رواية القرابين السبع الجزء الثاني للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل الثالث

رواية القرابين السبع الجزء الثاني للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل الثالث

رواية القرابين السبع الجزء الثاني للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل الثالث

بقيتّ ساعة كاملة الوجع ينهش بگلبي ودمعتي ما ناوية تنزل أبد، محروگ گلبي بَس ما أگدر أبچي. أنفتح الباب بعد وقت وگفت على حيلي چانتّ نفسها الدكتورة إلى دخلت أخر وحدة.
مشينا يمها أنه وآهِب حَيدر چان يخابر بصفحة ما منتبه، أشرلها آهِب بخوف: شصار؟
مسحت جَبينها ودحگت بوجهي رجعت نظرها لآهِب: توقف گلبها...
هزها آهِب عيونو دم: شدتحچين بسمة؟

بَسمة: كملت قسطرة القلب ووضع الجنين بخير، لكن بعد دقائِق الأجهزة صارت تدگ وگلبها توقف. تخبل زوجها وصار ينزع ملابس العملية ويحاچيهم: الدكتور زئبق من شاف نبض گلبها صار يتوقف تدريجيًا والنبض ينزل صار ينزع ملابس العملية ويگول:
الزئبق: هسه هسه بهاي اللحظة أخذوا گلبي وأنطوها أياه، نادوا الكُل وخلوني بهاي العملية أموت ولا هيَّ.
صار يتوسل بالدكاترة وبنفس الوقت يسوي مساج لگلبها ويبچي ويحچي هالكلام.

الزئبق: أنه أنطيها گلبي أنه أتبرع بي بهاللحظة وما أفكر بَس المُهم تعيش.
- دكتور بَس لا توترنا خلينا نفهم الوضع ونگدر نرجعها للحياة لا تنفعل هذا توقف القلب المؤقت راح يرجع بعد المساج.
هز راسو ما واعي على نفسو: لا شمس راح تروح.
رفع إيدو عليهم مهددهم ودموعو بعينو ما واعي: إذا صارلها شي أخرب المستشفى وأخرب حياتكم كُلكم.
رجع حضن وجهها وباس عيونها
- شفايدة يدگ گلبي بدنيا ما بيها شَمس حَياتي؟

بعدوا بنفس الدقيقة وبقوا يحاولون يرجعون گلبها بإنعاش طبيعي وحاولوا ل حَتى ما رجع النبض وصار طبيعي، لكن زوجها لحد هسه حالتو مو زينة لإنو هوَّ دكتور قلب ويحس أكو بعد خطر عليها، لكن شويه وقت ويستعيد نفسو.
هيَّ تحچي وأنه گاعدة ع الكُرسي وإيدي على حلگي شني هذا إلى ديصير؟ ليش مكتوبلنا هالشي! ليش كُل شي ديصير مع بعض؟

التفتت الدكتورة عليَّ مبتسمة: لا تخافين وضعها طبيعي ومن أربعة وعشرين ساعة إلى ثمانية وأربعين ساعة راح تستعيد وعيها مثل ما تعرفون إلى يتوقف قلبو يبقى هالفترة كُلها يلا يگدر يستعيد نفسو، وبنفس الوقت طفلها بخير لكن اكو بعض مُضاعفات بَس إن شاء الله تنحل وما تصعب.
گالتها ومشت گعد يمي حَيدر وحضن راسي: لا تخافين شمس قوية وراح تستعيد نفسها لخاطر سولين وطفلها إلى ببطنها.

بعد كلامو إنفتح باب الصالة مال العمليات وطلع منها الزئبق مهدود حيلو ومستند بالحايط يمشي وينزع إلى على راسو والبدلة مال العمليات ويزتهم بالگاع بقوة، گام حَيدر سندو وگعدو ع المقاعد الموجودة.
همس بحرگة گلب
- چانت راح تروح وتتركني، چان خسرتها طول العمر.
ضرب گلبو بقوة وصاح بقهر
- شفايدتو لو خسرتها؟ شفايدة گلبي بدونها؟
حاول حَيدر يهدي بَس هوَّ ما فاد چان فاقد حيل.

- لو صايرلها شي، هوَّ بَس هذا إلى خلوها تمُر بي وعلى كُل نغزة أُبرة دخل بأوردتها راح أنغزو بگلبهم، على كُل وجع توجعتو وكُل ذنب حملتو وهيَّ بريئة منو راح أخليهم يعيشوا بَس أسوء أسوء.
سكت ومسح وجهو حيل وهمس
- راح أصير شيطان حَقيقي لأجلها وأحرگ كُل نَسلهم.

گالها وگام وبعدو دايخ أستند بالحايط ومشى راد حَيدر يلحگو أشرتلو أنه أروح. وفعلاً گمت وهوَّ يمشي وأنه وراه لمن ما وصل باب المستشفى الثاني طلع وكُل شويه يوگف يسحب نَفس ويرجع يمشي، بقى واگف گدام الحَديقة ونقط المُطر ينزل علي، رفع راسو للسماء دقائِق ورجع نزلو...
جا صوتو بهمس.

- بكُل مرة تعذبني عذابّ أقوة وإختبار أصعب، بَس أختبرني ب أي شي بالدنيا أختبرني بنفسي بَس لا تختبرني ب شَمس، لإني ما راح أتحمل الإختبار وأصير مُجرم وكتها.
شهگ بقهر ورجع كمل كلامو
- أنه إنسان مُتعلم ومُثقف ودارس ومؤمن بِك بَس من الشي يخُص شَمس الحياة أتحول.
من مُتعلم لمُختل
من مُثقف لمُجرم
من مؤمن لشيطان
ختم كلامو وهوَّ يرفع راسو للسماء بطريقة مُخيفة وصوت مَبحوح مكسور.

- مَحد راح ينجو من هالعاصِفة القادمة، الكُل راح يأخذ عقابو بالطريقة الأكثر عذابّ، إلى يمسها بورد أمسو ب سَيل دِماء القبيلة أجمع.
التفت شافني وراه چانتّ عيونو تخوف حيل بقى يناظرلي شويه وعبرني ودخل للمستشفى، عقلي ما دايستوعب كُل إلى ديصير، شني هالوضع ألي نحنَ بي؟ معقولة هذا مُجرد حلم وراح نستفيق منو بأقرب وقت!

زفرت الهواء بقهر مشعول گلبي، رجعت للمستشفى وبقيت يم غرفة شَمس إلى خلوها بيها چانت عناية مُركزة، الأجهزة تدُگ يم راسها وهيَّ مغمضة بغير عالم، ما حاسة على أي شيء ديصير ويمكن هذا الأفضل لِأن لو گعدت ونحنَ ما زلنا بنفس الوضع هذا راح تسوء حالتها أكثر.

بعد شويه شفت الزئبق دخل للغرفة چان لابس ملابس مُعقمة، وگفت أشوفو بقى يدحگ بيها بقهر تقرب وگعد ع الكُرسي وأخذ إيدها قربها لشفايفو باسها اصبع اصبع وبعدها شم كف إيدها حيل وما نزلها غمض عيونو خلّا خدو على إيدها.
وصلني صوتو المكسور يحچيلها الشُعور إلى حاسس بي
- تدرين تفاجئت بنفسي إني مستعد أنطيچ حَياتي لو أحتاجيتيها، هسه عرفت إني مُستحيل أعيش بدونچ.

بعد إيدها وخلاها بمكانها، رفع إيدو وخلاها على بطنها يمشيها مبتسم والدموع بعينو
- أولادچ كُلهم راح يفتخرون بيچ وبقوتچ، تحملتي أكثر من طاقتچ وبقيتي قوية لو غير وحدة چان أنتحرت لو أستسلمت للشَياطين بَس أنتِ غير.
بقى شويه يمها وگام دحگ ع الأجهزة وطفى وحدة ووقت الأجهزة رجع نظرو عليها مبتسم، قبل لا يطلع رجعت گعدت ع المقعد...

بقينا هالليلة بالمستشفى شگد گالوا أرجعي ما قبلت أتركها هين بدون أُخت، هيَّ چانتّ بأصغر المواقف واگفة بظهرنا وحاميتنا وأنه أعوفها وهيَّ بهذا الوضع؟، مُستحيل.

لليوم الثاني أتصلت وَهن أنطتني علم بِ أنهم دفنوا أبوية من الفجر وهيَّ جاية بالطريق، نزلت الموبايل والغصة أعتلتني أريد أتنفس ما أگدر، أتخيل هوَّ بالقبر وحدو والجو بارد، أبوية أبوية صار جوى الترااب،! هاي هيّ بعد ما نشوفو ولا نسمع صوتو، منو يدللنا بعدو؟

بقيت فترة طويلة گاعدة وبَس صافنة ودموعي تنزل أتذكر كل ذكرياتنا مع أبونا، بعد وقت گمت على حيلي ومباشرةً وگعت من طولي شفايفي ترجف ودموعي تنزل، مَديت إيدي للأرض باردة حيل شحال بأبوية هسه؟ والتراب بارد والجو مُطر، ش شلون راح نعيش بعدو؟
أنرفعت من كتفي وأنه أحچي وأبچي.
غانيات الفهد أنكسر ظهرهم
غانيات الفهد من اليوم ماتت گلوبهم
گعدوني ع المقاعد وما زلت أحچي بحرگة گلب.

چان سندنا وكتفنا إلى نميل عليه هسه راح سندنا، راح عزيز گلبنا وأبو البنوات، راح سند الغانيات وصار كسرة ظهرنا مو بَس گلبنا
دحگت چان على گاضبني ويبچي معايا ومن الجهة الثانية وَهن حچيت بغصة.
- بعد ما راح نعيش براحة أبد، راح نرجع لجحيمهم چان خيمتنا وقوتنا وآماننا هسه ما ظل كُل شي آمان روحنا مات.
حضنّي على والغصة معتليتو، بعدت راسي بعد فترة صافنة بالأرض.

- بالأول سِراج وبعدو حَنين وهساع فهد بعد راح نضحي بمنو بسبب هالدجالين؟ راح ينقضي علينا كُلنا، وشمس ؛ شمس بوضع خطير حيل، شلون نعيش نحنَ؟ وشلون راح تتحمل هيَّ؟
علي: {إنَّمَا يُوَفَى الصَابِرُونَ أجْرَهُم بِغَيرٍ حِسابٍ}، لازم نصبر ونصبّر شمس لأجل حياتها وطفلها، لا تكونوا ضعيفات گدامها دوسوا على گلبكم وقهركم لخاطر شمس إلى ضحت بكُل شي حَتى تحمي أولاد الفهد وبناتو.

ميراس: حتى لو صبرنا گدامها وصبّرناها ما راح تتحمل، أنتَ ما تعرف الفهد شنو بالنسبة ألها.
سكتت شويه ودموعي نزلت أكثر: الفهد مو مُجرد أب بحياة شمس، هوَّ مو قطعة من گلبها ولا جزء مُهم من حياتها هوَّ كُل گلبها وكُل حياتها، يعني سعادة شمس وحياتها مرتبطين بالفهد ب طريقة غريبة، تحس الرابط إلى بينهم غريب وتحسني أچذب عليك لكن الفهد وشمس...

بقيت ساكتة ما أعرف شلون أوصف علاقتهم وتعلقهم ببعض، بقت عيوني تدور بحيرة بعدها جاوبت: العقل والحنّية، التفكير والذكاء، الثُگُل والتربية كُل شي تشوفو عند شمس هوَّ عند أبوية، شمس بصغرها ما چانتّ تنام ألا بحضن الفهد، شمس ما تحس بالآمان مع أي رجال بالحياة غير مع الفهد، چان أول وأخر رجال تأمن بي وتحبو بگلبها وروحها وعقلها وراح، تخيّل كسرتها!

رجع حضنّي ودموعو تنزل على كتفي: كافي راح نخليها تتخطى نحنَ أخوانها نغيرلها جوها أهم شي حياتها.
ضحكت بين دموعي: إذا ما ماتت وراء الفهد ف راح تموت كُل يوم ألف موتى، لا أنه ولا أنتَ ولا عشيرة بأكملها تخلي شمس تتخطى موتت ألفهد، أنه ووَهن ومارس نتخطى بَس شمس راح يبقى هالشي ندبة بنص گلبها وبين عيونها بحيث بكُل مرة تصفن بينها وبين نفسها راح تتذكر لو مَر على هالحادثة دَهر شمس ما راح تنسى.

بعدت منو وگمت ع الجامة أدحگ عليها نايمة بعدها والأحسن تبقى هيچي نايمة ما حاسة بشيء لكن شمس بهاي اللحظة دتحس ويتوجع گلبها حتى وهيَّ فاقدة للوعي، هالإنسانة ما مكتوبلها الفرح والراحة حتى بنومتها.
مَرت ساعة ورجع حَيدر ملابسو كُلها طين أخذنا أنه وعلى للبيت وبقت وَهن يم شَمس، رجعت للبيت والغصة صارت غصتين أشوفهم مخلين الچادر والناس داخلة وطالعة، دخل حَيدر السيارة للداخل ونزلت منها وأنه روحي رايحة.

هواي ناس غُربة أول مرة أشوفهم دخلت للأستقبال النسوان گاعدين ويبچون وخالة فاتن گاعدة بالصدر، مشيت يمها وگلبي أحسو على لحظة يوگف حضنتها حيل وهيَّ تبچي وأنه أبچي: خالة راح عزيز گلبنا.
فاتن: راح شمعة بيتي، راحت روحِي بروحتو.

أحنا نبچي والنسوان تصبّر بينا بَس صبر أيش على هاي المُصيبة؟ گوموني بنتين دحگت بيهم چانت وحدة أُخت راجح والثانية زوجة أخو، التفتت شفت خالة أم راجح ميلت راسي بحزن، گامت وساعدتني دخلتني لأحد الغرف وحضنتني حيل تمسح على راسي: بنيتي، ميراس القوية أصبري بنتي أصبري هذا إختبار الله ألكم، لا تضعفين بنيتي لا إعتراض على حكم ربنا.

ميراس: مكسور ظهري خالة، أحس كل الأماكن ما آمنة ببيتنا وبالخارج، أنتِ تخيلي يموت نفس الشخص ألي أنتظرناه سنين وتأملنا يطلع عايش وطلع عايش لفترة وبعدها أنقتل.
بعدت وجهي تمسح دموعي وتحچي: ميراسي، أُمي أنتِ أعرف وجع گلبچ بَس الله راد هالشي تعترضين على حُكم ربچ؟
هزيت رأسي بنفي وأردفت: أنه أتحمل بَس شمس ما تتحمل خالة ما تتحمل چانتّ أقرب وحدة للفهد وهسه تصير هيَّ السبب بموتو! راح تموت من عذاب الضمير.

- راح تتحمل، الله كفيل بنسيانها هالسوء. هيَّ مؤمنة وراح تتحمل كُل هذا.
بقيت أبچي حاضنتها حيل، جا صوت رَيان يبچي فتحت عيوني چان نايم ع السرير بسرعة بعدت منها أمسح دموعي وگفت جامدة بمكاني خايفة تسألني ابن منو، مشيت بعدها يمو وشلتو مبتسمة: ها حبيبي خلوك هين؟
- أنه طالعة يم فاتن لا تأذين روحچ بنيتي.

هزيت راسي وهيَّ طلعت بدون لا تسأل، دحگت لوجهو بعدو نعسان رجعتو لمكانو وطبطبتلو شويه وعيني ع الفراغ: كُل هالأذية والضيم إلى أنه بي أبوك ما فكر ولو تفكير حتى يجي للفاتحة ولا سئل عني.
صار يبچي أكثر رفعتو لصدري وأطبطب على ظهرو: حتى أنتَ ما تقبل نحچي على أبوك؟ هوَّ حتى ما يعرفك أنتَ شلون تعرفو؟

فترة وسكّت، خليتو بنفس المكان وخليت المخاد حاوطتو بيهم، مشيت للمَطبخ كل الشُغل على مارس وأيلول وسولين، والزلم يطبخون ورا البيت خلت بيدي صينية بهارات وهالشغلات وأشرتلي أوديهم للزلم إلى دايطبخون.
مشيت ودموعي ماخذه مسارها على خَدي، وصلتهم چانوا بالمزرعة وناصبين المشاعل والجداري الكبار والمغوار على راسهم وحَيدر يخلط بالجدر الچبير ويحاچيهم يقيسون كُل شي يخلوا لإن أكو ناس چبيرة بالعمر وعندهم أمراض.

أنطيتو الصينية دحگت بالجههة الثانية چانوا خوال وخالات المغوار وخالات حَيدر الكبار يمهم وديساعدوهم بالطبخ وبناتهم شفتهم يم مارس بالمطبخ وع التقديم، بَس شافوني گاموا سلموا عليَّ وييصبرون بيَّ وأنه لهسع ما مصدگة أبوية رايح أبد، أحسو موجود يمي ما أگدر أصدگ الفهد مات وخلاص تركنا.

رفعت عيني لأخواني مشغولين حيل، رجعت نظري لخوال المغوار وخالاتو وعلى خالات حَيدر وأُمو إلى چانتّ يم النسوان مع خالة فاتن، بقتّ نظراتي عليهم شلون روحهُم حلوة وديساعدون بقيتّ جامدة بمكاني ودموعي تنزل، خالاتهم وأُمهاتهم وحتى خوالهم ديساعدون ألا نحنَ لا ما عدنا أُم بيها خير ولا خوال ولا حتى عمام بيهم حظ، لأول مرة أحس بالخجل گدام أخواني، أو بالأحرى لأول مرة أحس بالخجل گدام إنسان!

حَسيت شخص حضنّي من ورا عرفتو على من عُطرو الهادئ غمضت عيني ودخلت بنوبة بچي طويلة، بحيث ماعت روحي من القهر گعدت بالگاع أبچي بحرگة وهوَّ حاضني لهسه ويحاچيني بهمس: لا تخلين أي شخص يشوف ضعفچ.
فتحت عيوني من أحتضن وجهي المغوار مدنگ عليَّ ويبوس راسي: أحنا موجودين.

ميراس: ما ظل أحد، لاظلوا عمام لاظلوا خوال ولا حتى ظلت أُم، لِأول مرة أحس نقطة من كسرة وغُربة السيدة زينب عليها السلام ، بَس الفرق هيَّ فقدت أخوانها وأنسبت ووو، أنه فقدت كُل شي بعد موتت أبوية، هذا نقطة فقط من إلى شافتو نقطة فقط.
گومني على يمسح دموعي ويحچي: هذا قدر الله ولا إعتراض على حُكمو، افهم إلى راح مو بَس أبّ لا كُل شي بحياتنا بَس ما عدنا حَل غير الصبر لا الدموع والنوح ترجعو.

بعدت إيدي منو ومشيت أمسح دموعي وتنزل أكثر، وصلت المَطبخ وأنه أردد: اللهم ثبته عند السؤال.
كُلنا نعرف الميت بأول ليلة بالقبر راح ينسأل من المَلكين، والدُعاء ربنا راح يُستاجبلو ويثبتو على السؤال.
بقيت للعصر بين الشغل والبچي ورَيان على إيدي ومارس كُل شويه تدوخ من البچي صارلها من أمس تبچي وما وگفت بچي ودموعها ما نشفت، خفت أنطيها مُهدئ لتكون حامل.

ساعدوني هواي بنات وچانوا كُلهم من بنات خوال المغوار وحيدر، تبسمت بقهر: بينما أحنا أُمنا نفسها ألها إيد بقتل أبونا، رجعنا وحيدين دون أحد والناس تجيبنا وتودينا بكيفها.
لليل بعد ما تعشوا وبقوا ناس قليلة أساسًا ما عدنا أقارب هواي بَس كُلهم يعرفون الفهد والمغوار وشيوخ عشاير كبار جايين، كملنا تنظيف البيت أنه وأيلول وحچيت بعد ما كملنا: أنه أكمل شطف الحوش، أنتِ روحي يَم رَيان ومارس.

ما قبلت تروح ألا لَحّيت عليها دخلت للبيت، كملت تشطيف الحوش وأنه دموعي ما وگفت على كل دقيقة أتذكر شي وأنهار بالبچي، وصلت الباب كملت چان مفتوح وداگين بردة سمعت أصوات زلم بالخارج لِأن چانوا بالبيت الثاني إلى گبالنا قبل لا أدخُل أنمدت إيد بيها صينية مال چاي بدون لا يبين منو رجعها واضح واحد من اخواني سامع صوت وعرف موجودة هين، أخذتها من إيدو ورجعت وصلت نص الحوش وأشوف أيلول شايلة رَيان ويصرخ وهيَّ تبچي.

خليت الصينية ع البلوكات إلى هناك ومشيت ألها أحچي: شصاير أيلول ليش ديبچي هيچي؟
أيلول: هاي خالة بابا فد حقيرة هي مو حقيرة بس شني تحب الأطفال وگرصتو گرصة زورگتو.
فتحت عيوني على وسعها وصحت بيها صاكة على سنوني: أكو وحدة عاقلة تگرص طفل عمرو شهرين؟
بچت ما تعرف شتحچي رفعت رَيان لصدري وألفو بالبطانية: كافي ماما كافي وليدي أشش.
درت راسي وأحچي: أُخذي الصينية مال الچاي وأغسليهم حتى لا...

رفعت عيني من شفت محمد يتقدم ويخزر بيَّ أنصي صوتي. لمن ما رفعت عيني أكثر وأجت بِأتجاه الباب بقيت صافنة متوسعة عيني...
بعد سنة كاملة شفت راجح، چان رافع البردة ويدحگ بإستغراب عين عليَّ وعين ع الطفل إلى بحضني، أسمع محمد يحچي على أيلول ويحچي عليَّ بَس أنه مو وياه...

غمضت عيني وفتحتها وهوَّ بَس شافني هيچي نزل البردة بقوة وعينو خازرتني لمن ما أختفت، التفتت بسرعة ودخلت للبيت بدون كلام خليت رَيان ع السرير وأسويلو مَمة وجسمي يرجف...
ثاني يوم العصر خابروا گالوا شَمس حَتطلع، بالبداية الزئبق گال أخليها بالمستشفى أفضل مما تجي وتشوف هالضيم لِأنها بالتأكيد راح تتخبل أكثر مما هيَّ متخبلة، وبنفس الوقت ما يعرفون شَمس مُستحيل تبقى بمكان بعيدة عن خواتها وبهيچي ظرف قاسي.

چانت هوسة بالبيت وناس داخلة وناس طالعة، كملت مكان شَمس حتى ترتاح بي، بعدها بنصف ساعة دخلوا للبيت چانتّ تعبانة أكثر من قبل بَس صافنة بالناس والبيت والهوسة، ساندتها وَهن والسيروم مشكل بإيدها ساعدتها ردنا ندخلها للغرفة ما قبلت وأشرت ع الأستقبال: هين.

أشرتلي وهَن نخليها على راحتها، دخلناها للأستقبال والكُل شافها أنوب زادوا بالبچي وينعون أخرز بيهم ما يفيد ألا ما گامت خالة أُم راجح وتحچي بصوت عالي: ترا حامل ما يكفي الضيم إلى فوگ راسها هالنوب تسمع صوتچن، خيات صار ساعة ساكتات وتتمضحكن شمعنى بَس شفتوها صرتوا تبچون؟

سكتوا كُلهم وبقوا كم وحدة فعلاً تبچي من گلبها وسكتت لخاطر شَمس ما تنتكس حالتها، گامت خالة فاتن ساعدتها وسوتلها مَجال يمها گعدت علگت السيروم باليَدة الجامة.
مسحت وجهها ودموعي بعيني مبتسمة بوجهها: لا تأذين نفسچ وتأذين طفلچ كُلنا معاچ بَس أشريلي وأجيچ ركض.
هزت راسها وقدمت إيديها ألي بدون لا تحچي دحگت لإيدها وهمست: أنزعچ أساورچ؟

هزت راسها بدون كلام، نزعتها أساورها والمَحابس الناعمة الذهب إلى لابستها، أخذت كُل ذهبها بقت بَس حلقة زواجها، نزعتها المِعطف الثگيل ولفيت شالها بطريقة ترتاح بي وما تختنگ.
گمت من يمها وأشرت لعمتي أم راجح وخالة فاتن يخلون عينهم عليها، طلعت صارت مارس بوجهي همستلها: روحي يم شمس وعوفي كُل شي هسه أنه ووَهن والبنوات نكمل.
مارس: بَس ما...
قاطعتها وأربت على كتفها: روحي يم شَمس نحنَ نكمل الباقي.

تركت إلى بيدها ولفت شالها عدل ودخلت يم شَمس، كملنا الشغل والطلبات وخلصانين من الطبخ چانوا يطبخون خالات المغوار وحَيدر وأُمو هم يساعدوهم ويأشرفون على الطبخ كونهم يفهمون ومن عشائر چبيرة وشيوخ يطبخون هواي ويفهمون بالطبخ أكثر مننا.

بقيت أشتغل شُغلين فوگ شُغلي والبنوات يساعدوني بَس من قهري وحرگة گلبي صرت أشتغل ما حاسة على نفسي، بقيت أي شي أگضبو ما أتركو ألا ما أطلعو يلمع، الگاع گعدت عليها وبقيت أفرچ بيها ودموعي تنزل...
للمُغرب صلوا ودخلوا أخواني وحدهم ونورس زوج مارس يصبون العشاء للزلم، كملت كُل شي مسحت إيدي ومشيت يمهم أنزل بدشداشتي، دحگت چانوا مكملين والمغوار يوصيهم وين يخلون الأكل ويرتبوا گدام الناس بالتساوي.

بقيت واگفة بالمَمر مال المزرعة مكتفة إيدي أشرلي المغوار أروحلو، رحت يمو فرغ أكل بصحن چبير وخلا بيهم لحم چثير وهمس: هذا ترتبين صحن خظراوات مرتب وكامل من كُل شي وتخلين شمس تاكلو، دحگي ما بيها حيل لأنها ما مامخلية لُگمة بحلگها.
هزيت راسي صَبو وأنطاني إياه، مشيت من يمهم وعقلي يَم شمس وطفلها شلون راح هالطفل يعيش ببطنها إذا هيَّ ما دتاكل؟

بدخلتي للمَطبخ سمعت صوت شخص سلم عليَّ رفعت راسي چان أخو راجح، ابتسمت بخفة وجاوبت: هذا حالنا؟ شلون راح تتوقع نكون!
قوس شفايفو وهمس: أعرفچ قوية.
هزيت راسي ونزلتو للصحن مبتسمة ودمعتي نزلت: كُل شي سَهل واجهتو ألا فقدان أبوية، كَسر گلبي وظهري.

من شفت راجح دخل وقبل لا تصير عينو بعيني أستأذنت ودخلت بسرعة للمَطبخ، خليت الأكل وسويت صحن خظراوات مرتب لشمس، كملت كُل شي وما مفكرة بَس بيها وشلون أخليها تاكل، وأنه أرتب الصحن حمحم الزئبق ومَد راسو للمَطبخ: ميراس شويه بَس.
تركت إلى بيدي ورحت يمو چان جايب ألها أكل سفري همس: بَس جيبي شَمس للغرفة خلي تتعشى هسه.
ميراس: مو أنه جهزت الها اكل.!

