رواية القرابين السبع الجزء الثاني للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل الرابع
بعد عدة أيام، رجعت للبيت ونَورس گاضب إيدي يهديني وكُل ما أتذكر منظر أبوية بالتابوت أفقد، بقيت بهالحالة هواي هواي وكت. بواقعي وبأحلامي أشوفو بحيث تخبلت رسميًا، لكن لُطف الله نقذني من الجنون.
أستمر نورس بتخفيف الألم والقهر إلى محاوطني، چان ونعمَّ الزوج. صارلي كُل شي وتخلى عن كُل اشغالو المُهمة لحتى يكون معايا بكُل وكت...
صار وضعي شويه أفضل وگدرت أتعايش گدام الناس وأگول أني بخير بَس داخلي يحترگ، جسمي كُلو يوجعني.
بيوم چنت گاعدة بغرفتي وبيدي صورة أبويه وسِراج أحاچيهم من فقدت سِراج ولحد هاي اللحظة أنه أحاچي بالصورة وأعاتبو وأحسو يسمعلي وينصت ألي ومن أخلص كلامي معاه چنت أحس بحنيتو تحتضني وتطمنّي، هسه صاروا أثنين!
أثنين خليتهم تحت التراب وبعدني عايشة، بكُل مرة أفكر وأگول شوكت راح نخلص؟ شوكت راح نرتاح؟..
ب هذا كلامي دخل نورس شافني گاضبة الصور وأبچي تقدم يمي وأخذ الصور من إيدي خلاهم ع المراية ورجع گعد بالأرض وأنه ع السرير سحب إيديه من حضني وباسهم حيل: مارسي، روحي كافي شوفي شصاير بيچ.
مارس: چان مدللنه، صح يختفي مرات وعندو مُهمات خطيرة بس بكُل مرة چان يرجع بيدو شي لو حلويات لو اشياء بسيطة.
أشرتلو ع الكنتور وأبچي: بعدني ضامة الدُب الصغير إلى جابو بأول يوم مدرسة إلي، نورس صعب صعب ينسي.
نورس: أنتِ قوية ومؤمنة بقضاء الله وقدرو، رب العباد راد ياخذ أبوچ لو چنتِ تعرفين من قبل راح تعترضين؟
هزيت رأسي بنفي وأردفت: الله يعرف شگد عزيز على گلبي ليش أخذو؟ ليش أخذ أخوية؟ ليش ياخذ ألأعز لگلبنا!
نورس: هذا إختبار، الله يختبر صبركم.
گام گعد يمي وحضني لصدرو يمسح على شعري: كافي بچي يا عمري مو زين على عيونچ، هاي صارلچ شگد هل البچي راح يرجع أبوچ؟
مارس: يخفف عن نار گلبي.
شدد حضنتو ويبوس راسي: مارسي يكفي يا روح روحي.
بعد لحظات عدل وجهي ومسح دموعي: تدرين دموعچ تأذيني؟ ليش تبچين بعد يعني ببچيچ راح يرجعون؟ اكيد ما راح يرجعون ف عمري كافي عيوني انتِ.
هزيت رأسي ومسحت دموعي الباقية وبقيت مدمعة واحچي: شتريد أسويلك عشا؟
سحبني من إيدي تمدد وحضنّي: ما جوعان خلي ننام.
مارس: بربك شسوي عشا اكيد جوعان
نورس: أكلت برى البيت.
باس خدي مغمض عينو: أگُلچ...
مارس: گول.
عدل نفسو وفتح عينو مبتسم: بَس نخلص الجامعة نسافر.
عقدت حاجبي بأستغراب: وين نسافر؟ وليش!
بقى يتأمل عيوني مبتسم وبعدها بلحظات جاوبني: أريد أبني حياة خاصة بينا أني وأنتِ وأطفالنا بَس، وما أريد أهلي يتدخلون بعلاقتنا.
رفعت إيدي لخدو وأردفت: محد متدخل بعلاقتنا ولا يگدرون يتدخلون.
ن
ورس: أكو أشياء چثيرة ما تعرفيها عن عائلتنا، مارسي بالله أني تعبان وأريد أعيش بعيد عن القال والقيل مكان بس بي أني وأنتِ.
مارس: الله كريم خلي نخلص الجامعة ونفكر بعدها.
فتح إيدينو: تعالي.
ضمني بقوة ويحچي: شگد أحبچ أني.
بست كتفو وغمضت عيني: وأني أحبك.
غفينا مع بعض من تعب اليوم...
الفجر گعدني ع الصلاة صلينا مع بعض وگعدنا ع الفراش إلى بالگاع هوّ يسبح بمسبحتو وأني أسولفلو قصة من قصص الصحابة والأنبياء. هذا وضعنا يوميًا لمن ما تصير الساعة ستة نگوم نبدل ونجهز نفسنا ونطلع للجامعة...
مَرت عدة أيام وفعلاً أستعاديت نفسي ورجعت مارس الطبيعية لكن يبقى الجرح بالگلب، چنا نجهز نفسنا للدوام كملت تبديل وهوّ بعدو ع المراية يعدل شعرو دحگت بي وحچيت: نورس.
نورس: عيوني.
تقربت منو وهمست: أشو صارلك فترة تطلع مكشخ ومتعطر.؟
جاوبني وعينو بالمراية: ليش شوكت شفتيني طلعت مبهذل؟
بعدتو شويه ووگفت بينو وبين المراية: ليش دتسوي هيچي؟
نزل نظرو عليّ: شداسوي، ما فهمت؟!
مارس: بفعلك هذا مفكر تخليني أحچي؟
نورس: مارس شدتحچين أنتِ؟ شني هالأسلوب!
تأملت عينو لثواني وأبتعدت منو، بعد ما خطيت خطوتين سحبني ورجعني نفس المكان يضحك: صدگ من گال ذيبة.
مارس: عوفني.
نورس: عود ليش من تغارين ما تحچين ولا تتكاونين؟
مارس: ليش هذا إلى صار شني؟
نورس: هذا كلام عادي، داخلچ يفور بَس ما تتنازلين وتگولين أغار لا تسوي هيچي.
مارس: واثق من نفسك هم.
عدل الشال والأبتسامة مرسومة على شفايفو: لا صدُگ ليش ما تحچين من تغارين تبقين ساكتة وباردة!
مارس: لِأن إلى يحبني من صدگ ما يخليني أغار، يخلي البنات همَّا يغارون مني.
رفع حاجبو وجاوبني: وشلون ب إلى تخلينا نغار؟
بعدت إيدو مني: نورس تعرفني ما عندي سوالف غيرة وهالشكل أني بنت محترمة نفسي والناس محترمتني.
ردت أمشي جاوبني بصوت عالي ممزوج بعصبية: مارس، أگطعي علاقتچ بمُريام.
بلعت ريگي وأشوفو شلون يدحگلي: بَس نورس مُريام...
قاطع كلامي بعصبية: ماكو بَس، وماكو طلعة معاها بعد وخاصة بالحديقة وجدام أخوها الزعطوط.
رفعت إيدي لصدرو أهدي: والله ما مهتمتلو خلي يولي حشاك هوّ أدبسز أني شعليَّ؟
مسك أكتافي بقوة وصك على سنونو: مارس جدام هالحيوان ماكو بعد، أني ما مقصر داعوف أصدقائي وأجي يمچ ونفتر ونگضي الوكت كُلو مع بعض شلچ بهالصديقة؟ هسع تطلعلچ متفقة مع أخوها الخايس.
سكت ثواني ورجع كمل: جاوبيني مقصر بشي أني؟ مو الأستراحة كُلها معاچ؟ أني زوجچ هسع بس قبل لا أتزوجچ ما نظرتلچ نظرة مو حلوة ديجي هذا المطي يدحگلچ هيچي وجدامي وأني زوجچ؟
غمضت عيني بتعب وجاوبتو: تمام سوي إلى تشوفو مُناسب.
باس راسي وحضني لصدرو: أعتذر عليت صوتي عليچ بَس ما أتحمل شخص ينظرلچ نظرة مو حلوة لأنچ نقية وما زلتي نقية ما أريد نظراتهم تجي صوبچ، ما أريد أحد يتمتع بشوفة وجهچ غيري.
بعدت شويه وحچيت: تمام، مثل ما تريد.
عفتو ومشيت للسرير أخذت جنطتي وهوَّ طلع قبلي...
مَر اليوم طبييعي حيل وما ألتقيت بمُريام أبد وگضينا الوكت مع بعض...
خلص الدوام وأخذني معاه نفتر ويغيرلي جو شويه، مشينا بالطرقات وإيدينا متعانقين والهواء البارد يلفح وجهنا، أرتاحيت لهل جَو الحلو ومبتسمة وهوَّ يتغزل بيَّ.
نورس: بربچ لو نطلع من العراق ونفتر بشوارع دولة أجنبية مو أحسن؟
مارس: ليش والله شگد حلو هسع الجو.
راد يجاوبني بَس قاطع كلامو صوت الموبايل يرن، رفعو وأبتسم بسرعة جاوب: ها عيني. هاا أجيت؟
بقى شويه صافن وطگها ضحكة: ديلا يلااا جايين.
غلق الموبايل حچيت: منو جاي؟
نورس: أخوية مهند.
مارس: شو رجع من السفر؟
نورس: ما أدري ما چان گايلي.
سكتت مشينا مسافة وأجر تكسي رجعنا للبيت.
بعد وقت وصلنا البيت نزلنا اجه گضب إيدي مبتسم: ندخُل مثل العرسان.
مارس: هاي شبيك يولو شني سالفتك؟
نورس: أحبچ أحبچ.
ابتسمت على كلامو، دخلنا للمَطبخ زوجة مهند تضحك ودتسوي چاي والبيت هوسة، دخل نورس قبلي ومشيت يمها مبتسمة: يبو دحگ الفرحة يارب ما تنحرمين منها.
- فرحتي ما توصف صار سنة كاملة بعيد عننا وما نشوفو غير بالأتصال.
مارس: ما راح يسافر بعد مو؟ وصدگ هوَّ ليش سافر؟
رادت تجاوب جا صوت نورس يندهلي، تركتها ومشيت للصالة مبتسمة دحگت بأنحاءها وشفت شخص گاعد عرفتو هذا مُهند أخو نورس...
گام وگف مبتسم وعيونو الخُضر تلمع: هاي زوجتك مو؟
هز راسو نورس وحضن چتفي: اي هاي مارسي.
جاوبني بأبتسامة ونظرات غريية: تشرفنا.
ركزت بوجهو لثواني وهمست بأستغراب: نحنَ متقابلين من قبل؟
مُهند: ما أعتقد.
مارس: شكلك مألوف ألي، أحس شايفتك بمكان.!
جاوبني نورس بضحكة: هوّ نحنَ ما شايفينو صار كم سنة وكل سنة يجي كم يوم ويرجع.
أبتسمت بخفة منحرجة: المُهم تشرفت بمعرفتك.
بقى ساكت ما جاوبني گعد وأولادو بحضنو ونورس يمو يحچيلو شغلات صارت معاه، طلعت لغرفتي أبدل وأفكر هالشخص مو غريب أني شايفه هالوجه بَس وين؟
نفضت الأفكار وبدلت ملابسي ورجعت نزلت چانوا يشربون چاي صبيتلي أستكانة چاي وگعدت يم نورس...
نورس: إي أنتَ ما جيت بهذاك الوكت شلون تريدني أوقع عنك؟
مُهند: ماشي باچر أني أروح بنفسي وأوقع ع السند.
نورس: هم راح ترجع تسافر؟
مُهند: لا راح أستقر هين أساسًا خلص الشغل.
بقوا يسولفون بشغلات خاصة بعائلتهم وتواقيع ومدري شني ما هلگد أركز بالكلام، لليل دخلنا أني ونورس للغرفة سوى وچان وكت متأخر لِأن چنا سهرانين مع ألعائلة كلها.
غلق الباب والتفت مرجع إيدينو للخلف يتثاوب: نعست.
مارس: تعال نام.
ضحك بخباثة وسحبني من بطني ومددني وتمدد على چتفي: هسع أحلى نومة راح تصير.
خليت اصابعي بشعرو وحچيت: نورسي.
جاوبني بصوت ناصي وتعبان: عيني
مارس: أنتَ مشوفني صورة لأخوك من قبل؟
بقى ساكت شوية وجا صوتو ناصي حيل: شني
مارس: ولا شي عيوني نام.
چان هلكان من التعب كل يوم من يرجع من الدوام ينام هاليوم ما نام وگضاها مع أخو.
صرتي أغفي ما حاسة على نفسي لمن ما فززني صوتو يهمس: نمتي؟
مارس: توني غفيت.
نورس: هيهيهي اني ما نمت.
ضربت چتفو بخفة ودفعتو من فوگي، سحبت الغطى ودرت ظهري رجع سحبني من خُصري ألو: تعالي وين دايحة بهذاك الصوب؟
التفتت على مستغربة: هاي شبيك نورس؟ صوب شني؟
ضحك بقوة وخلا وجهو على وجهي وغمض عينو: ننام؟
غمضت عيني بدون لا أجاوب وهوَّ هم سكت ورى شوية حسيت بي يشم چتفي وصوتو يهمس: أگُلچ شسم عُطرچ هذا؟
مارس: مسك.
رجع غمض ووجهو على خدي: شگد أحب عُطرچ وأحبچ وأموت عليچ.
أبتسمت لكلامو وغمضت عيني محتضنة إيدو بين إيديّ.
لليوم الثاني چانت عُطلة وبقينا نايمين حتى المنبه رن وطفاه نورس ورجع نام، بعد وكت فتحت عيوني مختنگة من إيد نورس لافتني ولاف جسمو وجسمي مدري شلون هاي النومة مال مخابيل بيوم واحد مننا يتصگط بسببها.
طلعت رجلي من رجلو ودفعت إيدو من جوى ظهري.
گمت بكَسل صاح بيَّ: تعالي
مارس: ياا گوم ساعة بالتسعة عيب من اخوك يگول جيت وهوّ گضاها نوم.
رفع راسو مغمض عيونو: أخوية ما شريف سهران بليل وراح يگعد متأخر.
دفعتو رجع نام بسرعة حچيت: والله أنتَ صاير فد مرة، شعليك من العالم يااا غير راجع ومشتاگ لزوجتو وأطفالو يگضي وكت معاهم.؟!
فتح تك عين مبتسم: أني هم مشتاگ.
رفعت أصبعي داحچي دفع رجلي ووگعت ع السرير لف إيدو عليّ ورجع غمض: نامي شو، يلاا شو غمضي جدامي.
مارس: أختنگتتتت...
نورس: لا تستهترين.
جبرني أنام وبقيت مغمضة عيوني لمن ما رجع غفى بعدتو على كيف ونهضت من السرير طلعت خارج الغرفة تنفست براحة، چان أتفاجئ ب إلى گدامي...
- ميراس -
من بعد هالفترة كُلها چان يوم أصعب من يوم ووحدي أفتر على شغل البيت ووظيفتي ومدارة طفلي.
ما أگول تعبت أبد لإن لازم آني اتعب واتعب حتى أبني حياة سعيدة لريان، الشيء الوحيد چان متعبني ما أگدر أحچي لأحد الأشياء إلى دتصيرلي وكمية الضغوطات عليَّ، شمس من اليوم إلى مات ابوية ولحد هذا اليوم هيَّ مو طبيعية.
نظراتها غريبة حيل وغامضة، عيونها تفتر ع الكُل بطريقة مُرعبة، أشياء وأحداث دتصير وهيَّ ما مهتمة لكُل شيء أبد حسيت بيها بصدمتها لهسه لكن بكُل مرة تبين لي إنها مجنونة رسمية.
الكلام ناخذو من حلگها بالگوة، الأكل تاكل لگُمتين وتگوم، تجمعات عائلية وسوالف أبد ما تشارك وإذا موجودة بيننا تبقى ساكتة وتبين بدون شعور.
الحياة صارت صعبة وما تنطاق لدرجة مو طبيعية، وبس أني داتعذب وأتعب وروحي تطلع يلا يجي الليل وأغفى كم ساعة ومرات هالكم ساعة هم ما انامهم بسبب ريان، صارت المسؤلية عليَّ چبيرة لدرجة ما داگدر أتحمل شي ولا أركز بشيء.
مريت ع المكتب وأني الف حسبة وحسبة براسي بعدني بباب الشركة والأفكار ماخذتني ما منتبهة أنضربت بشخص بسرعة بعدت وهمس أتعذر: أعتذر ما أنتبهت.
رفعت عيني چان مُديري إلى هوَّ نفسو گرايب راجح أبتسم وهمس: لا عادي، بس شبيچ ليش مو على بعضچ؟
فركت جبيني بتوتر: الأحداث صعبة وكُل شي فوگ راسي أعذرني على تقصيري بشغلي بس تعرف وضعنا بعد الوالد.
رجع ابتسم ووجهو بشوش حيل: الله كريم، هيّ صعبة بس أنتِ أقوى منها، الله يوفقچ عزيزتي.
گالها وترخص مني مشيت لداخل الشركة ولمكتبي دخلت وأستغفر بداخلي لعله اهدأ. جابولي چاي شربتو شويه هدأت وركزت بشغلي.
بعد ساعة تقريبًا طلعت من المكتب وأتصل بالبيت أتطمن على ريان وأنا أمشي سمعت صوت ورى حايط نوعًا ما معزول هوّ بالأصل مكتب قديم محد يستخدمو. مشيت ورى الصوت چان صوت بنية تبچي وتتأسف وشخص واگف جدام الحايط منطي ظهرو.
تقدمت ع الحايط دفعت هالشخص ورفعت إيدي محذرتو: أمشي من هين.
التفتت ع البنية چانت واگعة بالگاع واوراق هواي واگعة منها وتلم بيهم سحبتها من إيدها وگفت وترتب ملابسها همست منطية ظهري للولد: شصار؟ شبي معاچ؟
ما ردت وبقت نظراتها وراية التفتت علي، وجمدت أطرافي من شفتو راجح بقت نظراتي تتوزع على ملامحو، ما توترت لدرجة ما أعرف أحچي لا همست وگانما شخص غريب جدامي: شتريد منها؟
جاوبت البنت بخجل: الأستاذ راجح ساعدني ما سوالي شي.
التفتت عليها ورجعت التفتت على هزيت رأسي: يبدو الألاعيب بلشت تتسلل لراسكم.
تركتهم اثنينهم قرفانة من هالسوالف مال جهال مشيت وأتصل بالبيت جاني صوتو: مو بلا شرف حتى نتحارش بالجاي والرايح، ست ميراس.
تركتو بدون لا أعلق على كلامو، رجعت للمكتب وگلبي ينبض بسرعة، غمضت عيني وسحبت نفس: أهدأي هالشخص غريب عنچ وراح يبقى غريب.
بعد شوية جاني إتصال إنو لازم أروح لغرفة الأجتماع أكو شخص يريد يشوف تصاميمي، سحبت التصاميم ومشيت واتنفس بهدوء وازيح راجح من عقلي...
وصل غرفة الأجتماعات مبتسمة فتحت الباب على كيف ودخلت ما أستغربت وجود راجح هناك لأنُ اكو شغل بينو وبين گرايبو المدير، چان شخص ظهرو عليَّ وگفت وكرسي راجح بصفي والشخص الواگف جدامي أردفت بأبتسامة: نعم أستاذ طلبتوني؟
اردف المدير: نعم ميراس.
التفت الشخص الواگف وصارت عيني بعينو رجف جسمي وبأثر الجفة وگعت الأوراق من إيدي تراجعت للخلف بخطوات وأهز رأسي ما واعية على نفسي.
ضحك وحچى: هاا بنت عمي.!
فركت صدري وأرجع للخلف وهوّ يدور حول الميز يريد يتقدم يسلم عليّ وأني اهمس: لا لاا، لا تقرب.
سائر: هاي شبيچ ميراس عيب من الناس.
ميراس: شطلعك؟ شطلعك من السجن؟
گام راجح صافن بوجهي يريد يعرف شبيَّ، چنت فاقدة كُلش وأهمس بكلام نص مفهوم ونص ما مفهوم صرت ورى ظهر راجح وأهمس ودموعي تنزل: لا تقرب، ما أريد لا تقرب.
راد يحچي صرخت بي وفتحت الباب وطلعت أركض سادة أذني ومرعوبة: لا تقربب، لااا تقرب مني لا تجي ما أريد عوفنيي.
ما أعرف وين رحت بَس طلعت من الشركة كُلها وجسمي يرجف، صرت أدحگ بالطُرقات وگلبي أحسو راح يطلع من صدري، أبچي والخوف مسيطر عليَّ وما زلت أهمس لا تقرب، عوفني، صرت أغيب عن الوعي وحلگي نشف من الخوف صاكة على أسناني.
چان أكو بناء جديد بعدو هيكل ورى الشركة مشيت هناك وگعدت على أحد البلوكات وجسمي يرجف رجف مو طبيعي كُل ما أتذكر وجهو بذاك اليوم الأسود...
من حسيت نفسي مو تمام وعيوني تغمض وراسي يوجعني نزلت جنطتي من چتفي ومتعلگة مدري وين سحبتها وطلعت حبوب المُهدئ أخذت حباية بدون مَي، غمضت عيني وتنفست بعُمق...
فززني نفس الصوت فتحت عيوني على وسعها شفتو جدامي واگف مبتسم وإيدينو بجيوبو وگعت من البلوكة للگاع أهمس: لا تقرب.
سائر: بعدچ بنفس الصدمة؟ عجيب صار چم سنة عليها!
أريد أحچي ما أگدر بقيت ساكتة وأبچي، تقرب أكثر وصار جدامي دنگ وجهو يم وجهي وهمس: أنتِ وخواتچ يم الكُل قويات وذيبات وما تخافون من أكبر راس بس أني من تشوفون وجهي تخافون.
راد يلمس وجهي دفعت إيدو وصرخت بوجهو: أنتم حيوانات، أنتم مو بشر شياطين، بَس صدگني لو حاولت تلمسني مثل قبل شمس هالمرة مو تموتك تمحيك من الكرة الأرضية بحيث محد يلگه أشلائك.
ضحك بقوة وجاوبني: تتقوين عليَّ بقوة شمس؟ وين قوتچ، وين ميراس الذيبة إلى محد يگدرلها؟ تدرين الفرق بينچ وبين شمس شني؟
رجع قرب وجهو أكثر وإبتسامة شيطانية على ثغرو: بنات الفهد كُلهن قويات إلا شمس شرسة وداهية.
بلعت ريگي وبعدني بالأرض وتراجعت للوراء وأهمس: عوفني، لا تقرب مني.
أبتسم أكثر وضحت سنونو، راد يقرب إيدو من خدي بعدت وجهي حچى: لا تخافين ما أعتدي عليچ ولا راح أسويها أني جيت بَس حتى أذكرچ بالماضي الأسود على گولتچ برغم ما صار شي سيء ألچ غير الصدمة والخوفة إلى بعيونچ لحد هسه ما راحت، جيت أذكرچ بيها واعلمچ إني أگدر كل شي أسوي.
گام وگف ونفض ملابسو: ميراسو أخبار محاميتكم؟
ما رديت گمت على حيلي وأستندت بالحايط، صرت أمشي وأحچي كلام ممفهوم والخوف محاوطني من كُل الجهات، وگفت بمكاني من شفت راجح واگف گدامي صافن بحالتي ردت أعبرو وگفني گاضب إيدي: ميراس شبيچ؟
نترت إيدي وحچيت بصوت مبحوح: عوفوني، حلوا عني ما أريد احد.
عفتو ومشيت للشركة لحگني وبقى وراية لمن ما دخلت الغرفة دخل وقفل الباب: أحچيلي ميراس ليش تخربط وضعچ من شفتي سائر؟
التفتت على وحچيت صاكة على سنوني: يعني أنت ما تعرف هالشخص منو وشسوى بالماضي؟
راجح: اني هين ك ضيف شعرفني شيريد هذا الصخل؟
تقرمت منو وحچيت عاگدة حاجبي: وبعدين أنتَ شعليك؟ شدخلك بيَّ عسى ما أموت لا تدخل ورجاءًا أطلع برا ولا تصادفني ابد.
راجح: لا تفكرين ع أني جاي عليچ لو حابب أشوف وجهچ.
ميراس: وگفت الدنيا عليَّ؟ لاا ما وگفت. ولهذا تفضل.
راجح: ضلي بهذا غرورچ لنشوف وين يوصلچ.
قبل لا يطلع تقربت منو وهمست بأذنو: مسحتك راجح، مسحتك من عقلي وگلبي صرت ماضي سيِّئ مُظلم مثل ماضيّ طفولتي وشبابي، أنتَ بقيت ذكرى سيئة.
راجح: وأنتِ كذالك.
أبتسمت وهوَّ طلع وضرب الباب وراه، رجعت ع الكرسي گعدت وخليت راسي بين إيديه وعيوني تغمض من حالها، أتصلت بمحمد يجي ياخذني لأن بهالحالة ما أگدر أخطي بمُحيط الشركة، بعد وقت وصل محمد طول الطريق ساكتة وهوَّ ما سألني شبيَّ يعرف ما راح أجاوب.
وصلت البيت وبوجهي لغرفتي اخذت ملابس ودخلت سبحت وافرك كُل جسمي بقوة وأحس بقذارة، برغم چانت لمسات على جسمي بس أحس روحي أقذر بنت بالكوكب. كملت سبح وطلعت لريان چان بحضن شمس تهزهز بي.
فرغوا وهن و ايلول الغدا والكل گعدوا يتغدون ويسولفون يومهم الا شمس صامتة صمت غريب خلصت غداها بسرعة ورجعت گعدت ع القنفة وبحضنها ريان، شوية وأندگ الباب بقوة گام محمد فتحوا وصوت صريخ برا گمت اشوف منو...
دخلت امي من الباب تبچي وتحچي: ويلاادي.
صرت بصفها واهمس: شاكو شصاير؟
تقربت من شمس ودنگت على رجليها تبچي: شمس فدوة فدوة أنقذي أطفالي، أخذوهم حيقتلوهم.
بقت شمس صافنة بوجهها مدري مصدومة لو متشمتة، بقت هيچي تبچي وتگول أبوس رجلچ أنقذيهم، گومتها وهن وحچت: وينهم ويلادچ ومنو اخذهم؟
صارت تحچي وتشهگ: ماكو غيرهم عمامكم همَّا اخذوا اولادي، وبس شمس تگدر تنقذهم من ايدين هالشياطين.
تقبت منها ودفعتها قوي وحچيت صاكة على سنوني: هسه تذكرتي عندچ بنت؟ وكت إلى كرهتيها وشوفتيها الويل وما انطيتي ذرة حنان لشمس تجين بكل وقاحة تطلبين منها تحمي اطفالچ؟ أنتِ شني من ام؟
- همَّا اطفال ما الهم ذنب.
صرخت بوجهها وأهز بچتفها: احناا هم اطفاااال احنااا هم تلقينا انواع العذاب من عمامنا ما فكرتي تنقذين بناتچ؟ ما فكرتي ابدًا همچ بس فلوسسس وسلطة، احنااا هم اطفال من اجيتي لبيتنا تتشمتين بموتت ابوناا، مو نفسچ تشمتي بشمس؟ مو نفسچ تلفتي أعصابها وغابت عن الوعي! أنتِ شيطانة أكثر منهم.
سحبتني شمس وخلت ريان بيدي عبالي راح تقبل تساعدها بَس وگفت گدامها بجسم مُستقيم وجاوبتها بلباقة وبكُل إحترام وبرود.
شمس: كُل شخص يحل مشاكلو بنفسو لا أني ولا أحد من أخواني وأخواتي يتدخل بمشاكل مع عمامي.
گالتها ومشت لغرفتها بدون لا تدير نظرها علينا، جاوبتها بحُقد
ميراس: تعرفين الباب وينو؟ روحي وبعد لا ترجعين ما عندچ بنات بعد، أحنا بنات شمس مو بناتچ لِأن الأُم إلى تحافظ وتحارب لسلامة بناتها ومحد حارب علمودنا غير شمس هيَّ أُمنا مو أنتِ.
أشرت ع الباب وصحت ايلول
ميراس: دليها ع الباب أخاف ما تعرفو.
بقت تدحگ بينا وتبچي بحرگة گلب، أخذتها أيلول للباب همس الزئبق مستغرب: زين عمامي شيريدون من أولادها؟
گعدت ع القنفة صافنة ما مستوعبة الموضوع وبرود شمس تجاه أُمي أتذكر قبل چانت تگول أُمي بعد كُل إلى سوتو لو طلبت عيوني أنطيها أياهم. سألت الزئبق: شني إلى تغير بشمس؟ شني هالبرود!
الزئبق: حتى ما داتحچي چثير كلامها قليل حيل.
وَهن: بعدها بتأثير الصدمة لا تضغطون عليها.
التفتت عليها عقلي شارد كيف سائر اليوم ظهر گدامي وبنفس اليوم أولاد أُمي نخطفوا؟ معقولة الو علاقة بهالموضوع؟
نفضت الأفكار من راسي بعد ما فززني صريخ رَيان رفعتو لصدري وبستو: حبيب أُمو مشتاگ؟
شلتو وگمت للغرفة بدلت ملابسو وگعدت ع السرير أرتب هالأحداث إلى دتصير وطلعة سائِر فجأة. شمس نهائيًا ما بيها طاقة تواجه هالشياطين أكثر ولا راح تخلي شخص بينا يواجههم.
لليوم الثاني شمس هادئة حيل ولا حتى دتطلع من البيت، تعحبت مو بس أستغربت راح اتخبل شمس مو هيچي والله مو هيچي، مرة أگول تأثير الصدمة مرة أگول استسلمت فعلاً صار بيّ إنفصام بگد ما أفكر...
ما رحت للدوام وأتصلت أعتذرت من المدير بقيت يم ريان وگضيت النهار معاه، وحَيدر چان طالع لغير مُحافظة والمغوار ومحمد مسافرين على تُركيا ما أعرف ليش بس گالوا شُغُل مُهم.
بقى طول يومين وأكثر الوضع هادئ حيل وماكو أي خبر عن أُمي وأولادها، بعد هذا اليومين أندگ الباب ما چان أكو أحد غيرنا گمت مخليّ الشال على راسي صحت منو جا صوت رجال: أني.
فتحت الباب شويه وصرت وراه همست: تفضل خوية؟
- على موجود؟
ميراس: لا والله محد موجود عندهم شُغُل.
- من يجي گُليلو سيف أجاك وهوَّ يفهم.
ميراس: ماشي.
گلتها وسديت الباب التفتت چانت شمس وراية همست بأستغراب: منو بالباب؟
ميراس: واحد اسمو سيف صديق على گال خلي بس يجي يحاچيني.
هزت رأسها ورجعت للبيت. شگد ردت أحچيلها على سائر بَس ما گدرت لِأن داشوف وضعها مو تمام.
فركت وجهي وهم أخذتلي كم يوم بهدوء ماكو أي حدث، ولا حتى صادفت راجح ولا سائر بعد، چانت تَسير أيامي بهدوء.
بيوم چنت بالشركة لنص الدوام وأنفتح الباب بدون إذن ودخل راجح بقيت صافنة على الجُرأة إلى عندو، أردفت بعصبية: أُستاذ راجح هين غرفة إمرأة منو سمحلك تدخل للغرفة بدون إستئذان؟
راجح: أحچي كلمتين وأطلع لا تخافين.
قدمت وجهي ألو وهمست صاكة على سنوني: أني ما أريد أحچي وياك كلمة وحدة، تفضل وأطلع برا.
جاوبني ببرود: الطفل ألي گلتيلو أسكت ماما بفاتحة أبوچ هذا أبن منو؟
ميراس: شدخلك؟
وگف گدامي وحچى بعصبية: أبن منو ميراس؟ مو مال أبن وحدة هناك وأنتِ تعتنين بي، چنتِ خايفة عليه حسبالك أبنچ.
سيطرت على روحي من الرجفة وجاوبتو بتوتر: ابني أو ما ابني انتَ ما دخلك، صارلك سنة كاملة مختفي هسه تذكرت تجي؟ لا هم تحاسبني بصفتك منو بلا زحمة!؟
راجح: ميراس.
اشرتلو ع الباب وهمست: براا.
راجح: خلي نتفاهم.
گضبتو من عكس اِيدو ومشيت أسحب بي وأحچي: ما عندي تفاهم مع الفاشلين والجُبناء.
طلعتو من الغرفة وقفلت الباب رفعت راسي للسقف ودموعي بعيني أحچي مع نفسي: حتى ابنك تريدو يصير فاشل وجبان وما يواجه مصاعب الحياة، تحلم، هالطفل راح يكون عندو الشجاعة فقط ما راح اخلي يصير جبان مثلك راح يكون شُجاع مثلي.
رجعت لكُرسيّ وعقلي شارد أفكر بأسوء الأحتمالات مُجرد ما راح يعرف هالطفل طفلو ياخذو ويعاقبني بي، يحلم يبعدني عن ريان، أني إلى ربيتو بالوقت إلى أُمو تركتو وأبو مختفي وما يعرف بي أصلاً، أني إلى سهرت وتعبت عليه طول هالأشهر همّا وين چانوا؟
مسحت دمعتي وفتحت الجامة اخذ نفس أختنگت حيل، بقيت على هالحال ودوامي خلص وأني تاركة شُغلي وأفكر بهالموضوع او بهذا الكابوس شوكت ينتهي؟
اخذت جنطتي واغراضي وطلعت من الشركة وبوجهي لعيادة الدكتورة دخلت چان موعدي بعد ربع ساعة، تمشيت حول العيادة شويه ورجعت گُبل دخلت چانتْ منتظرتني بوجه مبتسم.
گعدت صافنة بالميز الگدامي شويه وجا صوتها بعد صمت: صايرلچ شي؟
ميراس: هو شني إلى ما صاير بيَّ؟
گامت من مكانها وگعدت گدامي مقوسة شفايفها: محد يوصلچ لهالحالة غيرو، التقيتوا؟
ميراس: الظاهر عذاب الطفولة ما كافي صاروا عذابين الماضي والمُستقبل.
بقت ساكتة رفعت إيدي والعِبرة خانگتني: تعلگت روحي بطفل من أول مرة شفتو، حسيتو طفلي وجاي من رحمي، أعرف حرام وأعرف لازم أگول لراجح هذا طفلك بس ما أگدر دُرة ما أگدر.
- طفلو من زوجتو هذيچ؟
ميراس: إي، تركتو برگبتي بعدو صغير حيل حتى ما چان مفتح عينو تركتو بحضني، مُمكن تگوليلي أكو هيچي أُم؟!
- طبعًا اكو واكو أسوء بعد، مو الكُل مثل گلبچ الحنون.
بچيت وأني أحچي: شسوي؟ شلون اعيش حياتي بين كل هالأشياء، من جهة شمس إلى ما تعرف ليلها من نهارها وواضح بيها أنفصام لأن مو طبيعية ابد، ومن جهة زواجي وراجح ومن الجهة الثاني ظلام طفولتي ملاحگني.
- جربي تتركين كُل شي وترتاحين فترة، تنطين وقت لنفسچ الباقيين يدبرون نفسهم، أبتعدي عن هالأوضاع فترة أگضيها أنتِ وهالطفل.
ميراس: ما أگدر، شمس ضحت بنفسها وصحتها لخاطري تريدين أعوفها بهذا الوضع؟
طبطبت على إيدي: ميراس أنتِ هم حالتچ ووضعچ مو زين لازم تبعدين فترة.
بقت تگولي لازم تبعدين وأسولف ألها باقي الشغلات إلى صارت، بقت تسمعلي وإذا شي يستحق تجاوب تجاوبني عليه، كملت الجلسة والكل بعد ما يطلع من الباب يطلع مرتاح لِأنو فضفض لشخص الا اني.
ما أرتاحيت ولا راح ارتاح ابد، بعد هواي حچي بداخلي محد يدري بي غير رب العباد.
رجعت للبيت بعد وكت دخلت مصطنعة الأبتسامة چان صوت يجي شمس عالي.
بسرعة مشيت لمصدر صوتها چانت بالغرفة وگدامها حيدر وهيّ صايرة نار وتصيح بوجهو: كُل شخص بهذا البيت راح يعالج مشاكلو بوحدو، أحسبوني متتت كافي كل شي يصيرلكم تجون لشمس شني صرت اني؟ ما تعرفون تحلون شغلة وحدة؟
يدحگلها مستغرب وحاچاها: شبيچ منهو گال أريد مُساعدتچ؟ أني بس گلتلچ حتى يكون عندچ علم مو حتى تساعدين شسالفة!
ميراس: شصاير هين؟
حيدر: تعالي شوفي شبيها يمعود ليصيرلها شي.
گالها وطلع دحگت لشمس ترجف ونظراتها كُلها غضب، تركتني بدون لا تحچي كلمة راحت بسرعة لغرفتها بقيت صافنة هذول لو مخابيل لو اني مخبلة...
للمغرب طلعت من الغرفة بيدي ريان وملابسو الكُل گاعدين بالصالة وديسولفون بينهم گعدت وريان بحضني بدلتلو گدام الصوبة وشمس نظراتها بالفراغ ما أدري هالبنت بشني دتفكر.
للحظة وأندگ الباب گام على مستغرب منو ديجي بهذا الوكت! بعد شويه رجع بيدو ظرف أبيض قدمو للزئبق وهذا هم حاچاها بأستغراب: شني هذا؟
علي: ما اعرف چان ولد سلمني الظرف وگال أنطي لنسيبك.
فتح الظرف الزئبق مستغرب منو وشمس يمو صافنة بي، لمن ما قراه تعابير وجه شمس تغيرت ورفعت حاجبها أردفت بأستغراب: مني هاي زئبق؟
الزئبق: شعرفني مني هاي، غير هسه قريت شني مكتوب.
شمس: شمعنى تخلي طبع شفتها بالحمرة ع الرسالة؟
التفت عليها فاتح إيدو: والله فلا اعرف مني هاي أنوب تخلي شفتها شعرفنيييي؟ دشوفي شكاتبة.
سحبت الورقة من ايدو وصارت تقرأ
شمس: يا صاحب القلب الصافي أو إلى تتصنع الصفو، أفضل أن تبقى بالدائرة إلى حددتها زوجتك وما تطلع منها خوفًا عليك، أولاً من الموت العادي والثانية من الموت المؤسف تحت أيديّ زوجتك بعد ما تكتشف أنتَ شني وخلي يكون بعلم الكُل من هاليوم النار ما راح تنطفي (المُلثمة).
رفعت عينها على بنظرة باردة گضبت الوقة ومزقتها: هذولاك الناس من شافتنا هدأنا بدت بمؤامراتها وأكرر كلامي محد يدخل بهذا النزاع خلوهم واحد يقضي ع الثاني بدون لا نتدخل.
علي: تفكرين هذا قرارچ زين؟ ما راح يلاحگونا!
شمس: طبعًا لكن إلى يعتب عتبة هذا البيت ب نية أذية أحد بينُا راح تنتهي حياتو وراسو ودمو يعتب الباب قبل رجلو.
فجأة الزئبق گضب إيدها وراد يسحبها معاه بدون لا يستأذن وگف على گدامو وهامس بعصبية: من تريد تحاچيها تاخذها لمكان خالي بأحترام ولا تعيد هاي الحركة مرة ثانية.
بيرنا (جوكر)
من بعد وقت طويل وأيام وليالي وحيدة ببلد غريب، أبتسمت وأني أطلع من البيت للشارع والسماعة بأذني أستمع بودكاست، چنتْ تعبانة لدرجة مو طبيعية وحماد صارلو يومين ما جاي للبيت هين.
بعد ما الكُل أستقر ببيت واحد بقينا أني وحماد غريبين عن الكُل وما النا صِلة وياهم ولهذا قرر حماد نطلع من مكان ما مرغوبين بي رغم أُمي والفهد شگد أصروا نبقى وأمي تتوسل بينا ما نروح بَس ما نگدر نتعايش بمكان مو مكاننا.
لگينا شُغل وتعبنا طول هالوكت وهسه مرتاحين الحمدلله بفضل رب العالمين. تمشيت بالشوارع مبتسمة والهواء البارد يلفح وجهي وعُطر الورود من الصبح خفف التوتر عندي.
مشيت مسافة مبتعدة عن البيت وأدور حول الحدائق العامة وماكو ناس چثيرة لِأن ماكو كائِن حي بتركيا يگعد من الساعة ستة الصبح...
من بعد وقت صرت وسط شارع خلف الحديقة وأخيرًا اكو شارع طويل أگدر أزت بي كُل افكاري وسلبيتي، صرت أهرول مبتسمة والبودكاست مشتغل ومعليه الصوت كُلش، غمضت عيني أشم الهواء النقي وأرتاحيت نوعًا ما.
لمن ما فتحت عيني وأشوف المغوار واگف منتچي ع السيارة بنُص الشارع دحگت بأنحاء المكان ماكو عبد بشر بلعت ريگي وتقربت مسافة حچى مبتسم: شقرائي شجابچ هين؟
بيرنا: أنتَ إلى شجابك هين؟
بقى ثابت بمكانو ما تحرك، قبل لا يجاوب ردت أركض من الشارع بالأتجاه المُعاكس لولا ضرب شيء أسفل رأسي وجا صوتو: جوكري مكانك بگلب المغوار ليش تحب تبدلو؟
غابت روحي وأستسلمت للظلام...
بعد ما أعرف شگد فتحت عيوني وريحة چاي بخشمي، دحگت يمين ويسار اني بغرفة وماكو احد غير صينية صغيرة بيها ريوگ، بعد ثواني دخل وبيدو كوبين چاي خلاهم وحچى مبتسم: ها فشگة گلبي؟ شلون صرتي يا شقرائي اللعينة؟
بيرنا: ليش لاحگني؟ شتريدون مني!
عِماد: دحگي خالي هاي مال إختفاء ما تمشي عليّ أني ألگاچ لو چنتي جوا الگاع.
بيرنا: هسه شتريد مني؟
شرب الچاي ومقلص عينو يدحگلي: إذا اگُلچ تصدگين؟
هزيت راسي ب أي جاوبني بسرعة: نتزوج.
ضحكت على كلامو وصكيت على سنوني: أني أتزوج واحد مثلك مُجرم وادبسز، تحلم.
هز إيدو بأستهزاء: عجل أنتِ شني؟ غير هم تاجر مُخدرات لو تريدين تسوين براسي الروسية المؤمنة؟
بيرنا: أني ما اتزوجك تحلم، ما باقي غير اتزوج واحد اخس من عمامي.
زت الكوب من ايدو وصاح مخزرني: هساع شلون وياچ؟ شو زعتيها فرد مرة مو إذا أگضبچ أمرعدچ هم أحد يگول ليش؟
ضربت المخدة بي وصرخت بوجهو: ما اريدك هيّ جبر؟ ما اريدك يا بشر أني متزوجة اصلاً.
دحگلي فاتح عيونو گام من مكانو وجا بأتجاهي دنگ عليَّ وعيونو تجدح: شني شني؟ عيدي اخر كلمتين!
رفعت عيني على ضربتو ببطنو وگع صفح خليت عكس إيدي على رگبتو وحچيت: أنتَ ليش مستهين بيّ؟ تدري هسه أگدر اسوي بيك كُل شي.
ابتسم بأستفزاز وگال: سوي إلى يعجبچ أني كُلي جدامچ.
بيرنا: أنتَ واحد مخبل تعرف بنفسك؟ مريض مُعقد.
عِماد: ومُجرم نسيتي.
بيرنا: أحمق.
عِماد: شقرائي اللعينة.
رجعت للزاوية ومخليه المخدة بحضني وأحچي: طلعني من هين أحسلك.
عِماد: وإذا ما طلعتچ شتسوين؟
بيرنا: أنحرك ع القبلة.
عِماد: يلا انطيني قبلة وانحريني.
دفرتو برجلي: قبلة يعني قبلة المُسلمين مو قبلة الفُسق.
تمدد گدامي سند صماخو ع ايدو وهمس: فُستقة.
بيرنا: بربك بطولني وعرضني وتگُلي فستقة حتى عيب بحقي.
عِماد: دنچبي شجابچ چبيرة چنچ فارة.
گمت من مكاني وأشرتلو: إذا لحگتني افطسك يالناقص.
مشيت وتوني دطلع من الباب وگابلني جسم ضخم رجعت شويه واشوفو محمد يكرز مبتسم: اهلاً زوجة أخي، إلى وين؟
بيرنا: چنك دجاجة مهلسة وينك وين الفصحى، وخر ليغاد.
محمد: يشنقني إلى وراچ.
بيرنا: تف ع الرجولة والشخصية ثنينكم ناقصين لو ما ناقصين ما تحتجزون بنت وحدها هين.
رجعت للورا وأردفت: طلعوني احسن ما اسببلكم مشاكل.
عِماد: احب مشاكلچ كُلهن كثريلنا.
بقوا يحششون يمي وولا واحد شريف طلعني، تجاهلتهم لمن ما متت من الجوع سحبت صمونة من العلاگة واكلتها دحگوا ثنينهم مقلصين عيونهم
بيرنا: خير ان شاء الله؟
عِماد: يا حياتي جوعانة!
بيرنا: راحت حياتكم أثنينكم.
سكتت بعدها وهمّا سكتوا، بقينا فترة طويلة يلا طلعني عماد وهو يگول: حظري روحچ راح نتزوج.
قدمت وجهي منو صاكة على سنوني: لو تموت ما أتزوجك أنا مصيري أرجع لبلدي الثاني هناك عندي وظيفة وكل شي ما راح ابقى ب عِراقك إلى تحبو.
راد يحچي نثرت شعري بغرور ومضيت من گدامو مبتسمة: والله لأعلمك شلون تحترم خصوصية المرأة.
دحگت بالشوارع ما أعرف وين جايبني أصلاً بقيت أتمشى بالشوارع وحدي ومستغربة المكان، بعد مشيتي بفترة صار صوت سيارة يمي التفتت وشفتو گاعد بمقعد السائق بسيارة مبتسم: تعالي اوصلچ شقرائي.
لفيت حول السيارة وصرت من الجهة الثانية قبل لا أفتح الباب شفتو مَد رجلو وفتح الباب بقيت صافنة بوجهو...
بيرنا: هاي شني؟
عِماد: أحد أفكاري البعقرية.
بيرنا: شيل ال العين وتصير بقرية تلوگ اكثر.
راد يحچي سكتتو: كافي كافي وصلني للبيت وخلصني منك.
التفت إلى وعاگد حاجبو: بس گوليلي ليش تكرهيني؟
صارت عيني المغرغرة بالدموع بعينو: كُلكم خونة، تتذكر ليش عفتك؟
عِماد: تدريني حيوان وأعرف بنفسي بَس هساع أريد أأسس حياة لنفسي.
بيرنا: من شفتك بهذاك المَكان كسرت كل الثقة إلى بيننا عماد، چنت حاضنها تدري شني حاضنها وببالك أنه بنت ليل گدامك؟ وما أكتفيت هم اجيتك بليل شچنت تسوي؟
غمض عيوني ودار وجهو وأنه رجعت عيني ع الطريق وأذكر الصار بهذاك اليوم...
چنتْ فرحانة حيل وطايرة من الفرح إني وأخيرًا راح أعيش مثل البشر بس اكيد غلطانة، چنتْ مبتسمة بوجه أُمي وهيّ فرحانة بيّ لإني ما طلعت مثل حظها مثل ما تگول...
طلعت بنت حياتها حلوة ووردية، وببالها سر القوة هوّ من الحياة الحلوة والراحة والفلوس وقوة اللسان بَس الكُل جاهل على إنو المرأة تكون بهاي القوة فقط من قوة لسانها...
ما بيوم اجت القوة من طولة اللسان فقط!
تقيئنا دم وتقطعت أشلائنا وعشنا بالظلام الدامِس حتى وصلنا لهاي القوة، تجرعنا المُر من الأهل والعشيرة والكُل.
أُمي ببالها قوتي بسبب جسارتي ما مفرقة بينهم، وبالعكس هيّ طول حياتها چانت أقوى مني، تحملت شي محد يگدر يتحملو بسبيل تحافظ علينا...
دخل للغرفة وبيدو گلاص ما اعرف مال شني بالضبط، ووحدة وراه شافني ضحك: اليوم عند جوكر گلبي حدري.
تقدمت الو وسحبت الگلاص من إيدو وحچيت: ما راح تتعدل؟ ليش دتسوّد عيشتك؟ شوكت راح تنعدل فهمني؟
ضحك وگعد ع القنفة ويحچي: أنه ما سكران لا تخافين تگدرين تشتمين الگلاص إلى بيدچ.
بيرنا: عندك خوات لازم تكون يمهم وتدير بالك عليهم مغوار افهم ابوك هساع ماكو! ما عندهم غيرك.
قدم وجهو إلى انگلبت ملامحو للعصبية: كُل شي يصير يگولون ما محتاجين احد، أروح المن؟ لشمس المتجبّرة علينا؟ لو أروح لميراس إلى ما تعرف شدتسوي، أوووو أروح لأُمچ وأواسيها؟
بيرنا: شمس مو متجبّرة شمس تعبانة ودتشوف گالتلكم عوفوا عمامكم لا تسوون بيهم شي.
ضحك بقوة وجاوبني: ببالچ هاي شمس صح؟ احلفلچ بشني؟ وحق كلام الله وحق من رفع السماوات شمس ما تسكت هذا السكوت، بَس دحگي شني من نار راح تسوي.
بيرنا: شقصدك؟
قرب وجهو أكثر مبتسم إبتسامة مخيفة: أنتِ تدرين أول درس شمس تلگتو هوَّ الأستسلام ممنوع، والثأر ينوخذ لو چان من شيطان بحدّ ذاتو، وبنفس الوكت حماية الأخوات إلى مسؤلة عنهم
بيرنا: ليش شمس ساكتة؟
عِماد: دحگي فوگ تعرفين البشر؟ وتعرفين رب العالمين؟ البشر بأجمعهم من زلم ونسوان ما راح يوگفون شمس من أخذ ثأرها، وحدو الله يگدر عليها، هاي من سُلالة ملعونة تلعن كُل من يوگف بوجهها.
حكيت ورى إذني واردفت بأستغراب: شني قصدك من سُلالة ملعونة!
ضحك بقوة وحچى: بالحقيقة لا القربان السابع يفيد ولا القربان العاشر ولا حتى يردون الزئبق ولا يردوني ولا يهمهم الزئبق هوّ خطر عليهم فقط.
قرب وجهو أكثر يم أذني وهمس بكلمات قشعرت جسمي
عِماد: همّا يريدون قوة شمس، يريدون شغلات وشيفرات ابوية أنطاهم لشمس گَبل لا يموت ويردون شي منها بعد...
جاوبتو بخوف: شني يردون بعد؟
عِماد: سولين بنتْ شَمس.