رواية القرابين السبع الجزء الثاني للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل الحادي عشر والأخير

رواية القرابين السبع الجزء الثاني للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل الحادي عشر والأخير

رواية القرابين السبع الجزء الثاني للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل الحادي عشر والأخير

عندما تجَّمع عليها الكثير من الشياطين
لا يفرق هم ايضًا شياطين، لكنهم مُتلبسين بهيئة البشرية
فكانت الأقوى والأدهى بينهم، كانت تُخطط وتُنفذ في ذات اللحظة
لتُجفف نسلهم وتعود لبيتها مُنتصرة على اعداء الله
هي ليست مثل البعض يقولون ولا يفعلون
هي قول وفعل، فعلت كُل ما لم يستطع فعله رجال عائلتها
كانت القائد في حرب كادت أن تُجفف نسل ابيها.
حاربت بشراسة وكأنها ملكة احد حضارات بلاد ما بين النهرين القديمة.

لقد انتصرت في الحرب لكن هُناك حرب نفسية وجسدية قادمة
ف امرأة مثلها يستحيل أن تعود لطبيعتها بعد كُل هذهِ الحروب.
هذهِ المرة سَتكون الحرب مع سُقمِها وإختلال عَقلها
سَتُجاهد لتعيش فقط ولينبض قلبها مرة واحدة دون ألم، وليعيش عقلها مُدة أطول.
هُنا أُنثى القوَّة والذكاء
هُنا شمس حياة جَميع افراد عائلتها.

شمس: رفعت رأسي من سجادتي وعيوني مليانة دموع رافضة إنها تنزل
رُبما بِسبب الوعد إلى وعدت زوجي بي ورُبما لِان صلاتي لا تُقبل. والصح إني مؤمنة إنَّ الله أخذ حبيب قلبي لمكان أفضل والبُكاء عليه يؤذيه.
دعيت ربي إنُ يرحم عزيز روحي ونور عيوني ويسكنه الجنة.

بعدها سفطت السجادة وخليتها بمكانها وعيوني تدور بالغرفة لحتى صارت على ابني إلى گاعد ويدحگ لي مبتسم. تقدمت له ورفعته لحُضني هامسة معاه: شمس: كبران ابني، كبران روح گلب أمه.
چان يضحك ويضم وجهه خجلان
بوست خدوده: طالع على أبوك هم من يخجل يضم وجهه وما زال.

برُغم كان گلبي ينبض ببطئ ونفسي ضيق الا إني ما تركت ابني واخذته نزلنا الدرج بهدوء. تلگانا والده بعصبية سحبه من حضني وقدملي كتفه استند بي، اردفت مبتسمة: لا تخاف ما بيَّ شيء والله.
عقد حاجبه وما رد نزّلني
دخلنا الصالة ايد بأيد ما كان اكو احد غيرنا
ترك الطفل وتقدم يمي مخلي إيده على گلبي بقلق هامس لي بِخوف: - جَميلتي ما يصير تشيلين شي ثگيل، خالي صيحيني اني اخذه منچ.

شمس: ترى والله ما بيّ شي هاي تصير حتى واني گاعدة.
مسح علئ خدي بحنية وعانقني دون مُقدمة، باس كتفي وواضح تعبان من الحياة، رفعت إيدي مبادلتو العُناق هامسة بحِنية: شنو إلى متعّب روحك؟
صمت لعدة لحظات وجاوب بِهدوء: الخوف.
- الخوف من شنو؟
- من فكرة إني أخسرچ، مُجرد فكرة بس قادرة إنها تُرعب رجُل بالثلاثين عُمره.
مسدت على ظهرو مبتسمة: لا تخاف ما تخسرني، هيَّ أختبار من رب العالمين حتى يشوفني أتحمل اكثر لولا.

- يشوف الناس ويثبت لهم شكد انتِ قوية؟
واجهتي عائِلة عدوة الدين وفُقد وقهر وحروب وهسه المرض.!
انتِ مو بس قوية أنتِ رمز للقوة والصبر والوفاء.
تبسمت وانا أحضن كتفو مغمضة عيوني مُطمئنة: - انا أتقوى بيك انت، رجال مثلك بِجانبي طبعًا راح اكون قوية مُهيبة، مُميزة.

باس رأسي وبعدني شويه مبتسم وغمازاتو الصغيرة ظهرت جَنب شفايفو، خلّا ايدو على كتفي واخذني معاه يهمس بِأمر: - هسه نروح للمستشفى ونكمل التحاليل وبعدها نرجع تمام؟ وفهيدان يبقى عند وهن.
ما جادلتو لأن اعرف راح ياخذني غصب حتى لو ما وافقت، عدل الشال على شعري وصاح لوهن اخذت فهد واردفت: لا تخافين فهودي يمي.

اخذ ايدي الزئبق وطلعنا بيده جنطتي وكُل التحاليل إلى سويتها قبل، صعدني بالسيارة وإيدو صارت بأعلى الباب خوفًا لا يُضرب رأسي بيه، صعدت وهو غلق الباب وصعد بمكان السائق شغل السيارة محركها للمستشفى...

طول الطريق هو ساكت ومبتسم يطالع بيه بأبتسامة وانا مستغربة وضعو، مشينا للمستشفى كملنا التحاليل كُلها وسويت رنين مغناطيسي وكُل هذا هو جَنبي وإيده بيدي ما تركني ولا لحظة وحدة، چنت حاسة إني مو بخير من نظراته وخوفه المُبالغ بيه
ما چنت اتحرك حركة وحدة ألا وهو وياي
حتى من امشي وياه ايده على ظهري والإيد الثانية بيدي
وكُل شوي يسألني شلون صرتي، تعبانة، جوعانة، حاسة بدوخة.

هالأسئلة وحدها تسبب خوف بگلبي مو من الموت ابدًا
إنما راح ابقى اتعذب بعد وما راح ينتهي أمتحاني الأللهي!
هم راح يطلع لي مرض جديد وأبدأ بمحاربته ومتأكدة راح افوز بالنهاية وأقضي عليه مثل ما قضيت على نَسل السحرة ذاك.
لكِن هالمرة المُحاربة القوية إلى حاربت طيلة قصتها
إيديها بعد ما عندها القوة والقُدرة ترفع سَيفها بِوجه المَرض
تعبَت، انتهت، أنتهت المرأة المؤمنة، الصابرة، القوية.