الزئبق: هيَّ هسه طالعة من عملية قلب وما يصير تاكل أي أكل، لازم وجبات صحية.
حچيت بخوف: عجل شلون مخليها بين النسوان؟
الزئبق: لا تخافين حاچيتها قبل لا أخليها بين هالنسوان، ما راح تعرض حياتها وحياة طفلها للخطر.

أرتاحيت من كلامو، أشرتلو حأروح أجيبها، رحت بسرعة للأستقبال دخلت يم شَمس چانت گاعدة ومرجعة راسها ع الحايط، وجهها ميت ما بي أي ملامح وعيونها صايرين دَم، أعرف قهرها هسه بگلبها مجبورة ما تبچي أو تعصب لخاطر أبنها.
گومتها ما قبلت همست بأذنها: گومي معايا شويه أرتاحي.
شمس: خلوني هين ما أريد أجي.
ميراس: شمس لا تعذبين نفسچ مو علمود ما دتبچين ولا عندچ ردة فعل معناها أصدگ أنتِ طبيعية! أعرفچ أنه.

أشرتلي خالة فاتن شتريدين جاوبتها بهمس: تتعشى.
هزت راسها وأردفت: شمس ماما گومي أرتاحي شويه وأُكلي لگمة صار من العصر أنتِ على نفس الگعدة والصفنة هاي.

من صاروا النسوان يلحون عليها، سندت إيدها على إيدي گومتها بالگوة تمشي، مشينا مسافة صاحتني خالة فاتن التفتت عليها أشرتلي على شمس دحگت وراها ملابسها مدبگة، هزيت رأسي الها وطلعت شمس وأشرت للزئبق دخلتها للغرفة گعدتها ع السرير وخليت وراها مخاد همست وهيَّ تتحسس بطنها همست بقلق: شمس ملابسچ مدبگة!
شمس: غيرلي ملابسي راح أنجلط من ريحة المستشفى.

نزعتها الشال ومسحت على شعرها: تمام هسه رايحة أجيبلچ ملابسچ وأحتياجاتچ.
تركتها بعد ما دخل الزئبق، خلا الأكل ع الكومدي ومشى يمها، تركتهم وصعدت لغرفة شمس أخذتلها قاط ملابس كامل، وأحتياجات خاصة، نزلت بعد فترة قصيرة من ثولي فتحت الباب بدون لا أنبههم.
دحگت بيهم چان يمسح على وجهها ويحاول يوكلها وهيَّ رافضة وتگول ما جوعانة، دخلت خليت الملابس بصفحة وگعدت يمها: شمس أُكلي إذا مو لخاطرچ لخاطر هالطفل.

رفعت راسها للسقف مغمضة عينها: ما أشتهي يا ناس ما أگدر أكُل أحس مثل السَم وينزل ليش ما تفهمون!
گضب إيدها وخلاها على بطنها: وهذا الطفل شني ذنبو؟ أعرف ومقدر وضعچ بَس أنتِ هسه حامل وبنفس الوقت مريضة قلب لازم تتغذين حتى ترجعين لصحتچ، ولازم ترتاحين بعد أول البارحة طلعتي من عملية قسطرة قلب.

بقى يلح عليها ألا ما خلا بيدها تفاحة خضرة وهمس: ماشي لا تاكلين شي أبد بَس ع الأقل أُكلي هاي شوية يصير بيچ حيل وطفلچ يتغذى.
أخذت التفاحة وتاكل منها ودموعها تنزل: سَم والله مثل السَم دينزل أنتوا أبد ما تحسون بإحساسي هسه.
گام وگعد يمها حضن كتفها: أعرف وحاسس بيچ بَس داسوي هالشي لخاطرچ، إذا صارلچ شي شني حيصير بحالي؟ شني راح يصير بحال خواتچ بَعدچ!

قوست شفايفها وصارت تاكُل بقهر، كملت التفاحة وهوَّ دحگلي ورجع عينو الها عرفت أنتبه لملابسها، أومأت براسي طلع بعد شويه وأنه گومتها على كيف أخذتها للحمام غسلتلها وهيَّ كملت تبديل ملابسها وحدها، من خلصت طلعت تمددت ع السرير وعينها بالسقف شلت الأكل وخليتهم بصفحة دخلت سولين.
خليتها مع أُمها وحدهم ومتأكدة شمس راح تطلع من الغرفة وتكون صابرة على حُكم رب العالمين بسبب كلام سولين...

لليل وهمّا بالغرفة ومعاهم الزئبق شويه يدخل وبعدها يطلع...
كملت العزة وشَمس نفس وضعها بَس صافنة وما تحچي أبد
اخر يوم عزة دخل عمي وَضاح ووياه كم شخص بملابس عسكرية دخلوا للأستقبال ووياهم حَيدر.
شويه وطلع حَيدر وأجه اخذ شَمس وهي گامت ما معترضة، دخلوا للأستقبال لوقت طويل حيل وبعدها ترخصوا وطلعوا الضباط وبيدهم سجل چبير، شويه ورجعت شَمس گعدت بالصالة مخليه راسها بوسط إيديها.

بعد وقت طويل دخلوا الولد كُلهم التمينا بالصالة وشمس صافنة بالفراغ وما حچت كلمة وحدة وجه المغوار السؤال الها: ليش ما اعترفتي هالشي خطة منهم؟
بقت ساكتة ولا أنطت ردة فعل أردف مرة ثانية صاك على سنونو: تا أحاچيچ، ليش ما گلتي هاي خُطة چان دخلوا السجن هسااااااع.

التفتت على منطيتو نظرة ثاقبة: السجن راح يعاقبهم بعقاب بسيط يا إما يسجنهم مؤبد وهذا الشي مُستحيل لأن مثل ما تعرف حكومتنا تتعامل بالفلوس وروس كبار يطلعون بلمح البصر.
گام المغوار من مكانو مأشرلها بيدو بعصبية: شتريدين شمس شتريدين؟
سكتت وهيَّ تتنفس سريع ونظراتها تتحول من نظرات هادئة لنظرات شيطانية.
شَمس: أريد السَلام، تعبت كافي عاد شيسوون بعد خلي يسوون بَس المهم يكونون بعاد عني وعن بنتي وطفلي.

بقوا الكل صافنين وفاتحين حلگهم على كلامها همس حَيدر بأستغراب: أستسلمتي؟ بس نحن ما نستسلم بسهولة راح ناخذ بثأر الفهد لو كلفنا حياتنا.
دحگت للباب چان الزئبق واگف وبيدو ملف من سمع شمس ضحكت بقوة وگامت وهيَّ تضرب القنفة:
شَمس: طبعًا إذا أخوة مثلكم عاشوا سنين بعيدين عن الدمار والجُنون إلى عند عمامهم راح يتعجبون الأقوى بينهم أستسلمت.

مشت يمهم وهيَّ ترفع إيدها بتحذير وتحچي صاكة على سنونها: لا هسه جايين وصايرين زلم براسي أنتم ما شفتوا جزء صغير من إلى أنه شفتو، أنتو ما عشتوا ثانية من إلى أنه عشتو ف لا بالنهاية مسوين براسي حامينا وتطلعون رجولتكم هسع.

ضربت صدرها بقوة وصاحت بوجههم: أنتم صرتوا بزودي أنه، على مدار سنين أنه حاميتكم منهم وأنه تنازلت عن حياتي وسعادتي لأجل حمايتكم مو دتجون هسع تريدون تفرطون بروحكم لعمامكم وتروح تضحياتي هباءًا منثورا وهذا كلامي ينطبق عليكم وعلى زوجي وأولاد عمي كُلهم ما أسمحلكم تواجهون عمامي وألا تصير غير وأشوفكم الوجه الثاني لشمس الفهد.

مشت يم الزئبق وگفت گدامو ساكتة وهوَّ ساكت يتبادلون نفس النظرات، رجع الزئبق الملف ضامو بإيدو، بعدت من يمو ومشت لغرفتها، ركضت يمو وحچيت: شصاار؟ طلعت الفحوصات!
نظرلي مخذول ومكسور مدري حزين گعد ع القنفة وأشرلي اسد الباب، گمت سديتو ورجعت والولد يحاچوا: زئبق شصار؟

جر حسرة وأنطى الملف بأيد المغوار فتحو ما عرف كُل شي چان أنگليزي صار الزئبق يشرح: عندها مشاكل بالقلب توَّضح من خلال القسطرة إلى سويناها لتوسيع أحد صمامات قلبها، قلبها ضعيف ولمن ما ترجع الفحوصات من أنگلترا هم يتوضح أكثر وإذا ما توسع الصمام لازم عملية قلب مفتوح.
سكت وصفن ثواني وهمس:.

- چانت تتعصب على أدنى شي ومن عصبيتها وأنفعالها صاير ضغط على أعصاب رأسها ولِأن محد مهتم بيها ومراقب صحتها ملتهبة الأعصاب إلى براسها وإذا تعصبت هالفترة أكثر مُمكن يسبب قطع لا سامح الله وما نگدر نعالجو بسهولة.
بقينا صافنين ما مستوعبين كل الكلام هذا، كل هالأمراض بيها ومحد يدري؟ طبعًا حتى هيّ ما چانت مهتمة لصحتها أبدًا.
الزئبق: إذا هيَّ تعرف بكل هذا ما راح تتعالج.
حيدر: شني ما تتعالج هيَّ بكيفها؟

الزئبق: للأسف أُختك دتمُر بوضع صعب وإذا عرفت مريضة ما راح تتعالج لأنها أعند من العناد.
گالها وگام يمسح بعينو: أتمنى هالكلام ما يطلع الها، أحذركم ما يطلع لأن فرصتي الوحيدة بعلاجها هيَّ اعالجها بدون لا تفهم شي.
گالها وصعد للغرفة...
بعد أسبوع بالضبط رجعت مارس على بيتها، بقيت أنه من رَيان على شمس تعبت حيل وهيَّ أبد ما تحچي، ما بقى أحد ما حچى معاها وهيَّ ما تستمع لأي شخص حَتى الزئبق ما تسمعلو.

الكُل تعبان وهلكان وخالة فاتن حالتها صعبة بحيث ساجنة نفسها بغرفة وما تطلع منها ولا حتى تاكُل وتشرب، حَمد هم محمل نفسو الذنب ولِأن ما سامح أبوية قبل موتو لهسه كُل شويه ينهار والولد يساندوا چانوا أقوى أثنين بينا وَهن والمغوار الأ نحنَ أنهارينا وخاصة شمس مُستحيل تتخطى وتگعد ساكتة أكيد بس تستعيد نفسها تساوي عائلة عمامي بالأرض.
.
- الزئبق -.

بعد وقت صعب وطويل، تذكرت بعض ذكريات طفولتي وصرت أضحك وأهز رأسي: لأي درجة واصل وأضحك على جروحي وأصعب أيامي.
مسحت دموعي إلى چانت تتسارع بالنزول، دخلت للبيت الكُل بغرفهم وهدوء، صعدت لغرفتي وقبل لا أوصل رَن موبايلي دحگت بي مبتسم: خير شصاير حَتى تذكرني؟
جاوبت بأستغراب: هلا آغاتي.
- شلونك؟
الزئبق: بخير الحمدلله، بس شعجب متصل بيَّ؟
- أكو شخص دايفتح دفاتر قديمة.
مشيت لصفحة وجاوبت منصي صوتي: شني؟

- مثل ما گلتلك اليوم شخص مجهول دايبعثر الوسط ب فتح دفاتر ماضيك العتيگة.
الزئبق: منو هذا وشيريد مني؟
- ما أعرف بَس واضح جا وقت تصفيتك لو شخص فضولي.
بقيت صافن بالحايط إلى گدامي وجاوبت: أحد وصل للآمانة؟
- لا تخاف هاي محد يگدر يوصللها ألا بموتي، بَس إحذر زئبق هذا الوضع ما يطمن.
رفعت رأسي للسقف مغمض عيوني: حياتي مو مُهمة الاهم محد يوصل للآمانة والوثائق إلى عندك، لِأن إلى يوصللها منهم راح ينهي كُل شي.

- عيني وأذني مفتوحة ليل ونهار لا تخاف بَس أتصلت حتى تاخذ حذرك ويكون عندك علم.
الزئبق: إلى بعثر بالماضي زلمة لو حرمة؟
- حسب معلوماتي حُرمة لِأن قبل لا تطلع همست يم أحد الموظفين: وصل سلام المُلثمة للدَهار وگُلو النار ما راح تنطفي بعد الآن.
الزئبق: حاول تعرف هاي ياهي وأنطيني خبر هسه لازم أغلق.

گلتها وغلقت الموبايل أفرك وجهي، يا تُرى منو هاي؟ وشقصدها بهذا الكلام؟
نفضت الأفكار السلبية وفتحت باب الغرفة دخلت وأنه أدحگلها غافية ومكشفة، نزعت المعطف وتركتو ع القنفة والجنطة معاها، غسلت إيديه ومشيت يمها گعدت ع السرير وأمسح على شعرها.
الزئبق: شمس گاعدة؟
ما رَدت الواضح غافية من صدگ، رفعت الغُطى وغطيتها وأنه أقبّل جَبينها وإيدي على بطنها: أحسن شيء أختاريتي هوَّ السَلام.

جا صوتها وما زالت مغمضة: ما أختاريتو بسهولة بَس خايفة أفقد أعزاز أكثر مما فقدت.
دحگت بعيونها الذبلانة؛ همست: أتمنى ما تتراجعين عن هالقرار، أنه موجود ودم أبوچ ما يروح هَدر.
ضحكت وعدلت نفسها، سندت ظهرها على تاج السرير وجاوبتني: إذا أنه تراجعت بمعنى كُلكم تتراجعون ببالك أنه أستسلمت علمود شي؟ أنه أستسلمت علمود سلامتكم ألا بيومين أگدر أدخلهم بأماكن ما يطلعون منها.

درت وجهي وگمت للميز أخذت علاجاتها وگلاص مَي خليتهم ع الكومدي إلى يم السرير ب الجهة الثانية گعدت ع وأنزع جواربي خليتهم بصفحة وعدلت نفسي گاعد مثل گعدتها.
الزئبق: مثل ما تريدين أنتِ محد راح يتحرك بكيفو هاي هيَّ.
سكتت ثواني وأضفت لكلامي: ما أخذتي علاجچ مو؟
هزت رأسها ب لا سحبت علاجاتها وگلاص المَي، شربتهم رجعت الگلاص ع الكومدي والتفتت الها فاتح إيدي: تعالي.

بقت نظراتها تتوزع لوجهي ثواني قصيرة وقدمت راسها مخليتو على چتفي، هامسة بهدوء: شلون الشخص يگدر يحمل كُل هاي الحنية والحُب؟

الزئبق: الحنّية إلى عند الشخص يكون هوَّ بحد ذاتو فاقدها ولهذا يفرط بحنيتو للأشخاص إلى حواليه، أما الحُب مو أي شخص گال أحبچ معناها يحبچ، الحُب الحَقيقي من أنتِ مملؤة ب الجروح والكسور وماكو نقطة آمل وعلى ضفة الموت لكن الحُب يعيد الآمل والشَغف وبرغم الجروح والعُنف إلى متعرضيلو، الحُب الحقيقي يداويهم وببعض الوقت ينسينا همومنا بمُجرد نتخيل ضحكة شخص نحبو.

رفعت راسها صارت عينها بعيني، رفعت إيدي وبأصابعي أفرق شعر حواجبها الكثيفة، هامس بحُب: وأنا، أنا بمُجرد النظر لعيناكِ أنسى? عقلي و ذاكِرتي كُلها.
نزلت راسها مغمضة عيونها، غفت على چتفي ضميتها قوي وأقبّل رأسها: أرقدي في أكثر موقع آمن في العالم، هُنا حَتى لو أجتمعت شياطين الأنس والجن لا يُمكنهم لمس شعرة مِنك.

بقيت أمسد على شعرها لما حَسيتها غفت وراحت بالنومة عدلت نومتها وگمت، أخذت موبايلي والمَلف إلى بالكنتور ومشيت، وقبل لا أخطي بخطوات ثانية التفتت عليها.
تأملت وجهها لثواني، تقدمت بخطوات بطيئة ودنگت عليها قبّلت عيونها مبتسم: أنتِ ونايمة كأنچ مَلاك لكن من تفتحين هاي العيون تتحولين لإمرأة حديدية، كُل السر بعيونچ.

أبتعدت بعد دقائق من تأمُلي لوَجهها، خطيت خطواتي بهدوء وطلعت من الغرفة، رفعت موبايلي وأتصلت ومباشرةً رَد: أي دَهَار!
الزئبق: كُل شي جاهز؟
- أي ومنتظريك، بَس سؤال. أنتَ متأكد من إلى تريد تسوي؟
الزئبق: لعيونها أسوي كُل شي.
- هم نفسها إلى بكتاباتك البائِسة؟
الزئبق: إنها جرح وعلاج لقلبي في الوقت نفسه.

غلقت الموبايل منو بعد ما نزلت للباب الخارجي، طلعت من البيت وألبس چفوفي السوداء. صعدت للسيارة وأنطلقت بيها بشوارع خالية ومُظلمة، دمعت عيني بذكرى كُل يوم قضيتو معاها، بكُل يوم وكُل لحظة.
وصلت للمكان المتفقين عليه، نزلت من سيارتي وتقدمت مبتسم: شلونكم آغاتي؟
- بخير
أبتسمت بوجههم وربتت على أكتافهم: لا تخافون كُل شي راح يصير تمام.

نطقتها وصارت عيني ع الأشخاص الواگفين أمامنا، مشيت داخل للمكان بكُل أريحية، صادفني صوتو المُستفز: أخوية العزيز.
نظرتلو من من الأعلى للأسفل بقرف: ما يشرفني أصير أخوك حتى لو دمنا واحد.
كتف إيدينو وتقدم لي يضحك: الشخص المُضحي، الشخص المظلوم دائِمًا، أوو نسينا البطل البريئ وألا شتگول أنتَ؟

دحگت بي ثواني صامت عن الكلام، أزحت نظري منو ومشيت خطوتين جا صوتو: الحقيقة ألي محد يعرفها أنتَ شرير أو شيطان هاي اللعبة، وبالأخص شمس لهسع ما تعرف زوجها شني من شي.
سحبتو من ياختو عاگد حاجبي: أنه ما صرت مثلكم ولا راح أصير وإذا چنتّ شيطان بوجه إلى يأذي زوجتي مو مُهم حتى لو هيَّ عرفت بالشي إلى سويتو لَحتى أحميها.
نزل إيدي منو وهمس ب تسائُل.

مُهراب: تدري شمس ليش ساكتة عن مقتل أبوها؟ ليش شمس گعدت بالبيت وأستسلمت؟
الزئبق: لأن تريد السلام كافي حرب عليها أتركوها تعيش حياتها كافي.
تقرب ألي ويدحگ بعيوني
مُهراب: أثنينا نعرف حق المعرفة شمس ما راح تعيش بسلام أبدًا، وشيء ثاني شمس أستسلمت لأنها تخاف عليك.

أنداريت وأنه أضحك وأصفگ بيدي، رجعت أنداريت عليه وجاوبتو: شمس أقوى من إنها تستسلم علمود خوفها منكم، وأقوى من أن تستسلم علمود رجل، هيَّ بحالة صدمة وما تعرف بقراراتها لكن إذا أستعادت صحتها بَس رب الكون ينقذكم منها.
مُهراب: ولو تعرف حقيقتك هم راح تبقى معاك؟ راح تكون أول شخص تقضي عليه.
الزئبق: شتريد بالضبط؟
مُهراب: أملاك الفهد ألي خارج البلد.

ضحكت بأستهزاء: إذا عندك جُرأة گولها لشمس مو ألي، كَون كُل شي مسجل بأسمها وهيَّ المسؤلة عن كُل أموال وإرث الفهد.
مُهراب: السؤال ألي محيرني ليش فهد مسجل كُل شي بأسمها؟ عندو طن ولد وبنات شمعنى شمس!

تقربت منو مبتسم صفح: لأن المرحوم يعرف شمس الوحيدة إلى تگدر تتغلب عليكم، والوحيدة إلى لا قوتكم ولا الروس الكبار إلى عندكم ولا حتى قوة سحركم راح تلويها، شمس الوحيدة إلى چانت نسخة أبوها وأقواهم وأذكاهم، ذكائها وقوتها تغلب حتى أبوها.
مُهراب: قوتها وذكائها خسّرتها هواي ناس، وراح تخسرها زوجها وعزيز طفولتها.
الزئبق: مو مُشكلة أنه أنطيها روحي ونبض گلبي.
ربت على كتفي مبتسم: عجل حظر نفسك للقادم.

نطقها وتركني بأفكاري، طلعت بعد مُدة قصيرة وخليت الولد يرجعون بقيت وَحدي لمدة من الوقت شارد ذهني بكلامو وثقتو، أفكر حاليًا أحمي منو؟ أحارب منو؟
أنه شنو بحياتهم؟
لا الأب والأم أعتبروني أبن
لا الأخ أعتبرني أخ
الأُخت أعتبرتني أخ وحَبّتني وأخذوها مني
شمس لحد هاي اللحظة ما تثق بيَّ ولا معتبرتني زوج حقيقي برغم علاقتنا.
ضحكت مستهزء بشعوري بالوَحدة والدموع متجمعة بعيني.

- ليش أعتب على أحد؟ مو أنه طفولتي كُلها مُشرّد، أبن شوارع، چنتّ يتيم الوالدين والأخوة والصحبة برغم كُلهم عايشين.
نزلت راسي ع الستيرن أضحك بأستهزاء: الشي الوحيد إلى عندي هوَّ خسارة كُل الناس والعودة وحيد، بالنهاية محد راح يبقى راح أرجع لبيتي وحيد من دون أحد، مُحاربتي هاي فاشلة بس حتى تبرد نار گلبي.
شغلت السيارة مشيت والذكريات تنعاد بذهني.

بعد وقت وصلت البيت ركنت السيارة ونزلت، أفتريت بالمزرعة أشم الهواء النقي بمنتصف الليل. لمحت شي أسود مَر من خلف الأشجار، مشيت بحَذر متتبع هالجسم الأسود، بقى على وصولو السياج مال المزرعة خطوات سحبتو من چتفو.

بحركة سريعة راد يغرز شي حادّ بصدري ويقطع أشلائي لكن تراجعت وأنغرز بأعلى إيدي، همس بفحيح وهوَّ يسحب هالشي الحاد من جهة إيدي العلوية: دَهار هذا تحذير صغير ألك، بمثل ما شمس أستسلمت أنتَ هم تستسلم وتسلم نفسك وياخذوك.
تراجعت للخلف وإيدي تنزف غمضت عيوني وفتحتهم أحس بدوخة خفيفة، ضاق نفسي وأغوشت عيوني، شفتو مشى وهوَّ يحذرني، ردت أواصل تعقبو بَس قوتي ما تكفي گعدت ع البلوكات إلى هناك وأسحب نَفس وأزفرو...

گمت گاضب إيدي بوجع شديد واحس أيدي تحترگ، دخلت للبيت دحگت ماكو أحد گاعد، واصلت للغرفة فتحت الباب على كيف لكن بمُجرد إني دخلت شفتها گاعدة ع القنفة.
عدلت وگفتي مبتسم: شمسي شگعدچ بهالوقت؟
دارت عينها لأيدي وگامت على حيلها وصلت يمي ومَدت إيدها للجرح رَدت عينها لعيني: خلي نعالجها قبل لا تتجرثم.

أستغربت وضعها شلون ما سألت؟ أخذتني من إيدي للقنفة گعدتني ومشت جابت جنطة الأسعافات الأولية خلتهم ع الميز وتدحگ مبتسمة تطمنّي أردفت مستغرب حيل وضعها: شمس أنتِ بخير؟
هزت رأسها مبتسمة: اي بخير، ليش؟
سكتت وهيَّ تقدمت نزعتني المِعطف والقميص وگعدت گدامي ع الميز صارت تعقم بالجرح بدون لا تحچي حرف واحد، تصرفاتها بااردة حيل.
من صار وجهها قريب مني ملتهية تنظف جرح إيدي همست بأذنها: ليش تحول بُركانچ ل جَليد!

بعدت مني والقطن بأيدها: ما تحول شي مني بَس أنه لازم ألتهي ببيتي وأطفالي، كافي مُلاحقة عمامي، تعبت.
بقيت أتأمل وجهها وكيف تمسح جَبينها وخاصة بأعلى حاجبها ومنزلة رأسها، رجعت تعقم الجرح وما زلت أتأمل وجهها ل دقائق وصارت عينها بعيني ووجهها مقابل وجهي، أبتسمت وسحبت إيدها گعدتها ع الميز الگدامي.
الزئبق: شعجب ما سألتيني سبب هذا الجرح!

شمس: ببساطة لأن ما مُهم إلى دتسوي ومتأكدة سبب الطعنة هاي شيء تافه وما مستحق تعكر حياتك لأجله.
الزئبق: شتريديني أسوي؟
تقربت وهيَّ ترفع إيديها لخَدي محتظنتو: زئبق كافي، أنهي كُل شي يخص عمامي خلينا نعيش حياة هادئة ولو لسنة بَس، خليني أعيش بهدوء وشوية طمأنينة وبدون خوف إنو أبقى قلقة تجاهكم وأخاف لا يصيرلكم شي.
مسحت على خدها مبتسم: لا تخافين كُلنا معاچ وراح نبقى وما نخلي شيء يقلقچ علينا.

رجعت بعد ثواني تعقم جرح إيدي بدون ما تحچي كلمة وحدة، كملت تعقيم وخيطت الجرح إلى چان اربع طعنات وغلقتو، عزلت المكان وأنه متمدد وأدحگ بيها همست: تعالي تمددي عوفي كل شي.
ما حچت أي كلمة كملت ترتيب الغرفة وأجت تمددت وهيَّ تهمس دايرة ظهرها: لا تنام على إيدك دير بالك.
التفتت بكل جسمي عليها: شمس.
شمس: نعم!
سحبتها من إيدها ودرتها عليَّ: ما دافهمچ، ليش غامضة وغريبة ل هاي الدرجة؟

بقت عينها بعيني وجاوبت بعد لحظات: چنتوا متعودين على شمس إلى محد يكسرها، شمس إلى مثل الجبل خلف الكل، بس خلاص هسه أنكسرت والجبل أنهدم، أنه حاليًا عايشة حياتي لخاطر هالطفل البريئ.
الزئبق: ولو ما چنتِ حامل شني چان راح يصير؟
تحولت عيونها الباردة لعيون حادة إلى يناظرها يشوف كمية الشر والحقد داخلها، همست بفحيح مُرعب: كُنت لعنة آل عبدالله، الأفعى إلى يكون سَمُها نهاية العالم لنَسلهم القذِر بَس...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب