رواية أسطورة ماريا فيسكونتي للكاتبة كيم ميرا الفصل الثامن

رواية أسطورة ماريا فيسكونتي للكاتبة كيم ميرا الفصل الثامن

رواية أسطورة ماريا فيسكونتي للكاتبة كيم ميرا الفصل الثامن

موعد!
كررت عمتي من بعدي في دهشة، حتى أنها تركت خصلات شعري التي كانت تمشطها.
العمة ايزابيلا هي الوحيدة التي اطلعتها عن كل شيء دون ان اخفي تفصيلا واحدا، و ها انا بعد يوم الخطبة الطويل استطعت ان اهرب لغرفتها بعد العشاء.
عندما اخبرته انني على علم بما يحاك من خلف ظهري ضحك على متمتما انني لطيفة!
اللعين يستخف بي!
نطقت بغضب اشد على قبضتي غير ان عمتي وخزت ظهري بالمشط تحثني على اكمال حديثي.

طلب مني أن اتحلى ببعض الصبر لحين حلول موعدنا!
ابتسمت العمة باتساع قبل أن تسألني بحماس.
و متى سيكون الموعد؟
بحق السماء لما هي سعيدة حتى؟!
برأس السنة
حدقت بالسقف لمدة تحسب كم بقي من الزمن.
هذا يعني بعد اسبوع
همهمت أؤكد لها صحة ما قالته، يفصلني عن موعدي مع الشيطان الذي اصبح خطيبي ما يقارب السبعة ايام.
لربما سيعطيكي خاتم خطبتك في الموعد ماريا!
شاركت العمة ايزا فكرتها معي سعيدة بذاك الاحتمال.

لا تذكريني بقصة الخاتم، منذ ذهاب عائلة اورسيني و والدي يصرخ بوجهي لانني رفضت امر الخاتم اليوم.
تنهدت عمتي بثقل، لطالما شعرت بتغيرها ما ان أتحدث عن والدي، كانت معالم وجهها التي تنبض بالحياة تموت فجأة ابتسامتها المشرقة تغرب عن وجهها مخلفة بذالك تجاعيد خفيفة خلفها ألم الماضي...
مسكينة هي عمتي!

لا تهتمي ماريا، من الافضل ان تجهزي نفسك جيدا، بما أن والدتك لن تعرف عن امر لقائك مبكرا هذا يتيح لك فرصة اختيار أي شيء تريدينه و سأساعدك!
اومأت لها مبتسمة لحماسها، بعد ان انتهت من تمشيط شعري قبلت وجنتها كشكر و اقتدت كرسيها المتحرك ناحية سريرها كي اساعدها في التنقل، حرصت على غلق النافذة و فتح الباب فالجو خارجا بارد حقا، الجو يوحي بأن المطر قد يهطل في أي وقت.

تمنيت لها نوما هنيئا ثم غادرت و انا سارحة بالتفكير لما هو قادم.

فتح باب الغرفة دون استئذان كعادته، و ما لبثت ان تغيرت ملامحه المرحة إلى اخرى ضجرة.
بحقك! مرة أخرى؟!
لم يصدر ليوناردو اي صوت، كان منغمسا يقرأ تلك الكلمات للمرة الألف بينما يحتسي كأس نبيذه.
يا صديقي لقد اصبحت مهووسا بها!
رفع رأسه ناحية توأمه و نطق بشرود يسترجع تفاصيلها...
اصبحت هذه عادته الجديدة!
يراها بكل ركن و بكل مكان و داخل كل شخص...
لكنها ليست موجودة بأي ركن و لا أي مكان و لا تشبه أي شخص!

تجعله ماريا فيسكونتي يفقد صوابه في كل ثانية تمر بدونها.
الهوس كلمة قليلة بحق ما أشعر به اتجاهها ايدواردو،
أقسم لك انني مستعد لقتل كل إنسان ينظر لها فما بالك ان يقترب منها!
ابتسم ايدواردو بمرح و جلس على السرير يقابل اخيه الذي اتخذ الكرسي مجلسا ملائما له.
واو، لا أصدق ان ليوناردو اورسيني الذي لطالما سخر من حبي الصادق لفتاتي اصبح عاشقا ولهانا!
قلب ليوناردو عينيه ببرود و رد بلهجة ساخرة.

ليوناردو اورسيني تقدم في بضعة ايام عليك و ها هي اصبحت خطيبتي اما عنك فلا زلت تدور في نفس الحلقة الفارغة!
ان واصلت هكذا ستجدها قد تزوجت بين ليلة و ضحاها!
اظلمت عينا ايدواردو لما نطق به شقيقه،
هي فتاته...
منذ ان ولدت قد اصبحت ذلك...
و الى ان تموت ستبقى هكذا!
فليتجرأ شخص ما و يقترب منها...
يقسم أنه سيجعله يتمنى الموت بأبشع الطرق و لن يحقق له رغبته...
سيعذبه كما لم يفعل طاغ بعبده!
انها له هو...

و لا أحد غيره...

اللعنة فقط أهي شبح أم ماذا؟!
نطق يشد على خصلات شعره بقوة، أين هي؟!
أين اختفت؟!
لما لا يجدها مهما بحث عنها؟!
ماريوس شغل عقلك أيها الحمار الوحشي الغبي!
ماذا تعرف عنها غير اسمها؟!
حدق بالسقف قليلا.
سمع صوتها لكن هذا لم يفيد...
لديه سماعاتها و هذا ايضا لا يفيد...
ماذا ايضا؟!
ملامحها!
تبا لي و لغبائي!
ركض ناحية سريره أين كان قد ألقى هاتفته، عليه ان يجدها و الا فسيجن قريبا!
لا يعلم في ماذا سيتكلم معها!

ولا يعلم لما يبحث عنها بالأصل...
أحتاج أن اعيد لها سماعاتها، أنا لست بالشخص الذي سيسرق سماعات فتاة مسكينة!
برر لنفسه و هو يتصل بأحد معارفه.
اوه جوزيف كيف حالك يا رجل؟!
كنت اريد أن اطلب منك طلبا بسيطا ان كنت لا تزال تمتهن الرسم يا صاح.
أفضل أن نلتقي بمطعم ما فلتنتظرني.

31 / 01 / 2023
قصر عائلة فيسكونتي
قميص صوفي بني اللون و تنورة طويلة، هذا كان اختياري لموعدي الأول في حياتي بأكملها، اتفقنا انا و ليوناردو على ان لا نخبر احدا بشأن الموعد، سيأتي فجأة و يصطحبني و هكذا اكون قد نجوت من حميات أمي الغذائية و توبيخات والدي.

الشيء الوحيد الذي يزعجني بهذا الموعد هو انني سأتخلف عن تبادل الهدايا مع اخوتي و عمتي...
و لهاذا سأحاول الرجوع باكرا قدر الامكان.
الاحتفال عندنا في القصر من اسوء ما يحدث، يكون الأمر مملا، الامر الوحيد الذي يجعل الاحتفال مختلفا هو تقديم موعد العشاء و إلقاء جدي لخطاب طويل يتحدث فيه عن عظمة الأسرة و ان اجتماعها هبة من الرب.