طلعنا من المستشفى بعد ما اكملنا كل التحاليل والمطلوب مننا
وبعد كم يوم تطلع النتائج كُلها، وگفت بباب المستشفى رافعة
رأسي للسماء چان الجو مُظلم ومُطر قوي والأضوية مال الشارع مضبضبة
صعدني السيارة وحركها بعد ما صعد بمقعده
خليت رأسي عالشباك بِأبتسامة وأمل إني راح اكون بخير وأرتاح
چان المطر قوي لدرجة يضرب بشباك السيارة وكأنه حَصى.
صار الليل ونحن بعدنا بالشارع وفرغ تقريبًا لأن مُمكن تصير فيضانات.

التفتت للزئبق بِهدوء مُتمنية: - عادي تنزلني هين؟
دحگ لي مستغرب: - بالشارع والمطر!
هزيت رأسي بِتعب: - أي نزلني شوية بس ما دام الشوارع فارغة
ما رَدني وهاي عادته شنو اطلب منه يسويه لو شنو ما چان
صَف السيارة عاليمين راد يطلع الشمسية رفعت ايدي وأنا افتح باب السيارة: - ما اريد.
برغم چان الجو بارد بس حبيت استمتع بهذا الجو
بقطرات المَطر القوية، ومَي المَطر إلى مرتفع عالشارع.

نزعت البوت مالتي ونزّلت رجلي عالگاع حسيت ببرودة المَي وقسوة أرضية الشارع، ابتعدت بخطوات عن السيارة ورفعت رأسي للسماء مغمضة عيوني بِأبتسامة وأنتعشت روحي ببرودة.
چانت دموعي تنزل مع قطرات المطر إلى تلامس وجهي.

كزبر جسمي من البرد القارِس إلى أجتاح كُل جسمي بسبب ملابسي إلى تبللت بالكامل، بس چنت مستمتعة بِكُل هذا، أريد أطلع كُل شي سلبي من داخلي، أريد اعيش كُل شي تمنيتو وما گدرت احققو بِسبب الظروف إلى دمرتني.
ضحكت وكأني طفلة مستمتعة ببرودة المطر وقوته
بلعت ريگي وفتحت عيوني من حسيت على إيد تحتضن خُصري
وصوت هامس بِرجفة: - تعالي راح تبردين.

بقيت اطالع بعيونو بِأبتسامة عريضة: - خليني أعيش أُمنياتي إلى ما گدرت احققها من قبل، خليني أعيش طفولتي إلى ما عشتها، خليني أسوي الاشياء إلى احبها وارتاح بيها حتى لو اذتني احسن مما اسوي اشياء ما احبها وتأذيني.
سحبني لصدره بِقوة يبوس رأسي: - اعتذر على كل إلى خذلوج، اعتذر على كُل إلى جرحوچ وأذوچ، اعتذر على كُل شعور حلو نحرمتي منو بسبب اهلي واخويا، اعتذر نيابة عن الكُل.

تبسمت وردت اغير الموضوع اعرفو يتأذى من موضوع اهلو
- ترا نحن مو بباريس نحن بالعراق!
رفع ايديه واحتضن وجهي بِأبتسامة: -ما احتاج بلد مُنفتح حتى احضن زوجتي لو اواسيها، اذا العراقيين يخجلون بنسوانهم انا افتخر بيچ گدام الكُل احضنچ واحبچ هم، ما تهمني العادات السخيفة والخجل التافه إلى يخليني اخجل احضنچ گدام الناس او اطلع وگاضب ايدچ، انا مو رجُل شرقي انا حُر وين ما يعجبني اكون معاچ.

مسحت على خده وانا ارجف من البرد: - الرجُل الشرقي يعني شريف اما المو شرقي يگولون عنو الرجال الشرقيون أنه بلا شرف ولا غيرة
حضن اكتافي وبدأ يمشي بخطوات وأثنينا نرجف
تحت المطر بس مُستمرين لأن عيننا قوية، اردف بِهدوء: - الرجل الشرقي هين اذا حب بنت وانطتو جسدها فَيتركها ومُستحيل يتزوجها، هين نكتشف هو لا عنده شرف ولا غيره ولا دينو صحيح وبهذا ما اجمع الكل لا البعض.

دارني عليه واستند عالسيارة: - فَ يا عمري الرجل الشرقي إلى تقصديه خلي يكون عندو غيرة وشرف فعلًا بعدين يحچي، اضافةً نحن مو بلا غيرة وإنما نفتخر بحُبنا، انا حاربت الدنيا والمسافات يلّا حصّلتچ تريدين اخليچ ببيت واقفل عليچ ولا اطلعچ واونسچ بحجة انا رجل شرقي غيور؟
حضنتو بِقوّة هامسة: - انت اشرف رجال قابلتو ورومنسي حلو، الكل يتمنى هيچ زوج مثقف رومنسي عاقل فاهم وسيم هم
- مو چنچ لحيتي مع الرومنسي؟

ضحكت وجاوبت: - لا لأن انت فعلًا رومنسي وتطلعني وتحچيلي كلام حلو وتتغزل بيَّ وتجيبلي هدايا وتنومني بقُبلة حنونة وتگعدني الصبح بوردة حمرا وين شايفين هيچ زوج برو ماكس مواصفات؟
سحبني وما زلت حاضنته: - يولي صرتي قطعة ثلج
- احبك ابو شعر الكيرلي، اموتن عليك.

اسمعه يضحك بس من البرد ما حاسه غير من خلاني وسط السيارة وسحب القمصلة إلى چان نازعها بالسيارة حتى لا تتبلل حاسب حسابو لبسني اياها وسد الباب، صعد من الجهة الثانية ويلعب بالتشغيل مال التدفئة: - هسه جيبي واحد يسوق هالسيارة ورجلينو مثلجة
خليت راسي عالكشن ومفتحة عيوني عالنص: - صير سبايدرمان لخاطر إلى تحبها شبيك
التفت لي بعد ما شغل السيارة: - شنو رأيچ نتبادل الأدوار انا الفقير وانتِ تحميني شنو رأيچ؟

- زئبَق
- ها شمس هاا
- احبك بس سوق السيارة يلا وصلني للبيت
ساق السيارة سريع والمطر بدأ يخف شويه
وصلنا البيت نزل واجه نزلني: - تمشين لو اشيلچ؟
ضحكت بِعيون تلمع وأنا الف ايدي على كتفو: - لا شيلني ما اگدر امشي
هزّ راسه بِضحكة وشالني بِحُضنو ومشى ساد باب السيارة برجلو
نزّل راسو مبتسم: - تخيلي يطلع هسّه عماد بوجهنا؟

رفعت نفسي اكثر مخليَّ راسي على كتفو: - عادي حبيبي هو رجُل شرقي انت رجُل غربي، انت نسنس وهو حُقنة، خطية هم ساحلتو وحدة غربية وراح تسويه رجُل غربي مثلك.
عقد حواجبو بِأستغراب وابتسامة خفيفة: - شنو نسنس دتفشرين عليَّ؟
هزيت رأسي وابتسمت: - لا هاي وحدة صديقتي بين الكلمة والثانية تگول نسنس وانا اخذت عالكلمة ومعناها شي هيچ حلو وكيوت.
فتح باب الغرفة والبيت يمكن كُله صار مَي.

نزّلني على كيف ومشى للكنتور وهو ينزع القميص والجاكيت الخفيف
طلع لي ملابس خلاها عالسرير واجه يمي ينزعني القمصلة وانا ارجف
گعدني عالميز وسحب الصوبة يمي
نزعت الشال وملابسي الفوگ وبقيت بالكيمونة البيضة وتركسود لبستو جديد
بينما هو بدل ملابسو وشهالسُرعة إلى استغربتها
ما طول ثواني بدل ملابسو كُلهم واجه يمي
گعد عالميز يم الصوبة وسحبني لحضنو حضنّي بقوة.

وبيده خاولي ينشّف شعري من ورا، مَديت ايدي حاوطت بطنه مبتسمة: - اوف انت تخلي الواحد يحبك، عليك الله همينَ حبيت وحدة من چنت بلندن مدري وين هناك
- اي حبيت عشرة وتزوجتهم وكلهم ماتو سبحان الله
ابتعدت منه بِضحكة: چذب!

تبسم بِهدوء وسحب ايديّ يمسحهم: - عيني انا سنين طويلة چنت امشي واشوفچ گدامي، يولي وحگ النبي انا ما اتذكر شفت امرأة او انعجبت بيها او حتى شفتها حلوة، ما اتذكر تعاملت مع النساء وقتها ولا اتذكر وجه امرأة وحدة غيرچ انتِ چنتِ ببالي وبعيوني طيلة هالسنين
قربت منو وگرصت خدود اثنينهم وانا اهمس دون ادراك: - والقرآن انت رجُل شريف هاك بوسة.
بقى صافن بوجهي بِبُهت: - شبيچ شمس تحسسيني طفل وگدامچ شهالحركات.

- هاي من حُبي
تجاهل كلامي ورجع سحبني عندو مخلي
ايدي بين ايديه يدفيها: - بردتي مو؟
- شوية بس.
چان گاعد عالقنفة عدل گعدتو وسحب ايدي گعدني على رجلو
بسم بوجهي وخلّا رأسه بِعُنقي ساحب نفس بِعُمق: - كل مكان اروحلو يتعبني، كل الحياة متعبتني، بس من اشوفچ وأشوف ضحكتچ على ثغرچ أنسى كُل إلى صارلي، أنسى حزني ووجعي وتعبي انسى حتى نفسي احيانًا.

صارت ايدي داخل شعره وحنيت رأسي بسته بشعره الكيرلي إلى احبه: - لا تطلب مني شي خسرته من سنين، لا تطلب مني أضحك على جروحي وتعبي وحياتي البائِسة، جاهدت حتى أعيش بس لو غير امرأة شافت إلى انا شفتو وعاشتو چان ماتت يا زئبق بس انا بقيت عايشة كجسد دون روح.
بعد رأسه يطالع بعيون مدمعة: - مو دون روح، نحن كلنا نصيرلچ روح بس حتى ترجعين لو تريدين روحي أخذيها بس ارجعي شمس إلى اعرفها لا تحبسين روحچ بالماضي.

ضحكت ودمعتي نزلت، نهضت من عنده أدور بالصالة وأمسح دموعي، التفتت عليه بمكانه يدحگلي همست ببچي:
- على أي شمس تحچي زئبق؟ شمس الطفلة إلى نحرمت من طفولتها وگضتها قراءة كتب عن السحر وحفظ تعويذات وآيات محددة من القرآن لو شمس المراهقة إلى بدأت بالأنترنت والشبكات والقرصنة لو شمس الشباب ألي تحملت مسؤولية ثلاث بنات لو هسه شمس الچبيرة إلى قتلت أبوها وقتلت زوجها السابق، وين شمس او اي شمس تريدوني ارجعلها؟

رجعت گعدت من الجهة الثانية وإيديَّ على راسي ابچي: - شمس شوكت شافت يوم سعيد؟ زئبق الأمهات يولدون اطفالهم مرتاحين وآمنين الا أنا ولدت طفلي بوقت أنهياري عليك وعلى فهد، ولدت طفلي بأكثر وقت انا حزينة بيه متخيل!
نهض من مكانه وأجه يمي: - ما اريد ترجعين لأي من هذول، اريد بس ترجعين لأيامنا قبل الأعصاب والحزن خطير عليچ شمس
التفتت اله مبتسمة: - لا تخاف ما أموت، أنا شفت الاسوء من هذا وما متت.

سحب رأسي لصدره حاضني بِقوة: - لا تجيبين طاري الموت كافي اكتفينا يا روحي انتِ لا تعذبين گلبي هيچ
رفعت عيني عليه بِتعب: - تمدد اريد انام
تبسم ونهض من مكانه يهمس: - دقايق يا بعد روحي
مشى من الصالة ورجع بيدو فراش فرشو بالگاع ودار الصوبة
سحبني من إيدي بِهدوء تمددت وهو هم، رفعت عيني لعينه مسح دموعي بِأنامله الحنونة وباس جبيني: - نامي وأنسي الكل، فكري بس بنفسچ بعد اليوم.

تقربت أكثر وخليت وجهي بِنحره هامسة بِصوت ناعِس: - انا احبك رغم كُل شي مرينا بيه، رغم عمري، ظروفي، تعبي ابقى احبك ولِما بعد الأبد.
عانقني وگلبه ينبض بِقوة: - ما تدرين شگد محبتچ بگلبي، شايفة الأُكسجين إلى يخلونو لشخص مختنگ؟ انتِ هيچ بالنسبة ألي أنا أعيش الحياة بوجودچ انتِ.
غمضت عيني وهو يمسد على شعري
وأحسه يرفع ايدي يبوسها ويبوس خدي، جبيني.

طول ما أنا نايمة أحس بيه كُل شوي يختارمكان من وجهي ويبقى يبوس بيه
چان الجو بارد وأحس بدفو جسمه
ايده چانت تفرك ايديَّ وظهري حتى تدخل الحرارة لجسمي
تركت كُل شي مثل ما گال وسلّمت نفسي للنوم بِحُضنه.
بعد ما فقدت الرؤية بعيوني وصار كُل شي مغوش استسلمت للنوم
رافضة إني أبلغه بأنعدام جزء من الرؤية المُتكرر إلى بدأ من اشهر قليلة.

حضنته بِقوّة وكأن الدنيا راح تبعده عني، ردت أشبع منو ومن أخواتي، اولادي، اخواني، ردت أشبع من الكُل لأن نهايتي ما راح تكون سعيدة أبدًا، نهايتي بائِسة مثل حياتي، راح افقد عقلي أو گلبي
الفقد الأول موت على قيد الحياة
والفقد الثاني موت حقيقي تنتهي حياتي إلى ما شفت بيها شي حلو.

ميراس:
فتحت عيوني على صوت بالغرفة مَديت رأسي شفته ريان
ابتسمت ساحبته لحُضني منومته: - ابني نام بدون صوت اترجاك مو خلصت من ابوك اجيتني انت.
اجه صوت أبوه من الباب: - ليش عيني شبي ابوه؟
- مُزعج
- ميترو راح ارگع راسچ بالحايط
رفعت راسي وفاتحة تك عين: - تعال يلا اضرب تعال شمنتظر؟
گعد عالسرير ويستغفر، بعد دقائق صمت گال: - اگلچ ميمي انت متأذية من الحمل؟
- لا ما متأذية.

عدل گعدته والتفت لي: - شو يگولون تتأذى الأم ومن هاي السوالف
- راجح تحب تجرب وتعرف إذا الحمل يأذي او لا؟
غمني بِعصبية وحچى: - صوچي انا إلى اسألچ مو صوجچ الشريرة
فتحت عيوني مبتسمة بوجهه: - بربك شلون شريرة تخبل خلتك تمشي وتصيح جيبولي ميمي، شايف هذني المازوخيات إلى ينكتلن من ازواجهم ويصحن بعدها ماما احبنه وعلى انت هيچ بس يعني مو مازوخي لأن انا ما احب العُنف.

تقدم لي يريد يخنگني: - لا انتِ مصختيها كُلش بسوالفچ صايرة فد مرة ما تحترمين
دفعته بِخفة: - هاي شبيك صدگ تحچي انا حامل بأبنك تريده من هسّه يتعلم عالعُنف شو انت صاير فد مرة تريد اعوفك مو؟
هز راسه بِنفي وقرّب وجهه مني هامس بِعيون مغمضة: - لا اريد تبوسيني
قلصت عيوني بِأبتسامة شريرة: - ماشي بس ابقى مغمض ولا تفتح
بقى نفس وضعه رفعت إيدي يم شفايفه وهمست: - يلا تگدر تبوس.

باسها بِهدوء وعقد حاجبه: - شني ضعفانة شو ماكو لحم
بعد ما فتح عيونه صفنة وبعدها ابتعد وگام من السرير: - مو صوچچ صوچي انا
سندت رأسي على إيدي بِغرور: - ترى هيّ ايدي وإذا بستها شنو تخرب الدنيا الله يرحم طلعاتنا وتتوسل ارجع وتبوس ايدي شو هسه صار مو صوچي!
- هذاك يختلف انتِ تستغليني
- أتصل بالأمن الوطني
عقد حاجبه أكثر بِأستفهام رَد: - ليش؟
- انا استغلك وأبتزك اتصل بمكافحة أجرام الأنبار خلي يجون هين.

هز إيده بأستهزاء: - مو مكافحة الأنبار فارغة ما عندها غيرچ ام الوصخ
رفعت عيني لِعينه بِهدوء: - كوين لو مو كوين؟
- تاج راسي والله.
طلع من الغرفة وهو مزعوج
تمددت جَنب ريان وغفيت مرة ثانية.
اليوم الثاني بدلت ابني وبدلت انا
اخذت احتياجاتنا وانا مبتسمة گدام المراية
متحسسة بطني إلى كبرت، صار على حملي سبعة أشهر
كملت لريان وناديت ابوه يشيله
طلعنا من بيتنا لبيت اهلي وطول الطريق مبتسمة.

ما أعرف هل لأن حياتي هدأت شويه وصرت اتنفس طبيعي دون خوف وقلق لو لأن حامل ومشاعري مخربطة.
او ما چنت أعرف ورا هذا الهدوء عاصفة راح تنهيني
تحمدت الله وطلبت أنُ يمررلي هالأيام على خير وهدوء
اريد أولد وبعدها شنو يصير خلي يصير.
وصلنا بيت أهلي چان محمد گاعد بالباب ويدحگ بالجاي والرايح
تقدم ناحية باب السيارة من شافنا ساعدني انزل وهو يضحك عليَّ: - شوفي نفسچ عجوز وحامل حتى عيب يولي خزيتينا.

ضربته بكتفه بعصبية: - عجوز بعينك ويني وين العجوز بعد شوف وجهي ما بيه تجاعيد ولا عندي امراض ولك انا بعدني بعمر الشباب.
هز ايده بأستهزاء ما عاجبه كلامي: - خالي دروحي شني ما عجوز شوفي صماخچ شكبره وهم حامل عيب بابا عيب
ضربته اقوى وانا معصبة: - هاي لأن تزوجت بعمر چبير، لأن كونت نفسي وأستقليت بعدها تزوجت لا تصير حمار لا أدفنك هين. وين اخوانك وخواتك اجو؟

- اي مارس اجت وشمس هم جوا وعماد زوجي طالع يلحگ زوجتو، ووهن بعدها بالدوام.
- دوام شنو لهسه؟
اشرلي بِمعنى ما أعرف ودخل
ردت يدخل راجح بس ما قبل لأن يبقون يشاقوه وهو حقنة ما يتحمل
دخلت البيت وبيدي ريان يمشي وياي.
سلمت على خواتي وگعدني ارتاح شويه
همست شمس بِهدوء: - وين رجلچ ليش ما نزل؟
شربت گلاص المي إلى قدمته أيلول وجاوبتها: - ما تعرفينه فگر وما يحب احد يشاقيه بس من ميراس تشاقيه يتربع بخلقتها.

أيلول: - هذا يخاف مني
ضحكنا على كلامها وهي تمشي ما عاجبها
شافت محمد شاورته بشي وهو بقى يكرز ويدحگ بالگاع بأبتسامة خبيثة
مشى وراها وهو يگول: - صدگ تحچين يعني متعاوفين؟
جاوبته ايلول بِخُبث: - أي وداعة جهالي العشرة وإذا ما تصدگ اسأل بيرنا
صاح بِضحكة: - هذا إلى اريده اذا طلع صحيح شتريدين انطيچ.
التفتت لشمس مستغربة: - هذول شيحچون ما فهمت؟
- يمسلتون خيتي
للعصر أجتمعوا الكُل والولد كذلك.

تغدينا سوا والولد يسألون عن وضعي
كملنا الغدة رجعت سمعت: - ايلول چاي
ابتسمت على هالكلمتين صح اغلب الأباء والأخوان الكبار يگولوها بس حلوة ونحس البيت بخير بعده، لو افتقدنا هالكلمة فعلًا نفقد البيت بأكمله برغم أنها مُتعبة لأكثر البنات بس تحسسنا بالآمان أنُ اكو شخص چبير بهذا البيت ويحمينا.
صبوا الچاي وشمس تدحگلهم واحد واحد وأستكان الچاي يم شفايفها: - عرفتوا عمامكم راجعين.

مَد عماد أيده على القنفة وگعد مستريح: - أشد لي وصلة وأرگصلهم وأهلّي بيهم؟
محمد: - لا شنو تشد وصلة أنزل للمَسرح وانه أزت فلوس على راسك
شال النفاظة عماد وضربه بمحمد بعصبية: - شايفني بت ليل يول وداعت امي ادفنك لا تقلل أدب
عبس محمد وجاوبه: - سامحني بليز
- لو تموت
انطاه بوسه بالهواء وهمس: - ابوس صماخك الچبير هذا
دحگلو عماد بطرف عينو ودار وجهه ما عاجبو.

بينما شمس چانت عصبية أكثر وصاحت بيهم: - لا تغيرون الموضوع تعرفون حقّ المعرفة ليش جايين
اردف حيدر بعد ما چان يستمع للكلام بدون صوت: - إلى يريدونو ما عدنا، خلي يدبرون نفسهم ذاك البيت بأسم أبويا ولو تطبگ السماء عالأرض ما يتقسم ألهم هم.
دارت شمس عليه بِضحكة: - ليش هذاك البيت بأسم منو؟
أشرت على عماد وگالت: - بأسم هذا المسموط، يعني راح يسحلوه من رجليه هو وعائلتو لو ما أنطاهم حصصهم.

توسعت عيوني بصدمة شلون البيت بأسمو وشلون صار هيچ؟
ضرب عماد على حافية القنفة وگام:
- عندي مقبرة أي واحد أشوفو يگطع طريقي اذبحو وأدفنو ولا من شاف ولا من درى، وحتى القانون ما يحاسبني لأن هذول سحرة وحيوانات ولا أحد يفتقدهم حتى يبلغ الشرطة.

جاوبتو شمس بأستهزاء: - ترا انا هم أگدر أذبح الكل وهسّه أرميهم للچلاب تنهش بلحمهم بس هذا معناه أنا أصير قاتلة، أنا ما يصعب عليَّ القتل ولا أخفاء جريمتي انا بس ما اريد الطخ ايدي بدمهم النگس، مستعدة أحاربهم سنين بس ما أتلوث بقذارتهم فاهمني عماد؟

تقرب من شمس ساند إيديه على الميز گدامها: - وأنا احب الطخ ايدي بدمهم، أنا أصير سفاح هم ما عندي مُشكلة، انا اصير مجرم هم بس ما مستعد أحاربهم سنين طويلة مثلچ بِتفكير وتخطيط وترتيب انا اذبح وينظفون وراي.
غمضت عيونها تهدي نفسها
بس ما گدرت تتمالك أعصابها وضربت إيدها بالقنفة ورفعتها بوجهه بعد ما فتحت عيونها إلى صاروا حمر من العصبية:.

- ما راح تلطخ إيدك بدمهم ولو ردت أنت وحدك تروح ما تدخل محمد بقذارتكم، بنتك تنساها وما تخطي باب البيت هذا وحتى زوجتك تبعدها لأن فاتن مو بحال مصيبة جديدة وتنفجع هالمرة ببنتها.
ضحك عماد وابتعد داير ظهرو: - مُستحيل، عمامي ما راح ينتهون بالبُعد دوم عمامي يريدون من يواجههم يريدون شخص يجفف نسلهم.

گامت شمس والزئبق گاضب إيدها يحاول يهديها: - انطيهم قسم من فلوس البيت فلوسك مو قليلة حتى لو انطيتهم من فلوسكم مال القذارة الثانية إلى چنتوا تشتغلون بيها هم ما تفرق بس محد منكم راح يواجههم عماد كافي انتهى كل شي لا تزيدها ترى گلبي مو متحمل.
مشى تاركها وسط الكلام ما معيرها اي اهمية
شاطت روحها شالت الگلاص وضربته بيه: - حيوان، أنت اخ ما عندك ذرة عقل عبالكم سهل تواجهون هالشياطين.

خلت إيدها على راسها وگعدت مغمضة عيونها تتنفس بِبطئ
گعد الزئبق يم رجليها ويمسح على إيدها وكُلنا التمينا يمها صاح: - انطوا مجال خلي تتنفس ماكو شي لا تخافون هي بخير
گعدت يمها وهي مالت رأسها على كتفي مغمضة عيونها
مسحت على ظهرها والزئبق بعدو بمكانو يفرك بيديها
طلعوا أخواني بعد ما هدأتهم وطمنتهم وهن
همس الزئبق والخوف مسيطر عليه لدرجة لسانو صار ثگيل: - ش مش أأ انتِ بخير؟
ما چان عندها طاقة تحچي شي بس هزت رأسها.

وخلت إيدها على أيده مطمنته، سحب انفاسو وشفايفو تتحرك الواضح يتحمد الله أنها بخير.
مددها عالقنفة وگعد يم راسها رافع شعرها ألي فتحو من اول ما تعبت گال حتى رأسها ما يأذيها، تبسم بِهدوء هامِس بِتعب: - شمسي تسمعيني؟
چانت مغمضة عيونها بس حركت شفايفها بِهمس: - إي
قدم وجهه وباس رأسها يتحمد الله
طلعنا من الصالة بعد ما شالت ايلول اكواب الچاي.

گعدت عالدرج ووهن يمي: - بس فهميني عماد شبيه ليش هيچ يحچي ويعرف بيها تتعصب من أبسط شي؟
وهن: صارلو فترة هو ومحمد يختفون يومين يلا يرجعون وشمس بالبداية ما چانت تهتم بس ما اعرف منين عرفت عمامي يريدون البيت وهي گالت البيت ما أنطيه لو تگطعون راسي بس انطيكم قسم من الفلوس
ميراس: - وليش ما انطتهم شدخل عماد بالنص؟

قدمت راسها وحچت: - لأن حسب ما فهمت عماد يعرف بهالموضوع ولاگيها فرصة حتى يعذبهم بيها يطلع قهر السنين ذيچ
استغفرت ربي وصفنت: - هسّة نحن ناقصين يرجعون من جديد شبيه هذا عماد راح يخبلني.
گعدت عالدرج يمي مخليه إيدها على خدها وصافنة بالفراغ: -عمامي إذا فعلًا راجعين حتى سائر ما راح يبقى بالسجن ولا راح يبقى تحت العلاج راح يرجعوه للطريق الخطأ
التفتت الها مستغربة: - وانتِ شدخلچ بسائر خير ان شاء الله؟

قوست شفايفها بِحزن: - صح هو أذاني وما راح اسامحو ابد بس هذا ما يعني أدمر حياتو إلى هي اصلًا متدمرة، انا وعدتو إذا بقى إنسان بعيد عن السحر وغيرو راح اساعدو بالعلاج وحتى بمحاكمتو انا اكون محاميتو.

ميراس: - وانتِ مصدگة شياطينهم يعوفونو عايش؟ لچ سائر چان ساحر ساحر يعني ماكو توبة شلون أنتوا مصدگين واحد چذاب مثل هذا يگُلچ الساحر حتى لو تاب ينقتل يعني ماكو يتوب يعوفوه وسائر هيچ واضافةً هو مريض يعني يوهمكم لمن ما يگول بس
اندارت عليَّ بكُل جسمها ماخذه إيدي لحضنها وعيونها مدمعة: - أعرف كُل هذا بس تخيلي هو مريض ووسط هذا كُلو وچان بين شياطين وترك كُل هذا واستسلم علمود حلم واحد شافو.

گمت من يمها مغمضة عيوني وأنا اتذكر ماضيه الأسود وياي
بلعت ريگي بِخوف وأيدي على بطني همست:
- وهن لا تتعبين نفسچ وتستنزفين طاقتچ هالأنسان لو شنو ما سوا ما راح يكون أنسان جيد ولا راح يعرف الطريق الصح، السحرة مصيرهم الموت كان على ايد شياطينهم او على ايدنا نحن المؤمنين يعني لا تتعاطفين وياه لأنه مجرم وملحد ومؤذي.

رادت تكمل حچي سكتتها بِعصبية: - كافي، إلى سواه ما ينسي ولا أنتِ راح تنسين ابد، طول عمرنا انا وياچ راح نشوف ذيچ المشاهد بكوابيسنا يوميا وتبقى تخوفنا وتأذينا وتاخذ قطعة من روحنا وعقلنا، لا تنسين كيف أذاچ وهانچ وذلچ وعنفچ لا تتعاطفين مع المُعنفين أبد لأن هُم أقذر خلق الله
وهن: - صدگيني ما متعاطفة بس فكرت لو فعلًا هو ابتعد من الطريق الخطأ وانا وعدتو اذا فعلًا هيچ اساعدو وبس.

رفعت راسي وانا ابلع ريگي ودمعتي بطرف عيني: - لو شفت اليوم رجُل رفع إيدو على امرأة وضربها فقط راشدي واحد او اهانها اهانة بسيطة واليوم الثاني شفت نفس الرجُل يصارع الموت گدامي وعلاجو عندي ثقي برب الكون إني ما راح انطيه هذا العلاج، انا احقد على هيچ نوع من الرِجال واقرف منهم ومستعدة اقتلهم بدم بارد هم ولا اشفق عليهم نهائيًا لأن ما يستحقون.
تركتها ورجعت لشمس چانت گاعدة وصافنة بالفراغ.

تقدمت يمها گعد بِصعوبة بسبب بطني احتضنت ايدها مبتسمة: - شلون صرتي؟
التفتت لي مطمنتني: - بخير انا لا يظل بالچ.
ما ارتاحيت لكلامها واضح انها تچذب
وتتأذى هواي من راسها وگلبها، چانت توگع هواي وطول الوكت صافنة بغير عالم ولا كأنها شمس إلى نعرفها، اعتزلت مع نفسها وإذا تكون متواجدة بمكان تبقى بس صافنة وكأنها بغير عالم اذا احد سألها شي تجاوب واذا محد حچى وياها ما تحچي.
كملت يومين بيت اهلي ورجعت لبيتي.

چنت افتر من وجع بطني وما اعرف السبب شنو
بقيت افتر بالبيت لعله يهدأ شوية، بينما راجح نايم بالغرفة وجَنبه ريان
من ارتاحيت شوية وخَف الوجع خطيت بخطواتي للغرفة ابدل واتمدد انام شوية بين ما يصير العصر.
اول ما فتحت الباب اجاني صوت راجح يحچي بالتلفون: - اروى انسي عندچ ابن، انتِ استغنيتي عنو وهو رضيع هسه تذكرتي طفلچ!؟
جمدت بمكاني وانا ابلع ريگي ودمعتي نزلت.

بقيت صافنة عليه وهو يكمل: - مُستحيل اخذ ريان من حضن ميراس وانطيه الچ بس لأنُ انتِ ولدتيه، انسي هالفكرة يا اروى.
تقدمت بِخطوات مهزوزة اسحب التلفون منه واحچي بحرگة گلب دفعة وحدة:.

- ريان مو ابنچ فاهمة ولا تفكرين أنچ تاخذيه مني بأي شكل من الأشكال، انتِ تركتيه والدم على جسمو اول ما ولدتيه وحتى بدون ما تشوفيه تركتيه وما سألتي عنو ابد. لچ حتى اسمو بالجنسية بأسمي لا تحاولين يا اروى هالمرة انهيچ وأنهي حياتچ هم الا طفلي مستحيل انطيچ اياه فاهمة وروحي لأي محكمة اطلبيه راح يطردوچ لأنچ مو ام ابدًا.

شمرت التلفون بالحايط ودموعي تنزل التفتت ردت امشي لولا احتضني راجح من ظهري هامِس بِهدوء: - مُستحيل انطي ريان لأروى ميراس لا تخافين وعد ابنچ يبقى بحضنچ.
- على اساس تگدر تنطيها وداعت طفلي إلى ببطني يا راجح لو بس فكرت هالتفكير اخذ اطفالي واختفي حتى اهلي ما يعرفون وين اراضيِّ
باس كتفي بِهدوء: - والله وداعت ريان لو تموت گدامي ما انطيها إلى تريدو اطمئني لا تخافين ما زين عالطفل إلى ببطنچ.

دارني عليه بايس جَبيني وساحبني وياه للسرير جَنب ريان تمددت وغطانا مبتسم يمسح على شعري: - نامي يلا ولا يظل بالچ ابنچ محد ياخذو منچ حتى انا ما عندي حق بيه انتِ إلى ربيتيه وكبرتيه انتِ امو وابوه.
غمضت عيني مطمئنة بعد كلامو هذا
ولو لهسه ما اثق بيه بس مستحيل يسوي شي يأذي ابنو ولأنها ام مؤذية ما يخليها تاخذو.

شمس:
مَر يومين بالدوام الزئبق وانا بالبيت مع سولين وفهد مغيرلي جَو
سولين بدأت تعلمو الحروف والأرقام وهو يتونس وياها حيل ويبقى يبوس بيها بقوة ويتغزل بيها، ضحكت من گلبي من اشوفو يتغزل بيها وبجمالها وكأنه ماخذ كُل صفات ابوه هم يتغزل بأي امرأة مننا.
يشوف ايلول گدامو طلعت يگول ما شاء الله شلون جمال هذا هنيال ابوچ بيچ
وسولين كل ما يشوفها يبقى يشعرلها اشعار لجمال عيونها وملامحها الحادّة.

بينما خواتي هم متعلم عليهم كل ما يشوف وحدة يتغزل بيها بحدود اولاد العم
يعني يگول وهن اليوم طالعة تخبلين، او ميراس هنيال زوجچ على هيچ حرمة قوية وحلوة لو دار يمين يسار اذبحيه وابن عمچ بظهرچ.

ما چانوا النساء إلى ببيتنا يخلون من الغزل مالتو ودوم يدلعهم وينكت ويغيرلهم جو، بمعنى النساء إلى بالبيت چان يعتبرهم ملكات مو فقط نساء، حتى بشغل البيت كل ما يكون فارغ يساعدهم ويگول ايديكم ما لازم تتعب بس شنسوي نحن الزلم ننشغل برا ونرجع تعبانين بس هم ما نقصر وياكم وهاي انا اشتغل عنكم حتى تبقى ايديكم ناعمة واظافركم صحّية.
چنت اضحك على تصرفاتو بس بنفس الوقت يزيد حُبي له اضعاف.

اعشق رجُل يحترم النساء ويقدرهم ويساعدهم ويرعى مشاعرهم ولو چانت بسيطة وتافهة، اعشق الزئبق لأنه شخص مُختلف بأطباعو وتصرفاتو وتفكيرو بكُل شي مختلف حتى بشكلو!
چان بالعراق قديمًا ورُبما حاليًا عندهم الشخص إلى يربي شعر طويل هذا مو رجال او قدرو واحترامو اقل من الشخص إلى محلق شعرو
اما زوجي مُختلف وثبت الرجولة مو بالشوارب وحلاقة الشعر
الرجولة هي بأحترامو لجنس حواء اولًا واحترامو للناس ثانيًا.

هو شخص حنون وواعي ومثقف حيل مو مثل الرجال إلى نشوفهم
همهم الوحيد المرأة ترسل لهم رسالة!
ذوقي چان مُختلف وبالنهاية هاي قدرة رب العالمين وقسمتي بالحياة إني بعد التعب إلى اوجهو وما زلت اواجهو لاقيت شخص بهيچ اطباع ووعي.
الشي الوحيد إلى اتمنى ربي ما يحرمني منو ولا يشوفني بيه يوم سيئ
وذوقي بالرجال چان الرجل إلى المرأة تكتبه
وهاي قليل إلى راح يفهمها بس تمعنوها.
طلعنا الصبح للمستشفى ناخذ التحاليل.

وطول الطريق ساكتة وأدعي ربي يكون خير لي ولعائلتي مهما كان انا راضية بيه، بس ما اريد اتعب اكثر ولا اريد اجاهد واركض بالمستشفيات، ارضى بكل شي رب العالمين ينطيني اياه بس على مقدرتي.

مسك ايدي بباب المستشفى والتفت حاضن وجهي بإيديه: - لو شنو ما چان انا وياچ للنهاية فاهمة؟ وكل شي نگدر نتخلص منو بس لازم نكون صبورين، راح ندخل هسه وشنو يطلع بالتحليل توعديني تتعالجين وتتخلصين منو مهما كان خطورتو، وادعي من ربي ما يكون شي خطير.

دمعت عيوني على كلامو بس بقيت قوية رافعة راسي بِأبتسامة: - مهما كان انا راضية بيه وراح اتعالج واتشافى منو ما دام اكو شخص مثلك جَنبي، بالماضي حاربت لأجل اسم عائلتي إلى ربتني وخواتي ما چان عندي عائلة متكونة من زوج واطفال اما اليوم شنو ما چان إلى بيه راح احارب لأجل نفسي ولأجلك انت واطفالي ؛ وعد.
حضن چتفي ودخلنا المستشفى ما اچذب چان اكو خوف چبير بداخلي.

گعدنا عالكراسي إلى جَنب قسم المختبر، بقيت اهز رجلي متوترة وخايفة يكون مرض خطير يحرمني من اطفالي او يحرمهم مني، رفعت راسي امنع دموعي من أنها تنزل حسيت بأيده تحاوط ايدي التفتت له چان الخوف إلى بعيونو ضعف خوفي
حضني خليت رأسي على كتفو صافنة بالفراغ بينما ايدو بقت تمسح على ايدي بحنية تطمني، طلع اسمي عدلت نفسي وتجمدت اطرافي والمحللة تتقدم ناحيتي، حتى انفاسي صرت اسحبها بصعوبة.

ازدادت نبضات گلبي مُتمسكة بأيد الزئبق بقوة
بدأت المحللة تتكلم مع الزئبق وما أن وصلت جملة
(ورم بالرأس مُمكن يكون حميد وممكن خبيث)
تراجعت بخطوات مصدومة ودمعتي نزلت
ضاق صدري وبطأت دقات گلبي، رفعت ايدي لصدري اريد ابلع ريگي ما اگدر من غصتي إلى خنگتني خنگ.

حسيت بأيد الزئبق تحاوطني مانعة جسمي من أنه يرتطم بأرض المستشفى الصلبة، رفع وجهي له هامس برجفة وخوف: - اهدي والله حميد والله بشنو احلف الچ حميد لأنه الخبيث ما يبقى هالمدة كلها بالرأس.
چنت ادحگ بوجهه مغوش من دموعي
وانفاسي اكتل نفسي كتل يلا اسحب نفس يروي صدري
گعدني وانا انازع روحي بِفشل وصول الأوكسجين لرئتي.
تحمعوا حولي الممرضين وسحب الزئبق الاوكسجين المخصص.

وحللو وركب الكمامة على وجهي، رجّع ظهري عالكرسي رافع راسي وطول ما وضعي هيچ هو يطمني بكلامو أنُ هالورم ورم حميد ومو خبيث.
بس انا اعرف حتى لو چان الورم هذا حميد ما دام بالرأس خطر كُلش
هديت بعد دقائق اخذني لأحد غرف المستشفى ومددني عالسدية وما زالت كمامة الأوكسجين على انفي وحلگي.

مسح على راسي مطمني: - شمسي والله وداعت فهد هالورم حميد لأن الورم الخبيث ما يگدرون يكتشفوه بِنفس وقتو، ولا الخبيث يطول هيچ وما ينتشر اسمَ الله عليچ اهدي وكل شي ينحل
خليت ايدي على ايدو والايد الثانية رفعت الكمامة من وجهي هامسة بِصوت مُهلك: - لا تگول لأحد عن هذا الشي خليه بيننا، جيبلي بس سولين هين.
هز راسه مبتسم ودموعو تنزل: - تمام يا روحي.

باس راسي ورفع تلفونه من رجفة ايدو وگع التلفون ورجع اخذو وما ثبت التلفون بيدو ابد بقى يتراقص من الرجفة إلى ملازمتو. اتصل على على وگالو يروح لبيتنا مع امو ويجيبون سولين.
سدو من على واتصل على سولين وگاللها تتجهّز بين ما يجيها على ياخذوها
غلق الأتصال ورجع إلى باس ايدي واردف: - شلون صرتي؟
غمضت عيوني مطمنتو إني بخير
بس انا مو بخير ابدًا چانت الأفكار تتضارب برأسي.

عقلي يصورلي مشاهد تحترگ روحي واتعوذ من ابليس وما چان يفيد
بعد نص ساعة تقريبًا دخلت سولين للغرفة ومن شافتني بسرعة ركضت الي: - ماما شبيچ؟
رفعت ايدي لخدها مبتسمة: - ما بيه شي يا روح أُمچ، بس اريد احچي وياچ حتى اصير زينة.
گعدت عالكرسي بعد ما گام الزئبق يشوف على وامو.
غمضت عيوني وهمست بعد ما نزلت دمعتي: - الشخص إلى ما راح ينتهي عذابو بالحياة شنو هذا وشلون تواسيه؟

بسمت بِحنية وقدمت ايدها الناعمة تمسح على شعري: - راح يلاقي العوض الأعظم بِجنات الرب العظيمة، راح يعيش كل لحظات حزن بالحياة راح يعيشها فرح بالجنة، الأنسان وقتها ينسى هو ليش هيچ عايش بِسلام وفرح وراحة بس رب العالمين ما راح ينسى تعبو وصبرو بالحياة لهذا عوضو بالآخرة.
دحگتلها مبتسمة: - وإذا الشخص خلص الصبر عندو؟

سولين: - يجددو، يرجع يصبر من جديد كلنا نضعف بأوقات بس بعدين نرجع اقوى وصبورين اكثر من نكون مؤمنين أنُ بعد كُل حزن فرح ولو ما فرحنا اكيد ربنا ضام فرحتنا وعوضنا بالأخرة وتذكري يا أُمي الفوز مو فوز الدُنيا الفوز العظيم هو فوز الأخرة.
سحبت نفس بِعُمق واردفت عيني بعينها: - طلع بالتحليل ورم برأسي وعمچ يگول ورم حميد لأنه واضح امامه كونه طبيب جراح.

قدمت رأسها بِهدوء وباست رأسي هامِسة بِأذني بِصوت ناعِس مُريح القلب، زاح عني الهم والغم والتعب وكُل شي حسيتو مُتعب وشر لي رجّعت لِقلبي الصبر وذكرتني أنُ ربي موجود وما لازم ايأس ابدًا واكون مؤمنة وراضي بقضائو وقدرو: - (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [التغابن: 11].

للأسف مو كل النهايات مُريحة
احيانًا تكون النهايات سعيدة بس مو مُريحة وهذا إلى صار ومُستمر
شمس تعبت هواي بحياتها فَمُستحيل تطلع من الحرب دون اي ضرر
ماكو انسان طلع من حرب سليم الا وفقد شيء بينما شمس فقدت صحتها واجه الدور لعقلها بس دوم تگول أنُ راح ينتهي كُل شي بيوم واعيش حياتي طبيعية دون اي مرض او تعب، واذا ما اجه هذا اليوم انتظر الأخرة حتى اخذ عوضي الأعظم.

هذا الحدث مُستمر لهسه اكتشفوا أنُ حميد فعلًا بس هو خطير لأنه بالرأس
عملية الاستئصال وبعدها يراقبون حالتها.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب