامعات وشفت أسمچ مسجل بأحد الجامعات وعن طريق الصدفة چان مسجل بالحايط بورقة بيها درجاتكم اعتقد.
شمس: صح چنت اداوم بس هم ابوية مشدد علينا بوقتها يخاف عمامي يأذونا.
- المهم انتظرت ايام يم البوابة لكن اخر يوم چان والثاني العصر أسافر، ما چنت أعرف شكلچ من كبرتي أبد لكن أول ما التفتتي إلى من نزلتي من سيارة أبوچ عرفتچ اولاً من عيونچ لأن حافظها حفظ من الصغر ما تغيرت وبقيتي تدحگين بيَّ كأنچ تعرفيني لو شبهتيني من شعري.
شمس: ما أتذكر.
- بعدها بعدت عنچ حتى لا تتذكرين وبقيت أدحگ للسيارة. لإن چانت مظللة ما يبين بيها شي ما گدرت اميز وجهو لكن من نزل تأكدت من شفت عمي هوّ نفس شكلو من صغري لهسه.
شمس: وبعدها سافرت؟
- لا، رجعت باليوم الثاني الصبح وبيدي موبايل قديم وانتظرتچ تجين يلا بالگوة أخذت صورة ألچ بدون لا أحد يحس وبقيتها يمي طول سفرتي وهالسنين إلى مَرت.
شمس: أنتَ أكثر شخص حَبني بصدق.
- أنتِ أكثرُ شخصٍ عَذَّبَنِي وعُدتُ لهُ.
أكثر شخص أذَّاني وعشَقت أذِيَتَهُ
الكنز الحقيقي للعالم هو المال
وكنزي أنا هوَ ضِحكتك ووجودك.
أحتضن وجهي وأصبعو صعد لحواجبي مسح بأصبعو بين حواجبي مثل عادتو غمضت عيني مبتسمة: أنتَ الأقوى بين الكُل.
- بكُل حياتي ما ألتقيت بكائِن حَي أقوى وأذكى منچ، كُل عذاب حياتي ما يساوي شيء من عذابچ وقوة تحمُلچ وصبّرچ وإيمانچ الچبير بالله، أنتِ رمز للقوة جَميلتي.
شمس: قوتي ما كفت حتى أحمي أبوية.
- هذا مو ذنبچ روحِي، لا تحملين نفسچ الذنب.
شمس: روحِي داتحترگ، شُعُور مُقرف من نفسي لدرجة ما داتحملو.
- راح تتناسين مع الوقت.
شمس: ما هوَّ بالشيء إلى بوسعي اتناساه هذا شعور مُقرف، شُعُور الضُعف مُقرف وخاصة بموضوع مثل موضوع موت أبوية، فهد مات بعد ما هوَّ موجود بحياتي.
حضنّي لصدرو يمسح وجهي ويحچي: قوّي نفسچ ولا تستسلمين لوساوس الشيطان.
غمضت عيني وأني اريد أبچي لكن أمنع نفسي ما أريد أخلف بالوعد إلى وعدت نفسي وابويه بي. ما راح تنزلي دمعة ولا أزور قبرو قبل لا أخذ حقو واخلي روحو ترتاح بقبرو.
غفيت وإيدي وإيد الزئبق على بطني وأحس بطفلي حامل هَمّي أكثر مني، ما باقيلي كم شهر وأولد وهوَّ ما يتحرك غير حركة بسيطة ما مُشاكس أبداً.
بعد وقت طويل وكوابيس چثيرة فزيت على صوت الباب يندگ عدلت نفسي وگعدت الزئبق هامسة: هذا مو صوت الباب؟
چان غافي وميت ع النومة همس: لا حلمانة ارجعي نامي مو صوت الباب.
ما اهتميت الو گمت من فراشي ومشيت خطوات بعدها سمعت صوت الباب انفتح مشيت للجامة دحگت ماكو احد، چان الجو بي ضو يعني دنيا فجر...
لبست الجاكيت مالتي ونزلت ووراية الزئبق هم نزل من سمع صوت الباب انغلق، وصلت الصالة وأسمع المغوار يهمس بصوت ناصي: شنييي هاي؟
مشيت لمصدر الصوت وچان بالحوش وما عيني نزلت الا ومارس واگفة بصفحة ومبهذلة، ملابسها طين ودموعها ما واگفة وجهها أحمر.
تقربت يمها بخوف واحچي: مارس شصاير شني هالحالة؟ شجابچ بهالفجر؟ شلون طلعت...
ما كملت كلامي وهيَّ تجاوبني وتبچي: عايشة مع قاتل صار اكثر من سنة.
گضبتها من چتفها والبيت كُلو گعدوا من الأصوات
اخذتها بيدها ع الصالة وأشرتلهم محد يحچي شي.
انفعلت وصارت تصيح: تقاسمت اكلي ودراستي وحتى حياتي مع قاتل، قتل أخوية هوَّ واخو، .
رفعت الورقة إلى بيدها وزتتها بوجهي وصاحت: ما راح اسامحچ أنتِ بالّذات، كُلكم سألتوا عليه ليش ما عرفتوا هذا الشيء عنو؟ ليش ما عرفتوا هوّ قاتل!
بقيت صافنة بيها وأهمس بخوف: شسويتي؟ ليش جاية بهالليل؟ وينهم همَّا هسه؟
قربت وجهها وصاحت بيَّ: حرگتهم مثل ما حرگوا گلبي طول سنين، سنين أني متعذبة وما بقى شي وأفقد عقلي وروحي بسبب القهر وأخر شي أكتشف إلى متزوجتو وعايشة معاه هوَّ السبب بعذابي وقهري.
المغوار: شدتحچين أنتِ؟ أكيد فاهمة غلط الولد سألنا على اصلاً ما عندو هاي السوالف من البيت للجامعة.
شالت الورفة من الگاع وسحبت ايدي وخلتها بي: شوفي بعينچ، هاي قائمة بأسماء كم شخص أغتالوا وقتلوا ومن بينهم أسم اخوية.
دحگت للأسماء وفعلاً أسم سراج فهد ثاني أسم. وردت أحچي وهيّ تطلع بعد شغلات من جيب بنطلونها، طلعت كومة اوراق وگعدت بالگاع تفتح كل الأوراق والصور.
مارس: وهذا مُهند هوّ نفس الشخص إلى صارلكم فترة طويلة تدورون عليه الزعيم جان عايش بينكم وأنتم ما تدرون. حتى زواجنا مخططين ألو حتى يكونون قريبين منكم أكثر ويعرفون حركاتكم.
تركت كل هذا وعقلي وگف ما يستوعب غير كلامها من گالت حرگتهم أردفت بخوف وإيدي على بطني ترجف: ش شلون حر. حرگتيهم؟
بچت أكثر وخايفة ترجف رجف مو طبيعي: ح. حرگت البيت.
سودت الدنيا بعيني وما أعرف شلون أتصرف من جهة هاي السالفة مال الزعيم ومن جهة مارس وعملتها هاي إلى سوتها بدون ولا ذرة وعي. فركت راسي أريد أستوعب شي ما أگدر كُل تلخبط وموضوع نعقد بموضوع.
شلون راح أحميها؟ ما چانت طريقة تحميها غير إني أطلعها من هين بين ما نحل الموضوع من أساسو لأن لو بقت راح تتعقد بعد هواي شغلات وبالتالي ضحيتها هيّ.
أشرت لعلي هامسة: بيت أمكم مدري خوالكم إذا تاخذوها يگدرون يخلوها يمهم فترة ايام بس؟
علي: اي طبعًا يقبلون.
گامت مارس وتحچي بعناد وصلافة: ما راح أطلع من هين فاهمة، ولا تحّلين اي موضوع يخصني لو چنتي تحلين شي چان حليتي من البداية مو خليتيني أعيش شعور قذر مثل هذا.
ما أعرف شلون رفعت إيدي وضربتها راشدي وسحبتها عليّ بعصبية وعيوني تحرگني: إذا مرة ثانية سمعتچ تحچين معايا بهاي الطريقة ما تلومين ألا نفسچ. شچنتي تفكرين بعقلچ الغبي هذا من حرگتي بيتهم وهمّا بي؟ مفكرة راح تبقين هيچي بدون عقاب؟ ادعي من ربچ يطلعون عايشين بَس.
وهن: شمس لا تسوين هيچي سلميها وأني أحلها بس لا تهزميها بالوكت.
شمس: ما عدنا خيار ثاني لو بقت كُل شي راح يتعقد بالبيت وبرى البيت وحياتنا راح تنگلب من عملتها، خلي يهدأ الوضع وأعرف منو الصادگ ومنو الچذاب وإذا چانت مُذنبة فعلاً بيدي أدخلها السجن.
الزئبق: شمس على بيت أبو على أفضل تبقى هناك ومحد يعرف وينها ولا أحد يندل البيت.
شمس: أفضل بعد، أخذها أنتَ لبيتهم وهاي امانة عندهم وإذا فكرت تنهزم خلي يربطوها.
حضنها حيدر يشاورها: لا تخافين كل شي راح ينحل.
اخذتها ميراس غيرت ملابسها إلى صايرين طين واستغربت ليش الطين هيچي على ملابسها، گعدوا الولد كُلهم والمغوار حچى: ما ألچ نية تسلميها مو؟
شمس: إلى سوى كل هذا راح يتعاقب بَس مو هسه لازم أفهم اساس الموضوع وبعدها اسلمهم مارس إلى ممكن صارت مُجرمة حقيقية.
المغوار: لا تتصرفين بغباء شمس شلون تسلميها؟
شمس: گلتلك مارس تتعاقب اني مو عماد حتى اضمها من القانون.
حيدر: وهسه شلون. شني راح يصير؟
شمس: إلى راح يصير بالأول لازم نعرف إذا بعدهم عايشين أو لا، وبعدها نتفاهم.
طلعوا مارس وميراس بعد فترة چانت مبدلة ملابسها أشرتلها تجي يمي، تقربت يمي گعدت ع القنفة همست بتعب: سولفي شلون صار هيچي؟
دارت وجهها ع الولد ورجعت نزلت راسها وبقت ساكتة دحگت الهم وگلت: خلوها هين اني اسمع منها شصار.
فهموا إلى اريد اوصلو، مشوا كُلهم للأستقبال وأسمع المغوار يحچي للزئبق: شو أنتَ فالتها؟ ما تگضب مرتك شويه؟
الزئبق: يعني تعرف زين محد راح يحل الموضوع هذا غيرها ليش اگضبها عيني خليها تسوي إلى تريدو.
المغوار: خرب عرض محمد.
طلعوا كلهم للأستقبال وميراس جابت الصوبة وخلتها قريبة على مارس. گعدت گدامها وحچيت: هسه سولفي كُل شي من البداية حتى بعدها تطلعين من هين.
صارت تحچيلي كُل شي صار بالتفصيل
مارس:.
بعد اليوم الطويل إلى قضيناه مع بعض چنا متونسين حيل وفرحانين ببعض. وثاني يوم بدت الخلافات بينا صرنا نتكاون على كل شي وهيچي فجأة ما اعرف شصار وگمنا نتناقش على كل موضوع لمن ما نتكاون، لليل ورجع مُهند وگعدوا أثنينهم بالحديقة المظللة يعني بيها قمرية من فوگ وما توصل المطر عليهم...
وديت الهم چاي چانوا يسولفون بينهم تركتهم و اني دخلت للبيت. چنت متوجهة لغرفتي لكن سمعت صوت موبايل من غرفة مُهند، واني قبل شويه شفت موبايلو عندو منين هذا الموبايل إلى ديتصلون علي؟
فتحت باب غرفتو بس حتى أشوف الموبايل وأخذو لمُهند. اخذت الموبايل ومع ما مشيت طخ جسمي بكتب چانت مكتبة صغيرة بالغرفة واني احب الكتب. سحبت كتاب مبتسمة وأقرأ العناوين لكن الموبايل فصل، المهم دورت بكم كتاب واخر شي صار بيدي كتاب ما بي عنوان بس جلد احمر ما عرفت شنو هالكتاب.
قلبت كم ورقة ووگعوا هواي اوراق وصور نزلت وعيني متوسعة چانت اول صورة اجت عيني عليها هيَّ صورة سراج وعلى وجهو مرسوم حرف إكس بالأحمر، رجف گلبي وأني أدحگ بالأوراق اول ورقة چان مكتوب بيها اسماء ثلاث اشخاص ومن بينهم سراج واكو بعد اوراق بيهم هواي اسماء رجال.
ورقة چان مكتوب بيها اسماء هذول الأطفال إلى يشتغلون بالشوارع وحتى صورهم موجودة وبالشارع، دورت بالأوراق وإذا ألاگي صورة سراج بالسيارة باليوم إلى سوينا بي حادث، چان صدرو يجري دَم ووعيونو الحلوة مفتوحة.
هذا يعني همَّا صوّبوا، بعدها ردت أخذ دليل ع الفاعل وما لگيت دورت بغير كُتب وجسمي يرجف رجف مو طبيعي بحيث أي شيء يجي بيدي يوگع. بعد ما دورت چان أكو فلاشة صغيرة بزاوية هاي المكتبة بس ما گدرت أفتحها وأعرف شبيها...
والصورة الثانية چان مُهند موجود بس ملثم مبين من عيونو وبنفس اللحظة تذكرت الشخص إلى خطفني قبلها هم چان ملثم مثل هذا وعيونو خُضر.
غمضت عيني وگلبي أحسو تشنج من شفت الصورة الثانية نورس موجود بالصورة مع مُهند بدون لِثام بس ما منتبه ومن درت الصورة مكتوب نفس التاريخ إلى توفى بي سراج...
وگعت الصورة من إيدي وكامل جسمي يرجف. حسيت بهاي اللحظة أنگطع عني الهواء، بقيت أرمش بثگُل ودموعي تنزل بغزارة وكُل تفكيري شلون أنطاه گلبو يقتل أخوية البريئ؟ شلون گدر يخلي طلقة بنص گلبو؟
طلعت من الغرفة وأحس دمارات راسي تشنجت بحيث ما عدت أگدر أفكر أو أحسب لخطواتي. چانت لحظة معرفتي بهذا الموضوع قاسية حيل قاسية، إنو أعرف هوَّ نفسو إلى قتل أخوية! ونفسو إلى أذاني وتعبني طول هالسنين...
مشيت لغرفتي بدون صوت ولا نفس، تمددت ع السرير وغطيت روحي وصافنة لهاي اللحظة ما مستوعبة الموضوع، شلون أنطاهم گلبهم؟ شلون گدروا يضمون عني كل هالوكت؟
بقيت ما مستوعبة اي شي وعقلي مو براسي أبد بَس دموعي تنزل بهدوء وعيوني تغوش، بعد وكت انفتح الباب سويت روحي نايمة وكتمت نفسي، تمدد بدون لا يلمسني أساسًا طول النهار چنا متعاركين.
بقيت كاتمة نفسي، بنصف الليل گمت على حيلي وما أشوف كدامي غير صورة أخوية وهوَّ يضحك بوجهي ودموعو تنزل بنفس الوكت، مشيت على روس أصابعي طلعت من الغرفة دحگت بأنحاء البيت چان خالي من اي شخص غيرنا احنا الثلاثة.
نزلت للطابق الأسفل وشياطين الدنيا تفتر براسي، طلعت للحديقة وأشم الهواء النقي للحظة نزلت عيني صارت على جلكان الگاز مشيت ألو بدون اي تفكير بالعواقب وبدون شفقة اخذتو ومشيت للبيت رشيت الگاز على البردات والملابس والأشياء إلى تحترك بسرعة...
بلعت ريگي وسحبت الجداحة، كل شي داسوي غلط وأعترف غلط بَس گلبي ما دايتحمل، عيوني ما داتشوف اي شي غير صورة اخوية الحنون وينقتل على ايد هالأثنين؟ ينقتل بكل دم بارد؟ طلقة من سلاحهم قتلت شاب چان عندو احلام وحياة حلوة ويريد يعيش حتى يحقق احلامو يموت بسبب اثنين عاطلين وكذابين!
سحبت العباية والشال من الغرفة إلى تحت. ووگفت بباب المَطبخ وأني اشم ريحة الگاز صارت بكل الطابق إلى تحت شعلت الجداحة وزتيتها بالمَطبخ ومشيت مثل المخبلة حسيت بهاي الليلة عندي أنفصام بالشخصية.
طلعت من البيت والنار شاعلة بالمطبخ ما فكرت بي ولا فكرت بگلبي ولا حتى فكرت بذاك الحب، چنت امشي مبتسمة ودموعي تنزل بغزارة، بدون موبايل وبدون اي شي غير العباية والشال، چنت امشي بشوارع مُرعبة لبنت عمرها بالعشرين بَس اني جنت باردة تجاه الخوف ما جنت اخاف، اساسًا الصبح حيدورون عليَّ وانسجن...
ما لگيت مكان ثاني يهديني غير إني أروح على أخوية وأبشرو بهذا الخبر إنُ وأخيرًا راح يرتاح بقبرو، چنت متيهة وما اعرف اي مكان ولا شارع وما خايفة أساسًا چنت أعرف راح يطلعون سُكارة ويطلعولي ناس عاطلين بَس البنت إلى گدرت تحرگ بيت كامل ما تگدر تقضي على شخص ما واعي؟
هدوء وبس صوت الكلاب يجي وأكو اصوات من الشارع العام. عبرت الأفرع وصرت ع الشارع أمشي مثل المخبلة صارت عيني ع عودة بالگاع سحبتها وضميتها جوى العباية تحسبًا لأي شي يتعرضلي.
گدرت أعبر من دوريات الشرطة إلى تفتر بالليل اساسًا مكان بيتنا ما بالمكان إلى بي جيش چثير. بقيت أني أمشي بطريق المقبرة لمن ما وصلت دخلت للمقبرة المُظلمة سحبت الجداحة من جيبي وشغلت الضوة مالها من شفت اسم سراج ببداية المقبرة طفيت الضوة.
گعدت يم القبر ومبتسمة أمسح تراب القبر إلى صاير طين بسبب المطر بقيت فترة طول الليل أحاچي سراج بدون خوف من المقبرة ولا من ظلامها. وبعدها للفجر گمت على حيلي وجيت عندكم.
شمس: يعني محد شافچ؟ حتى دوريات الشرطة!
مارس: ما گدروا يشوفوني أصلاً لأن عبرت الكُل بالتخفي لولا التخفي چان گضبوني وما خلوني أزور سراج.
شمس: أكو بفرعكم كاميرات او شارع مشيتي بي؟
هزت راسها ب لا وجاوبت: منطقتنا قديمة وبيوت قديمة ما بيهم كاميرات بس توقعت ع الشارع العام چان أكو بَس عبرتهم بدون لا يصوروني.
شمس: والأدلة إلى تثبت همَّا قتلوا سراج معاچ؟
مارس: كُلهم عند ميراس وهاي الصور يمچ هم دلائل واكو القائمة مال اسماء الأطفال إلى بالشوارع هم موجودة كلهم اخذتهم والفلاش موجود بس ما اعرف شبي.
گمت على حيلي وگومتها من اكتافها: لا تخافين كل شي راح يتصلح بس أثقي بيَّ تمام؟
مارس: مو مهم ينحل او لا المهم اذا ما ماتوا عاقبيهم بطريقتچ.
شمس: بعد الشمس ما يشوفوها، راح أدمّرهم دمار.
ربتت على چتفها وهمست: الزئبق منتظرچ روحي للمكان إلى ياخذچ على وارتاحي شويه تمام، لا تخافين من شي اني بظهرچ.
هزت رأسها واخذتها للأستقبال گام الزئبق وراح معاهم على طلعوا من البيت چانت الساعة تقريبًا 5 الصبح. گعدت بعدها ادحگ واقرأ بالأوراق والصور إلى مارس جايبتهم معاها والي خبلني اكو ورقة بيها عنوان نفس البيت إلى ابوية توفى بي يعني هم الهم ايد بهاي الجريمة! شني من بشر هذول والزعيم يعني عين بيت عبدالله الخارجية!
مَر الوقت واني گاعدة وبطني تتگطع من الوجع واجي واروح بَس أريد يطلع الصبح داشوف شني راح يصير.
صارت الساعة ب ال6 الصبح رَن موبايلي بسرعة جاوبت جانت زوجة مُهند تحچي وتبچي: مَ مَارس ماكو.
شَمس: شني ماكو شصاير؟
- احترگ البيت والولد طالعين ووبقسم الحروق بَس مارس ماكو بالبيت كُلو.
شَمس: سدي شويه ونوصلكم.
سديتو منها وبدلت بسرعة بين ما الولد تجهزوا طلعنا للمستشفى الأهلي إلى ماخذي على ولقسم الحروق جانت اصابة نورس اخطر حسب ما عرفت هوَّ طلّع مُهند بالبداية وچان يدور على مارس بَس ما لگاها وتأذت رجلو وكُلها حروق.
بقيت گاعدة انتظر يطلعون وينطون التقرير النهائي.
واني گاعدة جا دكتور من شافني ابتسم: شَمس الفهد؟ زوجة دكتور زئبق؟
هزيت رأسي: نعم اني خير دكتور شلون وضعهم؟
سحبني على جهة وحچى: للصراحة اصابة المريض الأول ما خطيرة لكن اصابة المريض نورس ما خطيرة لكن مُمكن يفقد رجلو وهاي احتمال بنسبة 86%.
شَمس: زين هسه هوَّ گاعد؟
- للأسف لا فاقد للوعي بَس يكعد ما بين ساعة ل ساعتين.
هزيت رأسي وجاوبت: تمام شُكراً دكتور.
دحگت لغرفة مُهند يمها زوجتو واخوها تقربت يمها وربتت على چتفها: لا تخافين وضعهم تمام وهسه هم راح اعاينهم.
ما ردت عليَّ، مشيت لغرفة مُهند دخلت ومع ما التفتت شفتو تووا يفتح عيونو تقربت منو مبتسمة: الحمد لله ع السلامة
- الله يسلمچ.
دحگت للمُغذي قرب يخلص وگفت يمو وحچيت وأني اوقق تنزيل المُغذي: ما شاء الله أنتَ قط بسبع أرواح.
جان مستغرب كلامي ووجودي هين همس بتعب: نورس وزوجتو شلونهم؟
دنگت على هامسة: زينين، بَس أكو إلى راح يتعاقبون على أفعالهم.
- منو شدتحچين أنتِ؟
شَمس: إلى حرگوا بيتكم طبعًا ماكو غير عمامي الهم مصلحة يصفون قاتليهم المأجورين.
- مستوعبة كلامچ انتِ؟ شني قاتليهم المأجورين!
طلعت الأوراق والصورة من جنطتي وخليتها گدامو: مثلاً قاتلهم الأول المأجور لقتل الأبرياء وخطف الأطفال ومسؤول عن تهريب المُخدرات.
دفع إيدي وراد يگوم قربت إيدي وخنگتو بقوة
- نهايتك قربت، آخر وجه راح تشوفو هوَّ وجهي وعزرائيل.