عندما كنت صغيرة تحدثت الفتيات في المدرسة عن الرجل الذي يوزع الهدايا في يوم الميلاد، ذي لحية بيضاء و قبعة و ثياب حمراء، يقود عربة تجرها الغزلان الجميلة و يضحك ضحكة لطيفة و هو يقفز من مدخنة لاخرى كي يضع الهدايا تحت الشجرة التي يجهزها أفراد العائلة و هم يضحكون.
شعرت بالغيرة الشديدة و فور عودتي سألت أمي لما.

لا يأتي رجل الميلاد لمنزلنا نحن ايضا، أخبرتني ان الامر مجرد خرافة و خزعبلات لا تمت الواقع بصلة، و ان على أن أكون فتاة اذكى و أرقى و ان لا أفكر بموضوع تافه كهذا فهو يعتبر مضيعة لوقتي.
تحطمت احلامي، بكيت كثيرا خيبتي لكن لم يطل الامر كثيرا، حين اكتشف ايريك ما حدث قام باختلاق تلك الحفلة بيننا نحن الاربعة.
نمنح بعضنا الهدايا بعد أن ينام الجميع و نضحك و نقوم بما يجعلنا سعداء...

و بعد ان اكتشفت ان لي عمة محجوزة بالعلية جعلت الثلاثة يحتفلون معنا.
إنه اليوم الوحيد الذي يلتقي فيه اخوتي بالعمة ايزابيلا، تبتسم لهم و تحدثهم بنوع من الهدوء لكنني ألمح تلك السعادة بعينيها.
تنهدت بتعب ثم جلست على السرير، كنت قد جهزت حقيبتي و معطف الفرو خاصتي الذي كان بلون مخملي يتناسب مع الثياب التي اخترتها.
شردت بالسقف أحدق فيه بفراغ و قد تبادر لذهني أمر خطة ميرنا.
آمل ان لا تتسبب في مشكلة!

همست بقلق اقبض على يدي، خفت انا و صديقتي ان يقوم ليوناردو بالكذب على او اخفاء شيء من الحقيقة و لهذا اخبرتني انها ستقوم بالتحقيق على طريقتها.
و صراحة اخاف من طريقتها!
سمعت طرقا على الباب، كانت الطرقات الثلاث التي اخترقت مسامعي كفيلة بجعلي ارتبك.
هل جاء قبل الموعد بساعة كاملة!
انها لا تزال الخامسة بحق السماء، استقمت بتوتر راكضة للمرآة اتفقد مظهري للمرة الأخيرة...
حسنا لا بأس بمظهري!
أدخل.

نبست بصوت هادئ اقرب للبرود كي لا أشعره بقلقي و توتري، كنت مستعدة لزرع نفس الملامح على وجهي غير ان عيني توسعتا عندما وقعتا على الطارق.
نيكولاس؟!

ايليت على الأقل انظري إلى انا اترجاك!
نبس بضعف، هو منذ اسبوع يلحقها بكل مكان لكنها لا تجيبه بل لا تلقي نظرة واحدة عليه.
كم مرة أخبرتك ان الامر لصالحها، انا اقوم بهذا من اجلها...
اعلم ان الامر ليس جيدا كما يبدو و حتى سيئا لكن انت لا تعلمين الكثير من الأمور صغيرتي ارجوك!
لم يتغير شيء، واصلت كوي الغسيل و طيه دون الالتفات لصاحب الخصلات الفحمية.
ألن تجيبيني؟

لم تنطق بحرف و اطبقت فمها كالعادة، شعرت أنه وقف و شعرت ببعض الخيبة عندما لاحظت أنه فتح الباب و سيغادر...
إلا أنها تجمدت بفعل الصدمة لما فعله بدل المغادرة.
ايييليييت أناااا آسسسف!
أنااا اعشششقك!
هي،
لم يستطع انهاء حديثه أثر يدها التي امتدت ناحية ثغره مانعة باقي الكلمات من الخروج.
هل جننت ايريك؟!
ما الذي تفعله بحق الجحيم!

همست بعتاب و قلق تتأكد من ان لا شخص سمع صراخه، لحد هذه اللحظة لم تعترف ايليت بحبها لايريك، فكرة ان والدها عامل في مخزن النبيذ بينما تشتغل والدتها في مصنع الحرير...
مصير اسرتها كلها بين يدي عائلة فيسكونتي، كما ان علاقتهما ستجعل والدي ايريك يكرهانه، و هذا امر لا تستطيع ايليت تحمل ذنبه، لطالما حاولت اقناع ذاك العاشق بتفاصيلها ان طريقهما مسدودة، لكنه عنيد لا يستطيع تحمل فكرة التخلي عنها.

عندما شعرت أنه لن ينطق بحرف آخر ازاحت يدها بتردد، كان ملامح وجهه هادئة سارحة بمعالم وجهها الفاتن.
لن تصدقي مدى اشتياقي لصوتك ايلي!
احمرت وجنتاها، كنت على وشك ان تستدير لتكمل عملها غير أنه قيد خصرها بذراعيه يحضرها داخل احضانه، و برأسه اتكئ على كتفها يستنشق عبيرها الذي حرم منه لازيد من اسبوعين.
فلتغفري لي...
أيامي من دونك لا معنى لها...
قلبي يفتقدك...
يفتقدك في كل لحظة تكونين فيها بعيدة عني!

أليس ابتعادك جريمة في حق روحي العاشقة لك،
تأثرت؟!
نعم كثيرا
عانقته؟!
و بشدة، احتضنته بيديها ايضا بعد تردد كبير.
ابتسم؟!
بل و من فرحته قبلها.
سأشرح لك كل شيء صغيرتي...
أعدك!

يقف امام المكتبة في قاعة الجلوس، يحاول اختيار كتاب مناسب لجلسته، فأخيرا هاهو لوحده دون ان يعكر احد صفو مزاجه او افكاره، سماعته اللاسلكية بثت اغاني هادئة من نوعه المفضل.
وقع اختياره على رواية للكاتبة الإيطالية فيولا أردونيه، كان قد تحدث عنه الجميع و اراد تجريب قراءته ذات مرة غير أنه انشغل بالعمل و المشاريع الخاصة بالشركة الرئيسية لعائلته و لم يجد وقتا.
و هاهو الآن على وشك قراءته...

قبل أن يبدأ حرص على نزع السماعات و تشغيل اغانيه بصوت مرتفع، كانت ألحانا هادئة لا تعكر ذاك السكون و الوقار الذي حرص على وجوده، الأنوار خافتة قليلا و النافذة المفتوحة جعلت من ذاك اللون البرتقالي يترك اثرا على الارضية النظيفة في القاعة.
قطار الاطفال
بدأ القراءة بصوت مرتفع، هذه عادة لا يعلم عنها أحد، يفضل جوليان قراءة الكتب بصوت مرتفع، يشعر ان هذا الشيء الوحيد الذي يستطيع الحديث عنه دون ملل.

أطفال خائفون تفتح مخيّلاتهم أبواب الاحتمالات الأكثر سوءاً. عندما ركب أميريغو القطار برفقة أطفال آخرين ذات صباح من عام 1946، لم يكن يعرف وجهته ولا مصيره
كان يقرأ المقدمة بصوت هادئ فيه بحة معتادة اكتسبها من صمته المتواصل، عيناه تلمعان لأشعة الشمس التي يبتلعها الغروب رويدا رويدا.
بدهشة سنواته السبع، ونظرة طفل الأزقّة الثاقبة، يرسم أجواء إيطاليا الخارجة من الحرب كأننا نراها للمرّة الأولى.

شعر ان رحلته في عالم هذا الكتاب قد بدأت لهذا واصل يقرأ بترقب الى أين ستكون وجهته...
يبدو كتابا جميلا بحق!
إلى أين تأخذهم هذه الطريق؟ ولمَ يتركون أمّهاتهم ومدينتهم؟ رحلة ستغيّر مصيرهم وتحملهم من أزقة نابولي الفقيرة نحو الشمال البعيد حيث يكتشفون الثلج وأشياء أُخرى،.

انتهت المقدمة أخيرا، يبدو أنه سيستمع كثيرا و هو يقرأ تحفة فيولا هذه، كان على وشك ان يقلب الصفحة عندما سمع صوتا ما، و قد بدى الصوت قريبا جدا...
رمش عدة مرات قبل أن يغلق الكتاب الذي كان قريبا من وجهه...
بدى الامر غريبا عندما تقابلت عيناهما، كانت جالسة على الارض تناظره بعينين متوسعتين كخاصة الاطفال و شعر أحمر متموج قليلا، منذ متى و هي هنا؟!
بل و من هي بالأصل؟!

من دون ان يسألها هي بدأت تفسر له، وجهها أحمر خجلا لهذا الموقف الذي تعرضت له و رغم انها شعرت بالاحراج إلا أنها مع ذلك ابتسمت بنوع من التوتر و نطقت بلطف.

مرحبا سيد جوليان، انا راسيل سانتيرا خطيبة نيكولاس ابن خالتك، اعتذر عن تطفلي لقد ذهب نيكولاس ليهنئ شقيقتك و طلب مني الانتظار و بينما كنت واقفة عند الباب سمعتك تقرأ و لهذا جلست على الارض و بدأت شيئا فشيئا اقترب منك لأستمع بوضوح و روادتني فجأة رغبة في العطس و بينما كنت أحاول السيطرة على نفسي اصدرت صوتا و ازعجتك لهذا اعتذر عن الازعاج سيد جوليان
لكن حقا اعجبني الاستماع لك فهل يمكنني البقاء؟

كانت تتحدث سريعا...
سريعا جدا و بدون ان تأخذ نفسا واحدا ما جعل وجهها يحمر أكثر، و كان هو يرمقها بهدوء و ببرود نوعا ما، بدى و كأنه لا يبالي بما تقوله.
حدق بها لبضعة لحظات و هو يرمش بملامح فارغة، بينما بادلته النظرات بابتسامة متوترة.
انت مزعجة!

نبس بهدوء جاتغيرت معالم راسيل، شعرت بالدهشة لأنه وصفها بالمزعجة دون ان يرف له جفن، بلعت ريقها و كانت ستنهض لتعتذر مجددا و تخرج مع فتات الكرامة المتبقي لها لولا أنه فتح كتابه ناطقا.
ان اردتي الاستماع ايتها الصهباء فالتزمي الصمت لا داعي للثرثرة دون طائل!
هل سمح لها بالبقاء حقا؟!
ابتسمت صاحبة العينين الزرقاوين باتساع، حاوطت ركبتيها و اسندت رأسها فوق ذراعيها تنتظر ان يبدأ قراءة الكتاب...

قلب الصفحات بهدوء و باشر القراءة بينما يلقي نظرة بين الحين و الآخر على تلك التي غاصت معه باجواء الرواية.
لقد حصل على شريك في رحلته لعالم قطار الاطفال...
شريك بدى له في غاية الطفولية و اللطافة!

نيكولاس؟!
نبست بصدمة لا أصدق أنه هنا، كان يحمل ورودا حمراء نبيذية، طريقة لفها في الورق الشفاف اكدت انها غالية الثمن حقا.
تقدم مغلقا الباب خلفه، كانت ملامحه هادئة ما تغير في شكله هو تلك الهالات التي نشرت ظلا خفيفا تحت عينيه.
جلس على السرير دون ان يرفع رأسه ناحيتي، شعرت بالتوتر و لم أدري ما على قوله و لهذا نبست باول ما راود ذهني.
كيف حالك؟
ابتسم بتعب يحدق بالسقف.
لست بخير ماريا!
أقسم انني لست كذلك،.

بلعت ريقي و جلست على المنضدة التي وضعت فيها مستحضرات تجميلي القليلة.
لما؟ ما الذي حدث معك؟
في تلك اللحظة تمنيت أنه نسي كل ما حدث بيوم ميلادي، لقد تحاشيته طيلة خمسة أشهر بحق الجحيم ألم يجد لحظة اخرى غير هذه!
ما الذي حدث معي؟!
كرر ورائي بسخرية قبل أن ينهض بانفعال و يهتف بين اسنانه، كان يبدو غريبا و كأنه ثمل دون ان يشرب...
و اللعنة ماريا بعد اعترافي لك اجد انك قد خطبتي لشاب غيري فكيف سأكون بخير؟!

نظرت له بصدمة، ليس لان كلامه مؤثر، بل لأنه مستفز، بحق السماء هو من اعترف لي فاكتشفت أنه مرتبط بل على مشارف ان تصبح تلك الفتاة خطيبته، و الأن جاء يحاسبني على خطبتي و هو من يزين اصبعه خاتم فضي.
اخبرني انك تمزح!
بعدم تصديق علقت و بدل ان يصمت هو واصل معاتبتي و إلقاء اللوم علي.
ألم تفكري بمشاعري ماريا!
أهذا هو الحب الذي تحدثتي عنه؟
و اللعنة بأي حق فعلتي هذا بي؟!
بأي حق قمتي بخيانتي ماريا!

كان يصرخ بي و يقترب مني، الغضب جعل اطرافي ترتجف، لا أصدق ان هذا الشاب هو نيكولاس الذي أعرفه.
عن أي خيانة تتحدث يا هذا، هل انت بكامل عقلك ام ان الجنون وجد طريقا لك!
انت من كسرتني نيكولاس...
انت من تلاعب بمشاعري و حطمتني بعد ان كنت املي الوحيد، و اللعنة عليك انت من اعترف لي بحبه و هو مرتبط!

كنت اضرب صدره بكلتا يدي و بقوة بالغة، اريد ان اعبر عن شيء بسيط من الانزعاج و الاشمئزاز الذين راوداني اتجاهه و لم اجد طريقة غير هذه
عندما توقفت كنت بالفعل اجاهد لسحب انفاسي، تنهد نيكولاس و مسح على وجهه بكفي يديه، وجهه الذي اريد تشويهه.
أعتذر ماريا...
انا فقط متعب!
لم اتحمل فكرة انك ستصبحين لشخص غيري
ضحكت بعدم تصديق و اجبته بوقاحة غريبة عني.
اوه حقا!
هل تظن نفسك الوحيد الذي يمتلك مشاعر نيك!

ألم أشعر انا بالمثل عندما اكتشفت انك مرتبط بفتاة غيري لا و ايضا اكتشفت الامر بعد ثوان من اعترافك لي،
قاطعني و هو يشد على كتفي يحاول ان يجعلني اهدئ قليلا.
لقد كنت مجبرا ماريا، كان على فعل هذا من أجل والدي!
إنه مجرد زواج مصلحة بعيد كل البعد عن المشاعر!
حبا بالرب هل يعتقد أنه الوحيد الذي يعيش حياة صعبة، ألم اكن مرغمة على الزواج بليوناردو و بموقف أصعب من خاصته بألف مرة!
لما اذا هو من يعاتبني؟!

لما هو من يبدو الضحية و انا التي خانته؟!
اخذت نفسا عميقا و جعلت من البرود يبتلع ملامح وجهي...
ان كان يراني الفتاة السيئة سأكونها من أجله!
من الافضل ان لا تكسر قلب فتاة أخرى نيكولاس، لا فرصة لك معي، انا الآن خطيبة ليوناردو اورسيني، هو يحبني و انا ابادله بالمثل!
أعتقد أن قصتنا انتهت قبل أن تبدأ!
الصدمة شلته و لهذا استطعت ان أفلت من قبضتيه بسهولة، كان على وشك ان يتحدث لولا ان طرقا على الباب قاطعنا.

آنستي الصغيرة الدوق ليوناردو في الأسفل مع الجد و والديك و ينتظر قدومك!
ادرفت الخادمة منحنية الرأس.
حسنا انا قادمة
بعد ان سمعت كلماتي انحنت و غادرت الغرفة، ارتديت المعطف و الذي كان دون اكمام و بدلها قفل عند العنق، و طبعا لم انسى حقيبتي الصغيرة.
ماريا انا،
عن إذنك نيكولاس، على الذهاب
ابتسمت بهدوء و نطقت بلطف جرحه.
فخطيبي ينتظرني!
و بهذا غادرت تاركة اياه في غرفتي...
جريحا من كلماتي...

لكن ليس بعمق الجرح الذي تسبب به!

عندما خرجت كان والدي الوحيد الذي يحادث ليوناردو، كنت قد اختبئت عن أنظار والدتي لكي لا اسمع أي ملاحظات، لست في وضع يتحمل فيه الانتقادات، عندما لاحظ ليوناردو وجودي ابتعد عن والدي الذي وجد نفسه يحدث الفراغ فتحمحم يحاول استرجاع شيء من هيبته.
كونتيستي الصغيرة
نبس بهدوء على غير عادته، لكنني لم أهتم كثيرا.
هل نذهب الآن؟
اومئ لي و مد يده ناحيتي، لولا عينا والدي التي كانت علينا لكنت تجاهلته.

لا تتأخري كثيرا!
نطق والدي بصرامة فأومأت له بهدوء، و هكذا كانت بداية موعدنا!
الموعد الذي سيغير كل شيء!

يتجول في شوارع فلورانسا بملل كبير، لازال يفكر بها...
و بقدر رغبته في أن يلقاها لا يجد الطريق لها!
رسم صورتها و أخذها لأحد معارفه و الذي يشتغل بقسم الشرطة المحلية، و منذ اسبوع لم يتصل به هذا الاخير او يطلعه عن أي خبر جديد و هذا جعله يكتئب حقا!
كأنها كانت مجرد خيال اختلقه عقله و ما لبث ان قتله!

إستمر بالمسير شارد الذهن الى ان اخترقت مسامعه اصوات كثيرة و لم يجد نفسه الا و هو يتبع تلك الضوضاء رغبة منه في استكشاف سببها، كان بعض المارة في ساحة المدينة قد تجمعوا حول شخص ما، و كان هذا الاخير يعزف على أداة موسيقية...
كان اللحن الذي يعزف منعشا و حماسيا، بل و بدى مضحكا نوعا ما!
اقترب ماريوس أكثر من التجمع يريد ان يستوضح معالم العازف و ما إن شارف على الوصول حتى اخترقت مسامعه صوت مألوف...
Ooh...

His name is Tony!
He from Milano
He whispers softly in Italiano،
وسع عينيه بصدمة عندما تذكر ذلك الصوت!
إنها هي!
همس بدهشة و شق طريقه بين الناس و، بالفعل لقد كانت هي!
He never leaves me!
Cause I am his Cinderella
He say that I m his only one and molto bella
He follows everywhere I go
He calls me baby
This little gigolo has got me going crazy
I just can t get him out of my mind
He s so amazing!

My heart says yes!
My mind says no!
Just let him go، go، go!
كانت تتوسط الحشد الذي يراقبها بهدوء بينما تعزف و تغني و ترقص في آن واحد، تحاول كسب ود الجمهور الذي أبى ان يمنحها ابتسامة تشجيعية واحدة.
بالنسبة له هي كانت رائعة بل و بمنتهى الروعة و الكمال، لكن برهنت له مغادرة الناس شيئا فشيئا انهم لا يرونها بنفس طريقته.
شعر برنين هاتفه المدفون بجيبه الخلفي، كان الشرطي الشي كلفه بالبحبث عنها.

يوون ماري فتاة استرالية، كانت تعيش في ميتم إيطالي بروما قبل أن يتبناها رجل ارمل...
عمرها تسعة عشر سنة، لم استطع الوصول إلى شيء آخر بعد لحد الآن
شكر ماريوس بكلمات مقتضبة صديقه ثم عاد يوجع تركيزه لمن سلبت عقله لأسابيع، كانت لا تزال منغمسة في أداء مسرحيتها الموسيقية و التي كانت بطلتها الوحيدة.
Oh Mamma Mia He s Italiano
He s gonna tell me a million lies
Oh Mamma Mia He s Italiano.

I know the way when I look in his eyes
Oh mamma mia!
تبقى ثلاثة رجال و امرأتين، كانو جميعهم يحدقون بها ينتظرون انتهائها كي يسحبوا أطفالهم و الذين ارادوا مشاهدة العرض من اجل القرد الذي يدور حول ماري يحمل قبعة صغيرة كي يجمع المال من الذين يراقبونهم...

و رغم ان صاحبة الشعر المتموج لاحظت ان لا أحد معجب بعرضها الصغير واصلت القيام بما تفعله بابتسامة واسعة، كانت عيناها تنتقلان من الصغير الى الكبير تتفقد تعابيرهم الى ان سقطت مقلتاها عليه، كان يناظرها بلمعة أخاذة في عينيه، بعمق...
شردت بالنظر اليه تحاول تذكره، وجهه يبدو مألوفا!
و ما إن جالت ذكراه في مخيلتها و ارادت الابتسام له لم تشعر و الا و هي تهوي ارضا بقوة...

وسع ماريوس عسليتيه بقلق بينما باشر الناس في الذهاب بعد ان اضاعوا دقائق ثمينة من حياتهم في مشاهدة امر تافه كهذا...

تنهدت الحسناء بعمق تخلله بعض الحزن، لم تستطع النهوض، او بالأحرى لم ترد فعل ذلك، كل شيء صعب جدا، مسحت على رأس قردها الذي جلس بحضنها، كانت ستشكو له همها لولا تلك اليد التي امتدت لها من العدم، رفعت رأسها فوجدته، بابتسامة جميلة و مرحة، مد لها يد العون رغم أنه لا يعرفها، لا تعلم أنه قلب ايطاليا حجرا بحجر ليجدها!
طبعا فقط من اجل انها معجبة به و لأنه يود اعادة سماعاتها...
لا أكثر من ذلك او أقل!
أليس كذلك؟!

كانت السيارة تسير بسرعة معقولة، كنت اراقب انوار المدينة التي أخذنا نبتعد عنها، شاردة بما حدث منذ دقائق، كيف ان مشاعري تغيرت ناحية نيكولاس بسهولة!
ألم أعشقه طوال سنين!
فكيف استطعت ان لا اذرف دمعة واحدة بل كيف تجاوزت امر خيبتي بسهولة!
تنهدت بهدوء و كنت على وشك ان اعود لتأمل السماء بصمت غير ان ليوناردو أبى هذا.
ما الذي يشغل تفكيرك لهذه الدرجة؟
حسنا دون مبالغة، لما يبدو مختلفا، لما لا يبتسم لي؟!

ايريد قتلي؟!
أمور تافهة!
لم اكن أكذب! اعتبر ما حدث مع نيك امرا تافها.
ابتسم لي أخيرا و اومئ و هو يحاول كتم ضحكته، هل قلت شيئا مضحكا او أنه هو المنفصم؟
اذا، كونتيستي الصغيرة، ما رأيك ان نتحدث قليلا
رفعت احد حاجبي باستنكار و نبست بسخرية.
الشيء الوحيد الذي اريد ان اتكلم فيه معك هو السبب الذي جعل ايريك يقوم بتمثيلية معك علي...
لا يخطر موضوع مشوق آخر ببالي!

افرج عن قهقهة صغيرة بالكاد استطعت سماعها قبل أن يقترح على موضوعا لنتحدث فيه.
ما رأيك ان نتحدث عن افكارنا الغريبة؟
املت رأسي قليلا جهة اليمين، ما الذي يهذي به.
افكارنا الغريبة؟!
همهم مؤكدا ثم باشر يشرح فكرته، بعيدا عن ما كان يقوله جذبني ذلك الوشم الصغير أسفل اذنه بقليل، كانت على شكل قطرة سوداء، اتساءل ما معناها!

أعلم انك من النوع الذي يعاني من التفكير الزائد، لذا بدل الصمت الذي يرافقنا اخبريني عن بعض افكارك
بلعت ريقي و انا ارمش بسرعة فائقة، ان اطلعته عن افكاري اقسم ان بامكانه ان يهرب من السيارة و يتركني لوحدي في هذا الطريق الفارغ.

كان ينتظر جوابي و هو يركز بالقيادة، لقد ابتعدنا عن المدينة بالفعل، هدوء الليل كان مريحا و النجوم بدت متلألئة بشكل جميل في السماء، لم تسقط أي ثلوج بعد و هذا محزن لكن المنظر لطيف رغم كل شيء.
و لما لا تخبرني انت عن افكارك، تبدو كقاتل متسلسل اشك في أن ما يراود دماغي المسكين قطرة صغيرة من بحر افكارك سيد ليو!
أحيانا أتسأءل من اين لي هذه الجرأة، بحق السماء منذ متى و انا أختصر اسمه!
لا مانع لدي!

نظرت له بدهشة، لم اتوقع أنه سيشاركني افكاره برحابة صدر هكذا!
أحيانا أفكر في، ماذا لو كنا كلنا شخصيات من حلم شخص نائم، ماذا لو ان كل شيء عشناه غير حقيقي و كان فقط خيال فتاة صغيرة نائمة بين والديها!
ما قاله مرعب و مريح في الآن ذاته، ماذا ان كانت حياتي كلها وهم لا يمت للواقع بصلة.
ان استيقظت هذه الفتاة فستكون خائفة دون شك!
علقت بهدوء و انا اطالعه فابتسم لي و ربت على رأسي بلطف.

سيكون والداها هناك من اجلها،
أحمر خداي لفعلته و الذي بدى لي أنه يقوم به بشكل اعتيادي، التفت للنافذة أحاول ان اتنفس بشكل صحيح لكنه قاطعني.
حسنا إنه دورك، اخبريني عن احد افكارك كونتيستي الصغيرة!
شردت للحظات أحاول استرجاع شيء من الامواج التي تتراطم بذهني في الليالي التي يهرب فيها النوم من جفني و لم تكن الا ثانيتين حتى تبادر لذهني امر ما.
جميع الناس يعتمدون على الساعة في تحديد اوقاتهم أليس كذلك!

همهم لي و هو يلف عجلة القيادة، نحن نسير بطريق مشجر، لا شك و اننا بطريقنا لدخول غابة، أعتقد اننا سندخل بطريق غير معبد و هذا سبب اختياره لسيارة صحراوية.
كما اننا نعرف جيدا ان كل دولة بعالمنا اما ان تزيد بساعة او تنقص بساعة و اكثر!
هذا صحيح
اكد لي بابتسامة، كان مستمتعا بطريقة كلامي، فبين كل جملة و اخرى انتظر ان يؤكد ما قلته فأعلم أنه مركز معي.

حسنا من قال اننا على حق! لربما اول مخترع للساعة قد اخطأ في حساباته و منذ ذلك الوقت و نحن نسير على توقيت خاطئ و العالم كله هكذا!
الا يبدو الامر غريبا و مرعبا لكن تافها في نفس الوقت ليو؟!
انغماسي في الحديث جعلني انسى من احادثه و ما مكانته، عندما لاحظت ما نبست به كان يبتسم لي بسحره الفريد و يربت على شعري.
إنه يبدو كذلك جميلتي!

انقبضت بطني على إثر ما نبس به، يا إلهي أشعر أنني عديمة الكرامة لكن، الامر ليس كما يعتقده الجميع!
هناك أمر خفي.
إنه دوري الآن
انتشلني من شرودي بكلماته تلك فأومأت له...
انغمسنا في حديثنا نتبادل تلك الافكار الغريبة و من دون ان نشعر كنا قد وصلنا لوجهتنا...
لن أكذب!
الحديث مع الشيطان أمتعني...

ان فتحت عينيك أقسم انني سأقتلعهما لك ايدي!
كانت تمسك بيده و تقوده ناحية شرفة غرفتها، لا يدري ما جهزت له لكنه سعيد بأي شيء، لطالما كانت ليلة عيد الميلاد يومهما هما الاثنين منذ الصغر، عودها على الخروج مع بعضهما و تزيين الشجرة لكنها و منذ سنتين اخبرته أنها كبرت على هذه الامور و ان تزيين شجرة الميلاد امر طفولي، حاول اقناعها بالعكس لكنها أعند من التيوس!
وصلناا!

فتح عينيه بسرعة فقابله منظر دغدغ مشاعره، لقد جهزت طاولة جميلة مزينة بالشموع كما في الافلام ذي غطاء أحمر رفيع، اطباق العشاء كانت فخمة اضفت على الطاولة رقيا، و لم تنسى طبعا احراق اعصابه باضافة قنينة نبيذ من النوع المعتق.
ميرنا!
نبس باستنكار لكنها سارعت تشرح له.
لن اتجرع قطرة واحدة انها من اجلك!

همهم برضى قبل أن يسحبها ناحية الشرفة، تأكدت ميرنا قبل الدخول ان تغلق الباب فلا تريد ازعاجا من الخدم او من عائلتهما، بالطبع ستعاتبها انها مطولا لعدم ذهابها للكنيسة معهم او المشاركة في الطعام.
سحب الكرسي من اجلها و لم تنتظر هي لحظة بل اراحت نفسها و هي تبتسم بحماس، أخيرا اتيحت لها الفرصة كي تجلس معه دون ازعاج او نظرات حادة...

ليست مرغمة على التقرب من ليوناردو او أي شاب آخر غيره، هي تريد ايدواردو رغم ان العالم كله اتفق على عكس ذلك.
اذا فلنبدأ سهرتنا!

عيني لمعتا باعجاب لشكل المنزل، كانت فيلا خشبية من طابقين، يحيط المنزل اشجار مختلفة الأشكال، كان البرد قارصا رغم صفاء السماء من الغيوم.
لما اخترت هذا المكان لأول موعد لنا؟
سألته بعفوية، أشعر أن ذلك الجدار الذي كان يمنعني عن الحديث معه بدأ ينقشع.
ستعلمين لاحقا و الآن اسرعي بالدخول ستصابين بالبرد.

انصعت لما قاله و دخلنا المنزل و الذي كان باطنه اجمل من خارجه، قادني الى غرفة المعيشة و التي كانت مطلة على بحيرة صغيرة، كان الحائط عبارة عن زجاج من خارجه ثبت عامودا انارة جعلت الرؤية اوضح و افضل.
ابتسمت باعجاب و ركضت للزجاج لكي احضى بمشاهدة افضل، وسعت ناظري بدهشة و هتفت انبئه.
ذئاب! هناك ذئاب بالاسفل.

كانت الحيوانات الساحرة تشرب من منبع الماء بلهفة، اقترب ليوناردو مني و انحنى لمستواي يراقب ما اعتبرته انا منظرا نادرا.
اجل ان الغابة غير محروسة توجد مختلف الحيوانات هنا
نظرت له بعينين تكادان تنفجران من الدهشة و الرهبة.
حتى الدببة؟
نظر لعيني بعمق مهمهما، قبل أن ينطق بحرف عاودت الكلام.
الا تخاف ان تهجم عليك او تقتحم المنزل.

استقام و امسك يدي يجرني اتجاه الطاولة التي جهزت جيدا من اجل العشاء، جعلني اجلس و اجاب عن سؤالي.
المنزل محصن كونتيستي الصغيرة لا داعي للقلق
اومأت بتفهم اراقبه و هو يتخذ المكان المقابل لي مجلسا له، طلب مني تناول الطعام و قمت بذلك، كنت العب بما يوجد في الصحن و انا مشغولة البال، و بالفعل افصحت عن ما افكر به بهدوء.
هل يمكنني ان أبدأ بسؤالك الآن؟!

وضع قطعة اللحم التي قطعها في فمه و اشار لي بأن افعل ما اريده.
حسنا،
فلتطرحي جميع أسئلتك الآن ماريا، أي شيء تريدين ان تعرفيه ساجيبك عنه الان!
تحمحمت أفكر بما على أن أسأله في البداية، حسنا هناك الكثير من الالغاز!
من أين تعرفني؟
عند سماعه لما قلت وضع شوكة الطعام و حدق بالسقف قليلا، لك اعلم ان كان يفكر او يسترجع تلك الذكرى لكنه شرد لبعض الوقت.
اعرفك منذ سن مراهقتي، أي منذ طفولتك.

حدقت به و انا مشوشة، ان كان يعرفني منذ ذلك الحين لماذا لا اتذكره؟
كيف؟
لم يضيع دقيقة واحدة و انما باشر بالحديث مباشرة شاردا بملامحي، بدى عليه و كأنه يسافر الى عالم آخر.

كنت في الرابعة عشر من عمري عندما التقيتك، اتجهت لكنيسة ما كي اتلو أول صلاة لي و آخرها، دخلت هناك و جثوت على الارض و صليت، صليت لمدة طويلة، و لربما كانت قصيرة و حديثي كان طويلا كنت على مشارف ان انتهي عندما شعرت بفتاة تشد سترتي، التفت ناحيتها فوجدتها تبتسم بإشراق و طلبت مني أن اساعدها، كانت تلعب مع اخوتها و ابن خالتها و ارادت الاختباء خلف تمثال لكنها كانت خائفة من العتمة و طلبت مني الاختباء معها.

و تلك الفتاة كانت انا!
استنتجت بهدوء فأومأ لي بابتسامة و واصل الحديث.
لم استطع ان لا افكر بك، و لهذا راقبتك من بعيد لدرجة صرت اعلم فيها عن كل ما يحدث معك، حاولت مواساتك في أوقات حزنك و حاولت ان انتقم لك من كل شخص اغضبك...
عندما تضحكين كنت اضحك معك!
شاركتك عالمك من دون ان تعلمي، و حتى سريرك!
سقطت الملعقة التي كانت بيدي من وقع الصدمة.
سريري!
ابتسم على ردة فعلي و اومئ لي يوضح ما قاله.

عندما كنت تشربين لشدة حزنك كنت ادخل غرفتك فأنام بجانبك، عندما كنت تحبسين في القبو كنت أفتح لك الباب خلسة، عندما يقترب منك شخص و خصوصا ان كان شابا كنت ابعده!
علي أن أكون خائفة منه فهاذا يعتبر جنونا لكن...
لما أشعر بسرب من الدجاج يرفس بطني؟!

لطالما اعتقدت انني كنت اتخيل نيكولاس نائما بجانبي بعدما أثمل، اتضح انني كنت نائمة امام شاب لا اعلمه، عندما كان يفتح الباب كنت أعتقد أنه حب جوليان لكن ها انا الآن اعلم انه ليوناردو اورسيني.
هذا هوس لعلمك تحتاج علاجا سيد ليوناردو!
ابتسم لي بجانبي و همس بنبرة جلعت جسدي يقشعر.
انت هي علاجي ماريا!
اخذت نفسا عميقا ثم نطقت سؤالا آخر
اذا انت صاحب القلادة ايضا لم يكن نيكولاس
اغمض احد عينيه و اردف بضحك
ليس تماما!

نيكولاس اللعين كان صاحب الفكرة و علمت عنها عن طريق الصدفة و لهذا حطمت القلادة التي كان يريد اهداءها لك و بدلها أشرفت على تصميم أخرى، اهديتك القفل و بقي المفتاح معي،
لا أصدق انني ضحكت على ما فعله بابن خالتي، عندما تجاوزت نوبة الضحك التي فتكت بي إثر اختلاط مشاعري اخذت نفسا عميقا، حدقت به و حدق بي...
هذه المرة لم تكن ملامحي باردة لكنها كانت دافئة، شعرت انني وجدته!
تميمة الحظ التي كانت تلاحقني...

الشخص الذي منحني حبا من دون ان يشعرني انني بحاجة الى رد الدين له.
عندما يحرم المرأ من حب والديه يشعر بسعادة مطلقة حين يعلم بحب شخص آخر له.
صحيح انني لست واقعة لليوناردو بل و لازلت أشعر بالخوف منه لكن هناك جانب آخر منه.
و مع هذا لا تزال تلك اللطخة السوداء تعيق ان اتقبله بحياتي...
اللطخة التي قد تقلب حياتي و تغير الكثير...
حسنا أعتقد أن هذا وقت آخر سؤال!

تجرع قليلا من كأس شرابه و اومئ لي ينتظر ما سأنطق به.
كلانا يعلم ما هو!
لما قمتم بخداعي...
لما تعاون ايريك معك و مثلتم امامي تلك المسرحية المؤلمة؟
ابتسم لي بلطف و بادر يشرح لي ما حدث ذلك اليوم.

ها قد تناولنا العشاء و شربنا الشوكولاته الساخنة فلتروي لي ما جعلك تكذب على ماريا ايريك!
نطقت بنفاذ صبر، لقد جعلها تجول فلورانسا اكملها معه رغم خوفها و قد وافقت فقط من اجل ان تعلم ما سره.
كانا جالسين بمقهى مطل على نهر آرنو و كؤوس مشروباتهما امامهما.
حسنا حسنا...
لما العجلة يا فتاة!
نظرت له بحدقتين تطلقين الشرر فقرر ان يبدأ دون مراوغة...
لا مجال للهرب!

انها الكأس الخامسة عشر، و أخيرا لاحظت عليه آثار الثمالة، ابتسمت ميرنا بسعادة، عندما لاحظت أنه اتكئ على مسند الكرسي و هو بالكاد يفتح عينيه.
لكل شخص عادات شرب و عادة ايدواردو هي قول الحقيقة، عندما يكبر من المشروب يجيب على أي شيء و يثرثر بكل شيء...
ايدي!
نبست ميرنا فهمهم لها و هو يتثاءب، خشيت أن ينام قبل أن تتمم مهمتها فنطقت بسرعة.
لما مثلتم ان ايريك حرق المعمل؟

دعك عينه و هو يحارب لكي لا ينام، اجفانه مثقلة بحق لكنه لا يزال راغبا في قضاء الوقت معها، هذا غير متاح دائما!
علم ايريك ان سواريز يود قتلها من اجل الإرث، حاولت فيرناندا ايقافه لكنها لم تستطع و لجأت لايريك كي ينقذ ابنتها، كان ايريك قد اكتشف هوس ليوناردو بماريا بعد حفل عيد ميلادها فقد راوده الشك حيال تقرب ليوناردو منها...
بعد ان حقق في أمر اخي طلب منا ان نساعده و اقترح هذا الامر.

تجمدت اوصالها لما سمعت، الشفقة، الخوف، الغضب، الحقد
امتزجت كل هذه المشاعر داخل ميرنا التي كانت تحدق بذلك الذي يتأرجح بكرسيه كي يبعد النوم عن جفنيه، هل كانت صديقتها المسكينة على وشك ان تموت، و يكون القاتل والدها!
ااااه اللعنة عليك ايها الحقير التافه الداعر!
صرخت ضاربة الطاولة بيدها، و قد تسبب ذلك في إصدار ضجة عالية.
إلهي، ايد!
ضجة عالية أفزعت ذلك الثمل مما جعله يقع.

أسرعت ناحيته تساعده على الوقوف، كان يضحك بغباء يحاول ان يكرر فعلتها و يروي لها ما حدث له، بدى لطيفا و مضحكا لدرجة جعلتها تضحك معه.
حدق بعينيها اللتين اصبحتا على شكل هلال، كانت خصلاتها المصبوغة بالاسود منسدلة عدا بضع خصلات قد قامت بجمعها.
احبك
توقفت عن الضحك تدريجيا، لم تكن قد سمعت ما قاله بشكل صحيح لذا نبست بابتسامة.
ماذا قلت
اقترب منها اكثر، لدرجة خطيرة اذ اصبح زفيرها داخل رئته...
انا احبك ميرنا!

صحيح انني شعرت بالراحة عندما علمت ان ايريك يحبني و شعرت بشعور جميل يدغدغ مشاعري عندما علمت ان امي خافت علي...
لكن هذا لا يمنع ان المرارة انتشرت داخلي من خبر ان والدي و الذي انجبني كان يريد قتلي من اجل المال!
شردت، لم يكن الامر لمجرد لحظات بل سافرت لعالم آخر، لم اطمع بأكثر من أب يحبني...
ان يظهر لي فقط في يوم ما أنه يكن لي مشاعر أخرى غير النفور و الحقد...

أقسم أنه لو كان أبا جيدا لكنت تخليت عن ذلك المال دون ادنى ندم لكن، ان يود قتلي!
هذا مبالغ به...
هذا يعني انه مجنون...
لم أشعر أن ليوناردو قد وقف من محله و اقترب مني الا عندما سحب كرسيي جاثيا على الارض. نظرت لملامحه بهدوء، لم ارد أن أبدو محط شفقة
حاوط وجهي بكفيه الدافئين و مسح على وجنتي بلطف لم يتوافق مع تلك النظرة الباردة.
ان أردت روحه سأنفذ رغبتك...
ان أردت ان لا تعودي لهناك لك هذا...

أقسم لك كونتيستي لا قدرة لشخص على مسك بأي اذى!
شددت على قبضتي، و أخذت نفسا عميقا امنع به أي مشاعر غير مرغوب بها، و بأكثر نبرة دافئة و اكثر الابتسامات امتنانا همست له.
شكرا لك ليوناردو،!
منحني ابتسامة هادئة قبل أن يبعثر شعري، نظر لساعة معصمه السوداء و التي أشارت للحادية عشر ليلا و خمسة و اربعين دقيقة...
لقد تحدثنا طويلا!
لقد حان الوقت.

همس قبل ينهض و يمد يده لي، عقدت حاجبي باستغراب لكنني لم اسأله عن شيء، تمسكت بيده و جعلته يقودني للطابق الأخير...
كان أشبه بالعلية المجهزة كغرفة جميلة و في آخرها شرفة واسعة وضع عليها منظار أسود اللون لمراقبة النجوم إضافة لكرسيين خشبيين وضع فوق احدهما غطاء اسود اللون للوقاية من برد شهر ديسمبر.

سحبني و جعلني اجلس على احد الكراسي و فعل المثل، وجه عدسة التيلسكوب ناحية مكان ما بالسماء و قد تطلب الامر منه بضع لحظات قبل أن يثبت جيدا.
فلتنظري لهذه النجمة!
طلب مني و خضعت لما قال بحماس، كانت نجمة ساطعة و بعيدة، نورها واضح رغم انها صغيرة و وحيدة...
لقد كانت بعيدة عن باقي النجوم لكنها الأقرب من القمر.
إنها رائعة!
هتفت بشرود و انا اتأملها بشغف...
لقد سلب مظهرها عقلي!
حسنا هذه هديتي لك.

وجهت انظاري له و رفعت أحد حاجبي باستغراب.
ما قصدك؟
من الطاولة الموضوعة في الركن حمل ورقة ما، كانت اشبه بشهادة و كتب في أعلاها بخط عريض بلون ذهبي كلمتان انجليزيتان، ما فهمته بالتقريب انها شهادة امتلاك.
عندما لاحظ ليوناردو أنني لم افهم بعد ما يرمي إليه باشر قراءة الوثيقة لي
فليكن معلوما للجميع ان النجم المحدد موقعه في مجال RA بدرجة انحراف 21 22 بإسم ماريا فيسكونتي.

هذا الاسم معترف به رسميا من طرف وكالة ناسا العالمية
كامل حقوق الوكالة محفوظة
اختصر ما كان مكتوبا، كنت اوسع عيني بصدمة...
أقسم ان دقات قلبي توقفت من هول ما سمعت.
ما، ماذا؟
نجمة!
اسمي؟!
ماذا تقوله
ضحك على ردة فعلي و شرح بطول صبر.
هذه النجمة التي رأيتها الآن هي باسمك...
لن أستطيع أن اجعلها ملكك وحدك لكن، كل من يراها سينظر لك!
هي تشبهك...
بل هي انت!

وقفت و اقتربت من السور أحاول ان انظر للنجمة، قلبي يدق بسرعة لا أصدق ان اسمها صار باسمي...
هذا أشبه بأسطورة!
انا، حقا لا اعلم ما على أن أقوله...
هذه ليست مجرد...
انا، انا لا اعلم...
اااه يا إلهي انا أشعر بالصدمة
تارة انظر له و تارة للنجمة بينما انبس بكلمات غبية لا معنى لها، حبا بالرب لقد اهداني نجمة في السماء!
رغم ان كلمة الشكر قليلة لكنني لا أملك غيرها...
شكرا لك حقا!
من قلبي!

ما إن نطقت كلماتي حتى سمعنا صوت الالعاب النارية التي انطلقت بالمدينة، كانت صاخبة لدرجة ارتعاب الحيوانات و فرارها...
كان ينظر لي و يبتسم...
و هذه المرة لم ارى ابتسامته مستفزة...
اوتعلمون!
هذه الليلة كانت البداية الحقيقية
كانت و كأنها انطلاقة جديدة
نقطة تحول في حياتي المقيدة و أملا جديدا في النجاة.
أعتقد انني سأغير وجهة نظري ناحية ليو، فهو ليس شيطانا.
و ان كان كذلك فهو شيطاني الحارس!

في طريق عودتنا سألت ليوناردو عن سبب تأجيله لارتداء خواتمنا في حفل الخطبة، اخبرني أنه أراد أن يمنحني الخاتم عندما أقع في حبه لا و انا لا اعلم عنه شيئا، لم أجبه بكلمة لكنني منحته ابتسامة صغيرة قبل أن اغلق جفني المثقلين.

عندما عدنا للمنزل كانت الساعة تقارب على ان تكون الواحدة ليلا، كنت نائمة حينها و لم اعلم كيف وصلت لغرفتي، عندما استيقظت وجدت هدايا اخوتي فوق المنضدة القريبة من السرير، ابتسمت بحب و تفقدتها، كانت بسيطة و جميلة و، لطيفة!
تسللت بسرعة لغرفة عمتي و اخبرتها عن كل ما حدث و حرصت على ان اهديها عدة حياكة جديدة، و قد اهدتني في المقابل قفازين لطيفين.

لم يعلم والدي عن تأخري و لم ينطق حرفا واحدا و هذا شيء جيد، غير انني لم أتوقف عن الشرود بوجهه في مائدة الطعام، اتذكر كل كلمة سمعتها عنه.
تعرضت لتحقيق مطول من اخوتي عن الموعد و قصصت عليهم كل التفاصيل متفادية العاطفية منها و قصة ايريك و التمثلية، و بالحديث عن ايريك، منذ ان عدت للمنزل و انا متشبثة به، لا انفك اعانقه و أقبل خده سعيدة بأنه لا يزال اخي الذي يحميني!

بعد يوم من الموعد جاءت ميرنا الى القصر و قمت بقص ما جرى عليها و على ايليت...
كانت ميرنا تضرب كتف ايليت بحماس كلما وصلت لجزء لطيف من ما حدث معي و هذه الأخيرة كانت تعانق أحد الوسائد و تصرخ بجنون.
هل يستطيع الانسان شراء نجمة؟!
سألتني صاحبة الخصلات السوداء فاجبتها مبتسمة.
لم اكن اعلم هذا أيضا ايليت، لكن اتضح انه من الممكن فعل هذا.

أعلم ان الامر يبدو تافها حقا لكن، وجود نجمة تشبهني و تحمل نفس اسمي و كل هذا بسبب شاب مهووس بي!
حسنا لا أستطيع ان لا اكون سعيدة بهذا الخبر.
هذا رائع حقا!
يا إلهي لم اكن اعلم ان ابن عمي المتحجر يملك افكارا كهذه!
كانت ميرنا تتحدث و هي تتلوى على الارضية، وقفت ايليت و اعتذت منا قائلة ان عليها الذهاب لاتمام عملها و لم أستطع منعها و بهذا تركتنا انا و تلك التي تبتسم للسقف.
ميرنا
نبست بهدوء فاستقامت بسرعة.

ماذا هناك؟
بدت مضحكة بسبب تحول ملامحها للجدية فجأة.
برأيك هل يحبني بصدق؟
قلبت صديقتي عينيها بضجر و كأنني نطقت بالهراء.
الشاب مهووس بك عن أي حب صادق تتحدثين، ليوناردو ليس شابا عاديا ماريا...
لم يقع لفتاة واحدة طيلة حياته و لم يسمح لامرأة ان تقترب منه
هذا طبيعي فقد كان يراقبني كالمجنون المترصد من ان كان عمره أربعة عشر سنة.
عندما أفقت من شرودي وجدت ميرنا تبتسم بحماس لفكرة خطرت لها.

ان تزوجتما سيسمح لك بالذهاب لمعهد الفنون و بهذا ستحققين حلمك!
بمجرد ان سمعت ما قالته هاجت مشاعري بسعادة و نطقت بحماس.
بل و لربما لن يمانع ان لا أغير كنيتي و بهذا انتقم لنفسي من والدي،
نظرات ميرنا أصبحت مشفقة على حالي و هذا ازعجني لكنني واصلت مبتسمة.
سأحطم احلامه و سأحقق وصية جدي!

كانت صديقتي على وشك ان تصفق لي عندما سمعنا صوت طرق على الباب و قبل أن اسمح للطارق بالدخول اقتحم الغرفة، تجمدت الدماء بعروقي و توقف خافقي عن النبض عندما اتضح ان الفاعل والدي، كان يبتسم ابتسامة هادئة بثت الرعب داخلي.
آنسة ميرنا ان سائقك بانتظارك
نظرت لي صديقتي بقلق فأومأت لها ودعنا بعض و خرجت من الغرفة، كنت على وشك اللحاق بها لولا ان والدي اغلق الباب بتأن ثم تأكد من ادارة المفتاح.

استدار بنفس الابتسامة و ملامحه فارغة كنت ابتعد عنه و انا آخذ انفاسي بصعوبة...
إلهي انقذني...
تريدين ان تطعني ظهري أيتها الحقيرة الصغيرة...
سأريك ما معنى عصيان اوامري،!
نطق كلماته و هو يقترب مني، ارتعد جسدي خوفا من ما سيقوم به...
لقد حانت نهايتي دون شك!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب